المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تقرير: مشروع "اللؤلؤة" يعظم الاستفادة من ثروة قطر الغازية



ROSE
19-11-2011, 04:48 PM
تقرير: مشروع "اللؤلؤة" يعظم الاستفادة من ثروة قطر الغازية




قنا 19/11/2011






تواصل دولة قطر مساعيها لتعظيم الاستفادة من مخزونها الاستراتيجي من الغاز الطبيعي البالغ نحو 900 ترليون قدم مكعب، فبعد بلوغها مصاف دول العالم المنتجة للغاز الطبيعي المسال العام الماضي بوصول انتاجها 77 مليون طن سنويا، تمكنت من أن تحرز قصب السبق في مجال تحويل الغاز لسوائل مع الافتتاح الرسمي لمشروع اللؤلؤة لتحويل الغاز لسوائل (جي تي ال) في 22 نوفمبر الحالي.

الأمر لم يقف عند هذا الحد بل سعت قطر ايضا إلى تعظيم الاستفادة من ثروتها الغازية محليا ،فبداية الشهر الحالي تم وضع حجر الأساس لمشروع برزان للغاز الذي تصل تكلفته إلى 10.3 مليار دولار، ومن المقرر تشغيل خط الإنتاج الأول فيه في الربع الثالث من العام 2014 بطاقة إنتاجية تبلغ 700 مليون قدم مكعبة يوميا ، على أن يتم بدء الإنتاج من الخط الثاني في الربع الأول من العام 2015 بطاقة إنتاجية مماثلة.

وسيمكن مشروع اللؤلؤة الذي يعد الأكبر من نوعه في العالم ، قطر من أن تصبح اللاعب الأكبر عالميا في قطاع تحويل الغاز لسوائل مع اكتمال إنتاجه في منتصف العام القادم، إلى جانب مصنع اوريكس المماثل الذي يعمل منذ عدة سنوات.

وسينتج مشروع اللؤلؤة الذي بلغت تكلفته نحو 19 مليار دولار أمريكي بمرحلتيه 140 ألف برميل يوميا من الغاز النفطي المسال والمكثفات والإيثان، و120 ألف برميل يوميا من منتجات تحويل الغاز إلى سوائل .. فيما ينتج مشروع اوريكس المشترك بين قطر للبترول وشركة ساسول الجنوب افريقية 34 الف برميل في اليوم من منتجات الديزل والنافتا وسوائل الغاز.

المشروع يستهلك 1.6 مليار قدم مكعب يوميا من الغاز
وفي تصريحات سابقة للسيد اندي براون الرئيس التنفيذي لشركة شل في قطر والمدير العام لمشروع اللؤلؤة لوكالة الأنباء القطرية/ قنا/ قال أن العمل في المرحلة الأولى بالمشروع على مشارف الإنتهاء مع إقترب الإنتاج من بلوغ 70 ألف برميل يوميا من الغاز النفطي المسال والمكثفات والإيثان، و60 ألف برميل يوميا من منتجات تحويل الغاز إلى سوائل.

وأفاد الرئيس التنفيذي لشل في قطر أن المرحلة الثانية من الإنتاج في مشروع اللؤلؤة ستبدأ قبيل نهاية العام الحالي ليصل المشروع إلى طاقته الإنتاجية الكاملة قبل منتصف العام القادم، موضحا أن المشروع يستهلك 1.6 مليار قدم مكعب يوميا من الغاز عبر 22 بئرا في حقل الشمال بقطر، وهو ما يمثل نحو 7% من إجمالي إنتاج قطر من الغاز.

وأكد أن أهم ما يميز اللؤلؤة هو كونه مشروع متكامل يبدأ من تنمية الحقول المتواجدة في حقل الشمال حتى مرحلة تحويل الغاز لسوائل ، ومن ثم مرحلة المنتجات النهائية التي يجري بيعها في الأسواق.

وأضاف السيد براون أن مشروع اللؤلؤة ليس فقط الأكبر من نوعه في عالم تحويل الغاز لسوائل وأنما يتضمن المشروع ايضا بناء أكبر مصنع أوكسجين في العالم يستخدم في المشروع ، وايضا يضم واحدا من أضخم الأماكن في العالم لإعادة تدوير المياه نظرا للكميات الضخمة من المياه الناتجة عن المشروع من أجل استخدامها مرة أخرى.

ونوه إلى أن شل استفادت في هذا المشروع من خبراتها في تطوير صناعة تحويل الغاز إلى سوائل منذ 40 عاما واستخدام براءات الاختراع التي سجلتها الشركة منذ دخولها هذا المجال ووصل عددها الكلي إلى 3500 براءة.

في مايو تم تحويل الغاز إلى سوائل

وبدأت قطر للبترول وشركة شل المباحثات حول إقامة مصنع اللؤلؤة لتحويل الغاز إلى سوائل في عام 2002، وتم التوقيع على اتفاقية مبدئية في أكتوبر عام 2003، ومن ثم تم التوقيع على اتفاقية تطوير ومشاركة في الإنتاج في يوليو عام 2004، وتمت الموافقة النهائية على مشروع اللؤلؤة لتحويل الغاز إلى سوائل من قبل قطر في يوليو 2006.

وفي فبراير عام 2007 جرى وضع حجر الاساس للمشروع فيما تم الانتهاء من أعمال البناء في نهاية 2010 ، وفي 23 مارس 2011 بدأ تدفق الغاز في آبار بحرية تبعد 60 كيلومتر عن الساحل، ومن ثم بدأت محطة معالجة الغاز بإنتاج المكثفات والغاز النفطي المسال والكبريت والغاز الخاص بعملية تحويل الغاز إلى سوائل.

وشهد مايو الماضي إنطلاق الإنتاج في مصنع اللؤلؤة لتحويل الغاز إلى سوائل حيث تم تحويل الغاز والاوكسجين إلى شمع وتحويل الغاز إلى سوائل . وينتج المصنع الديزل النظيف ووقود الطائرات وغيرها من الزيوت ، والنافتا المستخدمة في تصنيع البلاستيك والمنظفات.

ويقوم مشروع اللؤلؤة لتحويل الغاز إلى سوائل بإنتاج 3 ملايين برميل من الغاز على مدى فترة عمل المشروع.

وفيما سيتوجه معظم إنتاج مشروع اللؤلؤة للتصدير ، فأن مشروع "برزان" الذي سيقام في مدينة "راس لفان" الصناعية ــ وتعود بدايات التفكير فيه إلى عام 2005 ــ، سيلعب دورا مهما في إمداد السوق المحلي باحتياجاته من الغاز من أجل دعم توليد الكهرباء والصناعة المحلية وعلى رأسها صناعة البتروكيماويات.

وإضافة إلى الغاز المخصص للاستهلاك المحلي فان هناك حوالي 23 ألف برميل يوميا من المكثفات و1900 طن يوميا من غاز الايثان إلى جانب غاز البترول المسال (ال بي جي) من خلال إنتاج نوعين من الغاز وهما البروبان بطاقة إنتاجية تبلغ حوالي 860 طن يوميا ، وغاز البيوتان بطاقة إنتاجية تبلغ 680 طن يوميا إضافة إلى نوع آخر من المكثفات بمعدل 6 آلاف برميل يوميا.

وسيستخدم غاز الميثان في إنتاج الكهرباء فيما ستدعم باقي المنتجات صناعة البتروكيماويات في قطر، كما سيساهم إنتاج المشروع من غاز البترول المسال في زيادة إمكانية قطر التصديرية حيث تعتبر قطر أكبر مصدر للعالم بحوالي 10 ملايين طن سنويا من هذا الغاز.

استخراج الغاز حتى الثمانينيات يتم من منطقة دخان البرية

وكان استخراج الغاز الطبيعي في قطر حتي الثمانينيات من القرن الماضي يتم من منطقة دخان البرية لتلبية الطلب عليه لاستخدامه في الأغراض المنزلية.

ومع تزايد الطلب على الغاز الطبيعي محليا وخاصة بعد توسع الصناعات البتروكيماوية بانشاء شركة قطر للبتروكيماويات "قابكو" بدأت قطر للبترول في عام 1987 تطوير المرحلة الأولى من حقل غاز الشمال الذي جرى اكتشافه عام 1971 في المياه المغمورة شمال شرقي شبه جزيرة قطر بعمق مائي يتراوح ما بين (15 ـ 70) مترا، وذلك بإنشاء مرافق المرحلة الأولى والتي تم تشغيلها بصورة كلية في عام 1991.

ومنذ ذلك الحين استطاعت قطر خلال نحو عقدين أن تصبح الأولى عالميا في انتاج الغاز المسال بانتاج يصل إلى 77 مليون طن.

ويحتاج انتاج 77 مليون طن سنويا من الغاز المسال و140 ألف برميل يوميا من تحويل الغاز لسوائل و20 مليون طن من المنتجات البتروكيماوية سنويا في قطر إلى انتاج كميات من الغاز الخام يصل إجماليها لنحو 24.6 مليار قدم مكعب يوميا من الغاز الطبيعي لتصنيعه، وهو ما يعادل إنتاج سنوي قدره حوالي 7 تريليون و 527 مليارا و 600 مليون قدم مكعب سنويا من الغاز الطبيعي.

وتشمل تلك الكمية ايضا تصنيع ما يزيد على 1.3 مليون طن متري سنويا من الايثلين المستخرج مع الغاز ونحو 800 الف برميل يوميا من المكثفات، وتصدير حوالي ملياري قدم مكعب يوميا من الغاز الجاف الى الامارات عبر مشروع دولفين، وانتاج حوالي 1.4 مليار قدم مكعب من الغاز يوميا لاستهلاك الصناعات القطرية المحلية تحتاج.

ويعد حقل غاز الشمال من أكبر حقول الغاز الطبيعي غير المصاحب في العالم فهو يمتد على مساحة 6000 كيلو متر مربع وهي تكاد تساوي نصف مساحة دولة قطر تقريبا ويحوي حوالي 20% من احتياطي العالم من الغاز مما يضع دولة قطر في المرتبة الثالثة عالميا بعد روسيا الاتحادية وإيران.