المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ونزعنا مافي صدورهم من غل



امـ حمد
05-12-2011, 04:23 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

(ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين)وقوله متقابلين,لاينظر بعضهم في قفا بعض,ولما



ذكر الله تعالى, حال أهل الجنة ، وأنهم في جنات وعيون,سالمين من الآفات،آمنين ,من كل خوف وفزع,ولا



يدخل مؤمن الجنة حتى ينزع الله مافي صدورهم من غل,ثم قرأ( ونزعنا ما في صدورهم من غل)قال رسول الله صلى



الله عليه وسلم(يخلص المؤمنون من النار ، فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار ، فيقتص لبعضهم من بعضهم


مظالم كانت بينهم في الدنيا ، حتى إذا هذبوا ونقوا ، أذن لهم في دخول الجنة)وقوله( لا يمسهم فيها نصب )


يعني,لا يمسهم مشقة والأذى,يقال يا أهل الجنة ، إن لكم أن تصحوا فلا تمرضوا أبدا ، وإن لكم أن تعيشوا فلا تموتوا



أبدا ، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا ، وإن لكم أن تقيموا فلا تظعنوا أبدا، وقال الله تعالى ( خالدين فيها لا


يبغون عنها حولا )وقول تعالى( نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم ,وأن عذابي هو العذاب الأليم ) أي,أخبر يا محمد



عبادي أني ذو رحمة وذو عقاب أليم,يحرص الإسلام على تأليف القلوب ، وعلى إضفاء روح المحبة ، وعلى التآخي



والاجتماع ، وعلى إصلاح ذات البين ,وفي المقابل حرص الإسلام على نبذ كل ما يخدش الإخوة ، وعلى إقصاء كل ما



من شأنه إحداث الخلل والنـزاع,قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(دعوا الناس في غفلاتهم يرزق الله بعضهم من بعض ،



وإذا استنصحك أخوك فانصح له)وجاء النهي عن أسباب ضعف هذه الأخوة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا



تباغضوا ، ولا تقاطعوا ، ولا تدابروا ، ولا تحاسدوا ، وكونوا عباد الله إخواناً كما أمركم الله ، ولا يحل لمسلم أن



يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام,لأن هذه الأشياء مما يتنافى مع أخوة المؤمنين ، ومما يولد العداوة والبغضاء ، ويثير الأحقاد،



ويكون سببا في الشحناء ,فهذه الأمور من شأنها أن تضعف بنيان الأخوة القائم على الإيمان,فجاء النهي عن التحاسد



والتناجش والتباغض والتدابر والتقاطع والبيع على بيع بعض، وجاء النهي عن خطبة الرجل على خطبة أخيه، كل



ذلك لمراعاة هذه الأخوة القائمة على الإيمان(إنما المؤمنون إخوة)وجاء النهي عن التقاطع وعن فساد ذات البين,قال عليه



الصلاة والسلام (دب إليكم داء الأمم الحسد ، والبغضاء هي الحالقة لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين ، والذي نفسي



بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، أفلا أنبئكم بما يثبت ذاكم لكم, أفشوا السلام بينكم وجاز الكذب


في إصلاح ذات البين لما فيه من جمع الكلمة ووحدة الصف ،كالكذب في الحرب وفي الإصلاح بين الناس,وكان النبي



صلى الله عليه وسلم أحرص الناس على جمع القلوب ، وعلى إصلاح ذات البين .فعن سهل بن سعد رضي الله عنه ,أن أهل



قباء اقتتلوا حتى تراموا بالحجارة ، فأُخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك ، فقال ,اذهبوا بنا نصلح بينهم,ومعنى



إصلاح ذات البين هو( الفراق والفرقة ومعناه,إصلاح صاحبة الفرقة بين المسلمين بإزالة أسباب الخصام والتسامح والعفو ،



وبهذا الإصلاح يذهب البين وتنحل عقدة الفرقة,
جعلنا الله ممن قيل فيهم (ونزعنا مافي صدورهم من غل إخواناّ على سرر متقابيلين)