سيف قطر
16-11-2011, 05:56 AM
التربويون يؤكدون لـ الراية: ضرب الطلاب يكشف عجز المعلمين
القانون يرفض وأولياء الأمور منقسمون
كتب: علي بدور
رفض عدد من التربويين والاكاديميين اللجوء الى الضرب كعقاب للطلاب المشاغبين.
واكدوا لـ الراية ان العقوبات البدنية اصبحت تراثا عقيما في مجال تقويم سلوكيات الطلاب، باعتباره يعكس نقصا في قدرة المعلمين على تحقيق الاهداف التربوية للتعليم.
ويعتبر تربويون أن الضرب بحد ذاته سواء في الأسرة أو المدرسة أسلوب فاشل يمارسه الآباء أو المعلمون، لعدم قدرتهم على فهم نفسية الطفل وكيفية التعامل معه وتلبية حاجاته، وقد يلجأ إليه المدرسون بسبب عدم فهمهم لخصائص نفسية الطفل واحتياجاته، أو بسبب الوضع الشخصي للمدرس نفسه، كعدم قدرته على تحمل حركة الطفل وقد يعكس بعض المعلمين مشكلاتهم الأسرية على طلابهم مما يؤدي في النهاية الى خلق جيل "جبان" يخاف من السلطة الاعلى طالما استطاعت معاقبته ويخالف القوانين اذا ما تاكد انه بمنأى من العقاب.
ورغم ان الضرب لم يعد وسيلة معترف بها في معاقبة الطلاب، بل ويمثل مخالفة تربوية توجب عقاب المعلم الذي يضرب الطالب، فضلا عن تاكيد الجهات المعنية بهيئة التعليم على ان الضرب يمثل حالات فردية يتم التعامل مع مرتكبيه بمنتهى الحزم .. إلا أن أولياء الامور اختلفو فيما بينهم حول الضرب ودوره في تقويم الطلاب.
ففي حين يرى البعض أهمية العقاب البدني في تقويم الطالب المشاغب دون ان يصل هذا العقاب الى الاعتداء عليه او اهانة كرامته، بل يكفي إرغامه على الوقوف عدة دقائق حتى شعوره بالارهاق لعدم تكرار ايزاء زميله او التلفظ بالفاظ مرفوضة لافتين الى ان الاجيال السابقة كانت اكثر انضباطا وتفوقا لانهم كانو يتعرضون للايذاء البدني في حالة الخطأ.
فيما يرفض البعض اعتماد مبدا العقاب البدني ضد الطلاب المشاغبين، والذي لا يمكن وضع معايير لحدوده، كما انه يتناقض مع المعايير التربوية التي تسعى لضبط سلوكيات الطلاب .. الراية تفتح ملف ضرب الطلاب كوسيلة لتقويم سلوكياتهم ..
وكيف يمكن تأهيل المعلمين لتحقيق الانضباط المطلوب داخل الصفوف.
محمد المراغي: العقاب الأسري مقبول .. وفي المدرسة خطر
محمد عبدالله المراغي مدير مجمع عمر بن الخطاب التربوي للبنين يعتبر موضوع الضرب من المواضيع الأزلية والشائكة والجدلية في التربية من أقصى التشدد في معارضتها لأقصى التشدد في استخدامها.
ويقول: الضرب وسيلة مرفوضة وغير تربوية وتترك آثارا نفسية وجسمية ليست بالبسيطة بل وتتعدى آثارها الزمان ليبقى في كثير من الأحيان ملازما لصاحبه ومؤثرا على سلوكه وشخصيته مستقبلا إن لم نقل طوال حياته بل وعلى أبنائه وطريقة تربيتهم وهنا نقول ان الضرب وسيلة تقويم مرفوضة بل نتائجها وخيمة والضرر الناتج عنها أكبر من الفوائد الآنية التي نجينها منها.
ويضيف: المجلس الأعلى للتعليم لم يقصر في هذا المجال وسن مجموعة من القوانين والضوابط ولوائح السلوك والتي تمنع الضرب بجميع أشكاله وتضع مجموعة من البدائل والخطط العلاجية.
ويضيف: كأب أجد نفسي أحيانا مضطرا للجوء للعقاب الجسدي المقنن وفي أضيق الحدود نوع من تقويم السلوك بعد استنفاد وسائل التقويم الأخرى والتي كلها بالتأكيد عليها ملاحظات فحتى الحرمان من بعض الامتيازات ( كالجوال مثلا أو الإنترنت أو مصروف الجيب أو الخروج مع الأصدقاء في يوم العطلة...) يترك آثارا سيئة وقد يتجاوز أثرها الضرب المقنن ... عموما أنا أعتقد أن كل وسائل العقاب مرفوضة (ليست على الإطلاق) لكن بقدر وبحساب وعند الضرورة والضرورة تقدر بقدرها ولا شك أن الحب والحنان والمصارحة والاستماع للآخر والتقدير والتشجيع وتفهم الاحتياجات والدعم والمساندة وتقديم القدوة الحسنة كل ما سبق يفقد الضرب أو أي نوع من العقاب الحاجة إليه وهذا ما أتمناه من كل القائمين على تقويم السلوك سواء الأب أو الأم أو المعلم في المدرسة وهو على ما أعتقد المعني الأكبر بهذا الموضوع.
خزنة عيسى: عجز الوسائل التربوية وراء اللجوء للضرب
ثمة مدرسون يعلنون أنهم مع استخدام الضرب: «الضرب غير المؤذي يردع الطالب، وبعض الطلاب لا يخافون إلا من الضرب»، ويشير هؤلاء إلى أن المدرس يحتاج «أحياناً» إلى استخدام العنف وسيلة للضبط، بالمقابل هناك من يعمل مع المرشدات النفسيات والاجتماعيات في المدارس على معالجة ظاهرة الضرب.
مديرة مدرسة الهدى الابتدائية المستقلة للبنات خزنة عيسى تؤكد أنه عندما يفكر المدرس بالضرب، فهذا يعني أنه غير قادر على استخدام الأساليب التربوية، وهنا تظهر أهمية التأهيل التربوي والأكاديمي للمدرس، وتطرح خزنة عيسى عقوبات بديلة مبتكرة كحرمان الطالب من نشاط معين، أو من الرياضة، وتقول ان المدارس لا يجب أن تكون نموذجية فقط بل وصديقة للطفل، بشكل يتحقق فيه طموح أن يكون عدم الذهاب إلى المدرسة هو بحد ذاته عقوبة للتلميذ، وتشدد: «لا يمكن أن نتعلم إلا ممن نحب، المحبة في التعليم تأتي في المرتبة الأولى».
ونفت خزنة عيسى وجود ظاهرة الضرب في المدارس وقالت: نحن نرفض الضرب كوسيلة تربوية وهو ممنوع في المدارس, معتبرة أن المدرس الذي يستخدم الضرب ذو شخصية هزيلة غير متمكنة من عملها.
و ترى أن من أسباب استخدام العنف غياب الاستراتيجية عند المدرس لكل مرحلة عمرية، فمن لا يفهم متطلبات كل مرحلة عمرية يستخدم العنف، وهنا تؤكد على ضرورة اختبار المدرس لفترة لا تقل عن عام، يتابع خلالها بشكل دقيق، وبعدها يثبت أو لا.
وتضيف ان مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب، ومشاركة الجميع دون تهميش أحد يخفف من الشغب وبالتالي الحاجة للعنف، وهناك أسباب وراء استخدام المدرس للعنف كأن يكون: (شخصاً غير متمكن من المنهاج، ويثير السخرية، أو متمكناً من المادة لكنه لا يمتلك الوسائل التربوية، أو شخصيته ضعيفة ويستخدم العنف لإثبات عكس ذلك).
وتشير أنه كلما كانت البيئة الصفية والمدرسية مهيأة للطالب لن يكون هناك ضرورة للضرب, والحوار مطلوب وعلى المعلمة أن تكون مثل الأم تعتمد الحوار لان الضرب أسلوب غير تربوي.
أهمها تفعيل دور المرشد الطلابي وتوعية المعلمين والطلاب
6 مقترحات لتفعيل قرار منع الضرب
قدمت الدكتورة بسنت فودة ستة مقترحات لدعم ونجاح قرار المجلس الأعلى للتعليم في منع الضرب وهي تزويد جميع المدارس بالمرشد الطلابي التربوي المختص وبصورة تتناسب مع عدد الطلاب وبضوابط محددة, بالإضافة إلى تزويد المدارس بالنشرات والكتيبات للتوجيه والإرشاد وتهيئة البيئة المدرسية لتصبح بيئة جذب للطالب, وأخيرا التوعية باستخدام الإذاعة المدرسية وتصوير أشرطة فيديو مناسبة لغرس السلوك الإيجابي.
وتشير د. بسنت إلى أن طبيعة العلاقة بين المعلم وتلاميذه مرت بتغيرات جذرية على مر العصور! ومن نافلة القول أن مهام المعلم تغيرت مع تغير الأزمنة. ومع التغير في طبيعة ومهام المعلمين من جهة، وطبيعة ومهام الآباء وأبنائهم من جهة أخرى، وكان لزاما أن يكون هناك تغير في صلاحيات المعلمين وما يمثلونه للمجتمع. وحسب الاخصائيه النفسية بالمستشفى الأهلي فإن مبدأ الثواب والعقاب يجب أن يطبق في المدرسة إذا ما اعتبرنا أن هذا المبدأ هو جزء من العملية التعليمية، وإننا في المدرسة نعلم الفرد كيف يتأقلم مع مجتمعه بمعنى أن نعوده النظام، وضبط النفس، ومعرفة حدود الحرية الشخصية، وحقوق الآخرين,
وتضيف إن مبدأ الثواب والعقاب يجب أن يدركه الطالب أو الطالبة في المدرسة قبل الخروج إلى المجتمع، ولكن السؤال: ما هو السبيل إلى تقنين هذا المبدأ؟ وكيف يطبق؟ ومن هو المخول بتطبيقه؟ ويجب هنا أن نفرق بين أمرين ضروريين حين نطبق مبدأ الثواب والعقاب هما سوء السلوك وعدم الانضباط والالتزام بنظام المدرسة والمجتمع في صورته المصغرة, والأمر الثاني يشمل التأخر الدراسي الناتج عن قدرات عقلية محدودة. فالطالب المشاغب الذي يسيء السلوك مع معلمه وزميله ومؤسسته، والذي يقصر في أداء واجباته الدينية والمجتمعية يستحق العقاب، وليكن العقاب بالتدريج ووفق أسس علمية تتخذ من الدراسات النفسية قاعدة لها، والعكس بالعكس، فالطالب السوي بسلوكه يستحق الثواب وبالطريقة نفسها. أما الطالب المتأخر دراسيا الذي لا يستطيع أن يواكب الدراسة بسبب متعلق بقدراته العقلية أو الجسدية أو غيرها مما يكون خارجا عن طوع الطالب وقدرته فكيف نعاقبه على أمر لا يملكه؟
وتشير الدكتورة بسنت إلى أن كثيرا من الناس لا يعلم أضرار الضرب وعواقبه الوخيمة على الطفل. فقد يعتاد الطفل على الضرب ولا يؤلمه، و يزداد تمردا وعدوانا وحبا في الانتقام ممن أهانه ومن المجتمع وأقرانه. وقد يدفعه للكذب لينجو من الضرب، أو ترك المدرسة أو المنزل ويُعرض عن المعلم الذي يؤذيه ويهينه. وقد يصاب الطفل بعاهة بدنية أو نفسية أو يعيش بالخوف جبانا مهانا. ويشعر بالذل والخنوع. ويتعلم الطفل أن الضرب بمثابة وسيلة للتنفيس عن الغضب والإحباط، مما يدفع الطفل لانتهاج هذا السلوك مع أقرانه وأخواته.
وتشير إلى وجود العديد من وسائل التقويم التربوية والبديلة للضرب منها تكليف الطالب المشاغب بأعمال تخص الفصل لإشعاره بقيمته والرفع من شخصيته، حيث إن سلوك المشاغبة أو أي انحراف قد يصدر من التلميذ الهدف منه في أغلب الأحيان هو فقط إثبات الذات ومحاولة لفت الانتباه ومحاولة المعلم تعليم الطالب السلوك المرغوب فيه ومكافأته عليه وشكره وشكر ولي أمره لإشراكه في العملية التربوية, وكذلك حرمان الطالب من أشياء يرغبها أو يرغب القيام بها مثل الرياضة أو الفسحة, بالإضافة إلى إشعار ولي الأمر كتابيا، واستخدام لوحات الشرف للطلبة المثاليين واتباع أسلوب تجاهل المعلم للطالب وعدم إشراكه في الأنشطة.
وتؤكد الإخصائية النفسية إلى أن بعض أنواع العقاب لا تقل عن الضرب وهي غير مناسبة، وقد يترتب على استعمالها آثار سلبية كثيرة، ومنها العقاب النفسي وهو أن يهان المراد عقابه أو يتم تجاهله بصورة دائمة أو تجرح كرامته وكذلك العقاب الاجتماعي وهو أن يتم استخدام مكانة الفرد الاجتماعية ليتم الضغط عليه من خلالها أو الاستخفاف به أو بعائلتها وجنسيته.
نصائح للمعلمين للحد من عنف الطلاب
ويوصي الخبراء المعلمين بالآتي:
- شجع الطفل على التحدث عن معاناته ، وكن ودوداً ، ولا تظهر الأسى فتزيد الأمور سوءا ، بل تشكره إن هو تحدث لك عما يعانيه.
- أشعر الطفل بأنه غير مسؤول وغير ملام لتعرضه للتنمر، ولا تفترض أن طفلك فعل شيئا ليثير أو يزيد التنمر المدرسي ضده ، فالمتنمر عادة يختار ضحيته عشوائيا.
- ادعم مشاعر طفلك ، فبدلاً من إهمال قلقه ، أخبره بأن الأمور ستحل في النهاية، عبر له عن تفهمك واهتمامك بقولك: أتفهم أنك تمر بأوقات صعبة ، ولكن دعنا نحاول معالجة الأمر معاً.
- اسأل الطفل إن كان لديه أفكار حول طريقة وقف هذا التنمر.
- لا تشجعه على الانتقام .
- علم الطفل مهارات الأمان عندما يتعرض للأذى ، واللجوء إلى طلب المساعدة من المعنيين مثل: المدير والمرشد التربوي، وكيف يكون حازماً، واستعمال المرح والأساليب الدبلوماسية المناسبة للتخلص من الأوضاع الحرجة ، مثل الموافقة على التهكم ومسايرته.
- استعن بإدارة المدرسة، أو بالأخصائيين من أجل طفلك إذا أصبح الخوف والقلق ظاهرين بشكل كبير.
- اجمع أكبر قدر من المعلومات الممكنة، واطلب من الطفل وصف المتنمر وكيف وأين يتم التنمر؟ ومن تورط فيه واسأل الطفل إن كان هناك شهود للواقعة.
- تحدث إلى معلمي الطفل والمديرين لإيجاد حلول سريعة، ولا تتصل بأهل المتنمر بنفسك، دع للمدرسة تتولى هذا الشأن الحساس.
- إذا تعرض الطفل إلى الاعتداء الجسدي، أو بالتهديد بالأذى، فيجب إعلام المسؤولين في المدرسة لتحديد إمكانية تدخل الجهات الأمنية.
القانون يرفض وأولياء الأمور منقسمون
كتب: علي بدور
رفض عدد من التربويين والاكاديميين اللجوء الى الضرب كعقاب للطلاب المشاغبين.
واكدوا لـ الراية ان العقوبات البدنية اصبحت تراثا عقيما في مجال تقويم سلوكيات الطلاب، باعتباره يعكس نقصا في قدرة المعلمين على تحقيق الاهداف التربوية للتعليم.
ويعتبر تربويون أن الضرب بحد ذاته سواء في الأسرة أو المدرسة أسلوب فاشل يمارسه الآباء أو المعلمون، لعدم قدرتهم على فهم نفسية الطفل وكيفية التعامل معه وتلبية حاجاته، وقد يلجأ إليه المدرسون بسبب عدم فهمهم لخصائص نفسية الطفل واحتياجاته، أو بسبب الوضع الشخصي للمدرس نفسه، كعدم قدرته على تحمل حركة الطفل وقد يعكس بعض المعلمين مشكلاتهم الأسرية على طلابهم مما يؤدي في النهاية الى خلق جيل "جبان" يخاف من السلطة الاعلى طالما استطاعت معاقبته ويخالف القوانين اذا ما تاكد انه بمنأى من العقاب.
ورغم ان الضرب لم يعد وسيلة معترف بها في معاقبة الطلاب، بل ويمثل مخالفة تربوية توجب عقاب المعلم الذي يضرب الطالب، فضلا عن تاكيد الجهات المعنية بهيئة التعليم على ان الضرب يمثل حالات فردية يتم التعامل مع مرتكبيه بمنتهى الحزم .. إلا أن أولياء الامور اختلفو فيما بينهم حول الضرب ودوره في تقويم الطلاب.
ففي حين يرى البعض أهمية العقاب البدني في تقويم الطالب المشاغب دون ان يصل هذا العقاب الى الاعتداء عليه او اهانة كرامته، بل يكفي إرغامه على الوقوف عدة دقائق حتى شعوره بالارهاق لعدم تكرار ايزاء زميله او التلفظ بالفاظ مرفوضة لافتين الى ان الاجيال السابقة كانت اكثر انضباطا وتفوقا لانهم كانو يتعرضون للايذاء البدني في حالة الخطأ.
فيما يرفض البعض اعتماد مبدا العقاب البدني ضد الطلاب المشاغبين، والذي لا يمكن وضع معايير لحدوده، كما انه يتناقض مع المعايير التربوية التي تسعى لضبط سلوكيات الطلاب .. الراية تفتح ملف ضرب الطلاب كوسيلة لتقويم سلوكياتهم ..
وكيف يمكن تأهيل المعلمين لتحقيق الانضباط المطلوب داخل الصفوف.
محمد المراغي: العقاب الأسري مقبول .. وفي المدرسة خطر
محمد عبدالله المراغي مدير مجمع عمر بن الخطاب التربوي للبنين يعتبر موضوع الضرب من المواضيع الأزلية والشائكة والجدلية في التربية من أقصى التشدد في معارضتها لأقصى التشدد في استخدامها.
ويقول: الضرب وسيلة مرفوضة وغير تربوية وتترك آثارا نفسية وجسمية ليست بالبسيطة بل وتتعدى آثارها الزمان ليبقى في كثير من الأحيان ملازما لصاحبه ومؤثرا على سلوكه وشخصيته مستقبلا إن لم نقل طوال حياته بل وعلى أبنائه وطريقة تربيتهم وهنا نقول ان الضرب وسيلة تقويم مرفوضة بل نتائجها وخيمة والضرر الناتج عنها أكبر من الفوائد الآنية التي نجينها منها.
ويضيف: المجلس الأعلى للتعليم لم يقصر في هذا المجال وسن مجموعة من القوانين والضوابط ولوائح السلوك والتي تمنع الضرب بجميع أشكاله وتضع مجموعة من البدائل والخطط العلاجية.
ويضيف: كأب أجد نفسي أحيانا مضطرا للجوء للعقاب الجسدي المقنن وفي أضيق الحدود نوع من تقويم السلوك بعد استنفاد وسائل التقويم الأخرى والتي كلها بالتأكيد عليها ملاحظات فحتى الحرمان من بعض الامتيازات ( كالجوال مثلا أو الإنترنت أو مصروف الجيب أو الخروج مع الأصدقاء في يوم العطلة...) يترك آثارا سيئة وقد يتجاوز أثرها الضرب المقنن ... عموما أنا أعتقد أن كل وسائل العقاب مرفوضة (ليست على الإطلاق) لكن بقدر وبحساب وعند الضرورة والضرورة تقدر بقدرها ولا شك أن الحب والحنان والمصارحة والاستماع للآخر والتقدير والتشجيع وتفهم الاحتياجات والدعم والمساندة وتقديم القدوة الحسنة كل ما سبق يفقد الضرب أو أي نوع من العقاب الحاجة إليه وهذا ما أتمناه من كل القائمين على تقويم السلوك سواء الأب أو الأم أو المعلم في المدرسة وهو على ما أعتقد المعني الأكبر بهذا الموضوع.
خزنة عيسى: عجز الوسائل التربوية وراء اللجوء للضرب
ثمة مدرسون يعلنون أنهم مع استخدام الضرب: «الضرب غير المؤذي يردع الطالب، وبعض الطلاب لا يخافون إلا من الضرب»، ويشير هؤلاء إلى أن المدرس يحتاج «أحياناً» إلى استخدام العنف وسيلة للضبط، بالمقابل هناك من يعمل مع المرشدات النفسيات والاجتماعيات في المدارس على معالجة ظاهرة الضرب.
مديرة مدرسة الهدى الابتدائية المستقلة للبنات خزنة عيسى تؤكد أنه عندما يفكر المدرس بالضرب، فهذا يعني أنه غير قادر على استخدام الأساليب التربوية، وهنا تظهر أهمية التأهيل التربوي والأكاديمي للمدرس، وتطرح خزنة عيسى عقوبات بديلة مبتكرة كحرمان الطالب من نشاط معين، أو من الرياضة، وتقول ان المدارس لا يجب أن تكون نموذجية فقط بل وصديقة للطفل، بشكل يتحقق فيه طموح أن يكون عدم الذهاب إلى المدرسة هو بحد ذاته عقوبة للتلميذ، وتشدد: «لا يمكن أن نتعلم إلا ممن نحب، المحبة في التعليم تأتي في المرتبة الأولى».
ونفت خزنة عيسى وجود ظاهرة الضرب في المدارس وقالت: نحن نرفض الضرب كوسيلة تربوية وهو ممنوع في المدارس, معتبرة أن المدرس الذي يستخدم الضرب ذو شخصية هزيلة غير متمكنة من عملها.
و ترى أن من أسباب استخدام العنف غياب الاستراتيجية عند المدرس لكل مرحلة عمرية، فمن لا يفهم متطلبات كل مرحلة عمرية يستخدم العنف، وهنا تؤكد على ضرورة اختبار المدرس لفترة لا تقل عن عام، يتابع خلالها بشكل دقيق، وبعدها يثبت أو لا.
وتضيف ان مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب، ومشاركة الجميع دون تهميش أحد يخفف من الشغب وبالتالي الحاجة للعنف، وهناك أسباب وراء استخدام المدرس للعنف كأن يكون: (شخصاً غير متمكن من المنهاج، ويثير السخرية، أو متمكناً من المادة لكنه لا يمتلك الوسائل التربوية، أو شخصيته ضعيفة ويستخدم العنف لإثبات عكس ذلك).
وتشير أنه كلما كانت البيئة الصفية والمدرسية مهيأة للطالب لن يكون هناك ضرورة للضرب, والحوار مطلوب وعلى المعلمة أن تكون مثل الأم تعتمد الحوار لان الضرب أسلوب غير تربوي.
أهمها تفعيل دور المرشد الطلابي وتوعية المعلمين والطلاب
6 مقترحات لتفعيل قرار منع الضرب
قدمت الدكتورة بسنت فودة ستة مقترحات لدعم ونجاح قرار المجلس الأعلى للتعليم في منع الضرب وهي تزويد جميع المدارس بالمرشد الطلابي التربوي المختص وبصورة تتناسب مع عدد الطلاب وبضوابط محددة, بالإضافة إلى تزويد المدارس بالنشرات والكتيبات للتوجيه والإرشاد وتهيئة البيئة المدرسية لتصبح بيئة جذب للطالب, وأخيرا التوعية باستخدام الإذاعة المدرسية وتصوير أشرطة فيديو مناسبة لغرس السلوك الإيجابي.
وتشير د. بسنت إلى أن طبيعة العلاقة بين المعلم وتلاميذه مرت بتغيرات جذرية على مر العصور! ومن نافلة القول أن مهام المعلم تغيرت مع تغير الأزمنة. ومع التغير في طبيعة ومهام المعلمين من جهة، وطبيعة ومهام الآباء وأبنائهم من جهة أخرى، وكان لزاما أن يكون هناك تغير في صلاحيات المعلمين وما يمثلونه للمجتمع. وحسب الاخصائيه النفسية بالمستشفى الأهلي فإن مبدأ الثواب والعقاب يجب أن يطبق في المدرسة إذا ما اعتبرنا أن هذا المبدأ هو جزء من العملية التعليمية، وإننا في المدرسة نعلم الفرد كيف يتأقلم مع مجتمعه بمعنى أن نعوده النظام، وضبط النفس، ومعرفة حدود الحرية الشخصية، وحقوق الآخرين,
وتضيف إن مبدأ الثواب والعقاب يجب أن يدركه الطالب أو الطالبة في المدرسة قبل الخروج إلى المجتمع، ولكن السؤال: ما هو السبيل إلى تقنين هذا المبدأ؟ وكيف يطبق؟ ومن هو المخول بتطبيقه؟ ويجب هنا أن نفرق بين أمرين ضروريين حين نطبق مبدأ الثواب والعقاب هما سوء السلوك وعدم الانضباط والالتزام بنظام المدرسة والمجتمع في صورته المصغرة, والأمر الثاني يشمل التأخر الدراسي الناتج عن قدرات عقلية محدودة. فالطالب المشاغب الذي يسيء السلوك مع معلمه وزميله ومؤسسته، والذي يقصر في أداء واجباته الدينية والمجتمعية يستحق العقاب، وليكن العقاب بالتدريج ووفق أسس علمية تتخذ من الدراسات النفسية قاعدة لها، والعكس بالعكس، فالطالب السوي بسلوكه يستحق الثواب وبالطريقة نفسها. أما الطالب المتأخر دراسيا الذي لا يستطيع أن يواكب الدراسة بسبب متعلق بقدراته العقلية أو الجسدية أو غيرها مما يكون خارجا عن طوع الطالب وقدرته فكيف نعاقبه على أمر لا يملكه؟
وتشير الدكتورة بسنت إلى أن كثيرا من الناس لا يعلم أضرار الضرب وعواقبه الوخيمة على الطفل. فقد يعتاد الطفل على الضرب ولا يؤلمه، و يزداد تمردا وعدوانا وحبا في الانتقام ممن أهانه ومن المجتمع وأقرانه. وقد يدفعه للكذب لينجو من الضرب، أو ترك المدرسة أو المنزل ويُعرض عن المعلم الذي يؤذيه ويهينه. وقد يصاب الطفل بعاهة بدنية أو نفسية أو يعيش بالخوف جبانا مهانا. ويشعر بالذل والخنوع. ويتعلم الطفل أن الضرب بمثابة وسيلة للتنفيس عن الغضب والإحباط، مما يدفع الطفل لانتهاج هذا السلوك مع أقرانه وأخواته.
وتشير إلى وجود العديد من وسائل التقويم التربوية والبديلة للضرب منها تكليف الطالب المشاغب بأعمال تخص الفصل لإشعاره بقيمته والرفع من شخصيته، حيث إن سلوك المشاغبة أو أي انحراف قد يصدر من التلميذ الهدف منه في أغلب الأحيان هو فقط إثبات الذات ومحاولة لفت الانتباه ومحاولة المعلم تعليم الطالب السلوك المرغوب فيه ومكافأته عليه وشكره وشكر ولي أمره لإشراكه في العملية التربوية, وكذلك حرمان الطالب من أشياء يرغبها أو يرغب القيام بها مثل الرياضة أو الفسحة, بالإضافة إلى إشعار ولي الأمر كتابيا، واستخدام لوحات الشرف للطلبة المثاليين واتباع أسلوب تجاهل المعلم للطالب وعدم إشراكه في الأنشطة.
وتؤكد الإخصائية النفسية إلى أن بعض أنواع العقاب لا تقل عن الضرب وهي غير مناسبة، وقد يترتب على استعمالها آثار سلبية كثيرة، ومنها العقاب النفسي وهو أن يهان المراد عقابه أو يتم تجاهله بصورة دائمة أو تجرح كرامته وكذلك العقاب الاجتماعي وهو أن يتم استخدام مكانة الفرد الاجتماعية ليتم الضغط عليه من خلالها أو الاستخفاف به أو بعائلتها وجنسيته.
نصائح للمعلمين للحد من عنف الطلاب
ويوصي الخبراء المعلمين بالآتي:
- شجع الطفل على التحدث عن معاناته ، وكن ودوداً ، ولا تظهر الأسى فتزيد الأمور سوءا ، بل تشكره إن هو تحدث لك عما يعانيه.
- أشعر الطفل بأنه غير مسؤول وغير ملام لتعرضه للتنمر، ولا تفترض أن طفلك فعل شيئا ليثير أو يزيد التنمر المدرسي ضده ، فالمتنمر عادة يختار ضحيته عشوائيا.
- ادعم مشاعر طفلك ، فبدلاً من إهمال قلقه ، أخبره بأن الأمور ستحل في النهاية، عبر له عن تفهمك واهتمامك بقولك: أتفهم أنك تمر بأوقات صعبة ، ولكن دعنا نحاول معالجة الأمر معاً.
- اسأل الطفل إن كان لديه أفكار حول طريقة وقف هذا التنمر.
- لا تشجعه على الانتقام .
- علم الطفل مهارات الأمان عندما يتعرض للأذى ، واللجوء إلى طلب المساعدة من المعنيين مثل: المدير والمرشد التربوي، وكيف يكون حازماً، واستعمال المرح والأساليب الدبلوماسية المناسبة للتخلص من الأوضاع الحرجة ، مثل الموافقة على التهكم ومسايرته.
- استعن بإدارة المدرسة، أو بالأخصائيين من أجل طفلك إذا أصبح الخوف والقلق ظاهرين بشكل كبير.
- اجمع أكبر قدر من المعلومات الممكنة، واطلب من الطفل وصف المتنمر وكيف وأين يتم التنمر؟ ومن تورط فيه واسأل الطفل إن كان هناك شهود للواقعة.
- تحدث إلى معلمي الطفل والمديرين لإيجاد حلول سريعة، ولا تتصل بأهل المتنمر بنفسك، دع للمدرسة تتولى هذا الشأن الحساس.
- إذا تعرض الطفل إلى الاعتداء الجسدي، أو بالتهديد بالأذى، فيجب إعلام المسؤولين في المدرسة لتحديد إمكانية تدخل الجهات الأمنية.