المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف تكبر الصغائر



امـ حمد
05-01-2012, 04:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




كيف تكبر الصغائر



الإصرار والمواظبة,مثال,رجل نظر الى النساء,والعين تزني وزناها النظر,لكن زنا النظر أصغر من زنا الفرج,لكن,مع







الاصرار والمواظبة تصبح كبيرة,إنه مصّر على ألا يغض بصره وأن يواظب على إطلاق بصره في المحرمات,فلا






صغيرة مع الإصرار,واستصغار الذنب,قال رجل لأحد المدخنين,ذات مرة,اتق الله,أنت تعلم أن التدخين حرام,ولقد






كبرت سنك,وفيك خصال عديدة لو تدبرتها لكان خيرا لك,جاءك نذير الشيب ينذرك قرب لقاء ربك,وأنت






ملتح,فالناس تعتبرك قدوة وتعتبرك صورة للتدين,فقال,هذه معصية صغيرة,آه لو تدبرت قولك,إن كونك تقول,هذه







صغيرة فإنها تكون عند الله كبيرة,وحين تعصي الله ثم تقول ,ما هي المشكلة,أنا أفضل حالاّ ممن يتعاطى






هيروين,ومن يدريك,ربما لو أنك استطعت لكنت تعاطيت,أو ربما أنك ما تركت الهيروين لله,وإنما خوفاّ على






صحتك,وخوفا من أن تدمن ثم لا تجد مالا تشتري به المخدر,أو خوفا من الفضيحة لنفسك أو لأهلك,أنك لو كنت







صادقاّ في ترك الهيروين ابتغاء مرضاة الله, لكان من الأولى تركك التدخين,وأن تصدق مع الله الذي يعلم السر







وأخفى,فإنه إن علم منك صدقاّ أنجاك,وإن علم منك غير ذلك ابتلاك,والسرور بالذنب,إنك ترى المرء يذنب ويسعد






بالذنب,لا يتقطع قلبه,ولا تذهب نفسه حسرات أن خلّى الله بينه وبين الذنب,بل تراه يفاخر بسوء صنيعه,يفاخر






بمبارزته لله بالمعاصي,والله إن هذا السرور بالذنب لأكبر من الذنب,فبم تسر,أتسر بأنك قد شهرت بأخيك وفضحته







وتتبعت عورته,أتسر بانتصارك لنفسك من اخيك,ألم تسمع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم(سباب المسلم فسوق







وقتاله كفر)أخرجه البخاري,أتفرح بغواية فتاة شريفة,أتفرح إن شهرت بها,ألم تتدبر قول الله سبحانه







وتعالى(إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم)فمثلا قد يقوم أحدهم بعمل خطة لأكل أموال






الناس بالباطل, خطة محكمة مدبرة,يجمع كل ريال من أموال الناس,ثم يقول,لقد أخذت كل أموالهم,سرورك بالذنب






أعظم من ذنبك,وترى أحدهم يكذب,لينجو من مصيبة ثم يقول الحمد لله على ما اقترفه,بالكذب اتق الله,واعلم يقينا







أن الذنب يكبر عند السرور به,وأن يتهاون بستر الله عليه,

إذا رأيت الناس يعجبون بك,فاعلم أنهم يعجبون بستر الله




,لكن لو اطلعوا على حقيقتك,آه لو اطلعوا على ما تحت ستر الله,فالحمد لله,إن الذي يتهاون بستر الله عليه فإنه




جاهل مغرور,لا يعرف قيمة ما أنعم الله عليه به,وقد يستبطئ غضبه,وفضيحته,كيف لا يوجل قلبك من الله




ويوجل أن يراك البشر في معصية,هذا والله لظلم عظيم,واعلم أن التهاون بستر الله أكبر من الذنوب لكونه




يكاد يكون شركاّ,والمجاهرة,أن يبيت الرجل يعصي,والله يستره,فيصبح ليحدث بالذنب, ويهتك ستر الله عليه,تراه




يأتي فيحدث بما فعل وفعل,فالله يستره وهو يهتك ستر الله عليه,قال صلى الله عليه وسلم(كل أمتي معافى إلا




المجاهرين) وإنّ من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاّ ثم يصبح وقد ستره الله عليه فيقول,يا فلان عملت البارحة




كذا وكذا,وقد بات يستره ربه ويكشف ستر الله عنه,البخاري ,ومسلم,وأن يكون رأساّ يقتدى به,فهذا مدير




مصنع,أو مدير مدرسة,أو في كلية,أو شخصية عامة,ثم يبدأ في التدخين,فيبدأ باقي المجموعة في التدخين مثله,ثم




بعدها يتحول الى المخدر,فيحذو الآخرين حذوه,وهكذا,فتاة قد تبدأ في لبس البنطلون الضيق,استريتش,يتحول بعدها



الموضوع الى اتجاه عام,فقد تجد إنساناّ يقابل أختاّ واقفة على الطريق,فيعرض خدماته عليها,مالك بها,لماذا تعرض



خدماتك عليها,إن ما فعلته ولو فرضنا أنه كان بنيّة حسنة فإنه قد يفتح باباّ للشيطان,وعندها ينطبق عليك قول رسول



الله صلى الله عليه وسلم(من سنّ في الاسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص



من أوزراهم شيء) أخرجه مسلم,وفي قول الله عز وجل(إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه)فالمؤمن




حين يعمل الأعمال الصالحة تخترق السماوات,وتخترق الحجب,تصعد الى الله كأنها تفتح في السماوات




طريقاّ,وتفتح أبواباّ,فإذا مات وصعدت روحه, وجدت الأبواب مفتحة,لأن الذي فتح الأبواب,ومهد الطرق,هي




أعماله,التي تصعد من الصالحات والذكر,أما إذا لم يكن له أعمال صالحة,ظلت الأبواب مغلقة,والطرق مؤصدة,والسبل




مسدودة,فإذا مات جاءت روحه لتصعد, غلّقت دونها أبواب السماء,كما لم يفتح بعمله لنفسه سبيلا,قال ربنا(ومن عمل


صالحا فلأنفسهم يمهدون)إن السعيد حقا هو الطائع لله,




اللهم استرنا ولا تفضحنا,وأدم علينا يا رب سترك وعافيتك.