تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هل مِن مُشمِّر !



نجم العجمى
02-11-2011, 08:06 AM
كانت شركة إيكياٌ للمفروشات على وشك افتتاح فرعها الجديد في مد ينة جدة في عام 2004
فأعلنت عن هد يةٌ نقديةٌ قيمتها خمسمائة ريال لأول خمسينٌ شخصٍ يدخل من الباب عند الافتتاح .. نام العشرات ليلتها أمام
المحل ليضٌمنوا لهم مكاناً بالصف الأول للفوز بالجائزه ..
وعند الصباح تجاوز العدد عدة آلاف مما أدى الى استدعاء الشرطة والدفاع المدني للمساعدة ..
وما أن أعلن المحل عن فتح أبوابه حتى تسارع الجميع بالإندفاع للحصول على الكوبون ..
ماذا كانت النتيجة ؟ ثلاثة وفيات وأربعون جريحاً من الرجال والنساء والأطفال ..

بالطبع لم يحضر هؤلاء لقصد التسوّق أو إلقاء نظره على المحل .. بل للفوز بالخمسمائة ريال فقط..

وفي مكان آخر أيضاً .. في عام 2006 احتشد الآلاف من السعوديين على بوابات منفذ سلوى المتجه إلى دولة قطر لمحاولة العبور ..
إزداد العدد كثيراً مما دعى برجال الجمارك للاستعانة برجال الأمن للسيطرة على الوضع ..
هذا بالإضافة إلى الآلاف الذين استقلّوا الطائرات للوصول إلى دولة قطر ..
اتجهوا جميعاً إلى ملعب نادي قطر لكرة القدم !! .. هل كان ذلك لتشجيع المنتخب السعودي؟
كلّا وألف كلّا .. بل كان الحدث هو اكتتاب مصرف الريان القطري بقيمة 10 ريالات للسهم الواحد والذي انتهى بتخصيص 140 سهماً فقط لكل شخص وبيعه في النها ية بسعر 17 ريال و بأرباح بلغت 980 ريال فقط لكل شخص بعد كل هذا الجهد!

ولسنا ببعيدين عن اكتتاب دانه غاز بدولة الإمارات والأحداث المخزية التي جرت هناك بسبب التدافع على الاكتتاب والطمع في الكسب .. أو الاكتتابات الأخرى التي جرت لدينا.. كما لا يخفى على الجميع طوابيرالبشر على أجهزة الصرف الآلي لبيع أسهمهم في أول يوم تداول بعد الاكتتاب في بعض الشركات الكبيرة كالاتصالات وموبايلي والبتروكيماويات والشركات الأخرى خلال الأعوام السابقة أملاً بالبيع بأفضل سعر !.

ألا يدعو هذا الأمر للاستغراب ؟ لماذا كل هذا التدافع لأجل الحياة الفانية .. وترك ماينتظرنا في الحياة الباقية؟
تصوّروا لو كانت هناك جائزة بخمسين ريال فقط في اليوم لكل شخص يؤدي صلاة الفجر في المسجد ..
مالذي سيحدث ؟ أكاد أقسم بامتلاء المساجد والساحات الخارجية عن بكرة أبيها ، ليس طلباً للمغفرة أو الأجر
العظيم من الله ولا طلباً للنور التام الذي وعدنا به رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يوم القيامة ..
بل طلباً لهذه الدراهم القليلة !

كيف وصل بنا الحال إلى هذا الوضع المخزي؟ .. وكيف تغيرٌّت أولوياتنا في الحياة ؟؟ .. والله إنها لمأساة ! .

اليوم .. نحن أمام افتتاحٍ كبير ليس كافتتاح إيكيا .. وأمام اكتتاب عظيم ليس كإكتتاب الريان ..
ولكنه اكتتاب مع النفس التوّاقة لما عند الله .. فرصة عظيمه قد لا تتكرّر للبعض .. فرصة لنكفّر عن سيئاتنا ونزيد في موازين حسناتنا .. فرصة لترك مغريات الدنيا .. فلا يدري أحدنا إن كان على قيد الحياة العام المقبل أم في عداد الأموات ..
فهلّا استغللنا هذه الفرصة العظيمة والتي لا تتكرّر سوى مرّة واحدة بالسنه؟..
عشرة أيام هي أفضل أيام السنة على الإطلاق .. أفضل حتى من أيام العشر الأواخر من رمضان .. فماذا أعددنا لها ؟

يقول الرسول عليه الصلاة والسلام : (مَا مِنْ أَ اٌّيامِ الْعَمَلُ الصَّالِحِ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى الله مِنْ هَذِهِ الأَيام ِ) - يعَنِي أيام العشر.. قَالُوا : يارسول الله .. وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيل الله ؟ قَالَ : ( وَلا الْجِهَادُ فِ سَبِيل الله إِلا رَجُلا خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يرجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَ ءْ ) فهل وٌجد بينٌنا عاقل ليبٌدأ في اغتنامها .. أم أننا سنستمر في غفلتنا !

( منقول )

دلة الرسلان
02-11-2011, 08:10 AM
جزاك الله خير

الأصيلة
02-11-2011, 08:11 AM
جزاك الله خير
فعلا موقف يحتاج الوقوف عنده...
فـ الناس أصبحت لاتفكر إلا بالماديات
والقليل من يجمع شتات عقله ويستدرك أمور الدنيا والآخرة
ويختار ماينفعه ويفيده
ويضمن له سعادة الدارين...

بصمة قطرية
02-11-2011, 08:13 AM
مقالة جداً رائعة ..
للأسف أصبح الشغل الشاغل هو المادة ..!!
تسلم يمناك على النقل ~

اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا و لا مبلغ علمنا ..