سلوى حسن
29-10-2011, 07:51 AM
http://www.alarab.qa/upload_ar/articles/images/large_1319858226.jpg
طالبوا بضرورة تقليل هامش سعري الإيداع والإقراض.. وحذروا من التعثر
رجال أعمال ينتقدون تجاهل البنوك قرارات «المركزي» بخفض أسعار الفائدة على القروض القديمة
Share |
الدوحة – مصطفى البهنساوي | 2011-10-29
أبدى رجال أعمال امتعاضهم من تجاهل البنوك المحلية لقرار مصرف قطر المركزي القاضي بتخفيض سعر الفائدة على القروض القديمة والاكتفاء بتطبيقها على تلك الجديدة، دون العمل بأثر رجعي.
وطالب هؤلاء بضرورة توجيه «المركزي» تعليمات ملزمة إلى كافة البنوك والمؤسسات المالية بتخفيض سعر الفائدة على القروض القديمة حتى لا تتوقف أعمالهم وأنشطتهم.
قال رجال أعمال لـ «العرب» إن عدم تطبيق قرار خفض الفائدة على القروض القديمة زاد من حالات التعثر لدى أصحاب الأعمال خلال الفترات الماضية، إذ بات هؤلاء عاجزين عن مواصلة نشاطهم من جراء عدم مقدرتهم على الوفاء بأقساط الديون البنكية.
ويشدد مستثمرون على ضرورة إطلاق البنوك حزمة مبادرات تفضي لإعادة جدولة ديون هذه الشركات ومنحها فرصا أطول للسداد حتى تستطيع العودة مرة أخرى إلى تحقيق قيمة مضافة إلى الاقتصاد الوطني.
وخفض مصرف قطر المركزي أسعار الفائدة مرتين خلال الأشهر الستة الأخيرة، بعدما تأكد من تثبيت سعر الفائدة في الولايات المتحدة قريبا من الصفر، عقب تعهد مجلس الاحتياطي الفيدرالي بالحفاظ على تلك النسبة إلى حين عام 2013.
ويرتبط سعر صرف الريال بالدولار، وهو ما يؤدي لتشابه السياسات المالية عموما وهوامش سعر الفائدة خصوصا.
ودعا رجال الأعمال إلى ضرورة العمل على تقليل الفرق بين سعر الإيداع وسعر الإقراض من البنوك، لافتين إلى أن هذا الفرق أثر بشكل كبير على جميع القطاعات الاقتصادية خاصة القطاع الصناعي والقطاع العقاري.
وأكدوا على ضرورة قيام مصرف قطر المركزي بإصدار قراراته فورا بتسوية الديون المتعثرة على رجال الأعمال وأصحاب المشاريع، وأن يكون ذلك في حدود الفوائد السارية حاليا.
تجاهل
يقول رجل الأعمال يوسف الكواري إن البنوك القطرية لم تطبق تعديلات خفض الفائدة على القروض المجدولة، والتي تساوي %80 من حجم القروض اليوم، مشيراً إلى أن البنوك تعتمد في القروض المجدولة على تحديد فائدة محددة يتم الاتفاق عليها بين البنوك والعميل باعتبار أن هذا عميل متعثر ويتم التعامل بهذه الطريقة لسبب بسيط، وهو أن البنك يعد الطرف الأقوى في التعاقد.
وأكد الكواري أن مصرف قطر المركزي لم يقم بدوره في تطبيق الفائدة على القروض بحسب القانون لافتا إلى أنه من المفترض أن تعدل الفائدة على جميع القروض بنفس معاملة الودائع وهو ما لا يحدث حيث إن الفائدة على الودائع تنخفض بينما ترتفع الفائدة على القروض.
وأوضح الكواري أن البنوك استغلت تغير الفوائد خلال فترة الأزمة المالية العالمية لتشكل عنصر ضغط على مصرف قطر المركزي بحيث تتجنب القوانين التي أصدرها بشأن تخفيض الفوائد وكان من نتيجة ذلك زيادة مكاسبها وأرباحها من خلال الضغط على العميل وبحماية المركزي الذي غض الطرف عن هذه الضغوطات.
وطالب الكواري مصرف قطر المركزي بإصدار تعليماته لجعل الفائدة متحركة في جميع أنواع القروض، بحيث يكون المركزي هو المحرك للفائدة وليس البنوك هي من يقوم بذلك متسائلا، لماذا يتم تخفيض الفائدة على القروض الجديدة ولا تعدل على القروض المجدولة؟
وأشار إلى أن هامش حدود متروك للبنك يحدد من خلاله مدى قوة العميل وهو ما يعد أسلوبا غير سليم في التعامل مع العملاء، بينما المفترض أن يلتزم البنك بتعليمات مصرف قطر المركزي بتطبيق الفائدة على كل جميع القروض سواء كانت جديدة أم قديمة، مشددا في هذا الصدد على أن البنوك تمارس هذا المنهج بهدف زيادة وتضخيم أرباحها.
وأكد الكواري أن البنوك المحلية ما زالت فوائدها مرتفعة مقارنة بالبنوك الخارجية رغم انخفاض أسعار الفائدة العالمية، ورغم أنها لم تقدم أي منتجات مصرفية جديدة تعزز أرباحها أو تخدم من خلالها الاقتصاد المحلي، مشددا في الوقت نفسه على أن تطبيق خفض الفائدة على القروض الجديدة لا يعد استجابة لمطالب رجال الأعمال خلال لقائهم التشاوري مع معالي رئيس الوزراء، حيث كان من المفترض أن يشمل خفض الفائدة القروض القديمة وهو المطلب الرئيسي لرجال الأعمال.
وأوضح الكواري أن هناك مشكلة حقيقية قد تواجهها البنوك تتمثل في ارتفاع نسب تعثر العملاء خلال الفترة المقبلة، لافتا إلى أن هناك ارتفاعا مهولا في أرباح البنوك ناتجة بالأساس من فوائد القروض القديمة.
أرباح وتعثر
وقال إن البنوك لا بد أن تعيد أرباحها المتضخمة المثبتة في دفاترها ولم تسدد إلى الآن من قبل العميل، وأن يتم إعادة دراستها وإعدامها على العميل لحل التضخم الدفتري في القرض، والذي يظهر العجز في البنوك مضيفا أن البنوك عليها إظهار اهتمامها بحل مشاكل أصحاب الأعمال الذين يعدون عماد الاقتصاد وذلك من خلال إعادة النظر في القروض الكبيرة على أصحاب الأعمال وإسقاط الأرباح التي فرضتها البنوك على هؤلاء العملاء
وأشار إلى أنه في حالة تعثر العميل تقوم البنوك بتحصيل %3 زيادة على العميل كضريبة تأخير في السداد ولا يتم مراعاة ظروف العميل، حيث يتم إجبار العميل على دفع هذه النسبة من تاريخ بداية الجدولة مؤكداً أن هذا المنهج الذي تنتهجه البنوك لا يحل المشكلة وإنما يزيد من حالات التعثر والنتيجة زيادة أرباح البنوك وتضخم دفاترها الورقية.
الاهتمام
وطالب الكواري مصرف قطر المركزي بالاهتمام بمصالح القطاعات الاقتصادية المختلفة، مشيراً إلى أن سياسة حماية البنوك قد تتسبب في تعطل القطاعات الاقتصادية الأخرى، مشددا في الوقت نفسه على أن أصحاب الأعمال ينظرون في المقام الأول إلى الاهتمام بالقطاع المصرفي وحمايته ولكن يجب في الوقت نفسه وضع حد للفائدة المرتفعة التي تطبقها البنوك والتي تزيد من أرباحها على حساب العملاء، والتعامل مع هذه القضية بنفس الأسلوب والمقاييس التي تم تقييمها عند شراء المحافظ العقارية والمحافظ المالية خلال وقت الأزمة المالية العالمية.
وقال الكواري «إذا كنا نبحث عن تطوير القطاع الخاص وتطوير خدماته فنحن في حاجة إلى جهاز مصرفي صحي يدعم القطاع الخاص الذي تمثل قروضه %80 من مجمل القروض التي تمنحها البنوك للعملاء، وبالتالي فإن عدم حل هذه الأزمة قد يتسبب في ضرر لجميع القطاعات الاقتصادية بالدولة مثل القطاع العقاري والصناعي والتجاري والسياحي، وشل حركة الاقتصاد والتنمية وأكبر دليل على ذلك أن هناك جمودا في التنمية العقارية والتجارية والصناعية في الدولة في القوت الراهن».
وأكد أن البنوك عليها إعدام الفوائد المتراكمة على أصحاب الأعمال مما يعمل على حل جزء كبير من مشكلة القروض المتعثرة في دفاترها
طالبوا بضرورة تقليل هامش سعري الإيداع والإقراض.. وحذروا من التعثر
رجال أعمال ينتقدون تجاهل البنوك قرارات «المركزي» بخفض أسعار الفائدة على القروض القديمة
Share |
الدوحة – مصطفى البهنساوي | 2011-10-29
أبدى رجال أعمال امتعاضهم من تجاهل البنوك المحلية لقرار مصرف قطر المركزي القاضي بتخفيض سعر الفائدة على القروض القديمة والاكتفاء بتطبيقها على تلك الجديدة، دون العمل بأثر رجعي.
وطالب هؤلاء بضرورة توجيه «المركزي» تعليمات ملزمة إلى كافة البنوك والمؤسسات المالية بتخفيض سعر الفائدة على القروض القديمة حتى لا تتوقف أعمالهم وأنشطتهم.
قال رجال أعمال لـ «العرب» إن عدم تطبيق قرار خفض الفائدة على القروض القديمة زاد من حالات التعثر لدى أصحاب الأعمال خلال الفترات الماضية، إذ بات هؤلاء عاجزين عن مواصلة نشاطهم من جراء عدم مقدرتهم على الوفاء بأقساط الديون البنكية.
ويشدد مستثمرون على ضرورة إطلاق البنوك حزمة مبادرات تفضي لإعادة جدولة ديون هذه الشركات ومنحها فرصا أطول للسداد حتى تستطيع العودة مرة أخرى إلى تحقيق قيمة مضافة إلى الاقتصاد الوطني.
وخفض مصرف قطر المركزي أسعار الفائدة مرتين خلال الأشهر الستة الأخيرة، بعدما تأكد من تثبيت سعر الفائدة في الولايات المتحدة قريبا من الصفر، عقب تعهد مجلس الاحتياطي الفيدرالي بالحفاظ على تلك النسبة إلى حين عام 2013.
ويرتبط سعر صرف الريال بالدولار، وهو ما يؤدي لتشابه السياسات المالية عموما وهوامش سعر الفائدة خصوصا.
ودعا رجال الأعمال إلى ضرورة العمل على تقليل الفرق بين سعر الإيداع وسعر الإقراض من البنوك، لافتين إلى أن هذا الفرق أثر بشكل كبير على جميع القطاعات الاقتصادية خاصة القطاع الصناعي والقطاع العقاري.
وأكدوا على ضرورة قيام مصرف قطر المركزي بإصدار قراراته فورا بتسوية الديون المتعثرة على رجال الأعمال وأصحاب المشاريع، وأن يكون ذلك في حدود الفوائد السارية حاليا.
تجاهل
يقول رجل الأعمال يوسف الكواري إن البنوك القطرية لم تطبق تعديلات خفض الفائدة على القروض المجدولة، والتي تساوي %80 من حجم القروض اليوم، مشيراً إلى أن البنوك تعتمد في القروض المجدولة على تحديد فائدة محددة يتم الاتفاق عليها بين البنوك والعميل باعتبار أن هذا عميل متعثر ويتم التعامل بهذه الطريقة لسبب بسيط، وهو أن البنك يعد الطرف الأقوى في التعاقد.
وأكد الكواري أن مصرف قطر المركزي لم يقم بدوره في تطبيق الفائدة على القروض بحسب القانون لافتا إلى أنه من المفترض أن تعدل الفائدة على جميع القروض بنفس معاملة الودائع وهو ما لا يحدث حيث إن الفائدة على الودائع تنخفض بينما ترتفع الفائدة على القروض.
وأوضح الكواري أن البنوك استغلت تغير الفوائد خلال فترة الأزمة المالية العالمية لتشكل عنصر ضغط على مصرف قطر المركزي بحيث تتجنب القوانين التي أصدرها بشأن تخفيض الفوائد وكان من نتيجة ذلك زيادة مكاسبها وأرباحها من خلال الضغط على العميل وبحماية المركزي الذي غض الطرف عن هذه الضغوطات.
وطالب الكواري مصرف قطر المركزي بإصدار تعليماته لجعل الفائدة متحركة في جميع أنواع القروض، بحيث يكون المركزي هو المحرك للفائدة وليس البنوك هي من يقوم بذلك متسائلا، لماذا يتم تخفيض الفائدة على القروض الجديدة ولا تعدل على القروض المجدولة؟
وأشار إلى أن هامش حدود متروك للبنك يحدد من خلاله مدى قوة العميل وهو ما يعد أسلوبا غير سليم في التعامل مع العملاء، بينما المفترض أن يلتزم البنك بتعليمات مصرف قطر المركزي بتطبيق الفائدة على كل جميع القروض سواء كانت جديدة أم قديمة، مشددا في هذا الصدد على أن البنوك تمارس هذا المنهج بهدف زيادة وتضخيم أرباحها.
وأكد الكواري أن البنوك المحلية ما زالت فوائدها مرتفعة مقارنة بالبنوك الخارجية رغم انخفاض أسعار الفائدة العالمية، ورغم أنها لم تقدم أي منتجات مصرفية جديدة تعزز أرباحها أو تخدم من خلالها الاقتصاد المحلي، مشددا في الوقت نفسه على أن تطبيق خفض الفائدة على القروض الجديدة لا يعد استجابة لمطالب رجال الأعمال خلال لقائهم التشاوري مع معالي رئيس الوزراء، حيث كان من المفترض أن يشمل خفض الفائدة القروض القديمة وهو المطلب الرئيسي لرجال الأعمال.
وأوضح الكواري أن هناك مشكلة حقيقية قد تواجهها البنوك تتمثل في ارتفاع نسب تعثر العملاء خلال الفترة المقبلة، لافتا إلى أن هناك ارتفاعا مهولا في أرباح البنوك ناتجة بالأساس من فوائد القروض القديمة.
أرباح وتعثر
وقال إن البنوك لا بد أن تعيد أرباحها المتضخمة المثبتة في دفاترها ولم تسدد إلى الآن من قبل العميل، وأن يتم إعادة دراستها وإعدامها على العميل لحل التضخم الدفتري في القرض، والذي يظهر العجز في البنوك مضيفا أن البنوك عليها إظهار اهتمامها بحل مشاكل أصحاب الأعمال الذين يعدون عماد الاقتصاد وذلك من خلال إعادة النظر في القروض الكبيرة على أصحاب الأعمال وإسقاط الأرباح التي فرضتها البنوك على هؤلاء العملاء
وأشار إلى أنه في حالة تعثر العميل تقوم البنوك بتحصيل %3 زيادة على العميل كضريبة تأخير في السداد ولا يتم مراعاة ظروف العميل، حيث يتم إجبار العميل على دفع هذه النسبة من تاريخ بداية الجدولة مؤكداً أن هذا المنهج الذي تنتهجه البنوك لا يحل المشكلة وإنما يزيد من حالات التعثر والنتيجة زيادة أرباح البنوك وتضخم دفاترها الورقية.
الاهتمام
وطالب الكواري مصرف قطر المركزي بالاهتمام بمصالح القطاعات الاقتصادية المختلفة، مشيراً إلى أن سياسة حماية البنوك قد تتسبب في تعطل القطاعات الاقتصادية الأخرى، مشددا في الوقت نفسه على أن أصحاب الأعمال ينظرون في المقام الأول إلى الاهتمام بالقطاع المصرفي وحمايته ولكن يجب في الوقت نفسه وضع حد للفائدة المرتفعة التي تطبقها البنوك والتي تزيد من أرباحها على حساب العملاء، والتعامل مع هذه القضية بنفس الأسلوب والمقاييس التي تم تقييمها عند شراء المحافظ العقارية والمحافظ المالية خلال وقت الأزمة المالية العالمية.
وقال الكواري «إذا كنا نبحث عن تطوير القطاع الخاص وتطوير خدماته فنحن في حاجة إلى جهاز مصرفي صحي يدعم القطاع الخاص الذي تمثل قروضه %80 من مجمل القروض التي تمنحها البنوك للعملاء، وبالتالي فإن عدم حل هذه الأزمة قد يتسبب في ضرر لجميع القطاعات الاقتصادية بالدولة مثل القطاع العقاري والصناعي والتجاري والسياحي، وشل حركة الاقتصاد والتنمية وأكبر دليل على ذلك أن هناك جمودا في التنمية العقارية والتجارية والصناعية في الدولة في القوت الراهن».
وأكد أن البنوك عليها إعدام الفوائد المتراكمة على أصحاب الأعمال مما يعمل على حل جزء كبير من مشكلة القروض المتعثرة في دفاترها