هل للصحافة القطرية عين؟ محمد فهد القحطاني

[qatarface]

في لقاء جريدة الشرق القطرية مع سعادة السيد عبدالله بن حمد العطية رئيس هيئة الرقابة الإدارية والشفافية تمنى أن تكون الصحافة "القوة الخارقة" لمواجهة الفساد والانحرافات، وأن تكون الصحافة "عين" الهيئة للكشف عن القصور والإهمال وسوء الإدارة. فهل هذا التمني واقعي؟ هل تستطيع الصحافة القطرية فعل ذلك؟ في البداية يجب أن نعلم أن تفعيل دور الصحافة لتصبح القوة الخارقة والعين التي تتلصص على الفساد وأهله يحتاج إلى سنّ تشريعات تسهل عليها إمكانية تحقيق ذلك، مثل القوانين التي تفتح لها باب الوصول للمعلومات، وحماية المصادر التي تزود الصحافة بها، لأن أكبر عقبة تعترض الصحافة ومن يعمل فيها هنا في قطر ليس صعوبة فهم المعلومات، وإنما صعوبة الوصول لها. وأقرب مثال على هذه الإعاقة مشروع قانون الأنشطة الإعلامية الذي خرج من بطن وزارة الثقافة، وأقر من مجلس الوزراء، وهو حالياً يناقش في مجلس الشورى، وعما قريب يصبح تشريعاً نافذاً، ومع ذلك عجزت كل الصحف القطرية عن معرفة الطبخة التي فيه، ناهيك عن الحصول على نسخة منه. فكيف بالله تريد منها أن تصبح عيناً لكشف الفساد وهي فاقدة البصر بقدرة قادر عن رؤية التشريعات التي تحدد مستقبل تطورها؟! الصحافة القطرية تمشي في الظلام فكيف تريد منها أن تكشف لك طريق متاهات الفساد؟! المسألة ليست أمنيات الموضوع في نطاق التشريعات، فهلا منحت السلطة الرابعة امتياز الاطلاع على المعلومات. نحن معك نريد صحافة استقصائية تنبش في أدراج الفساد الحكومي، وتنشر غسيل الانحرافات الوسخ على صفحاتها الأولى، ولكن هذه الإرادة تحتاج لتفعيل من أصحاب القرار، وذلك بفتح الطريق أمام الصحافة لتنطلق وتصبح سوبرمان يحارب مراكز القوى في قطر، ولن يتحقق ذلك بحسن نية رئيس هيئة الرقابة الإدارية والشفافية -مع تقديري لكلامه وحسن ظني في جهوده- وإنما نصل لذلك بتوفير بنية تحتية قانونية تخدم ذلك الهدف، وتغري الصحافة باقتحامه ببطولة، وهي تعلم أن هناك إرادة وقانوناً يحمي ظهرها من الكسر.. والسلام.
http://www.alarab.qa/details.php?issueId=1492&artid=166596