امـ حمد
18-01-2012, 03:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من أخلاق المسلم العفة
نشأ يوسف,عليه السلام,محاطًا بعطف أبيه يعقوب، فحسده إخوته، وأخذوه وألقوه في بئر عميقة,وجاءت قافلة إلى البئر،
فوجدت يوسف، فأخذته وذهبت به إلى مصر، ليبيعوه في سوق العبيد، فاشتراه عزيز مصر, لما رأي فيه من كرم
الأصل وجمال الوجه ونبل الطبع، وطلب من امرأته أن تكرمه وتحسن إليه. وكبر يوسف، وصار شاباّ قوياّ جميلاّ،
فأُعجبت به امرأة العزيز، ووسوس لها الشيطان أن تعصي الله معه، فانتظرت خروج العزيز وقامت بغلق الأبواب جيدًا،
واستعدت وهيأت نفسها، ثم دعت يوسف إلى حجرتها، لكن نبي الله يوسف أجابها بكل عفة وطهارة، قائلا(معاذ الله إنه
ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون)معاذ الله أن أجيبكِ إلى ما تريدين، وأنفذ ما تطلبين، وإن كنت قد أغلقت الأبواب،
فإن الله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور,ما هي العفة,العفة هي البعد عن الحرام وسؤال الناس,أنواع
العفة,عفة الجوارح, المسلم يعف يده ورجله وعينه وأذنه وفرجه عن الحرام فلا تغلبه شهواته، وقد أمر الله كل مسلم أن
يعف نفسه ويحفظ فرجه حتى يتيسر له الزواج، فقال تعالى(وليستعفف الذين لا يجدون نكاحًا حتى يغنيهم الله من فضله)
وحث النبي صلى الله عليه وسلم الشباب على الزواج طلبًا للعفة، وأرشد من لا يتيسر له الزواج أن يستعين بالصوم
والعبادة، حتى يغض بصره ويحصن فرجه، فقال الله صلى الله عليه وسلم(يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة
فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وقاية)متفق عليه,عفة الجسد,المسلم
يستر جسده، ويبتعد عن إظهار عوراته,فعلى المسلم أن يستر ما بين سرته إلى ركبتيه، وعلى المسلمة أن تلتزم بالحجاب،
لأن شيمتها العفة والوقار، وقد قال الله,تبارك وتعالى(يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من
جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورًا رحيمًا)وحرم الإسلام النظر إلى المرأة الأجنبية، وأمر الله
المسلمين أن يغضوا أبصارهم، فقال(قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم)وقال تعالى(وقل للمؤمنات
يغضضن أبصارهن ويحفظن فروجهن)وفي الحديث القدسي(النظرة سهم مسموم من سهام إبليس، من تركها من مخافتي
أبدلته إيمانًا يجد حلاوته في قلبه)الطبراني والحاكم,والعفة عن أموال الغير,المسلم عفيف عن أموال غيره لا يأخذها بغير
حق,وقد دخل على الخليفة عمر بن عبد العزيز,رضي الله عنه,أحد وزرائه ليلا يعرض عليه أمور الدولة, ولما انتهى
الوزير من ذلك، أخذ يسامر الخليفة ويتحدث معه في بعض الأمور الخاصة، فطلب منه عمر الانتظار، وقام فأطفأ
المصباح، وأوقد مصباحًا غيره، فتعجب الوزير وقال,يا أمير المؤمنين، إن المصباح الذي أطفأتَه ليس به عيب، فلم فعلتَ
ذلك,فقال عمر,المصباح الذي أطفأته يوقد بزيت من مال المسلمين,بحثنا أمور الدولة على ضوئه، فلما انتقلنا إلى
أمورنا الخاصة أطفأته، وأوقدت مصباحًا يوقد بزيت من مالي الخاص,وبهذا يضرب لنا عمر بن عبد العزيز المثل الأعلى
في التعفف عن أموال الدولة مهما كانت صغيرة,كما أن المسلم يتعفف عن مال اليتيم إذا كان يرعاه ويقوم على
شئونه، فإن كان غنيَّا فلا يأخذ منه شيئًا، بل ينميه ويحسن إليه طلبًا لمرضاة الله عز وجل، يقول تعالى(ومن كان غنيًا
فليستعفف)عفة المأكل والمشرب,المسلم يعف نفسه ويمتنع عن وضع اللقمة الحرام في جوفه، لأن من وضع لقمة حرامًا في
فمه لا يتقبل الله منه عبادة أربعين يومًا، وكل لحم نبت من حرام فالنار أولي به، يقول تعالى(يا أيها الذين آمنوا كلوا من
طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون)وحثنا النبي صلى الله عليه وسلم على الأكل من الحلال، وبين أن
أفضل الطعام هو ما كان من عمل الإنسان،وذلك لأن في الكسب الحلال عزة وشرفًا، وفي الحرام الذل والهوان والنار,
ويقول صلى الله عليه وسلم(إنه لا يربو(يزيد أو ينمو) لحم نبت من سحت(مال حرام)إلا كانت النار أولى به)الترمذي,
وعفة اللسان,المسلم يعف لسانه عن السب والشتم، فلا يقول إلا طيبًا، ولا يتكلم إلا بخير، والله تعالى,يصف المسلمين
بقوله(وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد)ويقول عز وجل عن نوع الكلام الذي يقبله(إليه يصعد الكلم
الطيب والعمل الصالح يرفعه)ويقول صلى الله عليه وسلم(ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء)
الترمذي,والتعفف عن سؤال الناس,المسلم يعف نفسه عن سؤال الناس إذا احتاج، فلا يتسول ولا يطلب المال بدون
عمل، وقد مدح الله أناسًا من الفقراء لا يسألون الناس لكثرة عفتهم، فقال تعالى(يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم
بسيماهم لا يسألون الناس إلحافًا)فضل العفة,وإذا التزم المسلم بعفته وطهارته فإن له عظيم الأجر ووافر الثواب عند الله،
قال الله صلى الله عليه وسلم(ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله)متفق عليه,ولذلك كان الرسول صلى الله عليه
وسلم يدعو ربه فيقول(اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى)مسلم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من أخلاق المسلم العفة
نشأ يوسف,عليه السلام,محاطًا بعطف أبيه يعقوب، فحسده إخوته، وأخذوه وألقوه في بئر عميقة,وجاءت قافلة إلى البئر،
فوجدت يوسف، فأخذته وذهبت به إلى مصر، ليبيعوه في سوق العبيد، فاشتراه عزيز مصر, لما رأي فيه من كرم
الأصل وجمال الوجه ونبل الطبع، وطلب من امرأته أن تكرمه وتحسن إليه. وكبر يوسف، وصار شاباّ قوياّ جميلاّ،
فأُعجبت به امرأة العزيز، ووسوس لها الشيطان أن تعصي الله معه، فانتظرت خروج العزيز وقامت بغلق الأبواب جيدًا،
واستعدت وهيأت نفسها، ثم دعت يوسف إلى حجرتها، لكن نبي الله يوسف أجابها بكل عفة وطهارة، قائلا(معاذ الله إنه
ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون)معاذ الله أن أجيبكِ إلى ما تريدين، وأنفذ ما تطلبين، وإن كنت قد أغلقت الأبواب،
فإن الله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور,ما هي العفة,العفة هي البعد عن الحرام وسؤال الناس,أنواع
العفة,عفة الجوارح, المسلم يعف يده ورجله وعينه وأذنه وفرجه عن الحرام فلا تغلبه شهواته، وقد أمر الله كل مسلم أن
يعف نفسه ويحفظ فرجه حتى يتيسر له الزواج، فقال تعالى(وليستعفف الذين لا يجدون نكاحًا حتى يغنيهم الله من فضله)
وحث النبي صلى الله عليه وسلم الشباب على الزواج طلبًا للعفة، وأرشد من لا يتيسر له الزواج أن يستعين بالصوم
والعبادة، حتى يغض بصره ويحصن فرجه، فقال الله صلى الله عليه وسلم(يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة
فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وقاية)متفق عليه,عفة الجسد,المسلم
يستر جسده، ويبتعد عن إظهار عوراته,فعلى المسلم أن يستر ما بين سرته إلى ركبتيه، وعلى المسلمة أن تلتزم بالحجاب،
لأن شيمتها العفة والوقار، وقد قال الله,تبارك وتعالى(يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من
جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورًا رحيمًا)وحرم الإسلام النظر إلى المرأة الأجنبية، وأمر الله
المسلمين أن يغضوا أبصارهم، فقال(قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم)وقال تعالى(وقل للمؤمنات
يغضضن أبصارهن ويحفظن فروجهن)وفي الحديث القدسي(النظرة سهم مسموم من سهام إبليس، من تركها من مخافتي
أبدلته إيمانًا يجد حلاوته في قلبه)الطبراني والحاكم,والعفة عن أموال الغير,المسلم عفيف عن أموال غيره لا يأخذها بغير
حق,وقد دخل على الخليفة عمر بن عبد العزيز,رضي الله عنه,أحد وزرائه ليلا يعرض عليه أمور الدولة, ولما انتهى
الوزير من ذلك، أخذ يسامر الخليفة ويتحدث معه في بعض الأمور الخاصة، فطلب منه عمر الانتظار، وقام فأطفأ
المصباح، وأوقد مصباحًا غيره، فتعجب الوزير وقال,يا أمير المؤمنين، إن المصباح الذي أطفأتَه ليس به عيب، فلم فعلتَ
ذلك,فقال عمر,المصباح الذي أطفأته يوقد بزيت من مال المسلمين,بحثنا أمور الدولة على ضوئه، فلما انتقلنا إلى
أمورنا الخاصة أطفأته، وأوقدت مصباحًا يوقد بزيت من مالي الخاص,وبهذا يضرب لنا عمر بن عبد العزيز المثل الأعلى
في التعفف عن أموال الدولة مهما كانت صغيرة,كما أن المسلم يتعفف عن مال اليتيم إذا كان يرعاه ويقوم على
شئونه، فإن كان غنيَّا فلا يأخذ منه شيئًا، بل ينميه ويحسن إليه طلبًا لمرضاة الله عز وجل، يقول تعالى(ومن كان غنيًا
فليستعفف)عفة المأكل والمشرب,المسلم يعف نفسه ويمتنع عن وضع اللقمة الحرام في جوفه، لأن من وضع لقمة حرامًا في
فمه لا يتقبل الله منه عبادة أربعين يومًا، وكل لحم نبت من حرام فالنار أولي به، يقول تعالى(يا أيها الذين آمنوا كلوا من
طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون)وحثنا النبي صلى الله عليه وسلم على الأكل من الحلال، وبين أن
أفضل الطعام هو ما كان من عمل الإنسان،وذلك لأن في الكسب الحلال عزة وشرفًا، وفي الحرام الذل والهوان والنار,
ويقول صلى الله عليه وسلم(إنه لا يربو(يزيد أو ينمو) لحم نبت من سحت(مال حرام)إلا كانت النار أولى به)الترمذي,
وعفة اللسان,المسلم يعف لسانه عن السب والشتم، فلا يقول إلا طيبًا، ولا يتكلم إلا بخير، والله تعالى,يصف المسلمين
بقوله(وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد)ويقول عز وجل عن نوع الكلام الذي يقبله(إليه يصعد الكلم
الطيب والعمل الصالح يرفعه)ويقول صلى الله عليه وسلم(ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء)
الترمذي,والتعفف عن سؤال الناس,المسلم يعف نفسه عن سؤال الناس إذا احتاج، فلا يتسول ولا يطلب المال بدون
عمل، وقد مدح الله أناسًا من الفقراء لا يسألون الناس لكثرة عفتهم، فقال تعالى(يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم
بسيماهم لا يسألون الناس إلحافًا)فضل العفة,وإذا التزم المسلم بعفته وطهارته فإن له عظيم الأجر ووافر الثواب عند الله،
قال الله صلى الله عليه وسلم(ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله)متفق عليه,ولذلك كان الرسول صلى الله عليه
وسلم يدعو ربه فيقول(اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى)مسلم.