اسعاف
25-12-2011, 01:23 PM
أفريقيا تسأل عن الخليج
بقلم: إبراهيم بوصندل
يتحدث الداعية الدكتور عبدالرحمن السميط شافاه الله وعافاه في كتابه "رحلة خير في أفريقيا" عن قبائل الغرياما
ويقول إن يطلقون على أبنائهم - رغم وثنيتهم – أسماء إسلامية مثل محمد وعلي وخلفان ومبارك وسعيد، ويبتعد كثير منهم عن الموبقات في شهر رمضان وبعضهم يصوم في رمضان. أما السبب ...في ذلك فهو أن البرتغاليين أحرقوا مدينة ممباسا ثلاث مرات، وقتلوا في كل مرة المئات وربما الآلاف من أهاليها، واستباحوا حرماتها، حتى جاء العمانيون وحاصروهم لستة شهور حتى اضطر البرتغاليون للاستسلام للعمانيين بقيادة عائلة المزروعي (ص 8) ويقول أيضا: إن أمير ممباسا مبارك المزروعي وهو من أصل عماني استعان بأجداد قبيلة الغرياما لقتال البرتغاليين فاختلط أفراد القبيلة بالمقاتلين المسلمين من عرب وأفارقة، لكن المدة لم تكن طويلة ليدخلوا جميعا في الإسلام، ولكنهم تأثروا بأخلاق المسلمين فأحبوهم واحترموا مناسباتهم الدينية، كما أطلقوا بعض أسمائهم على أبنائهم. (ص 21) يقول أيضا: إنهم في إحدى القرى فرحوا كثيرا عند زيارة الوفد لهم لبناء مسجد فهذه هي المرة الأولى التي يرون عربيا مسلما من بلاد العرب، ومن فرحتهم أخرجوا مصابيح الكيروسين التي لا يستعملونها إلا في الأعياد والأعراس. ومن المشاهد المؤلمة التي يذكرها السميط شافاه الله، إن هؤلاء امتنعوا عن دخول المسجد وقالوا إن الإسلام لا يبيح لهم الصلاة في المسجد وصدورهم وأكتافهم عارية، وهم مزارعون فقراء لا يملكون ثمن القمصان! ثم إنهم طلبوا من السميط وجماعته توفير قمصانا ولو مستعملة يسترون بها صدورهم أوقات الصلاة فقط ثم يخلعونها بعد الصلاة لكي لا تتمزق! ويقول إن في شمال ممباسا توجد أطلال قرية جومبا وفيها بقايا قرية فيها مسجدان وقصر كبير وبعض القبور التي كتب عليها بالعربية والسواحلية، وعمرها 650 سنة، ومع الأسف لم تجد هذه الآثار من يهتم بها كغيرها، بينما تدفع المؤسسات الغربية مبالغ كبيرة لتجديد الكنائس، وأيضا لنوايا خبيثة بعض الآثار التي يقولون إن العرب كانوا يستخدمونها سوقا للعبيد في زنجبار وذلك من أجل زيادة الكراهية ضد العرب. ولا أحد ينكر أن العرب كان لهم بعض المساوئ، لكنها لا تقارن بالفظائع التي قام بها الغربيون وخصوصا بريطانيا والبرتغال وأسبانيا. القصص التي يرويها الداعية الدكتور يمكن أن تسجل في مجلدات، وفيها خليط من الطرافة والغرابة والمعاناة والألم ما يجعلها أغرب من الخيال. في بعض الأحيان كنت أشتري مجلة الكوثر لأكثر من سبب رغم إني كنت مشغولا في العمل النيابي، لكني كنت أستحي أن أمر على المجلة التي صرف السميط وإخوانه حياتهم في العمل فيها دون أن أساهم ولو بمبلغ (600) فلس ولو من باب التشجيع والمساهمة، كما أنني كنت أحرص على جميع أعداد المجلة، ففيها تاريخ قارة كاملة نساها المسلمون والعالم، إلا من رحم الله. يروي الدكتور السميط شافاه الله في (ص 88) من كتابه إن مراكز الإغاثة في الصومال تقدم وجبتين من العصيدة للأطفال ويستفيد منها ما يزيد عن 15 ألف طفل. يقول إنه جاءهم هناك بعض المنكوبين يشكون إليهم ما آل إليه حالهم وأنهم يرون أولادهم يموتون جوعا فلا يستطيعون أن يسعفوهم بلقمة خبز، ومن مات منهم لا يجدون له كفنا (كان هذا قبل العام 1414 هـ 1994م)، وذكروا أن النصارى أخبروهم أن أحد الأمراء في الخليج اشترى ناقة بخمسة وعشرين مليونا من الدولارات الأمريكية، وأن جزءا من هذا المبلغ يكفي لإغاثة مئات الألوف من هؤلاء الجياع.
* جريدة البلاد، العدد ١١٦٧ الأحد ٣٠ محرم ١٤٣٣ هـ ٢٥ ديسمبر ٢٠١١م
بقلم: إبراهيم بوصندل
يتحدث الداعية الدكتور عبدالرحمن السميط شافاه الله وعافاه في كتابه "رحلة خير في أفريقيا" عن قبائل الغرياما
ويقول إن يطلقون على أبنائهم - رغم وثنيتهم – أسماء إسلامية مثل محمد وعلي وخلفان ومبارك وسعيد، ويبتعد كثير منهم عن الموبقات في شهر رمضان وبعضهم يصوم في رمضان. أما السبب ...في ذلك فهو أن البرتغاليين أحرقوا مدينة ممباسا ثلاث مرات، وقتلوا في كل مرة المئات وربما الآلاف من أهاليها، واستباحوا حرماتها، حتى جاء العمانيون وحاصروهم لستة شهور حتى اضطر البرتغاليون للاستسلام للعمانيين بقيادة عائلة المزروعي (ص 8) ويقول أيضا: إن أمير ممباسا مبارك المزروعي وهو من أصل عماني استعان بأجداد قبيلة الغرياما لقتال البرتغاليين فاختلط أفراد القبيلة بالمقاتلين المسلمين من عرب وأفارقة، لكن المدة لم تكن طويلة ليدخلوا جميعا في الإسلام، ولكنهم تأثروا بأخلاق المسلمين فأحبوهم واحترموا مناسباتهم الدينية، كما أطلقوا بعض أسمائهم على أبنائهم. (ص 21) يقول أيضا: إنهم في إحدى القرى فرحوا كثيرا عند زيارة الوفد لهم لبناء مسجد فهذه هي المرة الأولى التي يرون عربيا مسلما من بلاد العرب، ومن فرحتهم أخرجوا مصابيح الكيروسين التي لا يستعملونها إلا في الأعياد والأعراس. ومن المشاهد المؤلمة التي يذكرها السميط شافاه الله، إن هؤلاء امتنعوا عن دخول المسجد وقالوا إن الإسلام لا يبيح لهم الصلاة في المسجد وصدورهم وأكتافهم عارية، وهم مزارعون فقراء لا يملكون ثمن القمصان! ثم إنهم طلبوا من السميط وجماعته توفير قمصانا ولو مستعملة يسترون بها صدورهم أوقات الصلاة فقط ثم يخلعونها بعد الصلاة لكي لا تتمزق! ويقول إن في شمال ممباسا توجد أطلال قرية جومبا وفيها بقايا قرية فيها مسجدان وقصر كبير وبعض القبور التي كتب عليها بالعربية والسواحلية، وعمرها 650 سنة، ومع الأسف لم تجد هذه الآثار من يهتم بها كغيرها، بينما تدفع المؤسسات الغربية مبالغ كبيرة لتجديد الكنائس، وأيضا لنوايا خبيثة بعض الآثار التي يقولون إن العرب كانوا يستخدمونها سوقا للعبيد في زنجبار وذلك من أجل زيادة الكراهية ضد العرب. ولا أحد ينكر أن العرب كان لهم بعض المساوئ، لكنها لا تقارن بالفظائع التي قام بها الغربيون وخصوصا بريطانيا والبرتغال وأسبانيا. القصص التي يرويها الداعية الدكتور يمكن أن تسجل في مجلدات، وفيها خليط من الطرافة والغرابة والمعاناة والألم ما يجعلها أغرب من الخيال. في بعض الأحيان كنت أشتري مجلة الكوثر لأكثر من سبب رغم إني كنت مشغولا في العمل النيابي، لكني كنت أستحي أن أمر على المجلة التي صرف السميط وإخوانه حياتهم في العمل فيها دون أن أساهم ولو بمبلغ (600) فلس ولو من باب التشجيع والمساهمة، كما أنني كنت أحرص على جميع أعداد المجلة، ففيها تاريخ قارة كاملة نساها المسلمون والعالم، إلا من رحم الله. يروي الدكتور السميط شافاه الله في (ص 88) من كتابه إن مراكز الإغاثة في الصومال تقدم وجبتين من العصيدة للأطفال ويستفيد منها ما يزيد عن 15 ألف طفل. يقول إنه جاءهم هناك بعض المنكوبين يشكون إليهم ما آل إليه حالهم وأنهم يرون أولادهم يموتون جوعا فلا يستطيعون أن يسعفوهم بلقمة خبز، ومن مات منهم لا يجدون له كفنا (كان هذا قبل العام 1414 هـ 1994م)، وذكروا أن النصارى أخبروهم أن أحد الأمراء في الخليج اشترى ناقة بخمسة وعشرين مليونا من الدولارات الأمريكية، وأن جزءا من هذا المبلغ يكفي لإغاثة مئات الألوف من هؤلاء الجياع.
* جريدة البلاد، العدد ١١٦٧ الأحد ٣٠ محرم ١٤٣٣ هـ ٢٥ ديسمبر ٢٠١١م