لولوتي
01-06-2006, 02:00 PM
عبره وعبرات
عمر بهَاء الدين الأميري
___________________________________________
في عِبْرَةِ الموت آيات لمعتبرِ
وفي زواجره ، ردع لمزدجرِ
مابال مَنْ سكنوا رحب القصور نسوا
أحوال أحبابهمْ في أضيق الحُفَرِ
بالأمسِ ساروا بهمْ والحزنُ يغمرهمْ
وأودعوهمْ بلَحدٍ مُطْبِقٍ حَصِرِ
مابين زمرة صدرٍجاش لاعجها
وبين دمعٍ مِنَ العينين مُنحدِرِ
وقيل ماقيل في الدنيا وباطلها
وخيل أنَّهُمُ تابوا مِنَ الأشرِ
واليوم عادوا الى مألوفِ غفلتهمْ
كأنّ دائرة الأيام لم تَدُرِ!
ويعذلون لآهاتٍ ارددها
ودمع عينٍ كَذَوْبِ الجمرِ مُنْهَمِرِ!
يا صحبُ ، لا تعذلوني في البكاء وقد
فقدتُ أمّي ، فقلبي ليسَ مِنْ حجرِ
قلبي قدِ أُنتزعتْ منه حشاشَتُهُ
في فَجأَةٍ ، والرّدى أمرء مِنَ القَدَرِ
أُمّي ، وكانت ضياءً في دُجى عُمْري
وموئلَ النّفْسِ في الجُلّى ومُدَّخَري
وكنتُ في نظر الحبَّ الرؤوم لها
مُجَسَّمَ الفضل في الدنيا ، على عُجَري
ودّعتها قبلَ شهرٍ في ارتقاب غدِ
اللقيا ، وعشنا معاً بالروح في سفري
وعدت في لهفةٍ حرّى لأصحبها
فما لها لا تناديني ؛ "هَلاَ عُمري"
ولا تمدُّ يداً نحوي تُعانقني
ولا تُسائلُ عمّا جدّ مِنْ خَبَري!
وجدتها جَسَداً مُسْجى ، وصُفْرتها
نورٌ رهيفٌ سرى مِنْ جسمها العَطِرِ
فما ملكتُ انكباباً فوق مبسمها
ورأسها ، والجوى في القلب كالشّررِ
سَلّمتُ لله في حمد الرضى ، وأنا
أبكي .. وأبكي .. وقد أبكي مدى عُمْري
عمر بهَاء الدين الأميري
___________________________________________
في عِبْرَةِ الموت آيات لمعتبرِ
وفي زواجره ، ردع لمزدجرِ
مابال مَنْ سكنوا رحب القصور نسوا
أحوال أحبابهمْ في أضيق الحُفَرِ
بالأمسِ ساروا بهمْ والحزنُ يغمرهمْ
وأودعوهمْ بلَحدٍ مُطْبِقٍ حَصِرِ
مابين زمرة صدرٍجاش لاعجها
وبين دمعٍ مِنَ العينين مُنحدِرِ
وقيل ماقيل في الدنيا وباطلها
وخيل أنَّهُمُ تابوا مِنَ الأشرِ
واليوم عادوا الى مألوفِ غفلتهمْ
كأنّ دائرة الأيام لم تَدُرِ!
ويعذلون لآهاتٍ ارددها
ودمع عينٍ كَذَوْبِ الجمرِ مُنْهَمِرِ!
يا صحبُ ، لا تعذلوني في البكاء وقد
فقدتُ أمّي ، فقلبي ليسَ مِنْ حجرِ
قلبي قدِ أُنتزعتْ منه حشاشَتُهُ
في فَجأَةٍ ، والرّدى أمرء مِنَ القَدَرِ
أُمّي ، وكانت ضياءً في دُجى عُمْري
وموئلَ النّفْسِ في الجُلّى ومُدَّخَري
وكنتُ في نظر الحبَّ الرؤوم لها
مُجَسَّمَ الفضل في الدنيا ، على عُجَري
ودّعتها قبلَ شهرٍ في ارتقاب غدِ
اللقيا ، وعشنا معاً بالروح في سفري
وعدت في لهفةٍ حرّى لأصحبها
فما لها لا تناديني ؛ "هَلاَ عُمري"
ولا تمدُّ يداً نحوي تُعانقني
ولا تُسائلُ عمّا جدّ مِنْ خَبَري!
وجدتها جَسَداً مُسْجى ، وصُفْرتها
نورٌ رهيفٌ سرى مِنْ جسمها العَطِرِ
فما ملكتُ انكباباً فوق مبسمها
ورأسها ، والجوى في القلب كالشّررِ
سَلّمتُ لله في حمد الرضى ، وأنا
أبكي .. وأبكي .. وقد أبكي مدى عُمْري