المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حر الصيف من فيح جهنم



امـ حمد
07-12-2011, 02:47 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


حر الصيف من فيح جهنم


فقد ثبت عن النبي,صلى الله عليه وسلم,أنه قال(اشتكت النار إلى ربها فقالت,يا رب أكل بعضي بعضاً فأذن لها



بنفسين,نفس في الشتاء، ونفس في الصيف، فهو أشد ما تجدون من الحر، وأشد ما تجدون من الزمهرير)لا شك أن


الله تعالى,خلق لعباده دارين يجزيهم فيها بأعمالهم مع البقاء في الدارين من غير موت، وخلق داراً معجلة



للأعمال، وجعل فيها موتاً وحياة وابتلى عباده فيها بما أمرهم به ونهاهم عنه وكلفهم فيها الإيمان بالغيب,فإن


إحدى الدارين المخلوقتين للجزاء دار نعيم لا يشوبه ألم,والأخرى دار عذاب لا يشوبه راحة,وهذه الدار الفانية



ممزوجة بالنعيم والألم، فما فيها من النعيم يذكر بنعيم الجنة، وما فيها من الألم يذكر بألم النار،فكثير من البلدان


مفرطة الحر أو البرد، فبردها يذكر بزمهرير جهنم، وحرها يذكر بحر جهنم وسمومها،وصب بعض الصالحين على



رأسه ماءً فوجده شديد الحر فبكى وقال,ذكرت قوله تعالى(يصب من فوق رؤوسهم الحميم)فشدة الحر والبرد يذكر



بما في جهنم من الحر والزمهرير،وفي الحديث الصحيح عن النبي,صلى الله عليه وسلم قال(إذا اشتد الحر فأبردوا عن



الصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم)كان بعضهم إذا رجع من الجمعة في حر الظهيرة يذكر انصراف الناس من موقف



الحساب إلى الجنة أو النار، فإن الساعة تقوم في يوم الجمعة، ولا ينتصف ذلك النهار حتى يقيل أهل الجنة في



الجنة، وأهل النار في النار، قاله ابن مسعود، وتلا قوله( أصحاب الجنة يومئذٍ خير مستقراّ وأحسن مقيلاّ)وينبغي



لمن كان في حر الشمس أن يتذكر حرها، فإن الشمس تدنو من رؤوس العباد يوم القيامة، ويزاد في حرها,وينبغي لمن


لا يصبر على حر الشمس في الدنيا أن يجتنب من الأعمال ما يستوجب صاحبه به دخول النار، فإنه لا قوة لأحد عليها



ولا صبر،قال قتادة,شراب أهل جهنم، وهو ماء يسيل من صديدهم من الجلد واللحم,فقال,هل لكم عليه صبر, طاعة



الله أهون عليكم, يا قوم فأطيعوا الله رسوله,ومما يضاعَف الثواب في شدة الحر من الطاعات, الصيام, لما فيه من ظمأ


الهواجر,ولهذا كان معاذ بن جبل يتأسف عند موته على ما يفوته من ظمأ الهواجر،وروي عن أبي بكر الصديق ,رضي


الله عنه,أنه كان يصوم في الصيف ويفطر في الشتاء، ووصى عمر,رضي الله عنه,عند موته ابنه عبد الله فقال



له,عليك بخصال الإيمان، وسمى أولها, الصوم في شدة الحر في الصيف،وكانت بعض الصالحات تتوخى



أشد الأيام حراً فتصومه، فيقال لها في ذلك، فتقول,إن السعر إذا رخص اشتراه كل أحد، تشير إلى أنها لا تؤثر إلا



العمل الذي لا يقدر عليه إلا قليل من الناس,لشدته عليهم,وهذا من علو الهمة,قال الحسن,إن الله نظر إليك في


يوم صائف وأنت في ظمأ من جهد العطش، فباهى بك الملائكة، وقال,انظروا إلى عبدي ترك زوجته ولذته وطعامه



وشرابه من أجلي رغبة فيما عندي، اشهدوا أني قد غفرت له،نزل الحجاج في بعض أسفاره بماء بين مكة والمدينة،



فدعا بغدائه ورأى أعرابياً فدعاه إلى الغداء معه، فقال, من هو خير منك فأجبته، قال, ومن هو, قال,


الله تعالى, إلى الصيام فصمت، قال,في هذا الحر الشديد,قال, نعم صمت ليوم أشد منه حراً، قال,فافطر وصم


غداً، قال,إن ضمنت لي البقاء إلى غد,قال,ليس ذلك إلي
، قال, فكيف تسألني عاجلاً بآجل لا تقدر عليه,وكان أبو


الدرداء يقول,صوموا يوماً شديداً حره لحر يوم النشور، وصلوا ركعتين في ظلمة الليل لظلمة القبور,لما صبر


الصائمون لله في الحر على شدة العطش والظمأ أفرد لهم باباً من أبواب الجنة وهو باب الريان، من دخل شرب، ومن



شرب لم يظمأ بعدها أبداً، فإذا دخلوا أغلق على من بعدهم فلا يدخل منه غيرهم,قال الحسن,كان عمر لما توقد له النار


ثم يدني يده منها ثم يقول,يا ابن الخطاب هل لك على هذا صبر,كان عمر يقول,أكثروا ذكر النار، فإن حرها شديد،


وقعرها بعيد، ومقامعها حديد,كان ابن عمر وغيره من السلف إذا شربوا ماءً بارداً بكوا وذكروا أمنية أهل النار،



وأنهم يشتهون الماء البارد، وقد حيل بينهم وبين ما يشتهون، ويقولون لأهل الجنة(أفيضوا علينا من الماء أو



مما رزقكم الله)فيقولون لهم(إن الله حرمهما على الكافرين) والمصيبة العظمى حين تطبق النار على أهلها وييأسون من



الفرج وهو الفزع الأكبر الذي يأمنه أهل الجنة(إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون)

Ashom Qatar
10-12-2011, 01:31 PM
جزاك الله كل خير

امـ حمد
17-12-2011, 01:35 AM
جزاك الله كل خير






تسلمين حبيبتي


ويزاااج ربي جنة الفردوس ياعمري