تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : بين الثورة الفرنسية التي يتغنى بها الغرب و تجريم الثورات الع



الحسوم
24-12-2011, 10:24 PM
الثورة الفرنسية بدأت عام 1789م، كانت أول أعمال الشعب الفرنسي : الهجوم على مخزن للأسلحة وأخذ 25 ألف قطعة سلاح ، ثم الهجوم على سجن الباستيل الذي أعطى بعض الثوار الأمان لحراسه ثم ما لبثوا أن تعقبوا الحراس في السجن وقتلوهم عن بكرة أبيهم .. ثم بعد هذا القتل واحتلال هذا السجن الرهيب ، قام الشعب بزيادة التسلح وبتحصين المدينة تحسباً للرد الحكومي عليهم، وكان النساء يجمعن الحجارة ويعتلين الأسطح لإلقاء الحجارة على الجنود، وهذا اليوم مشهود في تأريخ فرنسا ولا زال الفرنسيون يحتفلون بيوم 14 يوليو إحياء لذكرى احتلال الباستيل. ألهب اقتحام الباستيل مشاعر الطبقة الدنيا في فرنسا فسار هؤلاء إلى قلوع وحصون أسايدهم "الأشراف" فأحرقوها وقتلوا من فيها تشفياً وحنقا على هؤلاء الذين استعبدوهم لقرون، ونهب العامة قصور الأشراف والنبلاء ودمروا ما استطاعوا تدميره، وإنحاز كثير من الجيش الفرنسي والجنود إليهم.

لقد أحاط النساء بالقصر الملكي بفرساي وهن شاهرات السلاح، تخيّلوا : النساء حملن السلاح في الثورة الفرنسية! دخلت الجموع الغاضبة –تتقدمهم النساء- القصر الملكي ووصلوا إلى غرفة الملكة التي هربت منها إلى غرفة زوجها فعاثوا في الغرفة فسادا، وأجبرت هذه الجموع الملك على القدوم والسكنى بباريس.

وما أن انتظمت الثورة قليلاً حتى أجبر الثوار الملك على إعلان الحرب على النمسا. ثم لما فشلت الحرب وتداعت الأمور زحف الفرنسيون على قصر الملك الذي كان يراسل النمساويين في السر، وكان في مقدمتهم "اليعاقبة" (هي فرقة سياسية علمانية متشددة)، فتقاتلوا مع الحرس وقتلوهم وحملوا رؤوسهم على أسنة الرماح، حتى اضطرت الجمعية التشريعية أن تحجز الملك في حصن "التامبل" حفاظاً على حياته وأسرته. قبض الثوار على قرابة الأربعة آلاف من الأشراف والفرسان والقساوسة وأقلوا بهم في السجون، وطاف الجلادون على السجون فعذبوا هؤلاء حتى قتلوا ألفاً من الأمراء والأشراف تحت التعذيب الذي استمر لمدة ثلاثة أيام متتالية، وحملوا رؤوس بعضهم على أسنة الرماح، وقامت المذابح (التي اشتهرت بمذابح سبتمبر) في بقية المدن الفرنسية تحصد الأمراء والأشراف وكل من يشكون أنه ضد الثورة من العلماء والعامة، فانظروا الفرق بين الثورات العربية والثورة الفرنسية التي يباهي بها الغرب العالم!

خرجت الجيوش الفرنسية من فرنسا لتفتح بقية البلاد الأوروبية بدعوى نشر العدالة ومساعدة الشعوب ضد الإضطهاد الملكي (وهذا في عرف المسلمين هو جهاد الطلب الذي يُنكره البعض)، وقُطع رأس ملك فرنسا "لويس السادس عاشر" علانية بعد محاكمة لم تدم شهرا واحدا، ثم حدثت بعده حروب، وبدأ في فرنسا ما يسمى "بعهد الإرهاب"، طبعاً لم يكن هناك إعلام يهودي ينفي الإرهاب عن كل شعوب الأرض ليخصوا بها المسلمون.

عوقبت مدن فرنسية بأكلمها لتلكؤها عن الإلتحاق بالثورة، ودخل الثوار في دوامة الصراعات فيما بينهم وحدثت مجازر هائلة. لقد كانت ملكة فرنسا "ماري أنطوانيت" زوجة لويس السادس عشر من أكثر النساء بذخاً في أوروبا حتى أن نساء فرنسا كُنّ يحسدن كلابها لما تلقيه عليهم من ثياب فاخرة شأنها شأن أميرات العرب الآن. هذه المرأة سجنها الثوار في غرفة وأعطوها ثوبين خلقين لا غير، ثم قاموا بمحاكمتها في محكمة ثورية دامت فيها القضية عشرون ساعة وحكموا عليها بالإعدام ثم ساقوها إلى المشنقة تحفها هتافات الشعب باللعنة، فجُزّ شعرها وأُعدمت وألقي بجثتها في الشارع لمدة اسبوعين لم يدفنها أحد، هذه هي الثورة العظمى التي يمجدها حسني مبارك وابن علي، فعقبال زوجتيهما.

تتبع الثوار كل من كان له صلة بالأسرة الحاكمة سواء بالنسب أو حتى بالإتصال المجرّد، واتهموهم كلهم بالخيانة وقتلوهم، وكانوا يقتلون كل من لا يُظهر بغضه لهذه الأسرة، بل وصل بهم الحال إلى قتل قادة الثورة أنفسهم بعد اتهامهم بالتخاذل عن نصرة الثورة من بين تهم أخرى! ثم هجم الفرنسيون على الكنائس وأفرغوها من النفائس وهاجموا الدين النصراني ونبذوه كما نبذوا الأساقفة من قبل، ثم غيروا التأريخ والأيام والأشهر في محالوة لتغيير كل قديم، وأتى الفرنسيون بأشهر بغيّ عاهرة في فرنسا ووضعوها على عرش كنيسة "نتردام دي باري" وأعلنوا بهذه الطريقة : عبادة العقل ونبذ الدين!

من رحم هذه الثورة الفرنسية خرج نابليون بونابرت ليحتل مصر باسم الثورة، وليحارب انجلترا عدوة فرنسا في مستعمراتها الشرقية، فكانت الثورة الفرنسية وبالاً على الأمة الإسلامية، بل وعلى أوروبا كلها، ولا يغفر لها شعارها البرّاق "الحرية والإخاء والمساواة" فهذا الشعار لم يطبّق ابان الثورة ذاتها، بل كان القتل والتدمير واحتلال البلاد وقهر العباد وسرقة مقدرات الدول والشعوب: السمة البارزة للثورة الفرنسية التي انبهر بها بعض المغفلين. عاد نابليون بونابرت إلى فرنسا لينقلب على الثورة وينصّب نفسه امبراطوراً لفرنسا فانتهت الثورة الفرنسية بهذا الشكل المخزي، وعادت بعد ذلك الملكيّة لتعود الثورات تتوالى من جديد ضد الطغيان والإستبداد حتى تشكلت حكومة جمهورية حقيقية بعد قرابة التسعين سنة من الثورة الأولى ضد الملكيّة والكنيسة.

إن الثورة الفرنسية الأولى نجحت في إسقاط الملكية والإقطاعية بطريقة دمويّة مرعبة، فالجموع دخلت القصور والبيوت وسلبت وقتلت ومثّلت بجثث الإقطاعيين واغتصبت نسائهم وأحرقت بيوتهم وأنهت إلى الأبد تلك العبودية التي فرضتها عليها الإقطاعية الموالية للكنيسة الكاثوليكية، فكانت هذه الثورة هي البداية لكل الثورات الغربية الحديثة التي أعقبتها والتي علم أصحاب القرارات منها أن الشعب جاد في التغيير، وأنه مستعد للوصول إلى مبتغاه بأي أسلوب أو ثمن، فكان الغوغاء والدهماء هم أسياد الوقف، وكان الخطيب المفوّه الذي يستطيع تحريك هذه القطعان هو قائد المرحلة.

إن الحكومات الغربية لم تكن يوماً حكومات صادقة، ولم تختلف يوماً عن حكومات الملوك والإقطاعيين، ولكن الذي يجبر هذه الحكومات على الظهور بمظهر الصلاح والحرص على المصالح العامة هو خوفهم من هذه الجموع التي لا يردعها دين ولا فكر قويم عن ارتكاب أبشع المجازر إن هي أحسّت بالظلم والجور، فالشعوب الغربية تعرف تأريخها وتعرف قوتها وتعرف كيف حصلت على هذه القوة وما بذل من أجلها من تضحيات، فكل من تسول له نفسه التلاعب بقيم الحرية التي يعتقدونها فإنه يعرض نفسه لغضبة الجماهير.

إن الأمم الأوروبية كانت مستعبدة قبل قرنين من الزمان من قِبل الملوك والإقطاعيين والأساقفة، ولم تتحرر هذه الشعوب إلا بعد حروب وثورات دامية دامت لأكثر من قرن، فالحرية التي استقرّت في نفوسهم هي نتاج بحار من الدماء وجبال من الأشلاء ودمار ونار أكلت الأخضر واليابس لا بسبب عقولهم النيّرة كما يعتقد بعض البلهاء. إن المحرك الحقيقي للثورة الفرنسية كان الحقد والبغض الشديد الذي كانت تكنه الشعوب للملوك والقساوسة والإقطاعيين، وليس المحرك ما يزعمه البعض من نظريات أسّسها بعض الفلاسفة هنا أو هناك (كأمثال روسو وديدرو ودالمبير وفولتير ومونتسكيو وغيرهم) فالعوام لم يقرأوا لهؤلاء، والعوام كانوا هم وقود الثورة. إن كل ما فعله هؤلاء الفلاسفة والكتّاب والعلماء أنهم فتحوا أعين الناس على الظلم، "فالظلم في ذاته لا يُحدث الثورات وإنما يُحدثها الإحساس بالظلم" (كما قيل)، وكان الناس مسَلّمون للواقع ولا يعتقدون بإمكانية وجود غيره ويعتقدون بأن هذا هو الأصل حتى أتى هؤلاء الفلاسفة ففتحوا أعينهم وأطلعوهم على إمكانية واقع آخر.

إن ما تعيشه الشعوب العربية اليوم هو قريب من واقع الشعوب الأوروبية قبل الثورة الفرنسية : فالحاكم هو الإمبراطور المطلق الذي له حصانة سماوية، والأمراء والشيوخ هم الإقطاعيون المالكون للشعوب المُستعبدة، وعلماء السوء هم القساوسة الذين احتكروا حق الحرمان والغفران، لكن الفرق أن الشعوب العربية خرجت لتنصر الدين لا لتهدم المساجد وتقتل العلماء، فالذين خرجوا في تونس كانوا يطالبون بحقوقهم الدينية قبل المدنية، ولذلك أرخصوا أنفسهم في سبيل تحقيق أهدافهم، وفي ليبيا خرجوا ضد طاغية كافر محارب للدين، وفي مصر أيضا، وفي سوريا خرجوا ضد النصيرية الكفار، وفي اليمن خرجوا ضد عميل الصهاينة، فهذه ثورات يقودها الشباب المسلم لنُصرة دينهم، ومن أعظم أسباب فشل هذه الثورات –لا قدّر الله– هو بقاء أهل الفساد آمنين مطمئنين على أنفسه وأموالهم ومراكزهم، ولذلك تجد الإعلام يشدد على مسألة التعايش وطيّ الصفحات والتجاوز عن الماضي والعفو العام وغيرها من الأمور التي تضمن أمن أهل الفساد وبقاء نفوذهم وقوتهم ليعيثوا فساداً في الأرض من جديد وليكونوا عامل هدم لهذا البناء الوليد.

الغرب يعرف أن نجاح الثورات مرهون بتصفية رموز الأنظمة السابقة، ولذلك هو يركّز على مسألة سلمية الثورات، والجموع المسلمة صدّقت أن هناك ثورات سلمية، وأخذت تتنادى بهذا. إن الحل يكمن في التصفية والتربية (وهذا شعار نستعيره من العلامة الألباني رحمه الله، ولكن بمعنى آخر) : فلا بد من تصفية رموز الفساد واسترجاع الأموال المنهوبة التي تُقدّر بمئات المليارات والتي تكفي لإصلاح النظم الإقتصادية في دول العالم الإسلامي كافة وليس في الدول الثائرة فقط، فالأموال التي سرقها حسني مبارك وحدها كفيلة بإصلاح الحالة الإقتصادية في جميع الدول العربية، وهي موجودة في الرياض والإمارات وسويسرا وبريطانيا وأمريكا وفرنسا.

أما التربية : فلا بد من تغيير المفاهيم السائدة في المجتمعات العربية. لا بد من معرفة الحقوق الشرعية للشعوب، ولا بد من إلزام المسؤولين بالواجبات المنوطة بهم وتعريفهم بحدودهم وحقيقة مراكزهم ووظائفهم، ولا بد من تعريف العوام بواجباتهم الشرعية وبحقائهم العقدية التي من أهمها اليوم : التوحيد الخالص والإيمان الحق، وعقيدة الولاء والبراء والحب والبغض في الله، وعقيدة الجهاد في سبيل الله دفعاً وطلبا، ولا بد من التربية الأخلاقية والسلوكية الحقة، ونقول الحقة لأن البعض خلط بين حُسن الخلق وبين المداهنة والرضى بالدون والذل والهوان، فهناك فرق كبير بين الأمرين، خاصة في قضية التعامل مع غير المسلمين : فالأصل أن يعامل المسلم بالرحمة، أما الكافر فبالعدل، والأصل في العلاقة بين المسلمين : الأخوة الإسلامية، والأصل في العلاقة بين المسلمين وغير المسلمين : الحرب، إلا أن يكون عهد، فالأصل إباحة دم الكافر –غير ذي العهد-، فهذه المفاهيم التي كانت سائدة ومعروفة ومعمول بها ومعلومة لدى جميع المسلمين في العصور الأولى، أصبحت اليوم من المجهولات التي لا تستوعبها عقول الناس لكثرة التزييف والتحريف لمفاهيم الشرع. فلا بد من العودة إلى الأمر الأوّل لأنه لا يصلح أمر آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.

والله أعلم.



منقول

بوحارب
24-12-2011, 10:32 PM
اختي معروف اي شي يسوونه الغرب هو الصح

واي شي يسوونه العرب يكون تخلف ورجعية !!

الدنيا ماشية رانسيد !!

الهاجري 2
25-12-2011, 12:31 AM
خوش قصه والله وكأني اذكران سبب الثوره هي الاميره لكن نسيت القصه بالضبط اللي خلت الخدم ينقلون القصه للشعب وعلى طول ثار الشعب في يومها

شكرا

BoAzozz
25-12-2011, 04:50 AM
اكثر ما نقلته صحيح

والثوره الفرنسيه كانت ثوره دمويه .. ولكن زينوها فيما بعد وجعلوها ثوره ثقافه ومن هالكلام

الغريب انها كانت او ما زالت تدرس في مناهجنا كما اراد الفرنسيين ان تكون( باخفاء دمويتها)

ليس غريب على الغرب تحريف وتزوير التاريخ

تحياتي

الحسوم
25-12-2011, 01:53 PM
اختي معروف اي شي يسوونه الغرب هو الصح

واي شي يسوونه العرب يكون تخلف ورجعية !!

الدنيا ماشية رانسيد !!


صح لسانك اخوي بوحارب .. بس لين متى بنتم جذي .. وعاء فاقد للهويه .. يملأه الآخر على هواه .. رغم أن لدينا ما إن تمسكنه به لن نضل أبدا.

الحسوم
25-12-2011, 09:44 PM
خوش قصه والله وكأني اذكران سبب الثوره هي الاميره لكن نسيت القصه بالضبط اللي خلت الخدم ينقلون القصه للشعب وعلى طول ثار الشعب في يومها

شكرا


أخي الكريم الهاجري 2 .. هذه ليست مجرد قصة بالمعنى الأدبي للقصة .. بل هي حقائق تاريخية .. لن تجدها لا في تعليم مدجن .. و لا في إعلام مدجن ..

الحسوم
26-12-2011, 01:34 PM
اكثر ما نقلته صحيح

والثوره الفرنسيه كانت ثوره دمويه .. ولكن زينوها فيما بعد وجعلوها ثوره ثقافه ومن هالكلام

الغريب انها كانت او ما زالت تدرس في مناهجنا كما اراد الفرنسيين ان تكون( باخفاء دمويتها)

ليس غريب على الغرب تحريف وتزوير التاريخ

تحياتي


أخي الكريم .. ملاحظتك في قمة الروعة .. وهو دليل آخر من ألف دليل .. على أننا لسنا من نصوغ تعليمنا وهويتنا ..

جزاك الله خير.

بوعلي2
26-12-2011, 03:17 PM
اكثر ما نقلته صحيح

والثوره الفرنسيه كانت ثوره دمويه .. ولكن زينوها فيما بعد وجعلوها ثوره ثقافه ومن هالكلام

الغريب انها كانت او ما زالت تدرس في مناهجنا كما اراد الفرنسيين ان تكون( باخفاء دمويتها)

ليس غريب على الغرب تحريف وتزوير التاريخ

تحياتي

:nice:

الحسوم
27-12-2011, 02:21 PM
جدير بالذكر أن الثورة الفرنسية أطلقت نزعات العنف وغرائز الانتقام إلى أقصى الحدود .. وأباحت الدماء بغير حساب و لا توقف .. و في إحدى فتراتها .. تُرِكت باريس لوحدها لينشر عامّتها الفوضى والعنف في أرجائها .. وقد أُعدِم أكثر من 11 ألفا .. بتهمة العداء الثورة .. وطالت هذه الإعدامات كثيرا من زعماء الثورة نفسها .. مثل (دانتون) و (روبسبير) .. أما أحد أهم زعمائها وإسمه (مارا) فقد مات بطريقة تدعو إلى السخرية .. إذ اغتالته إمرأة تدعى شارلوت .. وهو يستحم في بيته ..

الحسوم
29-12-2011, 10:49 PM
:nice:

___________

الحسوم
31-12-2011, 01:30 PM
المقصلة / شعار الثورة الفرنسية وإحدى إختراعاتها

http://im15.gulfup.com/2011-12-31/1325327213791.jpg (http://www.gulfup.com/show/X4iwfidn40v)


في يوم الحادي عشر من نوفمبر 1793م تم قطع رؤوس اثنين وثلاثين ضحية في ثمان وعشرين دقيقة!! بعد ذلك بأسبوع قطعت رؤوس اثني عشر رجلاً في خمس دقائق، كان هذا هو أسلوب التخلص من الخصوم السياسيين. وظل سكان شارع لافونت حيث كانت توجد المقصلة يعربون عن شكاواهم من حجم الدماء المتدفقة من الحفرة الخاصة بصرف الدماء الكائنة تحت المقصلة، وكذلك من رائحة الدم المتعفن، وهنا بدأ اطلاق الرصاص عشوائياً على الجموع كبديل للقتل بالمقصلة، وتم ربط ثمانين مسجوناً الى بعضهم البعض في طابور واحد وأطلقت عليهم طلقة مدفع، والذين لم يموتوا تم ذبحهم بالحراب والمسدسات والبنادق.

وكتب كبير الجزارين، وهو ممثل يدعى دورفن، الى قيادته في باريس متفاخراً بأنه قتل مئة وثلاثة عشر مواطناً من أبناء ليون في يوم واحد، وبعد ثلاثة أيام قام بقتل مئتين وتسعة مواطنين آخرين، ووعد قيادته المتعطشة للدماء بأنه سيقتل خمسمئة آخرين وسيجعلهم يدفعون ثمن جرائمهم بالدم والنار. ولكن الرجل تمادى وتوغل، وعندما توقف عن ممارسة مذابحه كان حوالي ألفين قد قضوا نحبهم على يد هذا السفاح المهووس.

ولقد عُرف أن فوضى القتل إبان الثورة الفرنسية فتحت المجال أمام أعداد هائلة من المرضى النفسيين لممارسة القتل على نطاق واسع وكل ذلك باسم الثورة وتحت مظلة العشوائية التي حكمت سلوك الفرنسيين في تلك الحقبة الغريبة. وكان أبرز الضحايا هم الأثرياء ورجال الدين وأبناء الطبقة الارستقراطية. وأضاف السفاحون لهم نماذج أخرى مثل العاطلين عن العمل ومن أسمتهم المحكمة الثورية بالمتعصبين.