سلطان23
13-02-2012, 09:35 PM
بقلم: كساب العتيبي
اتجهتُ من دُبي لزيارة أصدقاء فُضلاء في الكويت تربطني بهم علاقة مُتميّزة. وصلتُ مطار الكويت الساعة الخامسة بتوقيت الكويت، واتبعت الإجراءات المعمول بها. أخذ أحدهم جواز سفري البريطاني، وأدخل معلوماته، فنظر إليّ نظرة خائفة، ونادى (بهدوء) من حوله، وبدأت أعينهم أيضاً تُحدّقُ بي بطريقة مُريبة، فتنادوا، وتجمّعوا، وكأنهم لا يدرون ما الذي ينبغي فعله. فلا هُم أبلغوني بالمنع، وأن عليّ العودة من حيث أتيت، ولا هم أنهوا إجراءات الدخول المُعتادة. سألوني بعد دقائق، أين جواز سفرك السعودي؟ أجبتهم بأنني لا أحملُ جواز سفر سعودي منذ ما يُقارب الــ 15 عاماً. وأن الجواز الذيٍ خرجتُ به من "السعودية" قد مات وشبع موتاً. فلم يستوعبوا ما قلت، بل لعلهم لم يفهموه أصلاً!. ذهبوا عنّي، وأدركتُ بعدها أن شيئاً ما غير طبيعي يُحاك، لكنني لم أظن أن منعاً من دخول الكويت سيكون مطروحاً. عادوا فاصطحبوني لمكانٍ آخر، ركبتْ أصحابه ذات الملامح.. ملامح الحيرة والترقُب. فطلبوا مني الإنتظار لبعض الوقت. بدأتُ في هذه الأثناء أولى تغريداتي عبر أثير "التويتر"، تطميناً وأماناً للآخرين ونفسي. فعلمَ أصدقائي الإماراتيون بالأمر، فامتعضوا، وقلقوا، وكانوا مُتواصلين معي طول الوقت، وحتى وصولي دُبي.
انتظرتُ في هذا المكتب الجميل لبعض الوقت، يدخل البعض إليه ويخرج دون كلامٍ أو سؤال. فجأةً.. دخل شخصان أحدهم عرّف نفسه بالمطيري، والآخر لم يُعرّف باسمه. بدأ يسألان بعض الأسئلة الروتينة، مُستغربين (بأدب) أن أُعارض حكومتي وأن أقول عنها ما قُلت، في كل وسيلة خرجتُ بها وعبّرتُ فيها عن قناعاتي. قُلتُ لهما، بل الغرابة أن يسأل مثلكما هذا السؤال وأنتما كويتيان!! فبلدكما ينعم بديموقراطية وحراك نفتقده في بلادنا. تجاوزنا هذه الجُزئية، وتساءل المطيري بعدها عن أسباب هذه المُعارضة، وفيما إذا كُنتُ أبغي إصلاحات ضمن القيادة الحالية (آل سعود) أم هي مُعارضة اجتثاثية - إن جاز التعبير - تأتي على كل شيء. تعاطيتُ مع حديثه لسببين.. الأول..كون الرجل كان مُهذباً في حديثه ومُنطلقه، والثاني.. تعريفاً للآخرين بقناعاتي السياسية. أخـَذنا الحديث، وفي هذه الأثناء أتصل بي الصديق الدكتور محمد العوضي مُستغرباً إيقافي ومُتفائلاً بإنهاء الأمر. تحدّثّ الدكتور إلى من كان معي في المكتب المطيري وتبادلا الحديث بكل أدب وأخوية، ويبدو أنهما عرفا بعضهما البعض. سألت المطيري عن الخطوة القادمة؟ فقال لا علم له. لكن يبدو أن دخولي سيكون صعباً وصعباً جداً. ورمى باللائمة على "أنا عبدٌ مأمور"، ثم تجمّل لي بكلام ليس له (عملياً) أية قيمة.
خرج المطيري ودخل آخرون ينظرون إليّ وكأن بعضهم يرى "بني آدم" لأول مرة في حياته، رُغم أنني أرتدي لباساً خليجياً، وشكلي ما فيه شيء يُلفت النظر. انهالت عليّ الاتصالات من الأصدقاء والمُحبين، منهم من أبدى خوفه، ومنهم من أبدى تفاؤلاً. في الساعة الثانية فجراً تقريباً دخل المكتب شخص أسمى نفسه "أبو هادي" وكان الأفضل، والأعقل، والأكثر تفهُماً. ويبدو أنه لديه قناعاته السياسية التي تجاذبنا أطراف بعضها بكل أريحية. فجأة قال لي: السفير السعودي اتصل بنا ويُريد مقابلتك وسنأخذك إليه. قُلت له: معصي! ابتسم بغرابة، وقال ليش؟ قُلت له بأنني ممنوع من دخول الكويت، وقررتم إعادتي لدُبي، والآن تطلبون مني الدخول لمُقابلة السفير! هو فلم هندي ولا أيش؟ فقال لي هو حديث ودّي. قُلت له حتى لو، لا أستطيع. سألني ليش طيب؟ فأجبته الإجابة الأولى وأضفتُ لها أنني لا أثق بما يحدث الآن. قال لي لو أردنا بك سوءاً لفعلناه في المطار وليس عند السفير. قلتُ له لا يُمكنكم إيذائي. فأنا (قانونياً) بريطاني الجنسية، وستفتحون على أنفسكم باباً أنتم في غنى عنه. سكت لــ 5 دقائق، ثم سألني: ماذا لو قابلت السفير في بيت أحد الأصدقاء الكويتيين؟ قُلتُ له مُعتذراً: آسف، وإن كان السفير حريصاً فليتصل بي لأعرف مالذي يُريده تحديداً، والله يحييه. قال لكنك قابلته قبل عامين هنا في الكويت. قُلت صحيح، وكان بناءً على طلبه، وأخبرته حينها بوجهة نظري وقناعاتي، قبلَ بعضها، واستغرب عليّ أن أحمل بعضها الآخر. الشاهد أن الوقت قد تغيّر، والسياق الآن مُغاير، والله يحييه إن أراد مقابلتي هنا في المطار.
تفهّم أبو هادي موقفي بكل أدب ورجولة، فأقفلنا الموضوع، ولم أسأله عنه، وذكروا لي فيما بعد أن السفير لن يأتي، فقُلت الله يسهّل عليه. اتصل بعد ذلك علي شخص "مشهور" طلب مني عدم ذكر اسمه، ولن أذكره إلتزاماً مني، وهو محسوب على "شخصية مسؤولة في الدولة" كما ذكر لي، يعرض العودة بكآفة تسهيلاتها وعهودها ومواثيقها بشيء من التفصيل، وأنهم على استعداد لتسهيل جميع الإجراءات، ويريد العودة أن تكون الآن. طبعاً لم يكن بالإمكان قبول الأمر لأسباب كثيرة. فأنا لم أت الكويت كي أعود للسعودية، بل كانت زيارة خاصة. كما أن الحديث عن العودة لا يُمكن أن يتم بأجواء وظروف كهذه. اعتذرتُ منه بأدب، وقال سنتصل بك إن دخلت الكويت أو في دُبي فيما بعد. قلت الله يحييكم. اتصل بعد ذلك بـ 20 دقيقة مسؤول سعودي (رفيع جداً) طلب مني عدم ذكر اسمه، وسأفي بوعدي. تحدث بهدوء وحكمة، وأن البلد بلدي ووو. ذكر بطريق "غير مُباشر" أن لا شأن للسعودية بما حدث لي في مطار الكويت!!. فقلت له، أتمنى ذلك، وحصل خير. طلبتُ من أبو هادي الصلاة (المغرب والعشاء). توضأتُ وصليت، ثم أحضر لي شيئاً للأكل. جاءني أحد الجنود ليقول لي أنه رُبما أبقوني 24 ساعة، ولن أُغادر الكويت اليوم. قلت له: سأسافر اليوم يعني سأسافر. أوصلتُ الأمر للسفارة البريطانية، ووجدت أن الأمر عندها مُسبقاً. تعاطوا معه إيجابياً وبهدوء كما هي عادة الإنجليز.
التغريد في التويتر كان مُستمراً، لحظة بلحظة، والجماعة الذين كانوا حولي علموا بالأمر، وبدا كل منهم "يعبثُ" بهاتفه يقرأ ما يُكتب، ثم ينظر إليّ بشكل لا أعرف كيف أصفه. مزيج من الغضب رُبما، والدهشة، والمُتعة، والاستغراب. سألتهم فيما إذا كانوا يُتابعون التويتر فتسبّموا ضاحكين. كانت الأجواء – بالمناسبة - "مولّعة" كويتياً بعد حادثة الجويهل مع الدكتور الوسمي. وكان الجميع يتحدث عنها، وأشركوني بعضها، وقال أحدهم: ليتك مُعارض كويتي يا شيخ! جاء بعد ذلك الخبر اليقين بأنني سأعود على الطائرة الإماراتية والتي ستُقلع الرابعة فجراً توقيت الكويت. كان خبراً جميلاً، كوني كنتُ مُتعباً جداً. أركبوني الطائرة قبل إقلاعها بــــ 10 دقائق (آخر راكب). ودّعّتهم وشكرتُ من أحسن مُعاملتي.
اتجهتُ من دُبي لزيارة أصدقاء فُضلاء في الكويت تربطني بهم علاقة مُتميّزة. وصلتُ مطار الكويت الساعة الخامسة بتوقيت الكويت، واتبعت الإجراءات المعمول بها. أخذ أحدهم جواز سفري البريطاني، وأدخل معلوماته، فنظر إليّ نظرة خائفة، ونادى (بهدوء) من حوله، وبدأت أعينهم أيضاً تُحدّقُ بي بطريقة مُريبة، فتنادوا، وتجمّعوا، وكأنهم لا يدرون ما الذي ينبغي فعله. فلا هُم أبلغوني بالمنع، وأن عليّ العودة من حيث أتيت، ولا هم أنهوا إجراءات الدخول المُعتادة. سألوني بعد دقائق، أين جواز سفرك السعودي؟ أجبتهم بأنني لا أحملُ جواز سفر سعودي منذ ما يُقارب الــ 15 عاماً. وأن الجواز الذيٍ خرجتُ به من "السعودية" قد مات وشبع موتاً. فلم يستوعبوا ما قلت، بل لعلهم لم يفهموه أصلاً!. ذهبوا عنّي، وأدركتُ بعدها أن شيئاً ما غير طبيعي يُحاك، لكنني لم أظن أن منعاً من دخول الكويت سيكون مطروحاً. عادوا فاصطحبوني لمكانٍ آخر، ركبتْ أصحابه ذات الملامح.. ملامح الحيرة والترقُب. فطلبوا مني الإنتظار لبعض الوقت. بدأتُ في هذه الأثناء أولى تغريداتي عبر أثير "التويتر"، تطميناً وأماناً للآخرين ونفسي. فعلمَ أصدقائي الإماراتيون بالأمر، فامتعضوا، وقلقوا، وكانوا مُتواصلين معي طول الوقت، وحتى وصولي دُبي.
انتظرتُ في هذا المكتب الجميل لبعض الوقت، يدخل البعض إليه ويخرج دون كلامٍ أو سؤال. فجأةً.. دخل شخصان أحدهم عرّف نفسه بالمطيري، والآخر لم يُعرّف باسمه. بدأ يسألان بعض الأسئلة الروتينة، مُستغربين (بأدب) أن أُعارض حكومتي وأن أقول عنها ما قُلت، في كل وسيلة خرجتُ بها وعبّرتُ فيها عن قناعاتي. قُلتُ لهما، بل الغرابة أن يسأل مثلكما هذا السؤال وأنتما كويتيان!! فبلدكما ينعم بديموقراطية وحراك نفتقده في بلادنا. تجاوزنا هذه الجُزئية، وتساءل المطيري بعدها عن أسباب هذه المُعارضة، وفيما إذا كُنتُ أبغي إصلاحات ضمن القيادة الحالية (آل سعود) أم هي مُعارضة اجتثاثية - إن جاز التعبير - تأتي على كل شيء. تعاطيتُ مع حديثه لسببين.. الأول..كون الرجل كان مُهذباً في حديثه ومُنطلقه، والثاني.. تعريفاً للآخرين بقناعاتي السياسية. أخـَذنا الحديث، وفي هذه الأثناء أتصل بي الصديق الدكتور محمد العوضي مُستغرباً إيقافي ومُتفائلاً بإنهاء الأمر. تحدّثّ الدكتور إلى من كان معي في المكتب المطيري وتبادلا الحديث بكل أدب وأخوية، ويبدو أنهما عرفا بعضهما البعض. سألت المطيري عن الخطوة القادمة؟ فقال لا علم له. لكن يبدو أن دخولي سيكون صعباً وصعباً جداً. ورمى باللائمة على "أنا عبدٌ مأمور"، ثم تجمّل لي بكلام ليس له (عملياً) أية قيمة.
خرج المطيري ودخل آخرون ينظرون إليّ وكأن بعضهم يرى "بني آدم" لأول مرة في حياته، رُغم أنني أرتدي لباساً خليجياً، وشكلي ما فيه شيء يُلفت النظر. انهالت عليّ الاتصالات من الأصدقاء والمُحبين، منهم من أبدى خوفه، ومنهم من أبدى تفاؤلاً. في الساعة الثانية فجراً تقريباً دخل المكتب شخص أسمى نفسه "أبو هادي" وكان الأفضل، والأعقل، والأكثر تفهُماً. ويبدو أنه لديه قناعاته السياسية التي تجاذبنا أطراف بعضها بكل أريحية. فجأة قال لي: السفير السعودي اتصل بنا ويُريد مقابلتك وسنأخذك إليه. قُلت له: معصي! ابتسم بغرابة، وقال ليش؟ قُلت له بأنني ممنوع من دخول الكويت، وقررتم إعادتي لدُبي، والآن تطلبون مني الدخول لمُقابلة السفير! هو فلم هندي ولا أيش؟ فقال لي هو حديث ودّي. قُلت له حتى لو، لا أستطيع. سألني ليش طيب؟ فأجبته الإجابة الأولى وأضفتُ لها أنني لا أثق بما يحدث الآن. قال لي لو أردنا بك سوءاً لفعلناه في المطار وليس عند السفير. قلتُ له لا يُمكنكم إيذائي. فأنا (قانونياً) بريطاني الجنسية، وستفتحون على أنفسكم باباً أنتم في غنى عنه. سكت لــ 5 دقائق، ثم سألني: ماذا لو قابلت السفير في بيت أحد الأصدقاء الكويتيين؟ قُلتُ له مُعتذراً: آسف، وإن كان السفير حريصاً فليتصل بي لأعرف مالذي يُريده تحديداً، والله يحييه. قال لكنك قابلته قبل عامين هنا في الكويت. قُلت صحيح، وكان بناءً على طلبه، وأخبرته حينها بوجهة نظري وقناعاتي، قبلَ بعضها، واستغرب عليّ أن أحمل بعضها الآخر. الشاهد أن الوقت قد تغيّر، والسياق الآن مُغاير، والله يحييه إن أراد مقابلتي هنا في المطار.
تفهّم أبو هادي موقفي بكل أدب ورجولة، فأقفلنا الموضوع، ولم أسأله عنه، وذكروا لي فيما بعد أن السفير لن يأتي، فقُلت الله يسهّل عليه. اتصل بعد ذلك علي شخص "مشهور" طلب مني عدم ذكر اسمه، ولن أذكره إلتزاماً مني، وهو محسوب على "شخصية مسؤولة في الدولة" كما ذكر لي، يعرض العودة بكآفة تسهيلاتها وعهودها ومواثيقها بشيء من التفصيل، وأنهم على استعداد لتسهيل جميع الإجراءات، ويريد العودة أن تكون الآن. طبعاً لم يكن بالإمكان قبول الأمر لأسباب كثيرة. فأنا لم أت الكويت كي أعود للسعودية، بل كانت زيارة خاصة. كما أن الحديث عن العودة لا يُمكن أن يتم بأجواء وظروف كهذه. اعتذرتُ منه بأدب، وقال سنتصل بك إن دخلت الكويت أو في دُبي فيما بعد. قلت الله يحييكم. اتصل بعد ذلك بـ 20 دقيقة مسؤول سعودي (رفيع جداً) طلب مني عدم ذكر اسمه، وسأفي بوعدي. تحدث بهدوء وحكمة، وأن البلد بلدي ووو. ذكر بطريق "غير مُباشر" أن لا شأن للسعودية بما حدث لي في مطار الكويت!!. فقلت له، أتمنى ذلك، وحصل خير. طلبتُ من أبو هادي الصلاة (المغرب والعشاء). توضأتُ وصليت، ثم أحضر لي شيئاً للأكل. جاءني أحد الجنود ليقول لي أنه رُبما أبقوني 24 ساعة، ولن أُغادر الكويت اليوم. قلت له: سأسافر اليوم يعني سأسافر. أوصلتُ الأمر للسفارة البريطانية، ووجدت أن الأمر عندها مُسبقاً. تعاطوا معه إيجابياً وبهدوء كما هي عادة الإنجليز.
التغريد في التويتر كان مُستمراً، لحظة بلحظة، والجماعة الذين كانوا حولي علموا بالأمر، وبدا كل منهم "يعبثُ" بهاتفه يقرأ ما يُكتب، ثم ينظر إليّ بشكل لا أعرف كيف أصفه. مزيج من الغضب رُبما، والدهشة، والمُتعة، والاستغراب. سألتهم فيما إذا كانوا يُتابعون التويتر فتسبّموا ضاحكين. كانت الأجواء – بالمناسبة - "مولّعة" كويتياً بعد حادثة الجويهل مع الدكتور الوسمي. وكان الجميع يتحدث عنها، وأشركوني بعضها، وقال أحدهم: ليتك مُعارض كويتي يا شيخ! جاء بعد ذلك الخبر اليقين بأنني سأعود على الطائرة الإماراتية والتي ستُقلع الرابعة فجراً توقيت الكويت. كان خبراً جميلاً، كوني كنتُ مُتعباً جداً. أركبوني الطائرة قبل إقلاعها بــــ 10 دقائق (آخر راكب). ودّعّتهم وشكرتُ من أحسن مُعاملتي.
وقفات على الحدث
1- المنع جاء من أكبر سُلطة سياسية في الكويت، ولم تستطع مُحاولات كثيرة جادة تغييره.
2- المنع جاء نتيجة "أنشطة إعلامية سياسية مُعارضة"، حيث لم أُمنع إلاّ مؤخراً، والدليل أنني زُرت الكويت من قبل.
3- أراد الكويتيون أن يكون مقامي في مطارهم، فُرصة للسعوديين أن يفعلوا شيئاً ما..
4- اتصال السفير السعودي، والشخصية الدينية المشهورة، والأخرى السياسية الرفيعة جداً، جاء في سياق "الفرصة" التي وفّرها الكويتيون.
5- لم يكن البعض (كويتياً) مُرتاحاً من منعي من دخول الكويت، فقد كانوا مُتذمرين من القرار، لكن لم يَكن ثمة شيء يُمكن فعله.
6- واضح أن التويتر مُتابع بشكل كاف بين أوساط كويتية رسمية ومن يدور في فلكها، وله تأثيره، وأن ما يتعلق بالسعودية يهمها كثيراً.
7- أوضحتْ حادثة الكويت، أن الكويت مُهتمة بالمعارضة السعودية، وتعرف أطيافها ولديها تصوّر جيد حولها.
8- عرّفتني حادثة الكويت بصداقات رائعة أضافتْ لحياتي المُتعة والفائدة والجمال، فشكُراً يا كويت.
9- وسّعتْ حادثة الكويت من دائرة معارفي خليجياً وبشكل لافت لم أتوقعه، سيما في إطار القناعات السياسية، ورُب ضارة نافعة.
10- أدركتُ بحادثة الكويت، رُقي، وحضارية، وبُعد نظر دُبي والقائمين عليها.
11- أوصلتني حادثة الكويت لمعلومة هامة جداً كُنت أبحث عنها، لها علاقة بأسرة "آل صباح" الكريمة.. لعلي أُفصح عنها قريباً.
12- ظاهرة التدخين المُفرطة والمُبالغ فيها من الجميع وفي كل مكان هي ظاهرة مُزعجة غير حضارية، وعلامة فارقة في مطار الكويت. وشتان بين مطاري الكويت ودُبي.
13 – رسّختْ حادثة الكويت أمراً كُنتُ أعلمه، وهو أن محبة الناس قيمة رائعة لا تُقدّر بثمن، فهي الأغلى والأجمل والأمتع. فشكراً من القلب للجميع.
كساب العتيبي
اتجهتُ من دُبي لزيارة أصدقاء فُضلاء في الكويت تربطني بهم علاقة مُتميّزة. وصلتُ مطار الكويت الساعة الخامسة بتوقيت الكويت، واتبعت الإجراءات المعمول بها. أخذ أحدهم جواز سفري البريطاني، وأدخل معلوماته، فنظر إليّ نظرة خائفة، ونادى (بهدوء) من حوله، وبدأت أعينهم أيضاً تُحدّقُ بي بطريقة مُريبة، فتنادوا، وتجمّعوا، وكأنهم لا يدرون ما الذي ينبغي فعله. فلا هُم أبلغوني بالمنع، وأن عليّ العودة من حيث أتيت، ولا هم أنهوا إجراءات الدخول المُعتادة. سألوني بعد دقائق، أين جواز سفرك السعودي؟ أجبتهم بأنني لا أحملُ جواز سفر سعودي منذ ما يُقارب الــ 15 عاماً. وأن الجواز الذيٍ خرجتُ به من "السعودية" قد مات وشبع موتاً. فلم يستوعبوا ما قلت، بل لعلهم لم يفهموه أصلاً!. ذهبوا عنّي، وأدركتُ بعدها أن شيئاً ما غير طبيعي يُحاك، لكنني لم أظن أن منعاً من دخول الكويت سيكون مطروحاً. عادوا فاصطحبوني لمكانٍ آخر، ركبتْ أصحابه ذات الملامح.. ملامح الحيرة والترقُب. فطلبوا مني الإنتظار لبعض الوقت. بدأتُ في هذه الأثناء أولى تغريداتي عبر أثير "التويتر"، تطميناً وأماناً للآخرين ونفسي. فعلمَ أصدقائي الإماراتيون بالأمر، فامتعضوا، وقلقوا، وكانوا مُتواصلين معي طول الوقت، وحتى وصولي دُبي.
انتظرتُ في هذا المكتب الجميل لبعض الوقت، يدخل البعض إليه ويخرج دون كلامٍ أو سؤال. فجأةً.. دخل شخصان أحدهم عرّف نفسه بالمطيري، والآخر لم يُعرّف باسمه. بدأ يسألان بعض الأسئلة الروتينة، مُستغربين (بأدب) أن أُعارض حكومتي وأن أقول عنها ما قُلت، في كل وسيلة خرجتُ بها وعبّرتُ فيها عن قناعاتي. قُلتُ لهما، بل الغرابة أن يسأل مثلكما هذا السؤال وأنتما كويتيان!! فبلدكما ينعم بديموقراطية وحراك نفتقده في بلادنا. تجاوزنا هذه الجُزئية، وتساءل المطيري بعدها عن أسباب هذه المُعارضة، وفيما إذا كُنتُ أبغي إصلاحات ضمن القيادة الحالية (آل سعود) أم هي مُعارضة اجتثاثية - إن جاز التعبير - تأتي على كل شيء. تعاطيتُ مع حديثه لسببين.. الأول..كون الرجل كان مُهذباً في حديثه ومُنطلقه، والثاني.. تعريفاً للآخرين بقناعاتي السياسية. أخـَذنا الحديث، وفي هذه الأثناء أتصل بي الصديق الدكتور محمد العوضي مُستغرباً إيقافي ومُتفائلاً بإنهاء الأمر. تحدّثّ الدكتور إلى من كان معي في المكتب المطيري وتبادلا الحديث بكل أدب وأخوية، ويبدو أنهما عرفا بعضهما البعض. سألت المطيري عن الخطوة القادمة؟ فقال لا علم له. لكن يبدو أن دخولي سيكون صعباً وصعباً جداً. ورمى باللائمة على "أنا عبدٌ مأمور"، ثم تجمّل لي بكلام ليس له (عملياً) أية قيمة.
خرج المطيري ودخل آخرون ينظرون إليّ وكأن بعضهم يرى "بني آدم" لأول مرة في حياته، رُغم أنني أرتدي لباساً خليجياً، وشكلي ما فيه شيء يُلفت النظر. انهالت عليّ الاتصالات من الأصدقاء والمُحبين، منهم من أبدى خوفه، ومنهم من أبدى تفاؤلاً. في الساعة الثانية فجراً تقريباً دخل المكتب شخص أسمى نفسه "أبو هادي" وكان الأفضل، والأعقل، والأكثر تفهُماً. ويبدو أنه لديه قناعاته السياسية التي تجاذبنا أطراف بعضها بكل أريحية. فجأة قال لي: السفير السعودي اتصل بنا ويُريد مقابلتك وسنأخذك إليه. قُلت له: معصي! ابتسم بغرابة، وقال ليش؟ قُلت له بأنني ممنوع من دخول الكويت، وقررتم إعادتي لدُبي، والآن تطلبون مني الدخول لمُقابلة السفير! هو فلم هندي ولا أيش؟ فقال لي هو حديث ودّي. قُلت له حتى لو، لا أستطيع. سألني ليش طيب؟ فأجبته الإجابة الأولى وأضفتُ لها أنني لا أثق بما يحدث الآن. قال لي لو أردنا بك سوءاً لفعلناه في المطار وليس عند السفير. قلتُ له لا يُمكنكم إيذائي. فأنا (قانونياً) بريطاني الجنسية، وستفتحون على أنفسكم باباً أنتم في غنى عنه. سكت لــ 5 دقائق، ثم سألني: ماذا لو قابلت السفير في بيت أحد الأصدقاء الكويتيين؟ قُلتُ له مُعتذراً: آسف، وإن كان السفير حريصاً فليتصل بي لأعرف مالذي يُريده تحديداً، والله يحييه. قال لكنك قابلته قبل عامين هنا في الكويت. قُلت صحيح، وكان بناءً على طلبه، وأخبرته حينها بوجهة نظري وقناعاتي، قبلَ بعضها، واستغرب عليّ أن أحمل بعضها الآخر. الشاهد أن الوقت قد تغيّر، والسياق الآن مُغاير، والله يحييه إن أراد مقابلتي هنا في المطار.
تفهّم أبو هادي موقفي بكل أدب ورجولة، فأقفلنا الموضوع، ولم أسأله عنه، وذكروا لي فيما بعد أن السفير لن يأتي، فقُلت الله يسهّل عليه. اتصل بعد ذلك علي شخص "مشهور" طلب مني عدم ذكر اسمه، ولن أذكره إلتزاماً مني، وهو محسوب على "شخصية مسؤولة في الدولة" كما ذكر لي، يعرض العودة بكآفة تسهيلاتها وعهودها ومواثيقها بشيء من التفصيل، وأنهم على استعداد لتسهيل جميع الإجراءات، ويريد العودة أن تكون الآن. طبعاً لم يكن بالإمكان قبول الأمر لأسباب كثيرة. فأنا لم أت الكويت كي أعود للسعودية، بل كانت زيارة خاصة. كما أن الحديث عن العودة لا يُمكن أن يتم بأجواء وظروف كهذه. اعتذرتُ منه بأدب، وقال سنتصل بك إن دخلت الكويت أو في دُبي فيما بعد. قلت الله يحييكم. اتصل بعد ذلك بـ 20 دقيقة مسؤول سعودي (رفيع جداً) طلب مني عدم ذكر اسمه، وسأفي بوعدي. تحدث بهدوء وحكمة، وأن البلد بلدي ووو. ذكر بطريق "غير مُباشر" أن لا شأن للسعودية بما حدث لي في مطار الكويت!!. فقلت له، أتمنى ذلك، وحصل خير. طلبتُ من أبو هادي الصلاة (المغرب والعشاء). توضأتُ وصليت، ثم أحضر لي شيئاً للأكل. جاءني أحد الجنود ليقول لي أنه رُبما أبقوني 24 ساعة، ولن أُغادر الكويت اليوم. قلت له: سأسافر اليوم يعني سأسافر. أوصلتُ الأمر للسفارة البريطانية، ووجدت أن الأمر عندها مُسبقاً. تعاطوا معه إيجابياً وبهدوء كما هي عادة الإنجليز.
التغريد في التويتر كان مُستمراً، لحظة بلحظة، والجماعة الذين كانوا حولي علموا بالأمر، وبدا كل منهم "يعبثُ" بهاتفه يقرأ ما يُكتب، ثم ينظر إليّ بشكل لا أعرف كيف أصفه. مزيج من الغضب رُبما، والدهشة، والمُتعة، والاستغراب. سألتهم فيما إذا كانوا يُتابعون التويتر فتسبّموا ضاحكين. كانت الأجواء – بالمناسبة - "مولّعة" كويتياً بعد حادثة الجويهل مع الدكتور الوسمي. وكان الجميع يتحدث عنها، وأشركوني بعضها، وقال أحدهم: ليتك مُعارض كويتي يا شيخ! جاء بعد ذلك الخبر اليقين بأنني سأعود على الطائرة الإماراتية والتي ستُقلع الرابعة فجراً توقيت الكويت. كان خبراً جميلاً، كوني كنتُ مُتعباً جداً. أركبوني الطائرة قبل إقلاعها بــــ 10 دقائق (آخر راكب). ودّعّتهم وشكرتُ من أحسن مُعاملتي.
اتجهتُ من دُبي لزيارة أصدقاء فُضلاء في الكويت تربطني بهم علاقة مُتميّزة. وصلتُ مطار الكويت الساعة الخامسة بتوقيت الكويت، واتبعت الإجراءات المعمول بها. أخذ أحدهم جواز سفري البريطاني، وأدخل معلوماته، فنظر إليّ نظرة خائفة، ونادى (بهدوء) من حوله، وبدأت أعينهم أيضاً تُحدّقُ بي بطريقة مُريبة، فتنادوا، وتجمّعوا، وكأنهم لا يدرون ما الذي ينبغي فعله. فلا هُم أبلغوني بالمنع، وأن عليّ العودة من حيث أتيت، ولا هم أنهوا إجراءات الدخول المُعتادة. سألوني بعد دقائق، أين جواز سفرك السعودي؟ أجبتهم بأنني لا أحملُ جواز سفر سعودي منذ ما يُقارب الــ 15 عاماً. وأن الجواز الذيٍ خرجتُ به من "السعودية" قد مات وشبع موتاً. فلم يستوعبوا ما قلت، بل لعلهم لم يفهموه أصلاً!. ذهبوا عنّي، وأدركتُ بعدها أن شيئاً ما غير طبيعي يُحاك، لكنني لم أظن أن منعاً من دخول الكويت سيكون مطروحاً. عادوا فاصطحبوني لمكانٍ آخر، ركبتْ أصحابه ذات الملامح.. ملامح الحيرة والترقُب. فطلبوا مني الإنتظار لبعض الوقت. بدأتُ في هذه الأثناء أولى تغريداتي عبر أثير "التويتر"، تطميناً وأماناً للآخرين ونفسي. فعلمَ أصدقائي الإماراتيون بالأمر، فامتعضوا، وقلقوا، وكانوا مُتواصلين معي طول الوقت، وحتى وصولي دُبي.
انتظرتُ في هذا المكتب الجميل لبعض الوقت، يدخل البعض إليه ويخرج دون كلامٍ أو سؤال. فجأةً.. دخل شخصان أحدهم عرّف نفسه بالمطيري، والآخر لم يُعرّف باسمه. بدأ يسألان بعض الأسئلة الروتينة، مُستغربين (بأدب) أن أُعارض حكومتي وأن أقول عنها ما قُلت، في كل وسيلة خرجتُ بها وعبّرتُ فيها عن قناعاتي. قُلتُ لهما، بل الغرابة أن يسأل مثلكما هذا السؤال وأنتما كويتيان!! فبلدكما ينعم بديموقراطية وحراك نفتقده في بلادنا. تجاوزنا هذه الجُزئية، وتساءل المطيري بعدها عن أسباب هذه المُعارضة، وفيما إذا كُنتُ أبغي إصلاحات ضمن القيادة الحالية (آل سعود) أم هي مُعارضة اجتثاثية - إن جاز التعبير - تأتي على كل شيء. تعاطيتُ مع حديثه لسببين.. الأول..كون الرجل كان مُهذباً في حديثه ومُنطلقه، والثاني.. تعريفاً للآخرين بقناعاتي السياسية. أخـَذنا الحديث، وفي هذه الأثناء أتصل بي الصديق الدكتور محمد العوضي مُستغرباً إيقافي ومُتفائلاً بإنهاء الأمر. تحدّثّ الدكتور إلى من كان معي في المكتب المطيري وتبادلا الحديث بكل أدب وأخوية، ويبدو أنهما عرفا بعضهما البعض. سألت المطيري عن الخطوة القادمة؟ فقال لا علم له. لكن يبدو أن دخولي سيكون صعباً وصعباً جداً. ورمى باللائمة على "أنا عبدٌ مأمور"، ثم تجمّل لي بكلام ليس له (عملياً) أية قيمة.
خرج المطيري ودخل آخرون ينظرون إليّ وكأن بعضهم يرى "بني آدم" لأول مرة في حياته، رُغم أنني أرتدي لباساً خليجياً، وشكلي ما فيه شيء يُلفت النظر. انهالت عليّ الاتصالات من الأصدقاء والمُحبين، منهم من أبدى خوفه، ومنهم من أبدى تفاؤلاً. في الساعة الثانية فجراً تقريباً دخل المكتب شخص أسمى نفسه "أبو هادي" وكان الأفضل، والأعقل، والأكثر تفهُماً. ويبدو أنه لديه قناعاته السياسية التي تجاذبنا أطراف بعضها بكل أريحية. فجأة قال لي: السفير السعودي اتصل بنا ويُريد مقابلتك وسنأخذك إليه. قُلت له: معصي! ابتسم بغرابة، وقال ليش؟ قُلت له بأنني ممنوع من دخول الكويت، وقررتم إعادتي لدُبي، والآن تطلبون مني الدخول لمُقابلة السفير! هو فلم هندي ولا أيش؟ فقال لي هو حديث ودّي. قُلت له حتى لو، لا أستطيع. سألني ليش طيب؟ فأجبته الإجابة الأولى وأضفتُ لها أنني لا أثق بما يحدث الآن. قال لي لو أردنا بك سوءاً لفعلناه في المطار وليس عند السفير. قلتُ له لا يُمكنكم إيذائي. فأنا (قانونياً) بريطاني الجنسية، وستفتحون على أنفسكم باباً أنتم في غنى عنه. سكت لــ 5 دقائق، ثم سألني: ماذا لو قابلت السفير في بيت أحد الأصدقاء الكويتيين؟ قُلتُ له مُعتذراً: آسف، وإن كان السفير حريصاً فليتصل بي لأعرف مالذي يُريده تحديداً، والله يحييه. قال لكنك قابلته قبل عامين هنا في الكويت. قُلت صحيح، وكان بناءً على طلبه، وأخبرته حينها بوجهة نظري وقناعاتي، قبلَ بعضها، واستغرب عليّ أن أحمل بعضها الآخر. الشاهد أن الوقت قد تغيّر، والسياق الآن مُغاير، والله يحييه إن أراد مقابلتي هنا في المطار.
تفهّم أبو هادي موقفي بكل أدب ورجولة، فأقفلنا الموضوع، ولم أسأله عنه، وذكروا لي فيما بعد أن السفير لن يأتي، فقُلت الله يسهّل عليه. اتصل بعد ذلك علي شخص "مشهور" طلب مني عدم ذكر اسمه، ولن أذكره إلتزاماً مني، وهو محسوب على "شخصية مسؤولة في الدولة" كما ذكر لي، يعرض العودة بكآفة تسهيلاتها وعهودها ومواثيقها بشيء من التفصيل، وأنهم على استعداد لتسهيل جميع الإجراءات، ويريد العودة أن تكون الآن. طبعاً لم يكن بالإمكان قبول الأمر لأسباب كثيرة. فأنا لم أت الكويت كي أعود للسعودية، بل كانت زيارة خاصة. كما أن الحديث عن العودة لا يُمكن أن يتم بأجواء وظروف كهذه. اعتذرتُ منه بأدب، وقال سنتصل بك إن دخلت الكويت أو في دُبي فيما بعد. قلت الله يحييكم. اتصل بعد ذلك بـ 20 دقيقة مسؤول سعودي (رفيع جداً) طلب مني عدم ذكر اسمه، وسأفي بوعدي. تحدث بهدوء وحكمة، وأن البلد بلدي ووو. ذكر بطريق "غير مُباشر" أن لا شأن للسعودية بما حدث لي في مطار الكويت!!. فقلت له، أتمنى ذلك، وحصل خير. طلبتُ من أبو هادي الصلاة (المغرب والعشاء). توضأتُ وصليت، ثم أحضر لي شيئاً للأكل. جاءني أحد الجنود ليقول لي أنه رُبما أبقوني 24 ساعة، ولن أُغادر الكويت اليوم. قلت له: سأسافر اليوم يعني سأسافر. أوصلتُ الأمر للسفارة البريطانية، ووجدت أن الأمر عندها مُسبقاً. تعاطوا معه إيجابياً وبهدوء كما هي عادة الإنجليز.
التغريد في التويتر كان مُستمراً، لحظة بلحظة، والجماعة الذين كانوا حولي علموا بالأمر، وبدا كل منهم "يعبثُ" بهاتفه يقرأ ما يُكتب، ثم ينظر إليّ بشكل لا أعرف كيف أصفه. مزيج من الغضب رُبما، والدهشة، والمُتعة، والاستغراب. سألتهم فيما إذا كانوا يُتابعون التويتر فتسبّموا ضاحكين. كانت الأجواء – بالمناسبة - "مولّعة" كويتياً بعد حادثة الجويهل مع الدكتور الوسمي. وكان الجميع يتحدث عنها، وأشركوني بعضها، وقال أحدهم: ليتك مُعارض كويتي يا شيخ! جاء بعد ذلك الخبر اليقين بأنني سأعود على الطائرة الإماراتية والتي ستُقلع الرابعة فجراً توقيت الكويت. كان خبراً جميلاً، كوني كنتُ مُتعباً جداً. أركبوني الطائرة قبل إقلاعها بــــ 10 دقائق (آخر راكب). ودّعّتهم وشكرتُ من أحسن مُعاملتي.
وقفات على الحدث
1- المنع جاء من أكبر سُلطة سياسية في الكويت، ولم تستطع مُحاولات كثيرة جادة تغييره.
2- المنع جاء نتيجة "أنشطة إعلامية سياسية مُعارضة"، حيث لم أُمنع إلاّ مؤخراً، والدليل أنني زُرت الكويت من قبل.
3- أراد الكويتيون أن يكون مقامي في مطارهم، فُرصة للسعوديين أن يفعلوا شيئاً ما..
4- اتصال السفير السعودي، والشخصية الدينية المشهورة، والأخرى السياسية الرفيعة جداً، جاء في سياق "الفرصة" التي وفّرها الكويتيون.
5- لم يكن البعض (كويتياً) مُرتاحاً من منعي من دخول الكويت، فقد كانوا مُتذمرين من القرار، لكن لم يَكن ثمة شيء يُمكن فعله.
6- واضح أن التويتر مُتابع بشكل كاف بين أوساط كويتية رسمية ومن يدور في فلكها، وله تأثيره، وأن ما يتعلق بالسعودية يهمها كثيراً.
7- أوضحتْ حادثة الكويت، أن الكويت مُهتمة بالمعارضة السعودية، وتعرف أطيافها ولديها تصوّر جيد حولها.
8- عرّفتني حادثة الكويت بصداقات رائعة أضافتْ لحياتي المُتعة والفائدة والجمال، فشكُراً يا كويت.
9- وسّعتْ حادثة الكويت من دائرة معارفي خليجياً وبشكل لافت لم أتوقعه، سيما في إطار القناعات السياسية، ورُب ضارة نافعة.
10- أدركتُ بحادثة الكويت، رُقي، وحضارية، وبُعد نظر دُبي والقائمين عليها.
11- أوصلتني حادثة الكويت لمعلومة هامة جداً كُنت أبحث عنها، لها علاقة بأسرة "آل صباح" الكريمة.. لعلي أُفصح عنها قريباً.
12- ظاهرة التدخين المُفرطة والمُبالغ فيها من الجميع وفي كل مكان هي ظاهرة مُزعجة غير حضارية، وعلامة فارقة في مطار الكويت. وشتان بين مطاري الكويت ودُبي.
13 – رسّختْ حادثة الكويت أمراً كُنتُ أعلمه، وهو أن محبة الناس قيمة رائعة لا تُقدّر بثمن، فهي الأغلى والأجمل والأمتع. فشكراً من القلب للجميع.
كساب العتيبي