شمعة الحب
03-06-2006, 03:32 PM
هل تحتاج سوق الأسهم السعودية إلى مؤشرات جديدة؟
راضي صالح الحداد - مدير خدمات الاستثمار والتخطيط المالي - البنك السعودي للاستثم - - 07/05/1427هـ
هل هناك حاجة إلى وجود مؤشرات أخرى لقياس أداء سوق الأسهم السعودية؟
الإجابة على هذا التساؤل تفترض أولاً تحديد أسباب الحاجة، والحاجة قد تتبلور من فرضيتين:
أولاهما: عدم دقة المؤشر بغض النظر عن الأسباب المتعلقة بالدقة والفرضية الثانية هي: عدم ملاءمة المؤشر الحالي لجميع أنماط المستثمرين.
بالنسبة إلى الفرضية الأولى والمتعلقة بالدقة، فإن المؤشر يتبع منهجية شائعة الاستخدام في الأسواق العالمية، وهي منهجية القيمة السوقية المرجحة، التي تفترض أن سوق الأسهم عبارة عن محفظة استثمارية (محفظة السوق)، وأن أداءها يعتمد على أداء مكوناتها النسبية ومن أبرز المؤشرات التي تستخدم هذه المنهجية مؤشر S&P500 لسوق الأسهم الأمريكية، وFT100 للسوق الأمريكية، ولا تثير العينة أي جدلية، إذ إن المؤشر يضم جميع مكونات سوق الأسهم السعودية، وقد يُثار عن أسلوب ضم الشركات المدرجة حديثاً في المؤشر، هل تتم إضافتها بعد تداولها مباشرة أو ريثما تستقر أسعارها، ولكن هذه مسألة جانبية لن تثري النقاش، والنقطة الخلافية الأخرى تتعلق بالسيولة، إذ إن المؤشر يضم جميع أسهم الشركات بغض النظر عن قابليتها للتداول، وهذا خلاف بعض الاتجاهات الحديثة التي تنادي باعتماد الأسهم القابلة للتداول فقط.
وبشكل مختصر يمكن القول إنه ليس هناك حاجة إلى وجود مؤشرات أخرى بناء على الفرضية الأولى المتعلقة بالدقة بخلاف الأسباب المتعلقة بالسيولة.
في اعتقادي أن منبع الحاجة ينبع من الفرضية الثانية، وهي عدم ملاءمة المؤشر الحالي لجميع أنماط المستثمرين خصوصاً بعد اتساع السوق من ناحية، عدد الشركات المدرجة، كمية التداول، عدد المستثمرين.
سأحاول أن أقترح مؤشرات أخرى تتلاءم مع أنماط المستثمرين الذين يبحثون عن مقياس ملائم لأداء استراتيجيات مختلفة يمكن على أساسها تكوين محافظهم الاستثمارية، وبالتالي تكون لديهم وسيلة عملية يمكن من خلالها قياس أداء عوائد ومخاطر الاستراتيجيات المختلفة ومن ثم مكافأة المديرين.
1 - استراتيجية محفظة السوق
المستثمرون الذين يستهدفون تحقيق عائد السوق يفترضون أن سوق الأسهم (محفظة أسهم) ويمكن لهم تكوين محفظة مشابهة لمحفظة السوق من خلال توزيع استثماراتهم على الأسهم بالأوزان النسبية نفسها للحصول على العائد نفسه.
المؤشر الحالي للسوق السعودية (تداول) يعتبر ملائماً لقياس أداء هذه الاستراتيجية، التي تتلاءم مع أنماط العديد من المستثمرين مثل صناديق الاستثمار الدولية، أو صناديق منطقة معينة مثل صناديق الدول العربية، أو الخليجية وكذلك الشركات الكبرى، أو صناديق معاشات التقاعد أو المؤسسات الوقفية.
ويتم احتساب قيمة المؤشر من خلال معرفة القيمة السوقية لجميع مكونات المؤشر في سنة الأساس، ثم مقارنة القيمة السوقية لأي فترة مع قيمة سنة الأساس لمعرفة النمو في المؤشر بعد إحداث التعديلات المطلوبة، خصوصاً في حالة إضافة أو حذف شركات من المؤشر أو زيادة الأسهم أو تخفيضها من خلال المعاملة النقدية .
ومن أبرز عيوب هذا المؤشر حساسيته للشركات الكبيرة، ويصبح هذا العيب أكثر وضوحاً بالنسبة للسوق السعودية حيث إن أكبر ثلاث شركات تمثل نحو 50 في المائة من القيمة السوقية للمؤشر، مما يجعل هذا المؤشر أكثر حساسية بشكل مفرط للتغيرات في أسعار ثلاث شركات: سابك، الاتصالات، الراجحي، ولإبراز هذه الحساسية لنفترض أن هذه الشركات ارتفعت بنسبة 10 في المائة، فإن ذلك يشير إلى أن المؤشر سيرتـفع 5 في المائة، مما يجعل الاستراتيجية التي تتخذ من هذا المؤشر أساساً في تكوينها ذات مخاطر أكبر نتيجة للتركيز، كما أن هناك مخاطر إضافية، لمثل هذه الاستراتيجية إذ تفترض الاستراتيجية أن قيمة الشركة في حالة تداول جزء من أسهمها مساوياً لقيمها في حالة تداول كل أسهمها، وهذا الافتراض خاطئ، ولنتخيل أن الحكومة باعت كل حصتها في "سابك"، بحيث أصبحت كل أسهم شركة سابك قابلة للتداول هل ستظل عوائد أسهم ومخاطرة دون تغير، إن قانون العرض والطلب يتضمن حقائق مختلفة.
لذا قد يكون من المفيد لاحتساب قيمة المؤشر الاعتماد على الأسهم القابلة للتداول فقط مما سينتج عنه أولاً تقليل التركيز، وعدم الاعتماد على افتراضيات خاطئة فيما يتعلق بعوائد ومخاطر أسهم الشركات الذي لا يتداول جزءا كبيرا من الأسهم بالإضافة إلى زيادة تأثير تحركات أسعار أسهم الشركات الصغيرة والمتوسطة على أداء المؤشر.
2 - المستثمرون الذين يستهدفون عائد محفظة الفرص
النمط الآخر من المستثمرين لا يعتمدون القيمة الرأسمالية أساساً في توزيع أموالهم على الأسهم إما بسبب مشكلة الانحياز إلى الشركات الكبيرة، مما يجعل المحفظة تتعرض لمخاطر كبيرة أو لأسباب أخرى تتعلق بحجم الأموال أو فلسفة الاستثمار، هؤلاء المستثمرون يعتمدون منهاجاً آخر في تكوين محافظهم الاستثمارية، حيث يفترضون أن الأسهم المدرجة في السوق لكل شركة تمثل فرصة استثمارية بغض النظر عن قيمة الشركة الرأسمالية، مجموع هذه الفرص تسمى محفظة فرص السوق، ويمكن تعريف محفظة فرص السوق بأنها مجموع أسعار الأسهم في السوق، ويمكن استخراج عائد هذه المحفظة بمقارنة التغير في متوسط الأسعار ومحفظة الفرص مقارنة بسند الأساس، وهذا ما يسمى مؤشر السعر المرجح، ولتوضيح عائد محفظة الفرص أو عائد مؤشر السعر المرجح،
إن اعتماد مؤشر يعتمد على أساس منهجية السعر المرجح سيقلل بشكل كبير الانحياز إلى الشركات الكبيرة من ناحية القيمة السوقية الرأسمالية، ويتيح للشركات المتوسطة والصغيرة التأثير على أداء المؤشر، كما أنه يعكس أداء جزء كبير من المستثمرين السعوديين الذين تركزت استثماراتهم في الأسهم الصغيرة والمتوسطة، ويعكس صورة حقيقية إلى بناء الثروات بسبب قوة تأثير المرافعة المالية، ومدى المخاطرة التي تعرض لها المستثمرون عند هبوط السوق بشكل كبير، وبالتالي يصبح لدى المحللين الماليين معلومات عن تحليل مخاطر وعوائد الاستراتيجيات المختلفة، مما يساعدهم على إدارة المخاطر بشكل أكثر مهنية، قد يثير انتقاداً على أن اعتماد المؤشر على سعر السهم بدلاً من قيمة الشركة سيؤدي في نهاية المطاف إلى التركيز.
يتبع
راضي صالح الحداد - مدير خدمات الاستثمار والتخطيط المالي - البنك السعودي للاستثم - - 07/05/1427هـ
هل هناك حاجة إلى وجود مؤشرات أخرى لقياس أداء سوق الأسهم السعودية؟
الإجابة على هذا التساؤل تفترض أولاً تحديد أسباب الحاجة، والحاجة قد تتبلور من فرضيتين:
أولاهما: عدم دقة المؤشر بغض النظر عن الأسباب المتعلقة بالدقة والفرضية الثانية هي: عدم ملاءمة المؤشر الحالي لجميع أنماط المستثمرين.
بالنسبة إلى الفرضية الأولى والمتعلقة بالدقة، فإن المؤشر يتبع منهجية شائعة الاستخدام في الأسواق العالمية، وهي منهجية القيمة السوقية المرجحة، التي تفترض أن سوق الأسهم عبارة عن محفظة استثمارية (محفظة السوق)، وأن أداءها يعتمد على أداء مكوناتها النسبية ومن أبرز المؤشرات التي تستخدم هذه المنهجية مؤشر S&P500 لسوق الأسهم الأمريكية، وFT100 للسوق الأمريكية، ولا تثير العينة أي جدلية، إذ إن المؤشر يضم جميع مكونات سوق الأسهم السعودية، وقد يُثار عن أسلوب ضم الشركات المدرجة حديثاً في المؤشر، هل تتم إضافتها بعد تداولها مباشرة أو ريثما تستقر أسعارها، ولكن هذه مسألة جانبية لن تثري النقاش، والنقطة الخلافية الأخرى تتعلق بالسيولة، إذ إن المؤشر يضم جميع أسهم الشركات بغض النظر عن قابليتها للتداول، وهذا خلاف بعض الاتجاهات الحديثة التي تنادي باعتماد الأسهم القابلة للتداول فقط.
وبشكل مختصر يمكن القول إنه ليس هناك حاجة إلى وجود مؤشرات أخرى بناء على الفرضية الأولى المتعلقة بالدقة بخلاف الأسباب المتعلقة بالسيولة.
في اعتقادي أن منبع الحاجة ينبع من الفرضية الثانية، وهي عدم ملاءمة المؤشر الحالي لجميع أنماط المستثمرين خصوصاً بعد اتساع السوق من ناحية، عدد الشركات المدرجة، كمية التداول، عدد المستثمرين.
سأحاول أن أقترح مؤشرات أخرى تتلاءم مع أنماط المستثمرين الذين يبحثون عن مقياس ملائم لأداء استراتيجيات مختلفة يمكن على أساسها تكوين محافظهم الاستثمارية، وبالتالي تكون لديهم وسيلة عملية يمكن من خلالها قياس أداء عوائد ومخاطر الاستراتيجيات المختلفة ومن ثم مكافأة المديرين.
1 - استراتيجية محفظة السوق
المستثمرون الذين يستهدفون تحقيق عائد السوق يفترضون أن سوق الأسهم (محفظة أسهم) ويمكن لهم تكوين محفظة مشابهة لمحفظة السوق من خلال توزيع استثماراتهم على الأسهم بالأوزان النسبية نفسها للحصول على العائد نفسه.
المؤشر الحالي للسوق السعودية (تداول) يعتبر ملائماً لقياس أداء هذه الاستراتيجية، التي تتلاءم مع أنماط العديد من المستثمرين مثل صناديق الاستثمار الدولية، أو صناديق منطقة معينة مثل صناديق الدول العربية، أو الخليجية وكذلك الشركات الكبرى، أو صناديق معاشات التقاعد أو المؤسسات الوقفية.
ويتم احتساب قيمة المؤشر من خلال معرفة القيمة السوقية لجميع مكونات المؤشر في سنة الأساس، ثم مقارنة القيمة السوقية لأي فترة مع قيمة سنة الأساس لمعرفة النمو في المؤشر بعد إحداث التعديلات المطلوبة، خصوصاً في حالة إضافة أو حذف شركات من المؤشر أو زيادة الأسهم أو تخفيضها من خلال المعاملة النقدية .
ومن أبرز عيوب هذا المؤشر حساسيته للشركات الكبيرة، ويصبح هذا العيب أكثر وضوحاً بالنسبة للسوق السعودية حيث إن أكبر ثلاث شركات تمثل نحو 50 في المائة من القيمة السوقية للمؤشر، مما يجعل هذا المؤشر أكثر حساسية بشكل مفرط للتغيرات في أسعار ثلاث شركات: سابك، الاتصالات، الراجحي، ولإبراز هذه الحساسية لنفترض أن هذه الشركات ارتفعت بنسبة 10 في المائة، فإن ذلك يشير إلى أن المؤشر سيرتـفع 5 في المائة، مما يجعل الاستراتيجية التي تتخذ من هذا المؤشر أساساً في تكوينها ذات مخاطر أكبر نتيجة للتركيز، كما أن هناك مخاطر إضافية، لمثل هذه الاستراتيجية إذ تفترض الاستراتيجية أن قيمة الشركة في حالة تداول جزء من أسهمها مساوياً لقيمها في حالة تداول كل أسهمها، وهذا الافتراض خاطئ، ولنتخيل أن الحكومة باعت كل حصتها في "سابك"، بحيث أصبحت كل أسهم شركة سابك قابلة للتداول هل ستظل عوائد أسهم ومخاطرة دون تغير، إن قانون العرض والطلب يتضمن حقائق مختلفة.
لذا قد يكون من المفيد لاحتساب قيمة المؤشر الاعتماد على الأسهم القابلة للتداول فقط مما سينتج عنه أولاً تقليل التركيز، وعدم الاعتماد على افتراضيات خاطئة فيما يتعلق بعوائد ومخاطر أسهم الشركات الذي لا يتداول جزءا كبيرا من الأسهم بالإضافة إلى زيادة تأثير تحركات أسعار أسهم الشركات الصغيرة والمتوسطة على أداء المؤشر.
2 - المستثمرون الذين يستهدفون عائد محفظة الفرص
النمط الآخر من المستثمرين لا يعتمدون القيمة الرأسمالية أساساً في توزيع أموالهم على الأسهم إما بسبب مشكلة الانحياز إلى الشركات الكبيرة، مما يجعل المحفظة تتعرض لمخاطر كبيرة أو لأسباب أخرى تتعلق بحجم الأموال أو فلسفة الاستثمار، هؤلاء المستثمرون يعتمدون منهاجاً آخر في تكوين محافظهم الاستثمارية، حيث يفترضون أن الأسهم المدرجة في السوق لكل شركة تمثل فرصة استثمارية بغض النظر عن قيمة الشركة الرأسمالية، مجموع هذه الفرص تسمى محفظة فرص السوق، ويمكن تعريف محفظة فرص السوق بأنها مجموع أسعار الأسهم في السوق، ويمكن استخراج عائد هذه المحفظة بمقارنة التغير في متوسط الأسعار ومحفظة الفرص مقارنة بسند الأساس، وهذا ما يسمى مؤشر السعر المرجح، ولتوضيح عائد محفظة الفرص أو عائد مؤشر السعر المرجح،
إن اعتماد مؤشر يعتمد على أساس منهجية السعر المرجح سيقلل بشكل كبير الانحياز إلى الشركات الكبيرة من ناحية القيمة السوقية الرأسمالية، ويتيح للشركات المتوسطة والصغيرة التأثير على أداء المؤشر، كما أنه يعكس أداء جزء كبير من المستثمرين السعوديين الذين تركزت استثماراتهم في الأسهم الصغيرة والمتوسطة، ويعكس صورة حقيقية إلى بناء الثروات بسبب قوة تأثير المرافعة المالية، ومدى المخاطرة التي تعرض لها المستثمرون عند هبوط السوق بشكل كبير، وبالتالي يصبح لدى المحللين الماليين معلومات عن تحليل مخاطر وعوائد الاستراتيجيات المختلفة، مما يساعدهم على إدارة المخاطر بشكل أكثر مهنية، قد يثير انتقاداً على أن اعتماد المؤشر على سعر السهم بدلاً من قيمة الشركة سيؤدي في نهاية المطاف إلى التركيز.
يتبع