المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وقولوا للناس حسناّ



امـ حمد
10-12-2011, 03:46 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


وقولوا للناس حسناً




لما سُئلت رضي الله عنها عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم قالت( كان خلقه القرآن )صحيح مسلم ,والقرآن لا




يدعو إلا لكل خير وفضيلة,وعن أنس رضي الله عنه قال( كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خُلقاً )





الحديث رواه الشيخان وأبو داود والترمذي,إن الله عز وجل أنعم عليك بنعمة عظيمة , ونعم الله علينا لا تعد ولا





تحصى , ولو مكثنا الليل والنهار نتعبد الله ما شكرنا الله وأدينا نعمة واحدة من نعمه سبحانه وتعالى علينا,من أعظم






نعم الله علينا نعمة ( اللسان ) ذلك العضو الصغير في حجمه , العظيم عند الله عز وجل , فبكلمة واحدة من هذا





اللسان قد نكون في أعلى عليين في جنات النعيم , وبكلمة واحدة نكون أسفل سافلين في نار جهنم,فلو ذكرت الله





وتعبدته بهذا اللسان لرضي الله عنك وأدخلك الجنة وإن عصيت الله بهذا اللسان كنت من أهل الجحيم



وبهذا اللسان يستطيع الإنسان التعبير عن كل ما بداخله , ويستطيع التواصل والتخاطب مع الناس من حوله,





ويتميز الإنسان عن سائر المخلوقات الأخرى بهذا اللسان فهو يستطيع الحديث والكلام بهذا اللسان , بينما الحيوانات




لديها ألسن ولا تستطيع التحدث بها,يقول الله عز وجل,يعدد ويذكر ابن آدم بنعمه(ألم نجعل له عينين,ولساناً وشفتين ,




وهديناه النجدين,فلا اقتحم العقبة )إن علينا ملائكة عن اليمين والشمال يكتبون كل ما نتحدث به قال تعالى( ما يلفظ




من قول إلا لديه رقيب عتيد )فالأصل أن المسلم مأمور من الله عز وجل بأن يتحدث بكل شئ مفيد يرفعه عند الله




درجات,وإن الصمت خير من الكلام الذي لا فائدة منه,وخير من الكلام الفاحش البذيء الذي صار الكثير يتفوه به علناً




بلا حياء ولا خجل من الله عز وجل,وثم من خلقه,وقد قال عليه الصلاة والسلام(من كان يؤمن بالله واليوم فليقل خيراً




أو ليصمت ) رواه البخاري ومسلم,


يقول الشاعر


الحلم زين والسكوت سلامة , فإذا نطقت فلا تكن مهذاراً
ما إن ندمت على السكوت مرة , ولقد ندمت على الكلام مراراً,


ولقد أفلح وفاز من كان لسانه رطباً بذكر الله عز وجل لا يقوم ولا يقعد إلا ولسانه ينطق بأطيب الكلام وأحسنه,



أصبح حال الكثير إلا من رحم ربك , لا ينطق إلا بغيبة ونميمة وأكثر ما يقع ذلك عند النساء ولا ريب فإن النساء




هن أكثر أهل النار نسأل الله أن يجعلنا من عتقائه من النار,وفي الحديث عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي




صلى الله عليه وسلم قال(من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة)ومن آفات اللسان التي أصبحت




تنتشر عند الكثير,الغيبة,قال تعالى( ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه )أي كأنه





يأكل جيفة ميتة,وقد قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ذات يوم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم( حسبك من




صفية ,تعني ضرتها,أنها قصيرة,فقال عليه الصلاة والسلام(لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته,والنميمة,وهي




نقل الكلام بين الناس لغرض الإفساد,وقد جاء في الحديث الشريف ( لا يدخل الجنة نمام )ويا أكثر ماتقع النساء في




هذه الأمور من حيث تدري أو لا تدري خاصة في جلسات النساء التي لا تخلو من الغيبة والنميمة في غالب الأمر,نبينا




محمد صلى الله عليه كم مكث يدعو قومه,ومنهم من لم يؤمن إلا عام الفتح,وقد فعل به قومه ما فعلوا وقال له‏ ملك الجبال



إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين,فقال نبي الرحمة,بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا




يشرك به شيئاّ,أن عمراً رضي الله عنه فكر يوماً أن يسبق أبا بكر رضي الله عنه فأتى بنصف ماله للنبي صلى الله




عليه وسلم صدقة وقد كان أبو بكر أتى بكل ماله فقال عمر, فقلت في نفسي والله لا أسابقك إلى شيء بعد اليوم




أبدا,الإخلاص,لله عز وجل,فأنت تعطي مالك ليس لأجل أن يمدحك فلان,فإن ذمك أو عابك أو ترك مدحك منعته




العطاء,فمن فعل ذلك فما هو بمخلص لله عز وجل,وماله ونفقته غير مأجور عليها,فأنت عندما تنطق بالكلام الحسن




لابد أن تخلص نيتك لله عز وجل , حتى تثاب على هذا الكلام الطيب,ليس كما حال الكثير إلا من رحم ربك ,خاصة




في الحياة العملية وأصحاب المناصب ,تجد الكثير يطيب الكلام لمديره لأجل غرض دنيوي ومن ورائه سب وشتم ,




ولو دارت رحى الأيام ( والأيام دُول ) وتنحى هذا المدير أو المسؤل عن منصبه خلاص ماعاد فيه كلام طيب وحسن




له , فقد انتهى الغرض والحاجة التي كنت من أجلها أطيب له الكلام, فالإخلاص هو الذي يثمر ويبقى عند الله,أنطق




بالكلام الحسن الطيب وأُحسن خُلقك لأجل الله عز وجل,حتى وإن أساء الناس لك فلا ترد الإساءة بمثلها بل أُحسن لمن




أساء إليك يقول الله تعالى( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي




حميم )مو تقول والله هذا ما يستاهل ولا خير فيه,لماذا أنت تعطيه حتى يمدحك,لا أنت اعمل لله عز وجل ولا يهمك




رضوا الناس عنك أم سخطوا , فمن التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وارض عنه الناس,والكلمة الطيبة



تؤتي ثمارها ولو بعد حين,


اسمع لهذه الأبيات الرائعة,



اصنع المعروف في أهله وفي غير أهله


فإن صادف أهله فهو أهله , وإن لم يصادف أهله فأنت أهله




وقيل,ازرع جميلاً ولو في غير موضعه فلن يضيع جميل أينما زرع,



إن الجميل وإن طال به الزمان فليس يحصده إلا الذي زرع ,


إخلاص العمل لله عز وجل واحتساب الأجر من الله



فمتى كان المرء كذلك سيهون عليه بعدها كل عسير,ويحسن للناس ابتغاء وجه الله,وقبول الأعمال يشترط فيه الإخلاص


لله عز وجل والمتابعة لهدي نبيه صلى الله عليه وسلم,




نسأل الله العظيم أن يجعلنا وإياكم ممن يستمعون القول فيتعبون أحسنه.

502
11-12-2011, 01:11 PM
جزاك الله خير

امـ حمد
11-12-2011, 03:16 PM
جزاك الله خير




وجزاك الله خير