المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يفتتح 22 نوفمبر القادم وبكلفة 19 مليار دولار



القائــد
30-10-2011, 07:26 AM
يفتتح 22 نوفمبر القادم وبكلفة 19 مليار دولار.. مشروع "اللؤلؤة" يحول قطر إلى عاصمة عالمية لتحويل الغاز لسوائل



أندي براون: إنتاج المشروع موجه للتصدير للخارج
ثاني بن ثامر: المشروع مكّن قطر من إنتاج مواد جديدة من الغاز الطبيعي
140 ألف برميل يوميا حجم الإنتاج من الغاز النفطي المسال والمكثفات والإيثان
120 ألف برميل يوميا حجم الإنتاج من منتجات تحويل الغاز إلى سوائل
الدوحة-قنا:
مع الافتتاح الرسمي يوم 22 نوفمبر المقبل لمشروع "اللؤلؤة" لتحويل الغاز إلى سوائل (جي تي إل) المشترك بين قطر للبترول وشركة شل الذي يعد الأكبر من نوعه في العالم إلى جانب مصنع أوريكس المماثل الذي يعمل منذ عدة سنوات، ستصبح دولة قطر أكبر لاعب في قطاع تحويل الغاز لسوائل عالميا.
فبعد اكتمال مشروع اللؤلؤة الذي بلغت تكلفته نحو 19 مليار دولار أمريكي بمرحلتيه في منتصف العام المقبل، سينتج 140 ألف برميل يوميا من الغاز النفطي المسال والمكثفات والإيثان، و120 ألف برميل يوميا من منتجات تحويل الغاز إلى سوائل .. فيما ينتج مشروع أوريكس المشترك بين قطر للبترول وشركة ساسول الجنوب إفريقية 34 ألف برميل في اليوم من منتجات الديزل والنافتا وسوائل الغاز.
وقال السيد أندي براون الرئيس التنفيذي لشركة شل في قطر والمدير العام لمشروع اللؤلؤة في حديث خاص مع وكالة الأنباء القطرية / قنا / إن العمل في المرحلة الأولى بالمشروع على مشارف الانتهاء مع اقتراب الإنتاج من بلوغ 70 ألف برميل يوميا من الغاز النفطي المسال والمكثفات والإيثان، و60 ألف برميل يوميا من منتجات تحويل الغاز إلى سوائل.
وأفاد الرئيس التنفيذي لشركة شل في قطر بأن المرحلة الثانية من الإنتاج في مشروع اللؤلؤة ستبدأ قبيل نهاية العام الحالي ليصل المشروع إلى طاقته الإنتاجية الكاملة قبل منتصف العام القادم، موضحا أن المشروع يستهلك 1.6 مليار قدم مكعبة يوميا من الغاز عبر 22 بئرا في حقل الشمال بقطر، وهو ما يمثل نحو 7% من إجمالي إنتاج الغاز من هذا الحقل الذي يعتبر أكبر حقل غاز منفرد في العالم.
وأشار إلى أن المشروع المقرر افتتاحه رسميا في 22 نوفمبر المقبل يحقق ربحية كبيرة لقطر على مدى عقود، وذلك عبر عملية تحويل الغاز إلى منتجات هيدروكربونية عالية الجودة، وهو ما يمنح قطر فرصة لتنويع مداخيلها.
وأكد أن أهم ما يميز اللؤلؤة هو كونه مشروعا متكاملا يبدأ من تنمية الحقول المتواجدة في حقل الشمال حتى مرحلة تحويل الغاز لسوائل ومن ثم مرحلة المنتجات النهائية التي يجري بيعها في الأسواق.
وأضاف السيد براون الرئيس التنفيذي لشل في قطر والمدير العام لمشروع اللؤلؤة، أن مشروع اللؤلؤة ليس فقط الأكبر من نوعه في عالم تحويل الغاز لسوائل وإنما يتضمن المشروع أيضا بناء أكبر مصنع أوكسجين في العالم يستخدم في المشروع وجرى الاستعانة فيه بخبرة شركة ليندا الألمانية، وأيضا يضم واحدا من أضخم الأماكن في العالم لإعادة تدوير المياه نظرا للكميات الضخمة من المياه الناتجة عن المشروع من أجل استخدامها مرة أخرى.
وبالنسبة لتكلفة المشروع أوضح أنه مع اقتراب نهاية إنجاز المشروع ومعرفة التكلفة الفعلية للعديد من مراحل الإنتاج فإن حجم الاستثمارات الفعلي بالمشروع يتراوح ما بين 18 و19 مليار دولار وهو نفس الرقم الذي جرى وضعه عند بداية المشروع.
وبشأن إمكانية تسويق منتجات المشروع أكد الرئيس التنفيذي لشل في قطر أن المنتجات الوسيطة من مشاريع تحويل الغاز لسوائل مطلوبة عالميا حيث يصل الطلب العالمي إلى ثلاثة آلاف مليون طن سنويا وهو ما يمثل عشرة أمثال الطلب على منتجات الغاز الطبيعي المسال.
وأردف في هذا الصدد أن المشروع ينتج خمسة منتجات بشكل أساسي منها غاز النفط وهو أحد أنواع الديزل المستخدم وهو أفضل من الديزل العادي، وأكثر كفاءة وحفاظا على البيئة ومعظم هذا المنتج سيتجه لأوروبا.
وأشار إلى أن هناك أيضا مادة النافتا وهي بها نسبة أعلى من بارفين وهو ما يعني أن قدرتها الإنتاجية في البتروكيماويات أعلى بنحو 10 بالمائة من النافتا العادية، والمنتج الثالث هو الجي تي إل كيروسين وهو يستخدم كمزيج في وقود الطائرات ونسعى للتوصل لبيع حصة من هذا المنتج لشركة الخطوط الجوية القطرية.
وأضاف السيد براون أن المنتج الرابع هو البارافين وهو يستخدم في صناعة المنظفات وفي الوقت الحالي هناك عقود لبيع هذه المادة للولايات المتحدة وأندونيسيا، أما المنتج الخامس فهي زيوت الأساس المستخدمة في زيوت التشحيم وسيوزع عالميا من خلال عدة منافذ لشل في هوستن بالولايات المتحدة وهامبورج في أوروبا ووحدات للتخزين في هونج كونج والصين.
وأوضح أن بعض هذه المنتجات مثل النافتا يتم طرحها للبيع في السوق من خلال فتح باب العطاءات وليس عبر عقود بيع طويلة الأجل، أما غاز النفط مثلا فهناك عقود طويلة الأجل. وعن أهمية مشروع اللؤلؤة بالنسبة لشل شدد الرئيس التنفيذي لشل في قطر على أن المشروع يمثل أكبر استثمار للشركة في العالم عبر تاريخها، ويضيف إلى إنتاجية شل حيث يمثل 8 بالمائة من إنتاجية الشركة عالميا، وبالتالي فإن شل تحقق هي الأخرى ربحية قوية من هذا المشروع ويضمن لها تدفقا نقديا خلال السنوات القادمة.
ونوه السيد أندي براون الرئيس التنفيذي لشركة شل في قطر والمدير العام لمشروع اللؤلؤة، بأن شل استفادت في هذا المشروع من خبراتها في تطوير صناعة تحويل الغاز إلى سوائل منذ 40 عاما واستخدام براءات الاختراع التي سجلتها الشركة منذ دخولها هذا المجال ووصل عددها الكلي إلى 3500 براءة.
وأضاف في السياق ذاته أنه مع اكتمال مشروع اللؤلؤة وحصة شل في "قطر غاز 4" فإن إيرادات شل من المشروع تقدر بأربعة مليارات دولار سنويا عندما يكون سعر برميل النفط 70 دولارا .
وقال براون إن إجمالي استثمارات شل في قطر تصل إلى 21 مليار دولار تشمل مشروع اللؤلؤة لتحويل الغاز لسوائل، واستثمارات الشركة في قطر غاز 4 وعمليات المسح الزلزالي في بلوك دي (block –D) الذي بدأت أعماله منذ نحو أسبوعين، واستثمارات أخرى في واحة العلوم والتكنولوجيا، هذا إلى جانب مشاريع مستقبلية منها مجمع البتروكيماويات المزمع إنشاؤه في قطر وجرى توقيع مذكرة تفاهم بشأنه بين شل وقطر للبترول.
وبالنسبة للاحتياطيات التي جرى اتخاذها في المشروع لمواجهة أي مشاكل مستقبلية يمكن التعرض لها أوضح أن قطر شل عنيت بإعطاء أهمية قصوى لإدارة منشأة المشروع والعناية بكل جزئية داخل المصنع خاصة الأقسام الحرجة في عمليات الإنتاج ووضع المحاذير والتعليمات الواجب اتباعها وهو ما مكن إدارة المشروع من القيام بجميع العمليات اللازمة لبدء المرحلة الأولى.
وأضاف أنه تم إدخال الغاز من الحقل للمصنع في 23 مارس الماضي، كما جرى تصدير أول شحنة في 13 يوليو الماضي وهي فترة زمنية أقصر بكثير مما هو مخطط له مع الأخذ في الاعتبار أن هذا المشروع واحد من أكثر المشاريع تعقيدا في العالم.
وأشار السيد أندي براون الرئيس التنفيذي لشركة شل في قطر والمدير العام لمشروع اللؤلؤة، إلى أن إنتاج المشروع حاليا موجه للتصدير للخارج، إلا أن هناك إمكانية لتسويق وبيع بعضه محليا مثل الديزل، وبيع مزيج الكيروسين المنتج من المصنع لإنتاج وقود طائرات للخطوط الجوية القطرية، كما أن هناك مادة الإيثين التي يمكن استخدامها محليا في مشروعات البتروكيماويات.
وحول المشروعات المشتركة الأخرى مع قطر للبترول أوضح أنه جرى مؤخرا توقيع اتفاق بشأن الأرض المخصصة لإنشاء مجمع البتروكيماويات في الصين واختيار مكانها وتطويرها وإعدادها للمشروع الذي مازال في مرحلة التصميم وهي خطوة مهمة في طريق تنفيذ المشروع حيث ستمتلك شركة "سي.إن.بي.سي" وهي الشركة الأم لشركة بتروتشاينا- 51 بالمائة في المشروع، بينما ستمتلك شل وقطر للبترول 24.5 بالمائة لكل منهما.
وأوضح أن المحادثات مع شركة قطر للبترول الدولية مستمرة للبحث في إمكانية مشاركتها مع شل من خلال عدة فرص، على غرار ما حدث من بيع شل لجزء من حصتها في مشروعين للكيماويات في سنغافورة لقطر للبترول الدولية.
وفيما يتعلق بأحدث المستجدات لمشروع مجمع البتروكيماويات في قطر الذي جرى توقيع مذكرة تفاهم العام الماضي بشأنه مع قطر للبترول أوضح براون أنه يجري حاليا التفاوض من أجل التوصل لاتفاقية نهائية خاصة بهذا المجمع. وحول عمليات التقطير بالشركة أفاد بأن الشركة تواصل عمليات التقطير حيث يبلغ عدد القطريين العاملين في الشركة حاليا 230 موظفا يمثلون نحو 16 بالمائة من العاملين بالشركة.
من جهته اعتبر الشيخ ثاني بن ثامر آل ثاني نائب المدير العام لمشروع اللؤلؤة أن المشروع يمثل إضافة كبيرة لصناعة الغاز القطري نظرا لأنه يقوم بتحويل الغاز الطبيعي للعديد من المنتجات المتنوعة عالية الجودة وهو ما يمثل قيمة أفضل لقطر من مجرد بيع الغاز الطبيعي، وخاصة أن هذا المشروع هو الأضخم من نوعه في العالم.
وأضاف أن هذا المشروع مكن قطر من إنتاج مواد جديدة من الغاز الطبيعي مثل وقود الطائرات والديزل، مشيرا إلى أنه من المشاريع طويلة الأجل.
وتابع أن فكرة التسييل بدأت رسميا في ألمانيا من خلال فكرة تحويل الفحم لسائل، بعدها انتقلت إلى جنوب إفريقيا ثم تم اعتماد التقنية، وبدأت شل الدخول في تحويل الغاز لسوائل منذ عقد سبعينيات القرن الماضي من خلال المختبرات ثم في عقد التسعينيات تم تطبيقه على الواقع من خلال مشروعها في ماليزيا، مؤكدا أن التقنية المستخدمة في المشروع حديثة للغاية.
وأشار إلى أن المشروع استغرق 500 مليون ساعة عمل وجرى البدء فيه منذ نحو 7 سنوات، حيث كان هناك 52 ألف عامل في ذروة أعمال المشروع.
وأوضح أن المشروع حطم العديد من الأرقام المسجلة في الأمن والسلامة بتسجيل 77 مليون ساعة عمل دون حوادث معطلة لسيره حيث قامت الشركة بإعطاء نحو 350 ألف دورة للعمال بالمشروع كانت السلامة أحد المحاور الرئيسية في تلك الدورات، منوها بأن المشروع يديره حاليا 800 شخص.
واعتبر أن بناء مشروع اللؤلؤة مثل تحديا كبيرا وخاصة أن العديد من أعماله جرى تنفيذها في ظل الطفرة الاقتصادية التي شهدها العالم قبيل الأزمة المالية وهي فترة ازدهرت فيها مشاريع الطاقة وبالتالي كان من الصعب الحصول على الكفاءات المطلوبة لتنفيذ مثل هذا المشروع، كذلك توفير المواد الخام والآليات والمعدات اللازمة لبنائه.
وأكد الشيخ ثاني بن ثامر آل ثاني نائب المدير العام لمشروع اللؤلؤة أن المشروع منذ تأسيسه سار وفقا للخطط الزمنية الموضوعة نظرا للاستعدادات العديدة التي قامت بها الشركة خارجيا وداخليا من أجل تأسيس هذا المشروع.
وأرجع نجاح المشروع أيضا إلى التسهيلات التي منحتها الدولة للمشروع وتوفر البنية التحتية مما ساعد في إنجازه في الوقت المحدد، إلى جانب الكفاءات التي عملت بالمشروع وسلامة التخطيط، مؤكدا أن المشروع تواجد به العديد من الكفاءات القطرية.
وتابع يقول إن تحول قطر لعاصمة لتحويل الغاز لسوائل في العالم ومن قبلها عاصمة للغاز الطبيعي المسال يأتي ضمن رؤية حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى وهو ما جعل قطر تتبوأ هذه المكانة.
وأشاد بقرية اللؤلؤة العمالية التي صاحبت إقامة المشروع وبلغت مساحتها 170 هكتارا، وتتسع لتسكين أربعين ألفا من العاملين لدى المقاولين المشاركين في بناء مصنع اللؤلؤة، مؤكدا أن الاهتمام الذي أولاه المشروع للعمال المشاركين في بنائه كان واحدا من أهم عوامل نجاحه.
وبدأت قطر للبترول وشركة شل المباحثات حول إقامة مصنع اللؤلؤة لتحويل الغاز إلى سوائل في عام 2002، وتم التوقيع على اتفاقية مبدئية في أكتوبر عام 2003، ومن ثم تم التوقيع على اتفاقية تطوير ومشاركة في الإنتاج في يوليو عام 2004 ، وتمت الموافقة النهائية على مشروع اللؤلؤة لتحويل الغاز إلى سوائل من قبل حكومة دولة قطر في يوليو 2006.
وفي فبراير عام 2007 جرى وضع حجر الأساس للمشروع فيما تم الانتهاء من أعمال البناء في نهاية 2010.. وفي 23 مارس 2011 بدأ تدفق الغاز في آبار بحرية تبعد 60 كيلومترا عن الساحل، ومن ثم بدأت محطة معالجة الغاز بإنتاج المكثفات والغاز النفطي المسال والكبريت والغاز الخاص بعملية تحويل الغاز إلى سوائل.
وشهد مايو الماضي انطلاق الإنتاج في مصنع اللؤلؤة لتحويل الغاز إلى سوائل حيث تم تحويل الغاز والأوكسجين إلى شمع وتحويل الغاز إلى سوائل.. وفي المرحلة الأخيرة يتم تفكيك الشمع وتقطيره ليتحول إلى منتجات من الغاز المسال.
وفي وقت سابق من هذا الشهر تم بيع أول شحنة تجارية من زيوت الأساس من مصنع اللؤلؤة لتحويل الغاز إلى سوائل، كما تم شحن الجزء الأول من زيوت تحويل الغاز إلى سوائل في يونيو 2011.
وينتج المصنع "ديزل" نظيفا ووقود الطائرات وغيرها من الزيوت ونافتا المستخدمة في تصنيع البلاستيك والمنظفات.
ويمكن للديزل الذي يتم إنتاجه من المشروع تزويد أكثر من 160 ألف سيارة بوقود الديزل يومياً وتوفير الزيوت الاصطناعية لتأمين الشحوم لما يزيد عن 225 مليون سيارة سنوياً.. وسوف يقوم مشروع اللؤلؤة لتحويل الغاز إلى سوائل بإنتاج 3 ملايين برميل من الغاز على مدى فترة عمل المشروع من حقل الغاز الأضخم في العالم الذي تبلغ احتياطياته أكثر من 900 تريليون متر مكعب من الغاز أي ما يساوي 150 مليار برميل من النفط أو 15% من المخزون العالمي للغاز.