المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اليوم الوطني ينعش سوق الذهب المحلية



ابوريما الرياشي
19-12-2011, 09:07 AM
استعادت أسعار الذهب في السوق المحلية جزءا من خسائرها التي منيت بها خلال الأسبوع الماضي نتيجة زيادة إقبال المواطنين على الشراء مع الاحتفال باليوم الوطني.
وعاودت أسعار الذهب ارتفاعها محلياً بعد هبوط حاد في الأسبوع الأخير مدعومة ببيانات اقتصادية أميركية، حيث شجع ضعف الدولار بعض المستثمرين على شراء المعدن النفيس، غير أن محللين يتوقعون أنه ما زال في طريقه لتسجيل أسوأ أداء خلال الأسبوع الجاري في نحو ثلاثة أشهر.
وارتفع سعر الذهب عيار 21 يوم أمس إلى نحو 163.82 ريال للغرام مقابل 160.75 ريال قبل ثلاثة أيام، في حين كان قد انخفض من نحو 177.55 ريال منذ أسبوع.

وترتبط أسعار الذهب المحلية بنظيرتها المعتمدة في الأسواق العالمية التي تشهد ارتفاعاً طفيفاً بفعل ضعف الدولار الأميركي، فيما تشير التقارير الإعلامية إلى أن التأثير المباشر لأزمة الديون الأوروبية على أسعار الذهب في الأسواق العالمية سترغم الكثير من المستثمرين على بيع أصولهم من الذهب لتوفير السيولة اللازمة لتغطية خسائر متوقعة من أزمة منطقة اليورو، الأمر الذي يتوقع معه تحقيق أسوأ أداء أسبوعي للذهب.
وارتفع سعر الذهب عيار 24 إلى نحو 187.22 ريال للغرام مقابل 183.71 ريال قبل ثلاثة أيام، في حين كان قد انخفض من نحو 202.87 ريال منذ أسبوع.
كما ارتفع سعر غرام الذهب عيار 22 إلى نحو 171.62 ريال تضاف إليه كلفة المصنعية بما بين 20 و30 ريالا بالنسبة للمجوهرات المستوردة وما بين 10 و15 ريالا بالنسبة للمجوهرات المصنعة في قطر.
وبلغ سعر غرام الذهب عيار 18 يوم أمس 140.42 ريال مقابل 137.79 ريال قبل ثلاثة أيام تضاف إليه كلفة صناعة المجوهرات التي تقدر بنحو 40 ريالا نظرا لتميز هذا الصنف من الذهب بالليونة أكثر ما يسمح للمشتغلين عليه بتحويله إلى قطع ذات تصميم فائق التعقيد، كما يمكنهم ترصيعه بعدد أكبر من الأحجار الكريمة والفصوص عن بقية أنواع الذهب، حيث يعتبر هذا الصنف من الذهب الأكثر إقبالا من المواطنين على شرائه.
وحظيت المعادن النفيسة أيضا بدعم من انخفاض الدولار بشكل طفيف مقابل سلة عملات، لكن الذهب ما زال في طريقه لتسجيل خسارة قدرها %7 هذا الأسبوع وهي أكبر خسارة منذ نهاية سبتمبر الماضي.

إقبال كبير
ويقول تجار لـ «العرب» إن السوق شهدت انتعاشاً طفيفا خلال اليومين الماضيين مع الاحتفال باليوم الوطني، الذي زاد فيه إقبال النساء من مختلف الأعمار على اقتناء الذهب الذي يعبر عن مدى حرصهن على المشاركة في الاحتفال بهذه المناسبة الوطنية، خاصة أن انخفاض أسعار الذهب خلال اليومين الماضيين شجع النساء على الشراء.
وأوضح عبدالله السعدي مسؤول عن أحد محلات «الشلوي» للذهب والمجوهرات، أن طبيعة المرأة محبة للزينة والتجمل بأشكال مختلفة، حرصاً منها لتبقى دائما بأبهى طلة، لذلك فقد حرصت محلات الذهب على توفير الكثير من الأنواع الجديدة التي تتناسب مع اليوم الوطني، والذي تحرص النساء فيه على ارتداء كل ما له علاقة بهذه المناسبة.
ويضيف السعدي أن الذهب من عيار 18 و21 هو الأكثر بيعا خلال الفترة الحالية عن غيرهما من بقية الأصناف، مشيراً إلى أن كلا من المواطنين وبقية الجاليات العربية يحبذون المعدن الأصفر من عيار 21 و18، بينما يفضل الآسيويون عيار 22 لاحتوائه على نسبة أكبر من الذهب وأقل عدد ممكن من الفصوص.
وارتفعت أسعار الذهب عيار 14 و10 إلى 109.21 ريال و78.01 ريال للغرام الواحد على التوالي، حيث يلقى هذا الصنف من الذهب إقبالا واسعا من قبل الجاليات المغاربية والأوروبية المقيمة في قطر.
ويتوقع السعدي أن يزيد الإقبال على شراء الذهب خلال الأسبوع الجاري مع زيادة التوقعات بانخفاض أسعاره تحت وطأة صعود الدولار الأميركي.
وارتفع الذهب في السوق الفورية %1.63 إلى 1595.30 دولار للأوقية (الأونصة) بعيداً عن أدنى مستوياته في شهرين ونصف البالغ 1560.36 دولار الذي سجله في الجلسة السابقة، وارتفع الذهب الأميركي %1 تقريبا إلى 1592.50 دولار للأوقية.
وأشارت بيانات سوق العمل الأميركية التي جاءت أفضل من المتوقع يوم الخميس الماضي إلى أن الاقتصاد الأميركي يتحسن تدريجيا وهو ما أفاد الأسواق المالية.
وحظيت المعادن النفيسة أيضا بدعم من انخفاض الدولار بشكل طفيف مقابل سلة عملات، لكن الذهب ما زال في طريقه لتسجيل خسارة قدرها %7 هذا الأسبوع وهي أكبر خسارة منذ نهاية سبتمبر الماضي.
وارتفعت الفضة الفورية أكثر من %2 إلى 29.76 دولار للأوقية قبل أن تتراجع إلى 29.70 دولار، وارتفع البلاتين %1.51 إلى 1425.30 دولار للأوقية قبل أن يسجل 1422.80 دولار، وزاد سعر البلاديوم أكثر من %2 ليسجل أعلى مستوى في الجلسة عند 627 دولارا للأوقية ثم تراجع إلى 623.72 دولار.
فصوص بلون العلم
من جانبه، يشير نادر اليافعي صاحب محل ذهب، إلى أن إقبال الفتيات على شراء الذهب زاد في الأيام الأخيرة كثيراً، فأصبحن يفضلن لبس الذهب في جميع المناسبات ولحبهن للتجديد والتغيير دوماً.
ويضيف اليافعي أن محلات الذهب دائماً تبقى على اطلاع على ما تفضله الفتيات، ومع الاحتفال باليوم الوطني تقوم محلات الذهب بتلبية رغباتهن فيما يتناسب مع مثل هذه المناسبة من خواتم أو قلادة أو سلسلة، تحتوي على فصوص ألوانها بيضاء أو عنابية على لون العلم وغيرها من أشكال الذهب المفضلة التي تلقى إقبالاً كبيراً من قبل الفتيات اللاتي يحرصن على الاحتفاء بطريقتهن بهذا اليوم.
ويقول: «لقد شهدنا انتعاشا في السوق مع قرب الاحتفال باليوم الوطني، وأتوقع أن يستمر هذا الإقبال مع انخفاض أسعار الذهب».
ويؤكد اليافعي أن ارتفاع أسعار الذهب بشكل طفيف خلال اليومين الماضيين لم يؤثر على توافد العملاء نحو السوق، مشيراً إلى تخلي عدد كبير منهم عن متابعة تطور أسعار هذا المعدن النفيس، ليقبلوا على الشراء دون الأخذ في الحسبان إمكانية تراجعها وبالتالي توفير جزء مهم من كلفة الشراء.
ويقول: «لم تعد السوق تخضع إلى التقلبات التي تشهدها أسعار الذهب في الأسواق العالمية».

مجوهرات خاصة باليوم الوطني
من ناحيته، يشير عبدالرحمن السعدي مسؤول عن محل «جواهر قطر» أنه مع اقتراب اليوم الوطني باتت المحلات تتنافس لتقدم للفتيات الذهب الذي يتناسب مع هذه المناسبة، حيث تم طرح نوعيات متنوعة تجدها بأشكال وأحجام متعددة ومختلفة تناسب الكبار والصغار من الفتيات.
ويقول السعدي إنه بغض النظر عن الاحتفالات باليوم الوطني، فإن النساء المتقدمات في السن هن الأكثر طلباً للمعدن النفيس، مشيراً إلى أن هؤلاء النسوة يقبلن على سوق الذهب لشراء كميات كبيرة من المعدن النفيس بغرض الزينة والاستثمار في الوقت نفسه، بينما تقبل نظيراتهن من الشباب للزينة فقط.
ويضيف: «النساء المتقدمات في السن يفضلن الذهب البراق والأجنبي مثل الذهب الإيطالي وتهتم بشراء الذهب الذي يناسب المناسبة التي تحضرها وتحرص على تعدد الألوان ولا تفكر أثناء الشراء في الاستثمار».
ويرى السعدي أن سعر الذهب الآن مناسب جداً للشراء بعد انخفاضه إلى هذا الحد، قائلاً: «انخفضت أسعار الذهب بشكل كبير ووصلت أمس إلى 5823.24 ريال للأونصة بعدما وصلت 6309.75 ريال قبل أسبوع، لذلك حان وقت الشراء سواء بغرض الزينة أو الاستثمار».
ويتابع: «أتوقع عودة الإقبال على الذهب هذه الأيام بسبب انخفاض الأسعار لأن الناس لا يمكن أن تستغني عن المعدن النفيس وأعلم أنهم في حالة ترقب للأسعار ويتوقعون أن تنخفض».

انتعاش
وشهدت سوق الذهب انتعاشا على الصعيد المحلي بعد القرار الأميري بزيادة الرواتب، غير أن ارتفاع أسعاره خلال الفترة الماضية أدى إلى عزوف البعض عن الشراء.
وانخفضت أسعار الذهب في الأسواق العالمية خلال تعاملات الأسبوع الماضي، وتشير التقارير الإعلامية إلى احتمالية استمرار انخفاضها إلى حوالي 1500 دولار للأونصة حتى نهاية العام، فيما توقعت هذه التقارير أنه سيعاود الارتفاع لتسجيل أرقام تاريخية جديدة خلال الربع الأول من العام المقبل.
وتعزي التقارير انخفاض أسعار الذهب في الأسواق العالمية إلى بيع الذهب في منطقة اليورو، بالإضافة إلى تحسن الأسهم الأميركية، الأمر الذي دفع المستثمرين إلى بيع الذهب والاتجاه نحو الاستثمار في الأسهم.
وكان العديد من المعادن شهد ارتفاعات قياسية غير مسبوقة، الأمر الذي دفع بعض المستثمرين إلى التحوط بشراء المعادن النفيسة، خصوصاً الذهب في ظل تذبذب الأوضاع الاقتصادية أو ضبابيتها عالمياً، إلا أنه وبعد تعافي الدولار بدأت مجموعة من المستثمرين ببيع الذهب بكميات كبيرة، الأمر الذي أدى إلى انخفاض أسعاره.