المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سميرة رجب.. صراخ في النور



làst çhàncè
28-10-2011, 09:54 AM
سميرة رجب.. صراخ في النور


سهلة آل سعد

شاهد الكثيرون منا الليلة قبل الماضية حلقة برنامج الاتجاه المعاكس، التي استضافت سميرة رجب عضو مجلس الشورى البحريني وخليل المرزوق ممثل جمعية الوفاق والمعارضة البحرينية وكانت حلقة قوية بحق.
إليكم محاولة استقرائية تحليلية للوضع البحريني الحالي (من الرابع عشر من فبراير الماضي وحتى الآن)، في الحقيقة عندما انطلقت أصوات المعارضة والمطالبة بالحقوق في الرابع عشر من فبراير كنت أحد المؤيدين لهذه الأصوات على اعتبار أنها أصوات عامة مطالبة بحقوق مشروعة وإصلاحات مفهومة، وانطلقت مباركتنا لها في تويتر في ذلك الوقت، إذ جميعنا يعلم الأحوال المتردية اقتصاديا بالدرجة الأولى وسوء توزيع الثروة لديهم، وهو الأمر الذي يشمل في بردته الجميع سنة وشيعة، ولذا انضم بعض السنّة للمظاهرات في بدايتها على أنها مطالبات بإصلاحات مشروعة ولكنهم تراجعوا حين تغيرت الصورة وتبدلت المطالب، وحين رأوا ما يحدث أمامهم في دوار اللؤلؤة وغيره، مما يخرج عن دائرة مطالبهم وقناعاتهم.
الشيعة الذين بدؤوا بما بدا أنه مطالب إصلاحية عادلة تغيرت نبرتهم وتغيرت مطالبهم وتغير تعاطيهم السلوكي مع الطرف الآخر الذي كان رد فعله العنيف في البداية على ما أسموه ثورتهم -وأردنا الاعتقاد حقا بأنها ثورة عادلة ونظيفة وغير موالية سوى لحقوقهم البحرينية البحتة- ما هو إلا نتيجة عنفهم هم في التعامل مع الحدث ذاته والذي استمر حتى بعد هدوء الحكومة ونزوعها للتنازل والمصالحة.
هذا الصراع العنيف والمتواتر الدائر في البحرين بين أبناء الطائفة الشيعية المدفوعة والمدعومة من الخارج وبين الحكومة البحرينية وأبناء الطائفة السنية من طرف آخر أدى لانحسار الدعم الداخلي والخارجي عن الفئة الأولى إلاّ ممن يوالونهم ويحركونهم.
نعم أيدناهم في بداية ثورتهم المزعومة مدفوعين بإيماننا بكرامة الشعوب وحقوقها في التمتع بخيرات بلدانها وحقوقها الدستورية، إلاّ أنهم ينالون من الحقوق الدستورية الكثير ولكنهم لا يجازونه ولاء وإخلاصا بالمقابل، وتبقى حقوقهم في عدالة توزيع الثروات عالقة حرموا منها أنفسهم وغيرهم من أبناء السنّة الذين يقاسمونهم ذات الأرض.
ليس نبوغا معرفة أن ثورتهم قد مرت بمرحلتين مرحلة البداية المقبولة ومرحلة لاحقة مدفوعة بأطماع ومؤثرات خارجية، أحد مذيعي قناة تلفزيون البحرين اعترف ذات مرة بوجود هاتين المرحلتين، أما أنا فأعتبر ما أقدموا عليه غباء محضا وتضييعا رخيصا لفرصة غالية كانت سانحة لهم كما لأبناء السنة من مواطنيهم.
يؤسفنا ذلك ولكن لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله، وهم من جرّوا على أنفسهم هذا الوبال بسماحهم لقوى خارجية بالتدخل في شؤون البحرين الداخلية وهي أمور لا تخصها ويفترض أنها لا تعنيها.


عودة لبرنامج الاتجاه المعاكس، كانت مواجهة قوية من طرف واحد، صراخ سميرة رجب وردودها القوية على الضيف الآخر أضعف أكثر موقفه وموقف حزبه وموقف المعارضة معه بالتالي، وهو لم ينف حتى عدم انضوائه تحت رأيه ولي الفقيه والمخطط الإيراني بشكل صريح، اكتفى بقول: تقول إيران ما تقول، نحن نريد حقوقنا، نريد تطبيقا للدستور ولملكية دستورية.
قالت سميرة رجب: التيار الإسلامي الشيعي في العالم كله له اجتماعات سنوية، وهم منهم، يذهبون ويحضرون مجمع آل البيت.
فلم يرد بالنفي أبدا، لم يستطع أن يقول لا نواليهم ولا نذهب إليهم ولا ننضوي تحت لوائهم ولا نجتمع بهم وأتحداك أن تثبتي ذلك، لم يعترض على ما قالت أو يدفعه لأنهم ببساطة يوالونهم ويذهبون إليهم ويتلقون تعليماتهم منهم، فماذا يرتجى من معارضة تابعة لمخطط خارجي وتعمل على تنفيذ الجزء الخاص به في الخليج (العربي).

موقف المرزوق الضعيف في الحلقة أيضا أتى من تكراره نفس الكلمات وكأنه لا يملك سواها، كما من عدم تمكنه نفي ما اتهمته رجب به (وما نعلمه جميعا) من الانتماء لإيران ومخططاتها الإقليمية في المنطقة واجتماعات أوليائها، حيث عيّرته قائلة لفيصل القاسم: «رفض أن يقول يؤمن أو لا يؤمن، لم يجبك»، كانت إدانة منه له حيث اكتفى بتكرار مطالبة أو تحوير الحوار لجهة أخرى.


انتهى اللقاء الملغوم حين أعلن القاسم «انتهى الوقت وحياتك انتهى»، مقاطعا الاستاذة سميرة رجب بمخاوفها المحقة فيها مما يجري في البحرين، ومما يدبر لها بليل إيراني حالك، إن كان صراخ الشيعة في الظلام كما صورته الجزيرة الإنجليزية فصراخ سميرة رجب كان في النور، ولكن ما بين الصراخين أو الصرختين سقطت ثمار كان ممكن أن تجنى وكانت على مرمى البصر وفي متناول اليد إلا قليلا، وأصبح يعوقها الآن العديد من الأسباب والذرائع، هكذا يحدث حين يدخل الشيطان بين المرء ونفسه، ولعلهم يتعظون.

المصدر :
http://www.alarab.qa/details.php?ar..._medium=twitter
__________________