شيخ القبيلة
21-12-2011, 08:06 AM
« المتلونون» …للكاتبة الاردنية :سهى حافظ طوقان .
المتلونون فئة من الناس ، جعلت « الحرباء» شعارها في الحياة ، واتخذتها «مثلاً اعلى» في السلوك آمنت بمبادئها وقيمها كما تخيلتها ، وسكنتها قناعة بأن « التلون» هو الاكمل «حكمة» والاعمق «فهماً» والاكثر «وعياً» لمتطلبات الحياة ، وان «الالوان» هي التي يجب ان تسير اتجاهات الحياة وان «التلون» هو افضل مناهج الحياة ، واسهلها لتحقيق المصالح ، لاعتقادهم ان الحرباء وقد امتلكت القدرة على «التلون» ، نجحت في حياتها ، ونجت من مخاطر هذه الحياة ، لذا اتخذوها شعاراً ، وجعلوا منها مثلا اعلى ، وصار تطلعهم ان يملكوا مهارتها في التلون ، حتى تنجح حياتهم ، كما نجحت حياة الحرباء !
والمتلونون … بحكم تلونهم … اسقطوا من منظومة قيمهم ، ثبات العلاقة الانسانية على لون واحد ، وبقاء الرأي باتجاة ثابت ، وصدقية الموقف على ايمان واثق ، « التلون « عندهم وسيلة ثابتة ، فهو … اي التلون … يفتح مغاليق الابواب ، ويخترق سميك الاسوار ، ويسهل الوصول الى ما يحقق مصالحهم الخاصة ، ويستجيب لانانيتهم المستوطنة في نفوس ترى في التلون بما عرفته الانسانية من الوان النفاق والوصولية والانتهازية ، قيمة مثلى لتحقيق اهداف الحياة ، مرجعيتهم دوماً ، ما تقدر علية «الحرباء» حين تتلون باللون الذي يستدعيه الموقف الحياتي او تتطلبه الظروف المحيطة ، وصولاً الى تحقيق الهدف بغض النظر عن الوسيلة ، او النجاة من الاخطار ، هكذا تخيلوا وظلموا الحرباء .
الا انه غاب عن هذه الفئة من الناس ، ما يقوله العلم ، عن حقيقة تلون الحرباء ، ذلك ان هذا العلم اثبتت ابحاثه ان التلون عند الحرباء « لغة حياة « طورها هذا المخلوق الذي يكون احياناً آية في الجمال ، كي يتفاهم من خلالها مع المحيط الذي يعيش فيه ، الى جانب الاستجابة لاحتياجاته البيولوجية بحيث ان كل لون من الوان تلون الحرباء ، يحكي «جملة لغوية « تتحدث عن حالة حياتية لهذا المخلوق العجيب ، فاللون الاخضر مثلاً يعني انها في حالة هدوء مريح والاصفر يعني انها تعاني قلقاً وتوتراً ، في حين يقول اللون الازرق انها في حالة نوم عميق او سبات هادئ بعيداً عن مثيرات المشاعر والاحاسيس ، كل هذا الى جانب الموقف الدفاعي يقوله اللون ، حين تستشعر الحرباء الخطر ، فتعمل على النجاة منه بالتلون بلون محيطها التي تكون فيها فتختفي عن اعين الاعداء ، هكذا فليس وقائع هذا التلون نفاقا او تكريسا او انتهازية ، كما يفعل تلون « المتلونون» من الناس .
على اي حال … تتلون الحرباء بالوان الطيف التي علمتنا اياها الطبيعة وادركناها بابصاربنا ، نرى هذا ظاهراً على مظهرها الخارجي الذي غالباً ما نراه جمالاً يدهشنا ، فكيف يتلون هؤلاء «المتلونون» وما عدد الالوان التي يتلونون بها ، وهل يظهر هذا على مظهرهم الخارجي ، واي العيون التي تقدر على رؤية تلونهم؟
تلك اسئلة برزت منذ ظهر اول المتلونين ، ما تزال حتى اللحظة تبحث عن جواب شاف ، ذلك ان الوان هؤلاء عبارة عن اقنعة مطليه بالزيف والخداع والانانية وحب الذات والاستغلال والتزام البحث عن الغاية بغض النظر عن الوسيلة ، تراهم الآن امامك بلون ، ثم هم بعد لحظة خلفك يغيرون هذا اللون ، حين تكون عند رأس الهرم ينظرون اليك بلون يعجيك ، ثم على بعد امتار من هرمك ، يرسمونك بلون قد يكون قاتماً ، حين يرون بين يديك غنيمة يريدون الوصول اليها ، ترتسم على جلودهم الوان حتى اذا ما وصلوا الى ما ارادوا ذهب ما كان يلمع في اعينهم من زاهي الالوان .
هل يكفي ان نتحدث عنهم ، ام ان الامر يستدعي كشف زيف الوانهم ، وهذا ليس بالامر العسير، ذلك ان الوانهم كلها … مائية سريعة الزوال !
المتلونون فئة من الناس ، جعلت « الحرباء» شعارها في الحياة ، واتخذتها «مثلاً اعلى» في السلوك آمنت بمبادئها وقيمها كما تخيلتها ، وسكنتها قناعة بأن « التلون» هو الاكمل «حكمة» والاعمق «فهماً» والاكثر «وعياً» لمتطلبات الحياة ، وان «الالوان» هي التي يجب ان تسير اتجاهات الحياة وان «التلون» هو افضل مناهج الحياة ، واسهلها لتحقيق المصالح ، لاعتقادهم ان الحرباء وقد امتلكت القدرة على «التلون» ، نجحت في حياتها ، ونجت من مخاطر هذه الحياة ، لذا اتخذوها شعاراً ، وجعلوا منها مثلا اعلى ، وصار تطلعهم ان يملكوا مهارتها في التلون ، حتى تنجح حياتهم ، كما نجحت حياة الحرباء !
والمتلونون … بحكم تلونهم … اسقطوا من منظومة قيمهم ، ثبات العلاقة الانسانية على لون واحد ، وبقاء الرأي باتجاة ثابت ، وصدقية الموقف على ايمان واثق ، « التلون « عندهم وسيلة ثابتة ، فهو … اي التلون … يفتح مغاليق الابواب ، ويخترق سميك الاسوار ، ويسهل الوصول الى ما يحقق مصالحهم الخاصة ، ويستجيب لانانيتهم المستوطنة في نفوس ترى في التلون بما عرفته الانسانية من الوان النفاق والوصولية والانتهازية ، قيمة مثلى لتحقيق اهداف الحياة ، مرجعيتهم دوماً ، ما تقدر علية «الحرباء» حين تتلون باللون الذي يستدعيه الموقف الحياتي او تتطلبه الظروف المحيطة ، وصولاً الى تحقيق الهدف بغض النظر عن الوسيلة ، او النجاة من الاخطار ، هكذا تخيلوا وظلموا الحرباء .
الا انه غاب عن هذه الفئة من الناس ، ما يقوله العلم ، عن حقيقة تلون الحرباء ، ذلك ان هذا العلم اثبتت ابحاثه ان التلون عند الحرباء « لغة حياة « طورها هذا المخلوق الذي يكون احياناً آية في الجمال ، كي يتفاهم من خلالها مع المحيط الذي يعيش فيه ، الى جانب الاستجابة لاحتياجاته البيولوجية بحيث ان كل لون من الوان تلون الحرباء ، يحكي «جملة لغوية « تتحدث عن حالة حياتية لهذا المخلوق العجيب ، فاللون الاخضر مثلاً يعني انها في حالة هدوء مريح والاصفر يعني انها تعاني قلقاً وتوتراً ، في حين يقول اللون الازرق انها في حالة نوم عميق او سبات هادئ بعيداً عن مثيرات المشاعر والاحاسيس ، كل هذا الى جانب الموقف الدفاعي يقوله اللون ، حين تستشعر الحرباء الخطر ، فتعمل على النجاة منه بالتلون بلون محيطها التي تكون فيها فتختفي عن اعين الاعداء ، هكذا فليس وقائع هذا التلون نفاقا او تكريسا او انتهازية ، كما يفعل تلون « المتلونون» من الناس .
على اي حال … تتلون الحرباء بالوان الطيف التي علمتنا اياها الطبيعة وادركناها بابصاربنا ، نرى هذا ظاهراً على مظهرها الخارجي الذي غالباً ما نراه جمالاً يدهشنا ، فكيف يتلون هؤلاء «المتلونون» وما عدد الالوان التي يتلونون بها ، وهل يظهر هذا على مظهرهم الخارجي ، واي العيون التي تقدر على رؤية تلونهم؟
تلك اسئلة برزت منذ ظهر اول المتلونين ، ما تزال حتى اللحظة تبحث عن جواب شاف ، ذلك ان الوان هؤلاء عبارة عن اقنعة مطليه بالزيف والخداع والانانية وحب الذات والاستغلال والتزام البحث عن الغاية بغض النظر عن الوسيلة ، تراهم الآن امامك بلون ، ثم هم بعد لحظة خلفك يغيرون هذا اللون ، حين تكون عند رأس الهرم ينظرون اليك بلون يعجيك ، ثم على بعد امتار من هرمك ، يرسمونك بلون قد يكون قاتماً ، حين يرون بين يديك غنيمة يريدون الوصول اليها ، ترتسم على جلودهم الوان حتى اذا ما وصلوا الى ما ارادوا ذهب ما كان يلمع في اعينهم من زاهي الالوان .
هل يكفي ان نتحدث عنهم ، ام ان الامر يستدعي كشف زيف الوانهم ، وهذا ليس بالامر العسير، ذلك ان الوانهم كلها … مائية سريعة الزوال !