بدوور
19-02-2012, 08:20 AM
قطر...اغنى بلد في العالم تعاني من ازمة هوية
تصنيف الخبر: تقارير تاريخ النشر: 2012/02/18 - 10:04 pm المصدر: العالمية هنا على جانبي الطريق المؤدية الى اللؤلؤة، نجد على الجانب الايمن وكلاء سيارة الرولز رويس وعلى الجانب الايسر وكلاء بيع الفيراري، هذا المشهد يخلف وراءه بعض الشك حول مستوى الازدهار الاقتصادي في هذه البقعة من الدوحة، فاللؤلؤة او كما يطلق عليها "الريفييرا العربية" هي عبارة عن جزيرة اصطناعية في شمال العاصمة القطرية، التي تضم العديد من الشقق الفخمة والشواطىء الخاصة، تعتبر من احدث العقارات في الامارة الغنية، وفق ما اشارت اليه صحيفة لو موند الفرنسية.
وتوضح الصحيفة انه بمجرد ما تم حظر الكحول في نهاية كانون الاول/ ديسمبر 2011 فقد تلاشت حماسة سكان اللؤلؤة وفرحتهم بهذه الجزيرة، هذا واشتكى اصحاب المطاعم ومحلات المجوهرات من انخفاض بنسبة 50% من مبيعاتهم.
وفي هذا السياق يقول موظف في مطعم "ذو مانغو تري"، وهو مطعم تايلاندي تم فيه استبدال زجاجات الخمر التي كانت موضوعة على الرف باواني المياه:" عندما سمعنا قرار الحظر ظننا ان هذه هي النهاية"، وقال صاحب مقهى اخر:" لا احد يقصدنا الان، نحن نموت من الضجر"، فوفق الصحيفة ان الاجانب الذين كانوا يقصدون اللؤلؤوة في عطلة نهاية الاسبوع، عدلوا من وجهتهم وباتوا يذهبون الى الفنادق الموجودة في الخليج الغربي، الحي التجاري في الدوحة، حيث ما تزال تدفق الكحول على اوجه.
وتوضح الصحيفة ان قرار حظر المشروبات الكحولية جاء من قبل الشركة المتحدة للتنمية، المحرك للاقتصاد القطري، هذا من الناحية النظرية اما اذا دققنا كثيرا لوجدنا ان احد اعضاء عائلة آل ثاني الحاكمة في قطر، هو وراء هذا القرار.
اما اسباب ذلك الحظر فهي حتى الان غير معروفة، فهناك مصدر يتحدث عن الحاجة الى تلميع صورة الامارة خلال دورة الالعاب العربية الكبرى التي عقدت في الدوحة، ومصدر اخر يشير الى وجود استراتيجية للعلاقات العامة من قبل الاسرة الحاكمة، قبل عام واحد من الانتخابات التشريعية في البلاد.
وتقول الصحيفة انه في ظل غياب اي تفسير او توضيح رسمي، فان المستثمرين الاجانب يراهنون على ان هذا التشديد "مؤقت"، مرجحين احتمال ان يلغى قرار الحظر ويعاد بيع الكحول في الجزيرة.
جدل حول لحم الخنزير
وتعتبر الصحيفة ان قطر تعاني ازمة هوية اذ باتت غارقة في صراع بين التشدد الديني والحداثة المتطرفة، والدوحة هي خير مثال على ذلك، وفي هذا الاطار قال مغترب فرنسي:" القطريون يتمسكون بعقيدة تقليدية...انهم ليسوا ليبراليين مثل قادتهم".
وتنتقل الصحيفة الى موضوع اخر، يثير جدلا كبيرا في الاوساط القطرية وهو موضوع لحم الخنزير، فحوالي 80% من المغتربين البالغ عددهم 1.7 مليون شخص، هم من الهند، الفلبين، نيبال وباكستان، وهؤلاء بسواعدهم هم الذين قاموا ببناء "المعجزة القطرية"، ولمراعاتهم قررت شركة تابعة لشركة الخطوط الجوية، بيع لحم الخنزير في المحلات التجارية التابعة لها، الامر الذي اثار جدلا واسعا في قطر.
وفي هذا الاطار كتب احد المدونين على تويتر:" لم افكر يوما انه سيأتي اليوم الذي اضطر فيه الى الاستفسار حول اللحم المستخدم في الهامبرغر"، وكتب مواطن قطري:" المسألة ليست مسألة لحم خنزير انما في الواقع بدأنا نشعر اننا الاقلية في بلادنا".
ورغم كل هذا الجدل والغضب الذي يتناقله الناس على الشبكات الاجتماعية، تؤكد الصحيفة ان هذا لا يشكل اي تهديد لا من قريب ولا من بعيد على سلطة الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، امير دولة قطر.
فبعد اشهر من ضمان ان قطر هي الدولة المضيفة لنهائيات كأس العالم لعام 2022، وبعد ان وعد بانه سيسمح باستهلاك الكحول في الملاعب خلال البطولة، افتتح الامير ايضا مسجدا جديدا في الدوحة، تكريما لعبد الوهاب، مؤسس المذهب الوهابي، هذا ويؤكد مصدر ديبلوماسي ان الامير يبقي الوضع تحت السيطرة.
وتختم الصحيفة بالقول ان لوحة "لاعبو الورق" لسيزان، والتي اشترتها مؤخرا قطر ب250 مليون دولار هي خير دليل على ازمة الهوية التي تعاني منها البلاد، اذ تظهر رجلان يلعبان الورق وامامهما على الطاولة زجاجة كحول. لا اتفق بالمطلق مع الافكار التى يتضمنها المقال ولكن اشعر ان هناك بعض الحقائق التي تتعلق بفقدان او ضياع الهوية القطرية في لج البحث عن المعاصرة.وكلنا يدرك ان طمس الهوية يؤدي الى فقدان البوصلة التي تحدد الوجهة التى ينبغي ان نسلكها على مستوى الافراد او المؤسسات؟ والسؤال المطروح ما الخطة التى ينبغي ان نسير على نهجها حتى ننطلق الى الامام؟
تصنيف الخبر: تقارير تاريخ النشر: 2012/02/18 - 10:04 pm المصدر: العالمية هنا على جانبي الطريق المؤدية الى اللؤلؤة، نجد على الجانب الايمن وكلاء سيارة الرولز رويس وعلى الجانب الايسر وكلاء بيع الفيراري، هذا المشهد يخلف وراءه بعض الشك حول مستوى الازدهار الاقتصادي في هذه البقعة من الدوحة، فاللؤلؤة او كما يطلق عليها "الريفييرا العربية" هي عبارة عن جزيرة اصطناعية في شمال العاصمة القطرية، التي تضم العديد من الشقق الفخمة والشواطىء الخاصة، تعتبر من احدث العقارات في الامارة الغنية، وفق ما اشارت اليه صحيفة لو موند الفرنسية.
وتوضح الصحيفة انه بمجرد ما تم حظر الكحول في نهاية كانون الاول/ ديسمبر 2011 فقد تلاشت حماسة سكان اللؤلؤة وفرحتهم بهذه الجزيرة، هذا واشتكى اصحاب المطاعم ومحلات المجوهرات من انخفاض بنسبة 50% من مبيعاتهم.
وفي هذا السياق يقول موظف في مطعم "ذو مانغو تري"، وهو مطعم تايلاندي تم فيه استبدال زجاجات الخمر التي كانت موضوعة على الرف باواني المياه:" عندما سمعنا قرار الحظر ظننا ان هذه هي النهاية"، وقال صاحب مقهى اخر:" لا احد يقصدنا الان، نحن نموت من الضجر"، فوفق الصحيفة ان الاجانب الذين كانوا يقصدون اللؤلؤوة في عطلة نهاية الاسبوع، عدلوا من وجهتهم وباتوا يذهبون الى الفنادق الموجودة في الخليج الغربي، الحي التجاري في الدوحة، حيث ما تزال تدفق الكحول على اوجه.
وتوضح الصحيفة ان قرار حظر المشروبات الكحولية جاء من قبل الشركة المتحدة للتنمية، المحرك للاقتصاد القطري، هذا من الناحية النظرية اما اذا دققنا كثيرا لوجدنا ان احد اعضاء عائلة آل ثاني الحاكمة في قطر، هو وراء هذا القرار.
اما اسباب ذلك الحظر فهي حتى الان غير معروفة، فهناك مصدر يتحدث عن الحاجة الى تلميع صورة الامارة خلال دورة الالعاب العربية الكبرى التي عقدت في الدوحة، ومصدر اخر يشير الى وجود استراتيجية للعلاقات العامة من قبل الاسرة الحاكمة، قبل عام واحد من الانتخابات التشريعية في البلاد.
وتقول الصحيفة انه في ظل غياب اي تفسير او توضيح رسمي، فان المستثمرين الاجانب يراهنون على ان هذا التشديد "مؤقت"، مرجحين احتمال ان يلغى قرار الحظر ويعاد بيع الكحول في الجزيرة.
جدل حول لحم الخنزير
وتعتبر الصحيفة ان قطر تعاني ازمة هوية اذ باتت غارقة في صراع بين التشدد الديني والحداثة المتطرفة، والدوحة هي خير مثال على ذلك، وفي هذا الاطار قال مغترب فرنسي:" القطريون يتمسكون بعقيدة تقليدية...انهم ليسوا ليبراليين مثل قادتهم".
وتنتقل الصحيفة الى موضوع اخر، يثير جدلا كبيرا في الاوساط القطرية وهو موضوع لحم الخنزير، فحوالي 80% من المغتربين البالغ عددهم 1.7 مليون شخص، هم من الهند، الفلبين، نيبال وباكستان، وهؤلاء بسواعدهم هم الذين قاموا ببناء "المعجزة القطرية"، ولمراعاتهم قررت شركة تابعة لشركة الخطوط الجوية، بيع لحم الخنزير في المحلات التجارية التابعة لها، الامر الذي اثار جدلا واسعا في قطر.
وفي هذا الاطار كتب احد المدونين على تويتر:" لم افكر يوما انه سيأتي اليوم الذي اضطر فيه الى الاستفسار حول اللحم المستخدم في الهامبرغر"، وكتب مواطن قطري:" المسألة ليست مسألة لحم خنزير انما في الواقع بدأنا نشعر اننا الاقلية في بلادنا".
ورغم كل هذا الجدل والغضب الذي يتناقله الناس على الشبكات الاجتماعية، تؤكد الصحيفة ان هذا لا يشكل اي تهديد لا من قريب ولا من بعيد على سلطة الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، امير دولة قطر.
فبعد اشهر من ضمان ان قطر هي الدولة المضيفة لنهائيات كأس العالم لعام 2022، وبعد ان وعد بانه سيسمح باستهلاك الكحول في الملاعب خلال البطولة، افتتح الامير ايضا مسجدا جديدا في الدوحة، تكريما لعبد الوهاب، مؤسس المذهب الوهابي، هذا ويؤكد مصدر ديبلوماسي ان الامير يبقي الوضع تحت السيطرة.
وتختم الصحيفة بالقول ان لوحة "لاعبو الورق" لسيزان، والتي اشترتها مؤخرا قطر ب250 مليون دولار هي خير دليل على ازمة الهوية التي تعاني منها البلاد، اذ تظهر رجلان يلعبان الورق وامامهما على الطاولة زجاجة كحول. لا اتفق بالمطلق مع الافكار التى يتضمنها المقال ولكن اشعر ان هناك بعض الحقائق التي تتعلق بفقدان او ضياع الهوية القطرية في لج البحث عن المعاصرة.وكلنا يدرك ان طمس الهوية يؤدي الى فقدان البوصلة التي تحدد الوجهة التى ينبغي ان نسلكها على مستوى الافراد او المؤسسات؟ والسؤال المطروح ما الخطة التى ينبغي ان نسير على نهجها حتى ننطلق الى الامام؟