المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فيض الخاطر .. أمانة التربية والتعليم من يحملها ؟



أم حمد
12-12-2011, 08:28 AM
بعد الزيادات الكبيرة التي حظي بها المعلمون والمعلمات في مدارس التعليم العام بجميع مراحله، ازداد عدد الراغبين في مهنة التدريس تحت إغراء تلك الزيادات التي تفوق في بعض الحالات رواتب بعض أعضاء هيئة التدريس في الجامعة، وهو أمر يقتضي شدة التدقيق في اختيار المعلمين حتى لا يدخل إلى هذا الميدان كل من هب ودب من الباحثين عن الثراء، والذين تحضر بحضورهم الكوارث والمآسي التي يتعرض لها التلاميذ، وخاصة الصغار منهم، ممن لا حول لهم ولاقوة في مواجهة معلم مريض نفسيا أو منحرف مزاجيا، أو طماع هدفه المال ولا شيء غير المال، أو متسيب لا يقدر مسؤوليات التربية والتعليم، أو غيرهم من المتعلمين الذين يعتقدون أن مجرد حصولهم على الشهادة الجامعية يؤهلهم للعمل في التدريس، مع أن التعليم وحده لا يخرج معلمين، ولكنه يخرج أصحاب شهادات قد تصلح للعمل في أي مجال ما عدا التعليم.

وكثيرا ما نسمع عن بعض المصائب التي يتعرض لها التلاميذ بسبب المعلمين المهملين، والمعلمات المهملات أيضا، وعند كل حادث تقوم قيامة الإعلام حتى نظنها لن تقعد، ومع مرور الوقت يتلاشى الاهتمام بها ولا أحد يعرف ماذا تم حولها من إجراءات رادعة، حتى يتكرر حدوث مصيبة أخرى ويعود الاهتمام بها والذي نعرف أنه سيتلاشى مع مرور الوقت، ونعود لنتحدث عن المسؤوليات التعليمية والتربوية دون أن يكون لحديثنا أثر، مع أن التربية والتعليم مسؤولية كبرى يتحملها الجميع، وفي مقدمتهم المعلم وهو الأب الثاني للطفل، والمعلمة وهي الأم الثانية للطفلة، لذلك فإن اختيار المعلمين والمعلمات يجب أن يخضع لمعايير دقيقة، غير قابلة للتساهل، والأخطاء التربوية والتعليمية التي يرتكبها بعض المعلمين والمعلمات.. لا تقل خطرا عن الأخطاء الطبية التي يرتكبها الأطباء والطبيبات، بل إن الأخطاء التربوية والتعليمية قد تكون أكثر قسوة على المجتمع عندما يستقبل أطفالا شوهت نفوسهم وملأتها بالمرارة سلوكيات هذا النوع من المعلمين والمعلمات، ومن واجب الدولة أن تختار وبدقة متناهية معلمي التعليم العام حتى لا يتسرب لهذه المهنة من هو غير كفء لها، بدافع الكسب المادي وتحت إغراء الراتب المرتفع، على أن لا يكون المؤهل العلمي وحده هو مقياس الاختيار، فما أكثر من يحملون الشهادات العليا وهم لا يفقهون شيئا في أمور التربية والتعليم، ولا يحسنون تربية أولادهم، فكيف يحسنون تربية أولاد الناس، لذلك لا بد من مواصفات شخصية، منها الحلم وحسن التصرف والحكمة في معالجة مشاكسات التلاميذ، واتباع أساليب التربية الحديثة في التعاطي مع هذه المهنة المقدسة، ومن يثبت عليه عكس ذلك لا يستحق الانتساب لهذه المهنة وعليه أن يبحث عن عمل آخر يمارس فيه سلوكياته التي لا تنسجم مع متطلبات العمل في مهنة التربية والتعليم.

إن لم يكن المعلم أبا ناجحا في تربية أولاده بنين وبنات، فهو غير صالح لمهنة التعليم لأن فاقد الشيء لا يعطيه، وإن لم تكن المعلمة ناجحة في تربية أولادها بنين وبنات، فهي غير صالحة أيضا لمهنة التعليم لأن فاقدة الشيء لا تعطيه ، وحسن الاختيار للمعلمين والمعلمات هو سبيلنا لنجاح العملية التربوية والتعليمية، حتى تتلاشى من حياتنا تلك المصائب التي تتكرر هنا وهناك ويتعرض لها التلاميد على أيدي بعض معلميهم ومعلماتهم، دون أن يعفي ذلك الأسرة من مسؤولياتها تجاه أولادها، إذ يفترض أن تراقب علاقتهم بالمعلمين والمعلمات، والإبلاغ عن أي حالة قد يتعرضون فيها لأي خطأ تربوي أو تعليمي، وهذه هي الأمانة التي على الجميع ألا يتهرب من تحملها بوعي ومسؤولية.

بقلم : د. كلثم جبر ..
http://goo.gl/YbVXi

ضوى
12-12-2011, 08:30 AM
كلثم جبر

شكرا لك ، كل يوم تحطين ايدج على جرح من جروحنا

التعليق صعب وايد صعب

مانقول الا الله يستر من الجاي الله يستر