تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كيف تختار الشركة المناسبة لاستثماراتك؟



شمعة الحب
01-06-2006, 01:05 PM
كيف تختار الشركة المناسبة لاستثماراتك؟
د. فهد محمد بن جمعة - كاتب اقتصادي 05/05/1427هـ
fahedalajmi@saudi.net.sa

إن الطريقة التي يتبعها بافت في شرائه الأسهم قد حققت له ناجحا كبيرا فهو لا يهتم بتقلبات أسعار الأسهم بقدر ما يهتم بعمل واجباته بكل جدية فدائما يسأل نفسه هل عمل جميع واجباته الاستثمارية؟ إن حصولك على المزيد من المعلومات عن الشركات محل الاستثمار سوف يساعدك على القيام بواجباتك الاستثمارية ومعرفة السوق جيدا بدلا من إعطاء أهمية بالغة بحد ذاته وماذا ينتج عنه. فإذا ما اشتريت أسهما في تلك الشركات وأنت واثق أن وضعها المالي في المنظور البعيد جيد فلا داعي لأن تهتم كثيرا بما يدور في سوق الأسهم يوما بيوم من تقلبات وشائعات تحرفك من اتخاذ القرار الاستثماري المبني على أسس واقعية. إن المستثمر الذي على معرفة كافية بما تنطوي عليه عمليات الاستثمار لا يحتاج موافقة السوق على شرائه للأسهم التي يرى لها قيمة استثمارية في الأجل البعيد وإنما عليه أن يراقب السوق عسى أن يجد بائعا أحمق يبيع أسهم شركات جيدة وبأسعار منخفضة حتى يلتقطها وتصبح من نصيبه.
لا تحاول أن تحلل الاقتصاد بشكل عام وتحدد اتجاهاته وأنت لم تستطع حتى تحليل تحركات أسعار الأسهم اليومية التي هي أصغر بكثير من حجم الاقتصاد الكلي حتى لا تكون قراراتك مبنية على توقعات خاطئة وغير دقيقة. وإذا ما سبق لك وأن عملت في مجال التنبؤات واستعمال النماذج الرياضية والإحصائيات لتكهن بمستقبل أسعار التضخم أو معدلات النمو الاقتصادية لعدة سنوات في المستقبل فإنك تعرف مدى صعوبة الأمر، ولذا يلجأ المحللون إلى الاعتماد على الفرضيات (إذا ما كانت الأشياء الأخرى ثابتة وهذا مستحيل) أو أن يضعوا عددا من السيناريوهات (إذا ما حصل هذا فإنه سوف يحصل هذا وهكذا) على أن يكون نطاق الخطأ ما بين 5 في المائة و10 في المائة، وهذا لا يعني ألا يكون الخطأ أكبر بكثير من ذلك في ظل احتمالية الشكوك وعدم معرفة المجهول التي تضعف قوة تلك التنبؤات في المستقبل، وهذا لا يلغي أهميتها ولكن يعتمد ذلك على كيفية استعمالها وتفسيرات الخبراء لها الذين يتمتعون بممارسة طويلة في ذلك المجال. إن الأفضل ليس فقط أن تكون راضيا عن مستقبل الاقتصاد بل عن مستقبل الشركة التي ترغب الاستثمار فيها إذا ما كانت شركة تنمو وتربح دائما في أي بيئة اقتصادية بغض النظر عن الوضع الاقتصادي. لذا عليك أن تطرح العديد من الأسئلة وألا تبقى مستمعا يملي عليك أصحاب الشركات كل ما يرونه في صالحهم لأن هدفهم هو الربحية, فعليك أن تصبح مساهما متلبسا باسم الملكية آخذا في اعتباراتك العوامل التي تحدد وضع تلك الشركات. فكن مستثمرا ذكيا ويحث عن شركات تستطيع فهم عملياتها التشغيلية جيدا الآن وفيما بعد والتي يشغلها ويديرها مجموعة من الأشخاص الأمناء الصادقين في عملهم مع إمكانية شراء أسهمها عند أسعار جيدة. لذا عليك أن تبني قرارك الاستثماري على الوضع المالي والإداري والتشغيلي والتسويقي لتلك الشركات التي ترغب أن تساهم فيها أو تشتريها إذا ما توافر لك رأس المال الكافي (تأكد أن لك الحق في شراء الشركة أو نسبة منها فيما بعد إذا ما كنت تخطط لذلك). فعليك أن تسأل نفسك هل تلك الشركات يسهل فهمها من قبلك؟ هل تعرف كيف تبيعك تلك الشركات منتجاتها أو خدماتها؟ وهذا معناه أنك تحتاج أن تفهم دخل الشركات, مصاريفها. تدفقاتها النقدية, علاقاتها العمالية, أسعارها, احتياجاتها إلى رأس المال. إنها معلومات استثمارية تتطلب درجة عالية من المعرفة، ولكن عليك أن تستثمر في الشركات التي تناسب قدراتك المالية والمعرفية. وإذا احتجت إلى تقوية مهاراتك المعرفية فعليك بقراءة الكتب الاستثمارية والمالية وكل ما يتعلق بالأسهم والشركات من كل النواحي. وخزن في الجانب الأيسر من مخك الأسئلة التالية التي لا بد أن تعرف الإجابة عنها:
هل الشركة لها تاريخ تشغيلي طويل ومترابط؟ بشكل عام أفضل معدل ربحي يتحقق في الشركات التي تنتج أو تقدم الخدمة نفسها لعدة سنوات متتالية وعليك ألا تتعاطى مع واقع الأعمال من أجل رؤية ناجحة، وأن تبحث عن الشركات التي تتكيف مع الدورات الاقتصادية وعوامل المنافسة مستقبليا حتى لا تباغتك الخسارة من حيث لا تدري. ثم اسأل هل لهذه الشركات مستقبل في الأجل الطويل؟ هل إدارتها تتمتع بالرشادة الاقتصادية؟ هل إدارتها تعمل وتفكر مثل ملاكها؟ وكيف يتم توزيع رأس المال في الشركة؟ إن المديرين الرشيدين هم الذين يستثمرون الفائض النقدي لشركة في مشاريع ذات عائد أعلى من تكاليف رأس مالها في الأجل الطويل وتخصيص رأس المال capital allocation الذي تحدده قيمة الشركة. وماذا يعمل المديرون بالنقدية الفائضة عند مرحلة النضوج من أجل تعويض انخفاض المبيعات في مرحلة انحدار ثم النقدية؟ إن الشركات تمر بعدة مراحل في نموها, مرحلة النمو, النضوج ثم مرحلة الانحدار حيث تتقلص النقدية فيها تبعا لتقلص المبيعات. إن على المديرين أن يوفروا المعلومات اللازمة للمساهمين في الشركات وعن أدائها الاقتصادي والأخطاء التي قد ارتكبوها وكيف تم تصحيحها حتى يكون المديرين المساهمون في موقف واضح للحكم على أداء الشركة بالنجاح من عدمه. إن قدرة المديرين على تحمل الألم في الأجل القصير ثم عمل التغيرات اللازمة من أجل تعظيم الربحية في الأجل الطويل مرتبط بمهارات هؤلاء المديرين إذا ما كانت لديهم روح الإبداعية بدلا من تقليد سلوك الشركات المنافسة. أيها المستثمر انظر إلى الناحية المالية لشركة وركز على العائد على حقوق المساهمين وليس العائد على كل سهم ثم احسب ذلك العائد وابحث عن الشركات ذات الهامش الربحي المرتفع, ولا تدع الشركات التي ترفع رأسمالها بعد التجزئة بسبب الأرباح المحتجزة Retained earning أو النمو في الأرباح تخدعك بارتفاع ربح السهم كل عام. لأن المعيار الأفضل لقياس أداء الشركة ليس ربح السهم وإنما العائد على حقوق الملكية (معدل العائد التشغيلي على حقوق المساهمين) لأنه يقيس قدرة الإدارة على تحقيق العائد من العمليات التشغيلية تبعا لرأس المال الذي تم توظيفه. وبما أن قيمة الشركة مرتبطة بحجم الفائض من التدفقات النقدية فإن الشركة التي تمتلك أصولا ثابتة وبتكلفة مرتفعة بنسبة إلى معدل الربحية تحتاج إلى عائد كبير حتى تحافظ على ربحيتها وذلك بعكس الشركة ذات الأصول منخفضة التكاليف. إن كل ريال تكسبه الشركة عن طريق الأرباح المحتجزة في كل يوم من المفروض أن يضيف إليها قيمة سوقية إضافية. ويمكن تقييم ذلك بخصم جميع الأرباح الموزعة من dividends من صافي الدخل خلال السنوات العشر الأخيرة ثم إضافته إلى القيمة السوقية لشركة عند بداية السنوات العشر لتحصل على مجموع بداية المدة، وإذا ما كانت الشركة قد وظفت الربح المحتجز بكل فعالية فإن القيمة السوقية في الأجل الطويل (قيمة سوق الأسهم لشركة التي تعكس قيمتها الاقتصادية) عند نهاية السنوات العشر سوف تتجاوز مجموع نهاية المدة وإذا لم يكن فعليك أن تنتبه. كان بافت يحسب القيمة لأي مشروع تجاري طبقا لصافي التدفقات النقدية المتوقعة، طول عمر المشروع المفترض مخصوم بمعدل الفائدة المختارة, لأن صافي التدفقات النقدية هو مجموع حقوق المالكين على المدى الطويل.
أخي المساهم حدد نسبة خصم أمان لاستثماراتك كما كان بافت يضع هامش أمان أقل خطرا لاستثماراته عند نسبة خصم 25 في المائة, وكن مستثمرا ذكيا بوضع الأوليات لنفسك وكأنك صاحب المشروع فركز على قيمته في الأجل الطويل, واسمع ما يقوله بافت إن تنويع الأسهم مطلوب عندما لا تعرف ماذا تعمل.
وأخيرا, انظر إلى عظمة الاستثمار عندما يكون مبنيا على معرفة ووعي كامل يقول قرانهام لو أنك استثمرت عشرة آلاف دولار في بركشاير Berkshire Hathaway في عام 1965 والذي يملكه بافت لحققت الآن 51 مليون دولار بخلاف لو أنك استثمرت في قائمة أسهم ستاندر وبور Standard & Poor's الذي سوف تحصل فقط على 497.431 دولارا ولك الحكم على ذلك.