ROSE
26-11-2011, 09:05 AM
خبراء اقتصاديون يؤكدون لـ "الشرق" أهمية تنوعها في كافة الأنشطة ...
قطر نموذج يحتذى في كيفية تنفيذ الاستثمارات الخارجية بنجاح وعوائد مجزية
تحديات كبيرة تواجه الاستثمارات العربية في الخارج أبرزها ضعف الوحدة المالية
تركز المدخرات في السندات الأمريكية يزيد من احتمالات الخسائر
تنوع المشاريع التكاملية الاقتصادية يقلص من الفجوة الاستثمارية
العملة الخليجية الموحدة ستضفي على دولها صفة القيادة المالية العالمية
عبدالحفيظ: 542 مليار دولار استثمارات الخليج في أوروبا مقابل 13 مليارا فقط استثمارات أوروبية لدينا
بهزاد: 20% صفقات الدمج والاستحواذ العربية بقيمة 30 مليار دولار
النويصر: توحيد السياستين المالية والنقدية يدعم الاقتصاد العربي عالمياً
أحمد: معظم استثمارات العرب ورقية لا تستند إلى أصول حقيقية
د. طاهر بينوراد: ضعف الرقابة والمتابعة العربية للاستثمارات وراء تراجع الكثير منها
فاطمة الدوسري: على المستثمرين أن يعوا الثقافة المالية والاستفادة من التجارب السابقة
استطلاع- تغريد السليمان :
مازالت الاستثمارات العربية في الخارج تواجه عوائق كبيرة، تحول دون استمرارها بالشكل الذي خطط لها، وذلك راجع إلى ضعف الرقابة على المشاريع، وغياب الإدارة الكفؤة إلى جانب مشاكل التمويل المالي، وانتشار الشركات العائلية التي تفتقد للنظام المدروس، إضافة إلى تذبذب الأوضاع الاقتصادية في العديد من البلدان الأوروبية وكذلك أمريكا، هذا وقد كشفت إحصائية سابقة أن حجم الاستثمارات العربية بلغت حوالي 1.5 تريليون دولار، وهي تعاني من عدم التنوع الاستثماري، حيث إن تركيزها مازال يقتصر على بعض القطاعات الإنتاجية، إلا أن بعض الدول العربية والخليجية أدركت حجم هذه المشكلة، فلجأت خلال السنوات الأخيرة الماضية إلى التنويع من خلال الاستثمار في المجالات الزراعية والثروة الحيوانية والطاقة المتجددة، وكذلك في البنى التحتية والعقارية، باعتبارها من الاستثمارات الأكثر آماناً، وتعتبر قطر من أكثر الدول التي حرصت على هذا التنوع الاقتصادي في الخارج، فنجحت على وضع أسس قوية وواضحة، في إستراتيجيتها الاستثمارية الخارجية، بعدد من البلدان، منها: لندن، والسودان، ومصر، وأمريكا، وغيرها، لتصبح مثالاً اقتصادياً يحتذى به على المستوى العالمي، هذا , ويؤكد عدد من الخبراء الاقتصاديين أن المشكلة الأخرى تدور حول الحجم الاستثماري العربي في الخارج الذي يعتبر أكبر بكثير من الاستثمار الخارجي في البلدان العربية، الأمر الذي خلق فجوة استثمارية كبيرة، ليبقى التساؤل: كيف ستستطيع الاستثمارات العربية والخليجية الاستمرار وسط عواصف التغيرات والأزمات الاقتصادية العالمية؟
بداية تحدث د. عبدالحفيظ عبدالرحيم خبير اقتصادي وأستاذ بجامعة أم القرى بمكة، عن الثروات التي تمتلكها الدول الخليجية , حيث قال: تمتلك دول الخليج ثروة سيادية تقدر بنهاية عام 2010 نحو 1.424تريليون دولار من أصل ثروة سيادية عالمية تقدر بنحو 4.1 تريليون دولار، وتواجه الشركات العائلية الخليجية تحديات تشريعية والتي يقدر عددها نحو 20 ألف شركة بنهاية عام 2010 تصل إجمالي استثماراتها نحو 750 مليار دولار، ويبلغ إجمالي ثرواتها واستثماراتها العالمية أكثر من تريليوني دولار تشكل 70 في المائة من حجم الاقتصاد الخليجي غير الحكومي.
ويغيب عن تلك الشركات دور المؤسسات الحكومية في حوكمة الشركات العائلية ومتطلبات تعاقب الأجيال والإدارة وتطبيق نماذج ناجحة لرواد الأعمال والأجيال في التجربة الفرنسية مثلا، وكذلك تمكين دور المرأة بين الملكية والإدارة في الشركات العائلية والجوانب الاجتماعية وأثرها في استمرار الشركات العائلية وتحقيق التوازن الاقتصادي والاجتماعي من منظور مزدوج، وكما يقال فإن أي اقتصاد مرهون بتعافي الشركات الصغيرة التي توفر الوظائف وتقود النمو الاقتصادي مما جعل كل دول الخليج تتجه نحو تنشيط الائتمان للشركات العائلية حتى ينخفض تصنيف مخاطر الشركات العائلية وتتمكن تلك الشركات من المشاركة في المشاريع الخليجية التي بلغ حجم تلك المشاريع خلال عشر سنوات ماضية نحو 628 مليار دولار.
وما زالت العلاقة الاقتصادية الخليجية الأوروبية التي تصب في صالح الأخيرة سواء الميزان التجاري أو الاستثماري أو الخدمي تعود لعدة أسباب لتأخر اكتمال البنية التشريعية والاستثمارية والنقدية بين بلدان دول الخليج، فمثلا الاستثمارات الخليجية في أوروبا بلغت نحو 542 مليار دولار، بينما الاستثمارات الأوروبية في دول الخليج لا تبلغ سوى 13 مليار دولار مما يزيد من الفجوة الاستثمارية ويعرض الاستثمارات الخليجية في أوروبا إلى مخاطر نتيجة أزمة الديون السيادية في أوروبا، فالاستثمار في دول الخليج لا يزال محدودا نتيجة عدم توفر فرص الجذب وغياب البيئة الاستثمارية التي تشجع الاستثمارات الخليجية على القدوم من الخارج والاستثمار في دولها بدلا من أن تبحث هذه الاستثمارات عن بدائل مثل الاتجاه شرقا.
وتعتبر قطر من أعلى دول الخليج نموا في ناتجها الحقيقي الذي يبلغ نحو 15 في المائة ونموا في الناتج المحلي الاسمي نحو 28 في المائة لهذا العام 2011 وهو ما يعزز تنافسية الاقتصاد القطري وهو نتيجة اتباع إستراتيجية برنامج الاستثمار العام، وتعتبر قطر من أعلى دول الخليج نموا في الائتمان حيث بلغ عام 2010 نحو 11.4 في المائة.
لكن في النهاية إذا أردنا أن تضييق فجوة الاستثمار مع العالم الخارجي فعلينا أن نتجه إلى المشاريع التكاملية الاقتصادية المتنوعة حتى تعزز المواطنة الخليجية الأمر الذي يصب في خدمة تحقيق الأهداف الإستراتيجية لدول المجلس بعد أكثر من ثلاثة عقود على إنشاء هذا الصرح العملاق الذي صمد في وجه التيارات العاصفة التي تدمر الاقتصادات الهشة.
مشاكل الاستثمار العربي
وأشار المهندس علي عبدالله بهزاد إلى أن الاستثمارات العربية في الوقت الراهن تعاني الكثير من الأزمات الاقتصادية والمالية، ولا يخفى على أحد أنّ الاضطرابات والتوترات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وتسمى بالربيع العربي، أثرت سلباً على مختلف أوجه النشاط الاقتصادي والتجاري والصناعي، الذي انعكس على استدامة التنمية في قطاعات العمل , حيث توقفت الكثير من مشروعات البناء أو تعثرت بسبب غياب التمويل المنظم، ومن المؤكد أنّ أيّ اقتصاد ممنهج إذا وجد بيئة مستقرة ووضع مالي جيد يمكنه أن ينطلق بكفاءة عالية، فالاقتصاد والاستقرار وجهان لعملة واحدة.
فالاستثمارات العربية تواجه بالفعل عوائق منها قلة الرقابة وغياب الإدارة الكفؤة، هذه حقيقة لا يمكن تجاهلها، وهي عوائق نعايشها في كل مشروع استثماري ولكن مع طبيعة الأحداث التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط فهناك عوائق أكثر صعوبة منها انتشار البطالة بين شريحة الشباب وتعثر الشركات الصغيرة وضعف التمويل في بعض الدول وتكاد تكون معدومة أضف إلى ذلك تأثر هذه الاستثمارات بالأزمات التي تعيشها منطقة اليورو وأمريكا لارتباط تلك المشروعات بالأسواق العالمية كونها منافذ حيوية للتصدير، من العوائق أيضاً التي تعايشها بعض الدول العربية ممن تعاني من الاضطرابات الجارية غياب رؤية اقتصادية حقيقية عن الاستثمارات سواء محلياً أو خارجياً والكثير منها بدأ يخسر أو يفقد شراكاته مع مؤسسات اقتصادية غربية وعربية بسبب مخاوف الانهيار وعدم وجود حكومات مستقرة تدفع بعجلة التنمية إلى الأمام.
قطر نموذج يحتذى في كيفية تنفيذ الاستثمارات الخارجية بنجاح وعوائد مجزية
تحديات كبيرة تواجه الاستثمارات العربية في الخارج أبرزها ضعف الوحدة المالية
تركز المدخرات في السندات الأمريكية يزيد من احتمالات الخسائر
تنوع المشاريع التكاملية الاقتصادية يقلص من الفجوة الاستثمارية
العملة الخليجية الموحدة ستضفي على دولها صفة القيادة المالية العالمية
عبدالحفيظ: 542 مليار دولار استثمارات الخليج في أوروبا مقابل 13 مليارا فقط استثمارات أوروبية لدينا
بهزاد: 20% صفقات الدمج والاستحواذ العربية بقيمة 30 مليار دولار
النويصر: توحيد السياستين المالية والنقدية يدعم الاقتصاد العربي عالمياً
أحمد: معظم استثمارات العرب ورقية لا تستند إلى أصول حقيقية
د. طاهر بينوراد: ضعف الرقابة والمتابعة العربية للاستثمارات وراء تراجع الكثير منها
فاطمة الدوسري: على المستثمرين أن يعوا الثقافة المالية والاستفادة من التجارب السابقة
استطلاع- تغريد السليمان :
مازالت الاستثمارات العربية في الخارج تواجه عوائق كبيرة، تحول دون استمرارها بالشكل الذي خطط لها، وذلك راجع إلى ضعف الرقابة على المشاريع، وغياب الإدارة الكفؤة إلى جانب مشاكل التمويل المالي، وانتشار الشركات العائلية التي تفتقد للنظام المدروس، إضافة إلى تذبذب الأوضاع الاقتصادية في العديد من البلدان الأوروبية وكذلك أمريكا، هذا وقد كشفت إحصائية سابقة أن حجم الاستثمارات العربية بلغت حوالي 1.5 تريليون دولار، وهي تعاني من عدم التنوع الاستثماري، حيث إن تركيزها مازال يقتصر على بعض القطاعات الإنتاجية، إلا أن بعض الدول العربية والخليجية أدركت حجم هذه المشكلة، فلجأت خلال السنوات الأخيرة الماضية إلى التنويع من خلال الاستثمار في المجالات الزراعية والثروة الحيوانية والطاقة المتجددة، وكذلك في البنى التحتية والعقارية، باعتبارها من الاستثمارات الأكثر آماناً، وتعتبر قطر من أكثر الدول التي حرصت على هذا التنوع الاقتصادي في الخارج، فنجحت على وضع أسس قوية وواضحة، في إستراتيجيتها الاستثمارية الخارجية، بعدد من البلدان، منها: لندن، والسودان، ومصر، وأمريكا، وغيرها، لتصبح مثالاً اقتصادياً يحتذى به على المستوى العالمي، هذا , ويؤكد عدد من الخبراء الاقتصاديين أن المشكلة الأخرى تدور حول الحجم الاستثماري العربي في الخارج الذي يعتبر أكبر بكثير من الاستثمار الخارجي في البلدان العربية، الأمر الذي خلق فجوة استثمارية كبيرة، ليبقى التساؤل: كيف ستستطيع الاستثمارات العربية والخليجية الاستمرار وسط عواصف التغيرات والأزمات الاقتصادية العالمية؟
بداية تحدث د. عبدالحفيظ عبدالرحيم خبير اقتصادي وأستاذ بجامعة أم القرى بمكة، عن الثروات التي تمتلكها الدول الخليجية , حيث قال: تمتلك دول الخليج ثروة سيادية تقدر بنهاية عام 2010 نحو 1.424تريليون دولار من أصل ثروة سيادية عالمية تقدر بنحو 4.1 تريليون دولار، وتواجه الشركات العائلية الخليجية تحديات تشريعية والتي يقدر عددها نحو 20 ألف شركة بنهاية عام 2010 تصل إجمالي استثماراتها نحو 750 مليار دولار، ويبلغ إجمالي ثرواتها واستثماراتها العالمية أكثر من تريليوني دولار تشكل 70 في المائة من حجم الاقتصاد الخليجي غير الحكومي.
ويغيب عن تلك الشركات دور المؤسسات الحكومية في حوكمة الشركات العائلية ومتطلبات تعاقب الأجيال والإدارة وتطبيق نماذج ناجحة لرواد الأعمال والأجيال في التجربة الفرنسية مثلا، وكذلك تمكين دور المرأة بين الملكية والإدارة في الشركات العائلية والجوانب الاجتماعية وأثرها في استمرار الشركات العائلية وتحقيق التوازن الاقتصادي والاجتماعي من منظور مزدوج، وكما يقال فإن أي اقتصاد مرهون بتعافي الشركات الصغيرة التي توفر الوظائف وتقود النمو الاقتصادي مما جعل كل دول الخليج تتجه نحو تنشيط الائتمان للشركات العائلية حتى ينخفض تصنيف مخاطر الشركات العائلية وتتمكن تلك الشركات من المشاركة في المشاريع الخليجية التي بلغ حجم تلك المشاريع خلال عشر سنوات ماضية نحو 628 مليار دولار.
وما زالت العلاقة الاقتصادية الخليجية الأوروبية التي تصب في صالح الأخيرة سواء الميزان التجاري أو الاستثماري أو الخدمي تعود لعدة أسباب لتأخر اكتمال البنية التشريعية والاستثمارية والنقدية بين بلدان دول الخليج، فمثلا الاستثمارات الخليجية في أوروبا بلغت نحو 542 مليار دولار، بينما الاستثمارات الأوروبية في دول الخليج لا تبلغ سوى 13 مليار دولار مما يزيد من الفجوة الاستثمارية ويعرض الاستثمارات الخليجية في أوروبا إلى مخاطر نتيجة أزمة الديون السيادية في أوروبا، فالاستثمار في دول الخليج لا يزال محدودا نتيجة عدم توفر فرص الجذب وغياب البيئة الاستثمارية التي تشجع الاستثمارات الخليجية على القدوم من الخارج والاستثمار في دولها بدلا من أن تبحث هذه الاستثمارات عن بدائل مثل الاتجاه شرقا.
وتعتبر قطر من أعلى دول الخليج نموا في ناتجها الحقيقي الذي يبلغ نحو 15 في المائة ونموا في الناتج المحلي الاسمي نحو 28 في المائة لهذا العام 2011 وهو ما يعزز تنافسية الاقتصاد القطري وهو نتيجة اتباع إستراتيجية برنامج الاستثمار العام، وتعتبر قطر من أعلى دول الخليج نموا في الائتمان حيث بلغ عام 2010 نحو 11.4 في المائة.
لكن في النهاية إذا أردنا أن تضييق فجوة الاستثمار مع العالم الخارجي فعلينا أن نتجه إلى المشاريع التكاملية الاقتصادية المتنوعة حتى تعزز المواطنة الخليجية الأمر الذي يصب في خدمة تحقيق الأهداف الإستراتيجية لدول المجلس بعد أكثر من ثلاثة عقود على إنشاء هذا الصرح العملاق الذي صمد في وجه التيارات العاصفة التي تدمر الاقتصادات الهشة.
مشاكل الاستثمار العربي
وأشار المهندس علي عبدالله بهزاد إلى أن الاستثمارات العربية في الوقت الراهن تعاني الكثير من الأزمات الاقتصادية والمالية، ولا يخفى على أحد أنّ الاضطرابات والتوترات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وتسمى بالربيع العربي، أثرت سلباً على مختلف أوجه النشاط الاقتصادي والتجاري والصناعي، الذي انعكس على استدامة التنمية في قطاعات العمل , حيث توقفت الكثير من مشروعات البناء أو تعثرت بسبب غياب التمويل المنظم، ومن المؤكد أنّ أيّ اقتصاد ممنهج إذا وجد بيئة مستقرة ووضع مالي جيد يمكنه أن ينطلق بكفاءة عالية، فالاقتصاد والاستقرار وجهان لعملة واحدة.
فالاستثمارات العربية تواجه بالفعل عوائق منها قلة الرقابة وغياب الإدارة الكفؤة، هذه حقيقة لا يمكن تجاهلها، وهي عوائق نعايشها في كل مشروع استثماري ولكن مع طبيعة الأحداث التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط فهناك عوائق أكثر صعوبة منها انتشار البطالة بين شريحة الشباب وتعثر الشركات الصغيرة وضعف التمويل في بعض الدول وتكاد تكون معدومة أضف إلى ذلك تأثر هذه الاستثمارات بالأزمات التي تعيشها منطقة اليورو وأمريكا لارتباط تلك المشروعات بالأسواق العالمية كونها منافذ حيوية للتصدير، من العوائق أيضاً التي تعايشها بعض الدول العربية ممن تعاني من الاضطرابات الجارية غياب رؤية اقتصادية حقيقية عن الاستثمارات سواء محلياً أو خارجياً والكثير منها بدأ يخسر أو يفقد شراكاته مع مؤسسات اقتصادية غربية وعربية بسبب مخاوف الانهيار وعدم وجود حكومات مستقرة تدفع بعجلة التنمية إلى الأمام.