المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أين لذة الأمس وأين شهوة النفس



امـ حمد
03-12-2011, 04:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أين لذة الأمس وأين شهوة النفس



قال تعالى(وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله إن الله بما تعملون بصير)إلى كل من يشكو الكسل وطول الأمل إلى كل مضيع لوقته مفرط في




عمره إلى كل ظالم لنفسه,إلينا جميعاّ,اقترب الموعد والموقف فإمَّا إلى جنة أو إلى نار فأى الدارين نحب أن نسكن,ولأيهما نبني,هنا ستعلِن


قلوبنا قبل ألسنتنا,أين فرعون وهامان,وأين النمرود,وأين الظالمون,والتابعون لهم في الغي,كما قال الشاعر,




أين من دوخـوا الدنيا بسطوتهم... وذكرهم في الورى ظلم وطغيـان
هل أبقى الموت ذا عزٍّ لـعزته... أو هل نجا منه بالسلطان إنسان,


الكل يفنى فلا إنس ولا جان فالدنيا مهما طالت,فهي قصيرة,لأن الليل مهما طال لابد من طلوع الفجر، ولأن العمر مهما طال لابد من دخول




القبر,قال تعالى(من عمل صالحاّ فلنفسه,ومن أساء فعليها,وما ربك بظلام للعبيد)أنفاسنا تدخل وتخرج فإلى متي الغفلة,نصح الإمام ابن الجوزي




ابنه فقال له كلمات توزن بما هو أغلى من الذهب ,توزن بماء الأعين,
إعلم يابني أن الملكين يحصيان ألفاظك ونظراتك,وأن أنفاس الحي خطاه



إلى أجله,ومقدار اللبث في القبور طويل,والعذاب على موافقة الهوى وبيل,فأين لذة الأمس رحلت وأبقت ندماّ,وأين شهوة النفس كم نكست




رأساّ وأزلت قدماّ,وما سعد من سعد إلا بخلاف هواه,ولا شقى من شقى إلا بإيثار دنياه,فاعتبر بمن مضى من الزهاد,أين لذة هؤلاء وأين تعب أولئك,



بقى الثواب الجزيل والذكر الجميل للصالحين ، والعقاب الوبيل للعاصين ،فانتبه يا بنى لنفسك ،واندم على ما مضى من تفرِيطك ، واجتهد لتلحق




بركب الكاملِين مادام في الوقت سعة ،واذكرساعتك التي ضاعت فكفى بها عظة واعلم يا بنى أن الأيام تبسط ساعات ، والساعات تبسط أنفاسًا ،




وكل نفس خزانة ، فاحذَر أن يذهب نفس بغير شيء فترى في يوم القيامة خزانة فارغة فتندم,ويقول سبط ابن الجوزي,سمعت جدي يقول على




المنبر في آخر عمره,كتبت بإصبعي هاتين ألفى مجلد,يا الله,كيف كان يقضي هؤلاء أوقاتهم وكيف كانت غاياتهم,وكم هى تلك الأوقات التي




تضيع من بين أيدينا من دون أن نكترث لها,عن ابن عباس رضى الله عنهما عن النبى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أنَّه قال(نعمتان




مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ) رواه البخاري,صحيح,نها دعوة لنتعرف على أهمية الوقت في حياة المسلم وبخاصة في أوقات





الشباب لنغتنمها في معرفة ما علينا من واجبات وسعى جاد نحو تحقيقها حتى يسهل علينا إذا ما كبرنا الإستمرار في هذا الطريق طريقنا إلـى



الله,لننتبه من الآن قبل أن نعض الأنامل ندماّ وألماّ على ما فرطنا وضيعنا من أوقات لم نعبد الله فيها حق عبادته,أوقات لم نستغلها في طاعة الله




وتحسين صلتنا به سبحانه وتعالى ,أوقات افتقرت لصلاة ليل وصيام نهار وذكر دائم وعمل صالح نتقرب به إلى الله,أوقات لم نتلوا بها كتاب الله ولم




نتفقه في أمور ديننا,أوقات لم نحرص على طاعة الله فيها فما بالكم بأوقات شغلت بالمعصية,ولا حول ولا قوة إلا بالله,فلنجعلها لحظة نتفقد




فيها أحوالنا مع الله ووقفة نحرص فيها على أوقاتنا القادمة ونصدق العزم على استغلالها فهيا إلى تهذيب النفس وإصلاحها,وإلى ودعوة إلى الله




نرجو ثوابها وإلى قيام وصيام وتلاوة وحفظ قرآن هيا يا نفس إلى العمل قبل فوات الأوان,فالدنيا ,دار ممر، والآخرة هي دار المقر ، فخذوا من ممركم لمقركم ، ولا تفضحوا أستاركم عند من يعلم أسراركم.