المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مختارات..من مقدمة ابن خلدون:التجارة من السلطان مضرة بالرعايا



عابر سبيل
04-01-2012, 12:07 PM
كثيرا ما حدثـتني نفسي بالكتابة
عن الدر المكنون في السفر المعنون بـ
"مقدمة ابن خلدون"...

و لكني..اتردد في كل مرة تعلوا عندي الهمة..
الكتاب..لا يحتاج الى تقديم..
فهو من الشهرة على مستوى البشرية
ما يغنيه عن اي تعريف او تقديم بكلمات مشوقة...

انه موسوعه...و محيط به من العلوم و الفنون و الاسرار
ما هو اغلى من اللؤلؤ و المرجان..
و قد لا يختلف معي من اطلع عليه..
انه بالفعل ...جمع "انوارا"
من كل العلوم
نافعة لكل الازمان...

التاريخ و الجغرافيا و علم الاجتماع
والسياسة و الطب و التجارة و المهن
و قيام الدول و انهيارها و مناهج التعليم
و فنون التدريس...كل ذلك و اكثر بكثييير
يندرج تحت هذا العنوان...


اليوم...قررت...ان اعرف بالكتاب
او احيي ذكراه
لمن كان قد اطلع عليه و تناسل علمه
مع تقادم الازمان...

فلا ادري ان كانت المقتطفات..ستفي حقه
و تفي المتابع معنا...للتعرف على كنوزه
و التحاور حول ما سيطرح من فصول
لتبادل الخبره و تعظيم الفائدة...


و كل من يحب ان يدلي بدلوه
و يضع لنا ههنا ما لفت انتباهه من فصول الكتاب
فهو امر مرحب به...فلا يتردد احد
*
*
،،
يتبع

عابر سبيل
04-01-2012, 12:18 PM
"
الفصل الأربعون

في أن التجارة من السلطان مضرة بالرعايا و مفسدة للجباية

اعلم أن الدولة إذا ضاقت جبايتها بما قدمناه من الترف و كثرة العوائد و النفقات و قصر الحاصل من جبايتها على الوفاء بحاجاتها و نفقاتها و احتاجت إلى مزيد المال و الجباية ...
فتارة توضع المكوس على بياعات الرعايا و أسواقهم ...
كما قدمنا ذلك في الفصل قبله

و تارة بالزيادة في ألقاب المكوس إن كان قد استحدث من قبل...
و تارة بمقاسمة العمال و الجباة و امتكاك عظامهم لما يرون أنهم قد حصلوا على شيء طائل من أموال الجباية لا يظهره الحسبان...

و تارة باستحداث التجارة و الفلاحة للسلطان على تسمية الجباية لما يرون التجار و الفلاحين يحصلون على الفوائد و الغلات مع يسارة أموالهم و أن الأرباح تكون على نسبة رؤوس الأموال... فيأخذون في اكتساب الحيوان و النبات لاستغلاله في شراء البضائع والتعرض بها لحوالة الأسواق و يحسبون ذلك من إدرار الجباية و تكثير الفوائد و هو غلط عظيم و إدخال الضرر على الرعايا من وجوه متعددة ....

فأولاً مضايقة الفلاحين و التجار في شراء الحيوان و البضائع و تيسير أسباب ذلك ...فإن الرعايا متكافئون في اليسار متقاربون و مزاحمة بعضهم بعضاً تنتهي إلى غاية موجودهم أو تقرب...

و إذا رافقهم السلطان في ذلك و ماله أعظم كثيراً منهم فلا يكاد أحد منهم يحصل على غرضه في شيء من حاجاته و يدخل على النفوس من ذلك غم و نكد ...
ثم إن السلطان قد ينتزع الكثير من ذلك إذا تعرض له غضاً أو بأيسر ثمن أو لا يجد من يناقشه في شرائه فيبخس ثمنه على بائعه...
ثم إذا حصل فوائد الفلاحة و مغلها كله من زرع أو حرير أو عسل أو سكر أو غير ذلك من أنواع الغلات و حصلت بضائع التجارة من سائر الأنواع فلا ينتظرون به حوالة الأسواق و لا نفاق البياعات لما يدعوهم إليه تكاليف الدولة فيكلفون أهل تلك الأصنافى من تاجر أو فلاح بشراء تلك البضائع و لا يرضون في أثمانها إلا القيم و أزيد فيستوعبون في ذلك ناض أموالهم و تبقى تلك البضائع بأيديهم عروضاً جامدة و يمكثون عطلاً من الإدارة التي فيها كسبهم و معاشهم و ربما تدعوهم الضرورة إلى شيء من المال فيبيعون تلك السلع على كساد من الأسواق بأبخس ثمن.


*
*
،،
يتبع

عابر سبيل
04-01-2012, 12:28 PM
تكملة الفصل الاربعون
*
*
،،


"
و ربما يتكرر ذلك على التاجر و الفلاح منهم بما يذهب رأس ماله فيقعد عن سوقه و يتعدد ذلك و يتكرر و يدخل به على الرعايا من العنت و المضايقة و فساد الأرباح ما يقبض آمالهم عن السعي في ذلك جملة و يؤدي إلى فساد الجباية فإن معظم الجباية إنما هي من الفلاحين و التجار و لا سيما بعد وضع المكوس و نمو الجباية بها ...

فإذا انقبض الفلاحون عن الفلاحة و قعد التجار عن التجارة ذهبت الجباية جملة... أو دخلها النقص المتفاحش و إذا قايس السلطان بين ما يحصل له من الجباية و بين هذه الأرباح القليلة وجدها بالنسبة إلى الجباية أقل من القليل ...
ثم إنه و لو كان مفيداً فيذهب له بحظ عظيم من الجباية فيما يعانيه من شراء أو بيع فإنه من البعيد أن يوجد فيه من المكس و لو كان غيره في تلك الصفقات لكال تكسبها كلها حاصلاً من جهة الجباية...
ثم فيه التعرض لأهل عمرانه و اختلال الدولة بفسادهم و نقصهم ...
فإن الرعايا إذا قعدوا عن تثمير أموالهم بالفلاحة و التجارة نقصت و تلاشت بالنفقات و كان فيها تلاف أحوالهم،...

فافهم ذلك ...
و كان الفرس لا يملكون عليهم إلا من أهل بيت المملكة ثم يختارونه من أهل الفضل و الدين و الأدب و السخاء و الشجاعة و الكرم ثم يشترطون عليه مع ذلك العدل و أن لا يتخذ صنعة فيضر بجيرانه و لا يتاجر فيحب غلاء الأسعار في البضائع..
و أن لا يستخدم العبيد فإنهم لا يشيرون بخير و لا مصلحة.

و اعلم أن السلطان لا ينمي ماله و لا يدر موجوده إلا الجباية و إدرارها إنما يكون بالعدل في أهل الأموال و النظر لهم بذلك فبذلك تنبسط آمالهم و تنشرح صدورهم للأخذ في تثمير الأموال و تنميتها....
فتعظم منها جباية السلطان ...

و أما غير ذلك من تجارة أو فلح فإنما هو مضرة عاجلة للرعايا و فساد للجباية و نقص للعمارة...

و قد ينتهي الحال بهؤلاء المنسلخين للتجارة و الفلاحة من الأمراء و المتغلبين في البلدان أنهم يتعرضون لشراء الغلات و السلع من أربابها الواردين على بلدهم و يفرضون لذلك من الثمن ما يشاءون و يبيعونها في وقتها لمن تحت أيديهم من الرعايا بما يفرضون من الثمن و هذه أشد من الأولى و أقرب إلى فساد الرعية و اختلال أحوالهم ...
و ربما يحمل السلطان على ذلك من يداخله من هذه الأصناف أعني التجار و الفلاحين لما هي صناعته التي نشأ عليها فيحمل السلطان على ذلك و يضرب معه بسهم لنفسه ليحصل على غرضه من جمع المال سريعاً و لا سيما مع ما يحصل له من التجارة بلا مغرم و لا مكس فإنها أجدر بنمو الأموال و أسرع في تثميره ...

و لا يفهم ما يدخل على السلطان من الضرر بنقص جبايته..

فينبغي للسلطان أن يحذر من هؤلاء و يعرض عن سعايتهم المضرة بجبايته و سلطانه و الله يلهمنا رشد أنفسنا و ينفعنا بصالح الأعمال و الله تعالى أعلم.

*
*
،،
انتهى الفصل و اول المختارات..
و ان كان للعمر بقية..فهنالك مختارات
و فصول اضافية...مفيدة..ان لم تكن للناس
غاية في الاهمية:)

عابر سبيل
04-01-2012, 01:28 PM
و من جزء آخر من الكتاب..
و هو الفصل الخامس..
فصل اراه مرتبط بما بدأنا به..
فاستكمالا للحديث حول نفس المحور..
نضع هذا الكلام

"
الفصل الحادي عشر

في أن خلق التجار نازلة عن خلق الأشراف و الملوك

و ذلك أن التجار في غالب أحوالهم إنما يعانون البيع و الشراء و لا بد فيه من المكايسة ضرورة فإن اقتصر عليها اقتصرت به على خلقها و هي أعني خلق المكايسة بعيدة عن المرؤة التي تتخلق بها الملوك و الأشراف.
و أما إن استرذل خلقه بما يتبع ذلك في أهل الطبقة السفلى منهم من المماحكة و الغش و الخلابة و تعاهد الأيمان الكاذبة على الأثمان رداً و قبولاً فأجدر بذلك الخلق أن يكون في غاية المذلة لما هو معروف.

و لذلك تجد أهل الرئاسة يتحامون الاحتراف بهذه الحرفة لأجل ما يكسب من هذا الخلق. و قد يوجد منهم من يسلم من هذا الخلق و يتحاماه لشرف نفسه و كرم جلاله إلا أنه في النادر بين الوجود و الله يهدي من يشاء بفضله و كرمه و هو رب الأولين و الآخرين.

"
*
*
،،
يتبع

عابر سبيل
04-01-2012, 01:37 PM
*
*
،،
حيث كان المؤلف..قد ذكر في الفصل
الذي يسبق ما وضعته بالاعلى..
ما رآه.. الشروط "الاخلاقية" التي تتطلبها
مهنة التجارة و الاحتراف فيها..

"
الفصل العاشر
في أي أصناف الناس يحترف بالتجارة و أيهم ينبغي له اجتناب حرفها

قد قدمنا أن معنى التجارة تنمية المال بشراء البضائع و محاولة بيعها بأغلى من ثمن الشراء إما بانتظار حوالة الأسواق أو نقلها إلى بلد هي فيه أنفق و أغلى أو بيعها بالغلاء على الآجال.

و هذا الربح بالنسبة إلى أصل المال يسير إلا أن المال إذا كان كثيراً عظم الربح لأن القليل في الكثير كثير.

ثم لا بد في محاولة هذه التنمية الذي هو الربح من حصول هذا المال بأيدي الباعة في شراء البضائع و بيعها. و معاملتهم في تقاضي أثمانها.

و أهل النصفة قليل، فلا بد من الغش و التطفيف المجحف بالبضائع و من المطل في الأثمان المجحف بالربح. كتعطيل المحاولة في تلك المدة و بها نماؤه. و من الجحود و الإنكار المسحت لرأس المال إن لم يتقيد بالكتاب و الشهادة، و غنى الحكام في ذلك قليل لأن الحكم إنما هو على الظاهر.

فيعاني التاجر من ذلك أحوالاً صعبة. و لا يكاد يحصل على ذلك التافه من الربح إلا بعظم العناء و المشقة، أو لا يحصل أو يتلاشى رأس ماله.

فإن كان جريئاً على الخصومة بصيراً بالحسبان شديد المماحكة مقداماً على الحكام كان ذلك أقرب له إلى النصفة بجراءته منهم و مماحكته و إلا فلا بد له من جاه يدّرع به، يوقع له الهيبة عند الباعة و يحمل الحكام على إنصافه من معامليه فيحصل له بذلك النصفة في ماله طوعاً في الأول و كرهاً في الثاني...

و أما من كان فاقداً للجراءة و الإقدام من نفسه فاقد الجاه من الحكام فينبغي له أن يجنب الاحتراف بالتجارة لأنه يعرض ماله للضياع و الذهاب و يصير مأكلة للباعة و لا يكاد ينتصف منهم ..

لأن الغالب في الناس و خصوصاً الرعاع و الباعة شرهون إلى ما في أيدي الناس سواهم متوثبون عليه. و لولا وازع الأحكام لأصبحت أموال الناس نهباً و لولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض و لكن الله ذو فضل على العالمين.

"

عابر سبيل
04-01-2012, 02:28 PM
و لمزيد من الشرح ...
لنتخيل معا هذه القصة..

زيد...كان عنده محل بيع "العاب" و هدايا الحج..
في السوق المطموم الملاصق لمدخل الحرم من جهة الصفى و المروة..

بعد ان تقرر هدم السوق و استملاك السوق..
قرر "زيد" ان يفتح له دكان في منطقة "اجياد"..

بعد مدة..جاء القرار بتوسعة الحرم من جهة منطقة اجياد..
فتمت ازالة المبنى الذي يستأجر فيه زيد محله الجديد..

و عليه..ان يكابد من جديد بحثا عن محل ..
لكنه..في هذه المرة..كان قد اخذ به العمر مأخذه..
و لم ينسى بعد..معاناته و مكابدته عندما اخرج "مجبرا" من
السوق المطموم...سواءا في فقد زبائنه الدائمين..على بساطة
تجارته الا انه كان له بعد ان امضى 10 سنين في مكانه السابق
زبائن دائمين..
و معناته..لكي يجد محلا..يقارب ايجاره مما كان يستأجر به دكانه..
فمنطقة "اجياد" اغلى..و الملاك هناك يعرفون ان المحلات صارت اقل
في مكه..فلذلك الطلب صار كبييير..و من لا تعجبه الاسعار..ليذهب بعيدا عن الحرم
او يلغي تجارته..فاخذ له محل اصغر من محله السابق..و بضعف قيمة الايجار..
و اخيرا..
مكابدته و معاناته..في متابعة عملية الاستملاك و التعويض
من قبل الجهات المختصة...

و نفس القصة..
ستتكرر..لو قررت بلدية "الخبر"..ان تعيد تخطيط كامل المدينة..
فسنجد عبدالله..الي يبيع في سوق من اسواق "الخبر"..
قد يلجأ لاستئجار محل في "الظهران"..لكن..قد تتبع بلدية
الظهران..نهج و تطور بلدية الخبر..فهل ستككر معناة زيد
مع عبدالله..و يلغي فكرة افتتاح محل بديل في الدمام..

أحمد..كان عنده "دكيكين" مجابل احدى "المقابر"
بعد ان جاءه قرار رسمي..أخلى دكيكينه..
و راح شرا له محل..بدفع خلو باهض..
في سوق..كانت انشأت احدى بلديات مدينته
قريبا من منطقة السوق الذي كان به "دكانه"..

يتفاجأ اليوم أحمد..بعد ان ناهز الستين من عمره..
ان هنالك اخبار بقرب صدور قرار..لازالة السوق
الذي من كم سنه بس نقل له "حفيزه"..
بعد ان ألزمه القرار السابق..
بالخروج من سوقه وترك مكانه!!

يا ترى..هل سيلام احمد..
ان تبع أثر زيد و عبدالله..
خاصة ان اطلع على كتابة بن خلدون
و عرف السالفة و تاليتها!!!

و لا هل سيكون عاقلا..
ان راح يؤجر له في البر..
او على طريق المقبره الجديدة...
بإيجار...قدره اضعاااف مضاعفه
مما كان يستأجر به.."دكيكينه" ..
اللي كان موفّي معاه في تجارته..
عند المقبره القديمه؟...

بن خلدون..
ما كتب عن اشياء ميته..
ترا من يقراه..يحس..وكما قال
كاتب اسباني ترجم له مؤخرا
في مجلة "الدوحة" التي تصدرها وزارة الثقافة..
ان كتابة بن خلدون..
نحتاجها كلنا..لقراءة ادق لأحداث
الثورات العربية..اوحتى..
لمعرفة مصير..
من يقرر على املاكه "الهدام" و القص ..
أكان في "زقاق" بمكة..
او تحت إعمَيرة صغيرة
مجابل "مقبره"..

و الضحية ..اكبر من "شرارة" بحجم
دكيكين لبيع النعل او تصليح الساعات

في مكه..
اختفى من الوجود محل بقشان للخلاجين
فهل ستختفي محلات بيع الشباتي و الكيمه؟

عابر سبيل
05-01-2012, 12:25 AM
في الجعبه...الكلام حول الزواج الباذخ...
ليس زواج تشارلز و ديانا...بل التاريخ العباسي
سجل ما هو اكثر بذخا من ذلك...
و كذلك...كلام عن النمو الاقتصادي الفائق
و المليارات في خزائن بيت المسلمين...
قبل البترول و الغاز و الهيدروكاربون...
قد حقق المسلمون فوائض ضخمه في الميزانيات و العوائد..

فكيف ، متى تحقق دلك

كل ذلك...متضمن ي هذا السفر الخالد!

مضارب جديد
05-01-2012, 12:36 AM
كل الشكر لك أخي عابر سبيل لتذكيرنا بهذا السفر العظيم (مقدمة بن خلدون )

و ما حذر منه بن خلدون اصبح واقع جميع دول المنطقة ، و الله يفعل ما يريد

البدع
05-01-2012, 02:53 AM
متابع بشغف ،،،،

عابر سبيل
05-01-2012, 08:59 AM
حياكما الله و بياكما أخوَي...مضارب جديد و البدع..

عموما..احب التأكيد لكا و لمن يقرأ
أن فكرتي حول الموضوع انه مفتوح..
و انا اتمنى ممن قرأ المقدمة او سيقرؤها "اعادة" او أول مرة..
ان لا يتردد..في وضع ما يحب و يلفت انتباهه و يسرعي فكره
من مقتطفات و فصول تفيد في اثرائنا و توسيع مداركنا...
و فهم ما قد يستشكل على بعضنا..

من الفصول العجيبة مثلا في هذه المقدمة..
كلام العلامة بن خلدون عن "مهنة" القابلة..
و التي تساعد المرأة عند الولاده..

فهو فصل عجيب..

كلما قرأت اكثر في هذا اسفر كما يقول اخي/ مضارب جديد..
يجعلك تعجب كيف لهذا الرجل..
و قبل أكثر من 600 سنة..
ان يلم بكل هذه المدارك
و العلوم في ابداع و "ابتداع" سابق لغيره...
رغم انه كان في العقد الرابع
من عمره عند كتابة "المقدمة"!!

سبحان الخالق....سبحان الله

مريومة
05-01-2012, 09:28 AM
من الجميل استعراض تراثنا العلمي القيم والذي لا يزال يدرس في الغرب

وقراءته واستخلاص العبر والدروس بمايتناسب مع عصرنا

جزاك الله خير .. الا اني

ادعوك للتطرق الى كتاب الاحكام السلطانية للماوردي وقراءته

لما فيه من افادة وقيمة حقيقية

والله المستعان

موضي قطر
05-01-2012, 10:52 AM
وكأن ابن خلدون استشرف المستقبل .. وهو واقع يعانية المواطن العربي في عصرنا !!


وحذر من الزواج الباطل بين السلطة والمال فمن يملك المال يملك الدولة .. فمن النادر وقد يكون من ضروب المستحيل
أن نرى أي مسؤول أو وزير في عالمنا العربي لا يكون رجل أعمال !!

فهم من تسن لهم القوانين الخاصة لحماية مصالحهم وإن كانت على حساب الفئة الأكبر من المجتمع ..

وهذا ما نراه
في عالمنا العربي بكل اسف فصناع القرار هم من يحتكرون الثروة ..

مما يشيع في الدولة الفساد .. الناجم عن
" إكراميات " لهذا الوزير .. او ذاك المسؤول لتمرير صفقة ما .. او سن مشروع مفصل على مقاس صاحب المال ..

واستشهد بمقولة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه " تجارة الولاة مفسدة، وللرعية مهلكة.


زبدة الهرج لا يستوي الجمع بين الحكم والتجارة ابداً .

(الفيصل)
05-01-2012, 11:44 PM
افضى هذا الرجل إلى ماقدم
فهو الآن بين يدي ربه العادل الرحمن الرحيم

وبلاشك اننا -نحن أهل الدنيا- قد خلدناه بتاريخنا
وكم أعجبتني مقولاته واطروحاته في الحق والباطل والقانون والكذب والبرهان والشك .... والإسترسال والتحليق في كل ذلك بطريقة تشعرك بأنك (ضعيف) أمام عقله وفكره!! .

بالفعل كان عقل جبار ، والله القوي الجبار ، نسأل الله أن يسكنه فسيح جناته ويتجاوز عنه .

وكل الشكر لك (ياقاموس المنتدى ) أخي عابر ، أنك ذكرتنا بما قد نسينا .

رمادي
07-01-2012, 07:57 AM
بدأت باثارة نقطه مهمه غابت عن الجميع . وكأن هذا العالم الجليل يعيش الان بيننا .. ومطلع لكل بواطن وخفايا الامور ..
فان ما تكلم عنه في هذا الموضوع بالذات مهم ومهم جدا ربما لم ينتبه اليه احد .. وازيد على ذلك فان اشتغال السلطان بالتجارة هو اهماله للرعية , وتقاعسه عن القيام بواجبات وامور كثيرة .. فما بالك لو شارك السلطان حاشيته بهذا الامر .. واستأثروا بكل شئ لصالحهم .. وهذا ما يحصل اليوم في كثير من البلدان العربية .. ...


( ان لا يحترف صنعة فينافس فيه العامه ولا يتاجر فيفرح لغلاء الاسعار )

كيف استخرجت مثل هذه العبارات والدرر المطموره في بطون الكتب وربما انتبه اليها الغرب وجعلوها قانونا ونحن غابت عنا ..

ان اشتغال الناس بالتجارة هو تحريك وتنشيط للبلد ولا ينتج عنه فروقات بين طبقات المجتمع .. فيكون توزيع المال بين شريحة كبيرة , ولا يقتصر على فئة معينه دون غيرها .. فيبتعدوا عن الامور السياسيه والادارية وبالتالي عدم اثارة غضب وحنق الكثير من الناس الى ولاة امورهم فتكون قنبلة موقوته تنفجر في اية لحظه كما حدث في دوله عربية ..

لان امور السياسيه والادارية هي المفروض ان تكون منوطة ومقتصرة بالسلطان ومن حوله .. فاشتغالهم بالتجارة وامور اخرىسيبعدهم تدريجيا عن الابداع في امور اخرى اكثر اهمية ..

خلاصة ما قرأت ان هذا الكتاب الذي قدمته هو كنز لابد من الاستفادة من محتوياته واخراجها للنور للاستفادة منها لا ان تركن على الرفوف ..

كنت قد قرأت منه اجزاء قديما ولكن لم اركز كثيرا حتى اتيت انت بهذه الفصول القيمة ., العميقه والتي تحاكي واقعنا اليوم وكأنه يعيش بيننا .. استفاد منه الغرب وطبقوا احكامه اما نحن فنفخر فقط بامتداحهم لعبقرية ابن خلدون دون الاستفادة من محتوياته ومكنوناته وتطبيقها على الواقع ..

شكرا لك اخي ابو راشد وحتى نشارك معك بتقديم هذا الكتاب المهم واقتطاع فصول منه ووضعها هنا نحتاج لقراءته والتمعن في معانيه لان معانيه قويه وغزيرة يستفيد منها كل الشرائح .

عابر سبيل
07-01-2012, 12:59 PM
من الجميل استعراض تراثنا العلمي القيم والذي لا يزال يدرس في الغرب

وقراءته واستخلاص العبر والدروس بمايتناسب مع عصرنا

جزاك الله خير .. الا اني

ادعوك للتطرق الى كتاب الاحكام السلطانية للماوردي وقراءته

لما فيه من افادة وقيمة حقيقية

والله المستعان

و أسأل الله لك بمثل ما سألت اخت/مريومه..
و اشكرك من كل قلبي على الهدية القيمه على نفسي
و هي عنوان اضافي سابحث عنه و اسعى لافتنائه
باذن الله و عونه...فهذه الهدايا..الكتب و فحواها و عناويينها
هي عندي من أنفس النفائس..
و انا احاول عبر هذا المنتدى دوما
ان اقدمها و اهديها لما للناس ههنا من مكانة في نفسي

و ان كنتُ...فوق ذلك...اطمع بكرم اضافي منك..
بأن تضعي لنا منه...ما تختارينه و تعرفيننا اكثر عليه..
أفي هذا الموضوع ام في موضوع منفصل..
و انا اترك القرار لحكمتك و كرمك...و اعلمي اني ساكون
في انتظار تحقيق ذلك:)...

عابر سبيل
07-01-2012, 10:24 PM
وكأن ابن خلدون استشرف المستقبل .. وهو واقع يعانية المواطن العربي في عصرنا !!


وحذر من الزواج الباطل بين السلطة والمال فمن يملك المال يملك الدولة .. فمن النادر وقد يكون من ضروب المستحيل
أن نرى أي مسؤول أو وزير في عالمنا العربي لا يكون رجل أعمال !!

فهم من تسن لهم القوانين الخاصة لحماية مصالحهم وإن كانت على حساب الفئة الأكبر من المجتمع ..

وهذا ما نراه
في عالمنا العربي بكل اسف فصناع القرار هم من يحتكرون الثروة ..

مما يشيع في الدولة الفساد .. الناجم عن
" إكراميات " لهذا الوزير .. او ذاك المسؤول لتمرير صفقة ما .. او سن مشروع مفصل على مقاس صاحب المال ..

واستشهد بمقولة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه " تجارة الولاة مفسدة، وللرعية مهلكة.


زبدة الهرج لا يستوي الجمع بين الحكم والتجارة ابداً .


مشاركة قيمة جدا اخت/موضي..
اسأل الله ان ينفع بها كل من يقرأ معنا
و ممن قد ينقلها لمن لا يقرؤون ههنا...
فرب مبلغ...أوعى من سامع!!

عمر بن عبدالعزيز...من اندر الشخصيات
التي لم يستطع التاريخ تجاوزها و تكرار
المدح فيها...

من اروع من كتب عنه...العلامة "ابن الجوزي"
فهو كتاب...صغير في حجمه...لكنه مفيد جدا و ممتع
لمن يطلع عليه...لا اذكر انه اورد الجملة التي تضعينها
عنه...لكنها جملة قيمة...اشكرك على تنويرنا بها..

عابر سبيل
07-01-2012, 10:42 PM
لكي نفهم اكثر ما يزخر به هذا الكتاب من تنوع
في مواضيعه ..ساضع اليوم فصلا اراه نوعيا..
يفيد المتتبع لفهم و معرفة وادراك اكبر
لمقدار عقلية هذا العالم... و ما حواه ن نفائس علميه..
هذا السفر العظيم...

*
*
،،
عندما يتكلم ابن خلدون عما اسماه "امهات الصنائع" ...
و هو ما يمكن تسميته اليوم الحرف و الخدمات الاساسية
التي يجتاجها اي مجتمع...و يدل تطورها فيه على تطور
المجتمع و رقيه...و لما تحدثت مع احد استشاريي الاطفال
عندنا في قطر عما سيأتي ذكره لاحقا..انبهر محدثي..
فقال..ان ما تحدث عنه ابن خلدون قبل 600 سنه هو اليوم
احد مقاييس الامم المتحده ...


فلننظر اولا ما قدمه هو عن امهات الصنائع حيث قال:

"
الفصل الثالث و العشرون في الإشارة إلى أمهات الصنائع

إعلم أن الصنائع في النوع الإنساني كثيرة لكثرة الأعمال المتداولة في العمران. فهي بحيث تشذ عن الحصر و لا يأخذها العد. إلا أن منها ما هو ضروري في العمران أو شريف بالموضع فنخصها بالذكر و نترك ما سواها. فأما الضروري
فالفلاحة
و البناء
و الخياطة و النجارة و الحياكة،

و أما الشريفة بالموضع
فكالتوليد
و الكتابة
و الوراقة
و الغناء!!
و الطب.

فأما التوليد فإنها ضرورية في العمران و عامة البلوى إذ بها تحصل حياة المولود و تتم غالباً. و موضوعها مع ذلك المولودون و أمهاتهم. و أما الطب فهو حفظ الصحة لإنسان و دفع المرض عنه و يتفرع عن علم الطبيعة، و موضوعه مع ذلك بدن الإنسان.
و أما الكتابة و ما يتبعها من الوراقة فهي حافظة على الإنسان حاجته و مقيدة لها عن النسيان و مبلغة ضمائر النفس إلى البعيد الغائب و مخلدة نتائج الأفكار و العلوم في الصحف و رافعة رتب الوجود للمعاني. و أما الغناء فهو نسب الأصوات و مظهر جمالها للأسماع. و كل هذه الصنائع الثلاث داع إلى مخالطة الملوك الأعاظم في خلواتهم و مجالس أنسهم فلها بذلك شرف ليس لغيرها. و ما سوى ذلك من الصنائع فتابعة و ممتهنة في الغالب. و قد يختلف ذلك باختلاف الأغراض و الدواعي. و الله أعلم بالصواب.

"
*
*
،،
يتبع

عابر سبيل
07-01-2012, 10:53 PM
لنقرأ سوية هذا الكلام الدقيق...
الذي ادعي مسبقا....ان اغلبكم لم يقرأ مثله
و لن يجد وصفا علميا دقيقا بهذه الكيفية
لامر غاية في الاهمية لكن الجهل به طاغي الشيوع
عند السواد الاعظم من البشرية...
تذكر اخي القارئ و اختي الكريمه...
ان ابن خلدون كتب هذا الكلام ....و هو في الاصل..
عالم و فقيه دين..و وزير في اكثر من حكومه في بلده الاصلي
و كبير قضاة عندما استقر به المقام في القاهرة في المرحلة
الثانية من عمره....

و اعذروني على اختياري لهذا الفصل الذي يتكلم عن
"التوليد"...فهو كلام علمي اولا...واكاد اجزم ان كثير من النساء
تجهله بالقدر الذي يجله "جل" الرجال"..و هذا ما يجعلني
اخصه بالتقديم...لعظيم الفائدة المرجوة منه...على اكثر
من منحى....لمن سيدقق في الكلام و يركز في الاستفادة منه
*
*
،،
يتبع

ROSE
07-01-2012, 11:00 PM
اختيار رائع ،، متابعه

عابر سبيل
07-01-2012, 11:05 PM
"

الفصل الثامن و العشرون في صناعة التوليد

و هي صناعة يعرف بها العمل في استخراج المولود الآدمي من بطن أمه من الرفق في إخراجه من رحمها و تهيئة أسباب ذلك. ثم ما يصلحه بعد الخروج على ما نذكر.

و هي مختصة بالنساء في غالب الأمر لما أنهن الظاهرات بعضهن على عورات بعض. و تسمى القائمة على ذلك منهن القابلة. استعير فيها معنى الإعطاء و القبول كأن النساء تعطيها الجنين و كأنها تقبله.

و ذلك أن الجنين إذا استكمل خلقه في الرحم و أطواره و بلغ إلى غايته و المدة التي قدرها الله لمكثه هي تسعة أشهر في الغالب فيطلب الخروج بما جعل الله في المولود من النزوع لذلك و يضيق عليه المنفذ فيعسر. و ربما مزق بعض جوانب الفرج بالضغط و ربما انقطع بعض ما كان من الأغشية من الالتصاق و الالتحام بالرحم. و هذه كلها آلام يشتد لها الوجع و هو معنى الطلق فتكون القابلة معينة في ذلك بعض الشيء بغمز الظهر و الوركين و ما يحاذي الرحم من الأسافل تساوق بذلك فعل الدافعة في إخراج الجنين و تسهيل ما يصعب منه بما يمكنها و على ما تهتدي إلى معرفة عسرة.

ثم إن أخرج الجنين بقيت بينه و بين الرحم الوصلة حيث كان يتغذى منها متصلة من سرته بمعاه. و تلك الوصلة عضو فضلي لتغذية المولود خاصة فتقطعها القابلة من حيث لا تتعدى مكان الفضلة و لا تضر بمعاه و لا برحم أمه ثم تدمل مكان الجراحة منه بالكي أو بما تراه من وجوه الاندمال. ثم إن الجنين عند خروجه من ذلك المنفذ الضيق و هو رطب العظام سهل الانعطاف و الانثناء فربما تتغير أشكال أعضائه و أوصافها لقرب التكوين و رطوبة المواد فتتناوله القابلة بالغمز و الإصلاح حتى يرجع كل عضو إلى شكله الطبيعي و وضعه المقدر له و يرتد خلقه سوياً.

ثم بعد ذلك تراجع النفساء و تحاذيها بالغمز و الملاينة لخروج أغشية الجنين لأنها ربما تتأخر عن خروجه قليلاً. و يخشى عند ذلك أن تراجع الماسكة حالها الطبيعية قبل استكمال خروج الأغشية و هي فضلات فتتعفن و يسري عفنها إلى الرحم فيقع الهلاك فتحاذر القابلة هذا و تحاول في إعانة الدفع إلى أن تخرج تلك الأغشية التي كانت قد تأخرت ثم ترجع إلى المولود فتمرخ أعضاءه بالأدهان و الذرورات القابضة لتشده و تجفف رطوبات الرحم و تحنكه لرفع لهاته و تسعطه لاستفراغ نطوف دماغه و تغرغره باللعوق لدفع السدد من معاه و تجويفها عن الالتصاق.

ثم تداوي النفساء بعد ذلك من الوهن الذي أصابها بالطلق و ما لحق رحمها من ألم الانفصال، إذ المولود إن لم يكن عضواً طبيعياً فحالة التكوين في الرحم صيرته بالالتحام كالعضو المتصل فلذلك كان في انفصاله ألم يقرب من ألم القطع. و تداوي مع ذلك ما يلحق الفرج من ألم من جراحة التمزيق عند الضغط في الخروج.

و هذه كلها أدواء نجد هولاء القوابل أبصر بدوائها.

و كذلك ما يعرض للمولود مدة الرضاع من أدواء في بدنه إلى حين الفصال نجدهن أبصر بها من الطبيب الماهر. و ما ذاك إلا لأن بدن الإنسان في تلك الحالة إنما هو بدن إنساني بالقوة فقط. فإذا جاوز الفصال صار بدناً إنسانياً بالفعل فكانت حاجته حينئذ إلى الطبيب أشد.

فهذه الصناعة كما تراه ضرورية في العمران للنوع الإنساني، لا يتم كون أشخاصه في الغالب دونها. .

عابر سبيل
07-01-2012, 11:17 PM
*
*
،،
تمام الفصل عن صناعة التوليد

"


فهذه الصناعة كما تراه ضرورية في العمران للنوع الإنساني، لا يتم كون أشخاصه في الغالب دونها.

و قد يعرض لبعض أشخاص النوع الاستغناء عن هذه الصناعة، إما بخلق الله ذلك لهم معجزة و خرقاً للعادة كما في حق الأنبياء صلوات الله و سلامه عليهم أو بإلهام و هداية يلهم لها المولود و يفطرعليها فيتم وجودهم من دون هذه الصناعة. فأما شأن المعجزة من ذلك فقد وقع كثيراً.

و منه ما روي أن النبي صلى الله عليه و سلم ولد مسروراً مختوناً واضعاً يديه على الأرض شاخصاً ببصره إلى السماء. و كذلك شأن عيسى في المهد و غير ذلك.

و أما شأن الإلهام فلا ينكر. و إذا كانت الحيوانات العجم تختص بغرائب الإلهامات كالنحل و غيرها فما ظنك بالإنسان المفضل عليها. و خصوصاً بمن اختص بكرامة الله. ثم الإلهام العام للمولودين في الإقبال على الثدي أوضح شاهد على وجوب الإلهام العام لهم. فشأن العناية الإلهية أعظم من أن يحاط به.

و من هنا يفهم بطلان رأي الفارابي و حكماء الأندلس فيما احتجوا به لعدم انقراض الالواح و استحالة انقطاع المكونات. و خصوصاً في النوع الإنساني، و قالوا: لو انقطعت أشخاصه لاستحال وجودها بعد ذلك لتوقفه على وجود هذه الصناعة التي لا يتم كون الإنسان إلا بها. إذ لو قدرنا مولوداً دون هذه الصناعة و كفالتها إلى حين الفصال لم يتم بقاؤه أصلاً. و وجود الصنائع دون الفكر ممتنع لأنها ثمرته و تابعة له. و تكلف ابن سينا في الرد على هذا الرأي لمخالفته إياه و ذهابه إلى إمكان انقطاع الأنواع و خراب عالم التكوين ثم عوده ثانياً لاقتضاءات فلكية و أوضاع غريبة تنذر في الأحقاب بزعمه فتقتضي تخمير طينة مناسبة لمزاجه بحرارة مناسبة فيتم كونه إنساناً ثم يقيض له حيوان يخلق فيه إلهاماً لتربيته و الحنو عليه إلى أن يتم وجوده و فصاله. و أطنب في بيان ذلك في الرسالة التي سماها رسالة حي بن يقظان. و هذا الاستدلال غير صحيح و إن كنا نوافقه على انقطاع الأنواع لكن من غير ما استدل به. فإن دليله مبني على إسناد الأفعال إلى العلة الموجبة.
و دليل القول بالفاعل المختار يرد عليه و لا واسطة على القول بالفاعل المختار بين الأفعال و القدرة القديمة و لا حاجة إلى هذا التكلف. ثم لو سلمناه جدلاً فغاية ما ينبني عليه اطراد وجوب هذا الشخص بخلق الإلهام لترتيبه في الحيوان الأعجم. و ما الضرورة الداعية لذلك ؟ و إذا كان الإلهام يخلق في الحيوان الأعجم فما المانع من خلقه للمولود نفسه كما قررناه أولاً. و خلق الإلهام في شخص لمصالح نفسه أقرب من خلقه فيه لمصالح غيره فكلا المذهبين شاهدان على أنفسهما بالبطلان في مناحيهما لما قررته لك ....و الله تعالى أعلم.
"

انتهى

مـــــنــاف
07-01-2012, 11:22 PM
مـــوضــوع رائـــع ’ يـــستحــق الــمتابـــعة ’ ولــنا عـــودة بإذن الله للـــرد عـــلى ذلك الإثــراء الـــنفــــيس .

تغلبية
08-01-2012, 01:33 AM
اممممم

تتبعثر وتتتأتأ الكلمات حين تريد أن تصف علم ابن خلدون .. أو اسلوبه وعمق تفكيره

وكيفية تناوله في معالجة أمور المجتمع آنذاك! وما أحوجنا لواحد فقط مثله في هذا الزمان !

لقد قال مايعجز عنه أكبر العلماء العرب .. بلغة عربية قوية رائعة

لآ أجدني إلا متابعة ... وأشكرك جزيل الشكر على هذا النقل الطيب ،

عابر سبيل
08-01-2012, 03:05 PM
افضى هذا الرجل إلى ماقدم
فهو الآن بين يدي ربه العادل الرحمن الرحيم

وبلاشك اننا -نحن أهل الدنيا- قد خلدناه بتاريخنا
وكم أعجبتني مقولاته واطروحاته في الحق والباطل والقانون والكذب والبرهان والشك .... والإسترسال والتحليق في كل ذلك بطريقة تشعرك بأنك (ضعيف) أمام عقله وفكره!! .

بالفعل كان عقل جبار ، والله القوي الجبار ، نسأل الله أن يسكنه فسيح جناته ويتجاوز عنه .

وكل الشكر لك (ياقاموس المنتدى ) أخي عابر ، أنك ذكرتنا بما قد نسينا .


و الشكر موول لك اخوي العزيز/ الفيصل..
خاصة انك ثنيت على القول "بعظمة" هذه العقلية
الفريده...
و ان كان الموضوع اسهم في التذكير...
فمثلك..عليه "زكاة"العلم الذي عنده
بان يخرجه و يسهم في ايصاله للناس...

فلا تبخل علينا...بعودة او تكرار زيارات
تتحفنا بها و الموضوع بما في جعبتك

عابر سبيل
09-01-2012, 08:26 AM
بدأت باثارة نقطه مهمه غابت عن الجميع . وكأن هذا العالم الجليل يعيش الان بيننا .. ومطلع لكل بواطن وخفايا الامور ..



http://www.agentsuccessprograms.com/i/bull.jpg



و لي عودة لاحقا..لاكمال التحاور حول
كل محاورك المهمة التي تطرحها
يا اخي العزيز...رمادي[/COLOR]

مخطط قطري
09-01-2012, 08:37 AM
واذا كان السلطان من الاساس تاجر ومن سلاله تجار وهالشي في دمه !
ووظف خبرته وذكائه ونفوذه في تسهيل مصادر ومنابع رزقه

عابر سبيل
09-01-2012, 11:06 PM
بدأت باثارة نقطه مهمه غابت عن الجميع . وكأن هذا العالم الجليل يعيش الان بيننا .. ومطلع لكل بواطن وخفايا الامور ..
فان ما تكلم عنه في هذا الموضوع بالذات مهم ومهم جدا ربما لم ينتبه اليه احد .. وازيد على ذلك فان اشتغال السلطان بالتجارة هو اهماله للرعية , وتقاعسه عن القيام بواجبات وامور كثيرة .. فما بالك لو شارك السلطان حاشيته بهذا الامر .. واستأثروا بكل شئ لصالحهم .. وهذا ما يحصل اليوم في كثير من البلدان العربية .. ...


( ان لا يحترف صنعة فينافس فيه العامه ولا يتاجر فيفرح لغلاء الاسعار )

كيف استخرجت مثل هذه العبارات والدرر المطموره في بطون الكتب وربما انتبه اليها الغرب وجعلوها قانونا ونحن غابت عنا ..

ان اشتغال الناس بالتجارة هو تحريك وتنشيط للبلد ولا ينتج عنه فروقات بين طبقات المجتمع .. فيكون توزيع المال بين شريحة كبيرة , ولا يقتصر على فئة معينه دون غيرها .. فيبتعدوا عن الامور السياسيه والادارية وبالتالي عدم اثارة غضب وحنق الكثير من الناس الى ولاة امورهم فتكون قنبلة موقوته تنفجر في اية لحظه كما حدث في دوله عربية ..

لان امور السياسيه والادارية هي المفروض ان تكون منوطة ومقتصرة بالسلطان ومن حوله .. فاشتغالهم بالتجارة وامور اخرىسيبعدهم تدريجيا عن الابداع في امور اخرى اكثر اهمية ..

خلاصة ما قرأت ان هذا الكتاب الذي قدمته هو كنز لابد من الاستفادة من محتوياته واخراجها للنور للاستفادة منها لا ان تركن على الرفوف ..

كنت قد قرأت منه اجزاء قديما ولكن لم اركز كثيرا حتى اتيت انت بهذه الفصول القيمة ., العميقه والتي تحاكي واقعنا اليوم وكأنه يعيش بيننا .. استفاد منه الغرب وطبقوا احكامه اما نحن فنفخر فقط بامتداحهم لعبقرية ابن خلدون دون الاستفادة من محتوياته ومكنوناته وتطبيقها على الواقع ..

شكرا لك اخي ابو راشد وحتى نشارك معك بتقديم هذا الكتاب المهم واقتطاع فصول منه ووضعها هنا نحتاج لقراءته والتمعن في معانيه لان معانيه قويه وغزيرة يستفيد منها كل الشرائح .

مجددا اقول حياك الله و بياك اخي العزيز/رمادي...
بالنسبة للتدقيق و التأمل في الكتب...و بالأخص
كتاب ابن خلدون ...هو أمر حتمي و غاية في الأهمية...
ان فيه من الفوائد ما يعجز المرء عن سردها...
فاضافة للمعلومات و تنوعها..هنالك اللغة التي كتب بها...
و الكثير الكثير...الذي اتمنى ان تسعفنا الأيام للاتيان بها
و يمدنا الله بالقدرة لكي ندرك اكثر ما يمكن استخراجه
من هذا الكنز العظيم...
*
*
،،
بالنسبة للسبب الذي يجعلنا نتفق مع ابن خلدون
في ان السلاطين و الحكام لا ينبغي لهم الولوج مع الرعية
في امور التجارة و المماحكة و و و...
ليس فقط في ان ذلك سيشغلهم عن تدبير شؤون الدولة
و رعاية مصالحها و الرعية...

الأمر اعظم خطرا من هذا يا سيدي...
ان في الدمج بين الامرين مدعاة لتحوير
الامور لصالح تجارة من بيدهم زمام الأمر...

بل و السعي لتقنين و استحداث قوانين
فيها خدمة لهم و لمصالحهم...

و ايضا...كون بعض التجار في اعلى هرم القرار
او كون من هم في قمة الدول...تجار
فان ذلك يعطيهم تميزا و اسبقية
من حيث اطلاعهم على ما يخطط له
و م سيأتي من ايجابي او سلبي
و بالتالي تكون قراراتهم مبنية على
معلومات خاصة لا يطلع عليها الرعية
الا بعد هذه النخبة من التجار/السلاطين
او السلاطين/ التجار

عابر سبيل
10-01-2012, 03:31 PM
اضيف ايضا..اخي/ رمادي..
بخصوص خطورة مزاولة السلاطين لمهنة التجارة
مع التجار..

فلتوضيحالنقطة اعلاه..

ان كان بعضا من "الساطين" مطلعين
على نوعية ما قد يأتي من مشاريع..
فتجدهم يسبقون بقية الناس..
في الاستعداد بل و توفير ما ستحتاجه
تلك المشاريع..و بالتالي..يغلبون بكل قواهم..
المالية و النفوذ .. اسبقية الاطلاع..اي منافس لهم..

في دولة ما...جلبت فجأة احدى الشركات..
معدات لا تنفع الا في مشاريع "القطارات" و الميترو و هلم جرا!!

استغرب الناس..من هذه الشركة التي تأتي بهذه المعدات..
لبلد..ليس فيه ايا من "القطارات"؟؟

و في مكان ما...بنيت برك سباحة عالمية
في مدارس "تجاريةخاصة..

استغرب الناس..كيف تضيع المدرسة و ادارتها
اموالها على البركة..بدلا من الاهتمام بالمباني الدراسية!!؟؟
*
*
،،
عموما..لو ما دققنا في كلام ابن خلدون..
فان اخطر مالفتنا اليه..
هو ان تحول التجارة من ايدي التجار
الى ايدي السلاطين و حاشيتهم..

في ان الدولة و مدخولها..
سيعاني "ازمات" من هذا التحول!

فالتجار..مهما بلغ نفوذهم..
الا انهم في آخر المطاف
سيدفعون ما تفرضه الدولة عليهم من
رسوم/جمارك/ مكوس..ايا كانت..واو جزئيا!!

اما..ان كانت التجارة في ايد رجال "دولة"
منيعين و محصنين و في ايديهم القرارات و سلطات التنفيذ..

فانهم..و بدون ادنى جدال..سيعملون كل ما في وسعهم..
لتجنيب تجارتهم اي رسوم و مكوس..
حيث ان اهتمامهم بمصالحهم الشخصية و تعظيم فوائد
تجاراتهم..سيجعلهم يحاربون بكل قوة
ضد قرارات "الدولة"..او ع الاقل..
بالحيلولة دون الزام "الدولة و اجهزتها"
لشركاتهم لدفع المستحقات للدولة عليهم!!

هذا..ما يرشدنا اليه "ابن خلدون" في استشراف
على المدى البعيييد..

فالخطورة..على "ميزان الدولة" ليس فوري..
لكنه متى ما تفاقم..فسيكون ضررره "قوي"!

عابر سبيل
10-01-2012, 09:38 PM
اختيار رائع ،، متابعه

والأروع هو نزول "النجمة المطلة من علياء":victory:
إليه..
بس شنو يعني...تسجيل حضور بس؟؟؟
ننتظر المزيد منك...كرما لا أمرا:shy:
*
*
،،
اخجلتمونا بهذا الاطراء...
والله يعنينكم علينا;)



مـــوضــوع رائـــع ’ يـــستحــق الــمتابـــعة ’ ولــنا عـــودة بإذن الله للـــرد عـــلى ذلك الإثــراء الـــنفــــيس .

والأروع هو بزوغ نجمك فيه...
ننتظر عودتك بفارغ الصبر...
خاصة بعد ان خفف بعض الحمل عنك
و رأف على صحتك "طويل العمر"
فالله الله بعمرك و لا تحرمنا من مداومة حضورك:)

*
*
،،

و موعدنا...الليلة او بالكثير غدا
بإذن المولى
مع قراءات في مختارات جديده

عابر سبيل
10-01-2012, 11:27 PM
كتبت...فانقطع الارسال و انمحى ما كتبته كمقدمه...
لكن...لنبدأ اذا بالتعرف على ما ورد في "المقدمة"
ثم ان امكن...لنعقد شيئا من المقارنة

علما بأن تحويل كلمة ألف ألف ألف التي سترد
في التقرير المالي التالي....هو ببساطة في لغة العصر....
"مليار"
*
*
،،

"
موارد بيت المال ببغداد أيام المأمون

وكذلك وجد بخط أحمد بن محمد بن عبد الحميد عمل بما يحمل إلى بيت المال ببغداد أيام المأمون من جميع النواحي، نقلته من جراب الدولة:
غلات السواد سبع وعشرون ألف ألف درهم مرتين، وثمانمائة ألف درهم، ومن الحلل النجرانية مائتا حلة ومن طين الختم مائتان وأربعون رطلاً.
كنكر: أحد عشر ألف ألف درهم مرتين وستمائة ألف درهم.
كوردجلة: عشرون ألف ألف درهم وثمانمائة درهم.
حلوان: أربعة آلاف ألف درهم مرتين، وثمانمائة ألف درهم.
الأهواز: خمسة وعشرون ألف درهم مرة، ومن السكر ثلاثون ألف رطل.
فارس: سبعة وعشرون ألف ألف درهم، ومن ماء الورد ثلاثون ألف قارورة، ومن الزيت الأسود عشرون ألف رطل.
كرمان أربعة ألاف ألف درهم مرتين ومائتا ألف درهم، ومن المتاع اليماني الخمسمائة ثوب، ومن التمر عشرون ألف رطل.
مكران: أربعمائة ألف درهم مرة.
السند وما يليه: أحد عشر ألف ألف درهم مرتين وخمسمائة ألف درهم، ومن العود الهندي مائة وخمسون رطلاً.
سجستان: أربعة ألاف ألف درهم مرتين، ومن الثياب المعينة ثلاثمائة ثوب، ومن الفانيد عشرون رطلاً.
خراسان: ثمانية وعشرون ألف ألف درهم مرتين، ومن نقر الفضة ألفا نقرة، ومن البراذين أربعة ألاف، ومن الرقيق ألف رأس، ومن المتاع عشرون ألف ثوب، ومن الأهليلج ثلاثون ألف رطل.

جرجان: اثنا عشر ألف ألف درهم مرتين، ومن الأبريسم ألف شقة.
قومس: ألف ألف درهم مرتين وخمسمائة ألف من نقر الفضة.

*
*
،،
يتبع

عابر سبيل
10-01-2012, 11:36 PM
الموسوعة الشاملة - مقدمة ابن خلدون

طبرستان والربان ونهاوند: ستة ألاف ألف مرتين وثلاثمائة ألف، ومن الفرش الطبري ستمائة قطعة، ومن الأكسية مائتان، ومن الثياب خمسمائة ثوب، ومن المناديل ثلاثمائة، ومن الجامات ثلاثمائة.
الري: اثنا عشر ألف ألف درهم مرتين، ومن العسل عشرون ألف رطل.
همدان: أحد عشر ألف ألف درهم مرتين وثلاثمائة ألف، ومن رب الرمان ألف رطل ومن العسل اثنا عشر ألف رطل.
ما بين البصرة والكوفة: عشرة ألف ألف درهم مرتين وسبعمائة ألف درهم.
ماسبذان والدينار: أربعة ألاف ألف درهم مرتين.
شهرزور: ستة ألاف ألف درهم مرتين وسبعمائة ألف درهم.
الموصل وما إليها: أربعة وعشرون ألف ألف درهم مرتين، ومن العسل الأبيض عشرون ألف ألف رطل.
أذربيجان: أربعة ألاف ألف درهم مرتين.
الجزيرة وما يليها من أعمال الفرات: أربعة وثلاثون ألف ألف درهم مرتين، ومن الرقيق ألف رأس، ومن العسل اثنا عشر ألف زق، ومن البزاة عشرة، ومن الأكسية عشرون.
أرمينية: ثلاثة عشر ألف ألف درهم مرتين ومن القسط المحفور عشرون، ومن الزقم خمسمائة وثلاثون رطلاً، ومن المسايج السور ماهي عشرة ألاف رطل، ومن الصونج عشرة آلاف رطل، ومن البغال مائتان ومن المهرة ثلاثون.
قنسرين: أربعمائة ألف دينار، ومن الزيت ألف حمل.
دمشق: أربعمائة ألف دينار وعشرون ألف دينار.
الأردن: سبعة وتسعون ألف دينار.
فلسطين: ثلاثمائة ألف دينار وعشرة ألاف دينار، ومن الزيت ثلاثمائة ألف رطل.
مصر: ألف ألف دينار وتسعمائة ألف دينار وعشرون ألف دينار.
برقة: ألف ألف درهم مرتين.
إفريقية: ثلاثة عشر ألف ألف درهم مرتين، ومن البسط مائة وعشرون.
اليمن: ثلاثمائة ألف دينار وسبعون ألف دينار سوى المتاع.
الحجاز: ثلاثمائة ألف دينار. انتهى.

وأما الأندلس فالذي ذكره الثقات من مؤرخيها أن عبد الرحمن الناصر خلف في بيوت أمواله خمسة ألاف ألف ألف دينار مكررة ثلاث مرات، يكون جملتها بالقناطير خمسمائة ألف قنطار. ورأيت في بعض تواريخ الرشيد أن المحمول إلى بيت المال في أيامه سبعة ألاف قنطار وخمسمائة قنطار في كل سنة.


*
*
،،

و ما أفهمه من هذه الجملة
"
خمسة ألاف ألف ألف دينار مكررة ثلاث مرات
"

انها في لغة عصرنا الحديث
"
15 مليار دينار
"
و بدون ما يكون عندهم لا بورصة و لا نفط و لا غاز!!!


عاد منهو اللي بيجيب لنا معادلة
الدينار باليورو (كون الاندلس اوروبية:secret:)
او بالدولار...عملة الدول النفطية:omg:...

فله فضل علينا و له منا مقدما...جزيل الشكر

عابر سبيل
11-01-2012, 11:46 PM
اممممم

تتبعثر وتتتأتأ الكلمات حين تريد أن تصف علم ابن خلدون .. أو اسلوبه وعمق تفكيره

وكيفية تناوله في معالجة أمور المجتمع آنذاك! وما أحوجنا لواحد فقط مثله في هذا الزمان !

لقد قال مايعجز عنه أكبر العلماء العرب .. بلغة عربية قوية رائعة

لآ أجدني إلا متابعة ... وأشكرك جزيل الشكر على هذا النقل الطيب ،

العفو سيدتي الفاضلة..
وأنا أقول يا خسارة
ان كانت "مثلك" فقط متابعة..
*
*
،،
اضافة للغة...هنالك الكثيييير الكثير
مما نقدر انت نتعلمه من المقدمة...
حتى في "مناهج التعليم وطرق التدريس"
ابدع ابن خلدون في طرحه...

و سيأتي كلام على ذلك...بإذن الله

عابر سبيل
12-01-2012, 02:27 PM
واذا كان السلطان من الاساس تاجر ومن سلاله تجار وهالشي في دمه !
ووظف خبرته وذكائه ونفوذه في تسهيل مصادر ومنابع رزقه

حياك الله اخوي مخطط قطري و بياك...

تدري ليش انا تأخرت في الرد عليك...
قلت لعلك ان تجد فرصة في وقتك
فتبحث انت عن اجابة لكلامك خاصة
ان اطلعت و تصفحت شيئا من فصول المقدمة...

اخوي الكريم...
التاجر..لا يقدر ان يقود "عساكر"!!!
و ما فيه دوله قامت على جهود "شاهبندر"...
العساكر و هل الحرب و ما في حكمها...
هم من يقدرون على قيادة بعضهم ، بالتالي قيادة
دوله بما فيهم كل "تاجر"!!

شخصيا...لا اعلم الا إسمين
هما من اكبر التجار الذين سجل لنا التاريخ
انهما توليا زمام حكم امه بدون ان يكونا قادة عسكر...
و هما استثناءان في امور كثيره
كونهما ايضا خليفتين من الخلفاء الاربعه..
ابو بكر و عثمان..رضي الله عنهما!

اما..ان تدخل التجاره و الثروة الضخمة و الاملاك
في حيز السلاطين و اهلوهم و و رثتهم لاحقا
بعد ان يتسيدوا هذه الدولة او تلك..
فهذا امر آخر...و هذا ما يحذر منه ابن خلدون...لمن دقق و تأمل
*
*
،،
عموما..هذا فهمي و حيز ادراكي..
فاتمنى ان تجد وقتا لتقرأ معنا المقدمة
لعلك تستخرج لنا ما عجزنا عن ادراكه للان و فهمه..
فالبحر كبير...و ربع تعاونوا...ما ذلو

ام ناصر1
12-01-2012, 02:40 PM
مع ابن خلدون ...الحاكم ماله بالتجارة
بس كيف يفسر ابن خلدون ظهور الاقطاع بالعالمين الشرقي والغربي آبان العصور الوسطى ؟!

عابر سبيل
12-01-2012, 02:45 PM
مع ابن خلدون ...الحاكم ماله بالتجارة
بس كيف يفسر ابن خلدون ظهور الاقطاع بالعالمين الشرقي والغربي آبان العصور الوسطى ؟!

سؤال صعب...احتاج معاونين في البحث عن اجابته
و الغوص في اعماق المقدمه...

بعد الترحيب يا اختي الفاضله/ام ناصر..
هل أجد.."عند السائل الاجابه"؟؟؟

الكتاب...يحتاج سبر في اغواره..

تصدقين انه حط للدول اعمار!!!
و حددها ب 120 سنه!!؟؟

اشلون و كيف و ليش...
يحتاج منا قرايه و تأمل..

انا اقدم تقديم..و النقاش و تبادل الافكار
اكيد بيعظم الفايده..فهل نراك لهالمكان
زائره متفاعله..بشكل دائم:shy:

عابر سبيل
13-01-2012, 10:54 PM
ما دمنا نتكلم عن ثروات الدول
ومن بين ما يظهره السلاطين والحكام
ويتبارزون فيه فيما بينهم
هو مقدار البذخ في احتفالات الزواج
لأحد ابنائهم او بناتهم...
فما بالكم...ان كانت حفلة زواج لاحد السلاطين
انفسهم...هل سمعتم بهذا في سير اللاحقين؟؟؟

لنقرأ اذا ما جاء في دفاتر الأولين

الفصل التالي معنون ب
" انتقال الدولة من البداوة الى الحضارة..
وهو فصل شيق...لكني فقط سانقل لكم الجزئية المتعلقة
بحفل الزفاف "العباسي"
*
*
،،
يتبع

عابر سبيل
13-01-2012, 11:21 PM
"

الفصل الخامس عشر

في انتقال الدولة من البداوة إلى الحضارة

وانظرما نقله المسعودي والطبري وغيرهما في أعراس المأمون ببوران بنت الحسن بن سهل وما بذل أبوها لحاشية المأمون حين وافاه في خطبتها إلى داره بفم الصلح وركب إليها في السنين وما أنفق في أملاكها وما نحلها المأمون وأنفق في عرسها تقف من ذلك على العجب فمنه :

أن الحسن بن سهل نثر يوم الأملاك في الصنيع الذي حضره حاشية المأمون فنثر على الطبقة الأولى منهم بنادق المسك ملثوثة على الرقاع بالضياع والعقار مسوغة لمن حصلت في يده يقع لكل واحد منهم ما أداه إليه الاتفاق والبخت

وفرق على الطبقة الثانية بدر الدنانير في كل بدرة عشرة آلاف

وفرق على الطبقة الثالثة بدر الدراهم كذلك بعد أن أنفق على مقامه المأمون بداره أضعاف ذلك

ومنه أن المأمون أعطاها في مهرها ليلة زفافها :

ألف حصاة من الياقوت
وأوقد شموع العنبر في كل واحدة مائة من وهو رطل وثلثان
وبسط لها فرشا كان الحصير منها منسوجا بالذهب مكللا بالدر والياقوت

وقال المأمون حين رآه قاتل الله أبا نواس كأنه أبصر هذا حيث يقول في صفة الخمر كأن صغرى وكبرى من فواقعها حصباء در على أرض من الذهب


وأعد بدار الطبخ من الحطب لليلة الوليمة نقل مائة وأربعين بغلا مدة عام كامل ثلاث مرات في كل يوم وفني الحطب لليلتين وأوقدوا الجريد يصبون عليه الزيت

وأوعز إلى النواتية بإحضار السفن لإجازة الخواص من الناس بدجلة من بغداد إلى قصور الملك بمدينة المأمون لحضور الوليمة فكانت الحراقات المعدة لذلك ثلاثين ألفا أجازوا الناس فيها أخريات نهارهم
*
*
الخ الخ

وعلى قدر عظم الدولة يكون شأنها في الحضارة إذ أمور الحضارة من توابع الترف والترف من توابع الثروة والنعمة والثروة والنعمة من توابع الملك ومقدار ما يستولي عليه أهل الدولة فعلى نسبة الملك يكون ذلك كله فاعتبره وتفهمه وتأمله تجده صحيحا في العمران والله وارث الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين
"


و "اللت: رقعة...افهم من الكتابةالذي بين يدي انها
"بروة"لملكية عقار او ضيعة او ارض....

يعني...حضور "عقد القران" يقدمون لهم هدية
عقار... وكلن و نصيبه

وقليلي الحظ...
يحصل على صره فيها
10 آلاف درهم فضة
والي حظه (نص ونص) تطيح في يده
صرة فيها 10آلاف دينار ذهب!!!

*
*
،،
سبحان الله... والحمد لله...ولا اله الا الله
والله اكبر

الموضوعي
14-01-2012, 12:08 AM
سبحان الله لقد كتبت ماكنت انوي كتابته عن مقدمة بن خلدون وخاصة عن اشتغال السلطان او الحاكم بالتجارة وهي من علامات زوال الحكم وبداية انحدار الدولة ومؤسسة الحكم ، وهناك مقولة للملك عبدالعزيز مؤسس السعودية وهي وصية لأولاده تقول لا تشاركون التجار في التجارة يشاركونكم في الحكم ، وعلى العموم هذه سنن كونية سنها الخالق عزوجل نراها تتكرر عبر الزمن

عابر سبيل
15-01-2012, 06:23 PM
سبحان الله لقد كتبت ماكنت انوي كتابته عن مقدمة بن خلدون وخاصة عن اشتغال السلطان او الحاكم بالتجارة وهي من علامات زوال الحكم وبداية انحدار الدولة ومؤسسة الحكم ، وهناك مقولة للملك عبدالعزيز مؤسس السعودية وهي وصية لأولاده تقول لا تشاركون التجار في التجارة يشاركونكم في الحكم ، وعلى العموم هذه سنن كونية سنها الخالق عزوجل نراها تتكرر عبر الزمن

المكان مكانك اخوي واكتب ما تحب ان تكتبه

والعجيب كيف ان "التاريخ يعيد نفسه"

موضي قطر
16-01-2012, 07:44 PM
سبحان الله لقد كتبت ماكنت انوي كتابته عن مقدمة بن خلدون وخاصة عن اشتغال السلطان او الحاكم بالتجارة وهي من علامات زوال الحكم وبداية انحدار الدولة ومؤسسة الحكم ، وهناك مقولة للملك عبدالعزيز مؤسس السعودية وهي وصية لأولاده تقول لا تشاركون التجار في التجارة يشاركونكم في الحكم ، وعلى العموم هذه سنن كونية سنها الخالق عزوجل نراها تتكرر عبر الزمن


اعجب من قدرة حكام زماننا هذا بالجمع بين نقيضين .. الحكم والتجارة !!
فأن كان الحاكم ارتضى لنفسه الحكم فعليه الا يقحم نفسه في " البزنس " حيث أن منصبه يحتم عليه التفرغ لرعاية شؤون الدولة
والرعية واقامة العدل بين الناس وحمايتهم من ماقد يمس أمنهم او رزقهم ..

كان الله في عون الرعية لإنشغال ولي امرهم عن مصالحهم وتفرغ لمزاحمتهم
في التجارة و الزرق ؟!:(

عابر سبيل
17-01-2012, 09:51 AM
من اروع فصول المقدمة و اكبر الادلة على اسبقية
بن خلدون على جمهرة عظيمة من العقول البشرية..

هذا الفصل الاجتماعي النفسي..دقيق المعاني

"
الفصل الثالث و العشرون في أن المغلوب مولع أبداً بالاقتداء بالغالب في شعاره وزيه و نحلته و سائر أحواله و عوائده

و السبب في ذلك أن النفس أبداً تعتقد الكمال في من غلبها و انقادت إليه إما لنظره بالكمال بما وقر عندها من تعظيمه ...
أو لما تغالط به من أن انقيادها
ليس لغلب طبيعي إنما هو لكمال الغالب
فإذا غالطت بذلك و اتصل لها اعتقاداً
فانتحلت جميع مذاهب الغالب و تشبهت به و ذلك هو الاقتداء أو لما تراه و الله أعلم من أن غلب الغالب لها ليس بعصبية و لا قوة بأس لم إنما هو بما انتحلته من العوائد و المذاهب تغالط أيضاً بذلك عن الغلب و هذا راجع للأول

و لذلك ترى المغلوب يتشبه أبداً بالغالب في ملبسه و مركبه و سلاحه في اتخاذها و أشكالها بل و في سائر أحواله

و انظر ذلك في الأبناء مع آبائهم كيف تجدهم متشبهين بهم دائماً و ما ذلك إلا لاعتقادهم الكمال فيهم و انظر إلى كل قطر من الأقطار كيف يغلب على أهله زي الحامية و جند السلطان في الأكثر لأنهم الغالبون لهم حتى أنه إذا كانت أمة تجاور أخرى و لها الغلب عليها فيسري إليهم من هذا التشبه و الاقتداء حظ كبير كما هو في الأندلس لهذا العهد مع أمم الجلالقة فإنك تجدهم يتشبهون بهم في ملابسهم و شاراتهم و الكثير من عوائدهم و أحوالهم حتى في رسم التماثيل في الجدان و المصانع و البيوت حتى لقد يستشعر من ذلك الناظر بعين الحكمة أنه من علامات الاستيلاء و الأمر لله.

و تأمل في هذا سر قولهم العامة على دين الملك فإنه من بابه إذ الملك غالب لمن تحت يده و الرعية مقتدون به لاعتقاد الكمال فيه اعتقاد الأبناء بآبائهم و المتعلمين بمعلميهم و الله العليم الحكيم و به سبحانه و تعالى التوفيق.

"

عابر سبيل
21-01-2012, 09:11 PM
كنت للتو..تداخلت في مداخلة كتعليق
على ملخص كتبته الاخت/انتصار
عن كتاب"اليهود في الخليج"...
وذلك في موضوع
"تحليلات لمختارات من الادب العالمي"...

فذكرني النقاش بفصل مهم من مقدمة
ابن خلدون في نفس سياق النقاش
الدائر هناك.... احببت ان اوردة ههنا...

لكني..قبل ان اقوم بذلك...
احب ان ضع هذا التقديم و التعريف و الاقوال
التي قيلت في مؤلفنا...ابن خلدون..
لعل في ذلك..استدراكا لما كان اجدر ان ابدأ به الموضوع..
لعل احد القراء و المتابعين يحتاج ليتعرف اكثر
على هذه الشخصية الفريدة التي نتكلم عن احد اعظم مؤلفاتها
*
*
،،
يتبع

عابر سبيل
21-01-2012, 09:27 PM
"
ابن خلدون


http://4.bp.blogspot.com/_vkT7b9qpajM/TCiunLSOVbI/AAAAAAAABM4/XTaHB1ByseU/s1600/ابن+خلدون.gif


هو ولي الدين أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن الحسن بن جابر بن محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن خالد (خلدون) الحضرمي ... المعروف أكثر باسم ابن خلدون (ولد في يوم الأربعاء 1 رمضان 732 هـ الموافق 27 مايو 1332 وتوفي في الجمعة 28 رمضان 808 هـ الموافق 19 مارس 1406)

كان فلكيا، اقتصاديا، مؤرخا، فقيه، حافظ، عالم رياضيات، استراتيجيا عسكريا، فيلسوف، غدائي ورجل دولة، يعتبر مؤسس علم الاجتماع. ولد في إفريقية في ما يعرف الآن بتونس عهد الحفصيين، كانت تملك عائلته في الاندلس مزرعة هاسيندا توري دي دونيا ماريا الحالية القريبة من دوس هرماناس (اشبيلية).

ترك تراثاً ما زال تأثيره ممتداً حتى اليوم. توفى ابن خلدون في مصر عام 1406 وتم دفنه قرب باب النصر بشمال القاهرة.

حياته

ولد ابن خلدون في تونس عام 1332م (732هـ) بالدار الكائنة بنهج تربة الباي رقم 34. أسرة ابن خلدون أسرة علم وأدب، فقد حفظ القرآن الكريم في طفولته، وكان أبوه هو معلمه الأول , شغل أجداده في الأندلس وتونس مناصب سياسية ودينية مهمة وكانوا أهل جاه ونفوذ، نزح أهله من الأندلس في منتصف القرن السابع الهجري، وتوجهوا إلى تونس، وكان قدوم عائلته إلى تونس خلال حكم دولة الحفصيين

قضى أغلب مراحل حياته في تونس والمغرب الأقصى وكتب الجزء الأول من المقدمة بقلعة أولاد سلامة بالجزائر، وعمل بالتدريس في جامع الزيتونة بتونس وفي المغرب بجامعة القرويين في فاس الذي أسسته الأختان الفهري القيروانيتان وبعدها في الجامع الأزهر بالقاهرة، مصر والمدرسة الظاهرية وغيرهم [ ابن خلدون، موقع كول بيدجس]وفي آخر حياته تولى القضاء المالكي بمصر بوصفه فقيهاً متميزاً خاصة أنه سليل المدرسة الزيتونية العريقة وكان في طفولته قد درس بمسجد القبة الموجود قرب منزله سالف الذكر المسمى "سيد القبّة". توفي في القاهرة سنة 1406 م (808هـ). ومن بين أساتذته الفقيه الزيتوني الإمام ابن عرفة حيث درس بجامع الزيتونة المعمور ومنارة العلوم بالعالم الإسلامي آنذاك.


يعتبر ابن خلدون أحد العلماء الذين تفخر بهم الحضارة الإسلامية، فهو مؤسس علم الاجتماع وأول من وضعه على أسسه الحديثة، وقد توصل إلى نظريات باهرة في هذا العلم حول قوانين العمران ونظرية العصبية، وبناء الدولة وأطوار عمارها وسقوطها. وقد سبقت آراؤه ونظرياته ما توصل إليه لاحقاً بعدة قرون عدد من مشاهير العلماء كالعالم الفرنسي أوجست كونت.

عدّدَ المؤرخون لابن خلدون عدداً من المصنفات في التاريخ والحساب والمنطق غير أن من أشهر كتبه كتاب بعنوان*: العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر ، وهو يقع في سبعة مجلدات وأولها المقدمة وهي المشهورة أيضاً بمقدمة ابن خلدون، وتشغل من هذا الكتاب ثلثه، وهي عبارة عن مدخل موسع لهذا الكتاب وفيها يتحدث ابن خلدون ويؤصل لآرائه في الجغرافيا والعمران والفلك وأحوال البشر وطبائعهم والمؤثرات التي تميز بعضهم عن الآخر.

اعتزل ابن خلدون الحياة بعد تجارب مليئة بالصراعات والحزن على وفاة أبويه وكثير من شيوخه إثر وباء الطاعون الذي انتشر في جميع أنحاء العالم سنة 749هجرية (1323 م) وتفرغ لأربعة سنوات في البحث والتنقيب في العلوم الإنسانية معتزلاً الناس في سنوات عمره الأخيرة، ليكتب سفره المجيد أو ما عرف بمقدمة ابن خلدون ومؤسسا لعلم الاجتماع بناء على الاستنتاج والتحليل في قصص التاريخ وحياة الإنسان. واستطاع بتلك التجربة القاسية أن يمتلك صرامة موضوعية في البحث والتفكير.

"

و مما قيل فيه:


*ابتكر ابن خلدون وصاغ فلسفة للتاريخ هي بدون شك أعظم ما توصل اليه الفكر البشري في مختلف العصور والأمم. أرنولد توينبي
إن مؤلف ابن خلدون هو أحد أهم المؤلفات التي انجزها الفكر الإنساني. جورج مارسيز


*ان مؤلَف ابن خلدون يمثل ظهور التاريخ كعلم، وهو أروع عنصر فيما يمكن أن يسمى بالمعجزة العربية. ايف لاكوست

*انك تنبئنا بأن ابن خلدون في القرن الرابع عشر كان أول من اكتشف دور العوامل الاقتصادية وعلاقات الإنتاج. ان هذا النبأ قد أحدث وقعا مثيرا وقد اهتم به صديق الطرفين (المقصود به لينين) اهتماما خاصا. من رسالة بعث بها مكسيم غوركي إلى المفكر الروسي انوتشين بتاريخ 21/ايلول سبتمبر 1912.


*تُرى أليس في الشرق آخرون من أمثال هذا الفيلسوف. لينين


*ففيما يتعلق بدراسة هيكل المجتمعات وتطورها فإن أكثر الوجوه يمثل تقدما يتمثل في شخص ابن خلدون العالم والفنان ورجل الحرب والفقيه والفيلسوف الذي يضارع عمالقة النهضة عندنا بعبقريته العالمية منذ القرن الرابع عشر. روجية غارودي
*
*
،،
هذا غيض من فيض مما قاله بعض أقطاب الفكر الغربيين ناهيك عن المفكرين العرب والمسلمين وفيما يلي سنحاول حصر بعض المواضيع التي تناولها ابن خلدون بالبحث دون أن ندعي أننا سنوفيها حقها وكيف نستطيع ذلك وفي كل يوم نكتشف الجديد حول هذا العالِم.

"



للمزيد...
انظر
http://ar.wikipedia.org/wiki/ابن_خلدون

عابر سبيل
30-01-2012, 10:27 AM
الفصل الخامس في أن الجاه مفيد للمال

و ذلك أنا نجد صاحب المال و الحظوة في جميع أصناف المعاش أكثر يساراً و ثروة من فاقد الجاه. و السبب في ذلك أن صاحب الجاه مخدوم بالأعمال يتقرب بها إليه في سبيل التزلف و الحاجة إلى جاهه فالناس معينون له بأعمالهم في جميع حاجاته من ضروري أو حاجي أو كمالي فتحصل قيم تلك الأعمال كلها من كسبه و جميع معاشاته إن تبذل فيه الأعواض من العمل يستعمل فيها الناس من غير عوض فتتوفر قيم تلك الأعمال عليه. فهو بين قيم للأعمال يكتسبها و قيم أخرى تدعوه الضرورة إلى إخراجها فتتوفر عليه. و الأعمال لصاحب الجاه كثيرة فتفيد الغنى لأقرب وقت و يزداد مع الأيام يساراً و ثروة. و لهذا المعنى كانت الإمارة أحد أسباب المعاش كما قدمناه و فاقد الجاه بالكلية و لو كان صاحب مال فلا يكون يساره إلا بمقدار ماله و على نسبة سعيه و هؤلاء هم أكثر التجار.

و لهذا تجد أهل الجاه منهم يكونون أيسر بكثير. و مما يشهد لذلك ألا نجد كثيراً من الفقهاء و أهل الدين و العبادة إذا اشتهروا حسن الظن بهم و اعتقد الجمهور معاملة الله في إرفادهم فأخلص الناس في إعالتهم على أحوال دنياهم و الاعتمال في مصالحهم و أسرعت إليهم الثروة و أصبحوا مياسير من غير مال مقتنى إلا ما يحصل لهم من قيم الأعمال التي وقعت المعونة بها من الناس لهم. رأينا من ذلك أعداداً في الأمصار و المدن. و في البدو يسعى لهم الناس في الفلح و التجر و كل هو قاعد بمنزله لا يبرح من مكانه فينمو ماله و يعظم كسبه و يتأثل الغني من غير سعي و يعجب من لا يفطن لهذا السر في حال ثروته و أسباب غناه و يساره و الله سبحانه و تعالى يرزق من يشاء بغير حساب.
"
*
*
،،
يتبع

عابر سبيل
30-01-2012, 10:53 AM
الفصل السادس في أن
السعادة و الكسب إنما يحصل غالباً لأهل الخضوع و التملق

و أن هذا الخُـلُـق من أسباب السعادة
قد سلف لنا فيما سبق أن الكسب الذي يستفيده البشر إنما هو قيم أعمالهم و لو قدر أحد عطل عن العمل جملة لكان فاقد الكسب بالكلية. و على قدر عمله و شرفه بين الأعمال و حاجة الناس إليه يكون قدر قيمته. و على نسبه ذلك نمو كسبه أو نقصانه. و قد بينا آنفاً أن الجاه يفيد المال لما يحصل لصاحبه من تقرب الناس إليه بأعمالهم و أموالهم في دفع المضار و جلب المنافع.

و كان ما يتقربون به من عمل أو مال عوضاً عما يحصلون عليه بسبب الجاه من الأغراض في صالح أو طالح. و تصير تلك الأعمال في كسبه و قيمها أموال و ثروة له فيستفيد الغنى و اليسار لأقرب وقت.

ثم إن الجاه متوزع في الناس و مترتب فيهم طبقة بعد طبقة و ينتهي في العلو إلى الملوك الذين ليس فوقهم يد عالية و في السفل إلى من لا يملك ضراً و لا نفعاً بين أبناء جنسه و بين ذلك طبقات متعددة حكمة الله في خلقه بما ينتظم معاشهم و تتيسر مصالحهم و يتم بقاؤهم لأن النوع الإنساني لا يتم وجوده و بقاؤه إلا بالتعاون بين أبنائه على مصالحهم، لأنه قد تقرر أن الواحد منهم لا يتم وجوده و إنه و إن ندر ذلك في صورة مفروضة لا يصح بقاؤه.

ثم إن هذا التعاون لا يحصل إلا بالإكراه عليه لجهلهم في الأكثر بمصالح النوع و لما جعل لهم من الاختيار و أن أفعالهم إنما تصدر بالفكر و الروية لا بالطبع.

و قد يمتنع من المعاونة فيتعين حمله عليها فلا بد من حامل يكره أبناء النوع على مصالحهم لتتم الحكمة الإلهية في بقاء هذا النوع. و هذا معنى قوله تعالى ((و رفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضاً سخرياً و رحمة ربك خير مما يجمعون))

فقد تبين أن الجاه هو القدرة الحاملة للبشر على التصرف في من تحت أيديهم من أبناء جنسهم بالإذن و المنع و التسلط بالقهر و الغلبة ليحملهم على دفع مضارهم و جلب منافعهم في العدل بأحكام الشرائع و السياسة و على أغراضه فيما سوى ذلك و لكن الأول مقصود في العناية الربانية بالذات و الثاني داخل فيها بالعرض كسائر الشرور الداخلة في القضاء الإلهي، لأنه قد لا يتم وجود الخير الكثير إلا بوجود شر يسير من أجل المواد فلا يفوت الخير بذلك بل يقع على ما ينطوي عليه من الشر اليسير. و هذا معنى وقوع الظلم في الخليقة فتفهم.



*
*
،،
يتبع

عابر سبيل
30-01-2012, 10:59 AM
"

ثم إن كل طبقة من طباق أهل العمران من مدينة أو إقليم لها قدرة على من دونها من الطباق
و كل واحدة من الطبقة السفلى يستمد بذي الجاه من أهل الطبقة التي فوقه

و يزداد كسبه تصرفاً فيمن تحت يده على قدر ما يستفيد منه و الجاه على ذلك داخل على الناس في جميع أبواب المعاش و يتسع و يضيق بحسب الطبقة و الطور الذي فيه صاحبه.

فإن كان الجاه متسعاً كان الكسب الناشئ عنه كذلك و إن كان ضيقاً قليلاً فمثله.
و فاقد الجاه و إن كان له مال فلا يكون يَـسَـارِه إلا بمقدار عمله أو ماله و نسبة سعيه ذاهباً و آيباً في تنميته كأكثر التجار و أهل الفلاحة في الغالب و أهل الصنائع كذلك إذا فقدوا الجاه و اقتصروا على فوائد صنائعهم فإنهم يصيرون إلى الفقر و الخصاصة في الأكثر و لا تسرع إليهم ثروة و إنما يرمقون العيش ترميقاً و يدافعون ضرورة الفقر مدافعة.

و إذا تقرر ذلك و أن الجاه متفرع و أن السعادة و الخير مقترنان بحصوله علمت إن بذله و إفادته من أعظم النعم و أجلها و أن باذلة من أجل المنعمين و إنما يبدله لمن تحت يديه فيكون بذله بيد عالية و عزّة فيحتاج طالبه و مبتغيه إلى خضوع و تملق كما يسال أهل العز و الملوك و إلا فيتعذر حصوله.

فلذلك قلنا إن الخضوع و التملق من أسباب حصول هذا الجاه المحصل للسعادة و الكسب و إن أكثر أهل الثروة و السعادة بهذا التملق

و لهذا نجد الكثير ممن يتخلق بالترفع و الشمم لا يحصل لهم غرض الجاه فيقتصرون في التكسب على أعمالهم و يصيرون إلى الفقر و الخصاصة.


*
*
،،
يتبع[/COLOR]

عابر سبيل
30-01-2012, 11:06 AM
"
و اعلم أن هذا الكبر و الترفع من الأخلاق المذمومة إنما يحصل من توهم الكمال و أن الناس يحتاجون إلى بضاعته من علم أو صناعة

كالعالم المتبحر في علمه
و الكاتب المجيد في كتابته
أو الشاعر البليغ في شعره
و كل محسن في صناعته
يتوهم أن الناس محتاجون لما بيده فيحدث له ترفع عليهم بذلك

و كذا يتوهم أهل الأنساب ممن كان في آبائه ملك أو عالم مشهور أو كامل في طور يعبرون به بما رأوه أو سمعوه من رجال آبائهم في المدينة و يتوهمون أنهم استحقوا مثل ذلك بقرابتهم إليهم و وراثتهم عنهم.
فهم متمسكون في الحاضر بالأمر المعدوم و كذلك أهل الحيلة و البصر و التجارب بالأمور قد يتوهم بعضهم كمالاً في نفسه بذلك و احتياجاً إليه.

و تجد هؤلاء الأصناف كلهم مترفعين لا يخضعون لصاحب الجاه و لا يتملقون لمن هو أعلى منهم و يستصغرون من سواهم لاعتقادهم الفضل على الناس فيستنكف أحدهم عن الخضوع و لو كان للملك و يعده مذلة و هواناً و سفهاً.

و يحاسب الناس في معاملتهم إياه بمقدار ما يتوهم في نفسه و يحقد على من قصر له في شيء مما يتوهمه من ذلك.

و ربما يدخل على نفسه الهموم و الأحزان من تقصيرهم فيه و يستمر في عناء عظيم من إيجاب الحق لنفسه أو إباية الناس له من ذلك.

و يحصل له المقت من الناس لما في طباع البشر من التأله.

و قل أن يُـسلِـم أحد منهم لأحد في الكمال و الترفع عليه إلا أن يكون ذلك بنوع من القهر و الغلبة و الاستطالة.

و هذا كله في ضمن الجاه. فإذا فقد صاحب هذا الخلق الجاه و هو مفقود له كما تبين لك مَقـَتـَهُ الناس بهذا الترفع و لم يحصل له حظ من إحسانهم و فقد الجاه لذلك من أهل الطبقة التي هي أعلى منه لأجلِ المقْت و ما يحصل له بذلك من القعود عن تعاهدهم و غشيان منازلهم
ففسد معاشه و بقي في خصاصة و فقر أو فوق ذلك بقليل.


و أما الثروة فلا تحصل له أصلاً. و من هذا اشتهر بين الناس أن الكامل في المعرفة محروم من الحظ و أنه قد حوسب بما رزق من المعرفة و اقتطع ذلك من الحظ و هذا معناه. و من خلق لشيء يسر له. و الله المقدر لا رب سواه.

*
*
،،
يتبع

عابر سبيل
30-01-2012, 11:12 AM
نهاية الفصل:)

"

و لقد يقع في الدول أضراب في المراتب من أهل الخلق و يرتفع فيها كثير من السفلة و ينزل كثير من العلية بسبب ذلك و ذلك أن الدول إذا بلغت نهايتها من التغلب و الاستيلاء انفرد منها منبت الملك بملكهم و سلطانهم و يئس من سواهم من ذلك و إنما صاروا في مراتب دون مرتبة الملك، و تحت يد السلطان و كأنهم خَوَلٌ له.

فإذا استمرت الدولة و شمخ الملك تساوى حينئذ في المنزلة عند السلطان كل من انتمى إلى خدمته و تقرب إليه بنصيحة و اصطنعه السلطان لغنائه في كثير من مهماته.

فتجد كثيراً من السُوقـَةِ يسعى في التقرب من السلطان بجدّهِ و نُصحه و يتزلف إليه بوجوه خدمته و يستعين على ذلك بعظيم من الخضوع و التملق له و لحاشيته و أهل نسبه.

حتى يرسخ قدمه معهم و ينظمه السلطان في جملته فيحصل له بذلك حظ عظيم من السعادة و ينتظم في عدد أهل الدولة و ناشئة الدولة حينئذ من أبناء قومها الذين ذللوا أضغانهم و مهدوا أكنافهم مغترين بما كان لآبائهم في ذلك من الآثار لم تسمح به نفوسهم على السلطان و يعتدون بآثاره و يَجرُون في مضمار الدولة بسببه فيمقتهم السلطان لذلك و يباعدهم.
و يميل إلى هؤلاء المصطنعين الذين لا يعتدون بقديم و لا يذهبون إلى دالة و لا ترفع.
إنما دأبهم الخضوع له و التملق و الاعتمال في غرضه متى ذهب إليه فيتسع جاههم و تعلو منازلهم و تنصرف إليهم الوجوه و الخواطر بما يحصل لهم من قبل السلطان و المكانة عنده
و يبقى ناشئة الدولة فيما هم فيه من الترفع و الاعتداد بالقديم
لا يزيدهم ذلك إلا بعداً من السلطان و مقتاً و إيثاراً لهؤلاء المصطنعين عليهم إلى أن تنقرض الدولة.

و هذا أمر طبيعي في الدولة و منه جاء شأن المصطنعين في الغالب و الله سبحانه و تعالى أعلم و به التوفيق لا رب سواه."

رمادي
07-02-2012, 10:30 PM
انا متابع لما تقتطفه لنا من الثمار الجاهزة في المقدمة الشهيرة ...
ونشكرك كثيرا لانك تلخص لنا مثل هذه الدرر التي غابت عنا ..
وها انا استمتع واتلذذ باطيب الثمر .

كنت قد سجلت ملاحظات على مووضوعك اوردها هنا ..

اولا التشبه بالغالب هذا شئ وارد وقد كان المسلمون في الماضي ..
هم الغالبون والمسيطرون وقد تشبه اقوام كثير بهم وكاناحد اسباب دخولهم الاسلام .

وهو تشبه محمود .. وبعد ان تحولت السيطرة للمستعمرون النبلاء في العصور السابقه .
كنابليون وغيره اصبح الناس يتشبهون بهؤولاء النبلاء بلبسهم واناقتهم وحركاتهم ..
بل حتى تصرفاتهم وترفعهم عن التفاهات وصغائر الامور ..

الطامة الكبرى اليوم ان الناس لم يعد يتشبهون بالقادة اوالنبلاء ..
بل يتشبهون يمغني ماجن او ممثل ساقط .. بحركاتهم وتصرفاتهم وقصات شعرهم ..
وسكرهم وعربدتهم وطريقة لبسهم ..

بل تعدى الامر اكثر من ذلك فظهر لنا ما يسمى بالجنس الثالث ..

انتبه ابن خلدون لهذا الامر في حصره فهل ننتبه نحن ونشخص هذه الامراض ونعالجها ؟؟؟


.......


جملة اعجبتني :


فلذلك قلنا إن الخضوع و التملق من أسباب حصول هذا الجاه المحصل للسعادة و الكسب و إن أكثر أهل الثروة و السعادة بهذا التملق

و لهذا نجد الكثير ممن يتخلق بالترفع و الشمم لا يحصل لهم غرض الجاه فيقتصرون في التكسب على أعمالهم و يصيرون إلى الفقر و الخصاصة.


هذا في عصره والمعروف انه لكما ابتعدنا عن عصر السلف .. كلما انحدرت المجتمعات اكثر

كم من خاضع اليوم وكم من متملق اصبحوا هم القدوه واصحاب الرأي في هذا الزمن
صاحب الجاه رأيه صواب .. وسديد .. ويقابل بابتسامه ورحابة صدر اينما حل ..

واهل الترفع والشمم كما يسميهم فيلسوفنا .. فاتهم الكثير بترفعهم ..وعزتهم ..

لغته صعبه علينا نحن المتاخرين .. لاننا ابتعدنا كثيرا عن اللغه .
فنجد صعوبه في فهم مصطلحاته لكنه عبقري ..
استفدت كثيرا منه ..حاول انت اخي عابر ان تقرب اكثر للناس مع الامثلة من واقعنا اليوم .

لنا عودة

عابر سبيل
08-02-2012, 09:15 AM
مرحبا بك مجددا ايها الرمادي...
أأنت ساحر ام انك ترى..
بِلِحَاظِ الرَّأْيِ مَا هُوَ وَاقِعُ
و ان كنت لا تدعي -قطعا- بانك علام الغيوب؟؟؟

بالامس نتكلم انا و صاحبنا بو محمد..الهاشمي الحاتمي
(كما تعلم)..بتندر على الوضع الراهن..
و كنت اقول له..اني سأعتزل الكتابة
في المنتدى..لا بسبب احد من الناس..
لكن بسبب مقارنة موضوعنا هذا..
مع موع لنفس الكاتب..
عنونتُه بـ My dear؟؟؟؟

أيعقل هذا يا سفير الانبار..
شهر ههنا لكي ي يحصل مثل هذا الطرح
على ما يتحصل عليه موضوع حول كلمة
My...على ما لحظه اخونا "بلوتنيوم" هناك..

*
*
،،
عموما..
طلبك غالي يا غالي..
و كنت اتمنى ان لي من الطاقة و القدرات و الملكات
ما يساعدني على وضع امثلة..فكما تعلم..
"من المعضلات..شرح الواضحات"


و ايضا الكلام ان بدأنا فيه.. فاخشى ان يأخذنا
الى مناطق محظورة..لا يحسن اللعب فيها
الا من تعود المشي في حقول الغام..
من المتفجرات..ام ألغام "الحصى"..

فلست اهوجا حتى ادخل "ميدانا" اعرف
اني املك ادوات الخسارة يه..لا النجاح..

*
*
،،
نابليون..مما قرأت كان يقول ما فحواه..
انه كان يفكر "سنتين" بالامر قبل ان يلحظه أحد
و قبل ان يقدم على ما يراه الناس "مغامرات" او مفاجآت...
هي كذلك..لانهم فقط تأخروا في "لحظها" و التفكير و التخطيط ..لها!!!


فالشجاعة..تكون "هوجاً" ان لم يسبقها حكمة
و تعقل و فكر متأمل!!

عابر سبيل
11-02-2012, 11:28 AM
تخيل اخي القارئ
انك في موقع يطلب منك ان تختار
رئيس/امير...أو ملك!!





http://www.q8ow.com/up/uploads/2d54c3c926.jpg




هل تساءلت ان كنت تعرف
مالذي ستبحث عنه في
الشخصية التي أمامك
لكي ترجحها على غيرها...

لو كنت انت نفسك تطمح
ان تتسيد مكانا تكون فيه
متأمرا على جمع من الناس..
أيا كان ذلك الموقع...

هل تعتقد انك تملك من المهارات و الملكات
و الخبرات ما يجعلك مؤهلا بكفاءة لتملأ
مثل هذا المنصب؟؟؟
*
*
،،
لنقرأ معا فيما يلي
ما قاله ابن خلدون حيال ذلك

عابر سبيل
11-02-2012, 11:40 AM
إرهاف الحد مضر بالملك و مفسد له في الأكثر

إعلم أن مصلحة الرعية في السلطان ليست في ذاته و جسمه من حسن شكله أو ملاحة وجهه أو عظم جثمانه أو أتساع علمه أو جودة خطه أو ثقوب ذهنه


و إنما مصلحتهم فيه من حيث إضافته إليهم فإن الملك و السلطان من الأمور الإضافية و هي نسبة بين منتسبين فحقيقة السلطان أنه المالك للرعية القائم في أمورهم عليهم فالسلطان من له رعية و الرعية من لها سلطان و الصفة التي له من حيث إضافته إليهم هي التي تسمى الملكة و هي كونه يملكهم فإذا كانت هذه الملكة و توابعها من الجودة بمكان حصل المقصود من السلطان على أتم الوجوه فإنها إن كانت جميلة صالحة كان ذلك مصلحة لهم و إن كانت سيئة متعسفة كان ذلك ضرراً عليهم و إهلاكاً لهم. و يعود حسن الملكة إلى الرفق


فإن الملك إذا كان قاهراً باطشاً بالعقوبات منقباً عن عورات الناس و تعديد ذنوبهم شملهم الخوف و الذل و لاذوا منه بالكذب و المكر و الخديعة فتخلقوا بها و فسدت بصائرهم و أخلاقهم و ربما خذلوه في مواطن الحروب و المدافعات ففسدت الحماية بفساد النيات و ربما أجمعوا على قتله لذلك فتفسد الدولة و يخرب السياج و إن دام أمره عليهم و قهره فسدت العصبية لما قلناه أولاً و فسد السياج من أصله بالعجز عن الحماية و إذا كان رفيقاً بهم متجاوزاً عن سيئاتهم استناموا إليه و لاذوا به و أشربوا محبته و استماتوا دونه في محاربة أعدائه فاستقام الأمر من كل جانب و أما توابع حسن الملكة فهي النعمة عليهم و المدافعة عنهم فالمدافعة بها تتم حقيقة الملك و أما النعمة عليهم و الإحسان لهم فمن حملة الرفق بهم و النظر لهم في معاشهم و هي أصل كبير من التحبب إلى الرعية



و أعلم أنه قلما تكون ملكة الرفق في من يكون يقظاً شديد الذكاء من الناس

و أكثر ما يوجد الرفق في الغَـفِـل و المـُتغَفِل و أقل ما يكون في اليقظ لأنه يكلف الرعية فوق طاقتهم لنفوذ نظره فيما وراء مداركهم و إطلاعه على عواقب الأمور في مبادئها بالمعية فيهلكون لذلك

قال صلى الله عليه و سلم سيروا على سير أضعفكم.

و من هذا الباب اشترط الشارع في الحاكم قلة الإفراط في الذكاء، و مأخذه من قصة زياد ابن أبي سفيان لما عزله عمر عن العراق و قال له لم عزلتني يا أمير المؤمنين لعجز أم لخيانة فقال عمر لم أعزلك لواحدة منهما و لكني كرهت أن أحمل فضل عقلك عن الناس، فأخذ من هذا أن الحاكم لا يكون مفرط الذكاء و الكيس مثل زياد بن أبي سفيان و عمرو بن العاص لما يتبع ذلك من التعسف و سوء الملكة و حمل الوجود على ما ليس في طبعه كما يأتي في آخر هذا الكتاب و الله خير المالكين و تقرر من هذا أن الكيس و الذكاء عيب في صاحب السياسة لأنه إفراط في الفكر كما أن البلادة إفراط في الجمود و الطرفان مذمومان من كل صفة إنسانية و المحمود هو التوسط كما في الكرم مع التبذير و البخل و كما في الشجاعة مع الهوج و الجبن و غير ذلك من الصفات الإنسانية و لهذا يوصف الشديد الكيس بصفات الشيطان فيقال شيطان و متشيطن و أمثال ذلك و الله يخلق ما يشاء و هو العليم القدير.

اليحصبي
11-02-2012, 12:03 PM
بارك الله فيك اخوي الكريم بس في ملاحظه في البدايه كتبت


كثيرا ما حدثـتني نفسي بالكتابة
عن الدر المكنون في السفر المعنون بـ
"مقدمة ابن خلدون"...

و لكني..اتردد في كل مرة تعلوا عندي الهمة..
الكتاب..لا يحتاج الى تقديم..
فهو من الشهرة على مستوى البشرية
ما يغنيه عن اي تعريف او تقديم بكلمات مشوقة...

يتبع

الغني عن التعريف هو الله سبحانه وتعالى وحده لاشريك له

نرجع للموضوع
سبحان الله كيف كان اجدادنا عظماء تجدهم علماء في اكثر من علم فعلى سبيل المثال لا الحصر

ابن خلدون كان
فلكيا، اقتصاديا، مؤرخا، فقيه، حافظ، عالم رياضيات، استراتيجيا عسكريا، فيلسوف، غدائي ورجل دولة، يعتبر مؤسس علم الاجتماع

ابن سينا
في العلوم الآلية
تشتمل على كتب المنطق، وما يلحق بها من كتب اللغة والشعر والعلوم والطب، ومن آثاره اللغوية.

في العلوم النظرية
تشتمل على كتب العلم الكلّي، والعلم الإلهي، والعلم الرياضي، والطب النفسي

في العلوم العملية
وتشتمل على كتب الأخلاق، وتدبير المنزل، وتدبير المدينة، والتشريع.


وصلوا الى العالميه بابسط الادوات مع الكم الهائل من العلوم والاختراعات
لايحضرني اسم عالم جليل , جرت عمليه حسابيه على ماكتب وقُسّم على عمره ونتج انه في اليوم يكتب 50 صفحه

سبحان الله كانوا ذو عزيمه واصرار وحب للعلم وفي وقتنا الحالي وفي عالمنا العربي معدل القراءه 6 دقائق بالسنه خارج نطاق ما انت ملزم لتقراءه

ولي عودهـ إن شاء الله

ريم الشمال
11-02-2012, 02:36 PM
موضوع رائع مررة عليه أكثر من مره اتصفحه وأقراء ما تكتب ويكتب ويرد الأخرون
ولكن هذي المره وجدت شئ أثار حفيظة عندي وهو القول
أن الحاكم لا يكون مفرط الذكاء و الكيس
عجبت بهذا القول ... قد يكون سبب عجبي أن من خلال سؤالك
في موقع يطلب منك ان تختار
رئيس/امير...أو ملك!!
كنت سوف اختار الذكي الكيس .. ولكن بعد ما قراءة قول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه
سوف اتدبر هذا القول وأبحث فيه حتى اقتنع به ... لأننا مؤمورين بأتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وسنة الصحابة رضوان الله عليهم جميعاً.

رائع ما تكتب استمر تدبر وسوف نتدبر معك فيما تكتب وتطرح
بارك الله جهودك
ريم الشمال

عابر سبيل
12-02-2012, 03:14 PM
بارك الله فيك اخوي الكريم بس في ملاحظه في البدايه كتبت



الغني عن التعريف هو الله سبحانه وتعالى وحده لاشريك له

نرجع للموضوع
سبحان الله كيف كان اجدادنا عظماء تجدهم علماء في اكثر من علم فعلى سبيل المثال لا الحصر

ابن خلدون كان
فلكيا، اقتصاديا، مؤرخا، فقيه، حافظ، عالم رياضيات، استراتيجيا عسكريا، فيلسوف، غدائي ورجل دولة، يعتبر مؤسس علم الاجتماع

ابن سينا
في العلوم الآلية
تشتمل على كتب المنطق، وما يلحق بها من كتب اللغة والشعر والعلوم والطب، ومن آثاره اللغوية.

في العلوم النظرية
تشتمل على كتب العلم الكلّي، والعلم الإلهي، والعلم الرياضي، والطب النفسي

في العلوم العملية
وتشتمل على كتب الأخلاق، وتدبير المنزل، وتدبير المدينة، والتشريع.


وصلوا الى العالميه بابسط الادوات مع الكم الهائل من العلوم والاختراعات
لايحضرني اسم عالم جليل , جرت عمليه حسابيه على ماكتب وقُسّم على عمره ونتج انه في اليوم يكتب 50 صفحه

سبحان الله كانوا ذو عزيمه واصرار وحب للعلم وفي وقتنا الحالي وفي عالمنا العربي معدل القراءه 6 دقائق بالسنه خارج نطاق ما انت ملزم لتقراءه

ولي عودهـ إن شاء الله


حياك الله و بياك اخ/jose
او يوسف ان صح فهمي لرمزك...

و عن القول الذي لفت انتبتاهك..
لا اعلم ان كان في مثل ما ذكرتُ محظورا
شرعيا..لكنه ربما اسلوب مبالغة لا اكثر..
و اتمنى ان تفيدنا ان كان في ذلك اي مخالفة شرعية..

عموما..راذع ما اضفته مما يلفت الانتباه..
و العلماء الموسوعيون الاوائل كثر..

و هو امر دائما ما يشغلني التفكير فيه..
متى و انى و كيف لهم ان يجمعوا كل ذلك العلم...

فسبحان الله...

في انتظار عودتك اخي الكريم

عابر سبيل
12-02-2012, 03:27 PM
موضوع رائع مررة عليه أكثر من مره اتصفحه وأقراء ما تكتب ويكتب ويرد الأخرون
ولكن هذي المره وجدت شئ أثار حفيظة عندي وهو القول
أن الحاكم لا يكون مفرط الذكاء و الكيس
عجبت بهذا القول ... قد يكون سبب عجبي أن من خلال سؤالك
في موقع يطلب منك ان تختار
رئيس/امير...أو ملك!!
كنت سوف اختار الذكي الكيس .. ولكن بعد ما قراءة قول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه
سوف اتدبر هذا القول وأبحث فيه حتى اقتنع به ... لأننا مؤمورين بأتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وسنة الصحابة رضوان الله عليهم جميعاً.

رائع ما تكتب استمر تدبر وسوف نتدبر معك فيما تكتب وتطرح
بارك الله جهودك
ريم الشمال


حياك الله و بياك اخت/ ريم الشمال..
يشرفني ان يكون السؤال لافتا لفكر من هو في مقامك...

و هو امر...قد يكون لو ما دققنا مخالفا
لمنطق اغلبنا!!؟؟

و لو اعدنا قراءة ما كتبه ابن خلدون
فانه يصنف حدة الذكاء و الفطنة..بانه مما يعاب
به صاحبه..في بعض المواقع و المهن و المهمات!!؟؟؟

ان القيادة اختي الكريمة..
ليست فيها حسبة محددة و قياسات
مسبقة ....بل ان القيادة...تجعل القائد
في كثير من الاحيان منقادا لظروف من يقودهم..

الم نتداول كثيرا القول...
"خادم القوم....سيدهم"

و التي جاءت في روياة اخرى
" سيد القوم....خادمهم"

ان القيادة...فيها من العلوم و الفنون و المهارات
و الملكات ما قد لا يستقيم مع نهج و منطق من يتمتع
بحدة الذكاء و شدة القياس و دقة الموازين التي
تكون من سمات بعض البشر...


يقول ابن خلدون مستشهدا كثيرا
في ختام اغلب فصول كتابه...
" كل ميسر لما خلق له"

و على المرء ان يبحث في كنهه و قدراته
قبل ان تسوقه احلامه لاوهام طموحه
او بدقة لمهالك اطماعه

رمادي
15-02-2012, 08:27 AM
اطمئن هذه النقطه مطبقة ..

قليل منهم مفرط الذكاء ..

او حتى النزر اليسير من الذكاء ..

لن تحتاج للتنبيه ..

يبدوا انهم سمعوا نصيحة ابن خلدون ..

لن نحتاج لعزل احد .. .

عابر سبيل
03-03-2012, 12:49 AM
المنهاج وطرائق التدريس عند ابن خلدون

((( مقتطفات من بحث متكامل بالرابط ادناه)))

*
*
،،
منشأ العلم والتعليم وتطوره
1 ـ يرى ابن خلدون أن العلم والتعليم طبيعي في العمران البشري ، ويعلل ذلك بما يلي : ـ
أ ـ لأن الإنسان يتميز عن الحيوان بالفكر الذي يهتدي به ليحصل معاشه ، ويرى بأن العلوم تنشأ عن هذا الفكر .
ب ـ يرى أن الفكر يكون راغبا في تحصيل ما ليس عنده من الإدراكات ، فيرجع إلى الذين سبقوه بعلم ، أو زادوا عليه بمعرفة .
ج ـ إن فكر الإنسان ونظره يتوجه إلى واحد من الحقائق وينظر ما يعرض لذاته واحدا بعد الآخر فيتمرن على ذلك .
2 ـ ينظر ابن خلدون إلى التعليم من زاوية عمله الاجتماعي ويرى بأنه( أفعولة اجتماعية )فهو يرى أن الجيل الناشئ يتشوق إلى تلقي العلوم والمعارف عن الجيل الذي سبقه وهو بهذا يردد منشأ التعليم إلى الواقع الاجتماعي .

3 ـ يرى ابن خلدون أمرا مماثلا لذلك في الصناعات والآداب والتقاليد فهو يقول ( ( إن الحضر لهم آداب في أحوالهم في المعاش والمسكن والبناء وأمور الدين والدنيا وكذا سائر أعمالهم وعاداتهم ومعاملاتهم وجميع تصرفاتهم ) ( 2 )

4 ـ يجد ابن خلدون علاقة قوية بين العلوم والصنائع ، ويستعمل كلمة التعليم بمعنى يشمل العلوم من جهة ، والصنائع من جهة أخرى.
5 ـ يرى أن التعليم يتأثر بأحوال المجتمع إلى حد كبير ، ويرى أنه يتقدم ويتأخر



قواعد ضرورية لنجاح التعلم والتعليم

1ـ إن التعليم لا يتم بالحفظ وحده بل يتم بتكوين ملكة التصرف في التعليم فيجب على الطالب أن يحذق في العلم ويتفنن فيه ويستولي عليه بحيث يصبح قادرا على المفاوضة والمناظرة ويرى أن ذلك يتم بحصول ملكة في الإحاطة بمبادئ العلم وقواعده والوقوف على مسائله واستنباط فروعه من أصوله " ( 6 ) ويسمي ابن خلدون هذه الملكة بالملكة الإعلامية ويرى أنها لا تحصل بمجرد حفظ مبادئ العلم ولا بفهم تلك المباحث ووعيها وإنما يرى أنها تحصل بالمحاورة والمناظرة ولهذا السبب نراه ينتقد كثرة الحفظ وينادي بضرورة اتباع طريقة المحاورة والمناظرة في العلم والتعليم 0

2 ـ يرى أن الشدة على المتعلمين مضرة بهم للأسباب التالية : ـ
ا ـ أنها تذهب بالنشاط وتدعو إلى الكسل 0
ب ـأنها تحمل على الكذب والخبث 0
ج ـأنها تعلم المكر والخديعة 0

*
*
،،
كامل البحث الشيق
حول طرق التدريس عند ابن خلدون
على هذا الرابط

http://www.moudir.com/vb/showthread.php?t=1884

عابر سبيل
11-03-2012, 12:48 PM
كنت قد قرأت نقاشا في موضوع مطروح بالمنتدى..
فارجع لي النقاش الذاكرة لفصل من ادق الفصول التي
جاءت في مقدمة ابن خلدون..و هو امر يستحق التدقيق فيه





"
الفصل السابع و العشرون في أن
العرب لا يحصل لهم الملك إلا بصبغة دينية من نبوة أو ولاية أو أثر عظيم من الدين على الجملة

و السبب في ذلك أنهم لخلق التوحش الذي فيهم أصعب الأمم انقياداً بعضهم لبعض للغلظة و الأنفة و بعد الهمة و المنافسة في الرئاسة فقلما تجتمع أهواؤهم فإذا كان الدين بالنبؤة أو الولاية كان الوازع لهم من أنفسهم و ذهب خلق الكبر و المنافسة منهم فسهل انقيادهم و اجتماعهم و ذلك بما يشملهم من الدين المذهب للغلظة و الألفة الوازع عن التحاسد و التنافس فإذا كان فيهم النبي أو الولي الذي يبعثهم على القيام بأمر الله يذهب عنهم مذمومات الأخلاق و يأخذهم بمحمودها و يؤلف كلمتهم لإظهار الحق تم اجتماعهم و حصل لهم التغلب و الملك و هم مع ذلك أسرع الناس قبولاً للحق و الهدى لسلامة طباعهم من عوج الملكات و براءتها من ذميم الأخلاق إلا ما كان من خلق التوحش القريب المعاناة المتهيء لقبول الخير ببقائه على الفطرة الأولى و بعده عما ينطبع في النفوس من قبيح العوائد وسوء الملكات فإن كل مولود يولد على الفطرة كما ورد في الحديث وقد تقدم.

"


و اورد فصلا آر..قد يفيد الجمع بيبنه مع ما أعلاه
للتعمق في تحليل و تأمّل الفكرة..

"
الفصل السادس عشر في أن
الأمم الوحشية أقدر على التغلب ممن سواها

إعلم أنه لما كانت البداوة سبباً في الشجاعة كما قلناه في المقدمة الثالثة لا جرم كان هذا الجيل الوحشي أشد شجاعة من الجيل الآخر فهم أقدر على التغلب و انتزاع ما في أيدي سواهم من الأمم بل الجيل الواحد تختلف أحواله في ذلك باختلاف الأعصار فكلما نزلوا الأرياف و تفنقوا النعيم و ألفوا عوائد الخصب في المعاش و النعيم، نقص من شجاعتهم بمقدار ما نقص من توحشهم و بداوتهم

و اعتبر ذلك في الحيوانات العجم بدواجن الظباء و البقر الوحشية و الحفر إذا زال توحشها بمخالطة الآدميين و أخصب عيشها كيف يختلف حالها في الانتهاض و الشدة حتى في مشيتها و حسن أديمها

و كذلك الآدمي المتوحش إذا أنس و ألف و سببه أن تكون السجايا و الطباخ إنما هو عن المألوفات و العوائد و إذا كان الغلب للأمم إنما يكون بالإقدام و البسالة فمن كان من هذه الأجيال أعرق في البداوة و أكثر توحشاً كان أقرب إلى التغلب على سواه إذا تقاربا في العدد و تكافآ في القوة العصبية و انظر في ذلك شأن مضر مع من قبلهم من حمير و كهلان السابقين إلى الملك و النعيم و مع ربيعة المتوطنين أرياف العراق و نعيمه لما بقي مضر في بداوتهم و تقدمهم الآخرون إلى خصب العيش و غضارة النعيم كيف أرهفت البداوة حدهم في التغلب فغلبوهم على ما في أيديهم و انتزعوه منهم و هذا حال بني طيء و بني عامر بن صعصعة و بني سليم بن منصور و من بعدهم لما تأخروا في باديتهم عن سائر قبائل مضر و اليمن و لم يتلبسوا بشيء من دنياهم كيف أمسكت حال البداوة عليهم قوة عصبيتهم و لم تخلفها مذاهب الترف حتى صاروا أغلب على الأمر منهم و كذا كل حي من العرب يلي نعيماً و عيشاً خصباً دون الحي الآخر فإن الحي المتبدي، يكون أغلب له و أقدر عليه إذا تكافآ في القوة و العدد سنة الله في خلقه.

"

و هكذا..نرى لو ما تفكرنا في التاريخ غير البعيد..
لوجدنا ان الفكرة منطبقة على كثير من ارجاء المعمورة..

فمثلا..المقبور "القذافي"..
لمن عرف عن سيرته..كان بدويا
يعيش في خيمة..و أشربه بيتهم قصص بطولات اهله..
و ما دخل التعليم الا بعد العاشرة..و كان يذهب مشيا
لمسافات طويلة ..هكذا كان يعيش في بداوة و
"وحشية"
ان صح اقتباس تعبير ابن خلدون!!

و في سبيل الانقضاض على الحكم..
قد كون عصابة من بيني "عمومته"..
و اقنعهم جميعا في الدخول في الكليات العسكرية
التي كانت على عهد "السنوسيين"..
و لما تخرج كل منهم..اقنعهم بان يدخل كل واحد منهم
في احد "الاسلحة" او القطاعات العسكرية..
و لم يجتمعوا جميعا..بل كل منهم تزعم دعوة "القذاذفة"
في الجهاز الذي كان يعمل فيه...و هكذا..
اجتمع لل"قذاذفة" سلطان و نفوذ في اكثر من فرقة عسكرية سنوسية ليبية..

و كان لهم مرادهم و قد أمّروا من بينهم..
من يقال انه "اعقلهم"..
و في رواية.. "اكثرهم جنونا "..و الله اعلم!
*
*
،،
و كلن..يقيسها على غير ليبيا..
او يسأل عن المزيد..عند "لبيبه":secret: