محاسب
26-11-2011, 07:02 PM
الاختلاط المفتوح وما قد يجره علينا
ذكر الشيخ علي الطنطاوي رحمة الله عليه, أنه في أحدى الأيام حين كان صاعدا لشقته في الطابق التاسع ,صعدت معه إحدى الفتيات ,فما كان منه إلا أن أدار وجهه في الاتجاه المعاكس,يقول رحمه الله: كنت حينها في الثمانين ,وكنت اعتقد أن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (ما اجتمع رجل وامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما ) المقصود به فئة الشباب, ولم أكن اعرف إنني إنا الرجل الكهل قد يصيبني ما يصيب الشباب ,حتى وجدت نفسي تقول لي التفت إليها, القي عليها السلام ,عظها على الأقل,فعرفت انه الشيطان, وخرجت من المصعد قبل أن أصل إلى شقتي.
هذه القصة حكاها لنا الشيخ كمثال واقعي نفهم من خلاله المعنى العميق لنهي الإسلام عن الاختلاط الغير محمود ,وبلا حاجة ملحة , لأنه يصنع بيئة يستطيع الشيطان أن يمارس فيها عمله ,من خلال اللعب على الغرائز البشرية, وقضية انجذاب الرجل للمرأة ,والمرأة للرجل ,خارج إطار ما احل الله ,حتى يوقع الإنسان في الخطيئة أو الاضطراب الذي غالبا ما يجلب للإنسان الشعور بالتعاسة و الألم .
لذلك فقد وضع المنهج الإسلامي للاختلاط بين المرأة والرجل حدود ومعايير ,وضرورات,تحفظ حق وكرامة المرأة أولا ,و تصون سلامة المجتمع وتماسكه,لذلك نرى المرأة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم شاركت في مختلف المجالات حتى الجهاد, دون الاختلاط المفتوح والذي لا حاجة له.
في السنوات الأخيرة سمعنا في بلادنا أصوات كثيرة ,تدعوا إلى حرية المرأة عن طريق المساواة بينها وبين الرجل ,و كي تحصل على حقوقها كاملة ,عليها أن تشارك وتختلط مع الرجل ,في المؤسسات التعليمية ومراكز العمل,و أن تقف معه يد بيد ,ورجل برجل, وحتى نثبت أننا مجتمع متحضر لا يؤمن بفكر الغواية بين الرجل والمرأة.
في حين أن المجتمعات المتحضرة سحقت أخلاقيا واجتماعيا من قبل هذا التوجه الخاطئ .
و لعلنا نعترف أن فكر الاختلاط هذا جاءنا بعد أن عصفت بنا رياح العولمة لتهز المنظومة المحافظة لهذا المجتمع , وتخلق واقع جديد فيه العديد من المشكلات التي لم تكن موجودة سابقا ,لكننا استوردنها من الخارج ممن عانوا ويعانون منها كثيرا, حتى بدءوا يعيدون التفكير في هذا المسار الخاطئ ,بعد أن ضجت حياتهم بمشاكل التفكك الأسري والضياع الأخلاقي , و أصبحت العولمة والحداثة بالنسبة لهم كابوسا ,و مخططا يحرمهم من الحياة السعيدة الامنه.
وفي حين بدأ بعض علماء الغرب يطلقون صيحاتهم ضد التعليم المختلط ,مع شرح وبيان مقدار مايسببه هذا التعليم من أضرار في حق الجنسين ,الذكور والإناث , كالدكتور لينور ساكس , الذي بدا في تكريس حياته من اجل الدعوة إلى إقامة مدارس منفصلة لكلا الجنسين ,و بَيََن في محافل كثيرة, أضرار هذا التعليم الذي لا يراعي الاختلافات في التركيبة الجسدية و النفسية للذكور والإناث,كما يصرفهم عن الهدف الحقيقي للتواجد في المؤسسة التعليمية ,ألا وهو التعلم ,كما يتشتت الانتباه والتركيز لديهم لوجود جنس آخر,و بحيث لا يستطيع الطالب أن يتعامل بعفوية ,و يظل خاضع لظروف تقضي على روح المنافسة و الإبداع لديه.
نرى اليوم عندنا أصوات تشجع وتدعوا إلى هذا النوع من التعليم ,الذي
سقط علميا و أخلاقيا,وبدأ الواعون والنزهاء في مجتمعات التعليم المختلط ,يدعون إلى التعليم الغير مختلط.
من أكثر الأسئلة الملحة هي علينا لماذا ؟نعتقد أن التحضر والرقي وحرية المرأة تأتي بممارسة الاختلاط المفتوح فيما لا حاجة له ,لماذا؟ نعتقد أننا سنبني حضارتنا إذا استوردنا كل أفكار وتوجهات الدول المتقدمة ,
حتى وان كنا نعرف أنها تخالف طبيعتنا البشرية التي لا يعرف حقيقتها , وكل دقائقها إلا صانعها وخالقها , والذي منحنا خريطة واضحة لها, مع سبل ترقيتها وتزكيتها والوصول إلى الحضارة السعيدة ,حضارة العمق لا حضارة القشور والأطراف, وقد بنينا حضارة عظيمة في السابق لم يشهد التاريخ مثلها.
ما يعرفه سوانا ونعرفه نحن, أننا أصبحنا نأخذ من الحضاريين سقطاتهم الفكرية والأخلاقية,و ما أنتجوه من ماركات عالمية , ورؤيا لقيمة الإنسان , بينما لم نستطع أن نستلهم منهم التفكير والتقدم العلمي السليم .
نعم نريد علمهم ,لكن بثوبنا نحن ,نعم نريد تقدمهم لكن بقيمنا و أخلاقياتنا نحن,فالأخلاق هي سياج الأمم والحضارات, ومهما قامت حضارة سقطت فيها الأخلاق فأن مصيرها إلى مزبلة التاريخ , والتاريخ خير شاهد .
( مقال تأثرت به من جريدة الوطن)
ذكر الشيخ علي الطنطاوي رحمة الله عليه, أنه في أحدى الأيام حين كان صاعدا لشقته في الطابق التاسع ,صعدت معه إحدى الفتيات ,فما كان منه إلا أن أدار وجهه في الاتجاه المعاكس,يقول رحمه الله: كنت حينها في الثمانين ,وكنت اعتقد أن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (ما اجتمع رجل وامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما ) المقصود به فئة الشباب, ولم أكن اعرف إنني إنا الرجل الكهل قد يصيبني ما يصيب الشباب ,حتى وجدت نفسي تقول لي التفت إليها, القي عليها السلام ,عظها على الأقل,فعرفت انه الشيطان, وخرجت من المصعد قبل أن أصل إلى شقتي.
هذه القصة حكاها لنا الشيخ كمثال واقعي نفهم من خلاله المعنى العميق لنهي الإسلام عن الاختلاط الغير محمود ,وبلا حاجة ملحة , لأنه يصنع بيئة يستطيع الشيطان أن يمارس فيها عمله ,من خلال اللعب على الغرائز البشرية, وقضية انجذاب الرجل للمرأة ,والمرأة للرجل ,خارج إطار ما احل الله ,حتى يوقع الإنسان في الخطيئة أو الاضطراب الذي غالبا ما يجلب للإنسان الشعور بالتعاسة و الألم .
لذلك فقد وضع المنهج الإسلامي للاختلاط بين المرأة والرجل حدود ومعايير ,وضرورات,تحفظ حق وكرامة المرأة أولا ,و تصون سلامة المجتمع وتماسكه,لذلك نرى المرأة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم شاركت في مختلف المجالات حتى الجهاد, دون الاختلاط المفتوح والذي لا حاجة له.
في السنوات الأخيرة سمعنا في بلادنا أصوات كثيرة ,تدعوا إلى حرية المرأة عن طريق المساواة بينها وبين الرجل ,و كي تحصل على حقوقها كاملة ,عليها أن تشارك وتختلط مع الرجل ,في المؤسسات التعليمية ومراكز العمل,و أن تقف معه يد بيد ,ورجل برجل, وحتى نثبت أننا مجتمع متحضر لا يؤمن بفكر الغواية بين الرجل والمرأة.
في حين أن المجتمعات المتحضرة سحقت أخلاقيا واجتماعيا من قبل هذا التوجه الخاطئ .
و لعلنا نعترف أن فكر الاختلاط هذا جاءنا بعد أن عصفت بنا رياح العولمة لتهز المنظومة المحافظة لهذا المجتمع , وتخلق واقع جديد فيه العديد من المشكلات التي لم تكن موجودة سابقا ,لكننا استوردنها من الخارج ممن عانوا ويعانون منها كثيرا, حتى بدءوا يعيدون التفكير في هذا المسار الخاطئ ,بعد أن ضجت حياتهم بمشاكل التفكك الأسري والضياع الأخلاقي , و أصبحت العولمة والحداثة بالنسبة لهم كابوسا ,و مخططا يحرمهم من الحياة السعيدة الامنه.
وفي حين بدأ بعض علماء الغرب يطلقون صيحاتهم ضد التعليم المختلط ,مع شرح وبيان مقدار مايسببه هذا التعليم من أضرار في حق الجنسين ,الذكور والإناث , كالدكتور لينور ساكس , الذي بدا في تكريس حياته من اجل الدعوة إلى إقامة مدارس منفصلة لكلا الجنسين ,و بَيََن في محافل كثيرة, أضرار هذا التعليم الذي لا يراعي الاختلافات في التركيبة الجسدية و النفسية للذكور والإناث,كما يصرفهم عن الهدف الحقيقي للتواجد في المؤسسة التعليمية ,ألا وهو التعلم ,كما يتشتت الانتباه والتركيز لديهم لوجود جنس آخر,و بحيث لا يستطيع الطالب أن يتعامل بعفوية ,و يظل خاضع لظروف تقضي على روح المنافسة و الإبداع لديه.
نرى اليوم عندنا أصوات تشجع وتدعوا إلى هذا النوع من التعليم ,الذي
سقط علميا و أخلاقيا,وبدأ الواعون والنزهاء في مجتمعات التعليم المختلط ,يدعون إلى التعليم الغير مختلط.
من أكثر الأسئلة الملحة هي علينا لماذا ؟نعتقد أن التحضر والرقي وحرية المرأة تأتي بممارسة الاختلاط المفتوح فيما لا حاجة له ,لماذا؟ نعتقد أننا سنبني حضارتنا إذا استوردنا كل أفكار وتوجهات الدول المتقدمة ,
حتى وان كنا نعرف أنها تخالف طبيعتنا البشرية التي لا يعرف حقيقتها , وكل دقائقها إلا صانعها وخالقها , والذي منحنا خريطة واضحة لها, مع سبل ترقيتها وتزكيتها والوصول إلى الحضارة السعيدة ,حضارة العمق لا حضارة القشور والأطراف, وقد بنينا حضارة عظيمة في السابق لم يشهد التاريخ مثلها.
ما يعرفه سوانا ونعرفه نحن, أننا أصبحنا نأخذ من الحضاريين سقطاتهم الفكرية والأخلاقية,و ما أنتجوه من ماركات عالمية , ورؤيا لقيمة الإنسان , بينما لم نستطع أن نستلهم منهم التفكير والتقدم العلمي السليم .
نعم نريد علمهم ,لكن بثوبنا نحن ,نعم نريد تقدمهم لكن بقيمنا و أخلاقياتنا نحن,فالأخلاق هي سياج الأمم والحضارات, ومهما قامت حضارة سقطت فيها الأخلاق فأن مصيرها إلى مزبلة التاريخ , والتاريخ خير شاهد .
( مقال تأثرت به من جريدة الوطن)