المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ولا يحيق المكر الشيئ إلا بأهله



امـ حمد
30-01-2012, 03:27 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




بعض الناس يعيش في هذه الحياة يتعامل مع الناس بالمكر، يمكر مع زوجته، يمكر مع أصحابه، يمكر مع مديره




وزميله في العمل، ومع جيرانه ومن حوله،وهذا جهل بعظيم مكر الله واستدراجه لأهل المكر والخديعة,يقول الله تعالى




(ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله)ويقول(ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)ويقول(افأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر




الله إلا القوم الخاسرين)ويقول المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام( المكر والخديعة والخيانة في النار)رواه الحاكم




وصححه الألباني)إن التأمل في هذه الآيات ومعاودة قراءتها بتأن وتدبر يغرس في القلب الخوف من المكر، فها هي




المكر تراها واضحة أمامك في الآيات وكأن الآيات تقول لك,إياك أن تمكر,إياك,ومن صور المكر في حياة




الناس,شاب يواعد فتاة يستدرجها بمعسول الكلام، ويتودد إليها بأساليب الهيام، ويحلف لها أغلظ الأيمان أنه لا يريد




إلا الزواج، كل ذلك ليصل منها إلى مبتغاه فإذا حصل منها مراده رماها رماها رمي الكلاب,أعزكم الله,أما يخاف هذا أن





يمكر به,وشخص يتحايل على أكل الربا، وأخذ الرشوه، وأكل أموال الناس بالباطل، وهو يعلم أنه حرام ثم ترى





المسبحة لا تفارق يده أو درج مكتبه، وربما يتصدق بنذر من هذا الحرام يظن أنه يرضي به ربه,بمن تمكر,على





الله,وستجد من يشكو قسوة قلبه,ثم يذهب ليشاهد المواقع الخليعة،ويؤجر الأفلام من محلات الفيديو,ثم يزعم أنه يريد





أن يلين قلبه من قسوته، سبحان الله, من تخادع,كم من مريد للتوبة أو مدع لإرادتها,وهو يحتفظ بكل ذكريات





المعصية,صور الفتاة التي كان يغازلها أو يخادعها وخطاباتها,واسطوانات المقاطع وأشرطة الأفلام وشرائط




الأغاني والموسيقى مازالت موجودة عنده,فلعله احتاجها وحن يوماّ إليها,بالله عليك ألا تعلم أن الله عالم بسرك




ونجواك، ويراقب خلجات قلبك وأسرار نفسك,وأعظم من ذلك أن توغل في المعاصي ثم تتزلف ببعض الطاعات تظن





أن هذا مقابل ذاك، وهذه بتلك، وأن الحسنات يذهبن السيئات؛ فتحتال ببعض العلم على التجرؤ على المعصية




وأنت تعلم أنك مخادع,يقول ابن الجوزي رحمه الله في مثل أولئك,ومن أقبح الذنوب التي قد أعد لها الجزاء العظيم،




الإصرار على الذنب، ثم يصانع صاحبه باستغفار، وصلاة، وتعبد، وعنده أن المصانعة تنفع,وأعظم الخلق اغتراراً، من




أتى ما يكرهه الله، وطلب منه ما يحبه هو، كما روي في الحديث(والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله




الأماني)ثم بين ,رحمه الله,أن ذلك نوع مكر فقال,تصر على المعاصي وتصانع ببعض الطاعات، والله إن هذا



لمكر,إحذر عواقب المعاصي,لكن بمن تمكر، ومن تخادع,أما تخاف عقوبة المعاصي، والذنوب، وعواقب




القبائح, أم غرك إمهال الله لك, فاحذر فقد يكون ذلك مكراّ,يقول ابن الجوزي رحمه الله,الواجب على العاقل أن




يحذر مغبة المعاصي، فإن نارها تحت الرماد، وربما تأخرت العقوبة ثم فاجأت، وربما جاءت مستعجلة، فقد تبغت




العقوبات، وقد يؤخرها الحلم,والعاقل من إذا فعل خطيئة بادرها بالتوبة، فكم مغرور بإمهال العصاة لم يمهل,إن




بعض الناس يغتر بطول ستر الله له، وبتأخر العقوبة على الذنب، أو بتتابع نعم الله عليه، ودوام العافية بسلامة المال





والبدن، فيظن أنه مغفول عنه أو أنه مسامح، وما يدري أن العقوبة بالمرصاد وأنها,وإن تأخرت,لابد آتية, ومن تأمل




أفعال الباري سبحانه،رآها على قانون العدل، وشاهد الجزاء مرصداً،ولو بعد حين,فلا ينبغي أن يغتر، فالجزاء قد




يتأخر,ومن العقوبات المعجلة,ولا يخلو العاصي من عقوبة معجلة قبل المؤجلة,إن فاتت التوبة,ولكن المذنب لا يحس





لضعف البصيرة وقلة الفكر أو موت القلب، وهذه أيضاّ من العقوبات,فكل ظالم معاقب في العاجل على ظلمه قبل الآجل،




وكذلك كل مذنب ذنباً، وهو معنى قوله تعالى(من يعمل سوءاً يجز به)، وربما رأى العاصي سلامة بدنه وماله فظن




أن لا عقوبة، وغفلته عما عوقب به عقوبة,وقد قال الحكماء,المعصية بعد المعصية عقاب المعصية، والحسنة




بعد الحسنة ثواب الحسنة,فرب شخص أطلق بصره فحرم بصيرته، أو لسانه,فحرمه الله صفاء قلبه، أو آثر شبهة في




مطعمه فأظلم سره، وحرم قيام الليل وحلاوة المناجاة، إلى غير ذلك,وهذا أمر يعرفه أهل محاسبة النفس، وأرباب




البصائر ومن رزقهم الله الفهم,قال الفضيل,إني لأعصي الله عز وجل فأعرف ذلك في خلق دابتي وجاريتي,







فالله الله، والبواطن، والنيات، فإن عليكم من الله عيناً ناظرة، وإياكم والاغترار بحلمه وكرمه، فكم قد استدرج،




فكونوا على مراقبة، وانظروا في العواقب، واعرفوا عظمة الناهي,واحذروا من نفخة تحتقر.

الحسيمqtr
14-02-2012, 11:44 PM
جزاك ربي جنة الفردوس

امـ حمد
15-02-2012, 12:36 AM
جزاك ربي جنة الفردوس

بارك الله فيك

وجزاك ربي جنة الفردوس