امـ حمد
07-02-2012, 03:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الطاعات تتفاضل عند الله بتحقيق العبودية والتوحيد لله رب العالمين وعموم نفعها للخلق مثل أركان الإسلام، وإن
الذنوب والمعاصي تعظم عقوباتها ويتسع شرها وفسادها ,وإن الظلم من الذنوب العظام والكبائر الجسام، يحيط بصاحبه
ويدمره، ويفسِد عليه أمره، ويغير عليه أحوالَه، ويدركه شؤمه ويدركه عقوباته في الدنيا والآخرة,ولأجلِ كثرة مضار الظلم
وعَظيم خطره وتنوع مفاسده وكبير شره حرمه الله بين عباده، فقال تعالى في الحديث القدسي(يا عبادي، إني حرمت
الظلم على نفسي، وجعلتُه بينكم محرماّ، فلاَ تظالموا)فإن حرم الظلم على نفسه،لأن الظلم لا يكون إلا من نفس ضعيفة لا
تقوى على الامتناع عن الظلم، أو يكون مِن جهل به، والله تبارك وتعالى منزه عن ذلك كله، فهو القوي العزيز، الغني
عن خلقه، فلا يحتاج إلى شيءٍ، وهو العليم بكل شيء,
وحرم الله الظلمَ بين عبادِه ليحفظوا بذلك دينهم ويحفظوا
دنياهم، وليصلَحوا بترك الظلم، وليصلحوا آخرتهم ودنياهم، وليتم بين العباد التعاون والتراحم, وأداء الحقوق لله ولخلق الله
تعالى,الظلم يضر الفرد ويهلِكه ويوقعه في كل ما يكره، ويرى بسبَب الظلم ما يسوؤه في كل ما يحب,الظلم يخرب البيوت
العامرة ويجعل الديار دامرة,ويبيد الأمم ويهلك الحرث والنسل,ولَقد حذرنا الله مِنَ الظلم غايةَ التحذير، وأخبرنا الله
تعالى بأن هلاك القرون الماضية بسبب ظلمهم لأنفسهم لنحذر أعمالهم,وعن زينب بنت جحش رضي الله عنها أن النبي
دخل عليها فزِعًا يقول(لا إلهَ إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه)وحلق
بإصبعيه الإبهام والتي تليها، فقلت, يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون,قال(نعم، إذا كثر الخبث)) رواه البخاري ومسلم,
فدل الحديث على أن بعض الأمةِ صالحون، وبعضهم تقع منهم ذنوب تصيب عقوباتها الكَثير مِنَ الأمة في بعض
الأزمان وبعض الأمكنة, وفسر الخبث بالزنا وعمل قوم لوط
لقولِه تعالى(الخبيثات للخبيثين والبيثون للخبيثات)وقوله تعالى
عن لوط عليه الصلاة والسلام(ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث)وفسر الخبث بالخمر ونحوه من المسكرات
والمخدرات إذا تفشت بين الناس لقولِه(الخمر أم الخبائث)ومعنى الحديث, كل محرم يظلم به المسلم نفسه,وأَصل الظلم
وضع الشيءِ في غير موضِعه، وهو مخالفة شرعِ الله تعالى, والظلم ثلاثة أنواع,النوع الأول,ظلم لا يغفره الله إلا بالتوبة،
وهو الشرك بالله تعالى، قال عز وجل(إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمت يشاء ومن يشرك بالله فقد
ضل ضلالاّ بعيداّ) فمن مَاتَ عَلَى الشِّرك بالله خلده الله في النار أبداّ كما قَالَ عز وجل(إنه من يشرك بالله فقد حرم علية
الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار)وأي ظلم أعظم من أن يجعل الإنسان لربه ندّا يعبده من دون الله الذي خلقَه,
وأي ذنب أَكبر من أن يتخِذ الإنسان مخلوقاّ إِلَهاّ مِنَ الصالحين أو غيرهم، يدعوه من دون الله، أو يرجوه، أو يستغيث به، أو
يخافه كخوف الله، أو يستعين به، أو يتوكل عليه، أو يستعيذ به، أو يذبح له القربان، أو ينذر له،أو يسأله المدد والخير، أو
يسأله دفع الشر والمكروه,أي ذنب أعظم من هذا الشرك بالله تعالى,وعن جابر رضي الله عنه قال,ثنتان موجبتان، قال
رجل,يا رسول الله، ما الموجِبتان, قال(من مات يشرك بالله شيئًا دخل النار، ومن مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة)
رواه مسلم, وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال, قال رسول الله(من مات وهو يدعو لله ندّا دخلَ النار)رواه البخاري,وكما
أن الشرك بالله تعالى أعظم السيئات فإن التوحيد لله تعالى أعظم الحسنات كما في الحديثِ القدسي(يا ابن آدم، إنك لو
أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا لأتيتك بقرابها مغفرة)والنوع الثاني من الظلم,الذنوب
والمعاصي التي بين العبدِ وربه ما دون الشرك بالله، إن شاء الله عفا عنها بمنه وكرمه، أو كفرها بالمصائب والعقوبات في
الدنيا، أو في القبر، أو تجاوز عنها رب العالمين بشفاعة النبي، أو يعذب الله العاصي في النار بقدر ذنبه ثم يخرجه من
النار فيدخله الجنة إن كان من الموحدين,والنوع الثالث من الظلم,مظالم بين الخلق في حقوقهم بعضهم لبعض، فهذه مظالم
لا يغفرها الله إلاّ بأداء حقوق الخلق إليهم، فيؤدي الظالم حق المظلوم في الدنيا، وفي الحديث عن النبي(لتؤدن الحقوق قبل
أن يأتي يوم لا دِرهم فيه ولا دينار، إنما هي الحسنات والسيئات، يعطى المظلوم من حسنات الظالم، فإن لم يكن له
حسنات أخذ من سيئات المظلوم ووضعت على الظالم، ثم طرح في النار)وتكون المظالم باقتطاع الأرض والعقارات،
وفي حديث سعيد بن زيد رضي الله عنه أن النبي قال(من اقتطع شبرًا من الأرض طوقه الله إياه من سبع أرضين)
وتكون المظالم بين الأَرحام بتضييع حقوق الرحِم، وتكون المظالم بين الزوجين بتركِ حقوقِهما، وتكون المظالم بين
المستأجرين والعمال بسبب سلب حقوقهم وتكليفِهم ما لا يطيقون، والرسول يقول(أَعطوا الأجير أجره قبل أن يجف
عرقه)فاحذروا الظلم، فإن الله تعالى ليس بغافل عما تعملون، والظلم محرم ولو وقع عَلَى كافر,ولا يتعرض أحدكم لغضب
الله وعذابه، فإنه ما وقع غضب الله على أحد إلاّ هلك، قال تعالى(ومن يحلِل عليه غضبي فقد هوى)ومن أخذه الله بعذابه
فقد خسر، قال تعالى(ومن يظلم منكم نذقه عذاباّ كبيراّ)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الطاعات تتفاضل عند الله بتحقيق العبودية والتوحيد لله رب العالمين وعموم نفعها للخلق مثل أركان الإسلام، وإن
الذنوب والمعاصي تعظم عقوباتها ويتسع شرها وفسادها ,وإن الظلم من الذنوب العظام والكبائر الجسام، يحيط بصاحبه
ويدمره، ويفسِد عليه أمره، ويغير عليه أحوالَه، ويدركه شؤمه ويدركه عقوباته في الدنيا والآخرة,ولأجلِ كثرة مضار الظلم
وعَظيم خطره وتنوع مفاسده وكبير شره حرمه الله بين عباده، فقال تعالى في الحديث القدسي(يا عبادي، إني حرمت
الظلم على نفسي، وجعلتُه بينكم محرماّ، فلاَ تظالموا)فإن حرم الظلم على نفسه،لأن الظلم لا يكون إلا من نفس ضعيفة لا
تقوى على الامتناع عن الظلم، أو يكون مِن جهل به، والله تبارك وتعالى منزه عن ذلك كله، فهو القوي العزيز، الغني
عن خلقه، فلا يحتاج إلى شيءٍ، وهو العليم بكل شيء,
وحرم الله الظلمَ بين عبادِه ليحفظوا بذلك دينهم ويحفظوا
دنياهم، وليصلَحوا بترك الظلم، وليصلحوا آخرتهم ودنياهم، وليتم بين العباد التعاون والتراحم, وأداء الحقوق لله ولخلق الله
تعالى,الظلم يضر الفرد ويهلِكه ويوقعه في كل ما يكره، ويرى بسبَب الظلم ما يسوؤه في كل ما يحب,الظلم يخرب البيوت
العامرة ويجعل الديار دامرة,ويبيد الأمم ويهلك الحرث والنسل,ولَقد حذرنا الله مِنَ الظلم غايةَ التحذير، وأخبرنا الله
تعالى بأن هلاك القرون الماضية بسبب ظلمهم لأنفسهم لنحذر أعمالهم,وعن زينب بنت جحش رضي الله عنها أن النبي
دخل عليها فزِعًا يقول(لا إلهَ إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه)وحلق
بإصبعيه الإبهام والتي تليها، فقلت, يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون,قال(نعم، إذا كثر الخبث)) رواه البخاري ومسلم,
فدل الحديث على أن بعض الأمةِ صالحون، وبعضهم تقع منهم ذنوب تصيب عقوباتها الكَثير مِنَ الأمة في بعض
الأزمان وبعض الأمكنة, وفسر الخبث بالزنا وعمل قوم لوط
لقولِه تعالى(الخبيثات للخبيثين والبيثون للخبيثات)وقوله تعالى
عن لوط عليه الصلاة والسلام(ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث)وفسر الخبث بالخمر ونحوه من المسكرات
والمخدرات إذا تفشت بين الناس لقولِه(الخمر أم الخبائث)ومعنى الحديث, كل محرم يظلم به المسلم نفسه,وأَصل الظلم
وضع الشيءِ في غير موضِعه، وهو مخالفة شرعِ الله تعالى, والظلم ثلاثة أنواع,النوع الأول,ظلم لا يغفره الله إلا بالتوبة،
وهو الشرك بالله تعالى، قال عز وجل(إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمت يشاء ومن يشرك بالله فقد
ضل ضلالاّ بعيداّ) فمن مَاتَ عَلَى الشِّرك بالله خلده الله في النار أبداّ كما قَالَ عز وجل(إنه من يشرك بالله فقد حرم علية
الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار)وأي ظلم أعظم من أن يجعل الإنسان لربه ندّا يعبده من دون الله الذي خلقَه,
وأي ذنب أَكبر من أن يتخِذ الإنسان مخلوقاّ إِلَهاّ مِنَ الصالحين أو غيرهم، يدعوه من دون الله، أو يرجوه، أو يستغيث به، أو
يخافه كخوف الله، أو يستعين به، أو يتوكل عليه، أو يستعيذ به، أو يذبح له القربان، أو ينذر له،أو يسأله المدد والخير، أو
يسأله دفع الشر والمكروه,أي ذنب أعظم من هذا الشرك بالله تعالى,وعن جابر رضي الله عنه قال,ثنتان موجبتان، قال
رجل,يا رسول الله، ما الموجِبتان, قال(من مات يشرك بالله شيئًا دخل النار، ومن مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة)
رواه مسلم, وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال, قال رسول الله(من مات وهو يدعو لله ندّا دخلَ النار)رواه البخاري,وكما
أن الشرك بالله تعالى أعظم السيئات فإن التوحيد لله تعالى أعظم الحسنات كما في الحديثِ القدسي(يا ابن آدم، إنك لو
أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا لأتيتك بقرابها مغفرة)والنوع الثاني من الظلم,الذنوب
والمعاصي التي بين العبدِ وربه ما دون الشرك بالله، إن شاء الله عفا عنها بمنه وكرمه، أو كفرها بالمصائب والعقوبات في
الدنيا، أو في القبر، أو تجاوز عنها رب العالمين بشفاعة النبي، أو يعذب الله العاصي في النار بقدر ذنبه ثم يخرجه من
النار فيدخله الجنة إن كان من الموحدين,والنوع الثالث من الظلم,مظالم بين الخلق في حقوقهم بعضهم لبعض، فهذه مظالم
لا يغفرها الله إلاّ بأداء حقوق الخلق إليهم، فيؤدي الظالم حق المظلوم في الدنيا، وفي الحديث عن النبي(لتؤدن الحقوق قبل
أن يأتي يوم لا دِرهم فيه ولا دينار، إنما هي الحسنات والسيئات، يعطى المظلوم من حسنات الظالم، فإن لم يكن له
حسنات أخذ من سيئات المظلوم ووضعت على الظالم، ثم طرح في النار)وتكون المظالم باقتطاع الأرض والعقارات،
وفي حديث سعيد بن زيد رضي الله عنه أن النبي قال(من اقتطع شبرًا من الأرض طوقه الله إياه من سبع أرضين)
وتكون المظالم بين الأَرحام بتضييع حقوق الرحِم، وتكون المظالم بين الزوجين بتركِ حقوقِهما، وتكون المظالم بين
المستأجرين والعمال بسبب سلب حقوقهم وتكليفِهم ما لا يطيقون، والرسول يقول(أَعطوا الأجير أجره قبل أن يجف
عرقه)فاحذروا الظلم، فإن الله تعالى ليس بغافل عما تعملون، والظلم محرم ولو وقع عَلَى كافر,ولا يتعرض أحدكم لغضب
الله وعذابه، فإنه ما وقع غضب الله على أحد إلاّ هلك، قال تعالى(ومن يحلِل عليه غضبي فقد هوى)ومن أخذه الله بعذابه
فقد خسر، قال تعالى(ومن يظلم منكم نذقه عذاباّ كبيراّ)