الأصيلة
13-12-2011, 03:04 PM
http://2.bp.blogspot.com/-RIxtM5PfAgE/TbSrXU7__VI/AAAAAAAAAME/kmwOgKg1cmA/s1600/29-5-2010-19-24-36874.gif
جلست مع إحداهن قبل أيام لـ تبدأ بسرد شكوى
إبنتها الموظفة في إحدى المؤوسسات المشهورة
وكيف إنها مستهدفة من زملائها القطريين
وأن مديرها القطري يحاول طمس إبداعها وإتقانها في العمل ....!!
فـ تذكرت مقال الكاتبة / مريم آل سعد
فـ أحببت أن أنقله لكم لـ نتناقش فيما تعبنا من مناقشته ..
ونتحاور في أمر أهمنا جميعنا وسبب لنا الضيق والغبن من حسد القطري للقطري....
بينما يشعر البعض بالغبن لبقائهم أسفل الصفوف وعدم حصولهم على التقدير اللائق بهم يوجهون
ضيقهم وعدوانيتهم لزملائهم الآخرين الأكثر غبنا منهم، والمحير كيف يطالب هؤلاء بالتقدير بينما
أنفسهم يطعنون زملاءهم الأسبق منهم ويتجاوزونهم؟
كيف يشكون من جشع وتسابق ونهم الأجيال الجديدة التي تريد أخذ مكانهم دون مبالاة
بهم إذا كانوا هم أنانيون لدرجة سحق الأكبر منهم وعدم الاعتراف به؟
ليست مجرد حكمة تلك التي تقول "كما تدين تدان"،
وليست مجرد شعارا أجوفَ أو كلمات منشاة،
إنها حكم مطبق عليهم الإذعان له،
والإدراك بأنهم آخر من عليهم الشكوى والاحتجاج من تناسيهم وتجاهلهم لأنهم سبق
أن داسوا زملاءهم من قبلهم وأزاحوهم وتبوَّؤوا مكانهم متجاهلين ريادتهم ودورهم.
متى يفهم الجميع أن لا أحد يستطيع ملء فراغ أحد أو احتلال مكانه؟
ستظل أم كلثوم على هرمها وعبدالحليم على نجوميته والأطرش على درجته التي وصل إليها،
ولنجاة الصغيرة صوتها، كما أن للأجيال التي بعدها فخامتهم وطربهم،
ولن يزيح أحد محمد عبده عرشه ..
ولن يمحو مخلوق صوت عبدالمجيد، فلكل نكهته ووقته.
فقط هو الوفاء إذا انتهى من النفوس وحلت محله الغيرة والحسد فهو معيار فشل هؤلاء الذين
يتجاوزون من سبقهم ويلقمونه التراب،
ثم يجدون الجرأة وبكل صفاقة ليشكوا بعضهم دون
أن يتذكروا حتى ما جنوه على غيرهم!!
حينما تختفي العدالة والأصالة من هذه النفوس،
ولا تشعر حتى بجبروتها ونذالتها
وهي تخطف جهد الآخرين وتغلق دونه أبواب الصمت،
فهي بداية نهايتها وفشلها فلا تتأسى على نفسها،
فهو ما حاكته لغيرها فلتشرب القليل من مرارته، وهكذا الدنيا تدور.
متى يفهم البعض منهم أن زملاءهم ليسوا أعداءهم،
وإنما جاءوا في وقت سابق،
كما جاؤوا هم بوقت آخر، وكما سيجيء غيرهم بوقت لاحق،
وغيرهم بالوقت الذي يليه، لا يسقط هؤلاء أولئك ولا يزيلونهم ولا يقومون على أنقاضهم.
فلا يعني وجود عناصر سابقة ناجحة أنها أخذت كل المكان وحجزته،
ولا يعني قدوم عناصر جديدة أنها ستكسح الموجود،
كل له ذائقته وله معناه وله عقليته وله فلسفته وله شخصيته
وله مآثره وله إضافاته وله تميزه، ليسوا هم فقط بل الأجيال التي بعدهم وبعدهم وبعدهم.
ولا يكونوا مغرورين أو حتى ساذجين ليروا أنهم سيأتون بما لم يُؤتَ به من قبل،
فـ أفلاطون وأرسطو وكبار العلماء والساسة والمخترعون والعمرانيون والمهندسون والجراحون
والفلكيون حققوا نجاحات واكتشافات عظيمة
ما زالت ولم تنتهِ بقدوم الانتصارات
التي جاءت بعدهم، والتي ما تزال التكنولوجيا تقدمه من مفاجآت،
فهل يعتقدون بأنهم بمحدوديتهم المتواضعة سيأتون بما يطوي ويحجب ما سبق؟
هو فقط الوفاء وكرم النفس التي تقدر ذاتها،
ولا تكون كاللصة لتسرق غيرها
ولا المتهالكة لتزيح زميلها وتمسحه لتحل محله،
ولا المندلقة التي لا يملأ جشعها خير الدنيا،
ولا التافهة التي لا ترى أبعد من قدميها.
من لا يقدر غيره ولا يحترم من سبقه فلا ينتظر أبداً أن يحتفظ بكرسيه،
فعندما يعق الأبناء والديهم يكونون مثلا صارخا
لعقوق أبنائهم الذين تربوا على دناءة أخلاقهم وغلظة قلوبهم.
ولا يجب أن يشعر الموجود بالتهديد من القادم بل يفسح له المجال ويتبناه ويشجعه ويعلمه،
ولا يجب أن يطعن القادم الحالي ويتعالى عليه
ويتجاوزه بدناءته
وينتهز الفرص للإطاحة به والاعتقاد بأن نجاحه إنما يكمن في الحلول محله،
فإذا طبقت هذه المعاملة وأخذ بهذا الفعل
فلا ينتظر أحد الثبات ولا يتوقع الصمود وعلى الدنيا السلام.
عندما يؤمنون بحق الآخر ودعمه والاعتراف به، وعندما تنتشر بيئة المحبة والدعم والتسامح،
وعندما يعم الاحترام والتقدير حينها ستوجد البيئة التي تولد الاعتراف بهم ونيلهم التقدير المستحق،
وسيعرفون أنها لو توافرت لغيرهم لكانت لهم.
جلست مع إحداهن قبل أيام لـ تبدأ بسرد شكوى
إبنتها الموظفة في إحدى المؤوسسات المشهورة
وكيف إنها مستهدفة من زملائها القطريين
وأن مديرها القطري يحاول طمس إبداعها وإتقانها في العمل ....!!
فـ تذكرت مقال الكاتبة / مريم آل سعد
فـ أحببت أن أنقله لكم لـ نتناقش فيما تعبنا من مناقشته ..
ونتحاور في أمر أهمنا جميعنا وسبب لنا الضيق والغبن من حسد القطري للقطري....
بينما يشعر البعض بالغبن لبقائهم أسفل الصفوف وعدم حصولهم على التقدير اللائق بهم يوجهون
ضيقهم وعدوانيتهم لزملائهم الآخرين الأكثر غبنا منهم، والمحير كيف يطالب هؤلاء بالتقدير بينما
أنفسهم يطعنون زملاءهم الأسبق منهم ويتجاوزونهم؟
كيف يشكون من جشع وتسابق ونهم الأجيال الجديدة التي تريد أخذ مكانهم دون مبالاة
بهم إذا كانوا هم أنانيون لدرجة سحق الأكبر منهم وعدم الاعتراف به؟
ليست مجرد حكمة تلك التي تقول "كما تدين تدان"،
وليست مجرد شعارا أجوفَ أو كلمات منشاة،
إنها حكم مطبق عليهم الإذعان له،
والإدراك بأنهم آخر من عليهم الشكوى والاحتجاج من تناسيهم وتجاهلهم لأنهم سبق
أن داسوا زملاءهم من قبلهم وأزاحوهم وتبوَّؤوا مكانهم متجاهلين ريادتهم ودورهم.
متى يفهم الجميع أن لا أحد يستطيع ملء فراغ أحد أو احتلال مكانه؟
ستظل أم كلثوم على هرمها وعبدالحليم على نجوميته والأطرش على درجته التي وصل إليها،
ولنجاة الصغيرة صوتها، كما أن للأجيال التي بعدها فخامتهم وطربهم،
ولن يزيح أحد محمد عبده عرشه ..
ولن يمحو مخلوق صوت عبدالمجيد، فلكل نكهته ووقته.
فقط هو الوفاء إذا انتهى من النفوس وحلت محله الغيرة والحسد فهو معيار فشل هؤلاء الذين
يتجاوزون من سبقهم ويلقمونه التراب،
ثم يجدون الجرأة وبكل صفاقة ليشكوا بعضهم دون
أن يتذكروا حتى ما جنوه على غيرهم!!
حينما تختفي العدالة والأصالة من هذه النفوس،
ولا تشعر حتى بجبروتها ونذالتها
وهي تخطف جهد الآخرين وتغلق دونه أبواب الصمت،
فهي بداية نهايتها وفشلها فلا تتأسى على نفسها،
فهو ما حاكته لغيرها فلتشرب القليل من مرارته، وهكذا الدنيا تدور.
متى يفهم البعض منهم أن زملاءهم ليسوا أعداءهم،
وإنما جاءوا في وقت سابق،
كما جاؤوا هم بوقت آخر، وكما سيجيء غيرهم بوقت لاحق،
وغيرهم بالوقت الذي يليه، لا يسقط هؤلاء أولئك ولا يزيلونهم ولا يقومون على أنقاضهم.
فلا يعني وجود عناصر سابقة ناجحة أنها أخذت كل المكان وحجزته،
ولا يعني قدوم عناصر جديدة أنها ستكسح الموجود،
كل له ذائقته وله معناه وله عقليته وله فلسفته وله شخصيته
وله مآثره وله إضافاته وله تميزه، ليسوا هم فقط بل الأجيال التي بعدهم وبعدهم وبعدهم.
ولا يكونوا مغرورين أو حتى ساذجين ليروا أنهم سيأتون بما لم يُؤتَ به من قبل،
فـ أفلاطون وأرسطو وكبار العلماء والساسة والمخترعون والعمرانيون والمهندسون والجراحون
والفلكيون حققوا نجاحات واكتشافات عظيمة
ما زالت ولم تنتهِ بقدوم الانتصارات
التي جاءت بعدهم، والتي ما تزال التكنولوجيا تقدمه من مفاجآت،
فهل يعتقدون بأنهم بمحدوديتهم المتواضعة سيأتون بما يطوي ويحجب ما سبق؟
هو فقط الوفاء وكرم النفس التي تقدر ذاتها،
ولا تكون كاللصة لتسرق غيرها
ولا المتهالكة لتزيح زميلها وتمسحه لتحل محله،
ولا المندلقة التي لا يملأ جشعها خير الدنيا،
ولا التافهة التي لا ترى أبعد من قدميها.
من لا يقدر غيره ولا يحترم من سبقه فلا ينتظر أبداً أن يحتفظ بكرسيه،
فعندما يعق الأبناء والديهم يكونون مثلا صارخا
لعقوق أبنائهم الذين تربوا على دناءة أخلاقهم وغلظة قلوبهم.
ولا يجب أن يشعر الموجود بالتهديد من القادم بل يفسح له المجال ويتبناه ويشجعه ويعلمه،
ولا يجب أن يطعن القادم الحالي ويتعالى عليه
ويتجاوزه بدناءته
وينتهز الفرص للإطاحة به والاعتقاد بأن نجاحه إنما يكمن في الحلول محله،
فإذا طبقت هذه المعاملة وأخذ بهذا الفعل
فلا ينتظر أحد الثبات ولا يتوقع الصمود وعلى الدنيا السلام.
عندما يؤمنون بحق الآخر ودعمه والاعتراف به، وعندما تنتشر بيئة المحبة والدعم والتسامح،
وعندما يعم الاحترام والتقدير حينها ستوجد البيئة التي تولد الاعتراف بهم ونيلهم التقدير المستحق،
وسيعرفون أنها لو توافرت لغيرهم لكانت لهم.