المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كل طائع مستأنس وكل عاص مستوحش



امـ حمد
22-11-2011, 04:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كل طائع مستأنس، وكل عاص مستوحش

من أبرز العلامات الدالة على صحة القلب وسلامته أن صاحبه يأنس بالله وطاعته وذكره سبحانه,قال ابن القيم رحمه



الله,ومن علامات صحة القلب,أن لا يفتر عن ذكر ربه، ولا يسأم من خدمته، ولا يأنس بغيره، إلا بمن يدله عليه، ويذكّره



به,والأنس بالله تعالى حالة وجدانية تحمل على التنعم بعبادة الرحمن، والشوق إلى لقاء ذي الجلال والإكرام,قال أحد



السلف,مساكين أهل الدنيا، خرجوا من الدنيا وما ذاقوا أطيب ما فيها. قيل,وما أطيب ما فيها,قال,محبة الله والأنس به




والشوق إلى لقائه، والتنعم بذكره وطاعته,فإن اللذة تتبع الشعور والمحبة، فكلما كان المحب أعرف بالمحبوب وأشد



محبة له كان التلذذ بقربه ورؤيته ووصوله إليه وأنسه به أعظم,فالأنس بالله مقام عظيم من مقامات الإحسان الذي قال



عنه النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح(أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك)قال الإمام ابن القيم




رحمه الله,والقرب يوجب الأنس والهيبة والمحبة,وقوة الأنس وضعفه على حسب قوة القرب فكلما كان القلب من ربه أقرب




كان أنسه به أقوى، وكلما كان منه أبعد كانت الوحشة بينه وبين ربه أشد,أن التفهم لمعاني الأسماء والصفات يحمل العبد




على معاملة ربه بالمحبة والرجاء والخوف والمهابة والتوكل, وغيرهما من أعمال القلوب,وإن معرفة الله تعالى




تدعوا إلى محبته وخشيته ورجائه وإخلاص العمل له، وهذا عين سعادة العبد، ولا سبيل إلى معرفة الله إلا بمعرفة أسمائه



وصفاته، والتفقه في فهم معانيها,وتحقق كل من الرجاء في الله الذي يحمل على الطمع في الوصول إليه تعالى ، وتحقيق مقام




المحبة الذي يحمل على الشوق إليه سبحانه مما يتولد عن التفهم للأسماء والصفات والتعبد إلى الأنس والاستئناس بالله,



والمحب لا يكون إلا مستأنسا بجمال محبوبه، وطمعه بالوصول إليه ,فيعيش العبد قرير العين بربه، فرحا مسرورا



بقربه,ولذا فإن الأنس بالله تعالى ثمرة الطاعات والتقرب إلى رب الأرض والسماوات,وإنما يقع الأنس بتحقيق الطاعة لأن



المخالفة توجب الوحشة,فيا لذة عيش المستأنسين، ويا خسارة المستوحشين ,وكان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول,



من أراد السعادة الأبدية فليلزم عتبة العبودية,وهذا عامر بن عبد القيس التابعي لما أدرك في هذه الحياة الأنس بالطاعة



بكى عند احتضاره، فقيل له ما يبكيك,قال,لا أبكي خوفا من الموت أو جزعا منه ولا حرصا على الدنيا، قال, ولكن أبكي



على ظمأ الهواجر وقيام الليل,اعلم,أنه من علامات مرض القلوب، وضعف التعلق بعلام الغيوب عدم طاعة الله



بالاستئناس، مع الأنس بالناس,قال الإمام ابن القيم رحمه الله, من فقد أنسه بالله بين الناس ووجده في الوحدة فهو صادق



ضعيف، ومن وجده بين الناس وفقده في الخلوة فهو معلول، ومن فقده بين الناس وفي الخلوة فهو ميت مطرود، ومن وجده



في الخلوة وفي الناس فهو المحب الصادق القوي في حاله,فاحرص على بلوغ منزلة الإحسان وفق الهدي النبوي،



حتى ترزق الأنس عند الطاعات، ولا تستوحش إذا خلوت بذكر رب الأرض والسماوات، فليس العجب ممن لم يأنس



بالله ولم يرزق التوفيق، وإنما العجب ممن أدرك ذلك وانحرف عنه إلى بنيات الطريق.

بو طالب
22-11-2011, 04:39 PM
الله يقوينا على طاعته

لا اله الا الله ...

عامر التابعي يبكي على فراق قيام الليل عند الموت
يالله حسن الخاتمه
مشكورين على الموضوع وجعله في ميزان حسناتكم ان شاء الله

ارين
22-11-2011, 07:06 PM
الله يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته

جزاك الله خير الجزاء يـ أم حمد

امـ حمد
23-11-2011, 12:15 AM
الله يقوينا على طاعته

لا اله الا الله ...

عامر التابعي يبكي على فراق قيام الليل عند الموت
يالله حسن الخاتمه
مشكورين على الموضوع وجعله في ميزان حسناتكم ان شاء الله



الشكر الله اخوي بو طالب

بارك الله فيك

امـ حمد
23-11-2011, 12:16 AM
الله يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته

جزاك الله خير الجزاء يـ أم حمد






ويزاااج ربي جنة الفردوس يالغاليه