المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التوحيد أصل الدين



امـ حمد
23-12-2011, 10:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

التوحيد,شجرة تنمو في قلب المؤمن،يزداد نموها وجمالها كلما سقيت بالطاعة المقربة إلى الله ، عز وجل ، فتزداد بذلك محبة العبد لربه، ويزداد خوفه منه، ورجاؤه له، ويقوى توكله عليه، وبهذا يكتمل التوحيد ويتحقق , فليس تحقيقه



بالتمني,وإنما يتحقق بما وقر في القلب من عقائد الإيمان، وحقائق الإحسان، وصدّقته الأخلاق الجميلة ، والأعمال الصالحة الجليلة,ومن الأسباب التي تنمي التوحيد في القلب,فعل الطاعات, رغبة بما عند الله,وترك المعاصي, خوفاً من




عقاب الله ,التفكر في ملكوت السماوات والأرض( تلك العبادة التي يغفل عنها كثير من المسلمين عبادة التفكر )معرفة أسماء الله وصفاته ومقتضياتها وآثارها، وما تدل عليه من الجلال والكمال,والتزود من العلم النافع ، والعمل به,وقراءة




القرآن بالتدبر، والتفهم لمعانيه,والتقرب إلى الله تعالى ,بالنوافل بعد الفرائض,دوام ذكر الله على كل حال, باللسان والقلب,والتأمل في نعم الله الظاهرة والباطنة ، ومشاهدة بره وإحسانه ، وإنعامه على عباده,إنكسارالقلب بين يدي الله،




وافتقاره إليه, الخلوة بالله وقت النزول الإلهي حين يبقى ثلث الليل الآخير، وتلاوة القرآن في هذا الوقت ، وختم ذلك بالاستغفار ، والتوبة,ومجالسة أهل الخير والصلاح ، والإخـلاص ، والمحبين لله عز وجل,والاستفادة من كلامهم




وسمتهم,والابتعاد عن كل سبب يحول بين القلب وبين الله من الشواغل, ترك فضول الكلام ، والخلطة ، والنظر,وأن يحب العبد لأخيه المؤمن ما يحب لنفسه ، وأن يجاهد نفسه على ذلك,سلامة القلب من الغل والحقد للمؤمنين ، والحسد،




والكبر ، والغرور ، والعجب,والرضا بتدبير الله عز وجل ,والشكر عندالنعم ، والصبر عند النقم, والرجوع إلى الله عند ارتكاب الذنوب,وكثرة الأعمال الصالحة من بر ، وحسن خلق ، وصلة أرحام ، إلى غيرذلك الاقتداء بالنبي في كل




صغيرة وكبيرة,والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر,قال الله تعالي ( ألم تر كيف ضرب الله مثلاّ كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون)شبه




سبحانه وتعالى,الكلمة الطيبة بالشجرة الطيبة لأن الكلمة الطيبة تثمر العمل الصالح ,والثمر النافع وهذا ظاهر علي قول جمهور المفسرين الذين يقولون الكلمة الطيبة هي شهادة أن لا إله إلا الله فإنها تثمر جميع الأعمال الصالحة




الظاهرة والباطنة فكل عمل صالح مرضي لله ثمرة هذه الكلمة وفي تفسير علي بن أبي طلحة,قال كلمة طيبة شهادة أن لا إله إلا الله كشجرة طيبة ,وهو المؤمن أصلها ثابت قول لا إله إلا الله في قلب المؤمن وفرعها في السماء, يقول




يرفع بها عمل المؤمن إلى السماء,من كتاب لابن القيم, الشجرة لا تبقى حية إلا بمادة تسقيها وتنميها ,فإذا قطع عنها السقي أوشك أن تيبس فهكذا شجرة الإسلام في القلب إن لم يتعاهدها صاحبها بسقيها كل وقت بالعلم النافع




والعمل الصالح,وإلا أوشك أن تيبس,وفي مسند الإمام أحمد من حديث أبي هريرة قال, قال رسول الله صلي الله عليه(إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب ، فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم) وبالجملة فالغرس إن



لم يتعاهده صاحبه أوشك أن يهلك ومن هنا تعلم شدة حاجة العباد إلى ما أمر الله به من العبادات على تعاقب الأوقات وعظيم رحمته وتمام نعمته وإحسانه إلى عباده, وجعلها مادة لسقي غراس التوحيد الذي غرسه في قلوبهم,ومنها



أن الغرس والزرع النافع قد أجرى الله سبحانه العادة أنه لا بد أن يخالطه نبت غريب ليس من جنسه فإن تعاهده ربه ونقاه وقلعه كمل الغرس والزرع ,واستوى وتم نباته وكان أوفر لثمرته وأطيب وأزكى ,وإن تركه أوشك أن يغلب



علي الغرس والزرع ويكون الحكم له أو يضعف الأصل ويجعل الثمرة ذميمة ناقصة بحسب كثرته وقلته,ومن لم يكن له فقه في هذا ومعرفة به فإنه يفوته ربح كثير, وهو لا يشعر فالمؤمن دائماّ سعيه في شيئين,سقي هذه الشجرة وتنقية ما حولها فبسقيها تبقى وتدوم ,وبتنقية ما حولها تكمل وتتم,



أسأل الله أن يجعلنا من المؤمنين العاملين للصالحات,وممن يتواصوا بالحق ويتواصوا بالصبر ,اللهم اّمين.