المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العطية : تهديدات النمو العالمي لن تؤثر على الطلب المتزايد لل



سيف قطر
10-01-2012, 07:12 AM
العطية : تهديدات النمو العالمي لن تؤثر على الطلب المتزايد للطاقة


* قطر حققت زيادة "لا تصدق" في صناعة الغاز الطبيعي المسال
* الطلب على الطاقة في آسيا سيتضاعف بحلول 2035 للإيفاء بتطلعات الطبقة المتنامية
* هناك حاجة لمزيد من الغاز الطبيعي لتلبية الطلب المتزايد لتوليد الطاقة والنشاط الصناعي
* هناك حاجة إلى 20 ترليون دولار لبناء بنى تحتية للنفط والغاز في العالم
* منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مطالبة باستثمار 100 ترليون دولار سنويا

أبوظبي – قنا :

أكد سعادة السيد عبدالله بن حمد العطية رئيس هيئة الرقابة الادارية والشفافية أن التهديدات التي تواجه النمو في الاقتصاد العالمي لن تؤثر على الطلب المستمر والمتزايد للطاقة. وقال سعادته ـ في كلمة ألقاها أمام "منتدى الطاقة في الامارات" المنعقد في أبوظبي ـ إن هذا المنتدى يأتي في وقت يدخل فيه العالم مرة أخرى في ظروف صعبة فيما يتعلق بالاختلال في الاقتصاد الأوروبي الضخم وأمريكا وإنه رغم هذه التهديدات التي تواجه نمو الاقتصاد العالمي .. إلا أن الطلب على الطاقة سيستمر في الزيادة بشكل سريع تحت قيادة الاقتصادات الناشئة خاصة الصين والهند . وأوضح أن الطلب على الطاقة في آسيا سيتضاعف بحلول عام 2035 وذلك استنادا لتقارير الوكالة الدولية للطاقة بينما سيظل الاستهلاك في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ثابتا في حين تقود الدول غير الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية استهلاك الطاقة.

وأشار سعادته - في كلمته التي ركز فيها على التحديات التي ستواجهها صناعة الطاقة في الاعوام المقبلة - إلى أن التطور الاقتصادي السريع من المتوقع أن يفوق مكاسب كفاية الطاقة مما سينتج عنه زيادة شاملة في الطلب على الطاقة. وذكر سعادته أنه رغم أن الهيدركربونات تظل هي المصدر المسيطر للطاقة فان خليط الطاقة يتحول تدريجيا من النفط والفحم بينما يظفر الغاز الطبيعي والطاقات المتجددة بنصيب السوق وتتم حاليا إعادة صياغة الاقتصاد العالمي وعلى وجه الخصوص صناعة الطاقة.

وشدد على ضرورة ان تضمن صناعة الهيدروكربونات أن الاستثمارات المناسبة تتم عبر القيمة المتسلسلة وان مزيدا من النفط سيكون مطلوبا للايفاء بتطلعات الطبقة المتوسطة المتنامية وفي المقابل ستكون هناك حاجة لمزيد من الغاز الطبيعي لتلبية الطلب المتزايد لتوليد الطاقة والنشاط الصناعي. واستعرض سعادة السيد عبدالله بن حمد العطية بعض الحلول التي يجب ان تضمنها الدول المنتجة للهيدروكربونات بغية مواجهة هذه التحديات وهي اقامة استثمارات كافية لتعزيز القدرة الانتاجية، والاستثمار المناسب في مجال التقنيات لمواجهة مشاريع النفط والغاز.. مؤكدا على الحاجة الى الاستثمارات على نحو متناسق مع الاهتمامات البيئية العالمية.

وفيما يتعلق بالتحدي الاول الذي يواجهه الاستثمار في القدرة الانتاجية للنفط ، قال العطية إن الرؤية المستقبلية للوكالة الدولية للطاقة تظهر بأنه ستكون هناك حاجة الى ما يقارب 20 ترليون دولار أمريكي لبناء بنى تحتية للنفط والغاز في العالم لتلبية الطلب المتوقع في عام 2035 ، مشيرا إلى أن منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا ستكون مطالبة باستثمار أكثر من 100 ترليون دولار سنويا. وأكد أن الاستثمارات في مجال الطاقة قضية طويل الاجل من حيث المهل الزمنية التي تتعلق بالتشييد وبفترة الاصول المنتجة، مشددا في نفس الوقت على ضرورة وجود شفافية في السوق. ولفت في هذا الصدد الى البيانات والتوقعات الافضل التي تسهم في خفض الاختلال في مجال الطاقة وتقلبات الاسعار حيث يستفيد من ذلك في النهاية كل من المنتجين والمستهلكين لمنتجات الطاقة.

وأوضح سعادته انه بالاضافة الى التعاون الوثيق بين الشركاء العديدين المشاركين في هذه المشاريع فمن الضروري اقامة علاقة وطيدة ومخلصة بين شركات النفط الوطنية وشركات النفط العالمية وذلك أمر مهم لضمان نجاح مشاريع تصل قيمتها لمليارات الدولارات خلال عدة أعوام قادمة. كما أكد سعادة السيد عبدالله بن حمد العطية أن مستقبل مستويات الانتاج سيحددها قرار الاستثمار "الذي نتخذه في الحاضر، وأننا نحتاج إلى أن نؤكد أن الصناعة لديها بيئة تجارية مستقرة تمنحهم الثقة للقيام باستثمارات ضخمة المستوى".

ولفت سعادته الى أن التحدي الرئيسي الثاني الذي يواجهه الاستثمار هو مواصلة تطوير وتطبيق نماذج التقنيات ، مستعرضا في هذا المجال ما تحقق في دولة قطر فيما يتعلق بالتنمية التكنولوجية. وقال إن الجميع يعرف أن قطر دولة منتجة للنفط وهي كذلك أكبر منتج ومصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، وانه تحت السياسة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى تم تحقيق زيادة "لا تصدق" في صناعة الغاز الطبيعي المسال في قطر.

وذكر أن هذه التطورات رافقتها على نحو متواز تطورات هامة في القيمة المتسلسلة لصناعة الغاز ومنها التقنيات المبتكرة التي استخدمت لقياس انتاج الغاز الطبيعي المسال وتصميم أكبر ناقلات للغاز الطبيعي المسال إلى جانب بناء صناعة فريدة من نوعها لتحويل الغاز إلى سائل. وأكد سعادة السيد عبدالله بن حمد العطية أن تحقيق هذه التنمية الضخمة في هذا المجال يظهر أن خلق التكنولوجيا وتطبيقها ضرورة للاستجابة لقضايا تواجه صناعة الطاقة، وان مثل هذا المستوى من الانتاج والمنتجات كان تحقيقه ممكنا فقط عبر التخطيط الحذر والتطبيق الواعي للتقنيات المبتكرة اضافة الى شراكة المستثمرين الدوليين.

كما شدد سعادته على أن استخدام التكنولوجيا تضمن تحقيق كامل فوائد الطاقة التي تعتبر العمود الفقري "لمجتمعنا الحديث الى جانب إقامة تحالفات تكنولوجية تساعد في صناعة النفط والغاز خاصة مع عدم وجود تنافس مباشر في هذه المجالات"، مشيرا إلى أهمية استخدام التعاون العلمي والتبادل في مجال التعليم والنشاطات المشتركة لزيادة المصالح المشتركة والوصول الى الهدف المشترك لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

واستشهد في ذلك بالشراكة مع جامعة تكساس ايه اند ام في قطر التي تقوم بتوسيع منهجها الدراسي الحالي في برامج تخرج الماجستير في الهندسة الكيميائية والتي لا تهدف فقط الى تدريب قادة الغد في نشاطات الطاقة بل ايضا في تطوير برامج البحث الاصلية في الدوحة .. مؤكدا "ان مثل هذا التعاون الدولي مفيد لقطر وبشكل أوسع لصناعة النفط والغاز في العالم".

كما اشار الى ان واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا تستضيف الان أكبر برامج بحثية مع العديد من الشركات الكبرى في مجال النفط وموردي الخدمات.. داعيا في هذا الصدد الى الترحيب بالفرص الجديدة للعمل على مستوى عالمي للاستفادة من سلامة الإنسان في مجال الطاقة والبيئة. وشدد سعادة السيد عبدالله بن حمد العطية على ضرورة العمل على تطوير التكنولوجيا "التي تمكننا من تلبية حاجياتنا للطاقة على نحو آمن وبمسؤولية تجاه البيئة".. موضحا أن الشركات التجارية الكبيرة والصغيرة لديها إمكانية تقديم حلول مبتكرة في هذا المجال.

وأشار إلى أن واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا تقوم بنشاطات متفردة في مجال البيئة لتنفيذ نشاطات في مجال الطاقة والبيئة ، منبها إلى أنه بعد المؤتمر السابع عشر للدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغيير المناخ الذي انعقد في ديربان مؤخرا اتضح جليا بانه لا يزال هناك عمل يجب القيام به قبل الاتفاق على أي استجابة دولية لتغيير المناخ.

وقال "رأينا من قبل تحقيق تقدمات كبيرة في كفاءة استخدام الطاقة المتزايد وتقنيات الطاقة المتجددة ويتضمن ذلك تقنيات متطورة ستسمح لنا بتخفيض انبعاثات الغاز والتكيف مع تأثيرات تغيير المناخ".

وأضاف "أنه دون أدنى شك فان هذا سيؤثر على مستقبل الطاقة العالمي، وعلى المدى الطويل، ويبقى واضحا أن الوقود الاحفوري يظل النقطة المركزية في معادلة الطاقة لعدة عقود قادمة".

وفي ختام كلمته أكد سعادة السيد عبدالله بن حمد العطية على قوة وقدرة الطاقة "وأنه يمكن تلبية الارتفاع غير المسبوق في الطلب على الطاقة اذا ما خططنا الاستثمارات بشكل صحيح وفى وقت مناسب على نحو مستدام".