سيف قطر
29-10-2011, 06:10 AM
في استطلاع أجرته الشرق عبر موقعها الإلكتروني...%87 من الجمهور يرون أن مشاريع الطرق لا تسير وفق التوقيتات المعلنة
2011-10-29
مواطنون ومقيمون: أغلب التصريحات حول إنجاز الطرق لا تلامس الواقع
يحيى: معظم المشاريع يتأخر تنفيذها عن المواعيد المعلنة
حيدري: الشكل النهائي للمشروع هو الذي يحدد كفاءة الشركة المنفذة
القحطاني: معايير الجودة والوقت مفقودة في بعض المشاريع
عبد الرضا: شركات المقاولات لا يهمها سوى تحقيق أعلى الأرباح
صالح: طريق مسيمير أغلق بعد افتتاحه وأجزاء من طريق أبوهامور
المري: نتعرض لخسائر منذ سنة بسبب أعمال طريق سلوى
سجاد العياشي — محمد نعمان:
أظهرت نتائج الاستطلاع الذي اجرته الشرق عبر موقعها الالكتروني خلال الاسبوع الماضي أن 87 % من المشاركين الذين وصل عددهم الى (475) مشاركاً يرون أن مشاريع الطرق لا تسير وفق المواعيد التي تعلن عنها الجهة القائمة عليها مقابل 7 % فقط يرون انها مطابقة، فيما امتنع 6 % من المشاركين عن الإدلاء بالرأي ازاء هذه الفقرة من خلال اختيارهم للاجابة "لا أدري".
وحول مستوى تنفيذ المشاريع من حيث الوقت والجودة وجد 80 % من المشاركين أنه غير جيد مقابل 17 % رأوا عكس ذلك حيث رفع 3 % منهم مستوى التنفيذ الى (ممتاز) و14 % منهم الى مستوى جيد فيما وقف 3 % من المشاركين بابداء الرأي حيال هذه الفقرة الذين وصل عددهم الى (442) مشاركاً على الحياد من خلال اختيارهم للاجابة (لا أدري).
وفي ما يتعلق باجراءات فض الاختناقات حول مواقع العمل رأى 83 % من المشاركين الذين وصل عددهم الى 463 مشاركاً بالرأي ازاء هذه الفقرة أنها غير جيدة مقابل 15 % رأوا عكس ذلك حيث رفع 2 % منهم مستوى الاجراءات الى (ممتاز) و13 % منهم الى (جيد) فيما امتنع 2 % عن الادلاء بالرأي من خلال اختيارهم للاجابة لا أدري.
ولدى عرض النتائج على عدد من الخبراء والمختصين واستطلاع آراء المواطنين والمقيمين بشكل مباشر، أجمعوا على أن هنالك تأخيرا ملحوظا في تنفيذ الاعمال وما زال التباين شاسعاً ما بين تصريحات القائمين على مشاريع الطرق والواقع منوهين الى ان الكثير من المشاريع الجارية حالياً وبحسب تلك التصريحات كان ينبغي ان تكون قد انجزت قبل عدة أشهر بالواقع مازالت في خطواتها الأولى وانتقدوا سوء التخطيط الذي كثيراً ما يتسبب في ضياع الوقت والمال والجهد جراء اتمام اعمال بمواقع تفتقر لبعض مفردات البنية التحتية ثم يعاد حفر الطريق مرة اخرى وخلال وقت متقارب جداً مشيرين الى أن بعض اعمال الطرق في عدد من مناطق البلاد المختلفة تم اغلاقها لوجود عيوب في التنفيذ أو لتغيير خريطة الطرق او اسلوب التنفيذ، فيما اكد اصحاب مكاتب وشركات على طريق سلوى أن وعود انجاز الطريق الخدمي لتخفيف الاعباء عنهم لم يتحقق منها شيء الى الآن ومازالوا يتعرضون الى خسائر جراء تسبب الاعمال الجارية هناك في اغلاق واجهات محلاتهم وتعذر وصول الزبائن إليها.
فيما دعا مختصون الى اهمية التحديث اليومي للطرق والمنافذ الوقتية ومحاولة الاستفادة من كل ماهو منجز من اجل فض الاختناقات وتسهيل حركة السير وضغط مدة الضرر والمضايقات التي يتعرض لها قاطنو المناطق المعنية بتلك الاعمال.
خسائر
وأشار السيد علي ناصر المري صاحب معرض سيارات على طريق سلوى الى ان اصحاب المحال الواقعة على هذا الطريق قد باتوا يتعرضون الى خسائر مادية نتيجة الاعمال الجارية هنالك وأضاف: منذ حوالي سنة ونحن نعاني من صعوبة الوصول الى محلاتنا ومن عزوف الزبائن عن التوجه اليها وكانت هنالك وعود بانجاز الطريق الخدمي واعطائه الاولوية القصوى لكن الى الآن ليس هنالك اي طريق يمكن الوصول من خلاله الى المحلات ناهيك عن الاتربة والمخاطر التي نتعرض اليها والتحويلات المرعبة ونحن ملتزمون بايجارات ورواتب موظفين ورسوم خدمات وكلما طالت المدة زادت الخسائر لذا نتمنى على الجهة القائمة على هذه الاعمال ان تراعي هذه الامور.
سوء تخطيط
ويوضح السيد أحمد صالح أن بعض الطرق التي يتم انجازها سرعان ما يتم حفرها مجدداً نتيجة سوء التخطيط مما يتسبب في ضياع الجهد والمال والوقت وأضاف: على سبيل المثال طريق مسيمير من محطة بترول ابو هامور الى الدوار تم افتتاحه منذ فترة بسيطة والآن تم اغلاقة وتم حفره مرة اخرى وفي المرة السابقة استغرق العمل تقريبا عام كاملا ولاندري كم سيستغرق العمل الحالي وعلى امتداد هذا الطريق هنالك اعمال لانشاء طريق الى الوكرة من نفس الدوار وقد تم اكمال جانب من العمل لكنه ما زال مغلقا حيث يمكن الاستفادة منه بالوقت الحاضر لتخفيف الازدحام الذي يحصل على هذا الطريق.
حركة منتظمة
فيقول إبراهيم محمد عبدالله: لاشك أن معظم مشاريع الطرق لا تسير وفق المواعيد المعلنة، مشيرا الى أن هناك الكثير من المشاريع التي تم الإعلان عنها وتم تحديد جدول زمني لها ولم تلتزم الشركات القائمة عليها بتسليمها في موعدها وأذكر مشروع جسر أبو عبود الذي قيل عنه انه سيتم عمله في ثلاث سنوات وتم انجازه بعد خمس سنوات أو أكثر، وقال "هناك الكثير من المشاريع الأخرى التي لاتزال قيد التنفيذ ومازال مصيرها مجهولا حول مواعيد الانتهاء منها بل ان بعضها أصابته العثرات بسبب أنها ربما قد أسندت إلى مؤسسات أو شركات ثبت من خلال التجربة ضعف أدواتها ومقدرتها الفنية على التنفيذ، ما يستدعي بالنتيجة سحب المشروع ومنحة لأحد المقاولين ما يترتب على ذلك تفاقم الأموال التي تم تخصيصها للمشروع وأحيانا يعاد المشروع للترميم بعد فترة وجيزة من إنجازه بسبب سوء تنفيذه، وكان الأجدر ألا تتم ترسية أي مشروع إلا على مقاولين قادرين لديهم من الاستعدادات والإمكانات الفنية ما يستطيعون أن يتصدوا به لتلك المشاريع التي يلتزمون بها ضمانا لجودة التنفيذ، وأضاف أن عملية تيسير الحركة المرورية بالشوارع المحيطة بمعظم المشاريع فاشلة تماما وهو مايحدث بطريق أبو هامور فوجود الحواجز البلاستيكية وضيق المسارات الجانبية والخدمية يساهمان دائما في وقوع حوادث تصيب الحركة المرورية باختناق كبير وبالتالي فإن توافق الحركة النظامية مع سير العمل بتلك الأمكنة يكاد يكون ضعيفا أو غير موجود بالمرة وبالتالي زيادة الأعباء المرورية والفنية أيضا.
عوامل زمنية
أما عبد الرضا محمد فيقول: اعتاد المواطن أن يواجه كومة من المشكلات اليومية عند الاقتراب من أحد المشاريع القائمة بالطرق سواء كان الغرض منها للصيانة أو الترميم موضحا أن أبسط المشاريع لا يتم الإعداد لها جيدا بالشكل المطلوب ما يترتب عليه العديد من المشكلات سواء في التنفيذ أو في تسيير الحركة المرورية، وتابع قوله لاشك أن مستوى الجودة بتلك المشاريع غير جيد مؤكدا أن شركات المقاولات التي تتولى تلك المشاريع لاتهتم مطلقا بالعوامل الزمنية في ظل غياب الضمانات بل وتبحث عن مضاعفة أجرها في حال أعيد ترميمها أو صيانتها مستقبلا، وعبّر عبدالرضا عن استيائه من مشاريع الطرق المتوقفة أو التي مازالت تعاني تعثرات إذ يرى أن هناك مشاريع تتوقف وتيرة العمل بها نتيجة خلافات بين الشركة المنفذة والجهة صاحبة المشروع، وطالب بأن تكون هناك مراكز للمتابعة بحيث لا يُمكن إصدار رخصة لأي مقاول للبدء في أي مشروع جديد إلا بعد التأكد من عدد المشاريع التي ينفذها في الوقت نفسه، ومقارنتها بإمكاناته الموجودة على قاعدة معلومات دقيقة.
فرصة للمنافسة
ويقول محمد القحطاني — رجل أعمال قطري ومدقق بالجمارك: انه مع الأصوات التي تقول ان مشاريع الطرق لا تسير وفق مواعيد معلنة إذ يرى أن الكثير من المشروعات التي أقيمت ولا تزال تقام حتى هذه اللحظة بلا جدول زمني وتأخذ أكثر من الوقت اللازم، أما من حيث الجودة والوقت فيقول "لا أرى أي التزام بالمعايير الفنية بل ان معظم تلك المشاريع تعاني الكثير من السلبيات بسبب أنها وكلت إلى شركات لا تتسم بالكفاءة والمهنية، وقال ان معظم الشركات العاملة في دولتنا غير جيدة بحسب تعبيره موضحا أن بعض المشاريع الكبرى تسند لشركات بعينها وبالتالي لا توجد فرصة حقيقية للمنافسة.
تضاعف المشكلات
من جانبه يقول محمد حيدري: يجب أن ننظر إلى الشكل النهائي للمشروع فعلى سبيل المثال "طريق الشمال" الذي بات يعاني لسنوات طويلة من مجموعة من السلبيات وضيق المسارات وخطورة تمثلت في وقوع العديد من الحوادث وذهب خلالها العديد من الضحايا ولكن بعد مرور هذا الوقت الطويل ستجد أن طريق الشمال من أكثر الطرق التي تستوجب الانتباه والتقدير إذ بات من الطرق المتميزة والواسعة، وقال "صحيح أن أشغال الطرق تستلزم مجهودا كبيرا من قبل شركات المقاولات القائمة عليه كما أن الأعمال التي تقام به تتسبب في تعطل حركة السير وتضاعف المشكلات به إلا أننا لايمكن أن ننكر هذا العمل الكبير، وتابع "اختناقات حركة السير حول مواقع المشاريع أمر طبيعي، مشيرا أن العديد من الدول المجاورة تعاني من تلك المشكلة أيضا ولكن نظرا للزحام الكبير داخل بعض المناطق فإن الكثير يشعر أن هناك اختناقا في الحركة المرورية.
اللمسات الأخيرة
وأوضح غانم محمد الغانم أن معظم المشاريع داخل الدوحة تحتاج إلى تدقيق وتخطيط جيد من قبل المكاتب الهندسية مشيرا الى أن كل مشروع يجب أن يضع في الحسبان حجم وكثافة الحركة المرورية بجوار المشروع وحساب الأوقات التي يكثر بها الزحام والأوقات التي تقل فيها الحركة المرورية لافتا الى أن هناك العديد من المشاريع التي يبدأ العمل فيها ليلا تحديدا بعد منتصف الليل وهو أمر جيد للغاية إذ يرى المقاولون أن الساعات المتأخرة عادة ما تشهد قلة في الحركة المرورية وبالتالي فإن فرصة إتقان العمل ممتازة وتخرج نتائج جيدة ولذلك أرى أن إجراءات فض الاختناقات المرورية تكاد تكون معدومة في الكثير من المشاريع المقامة حاليا، وأردف قوله يجب أن نتقبل أن معظم المشاريع المقامة حاليا تعاني من ضعف في الجودة وما يعرف باسم " finishing " أو اللمسات الأخيرة إذ ان بعض المشاريع نجدها بعد فترة وجيزة قد تظهر بعض العيوب وهو أمر يترتب عليه الكثير من السلبيات التي تلقي بظلالها على الحركة المرورية وانسيابية السير.
غياب الالتزام
وعن وقت وتنفيذ الأعمال والمشاريع التي تقام أشار أحمد المري إلى أن معظم المشاريع لا تلتزم بوقت معين في الانتهاء منه وهذا يتضح في مشروع جسر ابو عبود الذي أخذ الكثير من الوقت كي يتم تنفيذه وأكد أن هناك الكثير من المشاريع التي لا يعلمها المواطن نتيجة عدم التزام تلك الشركات بوضع ما يفيد من معلومات عن اسم المشروع والفترة الزمنية المستغرقة والشركة المتكفلة بالمشروع، وقال ان تلك الأمور ساهمت بشكل كبير في خلق الإحباط لدى الكثير من المارة وقائدي السيارات إذ يتساءل الكثير منهم عن موعد انتهاء المشروع ومن ثم تقع الكثير من المشكلات أثناء السير بتلك الأمكنة.
جودة غير ملموسة
وفي جانب آخر يرى أحد المواطنين — رفض ذكر اسمه أن الكثير من مشروعات الطرق تكاد تكون غير مخططة جيدا بمعنى أن بعض المشاريع التي تم انجازها حتى وقت قريب لوحظ بها بعض العيوب الفنية إن لم تكن من حيث أهدافها التي وضعت من أجلها فيقول: بعض الطرق التي تم إنشاؤها تعاني من عيوب في التوسعة، بالإضافة إلى عشوائية في المسارات كذلك وضع حدود لنهايتها وإيضاح الطرق التي تصل اليها فعلى سبيل المثال طريق 22 فبراير الذي تم الانتهاء منه منذ فترة ليست بعيدة ولكن بالنظر إليه فيمكننا أن نلاحظ وجود بعض اللافتات والعلامات المرورية بشكل بعيد عن المسارات المطلوبة إذ يشعر السائق بأنه تائه أو نسى مدلول الطريق الذي سيتوجه إليه وبالتالي فإنه يضطر إلى ارتياد احد الطرق الجانبية للرجوع إلى نقطة الصفر كذلك بعض الطرق التي تم إنشاؤها تعاني من نقص في المخارج ما يجبر السائقين على الرجوع مرة أخرى إلى نقاط الانطلاق وبشكل عام فإننا نجد أن الجودة في مجملها موجودة ولكنها غير ملموسة على أرض الواقع.
اختلاف المناطق
ويرى يحيى حسين: أن مشاريع الطرق تختلف من مشروع لآخر وبحسب الكثافة السكانية والمرورية وفي ما يتعلق بإجراءات فض الاختناقات قال ان إصابة الحركة المرورية بالشلل بالقرب من تلك المشروعات هو أمر محتوم ومؤكد في ظل وجود الأعمال والحفريات وخلافه وبالتالي فإن الخلاص من تلك الاختناقات يختلف بحسب المناطق التي يوجد بها المشروع سواء كانت سكنية أو تجارية، وأضاف: معايير الجودة تتوقف على الشركة المنفذة للمشروع وعلى حسب المهارة التي تمتلكها من عمالة في تنفيذ الأعمال بدقة متناهية وهو أمر يتوقف على الجهة التي تقوم بإسناد المشروع للشركة التي ستتولى تنفيذه وبحسب المناقصة التي سيتم من خلالها الاستقرار على الشركة المنفذة والمشرفة عليه وأردف قوله لا يختلف اثنان على أن معظم المشاريع تعاني من عدم الدقة في المواعيد المعلنة التي تخص التسليم أو موعد الانتهاء بشكل فعلي من المشروع.
تابع ..
http://www.al-sharq.com/articles/more.php?id=263207
2011-10-29
مواطنون ومقيمون: أغلب التصريحات حول إنجاز الطرق لا تلامس الواقع
يحيى: معظم المشاريع يتأخر تنفيذها عن المواعيد المعلنة
حيدري: الشكل النهائي للمشروع هو الذي يحدد كفاءة الشركة المنفذة
القحطاني: معايير الجودة والوقت مفقودة في بعض المشاريع
عبد الرضا: شركات المقاولات لا يهمها سوى تحقيق أعلى الأرباح
صالح: طريق مسيمير أغلق بعد افتتاحه وأجزاء من طريق أبوهامور
المري: نتعرض لخسائر منذ سنة بسبب أعمال طريق سلوى
سجاد العياشي — محمد نعمان:
أظهرت نتائج الاستطلاع الذي اجرته الشرق عبر موقعها الالكتروني خلال الاسبوع الماضي أن 87 % من المشاركين الذين وصل عددهم الى (475) مشاركاً يرون أن مشاريع الطرق لا تسير وفق المواعيد التي تعلن عنها الجهة القائمة عليها مقابل 7 % فقط يرون انها مطابقة، فيما امتنع 6 % من المشاركين عن الإدلاء بالرأي ازاء هذه الفقرة من خلال اختيارهم للاجابة "لا أدري".
وحول مستوى تنفيذ المشاريع من حيث الوقت والجودة وجد 80 % من المشاركين أنه غير جيد مقابل 17 % رأوا عكس ذلك حيث رفع 3 % منهم مستوى التنفيذ الى (ممتاز) و14 % منهم الى مستوى جيد فيما وقف 3 % من المشاركين بابداء الرأي حيال هذه الفقرة الذين وصل عددهم الى (442) مشاركاً على الحياد من خلال اختيارهم للاجابة (لا أدري).
وفي ما يتعلق باجراءات فض الاختناقات حول مواقع العمل رأى 83 % من المشاركين الذين وصل عددهم الى 463 مشاركاً بالرأي ازاء هذه الفقرة أنها غير جيدة مقابل 15 % رأوا عكس ذلك حيث رفع 2 % منهم مستوى الاجراءات الى (ممتاز) و13 % منهم الى (جيد) فيما امتنع 2 % عن الادلاء بالرأي من خلال اختيارهم للاجابة لا أدري.
ولدى عرض النتائج على عدد من الخبراء والمختصين واستطلاع آراء المواطنين والمقيمين بشكل مباشر، أجمعوا على أن هنالك تأخيرا ملحوظا في تنفيذ الاعمال وما زال التباين شاسعاً ما بين تصريحات القائمين على مشاريع الطرق والواقع منوهين الى ان الكثير من المشاريع الجارية حالياً وبحسب تلك التصريحات كان ينبغي ان تكون قد انجزت قبل عدة أشهر بالواقع مازالت في خطواتها الأولى وانتقدوا سوء التخطيط الذي كثيراً ما يتسبب في ضياع الوقت والمال والجهد جراء اتمام اعمال بمواقع تفتقر لبعض مفردات البنية التحتية ثم يعاد حفر الطريق مرة اخرى وخلال وقت متقارب جداً مشيرين الى أن بعض اعمال الطرق في عدد من مناطق البلاد المختلفة تم اغلاقها لوجود عيوب في التنفيذ أو لتغيير خريطة الطرق او اسلوب التنفيذ، فيما اكد اصحاب مكاتب وشركات على طريق سلوى أن وعود انجاز الطريق الخدمي لتخفيف الاعباء عنهم لم يتحقق منها شيء الى الآن ومازالوا يتعرضون الى خسائر جراء تسبب الاعمال الجارية هناك في اغلاق واجهات محلاتهم وتعذر وصول الزبائن إليها.
فيما دعا مختصون الى اهمية التحديث اليومي للطرق والمنافذ الوقتية ومحاولة الاستفادة من كل ماهو منجز من اجل فض الاختناقات وتسهيل حركة السير وضغط مدة الضرر والمضايقات التي يتعرض لها قاطنو المناطق المعنية بتلك الاعمال.
خسائر
وأشار السيد علي ناصر المري صاحب معرض سيارات على طريق سلوى الى ان اصحاب المحال الواقعة على هذا الطريق قد باتوا يتعرضون الى خسائر مادية نتيجة الاعمال الجارية هنالك وأضاف: منذ حوالي سنة ونحن نعاني من صعوبة الوصول الى محلاتنا ومن عزوف الزبائن عن التوجه اليها وكانت هنالك وعود بانجاز الطريق الخدمي واعطائه الاولوية القصوى لكن الى الآن ليس هنالك اي طريق يمكن الوصول من خلاله الى المحلات ناهيك عن الاتربة والمخاطر التي نتعرض اليها والتحويلات المرعبة ونحن ملتزمون بايجارات ورواتب موظفين ورسوم خدمات وكلما طالت المدة زادت الخسائر لذا نتمنى على الجهة القائمة على هذه الاعمال ان تراعي هذه الامور.
سوء تخطيط
ويوضح السيد أحمد صالح أن بعض الطرق التي يتم انجازها سرعان ما يتم حفرها مجدداً نتيجة سوء التخطيط مما يتسبب في ضياع الجهد والمال والوقت وأضاف: على سبيل المثال طريق مسيمير من محطة بترول ابو هامور الى الدوار تم افتتاحه منذ فترة بسيطة والآن تم اغلاقة وتم حفره مرة اخرى وفي المرة السابقة استغرق العمل تقريبا عام كاملا ولاندري كم سيستغرق العمل الحالي وعلى امتداد هذا الطريق هنالك اعمال لانشاء طريق الى الوكرة من نفس الدوار وقد تم اكمال جانب من العمل لكنه ما زال مغلقا حيث يمكن الاستفادة منه بالوقت الحاضر لتخفيف الازدحام الذي يحصل على هذا الطريق.
حركة منتظمة
فيقول إبراهيم محمد عبدالله: لاشك أن معظم مشاريع الطرق لا تسير وفق المواعيد المعلنة، مشيرا الى أن هناك الكثير من المشاريع التي تم الإعلان عنها وتم تحديد جدول زمني لها ولم تلتزم الشركات القائمة عليها بتسليمها في موعدها وأذكر مشروع جسر أبو عبود الذي قيل عنه انه سيتم عمله في ثلاث سنوات وتم انجازه بعد خمس سنوات أو أكثر، وقال "هناك الكثير من المشاريع الأخرى التي لاتزال قيد التنفيذ ومازال مصيرها مجهولا حول مواعيد الانتهاء منها بل ان بعضها أصابته العثرات بسبب أنها ربما قد أسندت إلى مؤسسات أو شركات ثبت من خلال التجربة ضعف أدواتها ومقدرتها الفنية على التنفيذ، ما يستدعي بالنتيجة سحب المشروع ومنحة لأحد المقاولين ما يترتب على ذلك تفاقم الأموال التي تم تخصيصها للمشروع وأحيانا يعاد المشروع للترميم بعد فترة وجيزة من إنجازه بسبب سوء تنفيذه، وكان الأجدر ألا تتم ترسية أي مشروع إلا على مقاولين قادرين لديهم من الاستعدادات والإمكانات الفنية ما يستطيعون أن يتصدوا به لتلك المشاريع التي يلتزمون بها ضمانا لجودة التنفيذ، وأضاف أن عملية تيسير الحركة المرورية بالشوارع المحيطة بمعظم المشاريع فاشلة تماما وهو مايحدث بطريق أبو هامور فوجود الحواجز البلاستيكية وضيق المسارات الجانبية والخدمية يساهمان دائما في وقوع حوادث تصيب الحركة المرورية باختناق كبير وبالتالي فإن توافق الحركة النظامية مع سير العمل بتلك الأمكنة يكاد يكون ضعيفا أو غير موجود بالمرة وبالتالي زيادة الأعباء المرورية والفنية أيضا.
عوامل زمنية
أما عبد الرضا محمد فيقول: اعتاد المواطن أن يواجه كومة من المشكلات اليومية عند الاقتراب من أحد المشاريع القائمة بالطرق سواء كان الغرض منها للصيانة أو الترميم موضحا أن أبسط المشاريع لا يتم الإعداد لها جيدا بالشكل المطلوب ما يترتب عليه العديد من المشكلات سواء في التنفيذ أو في تسيير الحركة المرورية، وتابع قوله لاشك أن مستوى الجودة بتلك المشاريع غير جيد مؤكدا أن شركات المقاولات التي تتولى تلك المشاريع لاتهتم مطلقا بالعوامل الزمنية في ظل غياب الضمانات بل وتبحث عن مضاعفة أجرها في حال أعيد ترميمها أو صيانتها مستقبلا، وعبّر عبدالرضا عن استيائه من مشاريع الطرق المتوقفة أو التي مازالت تعاني تعثرات إذ يرى أن هناك مشاريع تتوقف وتيرة العمل بها نتيجة خلافات بين الشركة المنفذة والجهة صاحبة المشروع، وطالب بأن تكون هناك مراكز للمتابعة بحيث لا يُمكن إصدار رخصة لأي مقاول للبدء في أي مشروع جديد إلا بعد التأكد من عدد المشاريع التي ينفذها في الوقت نفسه، ومقارنتها بإمكاناته الموجودة على قاعدة معلومات دقيقة.
فرصة للمنافسة
ويقول محمد القحطاني — رجل أعمال قطري ومدقق بالجمارك: انه مع الأصوات التي تقول ان مشاريع الطرق لا تسير وفق مواعيد معلنة إذ يرى أن الكثير من المشروعات التي أقيمت ولا تزال تقام حتى هذه اللحظة بلا جدول زمني وتأخذ أكثر من الوقت اللازم، أما من حيث الجودة والوقت فيقول "لا أرى أي التزام بالمعايير الفنية بل ان معظم تلك المشاريع تعاني الكثير من السلبيات بسبب أنها وكلت إلى شركات لا تتسم بالكفاءة والمهنية، وقال ان معظم الشركات العاملة في دولتنا غير جيدة بحسب تعبيره موضحا أن بعض المشاريع الكبرى تسند لشركات بعينها وبالتالي لا توجد فرصة حقيقية للمنافسة.
تضاعف المشكلات
من جانبه يقول محمد حيدري: يجب أن ننظر إلى الشكل النهائي للمشروع فعلى سبيل المثال "طريق الشمال" الذي بات يعاني لسنوات طويلة من مجموعة من السلبيات وضيق المسارات وخطورة تمثلت في وقوع العديد من الحوادث وذهب خلالها العديد من الضحايا ولكن بعد مرور هذا الوقت الطويل ستجد أن طريق الشمال من أكثر الطرق التي تستوجب الانتباه والتقدير إذ بات من الطرق المتميزة والواسعة، وقال "صحيح أن أشغال الطرق تستلزم مجهودا كبيرا من قبل شركات المقاولات القائمة عليه كما أن الأعمال التي تقام به تتسبب في تعطل حركة السير وتضاعف المشكلات به إلا أننا لايمكن أن ننكر هذا العمل الكبير، وتابع "اختناقات حركة السير حول مواقع المشاريع أمر طبيعي، مشيرا أن العديد من الدول المجاورة تعاني من تلك المشكلة أيضا ولكن نظرا للزحام الكبير داخل بعض المناطق فإن الكثير يشعر أن هناك اختناقا في الحركة المرورية.
اللمسات الأخيرة
وأوضح غانم محمد الغانم أن معظم المشاريع داخل الدوحة تحتاج إلى تدقيق وتخطيط جيد من قبل المكاتب الهندسية مشيرا الى أن كل مشروع يجب أن يضع في الحسبان حجم وكثافة الحركة المرورية بجوار المشروع وحساب الأوقات التي يكثر بها الزحام والأوقات التي تقل فيها الحركة المرورية لافتا الى أن هناك العديد من المشاريع التي يبدأ العمل فيها ليلا تحديدا بعد منتصف الليل وهو أمر جيد للغاية إذ يرى المقاولون أن الساعات المتأخرة عادة ما تشهد قلة في الحركة المرورية وبالتالي فإن فرصة إتقان العمل ممتازة وتخرج نتائج جيدة ولذلك أرى أن إجراءات فض الاختناقات المرورية تكاد تكون معدومة في الكثير من المشاريع المقامة حاليا، وأردف قوله يجب أن نتقبل أن معظم المشاريع المقامة حاليا تعاني من ضعف في الجودة وما يعرف باسم " finishing " أو اللمسات الأخيرة إذ ان بعض المشاريع نجدها بعد فترة وجيزة قد تظهر بعض العيوب وهو أمر يترتب عليه الكثير من السلبيات التي تلقي بظلالها على الحركة المرورية وانسيابية السير.
غياب الالتزام
وعن وقت وتنفيذ الأعمال والمشاريع التي تقام أشار أحمد المري إلى أن معظم المشاريع لا تلتزم بوقت معين في الانتهاء منه وهذا يتضح في مشروع جسر ابو عبود الذي أخذ الكثير من الوقت كي يتم تنفيذه وأكد أن هناك الكثير من المشاريع التي لا يعلمها المواطن نتيجة عدم التزام تلك الشركات بوضع ما يفيد من معلومات عن اسم المشروع والفترة الزمنية المستغرقة والشركة المتكفلة بالمشروع، وقال ان تلك الأمور ساهمت بشكل كبير في خلق الإحباط لدى الكثير من المارة وقائدي السيارات إذ يتساءل الكثير منهم عن موعد انتهاء المشروع ومن ثم تقع الكثير من المشكلات أثناء السير بتلك الأمكنة.
جودة غير ملموسة
وفي جانب آخر يرى أحد المواطنين — رفض ذكر اسمه أن الكثير من مشروعات الطرق تكاد تكون غير مخططة جيدا بمعنى أن بعض المشاريع التي تم انجازها حتى وقت قريب لوحظ بها بعض العيوب الفنية إن لم تكن من حيث أهدافها التي وضعت من أجلها فيقول: بعض الطرق التي تم إنشاؤها تعاني من عيوب في التوسعة، بالإضافة إلى عشوائية في المسارات كذلك وضع حدود لنهايتها وإيضاح الطرق التي تصل اليها فعلى سبيل المثال طريق 22 فبراير الذي تم الانتهاء منه منذ فترة ليست بعيدة ولكن بالنظر إليه فيمكننا أن نلاحظ وجود بعض اللافتات والعلامات المرورية بشكل بعيد عن المسارات المطلوبة إذ يشعر السائق بأنه تائه أو نسى مدلول الطريق الذي سيتوجه إليه وبالتالي فإنه يضطر إلى ارتياد احد الطرق الجانبية للرجوع إلى نقطة الصفر كذلك بعض الطرق التي تم إنشاؤها تعاني من نقص في المخارج ما يجبر السائقين على الرجوع مرة أخرى إلى نقاط الانطلاق وبشكل عام فإننا نجد أن الجودة في مجملها موجودة ولكنها غير ملموسة على أرض الواقع.
اختلاف المناطق
ويرى يحيى حسين: أن مشاريع الطرق تختلف من مشروع لآخر وبحسب الكثافة السكانية والمرورية وفي ما يتعلق بإجراءات فض الاختناقات قال ان إصابة الحركة المرورية بالشلل بالقرب من تلك المشروعات هو أمر محتوم ومؤكد في ظل وجود الأعمال والحفريات وخلافه وبالتالي فإن الخلاص من تلك الاختناقات يختلف بحسب المناطق التي يوجد بها المشروع سواء كانت سكنية أو تجارية، وأضاف: معايير الجودة تتوقف على الشركة المنفذة للمشروع وعلى حسب المهارة التي تمتلكها من عمالة في تنفيذ الأعمال بدقة متناهية وهو أمر يتوقف على الجهة التي تقوم بإسناد المشروع للشركة التي ستتولى تنفيذه وبحسب المناقصة التي سيتم من خلالها الاستقرار على الشركة المنفذة والمشرفة عليه وأردف قوله لا يختلف اثنان على أن معظم المشاريع تعاني من عدم الدقة في المواعيد المعلنة التي تخص التسليم أو موعد الانتهاء بشكل فعلي من المشروع.
تابع ..
http://www.al-sharq.com/articles/more.php?id=263207