لووول
09-12-2011, 09:58 PM
عندما كنت بالولايات المتحدة لتكملة دراساتي العليا مع أسرتي كان هناك هاجس يراودني الرغبة بالكتابة لتوعية الشعب الأمريكي بمخاطر الخمر من باب انه يدرك آثار الثمالة من قتل وضرب واعتداء و سياقه متهورة أودت بحياة الأبرياء، و حالات اغتصاب وتحرش بالأطفال، و تهتك اجتماعي لدرجة أن الخيانة مغتفرة بين الزوجين لأنهما يقعان بنفس الخطيئة مما يبرر اختزانها كذنب مفروض لا مفر منه يواجه الجميع و عليهم التعايش معه.
كنت أرى البارات المفتوحة والمطاعم التي تفوح من روادها هنا وهناك رائحة الخمور، الأرفف المليئة بها في المتاجر يتجول بينها رجل الكنيسة و لم الغرابة و قد اتخذت بعدا دينيا فالنبيذ دم المسيح، و الكنائس كانت تصنع الخمور و تبيعها لدعم أنشطتها الدينية، و كثير من العائلات تقوم ثرواتها على مزارع العنب و زجاجات الخمور المعتقة.
هذا التغلغل الجارف لتاريخ الخمور و مساوئها الخطيرة في هذه المجتمعات صحيا و اجتماعيا و أمنيا لا يقابلها ذلك الحرص على مكافحتها، بل الاكتفاء بعرض المدمن الذي وصل مرحلة النبذ أو العطل و الإفلاس الاجتماعي على المصحات ليقاوم وضعه المزري الملفوظ من المجتمع أو يعاود سيرته المكرورة حسب قدرة أهله على معالجته، و إلا سيتوسد الطريق كهومليس يعتاش على الملاجئ و استجداء المارة.
مقدمة طويلة تحكي آثار الخمر و عدم قدرة هذه الدول المتقدمة على محاربته كالسجائر أيضا لأن وراءهما مستعمرات احتكارية تعيش على هذه الصناعات كما صناعة الأسلحة تماما، و مهمتها الترويج وخلق المناخ لانتشارها ليزداد كسبها و يقوى عصبها، و تمول مشاريعها الاستعمارية و التسلطية و أهدافها و ثرواتها الأخرى.
طبعا من المستحيل الكتابة لتوعية مجتمع متنام شاسع ضارب أطنابه كهذا لكن هذا الوطن الصغير الآمن الذي كانت غصته تتمحور في توزيعه بناقلته الوطنية، و مع ذلك بلعناه على مضض لأنهم أتبعوا شعار إن ابتليتم فاستتروا، فمرت الرحلات بسلام لمن كف نفسه عن هذه المناظر لكن أن تتسلل للفنادق ثم المطاعم في الأماكن العامة.؟؟ و يأتي بيع الخنزير ليكمل منظومتها و يفرض الاتجاه الجديد لترويجها فهذا مؤلم و مخيف، و لا يشعرنا بالأمان على مستقبل وطننا الإسلامي ليفقد هويته شيئا فشيئا، و تصبح مجرد قشرة خارجية لتيارات أفسدت مواطنها الأصلية و أثبتت بطلانها و دمارها.
ما الهدف من السماح للخمور و الخنازير بالتداول، مزيدا من الربح و المال..؟؟ أم طمعا في الانفتاح و مجاملة الغرب..؟؟ أم الأسوأ عدم فهم إشكالية تلويث المجتمع و تجريده من روحه بداء أفسد تلك المجتمعات أصلا و سيكون خازوقا ينذر بانهيارها اجتماعيا و خلقيا و صحيا و أمنيا..؟؟
مريم آل سعد
mariam.alsaad@gmail.com
كنت أرى البارات المفتوحة والمطاعم التي تفوح من روادها هنا وهناك رائحة الخمور، الأرفف المليئة بها في المتاجر يتجول بينها رجل الكنيسة و لم الغرابة و قد اتخذت بعدا دينيا فالنبيذ دم المسيح، و الكنائس كانت تصنع الخمور و تبيعها لدعم أنشطتها الدينية، و كثير من العائلات تقوم ثرواتها على مزارع العنب و زجاجات الخمور المعتقة.
هذا التغلغل الجارف لتاريخ الخمور و مساوئها الخطيرة في هذه المجتمعات صحيا و اجتماعيا و أمنيا لا يقابلها ذلك الحرص على مكافحتها، بل الاكتفاء بعرض المدمن الذي وصل مرحلة النبذ أو العطل و الإفلاس الاجتماعي على المصحات ليقاوم وضعه المزري الملفوظ من المجتمع أو يعاود سيرته المكرورة حسب قدرة أهله على معالجته، و إلا سيتوسد الطريق كهومليس يعتاش على الملاجئ و استجداء المارة.
مقدمة طويلة تحكي آثار الخمر و عدم قدرة هذه الدول المتقدمة على محاربته كالسجائر أيضا لأن وراءهما مستعمرات احتكارية تعيش على هذه الصناعات كما صناعة الأسلحة تماما، و مهمتها الترويج وخلق المناخ لانتشارها ليزداد كسبها و يقوى عصبها، و تمول مشاريعها الاستعمارية و التسلطية و أهدافها و ثرواتها الأخرى.
طبعا من المستحيل الكتابة لتوعية مجتمع متنام شاسع ضارب أطنابه كهذا لكن هذا الوطن الصغير الآمن الذي كانت غصته تتمحور في توزيعه بناقلته الوطنية، و مع ذلك بلعناه على مضض لأنهم أتبعوا شعار إن ابتليتم فاستتروا، فمرت الرحلات بسلام لمن كف نفسه عن هذه المناظر لكن أن تتسلل للفنادق ثم المطاعم في الأماكن العامة.؟؟ و يأتي بيع الخنزير ليكمل منظومتها و يفرض الاتجاه الجديد لترويجها فهذا مؤلم و مخيف، و لا يشعرنا بالأمان على مستقبل وطننا الإسلامي ليفقد هويته شيئا فشيئا، و تصبح مجرد قشرة خارجية لتيارات أفسدت مواطنها الأصلية و أثبتت بطلانها و دمارها.
ما الهدف من السماح للخمور و الخنازير بالتداول، مزيدا من الربح و المال..؟؟ أم طمعا في الانفتاح و مجاملة الغرب..؟؟ أم الأسوأ عدم فهم إشكالية تلويث المجتمع و تجريده من روحه بداء أفسد تلك المجتمعات أصلا و سيكون خازوقا ينذر بانهيارها اجتماعيا و خلقيا و صحيا و أمنيا..؟؟
مريم آل سعد
mariam.alsaad@gmail.com