امـ حمد
09-02-2012, 03:38 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هكذا ينشأ الجيل الصالح
نحن في عصر تدخلت فيه عوامل كثيرة في تربية طفلك الذي بينَ ذراعَيك,ويجد الكثير من الآباء ألفتة مع تلك العناصر
الدخيلة,كالتلفاز ووسائلِ الإعلام والحضانات والمدرسة والأندِية وغيرها كثير،فيسلمون أبناءهم لها بغية الراحة
والتخفيف مِن كثير العَناءِ,ورغمَ إدراكِ كل أب وأم لسلبية تلكَ العناصرِ وخطورةِ تأثيرها على أطفالِهم,تجدهم يسلمونَ الرايةَ
لها بخضوع لكن إلى متى نظل عاصبينَ أعينِنا عن رؤية حقيقة هذا الواقع,
ونحن ننشِئ يوماً بعد يوم جيلاً بعد جيل,تشابهت قلوبهم,
وخاصة أن الكثير منَ الآباءِ يربون أطفالهم بنفس طريقة آبائهم،والتي كان ينبغي لها أن تتغير بتغير الزمان، لأنه ولى
زمان لعبِ الغميضة,ربوا أولادكم على زمانِهم فإنهم ولدوا في زمان غير زمانكم,فما القصد من أن نربي أبناءَنَا على
زمانِهمِ الذي ولِدوا فيهِ,منَ الضروري جداً أن يهَيأَ الطفل تهيئة نفسية ليتعامل معَ مستجداتِ الحياةِ بحزم وواقعية وعدم
اندفاعٍ لكل جديدِ,و منَ المهم أن يعلم الطفل كما الوالد أن ليس كل ما يظهر مقبولاً ,وليس كل جديد مرفوضاً أيضاً ، يجب
علينا أمةَ الإسلام, وضع معادلة متوازنة، أساسها الاستناد على دعائم ثابتة لا تتغير بتغير المكانِ والزمان, فدين
الإسلام هو دين يربي النفوسَ ، ولهُ علاقة وطيدة بها،فنفس المسلمِ سامية راقية تترفع عن الدنائس والمفاسد,
وكتابِ اللهِ وسنة رسوله صلّى اللهُ عليهِ وسلم أول مرشد وصديق لنفسِ المؤمنِ، فالحلال لدَيها بين، والحرام بين،
وعليهما يستطيع أن يتعرف على حقيقةِ الأشياءِ وكيف يتعامل معها,والفطرةِ السليمةِ التي جبلت عليها النفس المؤمنة مِن
إدراك منافِعِ ومضار الأشياءِ,كل هذا مرتبط بنفسِ المؤمنِ وحينَ يرتبط الشيء بالنفسِ يصبح عادة صلة,
فالعادة الإسلامية هيَ التي تخرِج الأجيال التي فِيها الحاكم
والإمام والقائد والمجاهد, والمستشار والمعلم والفقيه والتاجر
والعالِم,وهناك العديد من الأساليب التربوية التي تلعب دوراّ مهما في إنشاء هذا الجيل الصالح ومن هذه
الأساليب,التربية بتكوينِ العادات التي تتأصل بالنفس, وهو أمر مهم و أسلوب تربوي واعد,أي تعويد الطفل على أشياء
معينة حتى تصبحَ عادة ذاتية له يقوم بِها دونَ حاجة إلى توجيه,ولقد ثبت بدراسات كثيرة أن الفترة بينَ الثالثة
والخامسة من عمر الطفل هي أهم فترة ،من حيث أثرِها في أخلاق الطفل وعاداته في مستقبلِه ، فإذا اكتسب في هذه الفترةِ
عادات وأخلاقَ طيبة ، فإنه مهما ينحرف في مستقبلِه فلا بد أن يعودَ إلى الفضائلِ التي تعلمها في تلكَ الفترةِ,قال عبد الله
بن مسعودٍ رضي الله عنه, عَودهم الخير فإن الفضل عادة,ومِن أَبرز أمثلةِ العادةِ في منهجِ التربية الإسلاميةِ شعائر
العبادةِ وفي مقدمتِها الصلاة، وجميع آدابِ السلوك الإسلامي التي تتحول بالتعويد إلى عادة لَصيقة بالإنسان لا
يستريح حتى يؤديها,كثير منَ العاداتِ كانت جديدة على المسلمينَ ,فعودهم رسول الله صلى الله عليه وسلم,إياها
ورباهم عليها بالقدوة والتلقين والمتابعةِ والتوجيهِ حتى صارت عادات متأصلة في نفوسهم,وطابعاً مميزاً لهم ، يميز
المسلمينَ عن غيرهم في كل الأرضِ,وتكوين العادة في الصغَر أيسر بكثير من تكوينِها في الكِبر,ومِن أجلِ ذلكَ يأمر
رسول اللهِ صلّى الله عليهِ وسلم بتعويدِ الأطفالِ على الصلاةِ ,قبل موعد التكليفِ بها بزمنٍ كبير,حتى إذا جاء وقت
التكليف كانت قد أصبحت عادةً متأصلة,يقول النبي صلى اللهُ عليه وسلم( مروا أولادَكم بالصلاة وهم أبناء سبع ،
واضربوهم عليها وهم أبناء عشر)ومن العادات الحسنة التِي ينبغِي على الأم أن تغرسها في نفس الطفل في سن
مبكرة,حب القراءة والاطلاع على الكتب المفيده,فهي أحسن منَ التلفزيون الذي أصبح يتدخل في تربية الطفل,وكيف
يتجنب الاقتداء ببعض الأفلام السيئةِ مثل,أفلام العنف والعدوان,والبيئة الصالحة ، من أعظم المعينات على تكوين
العاداتِ الطيبة وإنهاءِ العاداتِ السيئة,
فلننظر إلى الحبيبِ صلى اللهُ عليه وسلم الذي استطاعَ أن يحدِث نقلة نوعية كبيرة,بل وقفزة منَ الحضيضِ الذي كانَ
عليهِ حال العربِ في الجاهليةِ إلى قمةِ الخلق الطاهره حينَ أصبحوا مسلمين، فجاء بقيم وأخلاق جديدة صارت قاعدة
للمجتمعِ المسلم,والتي لا يخالفها أحد,وهذا التمسك العظيم من الصحابةِ بمبادئهم الإسلامية يذكرنا بمواقف آبائنا في هذا
العصر,الذين يغضبون فيه لمن يخالف عادة قبلية أو مجتمعية ,ويثمر لنا جيلاً كجيل الصحابة والتابعينَ والأسلاف
الأطهار,فإنهم عظماء لأنهم عظموا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ,ولم يغيروا فطرة الله التي فطرهم
عليها, إن
كتاب الله وسنة رسوله لا زالا في أحضاننا , ولا زال الأمل في أن تلد أرحام أمهاتنا أمثال صلاح الدينِ
الأيوبي ومحمد الفاتح,وغيرهم, ولازال الأمل في أطفالنا فلنعودهم دائماً على التفاعل في الأعمالِ الحسنةِ
الكريمة,لينشئوا محبين لها راغبين فيها .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هكذا ينشأ الجيل الصالح
نحن في عصر تدخلت فيه عوامل كثيرة في تربية طفلك الذي بينَ ذراعَيك,ويجد الكثير من الآباء ألفتة مع تلك العناصر
الدخيلة,كالتلفاز ووسائلِ الإعلام والحضانات والمدرسة والأندِية وغيرها كثير،فيسلمون أبناءهم لها بغية الراحة
والتخفيف مِن كثير العَناءِ,ورغمَ إدراكِ كل أب وأم لسلبية تلكَ العناصرِ وخطورةِ تأثيرها على أطفالِهم,تجدهم يسلمونَ الرايةَ
لها بخضوع لكن إلى متى نظل عاصبينَ أعينِنا عن رؤية حقيقة هذا الواقع,
ونحن ننشِئ يوماً بعد يوم جيلاً بعد جيل,تشابهت قلوبهم,
وخاصة أن الكثير منَ الآباءِ يربون أطفالهم بنفس طريقة آبائهم،والتي كان ينبغي لها أن تتغير بتغير الزمان، لأنه ولى
زمان لعبِ الغميضة,ربوا أولادكم على زمانِهم فإنهم ولدوا في زمان غير زمانكم,فما القصد من أن نربي أبناءَنَا على
زمانِهمِ الذي ولِدوا فيهِ,منَ الضروري جداً أن يهَيأَ الطفل تهيئة نفسية ليتعامل معَ مستجداتِ الحياةِ بحزم وواقعية وعدم
اندفاعٍ لكل جديدِ,و منَ المهم أن يعلم الطفل كما الوالد أن ليس كل ما يظهر مقبولاً ,وليس كل جديد مرفوضاً أيضاً ، يجب
علينا أمةَ الإسلام, وضع معادلة متوازنة، أساسها الاستناد على دعائم ثابتة لا تتغير بتغير المكانِ والزمان, فدين
الإسلام هو دين يربي النفوسَ ، ولهُ علاقة وطيدة بها،فنفس المسلمِ سامية راقية تترفع عن الدنائس والمفاسد,
وكتابِ اللهِ وسنة رسوله صلّى اللهُ عليهِ وسلم أول مرشد وصديق لنفسِ المؤمنِ، فالحلال لدَيها بين، والحرام بين،
وعليهما يستطيع أن يتعرف على حقيقةِ الأشياءِ وكيف يتعامل معها,والفطرةِ السليمةِ التي جبلت عليها النفس المؤمنة مِن
إدراك منافِعِ ومضار الأشياءِ,كل هذا مرتبط بنفسِ المؤمنِ وحينَ يرتبط الشيء بالنفسِ يصبح عادة صلة,
فالعادة الإسلامية هيَ التي تخرِج الأجيال التي فِيها الحاكم
والإمام والقائد والمجاهد, والمستشار والمعلم والفقيه والتاجر
والعالِم,وهناك العديد من الأساليب التربوية التي تلعب دوراّ مهما في إنشاء هذا الجيل الصالح ومن هذه
الأساليب,التربية بتكوينِ العادات التي تتأصل بالنفس, وهو أمر مهم و أسلوب تربوي واعد,أي تعويد الطفل على أشياء
معينة حتى تصبحَ عادة ذاتية له يقوم بِها دونَ حاجة إلى توجيه,ولقد ثبت بدراسات كثيرة أن الفترة بينَ الثالثة
والخامسة من عمر الطفل هي أهم فترة ،من حيث أثرِها في أخلاق الطفل وعاداته في مستقبلِه ، فإذا اكتسب في هذه الفترةِ
عادات وأخلاقَ طيبة ، فإنه مهما ينحرف في مستقبلِه فلا بد أن يعودَ إلى الفضائلِ التي تعلمها في تلكَ الفترةِ,قال عبد الله
بن مسعودٍ رضي الله عنه, عَودهم الخير فإن الفضل عادة,ومِن أَبرز أمثلةِ العادةِ في منهجِ التربية الإسلاميةِ شعائر
العبادةِ وفي مقدمتِها الصلاة، وجميع آدابِ السلوك الإسلامي التي تتحول بالتعويد إلى عادة لَصيقة بالإنسان لا
يستريح حتى يؤديها,كثير منَ العاداتِ كانت جديدة على المسلمينَ ,فعودهم رسول الله صلى الله عليه وسلم,إياها
ورباهم عليها بالقدوة والتلقين والمتابعةِ والتوجيهِ حتى صارت عادات متأصلة في نفوسهم,وطابعاً مميزاً لهم ، يميز
المسلمينَ عن غيرهم في كل الأرضِ,وتكوين العادة في الصغَر أيسر بكثير من تكوينِها في الكِبر,ومِن أجلِ ذلكَ يأمر
رسول اللهِ صلّى الله عليهِ وسلم بتعويدِ الأطفالِ على الصلاةِ ,قبل موعد التكليفِ بها بزمنٍ كبير,حتى إذا جاء وقت
التكليف كانت قد أصبحت عادةً متأصلة,يقول النبي صلى اللهُ عليه وسلم( مروا أولادَكم بالصلاة وهم أبناء سبع ،
واضربوهم عليها وهم أبناء عشر)ومن العادات الحسنة التِي ينبغِي على الأم أن تغرسها في نفس الطفل في سن
مبكرة,حب القراءة والاطلاع على الكتب المفيده,فهي أحسن منَ التلفزيون الذي أصبح يتدخل في تربية الطفل,وكيف
يتجنب الاقتداء ببعض الأفلام السيئةِ مثل,أفلام العنف والعدوان,والبيئة الصالحة ، من أعظم المعينات على تكوين
العاداتِ الطيبة وإنهاءِ العاداتِ السيئة,
فلننظر إلى الحبيبِ صلى اللهُ عليه وسلم الذي استطاعَ أن يحدِث نقلة نوعية كبيرة,بل وقفزة منَ الحضيضِ الذي كانَ
عليهِ حال العربِ في الجاهليةِ إلى قمةِ الخلق الطاهره حينَ أصبحوا مسلمين، فجاء بقيم وأخلاق جديدة صارت قاعدة
للمجتمعِ المسلم,والتي لا يخالفها أحد,وهذا التمسك العظيم من الصحابةِ بمبادئهم الإسلامية يذكرنا بمواقف آبائنا في هذا
العصر,الذين يغضبون فيه لمن يخالف عادة قبلية أو مجتمعية ,ويثمر لنا جيلاً كجيل الصحابة والتابعينَ والأسلاف
الأطهار,فإنهم عظماء لأنهم عظموا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ,ولم يغيروا فطرة الله التي فطرهم
عليها, إن
كتاب الله وسنة رسوله لا زالا في أحضاننا , ولا زال الأمل في أن تلد أرحام أمهاتنا أمثال صلاح الدينِ
الأيوبي ومحمد الفاتح,وغيرهم, ولازال الأمل في أطفالنا فلنعودهم دائماً على التفاعل في الأعمالِ الحسنةِ
الكريمة,لينشئوا محبين لها راغبين فيها .