المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : متاحفنا وا أسفاه !



حسن علي حسين
19-11-2011, 06:37 PM
( الأخوة الأفاضل : هذه مقالة كنت قد نشرتها في مدونتي في وقت سابق العام الماضي ، أرجو أن تنال على رضاكم ) .


متاحفنا وا أسفاه !

تمثل المتاحف واجهات حضارية وثقافية هامة لدولها تعبر عن مكنوناتها وابداعاتها ، خاصة بعد أن تغير
مفهوم المتاحف وتغيرت النظرة اليها في السنوات الأربعين الأخيرة نتيجة لمجهودات جبارة بذلها أصحاب الأختصاص في شؤون المتاحف . فبعد أن كان يرى للمتاحف على انها اماكن لحفظ وتخزين المقتنيات ، أصبحت مراكز اشعاع ثقافي هامة مليئة بالحيوية والنشاط . ولم يعد يقتصر دورها على اقتناء الأشياء وحفظها وعرضها باسلوب يخلو من أية برامج أو أنشطة كما كان في السابق ، بل تغير ليشمل تنظيم البرامج التعليمية والثقافية اللازمة ، سواء داخل المتاحف أو خارجها ، لجذب الجمهور بفئاته الاجتماعية المختلفة والتواصل معه بشكل دائم ومستمر سعيا لآيصال رسالة المتحف الحضارية والتاريخية والثقافية والتراثية وابراز الانجازات الانسانية الواسعة بمختلف مجالاتها .
ولكي تكون هذه المتاحف قادرة على ايصال رسالتها الانسانية ، عملت على تأهيل وتدريب كوادر متخصصة من مواطنيها ، قادرة على التعامل والتفاعل مع محيطها ومجتمعاتها بفئاتها المختلفة ، وقادرة على معرفة طبيعة الجمهور وفهم حاجاته ورغباته والعمل على تلبيتها ، كوادر تأتي من نفس المجتمعات التابعة لها المتاحف وتنتمي اليها .
عندما افتتح متحف الفن الاسلامي في قطر في نوفمبر 2008 ، سارعت وسائل الاعلام المحلية المختلفة الى تقديم الحدث على أنه حدث عالمي بارز يمثل انجاز كبير للدولة ، ولاشك في ذلك ، وقدمت المركز التعليمي التابع للمتحف على أنه سيجذب له الباحثين والمهتمين بالفن الاسلامي من مختلف دول العالم ، دون أن تتطرق ، مع الأسف ، الى الجانب الاداري والتشغيلي للمتحف لما بعد الافتتاح . ولم تطرح تسأولا واحدا عن هؤلاء العاملين في المتحف ، من هم وما هيتهم ؟
لا أريد الخوض في وضع متحف الفن الاسلامي حاليا فهذا لا يخفى على أحد ، لكني لا أنكر في أن الدولة بذلت جهودا لاحياء المتاحف وخصصت ميزانية ضخمة للمتحف الاسلامي وللمتاحف الأخرى القادمة ، وأنشأت من أجل ذلك هيئة مستقلة تعنى بالمتاحف والأثار تحت أسم هيئة متاحف قطر . ومع ذلك ، وعلى الرغم من هذه الجهود وتخصيص الأموال الطائلة لم نلاحظ نتائج ايجابية ملموسة تعكس تغييرا ما في المفهوم والنظرة التقليدية للمتاحف لدى الجمهور والمجتمع !
ينحصر التركيز عندنا مع الأسف على بناء المتاحف باحدث الأشكال الهندسية والمعمارية ، وينحصر في اقتناء كل ما هو ثمين ونفيس ونادر ليعرض في هذه المتاحف ، وتقدم مشاريع المتاحف المستقبلية في نفس السياق وعلى نفس الوتيرة دون الالتفات أولا الى العمل على بناء الثقافة عموما وبناء ثقافة المتاحف خصوصا . فكل مشاريع المتاحف السابقة والحالية والمستقبلية تخلو من أية برامج وخطط لجذب الجمهور اليها ، مما يمثل خللا استراتجيا يجب أن يلتفت اليه . فلا جدوى من بناء متاحف ضخمة على أحدث طراز معماري وتقني وتملك مقتنيات ثمينة ونادرة لتبقى خالية لا يزورها الا القليل لمرات محدودة ، مما يبقي المفهوم التقليدي للمتاحف المتمثل في التخزين دون تغيير . ولن أجد أفضل من متحف الفن الأسلامي كمثال حي على ما أقول ، ما يجعلني أن اعتقد بأن هذا الوضع الشاذ يجب أن يدفعنا الى التفكير جديا في وضع خطط وبرامج وبذل جهود حثيثة على مستوى كافة قطاعات المجتمع لبناء ثقافة أصيلة قبل بناء المتاحف أو غيرها لدى الناس والتي ستتطلب منا سنوات من الجهد والعمل لتؤتي ثمارها .
لكن كيف سنقوم بكل هذه الجهود وهذا العمل لبناء ثقافة عامة وبناء ثقافة متاحف متينة وصلبة وهيئة المتاحف لم تهتم أبدا بتدريب وتأهيل كوادر قطرية متخصصة في شؤونها ، قادرة على التعامل والتفاعل مع المجتمع والجمهور كونها تأتي منهم وتنتمي أليهم . والمؤسف بل والمحزن أكثر ان هيئة المتاحف لا تمتلك الى الآن أي خطط أو برامج مستقبلية لتدريب وتأهيل كوادر وطنية في المجال المتحفي على الرغم من كل مشاريع بناء المتاحف الجديدة التي أعلن عنها في وسائل الاعلام المختلفة . لكنها على عكس ذلك تستمر ، وأسفاه ، في الاعتماد الكلي على جيش من الموظفين الأجانب برواتب خيالية جدا الى أجل غير مسمى لادارة المتاحف وتتمعن في اقصاء وتهميش الكفاءات القطرية المتميزية في هذا المجال والتي أثبتت جدارتها وقدرتها عبر السنين وتشير اليهم على أنهم عمالة فائضة لا حاجة لها ، مما يعتبر معيبا ونقصا في فنوننا وثقافتنا .
ولكي لا يقال بأنني اتحامل أو ابتدع ما هو غير صحيح ، هذه هي الأمثلة عن مدى اعتماد كل المتاحف في قطرعلى الأجانب في ادارتها . فمتحف الفن الاسلامي ، الوحيد المفتوح للجمهور ، يديره انجليزي يتبعه فريق عمل يكاد يخلو من القطريين . وتأتي سيدة من روسيا على رأس متحف المستشرقين المغلق أمام العامة ، كما أنه لدينا سيدة أخرى من امريكا تدير متحف الطفل الذي لا يزال على الورق ، وآخر يأتي من المانيا على رأس المتحف الأولمبي الغير متوقع افتتاحة قبل سنتين ، ويفاوض الماني آخر ليدير متحف التاريخ الطبيعي الذي لا أدري أين وصل هذا المشروع بالتحديد ، ولا أنسى ذكر متحف التصوير الضوئي الذي لم يرى النور فعلا والذي يديره شخص من اسكتلندا منذ سنوات عدة . أضف الى ذلك متحف الخور المغلق على الرغم من انتهاء الصيانه فيه ومتحف الوكرة الذي أصبح سكنا لعمال ومتحف الزبارة الذي تحول الى أطلال . أما الطامة الكبرى فتتمثل في تعيين مديرة أمريكية الجنسية لمتحف قطر الوطني ، وأكرر هنا كلمة الوطني ، وهذا المتحف المغلق منذ سنين

لايزال مشروعا بدأ في تنفيذه للتو ولا يتوقع افتتاحة قبل اربع أو خمسة سنين . ولعلي أستطيع هنا الاقتراح بالاكتفاء بعبارة متحف قطر ولا داعي اطلاقا لكلمة الوطني طالما لايديره مواطن قطري .
ولا يخفى عليك أيها القارىء الكريم بأن كل هؤلاء المدراء الأجانب كل له فريق عمل مكون معظمهم من الأجانب وعدد كبير منهم من نفس جنسية المدراء ، وعليك أن تتخيل حجم الرواتب التي تدفع لهم ، بخلاف المزايا الأخرى من سكن ومهمات وسفروتنقل ، أوربما يستحسن أن لا تفعل خوفا من الأصابة بدوار .
يرى الجميع جليا الرغبة في انشاء متاحف جديدة ، ويجري الاعلان عن ذلك في وسائل الاعلام المختلفة ، لكن يبدو ان الأخطاء التي حدثت و واكبت انشاء وافتتاح وتشغيل متحف الفن الاسلامي ستتكرر وستذهب الأموال سدى . فما فائدة بناء متاحف بدون بناء ثقافة وبدون اعداد وتأهيل كوادر قطرية لادارة هذه المتاحف ، بل قل ما فائدة بناء متاحف في ظل اقصاء وتهميش الكفاءات القطرية في هذا المجال واستبدالها باجانب لاعلاقة لهم بتاريخ وثقافة وتراث دولتنا العزيزة علينا جميعا ، فضلا عن انهم لا ولن يعملوا أبدا باخلاص وتفاني القطريين المحبين لبلدهم . ولنقم بتشكيل لجنة مختصة محايدة لتقييم أداء هؤلاء الأجانب بكل أمانة وشفافية ومعرفة ما هي خبراتهم ومعلوماتهم عن متاحفنا وتراثنا وماذا قدموا للمتاحف منذ تعينهم ، و ليشمل التقييم كذلك الكفاءات القطرية المهمشة المحرومة من خدمة بلادها .
ان بناء الانسان بالعلم والثقافة لهو أهم من بناء الجدران والأعمدة والحوائط ، وأثمن من كل المقتنيات النفيسة والنادرة ، فهي الضمانة للدولة وهي القاعدة الداخلية المتينة والصلبة التي ينطلق منها الى الخارج ، الانطلاقة التي يجب أن تكون بأيدي قطرية خالصة وصادقة ، لا بأيدي أجنبية آنية زائلة تسعى للمادة فقط ، وما التنمية البشرية المستدامة الا عماد الدولة وأسسها ، او ليس هذا ما جاء في الرؤية الوطنية الشاملة للعام 2030 .
ودمتم

حسن علي الأنصاري
باحث قطري

خزامئ
19-11-2011, 07:27 PM
عزا الله انك طحت على العوق
المشكل الدوله ماتقص
بس وين الذمه في مراعاه المال العام

بـــــــنت النوخـّــــذه
19-11-2011, 07:28 PM
( الأخوة الأفاضل : هذه مقالة كنت قد نشرتها في مدونتي في وقت سابق العام الماضي ، أرجو أن تنال على رضاكم ) .


متاحفنا وا أسفاه !

ولكي لا يقال بأنني اتحامل أو ابتدع ما هو غير صحيح ، هذه هي الأمثلة عن مدى اعتماد كل المتاحف في قطرعلى الأجانب في ادارتها . فمتحف الفن الاسلامي ، الوحيد المفتوح للجمهور ، يديره انجليزي حسن علي الأنصاري
باحث قطري

كلام الكاتب مافيه اي مبالغه صحيح 100%

لازم انحافظ على هوية المتحف حتى على الاقل الاسم دخيل الله مكتوب اسلامي

بالالتزام بالزي التراثي عند البعض لان صراحه مايركب كلش متحف اسلامي واداره لاتعترف بالحجاب او على الاقل الظهور بلباس يتناسب مع اسم المتحف الاسلامي 00


هالكلام للقطريين والقطريات اي نعم نبغي تأهيل ولكن التاهيل لازم يكون على حلّه 00 يعني متناسب من جميع الجوانب والتأهيل مايكون محصور بثقافه ومعلومات فقط
اما الاجانب معليه الشخص يقدر يعديها مانلومهم مايعرفون القيم والعادات والتقاليد
وشكرا"