المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الطريق إلى تهذيب الأخلاق



امـ حمد
16-02-2012, 02:53 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الطريق إلى تهذيب الأخلاق


حتى ترتقي إلى منازل السائرين إلى الله ، لابد أن تكون على خلق عظيم ، فلا يكفي أن تكون صاحب عبادة وذِكر




وطاعة ، وعلاقتك سيئة مع الناس ,بل تقتدي بسيد الأنبياء صلى الله عليه وسلم قال تعالى(وإنك لعلى خلق عظيم)




وإنك أيها الرسول الكريم ,لعلى خلق عظيم،فقد كان امتثال القرآن سجية له يأتمر بأمره، وينتهي عما ينهى عنه,عن




عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ، قال,لم يكن رسول الله,صلى الله عليه وسلم,فاحشاّ ولا متفحشاّ،وكان




يقول(إن من خياركم أحسنَكم أخلاقاً )متفق عليه,وعن أَبي الدرداء,رضي الله عنه,أن النبي,صلى الله عليه وسلم،




قال(ما من شيءٍ أثقل في ميزان العبد المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق ، وإن الله يبغض الفاحش البذي)رواه




الترمذي,البذي,هو الذي يتكلم بالفحش ورديء الكلام,و سئل الرسول صلى الله عليه وسلم(أكثر ما يدخل الناس




الجنة ,فقال,تقوى الله وحسن الخُلق ، وأكثر ما يدخل النار الفم والفرج)رواه الترمذي,قال ابن القيم رحمه الله,جمع




النبي صلى الله عليه وسلم بين تقوى الله وحسن الخلق ، لأن التقوى يصلح ما بين العبد وما بين ربه ، والخلق




الحسن يصلح ما بينه وبين خلقه ، فتقوى الله توجب له محبة الله ، وحسن الخلق يدعو الناس إلى محبته,ومن




أركان حسن الخُلق,بذل المعروف,يعني إيصال النفع المادي والمعنوي والقولي والفعلي للناس,وكف الشر عنهم ، يعني




أن يَسلم المسلمون من لسانه ويده ,وبسط الوجه وطلاقته لكل مؤمن,أن يكون فيه عامة خصال الإيمان ، من الصبر



والشكر والحلم والإحسان والعبادة والتواضع وعدم الغضب، لا لعَّاناً ولا سباباً ولا حسوداً، بل صدوق اللسان




عفيف الجوارح كثير الصلاح,وأن يكون جميع ما يفعله من ذلك لله عز وجل لا لمرآة الناس واستجلاب ثنائهم,وكان من




دعاء النبي صلى الله عليه وسلم(اللهم اهدني لأحسن الأعمال وأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت وقني




سئ الأعمال وسئ الأخلاق لا يقي سيئها إلا أنت)رواه النسائي,ومن أخطر الأمراض,قال الأحنف بن القيس رحمه





الله,ألا أخبركم بأدوء الأدواء، قالوا بلى ، قال,الخلق الدنيء واللسان البذيء,وكان صلى الله عليه وسلم يدعو(اللهم إني




أعوذ بك من منكرات الأخلاق ، و الأعمال ، والأهواء ، والأدواء)رواه الترمذي,وقال حديث حسن,ومنكرات الأخلاق




ومساوئها، كالكبر والحسد والعجب والتطاول على الآخرين والبغي,ومن منكرات الأعمال, جميع المحرمات




القولية(كالغيبة،والكذب،والنميمة ، والسخرية ،والسباب) والفعلية( كشرب الخمر،الزنا ، عقوق الوالدين ،الربا




،السرقة)ومنكرات الأهواء, والاعتقادات الفاسد منكرات الأهواء،أي كل اعتقاد خالف الكتاب والسنة,وماكان عليه




سلف الأمة ( كأصحاب العقائد الفاسدة والمذاهب الهدامة )فينبغي عليك أن تتعلم العقيدة الصحيحة من الكتاب والسنة





وأقوال سلف الأمة من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان ,والمقاصد الباطلة,أي يكون قصده بعمله غير الله




قولاّ أوعملاّ (كحب الرئاسة،والشهرة،وحب المدح،والرفعة بين الناس)تعريفات لحسن الخلق,قيل,حسن الخلق,بذل





الجميل وكف القبيح,والتخلي من الرذائل والتحلي بالفضائل,قال ابن القيم رحمه الله,حسن الخلق يقوم على




أربعة أركان,الصبر,يحمل على الاحتمال وكظم الغيظ ،وكف الأذى، والحلم والرفق ، وعدم الطيش والعجلة,العفة,تحمل




على اجتناب الرذائل والقبائح من القول والعمل ، وتحمله على الحياء وهو رأس كل خير وتمنعه من الفحشاء ،




والبخل والكذب والغيبة والنميمة ,والشجاعة,تحمله على عزة النفس وإيثار معالي الأخلاق والشيم ، وعلى البذل




فإنه بقوة نفسه وشجاعتها يمسك عنانها,والعدل,يحمل على الاعتدال على الأخلاق ، وتوسطه فيها بين طرفي




الإفراط والتفريط ، فيحمله على خلق الشجاعة الذي هو توسط بين الجبن والتهور،وعلى خلق الحلم الذي هو توسط




بين الغضب والمهانة,قال ابن القيم رحمه الله ,ومنشأ جميع الأخلاق السافلة وبناؤها على أربعة أركان,الجهل,يريه




الحسن في صورة القبيح ، والقبيح في صورة الحسن,الظلم,يحمله على وضع الشيء في غير




موضعه،فيغضب في موضع الرضا،ويبخل في موضع البذل،ويلين في موضع الشدة،ويتكبر في موضع




التواضع,الشهوة,تحمله على الحرص والشح والبخل ، وعدم العفة,والجشع،والدناءات كلها,الغضب,يحمل على
الكبر والحسد والحقد،والعدوان والسفه.

الحسيمqtr
18-02-2012, 01:08 PM
عساج على القوه
جزاك الله خير

doha2012
18-02-2012, 01:23 PM
جزاك الله خير

امـ حمد
18-02-2012, 03:28 PM
عساج على القوه
جزاك الله خير

وجزاك ربي جنة الفردوس اخوي

امـ حمد
18-02-2012, 03:29 PM
جزاك الله خير


وجزاك ربي جنة الفردوس

ضيفتكم
18-03-2012, 09:12 PM
جزاك الله خير