(الفيصل)
12-12-2011, 07:40 PM
بسم الله والحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد،،
(1)
رجل انتقل مع زوجته إلى منزل جديد وفي صبيحة اليوم الأول ، قالت الزوجة مشيرة من خلف زجاج النافذة المطلة على الحديقة المشتركة بينهما وبين جيرانهما : انظر إلى غسيل جارتنا ليس نظيفا!! لابد أنها تشتري مسحوقا رخيصا !!
ودأبت الزوجة على إلقاء نفس التعليق في كل مرة ترى جارتها تنشر الغسيل ، وبعد شهر اندهشت الزوجة عندما رأت الغسيل نظيفا على حبال جارتها!!
وقالت لزوجها : انظر .. أخيراً جارتنا تعلمت كيف تغسل !!
فأجاب زوجها : بل انا من نهضت مبكرا هذا الصباح ونظفت زجاج النافذة التي تنظرين منها كالمعتاد !!
فصدق من قال من راقب الناس مات هماً !!
(2)
يُحكى أن جحا أراد أن يثبت لابنه أن كلام الناس غـاية لا تدرك .. وهي عندما ركب الأب الحمار وجره ابنه الصغير مر على قرية قالوا الله ما أقسى هذا الأب يركب الحمار ويترك ابنه يمشي
ثم نزل من على الحمار واركب ابنه ثم مر على قرية فقالوا انظروا إلى هذا الولد العاق يركب ويترك أباه يمشي ثم نزل الابن وأصبحوا يمشون والحمار خلفهم فمروا على قرية أخرى فقالوا الناس لهم
ما هؤلاء الأغبياء يمشون ويتركون الدابة خلفهم ثم ركبوا الاثنين عليها ومروا بقرية أخرى فقال الناس لهم انظروا إلى هؤلاء الجبابرة يحملون الدواب فوق طاقتها!!
فصدق من قال رضى الناس غاية لاتدرك !!
(3)
روي عن موسى عليه السلام أنه قال : يا ربّ احبس عني ألسنة الناس ، فقال اللّه تبارك وتعالى : يا موسى هذا شيء لم أفعله لنفسي ، فكيف أفعله بك ، وفي لفظ آخر : لو خصصت بهذا أحداً لخصصت به نفسي .
واعتقد (والله أعلم ) أنه لهذا السبب قال الأمام الحسن البصري (رحمه الله ) ماقال
عندما حضر له رجل وقال له :
يا أبا سعيد إنّ قوماً يحضرون مجلسك ليس بغيتهم الفائدة منك ، ولا الأخذ عنك ، إنما همهم تتبع سقط كلامك وتعنتك في السؤال ليعيبوك بذلك ، فتبسم الحسن ثم قال : هوّن عليك يا ابن أخي فإني حدثت نفسي بسكنى الحنان ، فطمعت وحدثت نفسي بمعانقة الحور الحسان ، فطمعت وحدثت نفسي بمجاورة الرحمن ، فطمعت وما حدثت نفسي قط بالسلامة من الناس ، لأني قد علمت أنّ خالقهم ورازقهم ومحييهم ومميتهم لم يسلم منهم ، فكيف أحدث نفسي بالسلامة منهم !!
لله درك ياأبا سعيد ، وصدق من قال :
http://im11.gulfup.com/2011-12-12/1323705020591.jpg (http://www.gulfup.com/show/X2444gc7krgasg)
فالمسلم الحق أخي الكريم ، أختي الكريمة..
هو الذي لا يلتمس إلا رضا خالقه ومولاه ,ولا يهتم بمراقبة الناس وكسب رضاهم , فإرضاء الناس غاية لا يدركها إنسان , فينبغي أن يكون عملك خالصاً لله تعالى وحده .
وإن من أعظم آفات الناس اليوم أنهم أصبحوا يراقبون بعضهم بعضاً , فلا يعمل المرء عملاً إلا بعد أن يرى إذا كان هذا العمل يعجب الناس أم لا!!
زيارة واحدة (لعرس حريم) أو مجلس (عزا رجاجيل)
سوف تقفون على هذه المظاهر الكذابة التي سيطرت على عقول بعض الناس في سبيل إرضاء سالف الناس، فقواعد وتعاليم شرعية صريحة تُضرب بعرض الحائط (كالتبذير والإسراف وخلافه) بحجة العادات والتقاليد وهي بالحقيقة (رضى الناس والخلق) على حساب غضب الله ولاحول ولاقوة الا بالله .
ختاماً
أذكر نفسي وأذكركم إن أول من يحاسب ويجازى على عمله يوم القيامة هؤلاء المراءون الذين لم يقصدوا بأعمالهم سوى رضا الخلق
قال تعالى (أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ )
اللهم طهر قلوبنا من النفاق , وألسنتنا من الكذب , وأعمالنا من الرياء , وارزقنا الإخلاص في القول والعمل .
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد،،
(1)
رجل انتقل مع زوجته إلى منزل جديد وفي صبيحة اليوم الأول ، قالت الزوجة مشيرة من خلف زجاج النافذة المطلة على الحديقة المشتركة بينهما وبين جيرانهما : انظر إلى غسيل جارتنا ليس نظيفا!! لابد أنها تشتري مسحوقا رخيصا !!
ودأبت الزوجة على إلقاء نفس التعليق في كل مرة ترى جارتها تنشر الغسيل ، وبعد شهر اندهشت الزوجة عندما رأت الغسيل نظيفا على حبال جارتها!!
وقالت لزوجها : انظر .. أخيراً جارتنا تعلمت كيف تغسل !!
فأجاب زوجها : بل انا من نهضت مبكرا هذا الصباح ونظفت زجاج النافذة التي تنظرين منها كالمعتاد !!
فصدق من قال من راقب الناس مات هماً !!
(2)
يُحكى أن جحا أراد أن يثبت لابنه أن كلام الناس غـاية لا تدرك .. وهي عندما ركب الأب الحمار وجره ابنه الصغير مر على قرية قالوا الله ما أقسى هذا الأب يركب الحمار ويترك ابنه يمشي
ثم نزل من على الحمار واركب ابنه ثم مر على قرية فقالوا انظروا إلى هذا الولد العاق يركب ويترك أباه يمشي ثم نزل الابن وأصبحوا يمشون والحمار خلفهم فمروا على قرية أخرى فقالوا الناس لهم
ما هؤلاء الأغبياء يمشون ويتركون الدابة خلفهم ثم ركبوا الاثنين عليها ومروا بقرية أخرى فقال الناس لهم انظروا إلى هؤلاء الجبابرة يحملون الدواب فوق طاقتها!!
فصدق من قال رضى الناس غاية لاتدرك !!
(3)
روي عن موسى عليه السلام أنه قال : يا ربّ احبس عني ألسنة الناس ، فقال اللّه تبارك وتعالى : يا موسى هذا شيء لم أفعله لنفسي ، فكيف أفعله بك ، وفي لفظ آخر : لو خصصت بهذا أحداً لخصصت به نفسي .
واعتقد (والله أعلم ) أنه لهذا السبب قال الأمام الحسن البصري (رحمه الله ) ماقال
عندما حضر له رجل وقال له :
يا أبا سعيد إنّ قوماً يحضرون مجلسك ليس بغيتهم الفائدة منك ، ولا الأخذ عنك ، إنما همهم تتبع سقط كلامك وتعنتك في السؤال ليعيبوك بذلك ، فتبسم الحسن ثم قال : هوّن عليك يا ابن أخي فإني حدثت نفسي بسكنى الحنان ، فطمعت وحدثت نفسي بمعانقة الحور الحسان ، فطمعت وحدثت نفسي بمجاورة الرحمن ، فطمعت وما حدثت نفسي قط بالسلامة من الناس ، لأني قد علمت أنّ خالقهم ورازقهم ومحييهم ومميتهم لم يسلم منهم ، فكيف أحدث نفسي بالسلامة منهم !!
لله درك ياأبا سعيد ، وصدق من قال :
http://im11.gulfup.com/2011-12-12/1323705020591.jpg (http://www.gulfup.com/show/X2444gc7krgasg)
فالمسلم الحق أخي الكريم ، أختي الكريمة..
هو الذي لا يلتمس إلا رضا خالقه ومولاه ,ولا يهتم بمراقبة الناس وكسب رضاهم , فإرضاء الناس غاية لا يدركها إنسان , فينبغي أن يكون عملك خالصاً لله تعالى وحده .
وإن من أعظم آفات الناس اليوم أنهم أصبحوا يراقبون بعضهم بعضاً , فلا يعمل المرء عملاً إلا بعد أن يرى إذا كان هذا العمل يعجب الناس أم لا!!
زيارة واحدة (لعرس حريم) أو مجلس (عزا رجاجيل)
سوف تقفون على هذه المظاهر الكذابة التي سيطرت على عقول بعض الناس في سبيل إرضاء سالف الناس، فقواعد وتعاليم شرعية صريحة تُضرب بعرض الحائط (كالتبذير والإسراف وخلافه) بحجة العادات والتقاليد وهي بالحقيقة (رضى الناس والخلق) على حساب غضب الله ولاحول ولاقوة الا بالله .
ختاماً
أذكر نفسي وأذكركم إن أول من يحاسب ويجازى على عمله يوم القيامة هؤلاء المراءون الذين لم يقصدوا بأعمالهم سوى رضا الخلق
قال تعالى (أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ )
اللهم طهر قلوبنا من النفاق , وألسنتنا من الكذب , وأعمالنا من الرياء , وارزقنا الإخلاص في القول والعمل .