شمعة الحب
03-06-2006, 04:14 PM
http://www.aleqt.com/nwspic/28781.jpg
حمى كأس العالم تنتقل إلى خبراء البنوك. . ويربطونها بارتفاع أسعار النفط
ما العلاقة بين أسواق المال وكرة القدم؟
فرانكفورتر الجماينة - - 07/05/1427هـ
ترى هل هناك رابط ما بين أسعار النفط العالمية وفرص الفريق السعودي في الفوز خلال مباريات كأس العالم لكرة القدم؟ وهل يسرف البريطانيون حقا في شغبهم في الملاعب كما هو شائع؟.
وهل الزمن الفعلي لمباراة كرة القدم هو 90 دقيقة حقا؟ و هل لاعبو كرة القدم أغبياء؟ والسؤال الأهم: من هو الفريق الذي سيفوز بلقب بطل العالم في كرة القدم؟
فإذا كنت ممن يصدقون ما يقوله خبراء الاقتصاد و البنوك فأنت أيضا ممن يرى أن كل هذه الأسئلة أجوبتها بسيطة: فكلما ازدادت أسعار النفط ارتفاعا زادت نسبة إحراز الأهداف، أما البريطانيون فهم لا يسرفون كثيراً في الشغب كما يشاع عنهم، و بالنسبة للاعبي كرة القدم فإن التحصيل العلمي نادرا ما تلازمه موهبة في لعب كرة القدم و بالطبع ستحرز البرازيل لقب بطولة كأس العالم في كرة القدم. هذا على الأقل ما يقوله بنك جولدمان زاكس للاستثمار وبنك ديكا.
إن عملاء البنوك المعتادين على نشر البنوك دراسات حول أسعار الصرف أو معدلات التضخم نادرا ما صادفتهم أبحاث بعناوين مثل: "كأس العالم والاقتصاد عام 2006" ولكن هذه هي فعلا الدراسة التي أعدها بنك جولدمان زاكس الاستثماري، كما نشر بنك ديكا أيضا وجهات نظره الاقتصادية حول مباريات كأس العالم لكرة القدم في دراسة مشابهة. ودراسات من هذا النوع تشي بما يجمع بين خبراء كرة القدم المحترفين وبين عباقرة البنوك. فمن خلال كم هائل من البيانات والإحصاءات والقوائم تجري محاولة التنبؤ بمجريات تطور أسعار الصرف أو بنتائج البطولات العالمية. والسؤال هو: ما الذي يدفع اقتصاديي البنوك لتجربة أدواتهم الفنية على ميدان غير ميدانهم؟ ويرد على هذا التساؤل أحد العاملين في بنك ديكا بنوع من الثقة في النفس فيقول: "إن التنبؤ هو مهنتنا، و تنبؤاتنا يتسع نطاقها من التنبؤ بأسعار الصرف، التي تتغير من لحظة للحظة، إلى التنبؤ بالإيجارات لعام 2016". وفي ضوء هذه التحديات، ترى ما هي التوقعات لـ 64 مباراة من مباريات كأس العالم؟
إن خبراء كرة القدم الذين يتوقعون مجريات سير إحدى المباريات لا بد أنهم يستعينون بنتائج المباريات السابقة. أما خبراء الاقتصاد فيثقون أكثر بالمتغيرات الاقتصادية، ولهذا استعان الخبراء في بنك ديكا بالنماذج الاقتصادية وبالعمليات التقريبية التي تحاول أن تؤشر إلى العلاقة بين الإنجاز الاقتصادي والإنجاز الرياضي لأي بلد من البلدان. وبناء على ذلك خرجوا بنتيجة أن احتمالات فوز فريق البرازيل ببطولة كأس العالم يبلغ 19 في المائة بينما لا تزيد هذه النسبة لدى ألمانيا على نسبة 9 في المائة فقط.
أما في بنك جولدمان زاكس فقد تم الاعتماد على تتبع آثار الأسواق وعلى تقديرات مدققي الحسابات وكانت النتيجة أن فرص فوز البرازيل بالبطولة تبلغ نسبتها 12 في المائة، وفرص فوز ألمانيا بهذه البطولة 5 في المائة فقط.
ورغم ما يتعرض له التنبؤ من غمز ولمز فإنه يمثل عملا جادا وله أساس علمي أكاديمي، ففي اقتصاد الرياضة توجد العديد من الدراسات الجادة التي تبحث في الأسباب الاقتصادية التي تقف وراء النجاحات الرياضية التي تحققها أمة من الأمم. غير أن بنك ديكا لا يثق ـ على الأرجح - بهذه المنهجية ثقة كافية. ولهذا - و من قبيل الالتزام بالحذر - استعان البنك في دراسته بالدائرة الاقتصادية لتتبع نتائج المباريات وجاءت هنا البرازيل أيضا في المقدمة. ولكن إلى أي حد يحمل بنك جولدمان زاكس هذا الموضوع على محمل الجد؟ ونقرأ الإجابة على هذا السؤال في مقدمة الدراسة حيث كتب يوشكا فيشر وزير الخارجية الألماني السابق عن كرة القدم وعن العولمة. كما يطالب جوردان براون وزير الخزانة البريطاني منتخب بلاده بالفوز بكأس العالم. وكذلك شارك كل من سير أليكس فيرجسون وأرمينيو فراغا محافظ البنك المركزي البرازيلي السابق وديفيد بيكهام لاعب كرة القدم البريطاني المشهور في الكتابة في دراسة جولدمان زاكس.
ولا ينبغي للمرء على أية حال أن يحمل على محمل الجد بعض النتائج الأخرى التي أفرزتها هذه الدراسات، فمثلا يقرر اقتصاديو بنك ديكا في دراستهم بأن ثمة علاقة عكسية بين مستوى التعليم السائد في بلد من البلدان وبين فنون الكرة وبناء على ذلك يستنتجون بصورة قطعية أنه لا حاجة إلى تقديم الدعم للجامعات المتفوقة علميا وتقديمه بدلا من ذلك لملاعب الكرة. كما أن على من يتعامل مع المشكلة الديموغرافية الألمانية بشكل جاد أن يحترم التقييمات التي أجريت للمباريات السابقة وأثرها في مكانة الأسرة، وإلا فلا بد له من أن يأخذ بالحسبان تأثير البطولة العالمية في معدل الولادات.
أما فيما يتعلق بدرجة الدقة في هذه التوقعات و التقديرات التي يجريها اقتصاديو البنوك فلن نتمكن من معرفتها إلا بعد نهاية مباريات كأس العالم وإذا حدث وأن أصبنا بخيبة أمل من فن التنبؤ لدى خبراء اقتصاديات كرة القدم العاملين في البنوك فعلينا أن نتذكر أن مباريات كرة القدم، شأنها في ذلك شأن أسواق رأس المال، لا يمكن التعويل عليها أو التنبؤ بها.
حمى كأس العالم تنتقل إلى خبراء البنوك. . ويربطونها بارتفاع أسعار النفط
ما العلاقة بين أسواق المال وكرة القدم؟
فرانكفورتر الجماينة - - 07/05/1427هـ
ترى هل هناك رابط ما بين أسعار النفط العالمية وفرص الفريق السعودي في الفوز خلال مباريات كأس العالم لكرة القدم؟ وهل يسرف البريطانيون حقا في شغبهم في الملاعب كما هو شائع؟.
وهل الزمن الفعلي لمباراة كرة القدم هو 90 دقيقة حقا؟ و هل لاعبو كرة القدم أغبياء؟ والسؤال الأهم: من هو الفريق الذي سيفوز بلقب بطل العالم في كرة القدم؟
فإذا كنت ممن يصدقون ما يقوله خبراء الاقتصاد و البنوك فأنت أيضا ممن يرى أن كل هذه الأسئلة أجوبتها بسيطة: فكلما ازدادت أسعار النفط ارتفاعا زادت نسبة إحراز الأهداف، أما البريطانيون فهم لا يسرفون كثيراً في الشغب كما يشاع عنهم، و بالنسبة للاعبي كرة القدم فإن التحصيل العلمي نادرا ما تلازمه موهبة في لعب كرة القدم و بالطبع ستحرز البرازيل لقب بطولة كأس العالم في كرة القدم. هذا على الأقل ما يقوله بنك جولدمان زاكس للاستثمار وبنك ديكا.
إن عملاء البنوك المعتادين على نشر البنوك دراسات حول أسعار الصرف أو معدلات التضخم نادرا ما صادفتهم أبحاث بعناوين مثل: "كأس العالم والاقتصاد عام 2006" ولكن هذه هي فعلا الدراسة التي أعدها بنك جولدمان زاكس الاستثماري، كما نشر بنك ديكا أيضا وجهات نظره الاقتصادية حول مباريات كأس العالم لكرة القدم في دراسة مشابهة. ودراسات من هذا النوع تشي بما يجمع بين خبراء كرة القدم المحترفين وبين عباقرة البنوك. فمن خلال كم هائل من البيانات والإحصاءات والقوائم تجري محاولة التنبؤ بمجريات تطور أسعار الصرف أو بنتائج البطولات العالمية. والسؤال هو: ما الذي يدفع اقتصاديي البنوك لتجربة أدواتهم الفنية على ميدان غير ميدانهم؟ ويرد على هذا التساؤل أحد العاملين في بنك ديكا بنوع من الثقة في النفس فيقول: "إن التنبؤ هو مهنتنا، و تنبؤاتنا يتسع نطاقها من التنبؤ بأسعار الصرف، التي تتغير من لحظة للحظة، إلى التنبؤ بالإيجارات لعام 2016". وفي ضوء هذه التحديات، ترى ما هي التوقعات لـ 64 مباراة من مباريات كأس العالم؟
إن خبراء كرة القدم الذين يتوقعون مجريات سير إحدى المباريات لا بد أنهم يستعينون بنتائج المباريات السابقة. أما خبراء الاقتصاد فيثقون أكثر بالمتغيرات الاقتصادية، ولهذا استعان الخبراء في بنك ديكا بالنماذج الاقتصادية وبالعمليات التقريبية التي تحاول أن تؤشر إلى العلاقة بين الإنجاز الاقتصادي والإنجاز الرياضي لأي بلد من البلدان. وبناء على ذلك خرجوا بنتيجة أن احتمالات فوز فريق البرازيل ببطولة كأس العالم يبلغ 19 في المائة بينما لا تزيد هذه النسبة لدى ألمانيا على نسبة 9 في المائة فقط.
أما في بنك جولدمان زاكس فقد تم الاعتماد على تتبع آثار الأسواق وعلى تقديرات مدققي الحسابات وكانت النتيجة أن فرص فوز البرازيل بالبطولة تبلغ نسبتها 12 في المائة، وفرص فوز ألمانيا بهذه البطولة 5 في المائة فقط.
ورغم ما يتعرض له التنبؤ من غمز ولمز فإنه يمثل عملا جادا وله أساس علمي أكاديمي، ففي اقتصاد الرياضة توجد العديد من الدراسات الجادة التي تبحث في الأسباب الاقتصادية التي تقف وراء النجاحات الرياضية التي تحققها أمة من الأمم. غير أن بنك ديكا لا يثق ـ على الأرجح - بهذه المنهجية ثقة كافية. ولهذا - و من قبيل الالتزام بالحذر - استعان البنك في دراسته بالدائرة الاقتصادية لتتبع نتائج المباريات وجاءت هنا البرازيل أيضا في المقدمة. ولكن إلى أي حد يحمل بنك جولدمان زاكس هذا الموضوع على محمل الجد؟ ونقرأ الإجابة على هذا السؤال في مقدمة الدراسة حيث كتب يوشكا فيشر وزير الخارجية الألماني السابق عن كرة القدم وعن العولمة. كما يطالب جوردان براون وزير الخزانة البريطاني منتخب بلاده بالفوز بكأس العالم. وكذلك شارك كل من سير أليكس فيرجسون وأرمينيو فراغا محافظ البنك المركزي البرازيلي السابق وديفيد بيكهام لاعب كرة القدم البريطاني المشهور في الكتابة في دراسة جولدمان زاكس.
ولا ينبغي للمرء على أية حال أن يحمل على محمل الجد بعض النتائج الأخرى التي أفرزتها هذه الدراسات، فمثلا يقرر اقتصاديو بنك ديكا في دراستهم بأن ثمة علاقة عكسية بين مستوى التعليم السائد في بلد من البلدان وبين فنون الكرة وبناء على ذلك يستنتجون بصورة قطعية أنه لا حاجة إلى تقديم الدعم للجامعات المتفوقة علميا وتقديمه بدلا من ذلك لملاعب الكرة. كما أن على من يتعامل مع المشكلة الديموغرافية الألمانية بشكل جاد أن يحترم التقييمات التي أجريت للمباريات السابقة وأثرها في مكانة الأسرة، وإلا فلا بد له من أن يأخذ بالحسبان تأثير البطولة العالمية في معدل الولادات.
أما فيما يتعلق بدرجة الدقة في هذه التوقعات و التقديرات التي يجريها اقتصاديو البنوك فلن نتمكن من معرفتها إلا بعد نهاية مباريات كأس العالم وإذا حدث وأن أصبنا بخيبة أمل من فن التنبؤ لدى خبراء اقتصاديات كرة القدم العاملين في البنوك فعلينا أن نتذكر أن مباريات كرة القدم، شأنها في ذلك شأن أسواق رأس المال، لا يمكن التعويل عليها أو التنبؤ بها.