المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف ترق القلوب



امـ حمد
28-11-2011, 03:02 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


كيف ترق القلوب


إن رقة القلوب وخشوعها وانكسارها لخالقها وبارئها منحة من الرحمن وعطية من الديان تستوجب العفو





والغفران,وتكون حرزاّ مكيناّ وحصناّ حصيناً مكيناً من الغي والعصيان,ما رق قلب لله عز وجل إلا كان صاحبه سابقاّ





إلى الخيرات مشمراّ في الطاعات والمرضاة,وما رق قلب لله عز وجل وانكسر إلا وجدته أحرص ما يكون على طاعة الله





ومحبتة,فما ذكر إلا تذكر,ولا بصر إلا تبصر,ما دخلت الرقه إلى القلب إلا وجدته مطمئناّ بذكر الله يلهج لسانه بشكره





والثناء عليه سبحانه وتعالى,وما رق قلب لله عز وجل إلا وجدت صاحبه أبعد ما يكون عن معاصي الله عز وجل,





فالقلب الرقيق قلب ذليل أمام عظمة الله وبطش الله تبارك وتعالى,ما انتزعه داعي الشيطان إلا وأنكسر خوفا وخشية




للرحمن سبحانه وتعالى,ولا جاءه داعي الغي والهوى إلا رعدت فرائص ذلك القلب من خشية المليك سبحانه وتعالى,




القلب الرقيق صاحبه صدّيق,رفيق ونعم الرفيق,ولكن من الذي يهب رقة القلوب وانكسارها,ويتفضل بخشوعها




وإنابتها إلى ربها,من الذي إذا شاء قلَبّ هذا القلب فأصبح أرق ما يكون لذكر الله عز وجل,وأخشع ما يكون لآياته




وعظاته,القلوب بين إصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء,فتجد العبد أقسى ما يكون قلب,ولكن يأبى الله إلا




رحمته,ويأبى الله إلا حلمه وجوده وكرمه,حتى تأتي تلك اللحظة العجيبة التي يتغلغل فيها الإيمان إلى سويداء ذلك




القلب بعد أن أذن الله تعالى أن يصطفى ويجتبى صاحب ذلك القلب من ديوان الشقاء إلى ديوان السعادة,ومن أهل





القسوة إلى أهل الرقة بعد أن كان فظاّ جافياّ لا يعرف معروفاّ ولا ينكر منكراّ إلا ما أشرب من هواه,إذا به يتوجه




إلى الله بقلبه وقالبه,بذلك القلب الذي كان جريئاّ على حدود الله عز وجل وكانت جوارحه تتبعه في تلك الجرأة إذا به في





لحظة واحدة يتغير حاله,وتحسن عاقبته ومآله,يتغير لكي يصبح متبصراّ يعرف أين يضع الخطوة في مسيره,إنها





النعمة التي ما وجدت على وجه الأرض نعمة أجل ولا أعظم منها,نعمة رقة القلب وإنابته إلى الله تبارك وتعالى,وقد





أخبر الله عز وجل أنه ما من قلب يُحرم هذه النعمة إلا كان صاحبه موعوداّ بعذاب الله,قال سبحانه( فويل للقاسية





قلوبهم من ذكر الله )ويل,عذاب ونكال لقلوب قست عن ذكر الله,ونعيم ورحمة وسعادة وفوز لقلوب انكسرت وخشعت لله




تبارك وتعالى,لذلك ما من مؤمن صادق في إيمانه إلا وهو يتفكر كيف السبيل لكي يكون قلبي رقيقاّ,كيف السبيل لكي




أنال هذه النعمة,فأكون حبيباّ لله عز وجل ,من أوليائه ,لا يعرف الراحة والسرور إلا في محبته وطاعته سبحانه




وتعالى,لأنه يعلم أنه لن يُحرم هذه النعمة إلا حُرم من الخير شيئاّ كثيراّ,ولذلك كم من أخيار تنتابهم بعض المواقف





واللحظات يحتاجون فيها إلى من يرقق قلوبهم فالقلوب شأنها عجيب وحاله غريب,تارة تقبل على الخير,وإذا بها




أرق ما تكون لله عز وجل,لو سُألت أن تنفق أموالها جميعاّ لمحبة الله لبذلت,ولو سألت أن تبذل النفس في سبيل الله




لضّحت,إنها لحظات ينفح فيها الله عز وجل تلك القلوب برحمته,وهناك لحظات يتمعر فيها المؤمن لله تبارك





وتعالى, لحظات القسوة,وما من إنسان إلا تمر عليه فترة يقسو فيها قلبه ويتألم فيها فؤاده حتى يكون أقسى من





الحجر والعياذ بالله,وللرقة أسباب,فما رق القلب بسبب أعظم من سبب الإيمان بالله تبارك وتعالى,ولا عرف عبد





ربه بأسمائه وصفاته إلا كان قلبه رقيقاّ لله عز وجل,وعند حدوده,لا تأتيه الآية من كتاب الله,ويأتيه حديث عن رسول





الله صلى الله عليه وسلم إلا قال بلسان الحال والمقال( سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير)فما من عبد




عرف الله بأسمائه الحسنى وتعرف على هذا الرب الذي بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إلا وجدته إلى




الخير سباق,وعن الشر محجام,فأعظم سبب تلين به القلوب لله عز وجل وتنكسر من هيبته المعرفة بالله تبارك





وتعالى,فمن عرف الله رق قلبه من خشيتة,فما وجدت قلباً قاسياّ إلا وجدت صاحبه أجهل العباد بالله عز وجل,وأبعدهم





عن المعرفة ببطش الله,وعذابه وأجهلهم بنعيمه ورحمتة, وجرأ على محارمه فسوقاّ وفجوراّ,هذا الذي يعده هدفاّ في





وجوده ومستقبله,المعرفة بالله عز وجل طريق لرقة القلوب ,وكلما وجدت قلبه فيه رقة ,كلما وجدت قلبه في




خشوع وانكسار إلى الله تبارك وتعالى,والذي يكسر القلوب ويرققها,النظر في آيات هذا الكتاب,بقوله( كتاب أحكمت




آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير)ما قرأ العبد تلك الآيات وكان عند قرأته حاضر القلب متفكراّ متأملا إلا وجدت العين تدمع,والقلب يخشع.

Ashom Qatar
10-12-2011, 01:41 PM
جزاك الله كل خير

امـ حمد
11-12-2011, 03:15 PM
جزاك الله كل خير




ويزاااج الله خير يالغلا