موضي قطر
22-10-2011, 11:57 AM
الكاتب / تركي عبدالله السديري
ملك القذافي مؤهلات غرائب عجيبة ليس بينها ما يؤهله لأن يكون في أي وظيفة متدنية، ولا أريد أن أحدد نوعيات الوظائف المتدنية.. في قاع المجتمع.. لأنني أيضاً لا أريد أن آتي بعبارة تحديد نوعية المهنة الضحلة.. البسيطة.. التي هو دون قدرة العمل بها لأنني لا أريد الإساءة لمن لم تمكنهم قدراتهم شغل ما هو أفضل منها لكنهم بقوا «أعقل» من القذافي بتصرفاتهم وعلاقاتهم.
تخبط جنون هذا الرجل جعله يأتي إلى الحكم قبل «٤٢» عاماً، وكان وقتها في سن السادسة والعشرين تقريباً.. وفي هذا السن كيف يصل شاب إلى الحكم.. استقبله عبدالناصر - رحمه الله - على أنه ابن الثورة ورمز المستقبل.. وكانت له جلسات مضحكة آنذاك حسب ما ذكر لي شاهد عيان وقتها بأنه كان يتمدد على السرير ثم يكشف وجهه سريعاً بارتعاش ضاحك ثم وبسرعة يغطي الوجه والرأس مكرراً ذلك عدة مرات.
الكتاب الأخضر لم يفهم أحد أنه أخضر إلا بما يوحي أنه قرآن جديد.. لماذا لا؟.. ألم يتدخل في بعض بدايات السور القرآنية ليغيرها باعتباره مكلفاً سماوياً بذلك؟.. عدة مرات دخلت معرض الكتاب في القاهرة وأذهلني أن أجد الصالة الليبية ليست إلا أصباغاً خضراء واحتواء فقط لكتابه الفريد.
عندما يكون هناك اجتماع قمة عربية ينفرد بأنه يأتي للاجتماع بعد مرور نصف ساعة من البداية، ويؤكد مرافقوه إذا أتى السؤال عنه بأنه نائم.. يمشي في الممرات برفاقه أو مع زعماء آخرين فيخيّل لك وأنت تراه أنه سيتدحرج على الأرض لو وضعت أمامه علبة سجائر فقط أو فنجان شاي حيث عيونه متجهة إلى أعلى.. تستغرب أيضاً كيف نظم ذلك التعدد لألوان ملابسه المنفردة بتفصيل خاص.
في عام ٢٠٠٥م كان يتحدث أمام مجلس شعبه وقال لهم: إنه يصله ضيق الأوروبيين بعدم تمكنهم من نشر العدالة والحرية وممارسة الديمقراطية، لذا فهو يفضل لو أن من كل دولة أتى وفد زائر لليبيا ليتابع حوارات المجلس الليبي فيستفيد منها.. تصوروا.. وقد كان هذا التصريح معلناً عبر التلفزيون أثناء الاجتماع.
هناك جنون متعدد في العالم لكنه لا يصل إلى الحكم.. كيف حدث ذلك في ليبيا؟.. كيف لم ترفضه جامعة الدول العربية في عضويتها؟.. للمعلومية.. صدام حسين فرض نفسه بجبروته ولو تم تقييم سلوكياته لما أمكنه أن يحكم.. ألم يرتكب جريمة قتل وهو شاب في سن السابعة عشرة؟.. ألم يحاول اغتيال عبدالكريم قاسم ثم هرب إلى القاهرة؟.
السلال في اليمن كان وسيلة تغيير نظام أكثر مما كان قدرة كفاءة، لهذا تم إبعاده سريعاً رغم تدليله في الاسكندرية حين يأتي مرهقاً بوجود إسماعيل ياسين بجانب سريره.. ما هي كفاءة عبدالكريم قاسم؟ ألم يفتح مجازر مرعبة اعتمدت على ما يسمى بالسحل.. وهو سحب المعتدى عليه حتى يموت؟.
ما هي المقارنة بين سوريا ما قبل أربعين عاماً عندما كانت قوة مساندة لجيرانها العرب؟ وكيف هي الآن في عزلتها عن هذه المساندة طيلة ثلاثين عاماً وجنوحها إلى إيران؟..
من هو أي رئيس في العالم أحاط نفسه أمنياً بعسكريات نساء جميلات ومن دول أجنبية إلا القذافي؟
استعراضي الموجز لأوضاع بعض الزعامات العربية أوضح به أن غياب الوعي بدليل نوعية القيادة لم يكن خصوصية ليبية.
جريدة الرياض 23/10/2011
ملك القذافي مؤهلات غرائب عجيبة ليس بينها ما يؤهله لأن يكون في أي وظيفة متدنية، ولا أريد أن أحدد نوعيات الوظائف المتدنية.. في قاع المجتمع.. لأنني أيضاً لا أريد أن آتي بعبارة تحديد نوعية المهنة الضحلة.. البسيطة.. التي هو دون قدرة العمل بها لأنني لا أريد الإساءة لمن لم تمكنهم قدراتهم شغل ما هو أفضل منها لكنهم بقوا «أعقل» من القذافي بتصرفاتهم وعلاقاتهم.
تخبط جنون هذا الرجل جعله يأتي إلى الحكم قبل «٤٢» عاماً، وكان وقتها في سن السادسة والعشرين تقريباً.. وفي هذا السن كيف يصل شاب إلى الحكم.. استقبله عبدالناصر - رحمه الله - على أنه ابن الثورة ورمز المستقبل.. وكانت له جلسات مضحكة آنذاك حسب ما ذكر لي شاهد عيان وقتها بأنه كان يتمدد على السرير ثم يكشف وجهه سريعاً بارتعاش ضاحك ثم وبسرعة يغطي الوجه والرأس مكرراً ذلك عدة مرات.
الكتاب الأخضر لم يفهم أحد أنه أخضر إلا بما يوحي أنه قرآن جديد.. لماذا لا؟.. ألم يتدخل في بعض بدايات السور القرآنية ليغيرها باعتباره مكلفاً سماوياً بذلك؟.. عدة مرات دخلت معرض الكتاب في القاهرة وأذهلني أن أجد الصالة الليبية ليست إلا أصباغاً خضراء واحتواء فقط لكتابه الفريد.
عندما يكون هناك اجتماع قمة عربية ينفرد بأنه يأتي للاجتماع بعد مرور نصف ساعة من البداية، ويؤكد مرافقوه إذا أتى السؤال عنه بأنه نائم.. يمشي في الممرات برفاقه أو مع زعماء آخرين فيخيّل لك وأنت تراه أنه سيتدحرج على الأرض لو وضعت أمامه علبة سجائر فقط أو فنجان شاي حيث عيونه متجهة إلى أعلى.. تستغرب أيضاً كيف نظم ذلك التعدد لألوان ملابسه المنفردة بتفصيل خاص.
في عام ٢٠٠٥م كان يتحدث أمام مجلس شعبه وقال لهم: إنه يصله ضيق الأوروبيين بعدم تمكنهم من نشر العدالة والحرية وممارسة الديمقراطية، لذا فهو يفضل لو أن من كل دولة أتى وفد زائر لليبيا ليتابع حوارات المجلس الليبي فيستفيد منها.. تصوروا.. وقد كان هذا التصريح معلناً عبر التلفزيون أثناء الاجتماع.
هناك جنون متعدد في العالم لكنه لا يصل إلى الحكم.. كيف حدث ذلك في ليبيا؟.. كيف لم ترفضه جامعة الدول العربية في عضويتها؟.. للمعلومية.. صدام حسين فرض نفسه بجبروته ولو تم تقييم سلوكياته لما أمكنه أن يحكم.. ألم يرتكب جريمة قتل وهو شاب في سن السابعة عشرة؟.. ألم يحاول اغتيال عبدالكريم قاسم ثم هرب إلى القاهرة؟.
السلال في اليمن كان وسيلة تغيير نظام أكثر مما كان قدرة كفاءة، لهذا تم إبعاده سريعاً رغم تدليله في الاسكندرية حين يأتي مرهقاً بوجود إسماعيل ياسين بجانب سريره.. ما هي كفاءة عبدالكريم قاسم؟ ألم يفتح مجازر مرعبة اعتمدت على ما يسمى بالسحل.. وهو سحب المعتدى عليه حتى يموت؟.
ما هي المقارنة بين سوريا ما قبل أربعين عاماً عندما كانت قوة مساندة لجيرانها العرب؟ وكيف هي الآن في عزلتها عن هذه المساندة طيلة ثلاثين عاماً وجنوحها إلى إيران؟..
من هو أي رئيس في العالم أحاط نفسه أمنياً بعسكريات نساء جميلات ومن دول أجنبية إلا القذافي؟
استعراضي الموجز لأوضاع بعض الزعامات العربية أوضح به أن غياب الوعي بدليل نوعية القيادة لم يكن خصوصية ليبية.
جريدة الرياض 23/10/2011