المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أبهذا أمرتم



امـ حمد
18-02-2012, 03:25 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أبهذا أمرتم

عن أبي هريرة,رضي الله عنه قال,خرج علينا رسول الله,صلى الله عليه وسلم,ونحن نتنازع في القدر، فغضب




حتى احمر وجهه حتى كأنما فقئ في وجنتيه الرمان، فقال (أبهذا أمرتم,أم بهذا أرسلت إليكم, إنما هلك من كان قبلكم




حين تنازعوا في هذا الأمر،عزمت عليكم ألا تتنازعوا فيه)
الإيمان بالقدر فرض لازم، وهو أن يعتقد أن الله تعالى,خالق



أعمال العباد خيرها وشرها وكتبها في اللوح المحفوظ قبل أن يخلقهم، والكل بقضائه وقدره وإرادته، غير أنه يرضى




الإيمان والطاعة ووعد عليهما الثواب ولا يرضى الكفر والمعصية وأوعد عليهما العقاب،والقدر سر من أسرار الله




تعالى,لم يطلع عليه ملكاً مقرباً، ولا نبياً مرسلاً، ولا يجوز الخوض فيه، والبحث عنه بطريق العقل، بل يجب أن يعتقد




أن الله تعالى,خلق الخلق فجعلهم فرقتين,فرقة خلقهم للنعيم فضلاً,وفرقة للجحيم عدلاً،وسأل رجل علي بن أبي




طالب,رضي الله عنه,فقال أخبرني عن القدر قال: طريق مظلم لا تسلكه،وأعاد السؤال فقال, بحر عميق لا




تلجه،وأعاد السؤال فقال,سر الله قد خفي عليك فلا تفتشه,وما أجمل جواب الإمام أحمد عندما سئل عن القدر



فقال, القدر قدرة الرحمن، والإيمان بالقدر يشمل درجتين,الدرجة الأولى,الإيمان بأن الله تعالى,علم ما الخلق



عاملون بعلمه الذي هو موصوف به أزلاً، وعلم جميع أحوالهم من الطاعات والمعاصي والأرزاق والآجال، ثم كتب




الله تلك المقادير في اللوح المحفوظ قال تعالى(لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علماّ)




وقال صلى الله عليه وسلم(كتب الله تعالى,مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة



وعرشه على الماء)الدرجة الثانية,فهي الإيمان بمشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة، وهو الإيمان بأن ما شاء الله كان




وما لم يشأ لم يكن،وأنه ما في السماوات وما في الأرض من حركة ولا سكون إلا بمشيئته سبحانه،ومع ذلك فقد أمر



العباد بطاعته,وطاعة رسله,ونهاهم عن معصيته،وهو سبحانه يحب المتقين والمحسنين والمقسطين، ويرضى عن




الذين آمنوا وعملوا الصالحات،ولا يحب الكافرين، ولا يرضى عن القوم الفاسقين، ولا يرضى لعباده الكفر ولا



يحب الفساد والمفسدين،وجوابه سبحانه,للمحتجين بالقدر واضح كل الوضوح,أنه تعالى,أذاق الكافرين بأسه وأنزل



بهم عقابه،فلو لم يكونوا مختارين لما ارتكبوه من الجرائم والآثام والكفر لما عذبهم الله, لأنه عادل لا يظلم أحداً،وكيف




يصح لأحد أن يقول,كتب علي ربي أن أسرق فأنا ذاهب لتنفيذ قدره، فهل اطلع على اللوح المحفوظ فقرأ ما فيه حتى



يعلم ما كتب الله عليه في وقت كان مخاطباّ بالامتناع عن معصية الله,ذاك ما يحتاج إليه المؤمن في القضاء والقدر،




فيكفيه أن يعلم معناه ودرجاته وأن يؤمن به، وأن الله عليم بكل شيء وخالق كل شيء،وما لم يشأ لم يكن، وأنه عادل




لا يظلم أحدا، وأنه حكيم منزه من العبث،فإن عقولنا محدودة خلقها الله للإسهام في عمارة الدنيا وليست




وظيفتها اكتشاف الغيب الذي استأثر بعلمه خالقها،
وليس أمامنا إلا التسليم والإيمان بما يعرفنا الله عليه من




أمور الغيب وقضاياه,الصلة بين خلق الله للأفعال وإرادة الإنسان وفعله لهذه الأفعال، وليست هذه هي القضية الغيبية




الوحيدة التي لا يدرك العقل كنهها,وللإيمان بالقدر فوائد منها,أنه من تمام الإيمان وبالربوبية ولا يتم الإيمان إلا




بذلك لأن قدر الله من أفعاله, ورد الإنسان أموره إلى ربه لأنه إذا علم أن كل شيء بقضائه وقدره فإنه سيرجع إلى الله




في دفع الضراء ورفعها،ويضيف السراء إلى الله، ويعرف أنها من فضل الله عليه, وأن الإنسان يعرف قدر نفسه ولا




يفخر إذا فعل الخير, وهون الله المصائب على العبد لأن الإنسان إذا علم أنها من عند الله هانت عليه المصيبة كما



قال تعالى(ومن يؤمن بالله يهد قلبه)قال علقمة,رحمه الله,هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله



فيرضى ويسلم,وإضافة النعم إلى مسديها، لأنك إذا لم تؤمن بالقدر أضفت النعم إلى من باشر الإنعام، وهذا يوجد كثيراّ




في الذين يتزلفون إلى الناس والوجهاء, فإذا أصابوا منهم ما يريدون جعلوا الفضل إليهم ونسوا فضل الخالق، صحيح




أنه يجب على الإنسان أن يشكر الناس لكن يعلم أن الأصل كل الأصل هو فضل الله,عز وجل,جعله على يد هذا الرجل.

بنـ الدحيل ـت
18-02-2012, 03:43 PM
جزاج الله خيرا

امـ حمد
18-02-2012, 03:54 PM
جزاج الله خيرا


ويزاااج ربي الجنه يالغاليه