المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حراسة الخواطر



امـ حمد
25-10-2011, 03:37 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


حراسة الخواطر
خلق الله سبحانه العباد لحكمة ما خفيت على ذو عقل وفطرة, لامتحانهم بأنواع الإبتلاءات والفتن,ليميز الخبيث من الطيب




قال تعالى(ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا اّمنا وهم لايفتنون)لذلك خاف الصادقون الصالحون على أنفسهم الوقوع




في المزلات,والضياع,في دهاليز الضلالات,فتزودوا من صالح الأعمال,واجتنبوا أضدادها,لكن بقي هنالك صنف




اجتهدوا وصدقوا في المجاهدة ,لكنهم أهملوا (ثغره )طالما تسببت في وقوعهم في المعاصي وفتحت لهم أبواباً موصده




وتركتهم في بحر مضطرب يصارعون أمواجه,هذه الثغرة هي( الخواطر)كم من صالح عزم على التوبة من أمر منكر




ثم عاد له,كم من فتاة عاهدت ربها أن لا تعود لعمل آثم,فساقت نفسها بنفسها لتلك المعصية,لو فتشنا عن السبب لو




جدنا أن السبب الأول لهذا الداء فينا هو التساهل في الخواطر والاسترسال فيها وإمرارها على القلب,تناسينا بأن الله سبحانه




ينظر لقلوبنا,قال النبي,صلى الله عليه وسلم(إن الله لا ينظر إلى صوركم و لا إلى أجسـامكم ولكن ينظر إلى قـلـوبـكم)




تناسينا بأن قلب المؤمن والمؤمنة أرقى وأعلى من أن يحوي بين راحتيه مثل هذه الأفكار والخطرات,قال ابن القيم




الجوزية,رحمه الله,حراسة الخواطر وحفظها و الحذر من إهمالها والاسترسال معها , فإن أصل الفساد كله من قبلها




يجئ , لأنها هي بذر الشيطان والنفس في أرض القلب فإذا تمكن بذرها تعاهدها الشيطان بسقيه مرة بعد أخرى حتى



تصير إيرادات , ثم يسقيها حتى تكون عزائم ,ثم لا يزال بها حتى تثمر الأعمال,ولا ريب أن دفع الخواطر ايسر من دفع




الإيرادات والعزائم , فيجد العبد نفسه عاجزاً أو كالعاجز عن دفعها بعد أن صارت إرادة جازمة , وهو المفرط إذا لم




يدفعها وهي خاطر ضعيف , كمن تهاون بشرارة من نار وقعت في حطب يابس,فلما تمكنت منه عجز عن




إطفائها,والطريق إلى حفظ الخواطر,العلم الجازم بإطلاع الرب سبحانه و نظره إلى قلبك وعلمه بتفصيل





خواطرك,وحياؤك منه,وخوفك منه أن تسقط من عينه بتلك الخواطر,وإيثارك له أن تساكن قلبك غير محبته,وخشيتك أن




تتولد تلك الخواطر ويستعر شرارها فتأكل مافي القلب من الإيمان ومحبة الله, فتذهب به جمله و أنت لاتشعر,وأن تعلم




أن تلك الخواطر الرديئة لا تجتمع هي وخواطر الإيمان ودواعي المحبة والإنابة أصلاً بل هي ضدها من كل وجه ,





وما اجتمعا في قلب إلا وغلب احدهما صاحبه وأخرجه واستوطن مكانه , فما الظن بقلب غلبت خواطر النفس




والشيطان فيه خواطر الإيمان والمعرفه والمحبة فأخرجتها واستوطنت مكانها , لكن لو كان للقلب حياة لشعر بألم ذلك




وأحس بمصابه,وأن يعلم أن تلك الخواطر بحر من بحور الخيال,فإذا دخل القلب في غمراته غرق فيه وتاه في ظلماته,




فيطلب الخلاص منه فلا يجد إليه سبيلا , فقلب تملكه الخواطر بعيد من الفلاح , معذب مشغول بما لا يفيد,وأن تلك الخواطر




هي وادي الحمقى وأماني الجاهلين, فلا تثمر لصاحبها إلا الندامة والخزي,وإذا غلبت على القلب أورثته الوساوس




وعزلته عن سلطانها وأفسدت عليه رعيته و ألقته في الأسر الطويل,وكما أن هذا في الخواطر النفسانية فهكذا الخواطر





الإيمانية الرحمانية هي أصل الخير كله,فإن أرض القلب إذا بذر فيها خواطر الإيمان والخشية والمحبة والإنابة و




التصديق بالوعد ورجاء الثواب و سقيت مرة بعد مرة , وتعاهدها صاحبها بحفظها ومراعاتها والقيام عليها , أثمرت




له كل فعل جميل وملأت قلبه من الخيرات واستعملت جوارحه في الطاعات واستقر بها الملك في سلطانه و استقامت له رعيته,



اسأل الله لي ولكم الفائدة والمثوبة,والحفظ من مزالق الشيطان والنفس,وأن يوفقنا لفعل الخيرات وترك المنكرات.

ارين
25-10-2011, 05:37 PM
بارك الله فيج يا أم حمد وجزاج الله خير

abomohamed
25-10-2011, 08:00 PM
جزاك الله خير

امـ حمد
26-10-2011, 02:21 AM
بارك الله فيج يا أم حمد وجزاج الله خير





بارك الله فيج يالغاليه

وجزاك ربي جنة الفردوس

امـ حمد
26-10-2011, 02:22 AM
جزاك الله خير







بارك الله فيك

وجزاك ربي جنة الفردوس

امـ حمد
26-10-2011, 02:26 AM
بارك الله فيج يا أم حمد وجزاج الله خير







بارك الله فيج حبيبتي

وجزاك ربي جنة الفردوس

السيف500
29-10-2011, 08:21 AM
جزاك الله خير ..

امـ حمد
03-02-2012, 02:47 AM
جزاك الله خير ..

بارك الله فيك

وجزاك ربي جنة الفردوس