شمعة الحب
01-06-2006, 12:32 PM
الأمل الأخير في نهوض سوق الأسهم
نائلة حسين عطار - مستشارة إدارية واقتصادية 05/05/1427هـ
naila@sma.org.sa
خلال ملتقى سوق الأسهم الأول في الغرفة التجارية في جدة يوم الخميس 18 أيار (مايو) الماضي رأيت الكثير من السيدات القادمات بأمل استعادة الأموال التي طارت وتبخرت يماثل (أمل إبليس في الجنة)، ورأيت من المواقف ما عصر قلبي ألماً وغماً ونقمةً.
من يرجع إلينا أموالنا؟ من المسؤول؟ يا ترى لو طلعنا للملك أطال الله عمره سيساعدنا ويرد لنا أموالنا؟ ما قصر والله أبو متعب نطلع له ما رأيك؟ يسألوني والرغبة في العيون أن يجدن الإجابة لدي!!
كل منهن تحكي لي قصتها، وأحزنها قصة سيدة بسيطة كبيرة في السن قالت يا بنتي أنا كنت في حالي وسعيدة بحياتي مالي في التجارة ولا الأسهم، أولادي حبايبي أقنعوني ببيع الذهب ورهن العمارة وشغلوا الفلوس في سوق الأسهم، ولما كسبنا كنا مبسوطين والحمد لله، والآن أنا بدون ذهب ولا بيت جالسة أدور عند قرايبي وأولادي في بيوت أرحامهم، العمارة راحت وننتظر فرج الله.
ماذا أفعل يا بنتي جيت هنا أبغى أسمع حل ما فهمت منهم شي. غير أنه لازم نصبر لا حول ولا قوة إلا بالله.
سألتها يا خالة لما اشتريت سألت واستشرت؟ طبعاً لا، هكذا أجابت.
يا خالة دحين تسألي! لو سألت ما كان أحد سيوافقك على بيع الذهب ورهن العمارة أقصاها سحب مدخرات ممكن وليس بيع مسكنك ومسكن أبنائك.
مديرة مدرسة محترمة تبكي بحرقة وشهيق وهي تحدث من حولها: لو كانت فلوسي أنا بس تهون لكن عملت فيها شاطرة وأخذت فلوس وذهب أخواتي وصديقاتي والكل يدعي علي دحين ويطلبوا مني أرجع لهم رأس مالهم، من فين؟
وعلى هذا المستوى سمعت من القصص والحكايات ما أدمى عيني وأبكى قلبي.
وظللت لأيام أفكر في الموضوع وظهرت لي تساؤلات كثيرة ومنها:
1- لماذا يستمر الناس في شراء الأسهم وبيعها ويميلون إلى المضاربة وليس الاحتفاظ بالأسهم؟
2- أليس من أهم أسباب شراء الأسهم الاستفادة منها بإحدى الطريقتين بيع السهم لارتفاع سعره وأما الآخر هو الحصول على أرباح الأسهم السنوية!
وبما أن السوق الآن غير مستقر ومتذبذب بشدة ومهما كانت أسباب عدم استقراره وتفاؤل البعض وتشاؤم البعض الآخر، فالحل المعقول الآن والأمل في الشركات نفسها!
نعم، لماذا لا نفكر في عوائد الأسهم كأرباح مستمرة على مدى السنين ؟ لنا ولأبنائنا وللمستقبل.
الأمل في الشركات المساهمة التي دخلت السوق كي يتداول الناس أسهمها لا بد من تحسين وارتفاع مستوى أدائها وزيادة استثماراتها، ومراقبة مصاريفها ومسائلة مجلس إدارتها، فالمساهم (وهو كل من يملك أسهما في أي شركة) هو شريك فيها، ومن حقه مطالبة هذه الشركات بإثبات حقها في الوجود في هذا السوق وإثبات قدرتها على تحقيق أمل وحلم المساهمين فيها.
فإذا كانت آلية تداول الأسهم خيبت ظن الناس، فهل تخيب شركاتهم آمالهم؟
هذا نداء من كل حامل سهم ويقدرون بـ .... كام .... ؟ لكل الشركات السعودية فضلاً يا سادة حسنوا من أدائكم نرغب في رؤية عوائد مجزية.
ولا تعني عوائد الأسهم المجزية المال فقط لحملة الأسهم بل ذلك يعني تحسن الإنتاج وتشغيلا للعمالة واستثمارات ناجحة وارتفاعا في الاقتصاد ككل.
هذا يعني زيادة طلب المقيمين وليس المواطنون فقط على أسهم هذه الشركات بل ومن خارج الدولة أيضاً، وهذا ما يعنيه شراء من يفهم قبلاً لأسهم شركات مثل جوجل ومايكروسوفت وبوينج.
فهلاً تقوم الشركات بما هو منتظر منها؟
وهلا يقوم المساهمون بطلب ذلك من شركاتهم؟
لقد حان الوقت لحوكمة الشركات على أدائها.
هذا هو الأمل المتبقي لهم حتى لو كان بعيد المدى، لكنه يعني بناء مستقبل اقتصادي أقوى.
نائلة حسين عطار - مستشارة إدارية واقتصادية 05/05/1427هـ
naila@sma.org.sa
خلال ملتقى سوق الأسهم الأول في الغرفة التجارية في جدة يوم الخميس 18 أيار (مايو) الماضي رأيت الكثير من السيدات القادمات بأمل استعادة الأموال التي طارت وتبخرت يماثل (أمل إبليس في الجنة)، ورأيت من المواقف ما عصر قلبي ألماً وغماً ونقمةً.
من يرجع إلينا أموالنا؟ من المسؤول؟ يا ترى لو طلعنا للملك أطال الله عمره سيساعدنا ويرد لنا أموالنا؟ ما قصر والله أبو متعب نطلع له ما رأيك؟ يسألوني والرغبة في العيون أن يجدن الإجابة لدي!!
كل منهن تحكي لي قصتها، وأحزنها قصة سيدة بسيطة كبيرة في السن قالت يا بنتي أنا كنت في حالي وسعيدة بحياتي مالي في التجارة ولا الأسهم، أولادي حبايبي أقنعوني ببيع الذهب ورهن العمارة وشغلوا الفلوس في سوق الأسهم، ولما كسبنا كنا مبسوطين والحمد لله، والآن أنا بدون ذهب ولا بيت جالسة أدور عند قرايبي وأولادي في بيوت أرحامهم، العمارة راحت وننتظر فرج الله.
ماذا أفعل يا بنتي جيت هنا أبغى أسمع حل ما فهمت منهم شي. غير أنه لازم نصبر لا حول ولا قوة إلا بالله.
سألتها يا خالة لما اشتريت سألت واستشرت؟ طبعاً لا، هكذا أجابت.
يا خالة دحين تسألي! لو سألت ما كان أحد سيوافقك على بيع الذهب ورهن العمارة أقصاها سحب مدخرات ممكن وليس بيع مسكنك ومسكن أبنائك.
مديرة مدرسة محترمة تبكي بحرقة وشهيق وهي تحدث من حولها: لو كانت فلوسي أنا بس تهون لكن عملت فيها شاطرة وأخذت فلوس وذهب أخواتي وصديقاتي والكل يدعي علي دحين ويطلبوا مني أرجع لهم رأس مالهم، من فين؟
وعلى هذا المستوى سمعت من القصص والحكايات ما أدمى عيني وأبكى قلبي.
وظللت لأيام أفكر في الموضوع وظهرت لي تساؤلات كثيرة ومنها:
1- لماذا يستمر الناس في شراء الأسهم وبيعها ويميلون إلى المضاربة وليس الاحتفاظ بالأسهم؟
2- أليس من أهم أسباب شراء الأسهم الاستفادة منها بإحدى الطريقتين بيع السهم لارتفاع سعره وأما الآخر هو الحصول على أرباح الأسهم السنوية!
وبما أن السوق الآن غير مستقر ومتذبذب بشدة ومهما كانت أسباب عدم استقراره وتفاؤل البعض وتشاؤم البعض الآخر، فالحل المعقول الآن والأمل في الشركات نفسها!
نعم، لماذا لا نفكر في عوائد الأسهم كأرباح مستمرة على مدى السنين ؟ لنا ولأبنائنا وللمستقبل.
الأمل في الشركات المساهمة التي دخلت السوق كي يتداول الناس أسهمها لا بد من تحسين وارتفاع مستوى أدائها وزيادة استثماراتها، ومراقبة مصاريفها ومسائلة مجلس إدارتها، فالمساهم (وهو كل من يملك أسهما في أي شركة) هو شريك فيها، ومن حقه مطالبة هذه الشركات بإثبات حقها في الوجود في هذا السوق وإثبات قدرتها على تحقيق أمل وحلم المساهمين فيها.
فإذا كانت آلية تداول الأسهم خيبت ظن الناس، فهل تخيب شركاتهم آمالهم؟
هذا نداء من كل حامل سهم ويقدرون بـ .... كام .... ؟ لكل الشركات السعودية فضلاً يا سادة حسنوا من أدائكم نرغب في رؤية عوائد مجزية.
ولا تعني عوائد الأسهم المجزية المال فقط لحملة الأسهم بل ذلك يعني تحسن الإنتاج وتشغيلا للعمالة واستثمارات ناجحة وارتفاعا في الاقتصاد ككل.
هذا يعني زيادة طلب المقيمين وليس المواطنون فقط على أسهم هذه الشركات بل ومن خارج الدولة أيضاً، وهذا ما يعنيه شراء من يفهم قبلاً لأسهم شركات مثل جوجل ومايكروسوفت وبوينج.
فهلاً تقوم الشركات بما هو منتظر منها؟
وهلا يقوم المساهمون بطلب ذلك من شركاتهم؟
لقد حان الوقت لحوكمة الشركات على أدائها.
هذا هو الأمل المتبقي لهم حتى لو كان بعيد المدى، لكنه يعني بناء مستقبل اقتصادي أقوى.