المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عـــناقـــيد الـــعنـــب والــصبــر عــلى الـــمحـــن ..!!



مـــــنــاف
20-02-2012, 02:00 AM
الــحــمدُ للــه ربّ الــعالــمين ’ والــصلاة والــسلام عــلى أفـــضل الــخلقِ أجــمعــين ’ ســيدّنا ونــبيــّنا (مُــحــمّد) (صــلى الله عــليــه وســلم) وعــلى آلــةِ وصــحبــةِ أجـــمعــين .

الـــــسلام ُ عــليكــم ورحـــمة الــلة وبــركــاتــة




إن الأمانة والصدق والتقوى والصلاح ’ لهي أساس الفلاح والنجاح في الدنيا الفانية والآخرة الباقية ’ ولكن غلبتنا الشهوات وأنصرفنا إلى الملّذات ’ حيثُ بحرنا بعيداً وجرفنا التياّر سريعاً .. منّا من أستطاع مُقاومة الأمواج ووصل إلى بّر الآمان ’ والآخر لم يصمد طويلاً ’ فخارت قِواة وهوى في غيابت البحار .


ما أرخص تلك الوزارة إذن ’ ولكنها لم تكن كذلك ’ بل كانت غالية جداً ’ وعنقود العنب لم يكن إلا علامة على الطريق ..!!

علامة على الكرم والصدق والصلاح والتقوى ’ وكان قبله كثير من الدَّروس والسهر والتعَب ’ وكان بعده أيضاً كثيراً من التعب والجّد والإخلاص أيضاً .

الوزير الذي نحنُ في صدد الحديث عنة .. هو (عون الدين أبو المظفر يحيى بن محمد بن هبيرة الشيباني) .. حيث نشأ يحيى بن هبيرة في قرية (الـــدور) وكانت عائلة فقيرة ’ تعمل بفلاحة الأرض وزراعتها ’ الأمر الذي لم يجد إهتماماً من (يحيى) ’ وإنما فقد أنصّب إهتمامة على القراءة وملاحقة الشيوخ والعلماء في كل مكان للنهل من علومهم .

لذلك عندما أصبح شاباً ذهب إلى بغداد ’ فقرأ القرآن الكريم وسمع الحديث الشريف ودرس الفقه والأدب والبلاغة على شيوخ بغداد وعلمائها وأدبائها في ذلك العصر حتى برع فيها جميعها ’ وبخاصة في الفقه على المذهب الحنبلي ’ ناهيكم عن تميزّة في الأدب والشعر بصورة ملحوظة .

ولكن .. الوظيفة مطلوبة لدى الجميع ’ وعلى هذا الأساس ’ قام يبحث عن وظيفة يعيش منها في بغداد ’ ولأجل ذلك أخذ يراجع ديوان الوظائف التابع للخليفة العباسي (المقتفي لأمر الله) ’ ولكن ما أن يُراجعهم حتى يقولوا لةُ (لا توجد وظيفة الآن) ’ حتى نفذت دراهمه وأصابة اليأس جراّء ذلك .. الأمر الذي جعلة يعزّم على العودة إلى قريتة (الدور) ..!!

خرج من بغداد بعد أن أنفق آخر درهم كان يملكة ’ واتجه في الطريق إلى قرية (الدور) سيراً على قدميه ’ لأنه لم يكن معه أجرة دابة يركبها ’ وبعد أن سار في الطريق قليلاً أدركته صلاة العصر ’ فنظر حوله فرأى مسجداً قديماً على جانب الطريق ’ فمال نحوه ليصّلي العصر .. ولكن أستوقفةُ صوت (الأنين) الذي يأتي من خلف المسجد ..!!

فما أن أنهى صلاتة ’ فسرعان ما اتجه نحو ذلك الصوت ’ فوجد شخصاً مريضاً نائماً على الأرض في طرف المسجد ’ فلمسه بيده فوجده مصاباً بالحمى ’ فسأله عما يشعر به ’ فقال له : إن جسمه كله يؤلمه ’ وأنه غريب منقطع ليس له أحد ’ لذلك هو لجأ إلى هذا المسجد المنقطع والبعيد عن العمران .. فسأله ابن هبيرة عما يشتهيه ..؟؟

فقال له الرجل : إنني أشتهي عنقوداً من العنب ... عنقود من العنب ..!!
فقال في نفسة : من أين لي بعنقود من العنب الآن وأنا بعيد عن العمران وليس معي درهم واحد ..؟؟ سأسعى جهدي للحصول على عنقود من العنب لهذا المريض الذي يودّع آخر أيام الدنيا ويستقبل أول أيام الآخرة لعّله يدعو لي دعوة مستجابة يفرج بها الله تعالى عني ما أنا فيه .

وهكذا صنع المعروف لوجه الله تعالى مع هذا المريض الفقير المجهول وهو لا ينتظر منه أي جزاء أو مقابل ’ فكان معروفه هذا نقطة تحوّل غيّرت مجرى حياته وأوصلته إلى الوزارة بعنقود من العنب..!!

ذهب ابن هبيرة يجري لكي يصل العمران قبل حلول الظلام ’ ووصل إلى دكان لبيع الفاكهة فوجد فيها عناقيد شهية من العنب ’ فتناول عنقوداً كبيراً منها وقال لصاحب الدكان : بكم هذا العنقود ..؟ قال : بنصف درهم ’ فقال له ابن هبيرة : ولكن ليس معي ثمنه الآن ’ وأنني أرهن عندك عباءتي هذه إلى أن آتيك بثمنه .. فرضي منه البائع ذلك ’ فخلع ابن هبيرة عباءته وأعطاها للبائع ’ واخذ عنقود العنب وذهب يركض إلى المسجد الذي فيه المريض ’ فوصل إليه مع غياب الشمس وهبوط الظلام ’ فتوضأ وصلى المغرب ’ وغسل عنقود العنب بالماء وقدمّه للرجل المريض ’ ففرح المريض به فرحاً شديداً وألتهمة كلهّ ’.. وقال : الحمد لله الذي قضى شهوتي قبل أن أموت ’ فقد كنت أشتهي العنب منذ مدة طويلة ولا أستطيع شراءه لأني لا أملك ثمنه ..!

ثم التفت إلى ابن هبيرة وقال له : أنت رحمة أرسلها الله سبحانه وتعالى إلّي ’ اجلس يا بني لأحكي لك قصتي قبل أن أموت ’ فأنني أشعر أني سأموت في هذه الليلة ..!!

أنا رجل من خُراسان اسمي (أحمد) كنت تاجراً من كبار تجار مدينة (مرو) في خرسان ’ وكان لي أخ تاجر مثلي أصغر مني اسمه (محمود) ’ ومنذوا سنة تقريباً اتفقت أنا وأخي على الذهاب في القافلة التي تذهب عادة من (مرو) إلى بغداد لشراء بضاعة من بغداد فنبيعها في خراسان .. فاشتريت أنا بالمال الذي معي بضاعة من "مرو" لكي أبيعها في بغداد واشتري بدلاً منها بضاعة من بغداد آخذها إلى "مرو" .

أما أخي محمود فلم يشترِي بضاعة وإنما كان معه ألف دينار وضعها في حزام وأعطاني إياه لأخبئه له معي لأنني أكبر منه وأوعى ’ ولكن قبل وصولنا إلى بغداد خرج علينا قطّاع الطرق فهاجموا القافلة ونهبوا البضاعة كلها ’ وقتلوا منا ناساً وجرحوا آخرين ’ وكنت أنا بين الجرحى ’ ولكنهم إعتقدوا إنني من الأموات فتركوني وذهبوا .

تحاملت على نفسي وقمت بالتفتيش عن أخي بين القتلى وبين الجرحى فلم أجده ’ فقلت لعلي أجده في بغداد وكانت قد أصبحت قريبة منا ’ فتوجهت إلى بغداد وصرت أداوي جرحي في القرى التي أمر بها حتى وصلت بغداد وشفي جرحي ... أما عن بضاعتي أنا وأموالي فقد ذهبت كلها حيثُ أخذها اللصوص
ولم يبق معي إلا حزام أخي الذي فيه ألف دينار وبضعة دنانير لي كانت في جيوبي ’ حيثُ صرت أنفق على نفسي من دنانيري حتى نفدت ’ ولم تسمح لي نفسي أن آخذ شيئاً من دنانير أخي ’ فأصبحتُ أعمل وأصرف على نفسي إلى أن أصابني المرض وأشرفت على الموت كما ترى .

ومنذوا سنة وأنا أبحث عن أخي في بغداد ولكنني لم أجد له أثراً ’ وحزامه لا يزال معي
وأظن أنني سأموت في هذه الليلة ’ فإذا مت أرجوا أن تغسلّني وتدفنني وأن تأخذ الحزام الذي فيه ألف دينار ’ وأن تبحث عن أخي محمود فإن وجدته فأعطه الحزام وإن لم تجده فالحزام لك .. افعل به ما تشاء .

يقول ابن هبيرة : وفي الليل وأنا نائم إلى جانب الرجل المريض سمعته يتشهد ويشهق ’ فنظرت إليه فإذا هو قد مات ’ فقمت وغسّلته وصليّت عليه ودفنته وأخذت الحزام .. وعدلت عن الذهاب إلى قريتي (الدور) بعد أن صار معي ألف دينار ’ الأمر الذي جعلني أتوجّة إلى بغداد في الصباح ’ فذهبت إلى بائع العنب فأعطيته ديناراً أخذ منه نصف درهم ثمن العنب ورد إلي الباقي وأعطاني عباءتي .

وذهبت بعد ذلك إلى شاطئ نهر دجلة لأنتقل إلى القسم الآخر من بغداد فوجدت قارباً فيه ملاح ينقل الناس بالأجر فركبت معه ودجلة نهر عريض يستغرق قطعه نحو نصف ساعة أو أكثر ’ فصرت أحادث الملاح فوجدت بأن لهجته غير بغدادية .. فسألته من أي البلاد أنت ..؟
قال أنا من خرسان من مدينة (مرو) قلت لةُ : ما اسمك ..؟ قال : محمود .. قلت : وما الذي جاء بك إلى هنا ..؟
قال : هذه قصة طويلة لا شأن لك بها ’ فأقسمت عليه أن يحكي لي قصته .

قال لي : أنا كنت تاجراً في (مرو) وكان لي أخاً أكبر مني اسمه (أحمد) تاجراً أيضاً حيثُ اتفقنا أن نذهب إلى بغداد لنشتري بضاعة منها نبيعها بـ "مرو" وكان معي ألف دينار وضعتها في حزام وخبأتها مع أخي لأنه أكبر مني ’ وذهبنا مع القافلة ’ ولكن قبل وصولنا إلى بغداد خرج علينا اللصوص فنهبوا القافلة وقتلوا وجرحوا خلقاً منها ’ فهربت أنا منهم قبل أن يصلوا إلي .

وفي اليوم الثاني عدت إلى مكان القافلة ففتشّت بين القتلى والجرحى فلم أجد أخي ’ والظاهر بِأنه (طمِع) في الألف دينار التي كانت معه فأخذها وهرب بها وتركني أقاسي الفقر والحرمان ’ فجئت إلى بغداد وجلست على شاطئ دجلة حزيناً ’ فرآني صاحب هذا القارب فسألني عن حالي ’ فحكيت له قصتي ’ فقال لي : تعال عندي وأعمل معي على القارب فإنني قد أصبحت شيخاً عجوزاً ضعيفاً لا قدرة لي على العمل وليس لي ولد .

فاشتغلت معه ’ ثم زوّجني ابنته وأسكنني في بيته ثم توفّي منذوا بضعة أشهر (رحمه الله تعالى) .. يقول ابن هبيرة : فسألته عن صفات حزامه ’ فكانت مطابقة لصفات الحزام الذي معي .. فتيقنّت أنه هو صاحب الحزام ’ فأخرجته له ’ فلما رآه شهق وكاد أن يغمى عليه .. فرششت عليه الماء فانتبه وقال : من أين لك هذا الحزام ..؟ فحكيت له قصة أخيه وقلت له : إنه لم يهرب بالحزام .. بل كان يبحث عنك في بغداد ليرّده إليك .

فقال : رحمه الله رحمة واسعة ... وفرح فرحاً شديداً بالحزام .. فقلت له : عدّ الدنانير فوجدها 999 ديناراً .. فقلت له : الدينار الناقص صرفته لأدفع منه ثمن عنقود من العنب لأخيك .

فقال : سامحك الله به وهذه عشرة دنانير أخرى لك .. وأعطاني عشرة دنانير ذهباً ’ فتركته وذهبت .. وعندما وجدت نفسي في بغداد قلت : لأذهب إلى ديوان الوظائف وأسألهم عن الوظيفة ’ فذهبت وما إن رأوني حتى قالوا : أين أنت ..؟ إننا نبحث عنك فقد شغرت عندنا وظيفة لك .

وهكذا كان عنقود العنب هو السبب بعد الله سبحانة في رجوعي إلى بغداد وحصولي على الوظيفة ’فتنقلت في الوظائف حتى أصبحت مشرفاً على مخازن الخليفة المقتفي لأمرالله ’ ثم أصبحت كاتباً في ديوان الخليفة ’
ولما رأى الخليفة (كفايتي وأمانتي) ونصحي قلّدني الوزارة في سنة 544هـ

وبعد أن توفي الخليفة المقتفي لأمر الله صار ابن هبيرة (وزيراً) لابنه المستنجد بالله .. وبقي في الوزارة إلى أن توفي سنة 560هـ رحمه الله تعالى .


قال رسولنا الكريم (صلى الله علية وسلم) لعلي بن أبي طالب (رضي الله عنة) (ألا أدلكّ على أكرم أخلاق الدنيا والآخرة ..؟ .. أن تصل من قطعك ’ وتعطي من حرمك ’ وأن تعفوا عمن ظلمك) .. رواة الطبراني في الأوسط .
وعن أبي هريره (رضي الله عنة) ’ عن النبي (صلى الله علية وسلم) ’ قال : (أكمل الناس إيماناً أحسنهم خلقاً) .. حديث حسن صحيح ’ رواة الترمذي .




مـــن لديــة الــمزيــد ’ فإننا نـــطمح فــي الــمُفـــيد ’ لتـــعمّ الــفائـــدة عــلى الــجــميع .

واقعية
20-02-2012, 02:30 AM
يا الله

قصة تذكرنا بأن مهما كانت ظروفنا فلابد من أن نعطي اخونا المسلم العذر قبل ان نسيئ الظن به

جزاك الله خير ع القصة

واقعية

الــهــشــام
21-02-2012, 12:06 AM
(العبرة والعظة)
هي الفائدة المرجوة والمتوخاّة من أحداث الأمم السابقة وخاصة إذا اقترن ذلك الأمر بتهذيب السلوك الإنساني للعامة والتفكرّ في عظمة الخالق وحكمتة النافذة .

إن أحداث تلك القصة إذا أردنا تسليط الضوء عليها فإننا بلاشك سوف نوجز ذلك الأمر إلى الصدق مع الله سبحانة سراً وعلانية والأخذ بالرحمة التي أودعها سبحانة في قلوب عبادة للتواصل والتراحم فيما بينهم وعدم الإستهانة بالأعمال مهما كانت مستوياتها فالأهم ثم الأهم وجود (الهدف) لدى الجميع .. فما الذي يمنع إعتلال المزارع سابقا حقيبة الوزارة لاحقا ؟؟؟

(الظن بالآخرين)
من التداعيات والأفعال التي أصبحت هواجس تعشعش في عقول الكثير وتؤرّق المضاجع دون التنبة إلى الويلات والمخاطرالجسام التي من الممكن ان تستفحل وتصبح وبالاً على الأفراد والمجتمعات بحيث تزداد العداوات وتنقلب إلى خصومات ونزاعات تطال جميع الشرائح والطبقات .

ولن تزداد النعم وتعم الخيرات إلاّ بالثناء والحمد والشكر


شكرا مناف وتحياتي لك

ريم الشمال
21-02-2012, 06:27 AM
موضوع رائع يدعو المتبصر أن يدلو بدلوه فهناك من قصص الأولين والأخرين ما نأخذ منه الكثير من العضاة
وعندي كتاب أعتبره من هذا النوع الذي كتبه متبصر وسوف أكتب بعض مما وجدت فيه لعل الله ينفع به من يقراءه
أرق السلطان فنجا المستغيث

يروى أن سلطان صقلية أرق ذات ليلة ومنع النوم ، فأرسل إلى قاعدة البحر وقال له : انفذ الآن إلى أفريقية يأتوني بأخبارها .
فعمد القائد إلى مقدمة مركب ، وأرسله ، فلما أصبحوا إذا بالمركب في موضعه كأنه لم يبرح ، فقال الملك لقائد البحر : أليس قد فعلت ما أمرتك به ؟ قال : نعم قد امتثلت أمرك وأنفذت مركباً ، فرجع بعد ساعة وسيحدثك مقدم المركب فأمر بإحضاره ، فجاء ومعه رجل ، فقال له الملك : ما منعك أن تذهب حيث أمرت ؟
قال : ذهبت بالمركب ، فبينما أنا في جوف الليل والرجال يجدفون إذا بصوت يقول : يا الله يا الله يا غياث المستغيثين ، ويكرارها مراراً ، فلما استقر صوته في أسماعنا ناديناه مراراً : لبيك لبيك ، وهو ينادي : يالله يا الله ياغياث المستغيثين ، فجدفنا بالمركب نحو الصوت ، فلقينا هذا الرجل غريقاً في آخر رمق من الحياة ، فطلعنا به المركب ، وسألناه عن حاله .
فقال : كنا مقلعين من أفريقية فغرقت سفينتنا منذ أيام ، وأشرفت على الموت ، وما زلت أصيح حتى أتاني الغوث من ناحيتكم ، فسبحان من أسهر سلطاناً ، وأرقه في قصره لغريق في البحر حتى استخرجه من تلك الظلمات الثلاثة ظلمة الليل ، وظلمة البحر وظلمة الوحدة ، فسبحانه لا إله غيره ولا معبود سواه .

ريم الشمال

مستثمر بسيط
21-02-2012, 07:15 AM
لذلك عندما أصبح شاباً ذهب إلى بغداد ’ فقرأ القرآن الكريم وسمع الحديث الشريف ودرس الفقه والأدب والبلاغة على شيوخ بغداد وعلمائها وأدبائها في ذلك العصر حتى برع فيها جميعها ’ وبخاصة في الفقه على المذهب الحنبلي ’ ناهيكم عن تميزّة في الأدب والشعر بصورة ملحوظة .
.


اخي الفاضل منـــــــــــاف ،، جزاك الله كل خير في الدنيا والآخرة ،،

أثر القرآن الكريم في تهذيب السلوك

لقد شرف الله هذه الأمة المحمدية، واختصها بالقرآن الكريم أفضل الكتب السماوية، ودستورها الخالد الذي به صلاح البشرية وهدايتها لأقوم الطرق، وأوضح السبل، وأحسن الأخلاق، ومن محاسن الشريعة الإسلامية المطهرة أنها شريعة شاملة لجميع نواحي الحياة، فلا انفصال فيها بين العبادة والسلوك والأخلاق، ولا بين العلم والعمل.

ولذلك فإن من كمال الإيمان أن يتحلى المسلم بالأخلاق الحسنة، والمعاملة الطيبة، وأن تنعكس آثار العبادة وتلاوة القرآن على سلوكه، وأخلاقه، وتعامله في جميع أحيانه.

وإن المتأمل في القرآن الكريم أمراً، أو نهياً، أو قصصاً عن الأمم الماضية يجد أن من أهم مقاصده وغاياته العظمى هو تهذيب سلوك المسلم وأخلاقه، وتزكية نفسه والرقي بها إلى معالي الأمور، ومكارم الأخلاق حتى يصير من أفضل الناس سلوكاً، وأنبلهم أخلاقاً، وأحسنهم سيرةً وتعاملاً، وأكرمهم شيماً ومروءة.

قال الله جل وعلا: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا}


أسأل الله جل وعلا أن يجعلنا وجميع المسلمين من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته، وأن يجعله حجة وشافعاً لنا ويلبسنا به الحلل ويرفعنا به في الدرجات العلا من الجنة، وأن يسلك بنا طريق المستقيم، ويجعلنا من السعداء، والفائزين في الدنيا والآخرة، إنه سميع قريب مجيب

مع خالص شكري وتقديري

راعي ال VXR
21-02-2012, 07:21 AM
بارك الله فيك اخي العزيز ..قصه طيبه وفيها عبرة لحمل الامانه وايضا الصدق
هكذا يجب ان يكون هدف الانسان المسلم الذي يراعي الله في تصرفاته ويبحث دوما عن رضا الله

ريم الشمال
21-02-2012, 03:06 PM
مـــن لديــة الــمزيــد ’ فإننا نـــطمح فــي الــمُفـــيد ’ لتـــعمّ الــفائـــدة عــلى الــجــميع .

كيف صبرك على النار
عن عبدالله بن وهب : أن عابداً من عباد بني إسرائيل كان يتعبد في صومعته ، فجاء نفر من الغواة إلى امرأة بغي
فقالوا لها : لعلك أن تزيليه ، فجاءته في ليلة مطيرة مظلمة ، فنادته ، فأشرف عليها .
فقالت : يا عبد الله آوني إليك ، فتركها ، وأقبل على صلاته ، ومصباحه ثاقب ، فقالت : ياعبد الله آوني إليك ، أما ترى الظلمة والمطر . فلم تزل به حتى آواها إليه ، فاضطجعت قريباً منه ، فجعلت تريه محاسن خلقها حتى دعته نفسه إليها .
فقال : لا والله حتى أنظر كيف صبرك على النار . فتقدم إلى المصباح أو القنديل ، فوضع إصبعاً فيه حتى احترقت . ثم عاد إلى صلاته ، فدعته نفسه أيضاً ، وعاود المصباح . فوضع إصبعه الأخرى حتى احترقت ، فلم تزل نفسه تدعوه ، وهو يعود إلى المصباح حتى احترقت أصابعه جميعاً ، وهي تنظر فصعقت فماتت .

ريم الشمال

الخفي
21-02-2012, 03:59 PM
(( قصص رائعه وهي نتاج للتجاره مع الله وهي والله تجاره رابحه بل من اربح

واسمى التجارات ان تتجار مع الله بالتقرب اليه بالاحسان الى عبيده لتلقى الله

يوم القيامه وقد رضي عنك وادخر احسانك للناس لك عنده يوم القيامه وقد يكافئك

على صنيعك بأن يوفقك في الدنيا وقيل ( صنائع المعروف تقي مصارع السؤْء

جزالك الله خير على هذه القصه الرئعه واللي تجلت فيها الاخوه الصادقه والاحسان

والبر للناس ورد الجميل ومكأفاه الله لابن هبيره بأحسانه للرجل الصالح ))

وطن
21-02-2012, 04:11 PM
استمتعت جدا بالقصة وبقراءة المداخلات

:)

المسك1969
21-02-2012, 05:13 PM
جزاكم الله خيرا على طرح القصة وجزاء الله خيرا كل من شارك بقصص أخرى

استمتعت جدا بقرائتها بارك الله فيكم

من المتابعين إن شاء الله

مـــــنــاف
21-02-2012, 07:41 PM
الـــشيـــخ الـــعجــوز والــخُراســانــي


شــيخٌ ضعــيف نــحيل ’ يتلــمّس طــريــقة فــي اللـيل الــمظــلم قُــبيل الــفجــر ’ يــمشي فــي شــوارع مــكةّ ’ يــعتمد عــلى عـــصاة ’ يُــريــد أن يــصل إلــى الــحرم قــبل بــزوغ الــفجــر لــيُصـّلي بـــضع ركــات مــن ســنّة الــتهــجّد ’ ويــحمل فــي يــدة الــيسرى قربة فارغــة مــن الــجلــد وطــاستــين مــن الــنحــاس .

فــبعــد أن يُــصلـّي الــتهــجّد ســوف يــملأ الــقربــة مــن مــاء زمــزم ’ ويــدور بــها عــلى الــحجــّاج الــذين أخــذوا يفـــدون مــن جــميع الــبلاد الإســلامــية لآداء فــريــضة الــحج فــي ذلــك الــعام ’ عــام (250هـ) من شهــر ذي الــقعــدة ’ فــي الــعشر الأواخــر مــنة ’ وقــد أقــترب مــوســم الــحج .

وكان الــشيــخ يــسقي الــحجّاج مــن مــاء زمـــزم ’ فــيجودون عــلية ببـــعض الــدراهــم ’ يأخــذها ويــشتري بــها طــعامــاً لــزوجــتة وبــناتــة الــتسع اللــواتــّي يـــنتظرنــة فــي الــبيت الــقديم الــمُتّـهدم والــذي لــيس لــةُ بــاب ’ وإنــما قــطعــةً مــن الــخــيش تــفصل داخــل الــبيت عــن خــارجــة ’ فــما مــعة مــن نــقود لاتـــكفي مــن أجــل شــراء باب خـــشبي .

وســار الــشيخ فــي الــشوارع الــضيقــّة الــمظلــمة ’ والــتي تـــفتقر إلــى الإضــاءة أو الــمصابــيح ’ علاوةً عــلى إنــها غــير مُـــعبــّدة وإنــما يــكتنفها الــرمــال الــمفروش عــلى الأرض ’ الأمــر الــذي جــعل الــشيخ يــتعـــثّر ويــسقط عــلى الــتراب ’ ولــكن ســرعان مـالـملم ثيابــة الــبالــية ’ وعــند الــنهــوض أحـــّس بــشيئاً قــاســياً يلــتف حــول رجــلة ’ والــذي كــان ســبب تـــعثرّة .

فــتناولــة فــي الــظلام ’ فإذا هــو حــزام أســود ثــقيل مــن الــجلــد ’ تُـــسمع (خــشخشتــة) ’ والــذي جــعلــةُ يـــعود إلــى الــمنزل وأهــلة نائــمون فــي ســـباتـــهم ’ فأشــعل شــمعــة فــي الــظلام وفـــتح الــحزام ’ فإذا هــو ممــلوء بالــدنانــير الــذهــبية ’ والــتي بــعد تـــعدادهــا تــبيّن أنــهّا (ألــــف) ديــنار ’ الأمــر الــذي جــعلــة يــعيــدها إلــى الــحزام ’ وحــفر حــفرة فــي جــانــب الــبيت ’ ووضــع الــحزام فــيهــا ’ ثــم عــاد إلــى الــمســجد الــحرام مــاشــياً .

وفـــي الــطريــق صــار يــوســوس لــةُ الـــشيطان ’ ويــزيــّن لــة تــلك الــدنانــير الــذهــبية ’ كـــي يأخــذهــا دون وجــة حــق ’ ولــكن إيــمانــة كــان يــقول لــةُ (هــذا الــمال لــيس لــك ولــيس مــن حــقّك ’ ولــةُ صــاحب هــو أحــق بــة مــنك ’ فإن الله ســبحانــة مُــطــلّع عــليــك ’ فــهل تــريــد أن تــعيش مــع عــائلتــك عــلى الــمال الـــحرام) ..؟؟

وصــل شــيخنا بـــعد ذلــك إلــى الــمسـجد الــحرام عــند آذان الــفجــر ’ فــصلى الــجــماعــة .. وبــعد ذلــك نــهض رجــل مــن (خــراسان) وقام يُــنادي ويـــقول (يا حــجّاج يامــسلــمون ’ إني ضــيعــتّ حــزامــاً فــية ألـــف ديــنار ’ فــمن وجــدة فــليردّة عــليّ ولــةُ الأجــر والــثواب مــن الله تـــعالــى .. فــنهض الــشيــخ وقال لــةُ : ومــاذا تُـــعطي مــن وجــدة ..؟؟
فــقال الــخُراسانــي : لا أُعــطيــة شــيئاً ’ بــل لــةُ الأجــر والــثواب مــن الله تــعالــى .. فــجلــس الإثـــنان .

وبــعد الــصلاة مــلأ الــشيخ قــربــتة مــن مــاء زمــزم ’ وأخــذ يــسقــي الــحجاج فــيجودون عــليــة بــدراهــم قــليــلة ’ والــتي بــها يــشتري طــعاماً لــزوجــتة وبــناتــة ’ وما أن وصــل الــبيت كــي يــستريــح قــليلاً ’ حــتى أخــذ يــفكــّر وكـان يــتمنى مــن الــخراسانــي أن يُــعطــية ولو عــشرة دنانــير فـــقط ويـــرّد إلـــية الـــحزام ’ ويــتخلــّص مـــنة ’ ولــكن الــخراسانــي أبــى أن يُـــعطــية شـــيئاً ..!!

وفــي الـــيوم الــثانــي ذهــب الـــشيخ إلــى الــحرم قــبيل الــفجــر كــعادتــة لــيُصلـّي الــفجــر ’ ولُيســقي الــحجّاج مــن مــاء زمــزم .. وتـــفاجــأ عــلى صــوت الــخراســانــي مــرّة ثانــية يـــصيح بالــناس ويُـــنادي : يامــعشر الــحجاج يامــسلمون ’ مــن رأى مــنكم حــزامــاً فــية ألـــف ديــنار ’ فــليرّدة إلــيّ ولــةُ الأجــر والــثواب مــن الله تــعالــى .
فــقام الــشيخ وقــال لــة : ومــاذا تــعطــي مــن وجـــدة ..؟؟
فأجــابــة الــخراسانــي : لا أُعــطيـــة شــيئاً ’ بــل لــةُ الأجــر والــثواب مــن الله تــعالــى .
فـــقال الـخراسانــي فــي نـــفســة : لــو أعــطانــي ديــناراً واحــداً فـــقط ’ لأعــطيــتة حــزامــة وتــخلصــّت مـــنة لأنــةُ أصــبح ذوو عـــبئاً ثـــقيلاً عــلى كــاهــلي .. ولــكن كـــيف أُضــيّع كــل تــلك الــسنين الـتي قــضيتهــا فــي الــصلاح والــتقوى والــصيام والــقيام والــحج فــي كــل عـــام ..؟؟

فـــي الـــيوم الــثالــث ’ ذهــب الــشيخ إلــى الــحرم كــعادتــة فــي كــل يــوم ’ وكــان مُصــممّا عــلى أن يـــرّد الأمــانــة أو الــحزام إلــى الـــخراسانــي ’ ولــو كــان بـــغير مـــقابـــل ’ ومالبث قليلاً حــتى أتـــموّا صلاة الــفجــر ’ وقام الــخراسانــي كــعادتــة فــي كــل يــوم بالــنداء عــلى الــجــميع باحثاً عــن الــحزام مــثلما فــعل فــي الــيومــين الــسابـــقين .

هُـــنا قــام الــشيخ مــن مــكانــة وقال لــة : حــزامـــك عـــندي ..!!
تـــعال مـــعي إلــى الــبيت كــي أُعــطيــة إلـــيك ’ وعــند ذلــك أحــّس الــشيخ كــأّن حــملاً ثــقيلاً كــان عــلى كــتفـــة وأنــزاح عــنة ’ وســارا مــعاً ’ وفــي الــطريــق نــظر الــخراسانــي إلــى الــشيخ فــوجــدة شــيخاً كــبيراً ’ نــحيلاً ضــعيفاً ’ أصــفر الــوجــة ’ يــجرّ رجــليــة جـــرّاً مــن شـــدّة الـــضعف ’ ثــيابــة بالــية ومُــرقــعّة .. فـــقال فــي نــفـــسة : مــا أشـــّد فـــقــّر هـــذا الــرجــل ..!!

وعــندمــا وصــلوا إلــى الـــبيت ’ نــظر الــخراسانــي إلــى الــمنزل فــوجدة بــيتاً مــن اللبــن والـــطين ’ مــتهــدمّا جـــزأً مـــنة ’ لـــيس لــةُ باب ’ وإنـــما قــطعــة مــن الــخيش تــستر مــن داخــلة يــحركــّها الــهواء كــيفما شــاء ’ وســـقفة مــن أوراق الــنخــيل الــيابــسة ’ إذا نـــزل عــليهــا الـــمطر ’ تــسرّب أكــثرة إلــى داخــل الــبيت وقـــد يـــسقط عــلى الــجالـــسين بأســـفلة ..!

دخــل الـــشيخ إلــى الـــبيت وقال لــزوجــتة وبــناتــة : إن مـــعي ضــيفاً .. فــتكــومــّوا جــميعهــم فــوق بــعضهــم فــي زاويــة الــبيت ’ ودخــل الــخراسانــي والــذي أُصــطدم بالــمنظر الــعام للــبيت والــذي لايـــوجــد بــة ســـوى حــصير واحــد بالــي فـــقط للــجلوس عــليــة ’ وتـــسع بــنات مــع أمـــهم فــي زاويــة الــمنزل ’ ثــيابــهم بالــية وفـــيها رقــع كــثيرة ’ ووجـــوههن صــفراء مــن قـــلّة الــطعام والـــغذاء .. فـــقال فــي نـــفســة : مــا أشـــّد فـــقر هـــذا الـــبيت وهـــذة الــعائـــلة ..!!

ذهــب الـــشيخ إلــى إحــدى زوايا الـــمنزل ’ فـــحفر الأرض وأخــرج الــحزام وأعــطاة إلــى الــخراسانــي ’ الــذي مــا أن نـــظر إلــية ’ حــتى أردف قائــلاً : هـــذا حـــزامــي ’ وأخــذة وفــتحــة وقام يــــعدّ الــدنانــير والــتي بــريــقهــا أضــاء الــمنزل وخــطف أبـــصار الأُم وبــناتــها ’ فــوجــدهــا كــامـــلة ’ وأعــادهــا إلــى الــحزام ’ وشــكر الـــشيخ الــعجــوز وغـــادر الـــمنزل .

ومــا أن غــادر الــخراســانــي الــبيت ’ حــتى هـــجمت الــزوجــة والــبنات عــلى الـــشيخ يــصرخــن عــليــة ويــقلــن : ألا تــرى حــالنا وجــوعــنا وعــريننا .. أما كــنت تـــستطيع أن تأخــذ ولــو ديــناراً واحـــداً ’ نـــشتري بــة لــحماً وثــياباً وباباً لــبيتــنا ..؟؟

ولــكن ردّ الـــشيخ عــليهــم قــائلاً : إن الله لايُـــضيع أجــر الــمُحــسنين .. هــل تـــردن أن نــأكــل الـــحرام ..؟؟

وبـــينــما هــم كــذلــك فــي داخــل الـــبيت ’ إذ ســـمعــوا صــوت الــخراسانــي عــند الــباب يــدعــوا الــشيــخ عــدةّ مــرات ’ فـــسكــتوا جــميعاً وخــرج الــشيخ إلــية لــيرى مــايريدة هــذا الــرجــل .. فــوجــدة واقــفاً أمــام الــبيت وبـــيدة الــحزام الــمملــؤ بالــدنانــير الــذهــبيــة ’ مــوجـــّها حــديــثــة للـــشيخ قائلاً : هــــذا الـــحزام لــيس لــي ’ وإنــما هــو لأخــي ’ أعــطانــي إيــّاة عــندما عــلم بأننــي مُــغادراً إلــى الـــحج ’ وأوصــانــي أن أُعــطيــة إلــى (أفــــقـــر) رجــل أجــدة فــي مـــكــة الـــمكــرمــّة .


وأنا والله لــم أجــد رجــلاً أشـــّد فـــقراً مـــنك .. فـــخذة فـــهو لـــك كـــلـــّة ..!!



فـــلم يُـــصدّق الـــشيخ مــاســمعــة فـــسقط عــلى الأرض مـــغشـــيّا عــليــة ’ فأمــسك بــة الــرجل الـــخراســانــي وناولــة الـــحزام وغــادر .. وأخــذ الـــشيخ الــحزام ودخــل إلــى بـــيتــة وهــو يـــبكــي مــن الــفرح ورمــي بالـــحزام أمــام الــمرأة والــبنات ’ وقــال لـــهن : كـــنتنّ تــردن أن تــأخــذن ديــناراً واحـــداً حــرامــاً .. فأعــطاكــن الله ســبحــانــة وتــعالــى .. ألـــف ديــناراً حــلالاً .

د/ عبدالرزاق الكيلاني

رمادي
21-02-2012, 09:49 PM
السلام عليكم .. اخيرا عدت بعد غياب

شنو سالفة الحزام ابو محمد .. كل قصصك احزمه ..
عندي حزام بس مافيه فلوس .. بل اشياء اخرى :nice: .

ساعود باذن الله بقصه :) .

مـــــنــاف
22-02-2012, 12:14 AM
يا الله

قصة تذكرنا بأن مهما كانت ظروفنا فلابد من أن نعطي اخونا المسلم العذر قبل ان نسيئ الظن به

جزاك الله خير ع القصة

واقعية




لقـــد أصبحت الحياة الفانية التي نحنُ نكابدها هي الشغل الشاغل في اذهاننا ’ حيثُ أنصب تركيزنا على التلذذّ بشهواتها وزينتها ’ فتحجرّت القلوب وعُميت الأبصار ’ حتى بات جُـــّل إهتمامنا في جمع الأموال وتكديسة بصورة فاحشة ’ دون النظر لما يكابدة الآخرين من ضيق ذات اليدين .


في يوم من الأيام ’ قام أحد المحاضرين بإلقاء محاضرة لطلاّبة عن ضغوط العمل وأعباء الحياة الشاقّة ’ فقام برفــع كأساً من الــماء ’ وسأل الطلاب قائلاً : مــاهــو فــي إعــتقادكــم وزن هــذا الكأس مــن المــاء ..؟؟

تـــعددّت الإجابات وتراوحت بين الـ (50 إلى 500) جــرام ’ ولكن المحاضر في ســؤالــة كــان يقصد أمراً آخــر ’ قائلاً لــهم : لايهم الوزن لهذا الكأس ’ وإنــما الوزن يعتمد عــلى الـــمدة التي ســوف أظــل ممسكاً فــيها هــذا الــكأس ..!!

فــلو رفـــعتة لــدقـــيقة واحــدة فــلن يحدث شيئاً ’ ولو حملتة لمدة ســاعــة فسوم أشعــر بآلام فــي يـــدي ’ ولكن لو حملتــة لـــساعــات أو أيام فقد ينتهي بــي المــطاف فــي المـستشفى .. لــذلك الكأس له نفس الوزن تماماً ’ ولكن كلــما طــالت مــدة حــملنا لــة ’ كــلمــا زاد وزنـــة ..!!

فـــمشاكل الــحياة وأعبائـــها يا الكريــمة (واقـــعية) لاتـــنتهــي ولاتــقف عــند حدّ معيّن ’ فــحمل تلك الأعباء في جميع الأوقات أمراً صعــباً على النفس البشرية والذي سوف يأتي يــوماً لن نستطيع فـــية مــواصــلة حياتــنا ’ فالأعباء سوف تزداد يومــا بعــد يوم وسوف تصبح ثقيلة .. فعلينا بأن نـــضع الــكأس قــليلاً مــن أجل الإســتراحــة وتـــجديد النــشاط قـــبل رفـــعةُ مـــرةّ أُخـــرى ..!!

الـــبعض منا عندما يعود إلى منزلة ’ يأتي بمشاكل العمل وأعبائة معة فــي فـــكرة ’ فنجدة دائــم التـــفكير فــي أمــراً واحـــد ’ الأمــر الــذي ســوف يـــنغص مــن حــياتــة وتتأثر أعضائــة وينعكس ذلك الــشئ عــلى أســرتــة وبـــيتة .

ولـــكن مــا الـــذي يــمنع يا أخــتنا الكريـــمة مــن تــرك الـــعمل ومــشاكــلة ومــتاعــبة فــي مــكانــة ’ والعــودة إلـــية فــي وقـــتاً آخـــر بـــعد الإســتراحــة الــواجــب الـقيام بـــها .. لــتجديد الــفكــر وتـــنشيط الـــبدن ..؟؟

أســـعدنا مــروركم الكــريــم وحــضوركم الرائــع ’ فبارك الله فــيكم ونــفع بــكم وبـــعلمــكم .. وتـحياتــي لــكم .

مـــــنــاف
22-02-2012, 12:56 AM
السجين المظلوم


حدث موسى بن صالح الأسدي ’ أنه رأى في منامه كأن النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول له : أطــــلق الـــــقاتـــل .. فارتاع لذلك روعاً عظيما ونظر في الكتب الواردة لأصحاب الحبوس فلم يجد فيها ذكر قاتل .

وأمر بإحضار السندي وعباس .. وهما على الحبوس .. وسألهما هل رفع إليهما أحدى ادعى عليه بالقتل ..؟ فقال عباس : نـــعم .. وقد كتبنا بخبره .
وأعاد النظر’ فوجد الكتاب في اضعاف القراطيس ’ وإذا بالرجل قد شهد عليه بالقتل وأقربه فأمر بإحضاره .

ودخل عليه الرجل ’ فرأى ما به من الارتياع فقال له : إن صدقتني أطلقتك وابتدأ الرجل يخبر موسى بخبره وذكر أنه كان هو وعّدة من أصحابه يرتكبون كل عظيمة ويستّحلون كل محّرم وأنه كان اجتماعهم بمنزل في مدينة أبي جعفر المنصور ـ (جزء من بغداد) ـ يعتكفون فيه على كل بلّية ’ فلما كان في هذا اليوم ’ جاءتهم عجوز كانت تختلف عليهم للفساد ’ ومعها جارية بارعة الجمال ’ فلما توسّطت الجارية الدار صرخت صرخة عظيمة ’ فبادرت إليها من بين أصحابي فأدخلتها بيتا وسكنت روعها .

وسألتها عن قصتها فقالت : الله الله بـــي ’ فإن هذه العجوز خدعتني وأعلمتني أن في خزانتها حقا لم ير مثله وشوقتنّي إلى النظر إلى ما فيه فخرجت معها واثقة بقولها ’ فهجمت بي عليكم وجدي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأمي فاطمة وأبي الحسن ابن علي فاحفظوهم في .

قال الرجل : فضمنت خلاصها وخرجت إلى أصحابي فعرفتهم بذلك فكأني أغريتهم بها وقالوا : لما قضيت حاجتك منها أردت صرفنا عنها ..!!

وبادروا إليها وقمت دونها أمنع عنها فتفاقم الأمر بيننا إلى أن نالتني جراح فعمدت إلى أشدهم في أمرها وأكلبهم على هتكها .. فقتلته ولم أزل أمنع عنها إلى أن خلصتّها سالمة .
وتخلصّت الجارية آمنة مما خافته على نفسها ’ فأخرجتها من الدار فسمعتها تقول: سترك الله كما سترتني وكان لك كما كنت لي .

وسمع الجيران الضجة فتبادروا إلينا والسكين في يدي والرجل يتشحّط في دمه فرفعت على هذه الحالة .
قال له موسى : قد عرفت ما كان من حفظك للمرأة ورعيتك الله ورسوله ’ قال السجين : فوحق من وهبتني له ’ لا عاودت معصية ولا دخلت في ريبة حتى ألقى الله .
وأخبره موسى بالرؤيا التي رآها وأن الله لم يضيع له ذلك .

وعرض عليه مالاً واسعا فأبى قبول شيء من ذلك ..!!
لقد تاب توبة نصوحا وكانت توبته لله تعالى فتساوى في نظره المال والتراب.

عابر سبيل
22-02-2012, 01:19 AM
مساك الله بالخير يا بومحمد
ولكي لا أطيل ...
اضع هذه القصة
فتقبل مروري يا سيدي
و يا أخا لم تلده امي ولا يحمل اسم ابي!!

*
*
،،

لو أطعمنا أنفسنا هذا ما خرجت السمكة

*


في البلدة رجل يُدعى أبا نصر الصياد ، يعيش مع زوجته وابنه في فقر شديد
- مشى في الطريق ذات يوم مهموما مغموما ً، يسأل الله تعالى الفرج والرزق الحلال فزوجته وابنه يتضوران جوعاً .
مر على شيخه أحمد بن مسكين' يقول له أنا متعب يا سيدي ..
وقرأ التابعي في وجه تلميذه ما يعانيه ، فقال له اتبعني إلى البحر

فانطلقا إليه، وقال له الشيخ – راغباً في لجوء مريده إلى الله تعالى : " صلّ ركعتين على نية التيسير" واسأل الله تعالى الرزق الحلال الطيب ...فصلى ، ثم قال له : "سم الله " ، - فكل شيئ بأمر الله .. فقالها . .. ثم رمى الشبكة ، فخرجت بسمكة عظيمة . ... قال له "بعها واشتر بثمنها طعاماً لأهلك ".
فانطلق إلى السوق يبيعها ، واشترى فطيرتين إحداهما باللحم والأخرى بالحلوى وقرر أن يعود إلى الشيخ فيقدم إحداهما له اعترافاً بصنيعه . ..
رد الشيخ الفطيرة قائلاً : هي لك ولعيالك ، ثم أردف : " لو أطعمنا أنفسنا هذا ما خرجت السمكة "

وفي الطريق إلى بيته قابل امرأة تبكي من الجوع ومعها طفلها، فنظرا إلى الفطيرتين في يده
وقال في نفسه هذه المرأة وابنها مثل زوجتي وابني يتضوران جوعاً فماذا افعل ؟
ونظر إلى عيني المرأة فلم يحتمل رؤية الدموع فيهما، فقدمهما لها قائلاً:
الفطيرتان لكما ..
ظهر الفرح والسرور على محياها ، وسعد ابنها سعادة رقصت لها أسارير وجهه..
وعاد أبو نصر يفكر بولده وزوجته .

*
*
،،
يتبع

عابر سبيل
22-02-2012, 01:26 AM
"
ما إن سار حتى سمع رجلاً ينادي من يدل على أبي نصر الصياد؟
فدله الناس على الرجل.. فقال له إن أباك كان قد أقرضني مالاً منذ عشرين سنة ثم مات ، خذ يا بني هذه الثلاثين ألف درهم فهو مال أبيك .

يقول أبو نصر الصياد
وتحولت غنياً بإذن الله تعالى وكثر مالي ، و ملكت البيوت وفاضت تجارتي ، وصرت أتصدق بالألف درهم في المرة الواحدة في شكرالله تعالى ..
ومرت الأيام ، وأنا أكثر من الصدقات حتى أعجبتني نفسي!!

وفي ليلة من الليالي رأيت في المنام أن الميزان قد وضع ونادى مناد : أبا نصر الصياد هلم لوزن حسناتك وسيئاتك ، فوضعت حسناتي ووضعت سيئاتي، فرجحت السيئات ..
فقلت أين الأموال التي تصدقت بها ؟ فوضعت الأموال، فإذا تحت كل ألف درهم شهوة نفس أو إعجاب بصنيع كأنه لفافة من القطن لا تساوي شيئاً، ورجحت السيئات
وبكيَت .. بكيت حتى كادت نفسي تذهب وأحشائي تتقطع . وقلت ما النجاة ؟
وسمعت المنادي يقول : هل بقى له من شيء ؟
فأسمع الملك يقول: نعم بقيت له رقاقتان ...
وتوضع الرقاقتان (الفطيرتان) في كفة الحسنات ، فتهبط كفة الحسنات حتى تساوت مع كفة السيئات.
فبقيت خائفاً .. وأسمع المنادي مرة أخرى يقول: هل بقى له من شيء؟ فأسمع الملك يقول: بقى له شيء
قلت: ما هو؟ ...
قيل له: دموع المرأة حين أعطيتها الرقاقتين .
فوزنت الدموع، فإذا بها كالحجر الصقيل وزناً .فثقلت كفة الحسنات، ففرحت فرحاً شديداً ..
وأسمع المنادي كرة أخرى يقول: هل بقى له من شيء؟
فقيل: نعم ابتسامة الطفل الصغير حين أعطيَت أمُه الرقاقتان ...
وترجح كفة الحسنات...و ترجح ...وترجح..
وأسمع المنادي يقول: لقد نجا ... لقد نجا
فاستيقظت من النوم فزعا أقول ما قاله لي أحمد بن مسكين حين رد إليّ إحدى الفطيرتين : لو أطعمنا أنفسنا هذا ما خرجت السمكة .
"

رمادي
22-02-2012, 06:58 AM
قصة الحجاج مع الصحابي الجليل انس بن مالك رضي الله عنه

دخل انس بن مالك على الحجاج فلما سلم عليه قال له الحجاج إيه لك يا انس يوما لك مع علي ويوما لك مع ابن الزبير والله لأستأصلنك كما تستأصل الشأفة ولأدفعنك كما تدفع الدامغة. فقال انس: اياي يعني الأمير أصلحه الله؟ قال: اياك سك الله سمعك. قال انس: إنا لله وإنا اليه راجعون، والله لولا الصبية الصغار ما باليت أي قتلة قتلت ولا أي ميتة مت. ثم خرج من عنده فكتب الى عبد الملك ابن مروان يخبره بذلك فلما قرأ كتابه استشاط غيضا فصفق عجبا وتعاظم ذلك من الحجاج وكان كتاب انس الى عبد الملك:

بسم الله الرحمن الرحيم

الى عبد الملك ابن مروان أمير المؤمنين من انس بن مالك اما بعد ان الحجاج قال لي هجرا واسمعني نكرا ولم أكن له منك ومنه أهلا فخذ لي على يديه واعني فاني امنُّ عليك بخدمة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وصحبتي اياه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

فبعث الى اسماعيل ابن عبد الله ابن أبي المهاجر وكان مصافيا للحجاج فقال دونك كتابي هذين فخذهما واركب البريد الى العراق فابدأ بأنس ابن مالك فادفع اليه كتابه وابلغه عني السلام وقل له: يا أبا حمزة وقد كتبت الى الحجاج كتابا إذا قرأه كان أطوع لك من أمتك. وكان كتاب عبد الملك الى انس:

بسم الله الرحمن الرحيم


من عبد الملك بن مروان الى انس بن مالك أما بعد فقد قرأت كتابك وفهمت ما كتبت من شكايتك الحجاج وما سلطته عليك ولا أمرته بالاساءة اليك. فإن عاد الى مثلها فاكتب الي بذلك انزل به عقوبتي وتحسن لك معونتي. فلما قرأ كتابه قال جزا الله أمير المؤمنين خيرا وعافاه فهذا كان ظني به والرجاء فقال له اسماعيل يا أبا حمزة الحجاج عامل أمير المؤمنين وليس بك عنه غنى ولا بأهل بيتك ولو جعل لك في الجامعة ثم دفع اليك لقدر أن يضرك وينفعك فقاربه وداره فقال افعل ان شاء الله تعالى ثم خرج اسماعيل من عنده فدخل على الحجاج فلما رآه قال مرحبا برجل أحبه وقد كنت أحب لقاءك فقال قد والله كنت أحب لقاءك في غير ما أتيتك به قال وما أتيتني به قال فارقت أمير المؤمنين وهو اشد الناس غيضا ومنك بعدا فاستوى جالسا مرعوبا فرمى اليه بالطومار فجعل ينظر فيه ويطرق وينظر الى اسماعيل أخرى فلما فهم قال مر بنا الى أبي حمزة نعتذر اليه ونترضاه قال لا تعجل قال كيف لا أعجل وقد أتيتني بآبده ثم رمى بالطومار اليه وقال

اقرأ فاذا فيه:

يتبع

رمادي
22-02-2012, 09:13 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

من أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان الى الحجاج بن يوسف أما بعد فانك عبد طمت بك الأمور فطغيت وعلوت فيها حتى جزت قدرك وعدوت طورك وايم الله يا ابن المستغرمة بعجم زبيب الطائف لأغمزنك كبعض غمزات الليوث للثعالب ولأركضنك ركضة تدخل منها وجعاء أمك اذكر مكاسب آبائك بالطائف إذ كانوا ينقلون الحجارة على أكتافهم ويحفرون الآبار في المناهي بأيديهم فقد نسيت ما كنت عليه أنت وآباؤك من الدناءة والضراعة وقد بلغ أمير المؤمنين استطالة منك على انس ابن مالك خادم رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) جرأة منك على أمير المؤمنين وغرة بمعرفة غيره ونقماته وسطواته على من خالف سبيله وعمد الى غير محبته ونزل عند سخطه وأظنك أردت ان تروزه بها لتعلم ما عنده من التغيير والتنكير فيها فأن سوغتها مضيت قدما وان نغصتها وليت دبرا فعليك لعنة الله من عبد أخفش العينين أصك الرجلين ممسوخ الجاعرتين وايم الله لو ان أمير المؤمنين علم انك اجترمت منه جرما واجترمت فيه جرما وانتهكت له عرضا فيما كتبت به الى أمير المؤمنين ليبعث اليك من يسحبك ظهرا لبطن حتى ينتهي بك الى انس بن مالك فيحكم فيك كما أحب ولن يخفى على أمير المؤمنين نبؤك ولكل نبأ مستقر وسوف تعلمون. فأتاه وترضاه ولم يعرف لعبد الملك بن مروان مع الحجاج غير هذه.

نستفيد من هذه القصه مدى احترام وتقدير الخلفاء والملوك والامراء لعلمائهم ..
وعدم السماح لاحد بالتطاول على صحابة النبي فما بالك بخادمه انس بن مالك .
فحازوا بذلك الرفعه والتقدم والنجاح والنصرة على الاعداء .
والشئ الاخر بلاغة الخلفاء وعامهم الغزير .

موضوعك جميل ومفيد والقصص كثيره نحاول ان نأتي بالمفيد منها ..
دمتم بود وعافيه .

مـــــنــاف
22-02-2012, 05:55 PM
(العبرة والعظة)
هي الفائدة المرجوة والمتوخاّة من أحداث الأمم السابقة وخاصة إذا اقترن ذلك الأمر بتهذيب السلوك الإنساني للعامة والتفكرّ في عظمة الخالق وحكمتة النافذة .

إن أحداث تلك القصة إذا أردنا تسليط الضوء عليها فإننا بلاشك سوف نوجز ذلك الأمر إلى الصدق مع الله سبحانة سراً وعلانية والأخذ بالرحمة التي أودعها سبحانة في قلوب عبادة للتواصل والتراحم فيما بينهم وعدم الإستهانة بالأعمال مهما كانت مستوياتها فالأهم ثم الأهم وجود (الهدف) لدى الجميع .. فما الذي يمنع إعتلال المزارع سابقا حقيبة الوزارة لاحقا ؟؟؟

(الظن بالآخرين)
من التداعيات والأفعال التي أصبحت هواجس تعشعش في عقول الكثير وتؤرّق المضاجع دون التنبة إلى الويلات والمخاطرالجسام التي من الممكن ان تستفحل وتصبح وبالاً على الأفراد والمجتمعات بحيث تزداد العداوات وتنقلب إلى خصومات ونزاعات تطال جميع الشرائح والطبقات .

ولن تزداد النعم وتعم الخيرات إلاّ بالثناء والحمد والشكر


شكرا مناف وتحياتي لك




الكثير من الناس في وقتنا هذا يا أخي الكريم يجهل بالفوائد العظيمة (للدعاء والثناء والشكر لرب العباد) ولو علموا بما سوف تأتيهم بهِ من أرزاق وبركات وخيرات .. لما تركــوا ذلك الأمر .
ومنهم من ليس له هدف في الحياة ويجعل الأمر في إعتلال المناصب والقـــمم لهي ضرباً من المستحيلات ولكنهم نسوا بأن الأرزاق والآجال بيدّ رب العالمين سبحانة .


القصة حدثت تفاصيلها في الأندلس في الدولة الأموية يرويها لنا التاريخ .. وهي تحكي عن ثلاثة من الشباب كانوا يعملون (حمّارين) أجلكّم الله .. يحملون البضائع للناس من الأسواق إلى البيوت على الحمير ’ وفي ليلة من الليالي وبعد يوم من العمل الشاق ’ تناولوا طعام العشاء وجلس الثلاثة يتسامرون فقال أحدهم واسمه (محمد) ... افترضا أني خليفة .. ماذا تتمنيا ..؟؟

فقالا يا محمد إن هذا غير ممكن .. فقال : افترضا جدلاً أني خليفة .. فقال أحدهم هذا محال ’ وقال الآخر يا محمد أنت تصلح حمّار أما الخليفة فيختلف عنك كثيراً .. قال محمد قلت لكما افترضا جدلاً أني خليفة ’ وهام محمد في أحلام اليقظة وتخّيل نفسه على عرش الخلافة وقال لأحدهما : ماذا تتمنى أيها الرجل ..؟

فقال : أريد حدائق غنّاء ’ وماذا بعد .. قال الرجل : إسطبلاً من الخيل .. وماذا بعد .. قال الرجل : أريد مائة جارية .. وماذا بعد أيها الرجل .. قال مائة ألف دينار ذهب .. ثم ماذا بعد .. يكفي ذلك يا أمير المؤمنين ’ كل ذلك و محمد ابن أبي عامر يسبح في خياله الطموح ويرى نفسه على عرش الخلافة ’ ويسمع نفسه وهو يعطي العطاءات الكبيرة ويشعر بمشاعر السعادة وهو يعطي بعد أن كان يأخذ ’ وهو ينفق بعد أن كان يطلب ’ وهو يأمر بعد أن كان ينفذ وبينما هو كذلك التفت إلى صاحبه الآخر وقال : ماذا تريد أيها الرجل .

فقال : يا محمد إنما أنت حمّار والحّمار لا يصلح أن يكون خليفة .!!
فقال محمد : يا أخي افترض جدلاً أنني الخليفة ماذا تتمنى ..؟.. فقال الرجل أن تقع السماء على الأرض أيسر من وصولك إلى الخلافة .. فقال محمد دعني من هذا كله ماذا تتمنى أيها الرجل .. فقال الرجل : إسمع يا محمد إذا أصبحت خليفة فاجعلني على حمار ووجّه وجهي إلى الوراء وأمر منادي يمشي معي في أزقة المدينة وينادي أيها النااااااا س ..! أيها الناااااا س ..! هذا دجّال محتال من يمشي معه أو يحدثه أودعته السجن ..!!

وانتهى الحوار ونام الجميع ومع بزوغ الفجر استيقظ محمد وصلى صلاة الفجر وجلس يفكر .. صحيح الذي يعمل حمّارا لن يصل إلى الخلافة ’ الشخص الذي يستمر دون تطوير لمهاراته بلا تحديد لأهدافه وطموحاته لن يتقدم بل يتقادم .. جلس يّفكر محمد كثيرا ما هي الخطوة الأولى للوصول إلى الهدف المنشود ... توّصل محمد إلى قناعة رائعة جداً وهي تحديد الخطوة الأولى حيث قرر أنه يجب بيع الحمار ... وفعلاً باع الحمار .

وانطلق ابن أبي عامر بكل إصرار وجد يبحث عن الطريق الموصل إلى الهدف ’ وقرر أن يعمل في الشرطة بكل جد ونشاط ’ فأعجب به الرؤساء والزملاء والناس وترقّى في عمله حتى أصبح رئيساً لقسم الشرطة في الدولة الأموية في الأندلس .

ثم يموت الخليفة الأموي ويتولى الخلافة بعده ابنه هشام المؤيد بالله وعمره في ذلك الوقت عشر سنوات ’ وهل يمكن لهذا الطفل الصغير من إدارة شئون الدولة .
وأجمعوا على أن يجعلوا عليه وصّياً ولكن خافوا أن يجعلوا عليه وصياً من بني أمية فيأخذ الملك منه .. فقرروا أن يكون مجموعة من الأوصياء من غير بني أمية ’ وتم الاختيار على محمد ابن أبي عامر وابن أبي غالب والمصحفي .. وكان محمد ابن أبي عامر مقرب إلى صبح أم الخليفة واستطاع أن يمتلك ثقتها وأصبح بعد ذلك هو الوصي الوحيد ثم اتخذ مجموعة من القرارات ’ فقرّر أن الخليفة لا يخرج إلا بإذنه ’ وقرر انتقال شئون الحكم إلى قصره ’ وجيش الجيوش وفتح الأمصار واتسعت دولة بني أمية في عهده وحقق من الانتصارات ما لم يحققه خلفاء بني أمية في الأندلس .. حتى اعتبر بعض المؤرخين أن تلك الفترة فترة انقطاع في الدولة الأموية ’ وسميت بالدولة العامرية .

هكذا صنع الحاجب المنصور محمد ابن أبي عامر ’ واستطاع بتّوكله على الله واستغلاله القدرات الكامنة التي منحه الله إياها أن يحقق أهدافه .

وفي يوم من الأيام وبعد ثلاثين سنة من بيع الحمار والحاجب المنصور يعتلي عرش الخلافة وحوله الفقهاء والأمراء والعلماء .. فتذكر صاحبيه الحمارين فأرسل أحد الجند وقال له : اذهب إلى مكان كذا فإذا وجدت رجلين صفتهما كذا وكذا فأتي بهما .. أمرك سيدي ووصل الجندي ووجد الرجلين بنفس الصفة وفي نفس المكان ... العمل هو هو .. المقر هو هو .. المهارات هي هي .. بنفس العقلية حّمار منذ ثلاثين سنة .. قال الجندي : إن أمير المؤمنين يطلبكما ’ أمير المؤمنين إننا لم نذنب .. لم نفعل شيئاً .. ما جرمنا .. قال الجندي : أمرني أن آتي بكما .. ووصلوا إلى القصر ’ دخلوا القصر نظرا إلى الخليفة .. قالا باستغراب إنه صاحبنا محمد ...!!

قال الحاجب المنصور : اعرفتماني ..؟ قالا نعم يا أمير المؤمنين ’ ولكن نخشى أنك لم تعرفنا ’ قال : بل عرفتكما ثم نظر إلى الحاشية وقال : كنت أنا وهذين الرجلين سويا قبل ثلاثين سنة وكنا نعمل حمّارين وفي ليلة من الليالي جلسنا نتسامر فقلت لهما إذا كنت خليفة فماذا تتمنيا ..؟ فتمنيا .. ثم التفت إلى أحدهما وقال : ماذا تمنيت يا فلان ..؟ قال الرجل : حدائق غنّاء .. فقال الخليفة لك حديقة كذا وكذا .. وماذا بعد قال الرجل : اسطبل من الخيل قال الخليفة لك ذلك وماذا بعد .؟ قال مائة جارية ’ قال الخليفة : لك مائة من الجواري ’ ثم ماذا ..؟ قال الرجل مائة ألف دينار ذهب ’ قال : هو لك وماذا بعد ..؟ قال الرجل كفى يا أمير المؤمنين .

قال الحاجب المنصور ولك راتب مقطوع (يعني بدون عمل) وتدخل عليّ بغير حجاب .. ثم التفت إلى الآخر وقال له ماذا تمنيت ..؟ قال الرجل اعفني يا أمير المؤمنين ’ قال : لا والله حتى تخبرهم قال الرجل : الصحبة يا أمير المؤمنين ’ قال حتى تخبرهم .. فقال الرجل : قلت إن أصبحت خليفة فاجعلني على حمار واجعل وجهي إلى الوراء وأمر منادي ينادي في الناس أيها الناس هذا دجال محتال من يمشي معه أو يحدثه أودعته السجن .
قال الحاجب المنصور محمد ابن أبي عامر افعلوا به ما تمنى حتى يعلم

(أن الله على كل شيء قدير)


لذلك لايوجد المستحيل يا أخي الكريم الهشام ’ فمن توكّل على الله سبحانة وتعالى حقّ توكلةّ فإن الله بكل شئ قدير .. فالإستكانة والخلود إلى الكسل والتذمّر لـــن يُجدي نفعاً .. فالأهم هــو وضع الأهــداف والغايات المراد الوصول إليها أمـــام أعـــيننا .

تشرفّنا بحضورك وإثرائك وتحليلك الرائع ’ فبارك الله فيك ونفع الله بك وبعلمك .. ويحفظك الرحمن .

الــهــشــام
23-02-2012, 12:18 AM
جزاك الله خير يا مناف
وسوف نكمل معك ما أسترسلت به ونأتيك بخير الطاعات والعبادات والمتمثلّه في الأجر والثواب بطاعة الآباء والأمهات .


يقول أحد الدعاة :ـ
كان هناك رجل عليه دين وفي يوم من الأيام جاءه صاحب الدين وطرق عليه الباب ففتح له أحد الأبناء فاندفع الرجل بدون سلام ولا احترام وأمسك بتلابيب صاحب الدار وقال له : اتق الله وسدد ما عليك من الديون فقد صبرت عليك أكثر من اللازم ونفذ صبري ماذا تراني فاعل بك يا رجل !!!

وهنا تدخل الابن ودمعتة في عينيه وهو يرى والده في هذا الموقف وقال للرجل كم على والدي لك من الديون .. قال : أكثر من تسعين ألف ريال .

فقال الابن : اترك والدي واسترح وأبشر بالخيرودخل الشاب إلى غرفته حيث كان قد جمع مبلغا من المال قدره سبعة وعشرون ألف ريال من راتبه ليوم زواجه الذي ينتظره ولكنه آثر أن يفك به ضائقة والده ودينه على أن يبقيه في دولاب ملابسه .

دخل إلى المجلس وقال للرجل : هذه دفعة من دين الوالد قدرها سبعة وعشرون ألف ريال وسوف يأتي الخير ونسدد لك الباقي في القريب العاجل إن شاء الله .

هنا بكى الأب وطلب من الرجل أن يعيد المبلغ إلى ابنه فهو محتاج له ولا ذنب له في ذلك فأصرّ الشاب على أن يأخذ الرجل المبلغ .

وودعه عند الباب طالبا ًمنه عدم التعرض لوالده وأن يطالبه هو شخصياً ببقية المبلغ .

ثم تقدم الشاب إلى والده وقبل جبينه وقال يا والدي قدرك أكبر من ذلك المبلغ وكل شيء يعوض إذا أمد الله عمرنا ومتعنا بالصحة والعافية فأنا لم أستطع أن أتحمل ذلك الموقف ولو كنت أملك كل ما عليك من دين لدفعته له ولا أرى دمعة تسقط من عينيك على لحيتك الطاهرة .

وهنا احتضن الشيخ ابنه وأجهش بالبكاء وأخذ يقبله ويقول : الله يرضى عليك يا ابني ويوفقك ويحقق لك كل طموحاتك .

وفي اليوم التالي وبينما كان الابن منهمكاً في أداء عمله الوظيفي زاره أحد الأصدقاء الذين لم يرهم منذ مدة وبعد سلام وسؤال عن الحال والأحوال قال له ذلك الصديق : يا أخي أمس كنت مع أحد كبار رجال الأعمال وطلب مني أن أبحث له عن رجل مخلص وأمين وذو أخلاق عالية ولديه طموح وقدرة على إدارة العمل وأنا لم أجد شخصاً أعرفه تنطبق عليه هذه الصفات إلا أنت فما رأيك أن نذهب سوياً لتقابله هذا المساء .

فتهلل وجه الابن بالبشرى وقال : لعلها دعوة والدي وقد أجابها الله فحمد الله كثيراً وفي المساء كان الموعد فما أن شاهده رجل الأعمال حتى شعر بارتياح شديد تجاهه وقال : هذا الرجل الذي أبحث عنه وسأله كم راتبك ؟؟؟ فقال : ما يقارب الخمسة ألاف ريال ... فقال له : اذهب غداً وقدم استقالتك وراتبك خمسة عشر ألف ريال وعمولة من الأرباح 10% وراتبين بدل سكن وسيارة وراتب ستة أشهر تصرف لك لتحسين أوضاعك .

وما أن سمع الشاب ذلك حتى بكى وهو يقول ابشر بالخير يا والدي فسأله رجل الأعمال عن سبب بكائه فحدثه بما حصل له قبل يومين فأمر رجل الأعمال فوراً بتسديد ديون والده وكانت محصلة أرباحه من العام الأول لا تقل عن نصف مليون ريال .


إن بر الوالدين من أعظم الطاعات وأجل القربات وببرهما تتنزل الرحمات وتنكشف الكربات فقد قرن الله برهما بالتوحيد فقال تعالى: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريما) .. الإسراء .

وفي الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الأعمال أحب إلى الله ؟؟؟ قال : (الصلاة على وقتها .. قلت: ثم أي ؟؟؟ قال : ثم بر الوالدين .. قلت : ثم أي ؟؟؟ قال: ثم الجهاد في سبيل الله).

وعن عمر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله يقول : يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد اليمن من مراد ثم من قرن كان به أثر برص فبرأ منه إلا موضع درهم له والدةٌ هو بارٌ بها لو أقسم على الله لأبرّه فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل) صحيح مسلم .

وهذا حيوة بن شريح وهو أحد أئمة المسلمين والعلماء المشهورين يقعد في حلقته يعلم الناس ويأتيه الطلاب من كل مكان ليسمعوا عنه فتقول له أمه وهو بين طلابه : قم يا حيوة فاعلف الدجاج فيقوم ويترك التعليم .

واعلم أخي الحبيب أن من أبواب الجنة الثمانية (باب الوالد) فلا يفوتك هذا الباب واجتهد في طاعة والديك فوالله برك بهما من أعظم أسباب سعادتك في الدنيا والآخرة .

أسال الله جلا وعلا أن يوفقني وجميع المسلمين لبر الوالدين والإحسان إليهما .

من كتاب ( لا تيأس ) بتصرف.

ريم الشمال
23-02-2012, 02:11 PM
أمن يجيب المضطر

كان رجل بدمشق له بغل يكريه من دمشق إلى تل الزبداني ، ويحمل عليه الناس ، فذكر أنه أكرى بغله مرة رجل يحمل عليه متاعاً له ، فلما صار خارج الدرب ، لقيه رجل وسأله أن يحمله على رأس الحمل بأجرته ، قال : فرغبت في الكراء ، وحملته ولزمت المحجة فلما صرنا ببعض الطريق قال لي : هل لك أن تأخذ بنا هذا الطريق ، فإنه مختصر ونحن عند مفرق طريقين ، فقلت له : أنا لا أخبر هذا الطريق ، ولا أعرفه .
فقال : أنا أعرفه ، وقد سلكته مراراً كثيرة . قال : فأخذت الطريق ، فأشرفت على موضع وعر وحش ووارد عظيم هائل ، واستوحشت ، ونظرت يمنة ويسرة فلا أرى أحداً ، فبينا أنا كذلك إذ قال لي : أمسك برأس البغل حتى أنزل . فقلت له : أيش تنزل في هذا الموضع ؟ مر بنا نلحق البلد بوقت .
فقال : خذ ويلك رأس البغل حتى أنزل ، ثم أخرج سكيناً عظيماً ، وقصدني ليقتلني ، فعدوت من بين يديه وقلت : ياهذا ، خذ البغل وما عليه . فقال : هذا هو لي ، وإنما أريد قتلك . فخوفته بالله وتضرعت إليه ، وبكيت ، وحذرته من الله ، فأبى وقال : لابد من قتلك . فاستسلمت في يده ، وقلت : دعني أصلي ركعتين ، ثم افعل ما بدا لك . فقال : افعل ولا تطول . فكبرت ، وأرتج علي القراءة ، فلم أذكر من القرآن حرفاً ، وأنا واقف متحير وهو جالس يقول : افرغ . فأجرى الله على لساني بعد وقت فقرأت ((أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ....)) فإذا أنا بفارس قد أقبل من نحو الوادي ، وبيده حربة ، فرمى بها الرجل فخر صريعاً فتعلقت بالفارس وقلت بالله من أنت ؟
فقال : أنا رسول ((أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ....))
قال : فأخذت البغل والحمل ، ورجعت إلى دمشق سالماً .

ريم الشمال

رمادي
24-02-2012, 01:56 PM
في صباح يوم ربيعي والشمس الدافئة تنساب إلي مكتب رجل الأعمال العجوز والرئيس التنفيذي للشركة التي يملكها اتخذ قرارا بالتنحي عن منصبه وإعطاء الفرصة للدماء الشابة الجديدة بإدارة شركته لم يرد أن يوكل بهذه المهمة لأحد أبنائه أو أحفاده وقرر اتخاذ قرار مختلف
استدعى كل المسئولين التنفيذيين الشباب إلى غرفة الاجتماع والقي بالتصريح القنبلة
لقد حان الوقت بالنسبة لي للتنحي واختيار الرئيس التنفيذي القادم من بينكم

تسمر الجميع في ذهول

واستمر قائلا :
ستخضعون لاختبار عملي وتعودون بنتيجتها في نفس هذا اليوم من العام القادم وفي نفس هذه القاعة
والاختبار سيكون التالي:
سيتم توزيع البذور النباتية التالية التي أتيت بها خصيصا من حديقتي الخاصة
وسيستلم كل واحد منكم بذرة واحدة فقط
يجب عليكم أن تزرعوها وتعتنوا بها عناية كاملة طوال العام
ومن يأتيني بنبته صحية تفوق ما لدى الآخرين سيكون هو الشخص المستحق لهذا المنصب الهام
كان بين الحضور شاب يدعي محمد وشأنه شأن الآخرين استلم بذرته وعاد إلى منزله واخبر زوجته بالقصة
أسرعت الزوجة بتحضير الوعاء والتربة الملائمة والسماد وتم زرع البذرة
وكانا كل يوم لا ينفكان عن متابعة البذرة والاعتناء بها جيدا
بعد مرور ثلاثة أسابيع بدأ الجميع في الحديث عن بذرته التي نمت وترعرعت
ما عدا محمد الذي لم تنمو بذرته رغم كل الجهود التي بذلها
مرت أربعة أسابيع ، ومرت خمسة أسابيع ولا شيء بالنسبة لمحمد
مرت ستة أشهر – والجميع يتحدث عن المدى التي وصلت إليه بذرته من النمو
ومحمد صامت لا يتحدث

وأخيرا أزف الموعد

قال محمد لزوجته بأنه لن يذهب الاجتماع بوعاء فارغ
ولكنها قالت علينا أن نكون صادقين بشان ما حدث
وكان يعلم في قراره نفسه بأنها على حق
ولكنه كان يخشى من أكثر اللحظات الحرجة التي سيواجهها في حياته
وأخيرا اتخذ قراره بالذهاب بوعائه الفارغ رغم كل شيء
وعند وصوله انبهر من أشكال وأحجام النباتات التي كانت على طاولة الاجتماع في القاعة
كانت في غاية الجمال والروعة
تسلل في هدوء ووضع وعائه الفارغ على الأرض وبقى واقفا منتظرا مجيء الرئيس مع جميع الحاضرين
كتم زملائه ضحكاتهم والبعض أبدى أسفه من الموقف المحرج لزميلهم
وأخيرا اطل الرئيس ودخل الغرفة مبتسما

عاين الزهور التي نمت وترعت وأخذت أشكال رائعة ولم تفارق البسمة شفتيه
وفي الوقت الذي بدأ الرئيس في الكلام مشيدا بما رآه مهنئا الجميع على هذا النجاح الباهر الذي حققوه
توارى محمد في آخر القاعة وراء زملائه المبتهجين الفرحين
قال الرئيس يا لها من زهور ونباتات جميلة ورائعة
اليوم سيتم تكريم أحدكم وسيصبح الرئيس التنفيذي القادم
وفي هذه اللحظة لاحظ الرئيس محمد ووعائه الفارغ
فأمر المدير المالي أن يستدعي محمد إلى المقدمة
هنا شعر محمد بالرعب وقال في نفسه بالتأكيد سيتم طردي اليوم لاني الفاشل الوحيد في القاعة
عند وصول محمد سأله الرئيس ماذا حدث للبذرة التي أعطيتك إياها
قص له ما حدث له بكل صراحة وكيف فشل رغم كل المحاولات الحثيثة
كان الجميع في هذه اللحظة قائما ينظر ما الذي سيحصل فطلب منهم الرئيس الجلوس ما عدا محمد
ووجه حديثه إليهم قائلا
رحبوا بالرئيس التنفيذي المقبل محمد
جرت همسات وهمهمات واحتجاجات في القاعة كيف يمكن أن يكون هذا
وتابع الرئيس قائلا
في العام الماضي كنا هنا معا وأعطيتكم بذورا لزراعتها وإعادتها إلى هنا اليوم
ولكن ما كنتم تجهلونه هو أن البذور التي أعطيتكم إياها كانت بذور فاسدة ولم تكن بالإمكان لها أن تنمو إطلاقا
جميعكم أتيتم بنباتات رائعة وجميلة جميعكم استبدل البذرة التي أعطيتها له اليس كذلك ؟
محمد كان الوحيد الصادق والأمين والذي أعاد نفس البذرة التي أعطيته إياها قبل عام مضى
وبناء عليه تم اختياره كرئيس تنفيذي لشركتي

إذا زرعت الأمانة فستحصد الثقة
إذا زرعت الطيبة فستحصد الأصدقاء
إذا زرعت التواضع فستحصد الاحترام
إذا زرعت المثابرة فستحصد الرضا
إذا زرعت التقدير فستحصد الاعتبار
إذا زرعت الاجتهاد فستحصد النجاح
إذا زرعت الإيمان فستحصد الطمأنينة
لذا كن حذرا اليوم مما تزرع لتحصد غدا
وعلى قدر عطائك في الحياة تأتيك ثمارها

مـــــنــاف
25-02-2012, 12:48 AM
موضوع رائع يدعو المتبصر أن يدلو بدلوه فهناك من قصص الأولين والأخرين ما نأخذ منه الكثير من العضاة
وعندي كتاب أعتبره من هذا النوع الذي كتبه متبصر وسوف أكتب بعض مما وجدت فيه لعل الله ينفع به من يقراءه
أرق السلطان فنجا المستغيث

يروى أن سلطان صقلية أرق ذات ليلة ومنع النوم ، فأرسل إلى قاعدة البحر وقال له : انفذ الآن إلى أفريقية يأتوني بأخبارها .
فعمد القائد إلى مقدمة مركب ، وأرسله ، فلما أصبحوا إذا بالمركب في موضعه كأنه لم يبرح ، فقال الملك لقائد البحر : أليس قد فعلت ما أمرتك به ؟ قال : نعم قد امتثلت أمرك وأنفذت مركباً ، فرجع بعد ساعة وسيحدثك مقدم المركب فأمر بإحضاره ، فجاء ومعه رجل ، فقال له الملك : ما منعك أن تذهب حيث أمرت ؟
قال : ذهبت بالمركب ، فبينما أنا في جوف الليل والرجال يجدفون إذا بصوت يقول : يا الله يا الله يا غياث المستغيثين ، ويكرارها مراراً ، فلما استقر صوته في أسماعنا ناديناه مراراً : لبيك لبيك ، وهو ينادي : يالله يا الله ياغياث المستغيثين ، فجدفنا بالمركب نحو الصوت ، فلقينا هذا الرجل غريقاً في آخر رمق من الحياة ، فطلعنا به المركب ، وسألناه عن حاله .
فقال : كنا مقلعين من أفريقية فغرقت سفينتنا منذ أيام ، وأشرفت على الموت ، وما زلت أصيح حتى أتاني الغوث من ناحيتكم ، فسبحان من أسهر سلطاناً ، وأرقه في قصره لغريق في البحر حتى استخرجه من تلك الظلمات الثلاثة ظلمة الليل ، وظلمة البحر وظلمة الوحدة ، فسبحانه لا إله غيره ولا معبود سواه .

ريم الشمال




إثـــراء رائـــع وقـــصّة مُــعبرّة فـــيها الـكثــير مـــن الـــعبر أيــتهُّــا الـــقادمــة مــن ربــوع الـــشمال ’ فمرحــباً بـــكم وجــميع أســرة الــتحليلات ’ هـــؤلاء الأقــلام الـــفذّة الــتي تـــنحنــي الأقلام لـــهم إحــترامــاً وتــــقديـــراً عــلى أدبـــهم الــراقــي وعــلمــهم الــغزيــر الــوافـــي .. فيامرحــبا بكــم ومــن بـــعدكـــم .

قـــد يـــقول الــبعض .. أيــن الــعبرة مــن تـــلك الــقصـــّة الــتي ســطرتــّها أخــتنا الـكريــمة (ريــم الــشمال) ..؟؟

عـــندمــا أرق الــسلطان وذهــب عـــنةُ الــنوم ’ هــل هــذا الأمــر بـــيدة .. الأكــيد (لا) ولــكن هــي مـــشيئــة الــرحــمن أن يـــقع هــذا الأرق ’ مــن أجــل نـــجدة إنـــسان فــي قــاع الــبحــار .. فنـــحسبة والله حـــسيبــة بأنــةُ مــن الــناس الأخــيار والــصالحـــين .

أمـــراً آخـــر .. يـــجب عــلينا أن نـــذكــر الله فــي كــل وقـــت وحـــين ’ فالـــغريـــق كــان يـــدعــوا الله ســـبحانــة طالــباً الإســـتغاثــة .. وتــلك إحــدى الـدروس الــواجــب عــلينا أن نــتفكـــّر فـــيها (الدعــاء) للـــه ورب الــعباد ولـــيس للـــعباد .. فـــمهــما طــلبنّا الـــعزةّ مــن الآخــرين .. فإن ذلــك مــن ضــروب الــمستــحيل .. فلــيس لــنا عـــزّة ســـوى بالــتوكــّل عــلى الله والــتمســّك بأوامــرة وإجــتناب نــواهـــية .


تـــشرفّنا وأســـعدنا حــضوركــم الــكريـــم ’ فــبارك الله فــيكم ونــفع بــكم وبــعلمــكم .. والله يـــحفظكــم .

ارين
25-02-2012, 08:04 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

شكرا لك أخي الفاضل على موضوعك الجميل وجزاك الله خير


قال الراوي :

كان أحدهم مسافراً بأسرته في صحراء مترامية الأطراف ، وإذا بعطل مفاجئ يحدث في سيارته ، وقد حاول تشغيلها لكن دون جدوى ، وجلس الرجل حائراً في أمره ، ولم يمض وقت طويل حتى أوقف أحدهم سيارته ، وترجل منها قائلاً : خير ما الذي حدث ؟ وحاول معه مرة أخرى في تشغيل السيارة ... ثم قال للرجل : هذه سيارتي أكمل سفرك فيها مع أسرتك ، وأنا أجلس هنا عند سيارتك حتى ترسل لي (سطحة) من بلدك نحمل عليها سيارتك .

قال صاحبنا : هذا غير معقول، لأنه يعني أنك ستجلس هنا قرابة عشر ساعات .

قال الرجل : لا بأس أنا شخص ، وأنتم عائلة !. وأخذ صاحبنا سيارة الرجل الشهم ورقم هاتف منزله، ومضى، وفي صباح اليوم التالي وضع سيارته في ورشة الإصلاح ، وأعاد السيارة الأخرى إلى صاحبها ...

ومرت الأيام ، وتذكر صاحب السيارة المعطوبة المعروفَ الذي صنعه معه صاحبه ، فاتصل على بيته ليسأل عنه ، فقالت زوجته : هو في السجن ، وذكرت له اسم السجن ، وفهم منها أنه سُجن بسبب الديون التي عليه.

وفي اليوم التالي أخذ الرجل معه مئة ألف ريال ، وذهب إلى السجن وأعطاها لضابط السجن، وقال: هذه لقضاء ديون فلان وإخراجه من عندكم . قال الضابط : من أنت ؟ قال له : لا داعي لأن أذكر لك اسمي ، ومضى ...

بعد عشرين يوماً اتصل ببيت صاحبه ليطمئن عنه، فقالت له زوجته: مازال في السجن .

فما كان منه إلا أن سارع إلى السجن ، وسأل الضابط عن سبب عدم إطلاق سراح صاحبه، فقال : الدين الذي عليه ثلاثة ملايين وليس مئة ألف ، ثم أردف قائلاً : أنا حائر في أمري ممن أتعجب، هل أتعجب منك حين جئت بمئة ألف ريال دون أن تذكر اسمك ؟ أو أتعجب من صاحبك السجين حين قال لي : المئة ألف لن تصنع لي شيئاً ، فأرجو أن تطلق بها سراح بعض زملائي المسجونين ممن عليه خمسة آلاف وعشرة آلاف ... وقد أطلقت بها فعلاً اثني عشر مسجوناً .

قال صاحبنا : خير إن شاء الله وغاب قرابة شهر ثم عاد وقد جمع الملايين الثلاثة من مدخراته ومن بعض المحسنين، وأطلق بها سراح صاحب المروءة ...

هذه القصة واحدة من قصص كثيرة يتحدث عنها الناس ، وهي دليل على أن البذل في سبيل الله ، وعون الآخرين لا يذهب هباءً ، بل إن جزاءه كثيراً ما يكون سريعاً جداً وبأضعاف مضاعفة ، ولاغرابة في هذا، فالمتصدق يتعامل مع من اتصف بالرحمة والكرم والغنى ، وهو ـ جل وعلا ـ تعهد في كتابه وعلى لسان نبيه بأن يخلف على الباذلين من أجله .

مـــــنــاف
25-02-2012, 11:17 PM
اخي الفاضل منـــــــــــاف ،، جزاك الله كل خير في الدنيا والآخرة ،،

أثر القرآن الكريم في تهذيب السلوك

لقد شرف الله هذه الأمة المحمدية، واختصها بالقرآن الكريم أفضل الكتب السماوية، ودستورها الخالد الذي به صلاح البشرية وهدايتها لأقوم الطرق، وأوضح السبل، وأحسن الأخلاق، ومن محاسن الشريعة الإسلامية المطهرة أنها شريعة شاملة لجميع نواحي الحياة، فلا انفصال فيها بين العبادة والسلوك والأخلاق، ولا بين العلم والعمل.

ولذلك فإن من كمال الإيمان أن يتحلى المسلم بالأخلاق الحسنة، والمعاملة الطيبة، وأن تنعكس آثار العبادة وتلاوة القرآن على سلوكه، وأخلاقه، وتعامله في جميع أحيانه.

وإن المتأمل في القرآن الكريم أمراً، أو نهياً، أو قصصاً عن الأمم الماضية يجد أن من أهم مقاصده وغاياته العظمى هو تهذيب سلوك المسلم وأخلاقه، وتزكية نفسه والرقي بها إلى معالي الأمور، ومكارم الأخلاق حتى يصير من أفضل الناس سلوكاً، وأنبلهم أخلاقاً، وأحسنهم سيرةً وتعاملاً، وأكرمهم شيماً ومروءة.

قال الله جل وعلا: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا}


أسأل الله جل وعلا أن يجعلنا وجميع المسلمين من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته، وأن يجعله حجة وشافعاً لنا ويلبسنا به الحلل ويرفعنا به في الدرجات العلا من الجنة، وأن يسلك بنا طريق المستقيم، ويجعلنا من السعداء، والفائزين في الدنيا والآخرة، إنه سميع قريب مجيب

مع خالص شكري وتقديري




وعــليكــم السلام ورحــمة الله وبــركــاتــة ’ ويامرحبا ومسهلا ملايين بأخــونا العــزيز الحــاضر الــغائــب (مــستثمر بـــسيط) والــذي أثــريت الــموضــوع حــقيقــةً بِــمُداخــلة رائـــعة نــاهــيك عــن تـــلك الإشــراقــة والــطلــّة الـــسعيـــدة لـــنا جــميعــاً .. سائلاً الله أن يـــحفــظك .


ياســــيدّي الـفاضـــل .. عــندمــا نــقرأ بــعض الــكتب الإداريــة أو الــمُتعلــّقة مــنها بـــفن الــوقــت وإدارة الأعــمال ’ فإن غــالــبية مـــؤلــفّي تــلك الــكتب يـــقولون بأن هـــذا الــكتاب ســـوف يُـــغيّر شـــخصيتك أيُـــهـّا الــقارئ (180) درجـــة ..!! وتـــلك كــما نـــعلم بأنـــها كــتب أو مــؤلـــفّات مــن صـــنع الـــبشر إســـوة بالـــقوانـــين وتأثـــيرهــا مـــحدود عــلى شـــخصية الإنـــسان ..!!!!!

ولـــكن كـــيف إذا كــان هـــذا الـــكتاب الــمعــجزة هــو الـــقرآن الــكريـــم والــذي هــو كــلام الــعلــيم ومــالك الــملوك ســـبحانـــة ..؟؟

والـــذي خــلق الإنــسان ويـــعلم مــافــي نـــفســـة وأعــلم مــايــصلحــة .. لــذلك الــطبيعــي بأنــة دســـتور للــجــميع حــيثُ حــوى كــل مايـــصلح للإنـــسان فـــي حــياتـــة وآخــرتـــة فـــهو الــشافــي والــصالح لــكل الأزمـــنة .. وهـــو الــذي قــال الله عـــنه (لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) .. فصلت42.

لـــذلك فــليعــلم الــجــميع بأن كــل آيــة تـــقرأهــا وتتــدبرّهــا وتــحفظــها ســوف تـــحدث تـــغييراّ فــي حــياتــنا .. فـــكيف بـــمن يـــحفـــظة فــي صـــدرة ويـــعمل بـــة ..؟؟؟

الـــقرآن يـــحوي الــقواعــد والأُسس الـــمتينــة والــراســخة لــبنــاء شـــخصــية الـــمسـلم ’ فـــسبحــان الله عــندمــا نــرى إمــتداد ذلــك إلــى غـــير الـــمسلمــين عـــند ســـماعـــهم لــتلاوتـــة وهـــم لايــفقـــهون لـــة .

يـــقول أحـــد الأشـــخاص ذات مـــرةّ .. قــرأتُ قــولــة تـــعالــى (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) البقرة 216... وقلــــتُ لابـــد أن هـــذه الآيـــة تـــحوي قانـــوناً محـــكماً يجـــلب الســعادة لمـــن يطــّبقه فــي حـــياته .

يــــقول : فـــقد كـــنتُ قـــبل قـــراءتي لـــهذه الآيـــة أحـــزن بســبب حـــدوث خــسارة أو مصـــيبة مــا أو أجـــد شـــيئاً مــــن الخــــوف مــــن المـــستقبل ’ لأنـــني أتـــّوقع أمـــراً ســـيئاً قـــد يحــدث أو أمـــّر بلحــظات مـــن القـــلق نتيــجة انتـــظاري لشــيء مـــا أرغـــب فـــي تحقــيقه .

لـــكن بـــعد أن تأمـــّلت هـــذه الآيـــة وتدبــّرتها جيـــداً بــل وطــويلاً ’ وجـــدتُ بــأن الله تـــعالى قـــد قـــدَّر كـــل شـــيء ولــن يحـــدث شـــيء إلا بأمـــره ولـــن يخــتار لـــي إلا الخـــير ’ لأنـــه يعـــلم الـــغيب والـــشهادة .. أمــا أنا فلا عـــلم لــي بأي شـــيئاً أكـــان .



وهـــكذا أصبحـــتُ أنــــظر لـــكل شـــيء نـــظرة متـــفائلة بـــدلاً مـــن التـــشاؤم .


ســـعدنا وتــشرفــنا بـــحضورك الــكريـــم وإثــرائك الــمُفـــيد ’ فلا تــبخل عــلينا وعــلى قــرائـــّك بارك الله فــيك يا أخــونا الـــعزيــز (مــستثمر بــسيط) بـــفكــرك الــنير وإثــرائــك الــراقـــي .. سلــمت وســلمكّ الله مــن كــل شــر ومــكروة .

مـــــنــاف
27-02-2012, 08:52 AM
بارك الله فيك اخي العزيز ..قصه طيبه وفيها عبرة لحمل الامانه وايضا الصدق
هكذا يجب ان يكون هدف الانسان المسلم الذي يراعي الله في تصرفاته ويبحث دوما عن رضا الله

لـــي رجـــعة للـــّرد عــلى مـــداخلتـــك الــكريـــمة بإذن الله

مـــــنــاف
27-02-2012, 11:29 PM
بارك الله فيك اخي العزيز ..قصه طيبه وفيها عبرة لحمل الامانه وايضا الصدق
هكذا يجب ان يكون هدف الانسان المسلم الذي يراعي الله في تصرفاته ويبحث دوما عن رضا الله




يامرحبا ومسهلا بأخونا الكريم راعي الكروزر ’ شاكراً لك مرورك وحضورك وتشريفك .. وأعلم ياسيدي الكريم .. الإنسان منا متى يعْصي الله ..؟ كيف يُقَصِّر في بعض الواجبات ..؟ كيف يأخذ ما ليس له ..؟

قيل: ما أخذ العَبْدُ ما حُرِّمَ عليه إلا من جِهَتَيْن ’ إحداهما (سوء ظَنِّهِ بِرَبِّه) وأنَّهُ لو أطاعه وآثره لم يُعْطِهِ خيراً مما تركه ’ يتوَهَّم أنَّ سعادَتَهُ بِهذه المعْصِيَة ولو أطاع الله لم يكن سعيداً وهذا هو مُنتهى الجهْل وهو أنَّك تتوهَّم أنَّك تخْسر بالطاعة وترْبحُ بالمعْصِيَة فالإنسان الجاهل يظنُّ أنَّهُ إذا غضَّ بصره ينْحرم بالتمتُّع بِمَنْظر الحَسْناوات ’ والذي يُطلق بصره أكثر اسْتِمْتاعاً منه مع أنَّ النبي عليه الصلاة والسلام قال :عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَنْظُرُ إِلَى مَحَاسِنِ امْرَأَةٍ أَوَّلَ مَرَّةٍ ثُمَّ يَغُضُّ بَصَرَهُ إِلَّا أَحْدَثَ اللَّهُ لَهُ عِبَادَةً يَجِدُ حَلَاوَتَهَا) .. [ رواه أحمد ]

قلتُ لأخاً منذ يومين كُلُّ من غضَّ بصره عن امرأة لا تَحِلُّ له يكون مثل من وضع ليرة ذهب في صُندوق ’ ثم تفتحُ هذا الصندوق يوم زواجِك ’ فالله تعالى يُعَوِّضُكَ أضْعافاً مُضاعَفَة ’ إنسان يضْبط نفْسه قبل الزواج هل يستوي مع من أطلق بصره قبل الزواج ..؟

أنا أقول كلمات أرْجو أنْ تكون واضِحَة لديكم .. هل يسْتوي الذي يغُضُّ بصره مع الذي يُطلقُهُ ..؟
هل يستوي الصادق مع الكاذب ’ والمُحْسِن مع المُسيء ’ والورِع مع المُتَفَلِّت أو المُنْصِف مع الظالم ’ والمُستقيم مع المُنْحرف ..؟
هل يستوي هذان النموذجان ..؟
هذا لا يتناقض مع عدالة الله بل يتناقض مع وُجوده .. إذا كنت مؤمناً به تعالى لن يكون الذين اجترح السيِّئات كالذين آمنوا وعملوا الصالحات ’ مُستحيل أنْ تُطيعَهُ وتخْسر وأن تعْصِيَهُ وترْبح ’ فقد تُسْتَدْرج فالعاصي يصْعد صُعوداً حاداً ثمَّ يسْقط سقوطاً مُريعاً ’ أما المؤمن فَيَصْعد صُعوداً مُسْتَمِراً ، قال تعالى :

(قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) [التوبة الآية 51]

لذلك الصدق مع النفس والآخرين لهي مُنجاة للعبد ’ وتبعاتها وخيمة على من يقوم بأفعال وأعمال ليست من الإسلام وإنما هي من المحظورات الواجب إجتنابها .

أسعدني مرورك الكريم وبارك الله فيك .. ويحفظك الرحمن .

(الفيصل)
27-02-2012, 11:39 PM
أكمل الناس إيماناً أحسنهم خلقاً

جزاك الله خيرا اخي العزيز مناف
ونفع الله بك
أستمتعت جداً بما خطت يداك ، جعل من جابك الجنه.

مـــــنــاف
28-02-2012, 12:26 AM
أكمل الناس إيماناً أحسنهم خلقاً

جزاك الله خيرا اخي العزيز مناف
ونفع الله بك
أستمتعت جداً بما خطت يداك ، جعل من جابك الجنه.



فـــليـــعذرنــي الأخــوة والأخــوات الأعـــزاّء فـــي تــــخــطّي إثـــراء مــاسطرتّ أياديـــهم الــراقـــية ’ وذلــك للتـــشرّف بالــترحــيب بالأخ العـــزيــز (الــفيصــل) صــاحب الــقلــم الــشامــخ والـــفكــر الــراقــي الــناصـــح والـــقلــب الأبــيض الــناصــع كالمـــحيــط فــي مــساحــتة الــمترامــية الأطــراف .

أنـــت الـــجواد الـــكريـــم يا أبـــن الـــكرام ’ لكّ كــل الـــمعــزّة والــتقديــر والإحــترام ’ فــنهــل عــلمــكم لــواســع وقــلمــكم لـــساطــع ’ فلاتـــبخــل عــليــنا بجــود إثــرائــك الــرائـــع .

ولكـــــن ... الـــمدح فــي بــعض الــرجاجيــل مــنقود ’ إلاّ أنــت مــدحــك يارفــيقــي فـريـــضة ’ فـــيك الــكرم والــعّز والـطيب والـــجود ’ جعـــلك بـــعد كــل الــنفوس الــمريــــضة .


شـــرفـــتّ ونــــورّت يا أخــونا الغالــي (الفــيصل) .

مـــــنــاف
28-02-2012, 01:01 AM
المــــرأة الــصابــرة الظــافــرة‏

يحكى أن رجلاً تزوج امرأة آية في الجمال ’ فأحبّها وأحبته ’ وكانت نعم الزوج لنعم الرجل ’ ومع مرور الأيام اضطر الزوج للسفر طلبا للرزق .. ولكن .. قبل أن يسافر أراد أن يضع امرأته في أيدٍ أمينة لأنه خاف من جلوسها وحدها في البيت فهي امرأة لا حول لها ولا قوة فلم يجد غير أخ له من أمه وأبيه .. فذهب إليه وأوصاه على زوجته وسافر ولم ينتبه لحديث الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم (الحمو الموت) ..!!

مرت الأيام .. وخان هذا الأخ أخيه فراود الزوجة عن نفسها إلا أن الزوجة أبت أن تهتك عرضها وتخون زوجها .. فهدّدها أخوا الزوج بالفضيحة إن لم تطيعه .. فقالت له افعل ما شئت فإن (معي ربي) ’ وعندما عاد الرجل من سفره قال له أخوه على الفور أن امرأتك راودتني عن نفسي وأرادت خيانتك إلا أنني لم أجبها ....!!

طلّق الزوج زوجته من غير أن يترّيث ولم يستمع للمرأة وإنما صّدق أخاه ..!

انطلقت المرأة ’ لا ملجأ لها ولا مأوى ’ وفي طريقها مرت على بيت رجل عابد زاهد ’ فطرقت عليه الباب وحكت له الحكاية ’ فصّدقها وطلب منها أن تعمل عنده على رعاية ابنه الصغير مقابل أجر .. فوافقت .

في يوم من الأيام خرج هذا العابد من المنزل .. فأتى الخادم وراود المرأة عن نفسها .. إلا أنها أبت أن تعصي الله خالقها ..!!

وقد نبهنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم إلى أنه ما خلى رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما ..!

فهّددها الخادم بأنه سينال منها إذا لم تجبه .. إلا أنها ظلت على صمودها فقام الخادم بقتل الطفل ..!
عندما رجع العابد للمنزل قال له الخادم بأن المرأة قتلت ابنه .. فغضب العابد غضباً شديداً .. إلا أنه احتسب الأجر عند الله سبحانه وتعالى .. (وعفى عنها) .. وأعطاها دينارين كأجر لها على خدمتها له في هذه المدة وأمرها بأن تخرج من المنزل .
قال تعالى : (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) .

خرجت المرأة من بيت العابد وتوجّهت للمدينة فرأت عددا من الرجال يضربون رجلا بينهم ’ فاقتربت منهم وسألت أحدهم : لمَ تضربونه ..؟ .. فأجابها بأن هذا الرجل عليه دين فإما أن يؤّديه وإما أن يكون عبداً عندهم .. فسألته : وكم دينه ..؟
قال لها : إن عليه دينارين .. فقالت : إذن أنا سأسّدد دينه عنه ..!!
دفعت الدينارين وأعتقت هذا الرجل فسألها الرجل الذي أعتقته : من أنتِ ..؟

فروت له حكايتها فطلب منها أن يرافقها ويعملا معا ويقتسما الربح بينهما .. فوافقت .. قال لها إذن فلنركب البحر ونترك هذه القرية السيئة فوافقت .

عندما وصلا للسفينة أمرها بأن تركب أولا ’ ثم ذهب لربان السفينة وقال لها أن هذه جاريته وهو يريد أن يبيعها فاشتراها الربان وقبض الرجل الثمن وهرب ..!!

تحركت السفينة .. فبحثت المرأة عن الرجل فلم تجده ورأت البحارة يتحلقّون حولها ويراودونها عن نفسها فتعجبت من هذا الفعل .. فأخبرها الربان بأنه قد اشتراها من سيدها ويجب أن تطيع أوامره الآن .. فأبت أن تعصي ربها وتهتك عرضها وهم على هذا الحال إذ هبتّ عليهم عاصفة قوية أغرقت السفينة فلم ينجو من السفينة إلا هذه المرأة الصابرة وغرق كل البحارة ..!!

وكان حاكم المدينة في نزهة على شاطئ البحر في ذلك اليوم ورأى هبوب العاصفة مع أن الوقت ليس وقت عواصف .. ثم رأى المرأة طافية على لوح من بقايا السفينة فأمر الحرس بإحضارها .

وفي القصر .. أمر الطبيب بالاعتناء بها .. وعندما أفاقت .. سألها عن حكايتها .. فأخبرته بالحكاية كاملة .. منذ خيانة أخوا زوجها إلى خيانة الرجل الذي أعتقته فأعجب بها الحاكم وبصبرها (وتزوجها) .. وكان يستشيرها في كل أمر ’ فلقد كانت راجحة العقل سديدة الرأي وذاع صيتها في البلاد .

مرت الأيام .. وتوفي الحاكم الطيب ’ واجتمع أعيان البلد لتعيين حاكم بدلاً عن الميت .. فاستقر رأيهم على هذه الزوجة الفطنة العاقلة فنصبوها حاكمة عليهم فأمرت بوضع كرسي لها في الساحة العامة في البلد .. وأمرت بجمع كل رجال المدينة وعرضهم عليها .

بدأ الرجال يمّرون من أمامها فرأت زوجها .. فطلبت منه أن يتنحى جانباً .. ثم رأت أخو زوجها .. فطلبت منه أن يقف بجانب أخيه .. ثم رأت العابد .. فطلبت منه الوقوف بجانبهم .. ثم رأت الخادم .. فطلبت منه الوقوف معهم .. ثم رأت الرجل الخبيث الذي أعتقته .. فطلبت منه الوقوف معهم .. !!

ثم قالت لزوجها .. لقد خدعك أخوك .. فأنت بريء .. أما هو فسيجلد لأنه قذفني بالباطل ..!

ثم قالت للعابد .. لقد خدعك خادمك .. فأنت بريء .. أما هو فسيقتل لأنه قتل ابنك ..!

ثم قالت للرجل الخبيث .. أما أنت .. فستحبس نتيجة خيانتك وبيعك لامرأة أنقذتك ..!



لذلك نرى أن الله سبحانه وتعالى .. لا يضيع أجر من أحسن عملا ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب .

مـــــنــاف
28-02-2012, 11:41 PM
مـــن لديــة الــمزيــد ’ فإننا نـــطمح فــي الــمُفـــيد ’ لتـــعمّ الــفائـــدة عــلى الــجــميع .

كيف صبرك على النار
عن عبدالله بن وهب : أن عابداً من عباد بني إسرائيل كان يتعبد في صومعته ، فجاء نفر من الغواة إلى امرأة بغي
فقالوا لها : لعلك أن تزيليه ، فجاءته في ليلة مطيرة مظلمة ، فنادته ، فأشرف عليها .
فقالت : يا عبد الله آوني إليك ، فتركها ، وأقبل على صلاته ، ومصباحه ثاقب ، فقالت : ياعبد الله آوني إليك ، أما ترى الظلمة والمطر . فلم تزل به حتى آواها إليه ، فاضطجعت قريباً منه ، فجعلت تريه محاسن خلقها حتى دعته نفسه إليها .
فقال : لا والله حتى أنظر كيف صبرك على النار . فتقدم إلى المصباح أو القنديل ، فوضع إصبعاً فيه حتى احترقت . ثم عاد إلى صلاته ، فدعته نفسه أيضاً ، وعاود المصباح . فوضع إصبعه الأخرى حتى احترقت ، فلم تزل نفسه تدعوه ، وهو يعود إلى المصباح حتى احترقت أصابعه جميعاً ، وهي تنظر فصعقت فماتت .

ريم الشمال



سبحــان الله .. الـــبعض مــن الــناس تـــرك الــدنيا وملــّذاتهــا وشــهواتــها ’ وتـــجاهــل زينـــتها .. وتـــفرّغ للأجــر والــثواب ومــقاومــة الـــصعاب مــن أجــل رضـــى رّب العـــباد والـــفوز بجــناتٍ عـــرضــها الــسموات والأرض أُعـــدّت للــــمتقــين .

مــايحــزن الــقلب ويُـــدمــي الــفؤاد فــي مــاتُــشاهــدة الأعـــين مــن تـــصرفات صـــبيانــية وغــير عـــقلانــية تـــنبع مــن بـــعض (الآباء والأُمــهات) بـــصورة يــخجل مـــنها الـــصغار قـــبل الـــكبار .

فـمابال هــؤلاء الـــمُسنيّن الــمراهـــقين الـــذين أقـــتربت أيامـــهم ودنـــت آجالـــهم فــي الـــعودة إلــى الــرجــوع بأنـــفسهــم إلــى ســـنوات الــمراهــقة عــبر تلــويث ســمعــتهم عـــلانـــية دون أي إعــتبار للــــعمــر الــذي يقــترب مـــن الأجــل أو إحــترام إســـمة والعائــــلة الــتي يـــحملهــا ..؟؟

فـــي إحــدى الــمرات وأنا جــالــس أُشاهـــد الــتلفاز عـــبر تـــدوير الـــقنوات .. وقـــع بـــصري عــلى رجــال فـــي الـــستينات والـــسبعينات مــن الـــعمر (يــــرقــــصن) كــالنــــساء فـي إحــدى الـــجلــسات الـــشعــبية وأمــام الـــملأ ..!!

أكـــثر مــا أحــزنني فـــي ذلــك الــمشهــد .. تــمكـــّن الـــشيطان مــن ذلك الــعجــوز حــى جـــعلــة يــرقص ويتمــايل كالــنساء فــي الأعـــراس ... مــاهـــو ذنــب زوجـــتة وأولادة .. وكـــيف ســـتكون نـــظرة الآخــرين إلــيــهم ..؟؟


أســـعدنا مــروركــم وإثــرائــكم يا أخــتنا الــكريــمة (ريـــم الــشمال) ســائلا الله أن يـــحفظــكم ويـمتعــكّم بالـصحــة والــعافـــية .

مـــــنــاف
02-03-2012, 01:52 AM
(( قصص رائعه وهي نتاج للتجاره مع الله وهي والله تجاره رابحه بل من اربح

واسمى التجارات ان تتجار مع الله بالتقرب اليه بالاحسان الى عبيده لتلقى الله

يوم القيامه وقد رضي عنك وادخر احسانك للناس لك عنده يوم القيامه وقد يكافئك

على صنيعك بأن يوفقك في الدنيا وقيل ( صنائع المعروف تقي مصارع السؤْء

جزالك الله خير على هذه القصه الرئعه واللي تجلت فيها الاخوه الصادقه والاحسان

والبر للناس ورد الجميل ومكأفاه الله لابن هبيره بأحسانه للرجل الصالح ))




في يوم من الايام وفي زمن الامام أحمد ابن حنبل كان يريد الامام أن يبيت ليلته في مسجد ’ وكان حارس المسجد لا يعرف الامام فمنعه من المبيت في المسجد .. ولكن الامام أحمد ابن حنبل قال له : اتركني أبيت وسوف أنام في موضعي هذا .

فرفض الحارس وقام (بـــّجر) الامام احمد ابن حنبل من قدميه باتجاه باب المسجد ليطرده .. وعندما وصل الحارس لباب المسجد وهو مازال ممسكا بقدمي الامام أحمد ابن حنبل تصادف مرور رجل كان يعمل خبازا .. وكان لا يعرف الامام أحمد ابن حنبل ولكنه عندما رأي هذا المشهد سأل الحارس : ما الأمر ...؟؟

فأشار الحارس للامام احمد ابن حنبل وقال : هذا الرجل يريد أن يبيت في المسجد وأنا لن أدعه يبيت فيه أبدا .. فقال الخباز للامام أحمد ابن حنبل : تعال معي يا شيخ لتبيت عندي في بيتي فان عندي متسع .

فذهب معه الامام أحمد ابن حنبل الي البيت فأكرمه الخباز وقام معه بواجب الضيافه ثم ذهب لتحضير عجينه لعمل الخبز .. وكان الخباز وهو يعجن عجينه (يستغفرالله) وظل علي هذه الحاله طوال الليل وكان الامام أحمد ابن حنبل يسمعه وهو يستغفر .

فلما أصبح الصبح سأل الامام أحمد الخباز عن استغفاره بالليل ..!!
فقال له الخباز : إنه دائما يستغفر الله في أوقات العمل والفراغ .
فسأله الامام أحمد : وهل وجدت لاستغفارك ثمرة في حياتك ...؟؟
فقال الخباز : نعم ... والله ما دعوت الله دعوه الا وقد (أجيبت) لي إلا دعّوة واحدة ..!!
فقال له الامام أحمد : وما هي هذه الدعوة التي لم تجاب لك ..؟؟
فقال له الخباز : الدعوة التي لم تجاب هي ... أن أري الامام أحمد ابن حنبل ..!!

فضحك الامام أحمد وقال له (انا أحمد ابن حنبل وقد جررت اليك جـــّراً) .


أنـــظر بارك الله فــيك يا أخونا الكريم (الخفي) للفوائد الجمّة من الإستغفار ’ والله لو علِموا الناس بالأجر والثواب الذي سوف ينالوة جراّء نطق تلك الكلمات القليلة على اللسان والكثيرة بالميزان .. لما تركوا ذلك الأمر أبداً ..!!

أسعدنا مرورك وحضورك وإثرائك .. فبارك الله فيك وتقبل الله طاعتك وصالح عملك في هذا اليوم المبارك .

ريم الشمال
02-03-2012, 06:20 PM
قصة حية

يحكى أنه كان في دار رجل من الناس حية ساكنة في حجر قد عرفوا مكانها ، وكانت تلك الحية تبيض كل يوم بيضة من ذهب وزنها مثقال ، فصاحب المنزل مغتبط مسرور بمكان تلك الحية ، يأخذ كل يوم من حجرها بيضة ذهب ، وقد تقدم إلى أهله أن يكتموا أمرها ، فكانت كذلك لأشهر ، ثم إن الحية خرجت من حجرها ، فأتت عنزاً لأهل الدار حلوبا ينتفعون بها فنهشتها فهلكت العنز .
فجزع لذلك الرجل وأهله ، وقالوا : الذي نصيب من الحية أكثر من ثمن العنزه ، والله يخلف ذلك منها .
فلما أن كان رأس الحول عدت على حمار له كان يركبه فنهشته فقتلته ، فجزع لذلك الرجل ، وقال : أرى هذه الحية لا تزال تدخل علينا آفة ، سنصبر لهذه الآفات مالم تعد البهائم .
ثم مر بهم عامان لا تؤذيهم فيهم مسرورون بجوارها ، مغتبطون بمكانها ، إذ عدت على عبد كان للرجل لم يكن له خادم غيره فنهشته وهو نائم ، فاستغاث العبد بمولاه فلم يغن عنه شيئاً حتى تفسخ لحمه ، فجزع الرجل وقال : أرى سم هذه الحية قاتلا لمن لسعته ، ما آمن أن تلسعبعض أهلي . فمكث مهموماً ، حزيناً خائفاً أياماً ثم قال : إنما كان سم هذه الحية في مالي ، وأنا أصيب منها أفضل مما رزئت به ، فتعزى بذلك على خوف ووجل من شر جوارها ، ثم لم يلبث إلا أياما حتى نهشت ابن الرجل ، فارتاع والده لذلك ، ودعا بالخواء والترياق وغيره فلم يغن عنه شيئا ، وهلك الغلام ، فاشتد جزع والديه عليه ، ودخل عليهما ما أنساهما كل لذة أصاباها من الحية ، فقالا : لا خير لنا في جوار هذه الحية ، وإن الرأي لفى قتلها والاعتزال عنها ، فلما سمعت الحية ذلك تغيبت عنهم أياماً لا يرونها ، ولا يصيبون من بيضها شيئاً ، فلما طال ذلك عليهما تاقت أنفسهما إلى ما كانا يصيبان منها ، وأقبلا على حجرها بالبخور ، وجعلا يقولان : ارجعي إلى ما كنت عليه ، ولا تضرينا ولا نضرك ، فلما سمعت الحية ذلك من مقالتهما رجعت ، فتجدد لهما سرور على غصتهما بولدهما ، وكانت كذلك لا ينكرون منها شيئاً ، ثم دبت الحية إلى امرأة الرجل وهي نائمة معه فنهشتها فصاحت المرأة فثار زوجها يعالجها بالترياق وغيره من العلاج فلم يغن شيئاً ، وهلكت المرأة ، فبقى الرجل فريدا ، وحيداً ، مستوحشاً ، وأظهر أمر الحية لإخوته وأهل وده ، فأشاروا عليه بقتلها ، وقالوا : لقد فرطت في أمرها حين تبين لك غدرها وسوء جوارها ، ولقد كنت في ذلك مخاطراً بنفسك ، فولى الرجل وقد أزمع على قتلها ، لا يرى غير ذلك ، فبينما هو يرصدها إذ طلع في جحرها فوجد فيها درة صافية وزنها مثقال ، فلزمه الطمع ، وأتاه الشيطان فغره ، حتى عاد له سرور هو أشد من سروره الأول ، فقال : لقد غير الدهر طبيعة هذه الحية ، ولا أحسب سمها إلا قد تغير كما تغير بيضها ، فجعل الرجل يتعاهد جحرها بالكنس ، والبخور ، ورش الماء ، والريحان ، وكرمت عليه الحية ، والتذ الرجل بذلك التذاذاً شديداً ، وأعجبه ، ونسى ما كان من أمر الحية فيما مضى ، وعمد إلى ما كان عنده من الذهب فعمل به حقاً ، فجعل ذلك الدر فيه ، وجعل موضع ذلك الحق تحت رأسه ، فبينما هو نائم إذ دبت الحية فنهشته ، فجعل يغوث بصوت عال ، فأقبل إليه جيرانه ، وأقاربه ، وأهل وده ، فأقبلوا عليه باللوم له فيما فرط من قتل الحية ، فأخرج إليهم الحق فأراهم ما فيه ، واعتذر مما عجزوا فيه رأيه . فقالوا : ما أقل غناء هذا عنك يوم ، إذ صار لغيرك ، وهلك الرجل ، فقال إخوانه الذين أشاروا عليه بقتل الحية : أبعده الله ، قتل نفسه ، وقد أشرنا عليه بقتل الحية .
فمثل صاحب الحية مثل أهل العقول يعرفون الأمر ولا ينتفعون بالمعرفة ، كأنهم يرجون الثواب على المعرفة بالقول والمخالفة بالعمل .
ريم الشمال

مـــــنــاف
02-03-2012, 07:08 PM
استمتعت جدا بالقصة وبقراءة المداخلات

:)



طـــالمــا أســتمتــعتم بالـــقصص والــمُداخــلات وهــــذا يـــشرفّــنا جـــميعــاً .. فـــعليـــكم بــــدفـــع قــــيمــة الــمُشــاهـــدة والإســـتمتاع وذلك عـــبر إفــادة الــجــميع بإحـــدى الـــقصص أو الــروايات الــتي تــــحوي الـــكثــير مــن الـــعبر ... لـــية هـــوة دخــول الـــبيت زي خـــروجــة ..!! والله يحـــفظــكم .

مـــــنــاف
02-03-2012, 11:35 PM
جزاكم الله خيرا على طرح القصة وجزاء الله خيرا كل من شارك بقصص أخرى

استمتعت جدا بقرائتها بارك الله فيكم

من المتابعين إن شاء الله



يامرحبا بالمســـك ’ وكــم ســـعدنا لتـــلك الكــلمات الــراقـــية وكــنا نـــتمنــى أن نـــرى مـــنكم إحـــدى الـــقصص الوافــــية ’ وخــاصــة لـــعلمــنا مــاتــختزلونــة مــن إثــراء رائـــع وعـــلم نــافـــع .. فأســأل الله أن يحـــفظــكم ويــبارك فــيكــم .

مـــــنــاف
02-03-2012, 11:52 PM
السلام عليكم .. اخيرا عدت بعد غياب

شنو سالفة الحزام ابو محمد .. كل قصصك احزمه ..
عندي حزام بس مافيه فلوس .. بل اشياء اخرى :nice: .

ساعود باذن الله بقصه :) .



يامــرحبا بالكــريـــم أبن الكِــرام (أبا أُســامــة) .. إزداد ضــياء الـــمكان ووهـــج بـــحضورك ’ فــمرحــبا بــمقدمــك وجــميع أســـرة التـــحليلات الــكرام .

هـــل يـــوجـــد فـــينا مـــن يـــكرة الــمال ..؟؟
أشـــّك فــي ذلـــك .. لأن بــريــق الــمال وذكــرة لــيخطــف الأبــصار ويـــسيل لــة اللـــعاب .. كـــم مــن عــامــة الــقوم أصــبحــوا فــي لــيلــة وضــحاهــا مــن عــليــّة الــقوم ’ وكــم مـــن الــملوك والــحكامّ عـــمروّا وقاتـــلوا مــن أجــل الــمكوث عــلى الــكراســي .. هــل حــباً لــتلك الأخـــشاب ..؟؟
الأكـــيد .. لا ... ولــكن لــما يـــجــنية ذلــك الـــكرســي مــن أمــوال طــائـــلة ســـوف تــكون وخــيمــة عــلى صــاحــبهـا وحــسرة ونـــدامــة إذا لــم يـــحـــسن إســـتغلالــها فــي مــوضـــعهــا ..!!

بالــمناســـبة يا أخــي الــكريــم .. لـــقد إطــلعــتّ عــلى إحــدى روائـعك الــتي ســطرتــهّا بالأمــس فــي صـــرح الــتحليلات والـلتـي أوردت إحــدى الـــقصص الــراقــية والــمعــبرّة (لــحاتـــم) .. ولــولا خــوفــي مــن إتــهامــي بــسرقــتها .. لــنقلتــها فــي هــذا الـــمكان .. ولــكن لــم يـــسبق لــي أن دخــلت الــمحاكــم مــن قــبل ولا أرغــب فــي ذلــك .. ولانــريـــد أن يــزعــل عــليــنا أخــونا الــعزيـــز (بــوراشـــد) فــي ماركــة وحــقوق فـــكريــة وأخــتراعــــية للتـــحليلات فـــقط ... كــم أشــتقتُ يا أخــي أبا أســامــة إلــى الــتحليلات وســكانــهّا الــرائـــعين .. فالبـــعد عـــنهــم كـــمن يـــبتــعد عـن أهــلة وناســـة عـــشرات الــسنين .. ولــكن بإذن الله ســوف نـــعود إلـــيهـــم .


شـــرفـتنّا بـــحضورك ومــرورك .. فأســأل الله أن يـــحفــظك .

رمادي
03-03-2012, 07:58 AM
يامــرحبا بالكــريـــم أبن الكِــرام (أبا أُســامــة) .. إزداد ضــياء الـــمكان ووهـــج بـــحضورك ’ فــمرحــبا بــمقدمــك وجــميع أســـرة التـــحليلات الــكرام .

هـــل يـــوجـــد فـــينا مـــن يـــكرة الــمال ..؟؟
أشـــّك فــي ذلـــك .. لأن بــريــق الــمال وذكــرة لــيخطــف الأبــصار ويـــسيل لــة اللـــعاب .. كـــم مــن عــامــة الــقوم أصــبحــوا فــي لــيلــة وضــحاهــا مــن عــليــّة الــقوم ’ وكــم مـــن الــملوك والــحكامّ عـــمروّا وقاتـــلوا مــن أجــل الــمكوث عــلى الــكراســي .. هــل حــباً لــتلك الأخـــشاب ..؟؟
الأكـــيد .. لا ... ولــكن لــما يـــجــنية ذلــك الـــكرســي مــن أمــوال طــائـــلة ســـوف تــكون وخــيمــة عــلى صــاحــبهـا وحــسرة ونـــدامــة إذا لــم يـــحـــسن إســـتغلالــها فــي مــوضـــعهــا ..!!

بالــمناســـبة يا أخــي الــكريــم .. لـــقد إطــلعــتّ عــلى إحــدى روائـعك الــتي ســطرتــهّا بالأمــس فــي صـــرح الــتحليلات والـلتـي أوردت إحــدى الـــقصص الــراقــية والــمعــبرّة (لــحاتـــم) .. ولــولا خــوفــي مــن إتــهامــي بــسرقــتها .. لــنقلتــها فــي هــذا الـــمكان .. ولــكن لــم يـــسبق لــي أن دخــلت الــمحاكــم مــن قــبل ولا أرغــب فــي ذلــك .. ولانــريـــد أن يــزعــل عــليــنا أخــونا الــعزيـــز (بــوراشـــد) فــي ماركــة وحــقوق فـــكريــة وأخــتراعــــية للتـــحليلات فـــقط ... كــم أشــتقتُ يا أخــي أبا أســامــة إلــى الــتحليلات وســكانــهّا الــرائـــعين .. فالبـــعد عـــنهــم كـــمن يـــبتــعد عـن أهــلة وناســـة عـــشرات الــسنين .. ولــكن بإذن الله ســوف نـــعود إلـــيهـــم .


شـــرفـتنّا بـــحضورك ومــرورك .. فأســأل الله أن يـــحفــظك .





وهل يجرؤ احد ادخالك محاكم او سجن ..
رغم ان هذا ليس عيبا ولا نقيصة ..

فقد دخل من هو افضل مني ومنك السجن وذاقوا وبال التعذيب ..
منهم كبار هذه الامه .. امام اهل السنة احمد بن حنبل ..
والاخر ابن تيمية .. الذي كتب فتاويه من السجن ..
وفي تركيا سعيد النورسي .. صاحب رسائل النور ..
التي كتبها من سجنه وقام طلابه بنشرها ..

ساجنبك تهمة السرقه .. والدخول بسين وجيم مع ابو راشد ..
فلن يتهمني احدا بالسرقه لاني انا من وضعها ..
ومن حقي ان انقلها من مكان لاخر زيادة بالعبرة والفائدة ..
وهذا هو هدفي وهدفك كما هو هدف اخونا العزيز طيب الذكر ابو راشد ..

قصة حاتم الاصم :



حكي أن حاتما الأصم كان رجلا كثير العيال، وكان له أولاد ذكور وإناث، ولم يكن

يملك حبة واحدة، وكان قدمه التوكل. فجلس ذات ليلة مع أصحابه يتحدث معهم
فتعرضوا لذكر الحج، فداخل الشوق قلبه، ثم دخل على أولاده فجلس معهم يحدثهم، ثم
قال لهم: لو أذنتم لأبيكم أن يذهب إلى بيت ربه في هذا العام حاجا، ويدعو لكم،
ماذا عليكم لو فعلتم؟
فقالت زوجته وأولاده: أنت على هذه الحالة لا
تملك شيئا، ونحن على ما ترى من الفاقة، فكيف تريد ذلك ونحن بهذه الحالة؟ وكان
له ابنة صغيرة
فقالت: ماذا عليكم لو أذنتم له، ولا يهمكم ذلك، دعوه يذهب حيث
شاء فإنه مناول الرزق، وليس برازق، فذكرتهم ذلك. فقالوا: صدقت والله هذه
الصغيرة يا أبانا، انطلق حيث أحببت. فقام من وقته وساعته واحرم بالحج، وخرج
مسافرا وأصبح أهل بيته يدخل عليهم جيرانهم يوبخونهم، كيف أذنوا له بالحج،
وتأسف على فراقه أصحابه وجيرانه، فجعل أولاده يلومون تلك الصغيرة،

ويقولون: لوسكت ما تكلمنا.
فرفعت الصغيرة طرفها إلى السماء وقالت: إلهي وسيدي ومولاي عودت
القوم بفضلك، وأنك لا تضيعهم، فلا تخيبهم ولا تخجلني معهم. فبينما هم على هذه
الحالة إذ خرج أمير البلدة متصيدا فانقطع عن عسكره وأصحابه، فحصل له عطش شديد
فاجتاز بيت الرجل الصالح حاتم الأصم فاستسقى منهم ماء، وقرع الباب فقالوا: من
أنت؟ قال: الأمير ببابكم يستسقيكم. فرفعت زوجة حاتم رأسها إلى السماء وقالت: الهي
وسيدي سبحانك، البارحة بتنا جياعا، واليوم يقف الأمير على بابنا يستسقينا، ثم
أنها أخذت كوزا (وعاء صغير للشرب) جديدا وملأته ماء، وقالت للمتناول منها:
اعذرونا، فأخذ الأمير الكوز وشرب منه فاستطاب الشرب من ذلك الماء فقال: هذه
الدار لأمير، فقال: لا والله، بل لعبد من عباد الله الصالحين عرف بحاتم الأصم.

فقال الأمير: لقد سمعت به. فقال الوزير: يا سيدي لقد سمعت أنه البارحة احرم بالحج وسافر ولم يخلف لعياله
شيئا، وأخبرت أنهم البارحة باتوا جياعا. فقال الأمير: ونحن أيضا قد ثقلنا
عليهم اليوم، وليس من المروءة أن يثقل مثلنا على مثلهم. ثم حلّ الأمير منطقته
من وسطه ورمى بها في الدار،

ثم قال لأصحابه: من أحبني فليلقِ منطقته، فحل جميع
أصحابه مناطقهم ورموا بها إليهم ثم انصرفوا. فقال الوزير السلام عليكم أهل
البيت لآتينكم الساعة بثمن هذه المناطق، فلما نزل الأمير رجع إليهم الوزير،
ودفع إليهم ثمن المناطق مالا جزيلا، واستردها منهم.

فلما رأت الصبية الصغيرة
ذلك بكت بكاء شديدا فقالوا لها: ما هذا البكاء إنما يجب أن تفرحي، فإن الله
وسع علينا. فقالت: يا أم، والله إنما بكائي كيف بتنا البارحة جياعا، فنظر
إلينا مخلوق نظرة واحدة، فأغنانا بعد فقرنا، فالكريم الخالق إذا نظر إلينا لا
يكلنا إلى احد طرفة عين، اللهم انظر إلى أبينا ودبره بأحسن تدبير. هذا ما كان
من أمرهم.

وأما ما كان من أمر حاتم أبيهم فإنه لما خرج محرما، ولحق بالقوم توجع أمير
الركب، فطلبوا له طبيبا فلم يجدوا، فقال: هل من عبد صالح؟ فدلّ على حاتم، فلما
دخل عليه وكلمه دعا له فعوفي الأمير من وقته، فأمر له بما يركب، وما يأكل، وما
يشرب. فنام تلك الليلة مفكرا في أمر عياله، فقيل له في منامه: يا حاتم من أصلح
معاملته أصلحنا معاملتنا معه، ثم أخبر بما كان من أمر عياله، فأكثر الثناء على
الله تعالى، فلما قضى حجه ورجع تلقاه أولاده فعانق الصبية الصغيرة وبكى ثم
قال: صغار قوم كبار قوم آخرين وإن الله لا ينظر إلى أكبركم ولكن ينظر إلى
أعرفكم به فعليكم بمعرفته والاتكال عليه، فإنه من توكل على الله فهو حسبه......
اللهم ارزقني حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربني إلى حبك يا ألله......



ساروي قصة حدثت لي .. للعبرة ..
كنت قد احتجت للمال بعد ولادة اول طفلة لي قبل سنين ..
وليس عيب ان اذهب لاهل الخير فاستدين ..فقد فعلها النبي وصحبه الكرام ..
لكن للاسف في هذه الايام من يذهب ليستدين يشاهد نظرات الاحتقار من بعض الناس ..
اضافة لما يحمله بداخله من ذل الطلب والسؤال ..

ذهبت الى رجل اعطاه الله من فضله وهو من اهل المساجد ..
قوام بالليل لا تفوته تكبيرة الاحرام في المسجد ..
يشهد له الجميع بالخير .. وهذا ما شجعني ..
وقفت امامه بعد ان سلمت عليه وقلت له احتاج لمبلغ وقدره ..
وساعيده لك باقرب وقت .. قلتها بصعوبه وتردد وخجل ..
فكان الرد انه لا يملك الان خاصة وهو يجهز لعرس ابن اخيه بعد شهور ..

دارت الدنيا بعيني كدت اسقط وانا عائد امشي ..
لهول ما سمعت .. تركته وانا ادعو له ان ييسر الله لهم ..
وهو الان يرقد على فراش المرض اسال الله ان يشفيه ...

ذهبت الى رجل بسيط لايملك من حطام الدنيا الكثير ..
لاني كنت بامس الحاجه للمال .. في ذلك الوقت ..
قلت له قال انتظر .. واتى بالمال وقال اطنه لا يكفي ..
قلت بل زياده .. اقسم علي ان احتاج لاكثر ان اعود اليه ..
وقبل انا اغادره قلت له ساعيده لك بعد شهرين ..

ذهبت ووسددت ما علي ولله الحمد ...
وارسلت الباقي لاهلي الذين احتاجوا حيت كانت ايام حرب وقتال ..
وجاء موعد السداد , انتهت الشهرين بسرعة ..
ولم يبقى الا ايام .. ماذا افعل هل استدين مرة اخرى لاسدد صاحبي ؟؟؟
كلا , لا اريد ان اضع نفسي بمثل ذلك الموقف الرهيب .. لن اذهب لاحد .
ولكن ماذا افعل ؟؟؟؟
لجأت الى الله ان يخرجني من هذا المأزق فلم اتعود ان اخلف موعد مع احد ..
ودعوت الله بصدق .. في جوف الليل .. وانا حزين .. ان يخلصني من كربتي .

ذهبت الى عملي في الصباح ليتصل علي المحاسب ..
تعال وقع العقد الجديد بزيادة وقدرها .... ...
وبأثر رجعي وستنزل لك هذا الشهر ..
سجدت لله شكرا فقد كان المبلغ ضعف ما احتاجه .
واعدت المبلغ الى صاحبي بعد عناء حتى تاكد انني على سعة .

اخي ابو محمد ان الله يحب ان يسمع انين وبكاء عباده ..
ويحب ان يلجاوا اليه , لا الى غيره .. ولكنه ضعف الايمان ..
وقلة التوكل على الله ...

مـــــنــاف
05-03-2012, 01:06 AM
مساك الله بالخير يا بومحمد
ولكي لا أطيل ...
اضع هذه القصة
فتقبل مروري يا سيدي
و يا أخا لم تلده امي ولا يحمل اسم ابي!!

*
*
،،

لو أطعمنا أنفسنا هذا ما خرجت السمكة

*


في البلدة رجل يُدعى أبا نصر الصياد ، يعيش مع زوجته وابنه في فقر شديد
- مشى في الطريق ذات يوم مهموما مغموما ً، يسأل الله تعالى الفرج والرزق الحلال فزوجته وابنه يتضوران جوعاً .
مر على شيخه أحمد بن مسكين' يقول له أنا متعب يا سيدي ..
وقرأ التابعي في وجه تلميذه ما يعانيه ، فقال له اتبعني إلى البحر

فانطلقا إليه، وقال له الشيخ – راغباً في لجوء مريده إلى الله تعالى : " صلّ ركعتين على نية التيسير" واسأل الله تعالى الرزق الحلال الطيب ...فصلى ، ثم قال له : "سم الله " ، - فكل شيئ بأمر الله .. فقالها . .. ثم رمى الشبكة ، فخرجت بسمكة عظيمة . ... قال له "بعها واشتر بثمنها طعاماً لأهلك ".
فانطلق إلى السوق يبيعها ، واشترى فطيرتين إحداهما باللحم والأخرى بالحلوى وقرر أن يعود إلى الشيخ فيقدم إحداهما له اعترافاً بصنيعه . ..
رد الشيخ الفطيرة قائلاً : هي لك ولعيالك ، ثم أردف : " لو أطعمنا أنفسنا هذا ما خرجت السمكة "

وفي الطريق إلى بيته قابل امرأة تبكي من الجوع ومعها طفلها، فنظرا إلى الفطيرتين في يده
وقال في نفسه هذه المرأة وابنها مثل زوجتي وابني يتضوران جوعاً فماذا افعل ؟
ونظر إلى عيني المرأة فلم يحتمل رؤية الدموع فيهما، فقدمهما لها قائلاً:
الفطيرتان لكما ..
ظهر الفرح والسرور على محياها ، وسعد ابنها سعادة رقصت لها أسارير وجهه..
وعاد أبو نصر يفكر بولده وزوجته .

*
*
،،
يتبع


"
ما إن سار حتى سمع رجلاً ينادي من يدل على أبي نصر الصياد؟
فدله الناس على الرجل.. فقال له إن أباك كان قد أقرضني مالاً منذ عشرين سنة ثم مات ، خذ يا بني هذه الثلاثين ألف درهم فهو مال أبيك .

يقول أبو نصر الصياد
وتحولت غنياً بإذن الله تعالى وكثر مالي ، و ملكت البيوت وفاضت تجارتي ، وصرت أتصدق بالألف درهم في المرة الواحدة في شكرالله تعالى ..
ومرت الأيام ، وأنا أكثر من الصدقات حتى أعجبتني نفسي!!

وفي ليلة من الليالي رأيت في المنام أن الميزان قد وضع ونادى مناد : أبا نصر الصياد هلم لوزن حسناتك وسيئاتك ، فوضعت حسناتي ووضعت سيئاتي، فرجحت السيئات ..
فقلت أين الأموال التي تصدقت بها ؟ فوضعت الأموال، فإذا تحت كل ألف درهم شهوة نفس أو إعجاب بصنيع كأنه لفافة من القطن لا تساوي شيئاً، ورجحت السيئات
وبكيَت .. بكيت حتى كادت نفسي تذهب وأحشائي تتقطع . وقلت ما النجاة ؟
وسمعت المنادي يقول : هل بقى له من شيء ؟
فأسمع الملك يقول: نعم بقيت له رقاقتان ...
وتوضع الرقاقتان (الفطيرتان) في كفة الحسنات ، فتهبط كفة الحسنات حتى تساوت مع كفة السيئات.
فبقيت خائفاً .. وأسمع المنادي مرة أخرى يقول: هل بقى له من شيء؟ فأسمع الملك يقول: بقى له شيء
قلت: ما هو؟ ...
قيل له: دموع المرأة حين أعطيتها الرقاقتين .
فوزنت الدموع، فإذا بها كالحجر الصقيل وزناً .فثقلت كفة الحسنات، ففرحت فرحاً شديداً ..
وأسمع المنادي كرة أخرى يقول: هل بقى له من شيء؟
فقيل: نعم ابتسامة الطفل الصغير حين أعطيَت أمُه الرقاقتان ...
وترجح كفة الحسنات...و ترجح ...وترجح..
وأسمع المنادي يقول: لقد نجا ... لقد نجا
فاستيقظت من النوم فزعا أقول ما قاله لي أحمد بن مسكين حين رد إليّ إحدى الفطيرتين : لو أطعمنا أنفسنا هذا ما خرجت السمكة .
"




اللـــه يـــمسيكّ بالـــخير والرضــا والــعافـــية أخــونا الــغالــي (بـــوراشـــد) .. الله يـــعينك عــلى أخــونا الــكريـــم (رمــادي) طــالــما أن ســالفــتك فـــيهــا (فـــلوس) وأحــمد ربــك بأن بـــعض الـــعرب صـــادّيــن عــن الـــموضــوع .. وإلاّ أبـــشر بالـــمعــلقــّات والــفلـــعات مــن كــل حـــدب وصـــوب ..!!

أبـــني الأصـــغر (الـــهاشـــم) يـــحفظــة الله ’ دأب عــلى ضــرورة إنــتهاجــي إلـــقاء روايــة عــليــة قـــبل الـــنوم .. وبالأمـــس لــم أجــد شـــيئاً مُـــناســـّبا لــــسنـــّة ’ فــتذكــرت تــلك الـــقصــة الــرائـــعة الــتي ذكــرتــها فـــي مُـــداخــلتــك أعــلاة والــتي تـــحوي الــكثير مــن الــدروس والــعبر ذا أمـــعنا ودقـــقّنا الــنظر فــي أحــداثـــها .. ولــكن أيــن الــمُعــتبر ..؟؟

فـــي زمــننا هـــذا نــرى الــعجــب الــعجاب فــي ماتــناقــلتــة الــركــبان مــن قـــيام الأغــنياء بــتوزيــع زكــواتـــهم عــلى الأغـــنياء مــن أمــثالــهم ’ ونـــهر للـــفقراء والـــمحــتاجــين عـــند ســـؤالــهم للـــناس ’ والأدهــى مــن ذلــك فــي مــانــشاهــدة ونــسمعــة مــن قـــيام بـــعضاً مــن الــجمعــيات الــخيريــة بـــتقديــم الــمساعــدات الــمالــية لـــغير الـــقطريين وتــجاهــلها لأبــناء الــبلـــد مــن الــذين يـــستحــقون ذلـــك الـــعطــاء ..!!

أســـتغرب عــندمــا أُشــاهـــد شـــخصـاً يــملك مــن الــسيارات الــفارهـــة والــكمالــيات الــزائــدة ولــكنــة إمــتنع عــن الــزواج (بـــحـــجّة) غــلاء الـــمهــور ومــتطلـــبّاتـــة الــتعجــيزيــة ..!!!

أعـــجب عـــندمــا يــــقوم بـــعض الأشـــخاص بـــدفـــع الــزكــاة والأمــوال الــخيريــة للـــفقراء بــخارج الـــبلـــد ’ ولـــكنــهم يـــحجــمون عــن إنـــفاقـــها بـــداخـــلة ... لـــماذا لا يـــتم إنـــفاقـــها بالــداخــل والـــخارج ..؟؟؟؟


الــموضــوع يـــطول كــثيراً يا أخــونا الــعزيـــز (بـــوراشـــد) والــذي أســعدتــنا حــقيقــة بـــقلــمك الــرائـــع وفــكرك الــنيّر وأدبك الــراقـــي .. فأسأل الله أن يـــحفــظك .


بـــعض الـــناس أحــشرونا عــلى الــبرنــيوش ..(الظاهر فيهم جوع عتيج) ..!!

رمادي
06-03-2012, 11:09 AM
جاءت امراه الى داوود عليه السلام
قالت: يا نبي الله ربك ظالم أم عادل ؟؟؟
فقال داود: ويحك يا امرأة هو العدل الذي لا يجور،
ثم قال لها ما قصتك قالت: أنا أرملة عندي ثلاث بنات أقوم عليهن من غزل يدي
فلما كان أمس شدّدت غزلي في خرقة حمراء
و أردت أن أذهب إلى السوق لأبيعه و أبلّغ به أطفالي
فإذا أنا بطائر قد انقض عليّ و أخذ الخرقة و الغزل و ذهب،
و بقيت حزينة لاأملك شيئاً أبلّغ به أطفالي. فبينما المرأة مع داود عليه السلام في الكلام
إذا بالباب يطرق على داود فأذن له بالدخول
وإذا بعشرة من التجار كل واحد بيده : مائة دينار فقالوا يا نبي الله أعطها لمستحقها.
فقال لهم داود عليه السلام: ما كان سبب حملكم هذا المال قالوا يا نبي الله كنا في مركب فهاجت علينا الريح و أشرفنا
على الغرق فإذا بطائر قد ألقى علينا خرقة حمراء و فيها
غزل فسدّدنا به عيب المركب فهانت علينا الريح و انسد
العيب و نذرنا لله أن يتصدّق كل واحد منا بمائة دينار
و هذا المال بين يديك فتصدق به على من أردت، فالتفت داود- عليه السلام- إلى المرأة و قال لها:ـ رب يتجر لكِ في البر والبحر و تجعلينه ظالمًا،
و أعطاها الألف دينار و قال: أنفقيها على أطفالك .

مـــــنــاف
07-03-2012, 01:59 AM
من هو القائد الحاجب المنصور ..؟؟ هل سمعتم عنه ..؟؟

أن التاريخ يتحدث عنه وليس انا .. حين مات القائد الحاجب المنصور ’ فرح بخبر موته كل أوربا وبلاد الفرنج .. حتى جاء القائد الفونسو الى قبره ونصب على قبره خيمة كبيره وفيها سرير من الذهب ..!! ... فوق قبر الحاجب المنصور ونام عليه ومعه زوجته متكئه يملاهم نشوه موت قائد الجيوش الاسلاميه
في الأندلس وهو تحت التراب .. وقال الفونسو : .....

أما تروني اليوم قد ملكت بلاد المسلمين والعرب ..!! وجلست على قبر اكبر قادتهم
فقال احد الموجودين : والله لو تنفس صاحب هذا القبر لما ترك فينا واحد على قيد الحياة ولا استقر بنا قرار ..!!

فغضب الفونسو وقام يسحب سيفه على المتحدث حتى مسكت زوجته ذراعه وقالت
صدق المتحدث ايفخر مثلنا بالنوم فوق قبره ’
والله ان هذا ليزيده شرف حتى بموته لا نستطيع هزيمته والتاريخ يسجل انتصار له وهو ميت ... قبحا بما صنعنا وهنيئا له النوم تحت عرش الملوك ..!!


الحاجب المنصور ولد سنه 326 هجري بجنوب الأندلس ’ وقد دخل متطّوع في جيش المسلمين وأصبح قائد الشرطة في قرطبة لشجاعته .. ثم أصبح مستشار لحكام الأندلس لفطنته .. ثم أمير الأندلس وقائد الجيوش .



خاض بالجيوش الاسلاميه 50 معركة انتصر فيها جميعا ’ ولم تسقط ولم تهزم له راية ’ حيث وطئت أقدامه أراضي لم تطأها أقدام مسلم قط ’ وقد كانت اكبر انتصاراته غزوه ' ليون ' حيث تجمعت القوات الاوربيه مع جيوش ليون .. فقتل معظم قادة هذه الدول وأسر جيوشهم وأمر برفع الأذان للصلاة في هذه المدينة الطاغية .

كان يجمع غبار ملابسه بعد كل معركة وبعد كل ارض يفتحها ويرفع الأذان فيها ويجمع الغبار في قارورة .. وأوصى أن تدفن القارورة معه لتكون شاهده له عند الله يوم يعرض للحساب ..!!!!

كانت بلاد الغرب والفرنجة تكن له العداء الشديد لكثره ما قتل من أسيادهم وقادتهم ..
لقد حاربهم 30 سنه مستمرة قتالا شديدا لا يستريح ابد ولا يدعهم يرتاحون , حيث
كان ينزل من صهوة الجواد ويمتطي جواد آخر للحرب ’ وكان يدعوا الله أن يموت مجاهدا لا بين غرف القصور .. ولقد مات كما يتمنى إذا وافته المنية وهو في مسيره لغزو حدود فرنسا .. حيث كان عمره حين مات 60 سنه قضى منها 30 سنه في الجهاد والفتوحات .

ذهب المنصور إلى لقاء ربه وسيبقى اسمه خالدا مع أسماء الإبطال في تاريخ المسلمين
وكان في نيته فتح مدن فرنسا الجنوبية من خلال اختراق ( جبال البيرينيه ) ..!!




فهل عرفتم لماذا أقام الفونسو قائد االفرنج خيمة على قبره الآن .....؟؟؟؟؟؟


لقد استشهد وفي جيبه قارورة تحمل غبار معارك وفتوحات المسلمين
استشهد وجسده يحمل جروح المعارك التي خاضها لتشهد عند الله
كل همه لقاء ربه ومعه مايشفع له بدخول الجنه .


(موقف من مواقف الحاجب منصور)

جاء عن الحاجب المنصور في سيرة حروبه أنه سيّر جيشا كاملا لإنقاذ ثلاث من نساء المسلمين كن أسيرات لدى مملكة نافار.. ذلك أنه كان بينه وبين مملكة نافار عهد ’ وكانوا يدفعون له الجزية ’ وكان من شروط هذا العهد ألا يأسروا أحدا من المسلمين أو يستبقوهم في بلادهم ... فحدث ذات مرة أنه ذهب رسول من رسل الحاجب المنصور إلى مملكة نافار’ وهناك وبعد أن أدّى الرسالة إلى ملك نافار أقاموا له جولة ’ وفي أثناء هذه الجولة وجد ثلاثا من نساء المسلمين في إحدى كنائسهم ...!!! فتعجب لوجودهن وحين سألهن عن ذلك قلن له إنهن أسيرات في ذلك المكان .

وهنا غضب رسول المنصور غضبا شديدا وعاد إلى الحاجب المنصور وأبلغه الأمر’ فما كان من المنصور إلا أن سيّر جيشا جرارا لإنقاذ هؤلاء النسوة ’ وحين وصل الجيش إلى بلاد نافار دُهش جدا ملك نافار وقال: نحن لا نعلم لماذا جئتم .. وقد كانت بيننا وبينكم معاهدة على ألا نتقاتل ’ ونحن ندفع لكم الجزية .

وبعزة نفس في غير كبر ردوا عليه بأنكم خالفتم عهدكم ’ واحتجزتم عندكم أسيرات مسلمات فقالوا: لا نعلم بهن ..!! فذهب الرسول إلى الكنيسة وأخرج النسوة الثلاث ’ فقال ملك نافار: إن هؤلاء النسوة لا نعرف بهن ..!! فقد أسرهن جندي من الجنود وقد تم عقاب هذا الجندي .. ثم أرسل برسالة إلى الحاجب المنصور يعتذر فيها اعتذارا كبيرا ... فعاد الحاجب المنصور إلى بلده ومعه الثلاث نساء .

آثــاره تنبيـك عـن أخـباره .. حـتى كأنـك بالعـيـان تــراه
تالله لا يأتي الزمان بمثله ... أبدًا ولا يحمي الثغور سواه

كُتبت هذه الأبيات على قبره في مدينة سالم

فرحة ايامي
07-03-2012, 07:12 AM
يامرحبا بالمســـك ’ وكــم ســـعدنا لتـــلك الكــلمات الــراقـــية وكــنا نـــتمنــى أن نـــرى مـــنكم إحـــدى الـــقصص الوافــــية ’ وخــاصــة لـــعلمــنا مــاتــختزلونــة مــن إثــراء رائـــع وعـــلم نــافـــع .. فأســأل الله أن يحـــفظــكم ويــبارك فــيكــم .

صباح الخير والتوفيق والبركة

متابعة بكل متعة وفائدة ذهنية
بارك الله لك وفيك بكل هذا العطاء الذي من شأنه إثراء المتتبع لك بكل فائدة0

مـــــنــاف
08-03-2012, 01:54 AM
صباح الخير والتوفيق والبركة

متابعة بكل متعة وفائدة ذهنية
بارك الله لك وفيك بكل هذا العطاء الذي من شأنه إثراء المتتبع لك بكل فائدة0



فــليعــذرنــي الأعــزاّء فـــي تـــخطــّي بـــعضاً مــن الــمُشاركــات ’ وذلــك للتـــشّرف بالـــرد عــلى زائـــراً مـــن ذوي الــوزن الـــثقــيل ’ والـــعلــم الـــوفـــير والـــفكـر الــمُستــنير .. إنـــها (فـــرحــة الأيــام) مــلكــة الــتحليلات ومُـــحيطــة الــواســع الـــذي تــــنهــمر مــن جــوانـــبة أروع الــروايات فــي الأدب وأرقــى الأســالــيب فـي الـــعرض والــطلــب ’.

كــم ســـعدنا ياســيدتــّي الــكريــمة بـــهذة الإطــلالــة الــفقيرة فــي كــلماتــها ’ والــكبيرة فــي مــعانـــيهــا .. ولـــكن أنــتم الـــكُرمــاء كــماعـــهدناكــم فــي جــودكــم .. فالكــريم يزدادُ كــرماً وإنــفاقاً كــلما طــال بــةِ الأمـــد .. فـــهل ينــــهل الــقراّء مـــن ذلك الإثــراء الــقادم مــن الــصحــراء عـــبر فــرحــة الأيــام ..؟؟؟

مـــــنــاف
08-03-2012, 07:00 PM
كان علي بن الحسين زين العابدين (رضي الله عنة)
يحمل الصدقات والطعام ليلاً على ظهره ’ ويوصل ذلك إلى بيوت الأرامل والفقراء في المدينة
وكانوا لا يعلمون من وضعها ..!!

وكان لا يستعين بخادم ولا عبد أو غيره .. لئلا يطلع عليه أحد
وبقي كذلك سنوات طويلة ’ وما كان الفقراء والأرامل يعلمون كيف جاءهم هذا الطعام ..!!

فلما مات وجدوا على ظهره آثاراً من السواد
فعلموا أن ذلك بسبب ما كان يحمله على ظهره ... فما انقطعت صدقة السر في المدينة حتى مات زين العابدين .

مـــــنــاف
09-03-2012, 02:46 AM
[color="darkgreen"]بسم الله الرحمن الرحيم

من أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان الى الحجاج بن يوسف أما بعد فانك عبد طمت بك الأمور فطغيت وعلوت فيها حتى جزت قدرك وعدوت طورك وايم الله يا ابن المستغرمة بعجم زبيب الطائف لأغمزنك كبعض غمزات الليوث للثعالب ولأركضنك ركضة تدخل منها وجعاء أمك اذكر مكاسب آبائك بالطائف إذ كانوا ينقلون الحجارة على أكتافهم ويحفرون الآبار في المناهي بأيديهم فقد نسيت ما كنت عليه أنت وآباؤك من الدناءة والضراعة وقد بلغ أمير المؤمنين استطالة منك على انس ابن مالك خادم رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) جرأة منك على أمير المؤمنين وغرة بمعرفة غيره ونقماته وسطواته على من خالف سبيله وعمد الى غير محبته ونزل عند سخطه وأظنك أردت ان تروزه بها لتعلم ما عنده من التغيير والتنكير فيها فأن سوغتها مضيت قدما وان نغصتها وليت دبرا فعليك لعنة الله من عبد أخفش العينين أصك الرجلين ممسوخ الجاعرتين وايم الله لو ان أمير المؤمنين علم انك اجترمت منه جرما واجترمت فيه جرما وانتهكت له عرضا فيما كتبت به الى أمير المؤمنين ليبعث اليك من يسحبك ظهرا لبطن حتى ينتهي بك الى انس بن مالك فيحكم فيك كما أحب ولن يخفى على أمير المؤمنين نبؤك ولكل نبأ مستقر وسوف تعلمون. فأتاه وترضاه ولم يعرف لعبد الملك بن مروان مع الحجاج غير هذه.

olor]




لــــقد أســتمتعــتُ كـــثيراً بالـــقصـــّة وتــلك الــحادثـــة ’ وأعـــجبتُ أكــثر بالإســلوب الـــبلــيغ الــذي أُســتخدم فــي تــوجــــية الــتحــذيــر إلــى الـــبعض مــن الــطغــاة .. وكــــم كــنتُ أتــــمنى حـــقيقــةً مــن يـــقوم بـــتوصـــيل مـــثل تـــلك الــرســائل إلــى مــن يــــقوم لـــعنــهم الله بـــــسّب (الـــخلفــاء وأُمـــهات الـــمؤمــنين) رضــي الله عـــنهـــم وأرضــاهـــم .

لـــك كــل الـــشكر والــتقديـــر أخــونا الـعزيــز (أبـا أســامــة) عــلى مــاسطرتّ وأبـــدعـــت ’ فـــجزاك الله خــيراً ويـــحفظك الــرحــمن .

الزلزال
09-03-2012, 04:04 AM
جزاك الله خير

ريم الشمال
09-03-2012, 03:14 PM
حلاوة العدل

حكي أن العباس ابن أحمد بن طولون استدعى بمغنية ، وهو يصطبح يوماً ، فلقيها بعض صالحي مصر ، ومعها غلام يحمل عودها فكسره ، فدخل العباس إليه وأخبره بذلك ، فأمر بإحضار ذلك الرجل الصالح ، فلما أحضر إليه قال : أنت الذي كسرت العود ؟ قال : نعم
قال : أفعلمت لمن هو ؟ قال : نعم لابنك العباس . قال أفما أكرمته لي . قال : أكرمه لك بمعصية الله عز وجل ، والله تعالى يقول :

﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ) ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( لاطاعة لمخلوق في معصية الخالق )
فأطرق أحمد بن طولون عند ذلك ، ثم قال : كل منكر رأيته فغيره ، وأنا من ورائك .

ووقف يهودي لعبد الملك بن مروان فقال : يا أمير المؤمنين إن بعض خاصتك ظلمني فأنصفني منه ، وأذقني حلاوة العدل ، فأعرض عنه ، فوقف له ثانياً ، فلم يلتفت إليه ، فوقف له مرة ثالثة ، وقال : يا أمير المؤمنين إنا نجد في التوارة المنزلة على كليم الله موسى صلوات الله وسلامه عليه : إن الإمام لا يكون شريكاً في ظلم أحد حتى يرفع إليه فإذا رفع إليه ، ولم يزله ، فقد شاركه في الظلم والجور .
فلما سمع عبد الملك كلامه فزع وبعث في الحال إلى من ظلمه ، فعزله وأخذ لليهودي حقه منه .

وروي أن رجلاً من العقلاء غصبه بعض الولاة ضيعة له ، فأتى إلى المنصور ، فقال له : أصلحك الله يا أمير المؤمنين أأذكر لك حاجتي ، أم أضرب لك قبلها مثلاً . فقال : بل اضرب المثل .
فقال : إن الطفل الصغير إذا نابه أمر يكرهه فإنما يفزع إلى أمه إذ لا يعرف غيرها وظناً منه أن لا ناصر له غيرها ، فإذا ترعرع واشتد كان فراره إلى أبيه ، فإذا بلغ وصار رجلاً وحدث به أمر شكاه إلى الوالي لعلمه أنه أقوى من أبيه ، فإذا زاد عقله شكاه إلى السلطان لعلمه أنه أقوى ممن سواه ، فإن لم ينصفه السلطان شكاه إلى الله تعالى ، فإن أنصفتني وإلا رفعت أمرى إلى الله تعالى في الموسم ، فإني متوجه إلى بيته وحرمه .
فقال المنصور : بل ننصفك ، وأمر أن يكتب إلى واليه برد ضيعته إليه .

وكان الإسكندر يقول : ياعباد الله إنما إلهكم الله الذي في السماء الذي نصر نوحاً بعد حين الذي يسقيكم الغيث عند الحاجة ، وإليه مفزعكم عند الكرب ، والله لا يبلغني أن الله تعالى أحب شيئاً إلا أحببته واستعملته إلى يوم أجاب ، ولا أبغض شيئاً إلا أبغضته وهجرته إلى يوم أجلي ، وقد أنبئت أن الله تعالى يحب العدل في عباده ويبغض الجور من بعضهم على بعض ، فويل للظالم من سيفي وسوطي ، ومن ظهر منه العدل من عمالي ، فليتكئ في مجلسي كيف شاء ، وليتمن علي ما شاء فلن تخطئه أمنيته ، والله تعالى المجازي كلاً بعمله .

ويقال : إذا لم يعمر الملك ملكه بالإنصاف خرب ملكه بالعصيان .

ريم الشمال

رمادي
09-03-2012, 08:54 PM
حكي أن رجلا جلس يوما يأكل هو وزوجته وبين أيديهما دجاجة مشوية فوقف سائل ببابه
فخرج إليه وانتهره فذهب فاتفق بعد ذلك أن الرجل افتقر وزالت نعمته وطلق زوجته وتزوجت
بعده برجل آخر فجلس يأكل معها في بعض الأيام وبين أيديهما دجاجة مشوية وإذا بسائل
يطرق الباب فقال الرجل لزوجته ادفعي إليه هذه الدجاجة فخرجت بها إليه فإذا هو زوجها
الأول فدفعت إليه الدجاجة ورجعت وهي باكية فسألها زوجها عن بكائها فأخبرته أن السائل
كان زوجها وذكرت له قصتها مع ذلك السائل الذي انتهره زوجها الأول فقال لها زوجها أنا
والله ذلك السائل

مـــــنــاف
11-03-2012, 01:42 AM
تركَ رجلٌ زوجتهُ وأولادهُ مِن أجلِ وطنه قاصداً أرض معركة تدور رحاها علىَ أطراف البلاد ’ وبعد إنتهاء الحرب وأثناء طريق العودة أُخبَرَ الرجل أن زوجتهُ مرضت بالجدري في غيابهِ فتشوه وجهها كثيراً جرّاء ذلك .. تلقى الرجل الخبرَ بصمتٍ وحزنٍ عميقينِ شديدينِ .

وفي اليوم التالي شاهدهُ رفاقهُ مغمض العينين فرثوا لحالهِ وعلموا حينها أنهُ لم يعد يبصر .. فرافقوه إلى منزله وأكمل بعد ذلكَ حياتهُ مع زوجتهُ وأولادهُ بشكلٍ طبيعي .

وبعد ما يقاربَ خمسةَ عشرَ سنةٍ توفيت زوجتهُ .. وحينها تفاجأ كلّ من حولهُ بأنهُ عادَ مبصراً بشكلٍ طبيعي .. وأدركوا أنهُ أغمضَ عينيهِ طيلة تلكَ الفترة كي لا يجرح مشاعر زوجتِه عند رؤيتُه لها ..!!!

تلكَ الإغماضة لم تكن من أجل الوقوفِ على صورةٍ جميلةٍ للزوجة .. وبالتالي تثبيتها في الذاكرةِ والاتكاء عليها كلما لزمَ الأمر .. لكنها من المحافظةِ على سلامة العلاقة الزوجية حتى لو كَلّفَ ذلك أن نعمي عيوننا لفترةٍ طويلة خاصة بعدَ نقصان عنصر الجمال المادي ذاكَ المَعبر المفروض إلى الجمال الروحي .

ربما تكونُ تلكَ القصة مِنَ النوادر أو حتىَ مِنْ محض الخَيال ... ولكنْ ..!!!


هل منا من أغمضَ عينهُ قليلاً عنْ عيوبَ الآخرين وأخطائهم كي لا يجرح مشاعرهمْ ..!!

بصمة قطرية
11-03-2012, 02:00 AM
موضوع جداً رائع ..
قصة رائعة ..
و قصص أروع في مداخلات الاعضاء ..
استمتعت كثيراً بقراءة الموضوع ..
جزاك الله خير الجزاء أخي مناف ,

بصمة قطرية
11-03-2012, 02:05 AM
تركَ رجلٌ زوجتهُ وأولادهُ مِن أجلِ وطنه قاصداً أرض معركة تدور رحاها علىَ أطراف البلاد ’ وبعد إنتهاء الحرب وأثناء طريق العودة أُخبَرَ الرجل أن زوجتهُ مرضت بالجدري في غيابهِ فتشوه وجهها كثيراً جرّاء ذلك .. تلقى الرجل الخبرَ بصمتٍ وحزنٍ عميقينِ شديدينِ .

وفي اليوم التالي شاهدهُ رفاقهُ مغمض العينين فرثوا لحالهِ وعلموا حينها أنهُ لم يعد يبصر .. فرافقوه إلى منزله وأكمل بعد ذلكَ حياتهُ مع زوجتهُ وأولادهُ بشكلٍ طبيعي .

وبعد ما يقاربَ خمسةَ عشرَ سنةٍ توفيت زوجتهُ .. وحينها تفاجأ كلّ من حولهُ بأنهُ عادَ مبصراً بشكلٍ طبيعي .. وأدركوا أنهُ أغمضَ عينيهِ طيلة تلكَ الفترة كي لا يجرح مشاعر زوجتِه عند رؤيتُه لها ..!!!

تلكَ الإغماضة لم تكن من أجل الوقوفِ على صورةٍ جميلةٍ للزوجة .. وبالتالي تثبيتها في الذاكرةِ والاتكاء عليها كلما لزمَ الأمر .. لكنها من المحافظةِ على سلامة العلاقة الزوجية حتى لو كَلّفَ ذلك أن نعمي عيوننا لفترةٍ طويلة خاصة بعدَ نقصان عنصر الجمال المادي ذاكَ المَعبر المفروض إلى الجمال الروحي .

ربما تكونُ تلكَ القصة مِنَ النوادر أو حتىَ مِنْ محض الخَيال ... ولكنْ ..!!!


هل منا من أغمضَ عينهُ قليلاً عنْ عيوبَ الآخرين وأخطائهم كي لا يجرح مشاعرهمْ ..!!

قصة بمنتهى الروعة ومؤلمة ..
أتعتقد أخي الكريم أن هناك من يغمض عينيه عن عيوب الآخرين
لكي لا يجرح مشاعرهم ..!!
للأسف يبحثون عن العيوب ..!!
ليتهم فقط يغمضون اعينهم ..

مـــــنــاف
13-03-2012, 07:33 PM
جزاك الله خير يا مناف
وسوف نكمل معك ما أسترسلت به ونأتيك بخير الطاعات والعبادات والمتمثلّه في الأجر والثواب بطاعة الآباء والأمهات .


يقول أحد الدعاة :ـ
كان هناك رجل عليه دين وفي يوم من الأيام جاءه صاحب الدين وطرق عليه الباب ففتح له أحد الأبناء فاندفع الرجل بدون سلام ولا احترام وأمسك بتلابيب صاحب الدار وقال له : اتق الله وسدد ما عليك من الديون فقد صبرت عليك أكثر من اللازم ونفذ صبري ماذا تراني فاعل بك يا رجل !!!

وهنا تدخل الابن ودمعتة في عينيه وهو يرى والده في هذا الموقف وقال للرجل كم على والدي لك من الديون .. قال : أكثر من تسعين ألف ريال .

فقال الابن : اترك والدي واسترح وأبشر بالخيرودخل الشاب إلى غرفته حيث كان قد جمع مبلغا من المال قدره سبعة وعشرون ألف ريال من راتبه ليوم زواجه الذي ينتظره ولكنه آثر أن يفك به ضائقة والده ودينه على أن يبقيه في دولاب ملابسه .

دخل إلى المجلس وقال للرجل : هذه دفعة من دين الوالد قدرها سبعة وعشرون ألف ريال وسوف يأتي الخير ونسدد لك الباقي في القريب العاجل إن شاء الله .

هنا بكى الأب وطلب من الرجل أن يعيد المبلغ إلى ابنه فهو محتاج له ولا ذنب له في ذلك فأصرّ الشاب على أن يأخذ الرجل المبلغ .

وودعه عند الباب طالبا ًمنه عدم التعرض لوالده وأن يطالبه هو شخصياً ببقية المبلغ .

ثم تقدم الشاب إلى والده وقبل جبينه وقال يا والدي قدرك أكبر من ذلك المبلغ وكل شيء يعوض إذا أمد الله عمرنا ومتعنا بالصحة والعافية فأنا لم أستطع أن أتحمل ذلك الموقف ولو كنت أملك كل ما عليك من دين لدفعته له ولا أرى دمعة تسقط من عينيك على لحيتك الطاهرة .

وهنا احتضن الشيخ ابنه وأجهش بالبكاء وأخذ يقبله ويقول : الله يرضى عليك يا ابني ويوفقك ويحقق لك كل طموحاتك .

وفي اليوم التالي وبينما كان الابن منهمكاً في أداء عمله الوظيفي زاره أحد الأصدقاء الذين لم يرهم منذ مدة وبعد سلام وسؤال عن الحال والأحوال قال له ذلك الصديق : يا أخي أمس كنت مع أحد كبار رجال الأعمال وطلب مني أن أبحث له عن رجل مخلص وأمين وذو أخلاق عالية ولديه طموح وقدرة على إدارة العمل وأنا لم أجد شخصاً أعرفه تنطبق عليه هذه الصفات إلا أنت فما رأيك أن نذهب سوياً لتقابله هذا المساء .

فتهلل وجه الابن بالبشرى وقال : لعلها دعوة والدي وقد أجابها الله فحمد الله كثيراً وفي المساء كان الموعد فما أن شاهده رجل الأعمال حتى شعر بارتياح شديد تجاهه وقال : هذا الرجل الذي أبحث عنه وسأله كم راتبك ؟؟؟ فقال : ما يقارب الخمسة ألاف ريال ... فقال له : اذهب غداً وقدم استقالتك وراتبك خمسة عشر ألف ريال وعمولة من الأرباح 10% وراتبين بدل سكن وسيارة وراتب ستة أشهر تصرف لك لتحسين أوضاعك .

وما أن سمع الشاب ذلك حتى بكى وهو يقول ابشر بالخير يا والدي فسأله رجل الأعمال عن سبب بكائه فحدثه بما حصل له قبل يومين فأمر رجل الأعمال فوراً بتسديد ديون والده وكانت محصلة أرباحه من العام الأول لا تقل عن نصف مليون ريال .


إن بر الوالدين من أعظم الطاعات وأجل القربات وببرهما تتنزل الرحمات وتنكشف الكربات فقد قرن الله برهما بالتوحيد فقال تعالى: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريما) .. الإسراء .

وفي الصحيحين من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الأعمال أحب إلى الله ؟؟؟ قال : (الصلاة على وقتها .. قلت: ثم أي ؟؟؟ قال : ثم بر الوالدين .. قلت : ثم أي ؟؟؟ قال: ثم الجهاد في سبيل الله).

وعن عمر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله يقول : يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد اليمن من مراد ثم من قرن كان به أثر برص فبرأ منه إلا موضع درهم له والدةٌ هو بارٌ بها لو أقسم على الله لأبرّه فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل) صحيح مسلم .

وهذا حيوة بن شريح وهو أحد أئمة المسلمين والعلماء المشهورين يقعد في حلقته يعلم الناس ويأتيه الطلاب من كل مكان ليسمعوا عنه فتقول له أمه وهو بين طلابه : قم يا حيوة فاعلف الدجاج فيقوم ويترك التعليم .

واعلم أخي الحبيب أن من أبواب الجنة الثمانية (باب الوالد) فلا يفوتك هذا الباب واجتهد في طاعة والديك فوالله برك بهما من أعظم أسباب سعادتك في الدنيا والآخرة .

أسال الله جلا وعلا أن يوفقني وجميع المسلمين لبر الوالدين والإحسان إليهما .

من كتاب ( لا تيأس ) بتصرف.





حـــقاً أنـــها قــــصـــّة مـــؤثـــّرة ولـــكنــها ذات عـــبرة أفــلحــت بارك الله فـــيك فــي إخــتيارهــا حــتى يـــعلــم الـــغافـــل بالـــخير الــكثــير والـــعطاء الــجزيــل مــن ربّ الـــعباد ســـبحانــة عــلى عـــباّدة .

للأســـف ... الــبعض مــن الــناس يــتجاهــل ويـــغفل عــن كــثيراً مــن الـــنعم والأرزاق الــتي خــصهــّا الله ســبحانــة وتــعالــى لــعبادة وبــخاصــة الـــمتقيّن مـــنهــم ’ ونـــسوا بأن الأعــمال الــصالحـــة الــتي يــقومــون بـــها ســوف يــؤجــرون عــليــها .. والله ســبحانــة لايــنــسى عـــبادة .


أحـــسنت يا أخــي الـهشام وبارك الله فــيك عــلى مــا ســطرتّ وأبــدعــت .. لك كل الـــشكر والتــــقدير ولــيحفظك الله .

رمادي
23-03-2012, 01:04 PM
يقول الشيخ محمد حسان في احدى محاظراته : كان هناك امراة صالحة جدا من أسرة فقيرة جدا .. زوجها مسافر وكان عندها بنت . وذات ليلة مرضت البنت مرض شديد فسهرت الأم بجانبها وظلت تضع الكمادات على رأسها ثم تقوم وتصلي ركعتين ثم تضع الكمادات مرة أخرى ثم تصلى ركعتين لتدعى الله أن يشفي بنتها.

وفجأة دق الباب فذهبت لتفتح فوجدت على الباب طبيب يسألها أين البنت المريضة؟ فاندهشت المرأة وأشارت له الى الحجرة فدخل الطبيب وكشف على البنت ثم كتب لها روشتة العلاج ثم ذهب الى باب الشقة و وقف ينتظر أن تعطى له المرأة المال مقابل الكشف ,فوقفت المرأة لا تستطيع الكلام الى أن قال لها الطبيب :أين حق الكشف؟ فقالت له: والله لا أملك أى مال لأعطيه لك,

فقال لها: أليس عندكي حياء؟,كيف تتصلي بي وتدعوننى فى منتصف الليل وأنت ليس معكي المال اللازم للكشف؟.فقالت له والله لم أتصل بأحد...فقال لها :أليس هذة شقة فلان؟فقالت له: لا, وأشارت له الى الشقة المقابلة..فتعجب وقال:والله ما خرجت هذه الليلة الا لكى ولابنتك,قولى لى ماذا فعلتي؟فحكت له انها كانت تصلى لله ثم تضع الكمادات لابنتها ثم تصلى لتدعي وهكذا....فنزل الرجل وأحضر لها العلاج والعشاء ومنحها راتبا شهريا...

...كل هذا بفضل الله نتيجة الصبر على البلاء والشكر وطاعة الله وأكل الحلال..

ريم الشمال
23-03-2012, 02:24 PM
أكرم رجل رأيته

حدث الحسن بن خضر قال : لما أفضت الخلافة إلى بني العباس استخفى رجال بني أمية ، وكان فيمن استخفى منهم إبراهيم بن سليمان بن عبد الملك ، حتى أخذ له داود بن العباس أماناً ، وكان إبراهيم رجلاً عالماً حدثا فخص بأبي العباس السفاح فقال له يوماً : حدثني عما مر بك في اختفائك قال : كنت يا أمير المؤمنين مختفياً بالحيرة في منزل شارف على الصحراء ، فبينا أنا على ظهر بيت إذ نظرت إلى أعلام سود قد خرجت من الكوفة تريد الحيرة ، فوقع في روعي أنها تريدني ، فخرجت من الدار متنكراً حتى أتيت الكوفة ولا أعرف بها أحد أختفي عنده ، فبقيت متلدداً فإذا أنا بباب كبير ورحبة واسعة فدخلت فيها ، وإذا رجل وسيم حسن الهيئة على فرس قد دخل الرحبة ، ومعه جماعة من غلمانه وأتباعه فقال لي من أنت وحاجتك ؟
قلت : رجل مستخف يخاف على دمه استئجار بمنزلك ، فأدخلني منزله ، ثم صيرني في حجرة تلي حرمه ، فكنت عنده في كل ما أحب من مطعم ومشرب وملبس ، ولا يسألني عن شيء من حالي إلا أنه يركب كل يوم ركبة ، فقلت له يوماً : أراك تدمن الركوب ففيم ذلك ؟ .
فقال : إن إبراهيم بن سليمان قتل أبي صبراً ، وقد بلغني أنه مستخف ، وأنا أطلبه لأدرك منه ثأري ، فكثر ، والله ، تعجبي من إدبارنا ، إذ ساقني القدر إلى حتفي في منزل من يطلب دمي ، وكرهت الحياة فسألت الرجل عن اسمه واسم أبيه ، فأخبرني فعرفت أن الخبر صحيح ، وأنا كنت قتلت أباه صبراً ، فقلت : ياهذا قد وجب علي حقك ، ومن حقك علي أن أدلك على خصمك ، وأقرب عليك الخطواة ، قال : وماذاك ؟ .
قلت أنا إبراهيم بن سليمان قاتل ، أبيك ، فخذ بثأرك ، فقال : إني أحسبك رجلاً قد أمضك الاختفاء ، فأحببت الموت .
قلت : بل الحق ما قلت لك ، أنا قتلته يوم كذا وكذا بسبب كذا وكذا فلما عرف صدقي اربد وجهه واحمرت عيناه وأطرق ملياً ، ثم قال ، أما أنت فستلقى أبي فيأخذ بثأره منك ، وأما أنا فغير مخفر ذمتي ، فأخرج عني ، فلست آمن نفسي عليك بعدها وأعطاني ألف دينار فلم آخذها ، وخرجت من عنده ، فهذا أكرم رجل رأيته بعد أمير المؤمنين .

ريم الشمال

مـــــنــاف
27-04-2012, 02:02 AM
لاتـــــقف كـــثيراً عـــند أخـــطاء مــاضــيك
لأنــها ســوف تُــحيل حــاضــرك جــحيمــاً
ومـــستقبلــك حــطامــاً
يـــكفــيك مــنها وقـــفة إعــتبار مـــع النــفس
تُعــطيك دفـــعة جــديدة إلــى الأمــام فــي طـــريق الـــحقّ والـــصواب

تــــقبلّ الله طــاعتــكم وصالــح عـــملكــم فــي هــذا الــيوم والأيام الــمُباركــة

مـــــنــاف
27-04-2012, 02:16 AM
أمن يجيب المضطر

كان رجل بدمشق له بغل يكريه من دمشق إلى تل الزبداني ، ويحمل عليه الناس ، فذكر أنه أكرى بغله مرة رجل يحمل عليه متاعاً له ، فلما صار خارج الدرب ، لقيه رجل وسأله أن يحمله على رأس الحمل بأجرته ، قال : فرغبت في الكراء ، وحملته ولزمت المحجة فلما صرنا ببعض الطريق قال لي : هل لك أن تأخذ بنا هذا الطريق ، فإنه مختصر ونحن عند مفرق طريقين ، فقلت له : أنا لا أخبر هذا الطريق ، ولا أعرفه .
فقال : أنا أعرفه ، وقد سلكته مراراً كثيرة . قال : فأخذت الطريق ، فأشرفت على موضع وعر وحش ووارد عظيم هائل ، واستوحشت ، ونظرت يمنة ويسرة فلا أرى أحداً ، فبينا أنا كذلك إذ قال لي : أمسك برأس البغل حتى أنزل . فقلت له : أيش تنزل في هذا الموضع ؟ مر بنا نلحق البلد بوقت .
فقال : خذ ويلك رأس البغل حتى أنزل ، ثم أخرج سكيناً عظيماً ، وقصدني ليقتلني ، فعدوت من بين يديه وقلت : ياهذا ، خذ البغل وما عليه . فقال : هذا هو لي ، وإنما أريد قتلك . فخوفته بالله وتضرعت إليه ، وبكيت ، وحذرته من الله ، فأبى وقال : لابد من قتلك . فاستسلمت في يده ، وقلت : دعني أصلي ركعتين ، ثم افعل ما بدا لك . فقال : افعل ولا تطول . فكبرت ، وأرتج علي القراءة ، فلم أذكر من القرآن حرفاً ، وأنا واقف متحير وهو جالس يقول : افرغ . فأجرى الله على لساني بعد وقت فقرأت ((أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ....)) فإذا أنا بفارس قد أقبل من نحو الوادي ، وبيده حربة ، فرمى بها الرجل فخر صريعاً فتعلقت بالفارس وقلت بالله من أنت ؟
فقال : أنا رسول ((أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ....))
قال : فأخذت البغل والحمل ، ورجعت إلى دمشق سالماً .

ريم الشمال



بارك الله فيكم يا أختنا الكريمة ريــم الشمال ’ على تلك القصّة الرائعة والتي تحمل في ثناياها الكثير من الدروس والعبر مروراً بالتأكدّ من أخلاق الآخرين وعدم الميل إليهم في شتّى الأُمور ’ إلى الأهم في ذلك والمُتمثلّ في وجوب التوكّل على الله وسؤالة في شتّى جميع الأُمور .

هُناك وللأسف من ركن إلى الناس في جميع أعمالة تقرباًّ وطاعتاً إعتقاداً منة ’ بأن المناصب والأموال والجاة بــيد الآخرين ’ ولكن غاب عن فكرة في أن الأرزاق بيد ربّ العباد وليس العباد .

لـــكم كل الشكر والتقدير ياسيدتيّ الكريمة وليحفظكم الله

intesar
27-04-2012, 02:41 AM
متابعة بإذن الله..

مـــــنــاف
27-04-2012, 02:59 AM
بعض الناس تشتاق نفسه إلى الهداية لكنه يمنعه الكبر من اتباع شعائر الدين
نعم يتكّبرعن تقصير ثوبه فوق الكعبين ’ وإعفاء لحيته ومخالفة المشركين ’ فجمال مظهره أعظم عنده من طاعة ربه .

وبعض النساء كذلك ’ لا تزال تتساهل بأمر الحجاب حرصاً على تكميل زينتها وحسن بزتها ’ أو تعصي ربها بنتف حاجبها أو تضييق لباسها .. وإذا نصحت استكبرت وطغت .
ولا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ’ فكيف إذا كان هذا الكبر مانعاً من الهداية .!!


كان جبلة بن الأيهم .. ملكاً من ملوك غسان ’ حيثُ دخل إلى قلبه الإيمان .. فأسلم ثم كتب إلى الخليفة عمررضي الله عنه ’ يستأذنه في القدوم عليه .
سرّعمرُ والمسلمون لذلك سروراً عظيماً ’
وكتب إليه عمر : أن اقدم إلينا ولك مالنا وعليك ما علينا .. فأقبل جبلة في خمسمائة فارس من قومه ..!!
فلما دنا من المدينة لبس ثياباً منسوجة بالذهب ’ ووضع على رأسه تاجاً مرصّعاً بالجوهر ’وألبس جنوده ثياباً فاخرة ’ ثم دخل المدينة ’ فلم يبق أحد إلا خرج ينظر إليه حتى النساء والصبيان .

فلما دخل على عمر رحَّب به وأدنى مجلسه ’ ولما دخل موسم الحج .. حج عمر وخرج معه جبلة .. فبينا هو يطوف بالبيت إذ وطئ على إزاره رجل فقير من بني فزارة ..
فالتفت إليه جبلة مغضباً .. فلطمه فهشم أنفه ..!!
فغضب الفزاري ’ واشتكاه إلى عمر بن الخطاب .. فبعث إليه فقال : ما دعاك يا جبلة إلى أن لطمت أخاك في الطواف فهشمت أنفه ..!
فقال : إنه وطئ إزاري ..!! ولولا حرمة البيت لضربت عنقه ..!!
فقال له عمر : أما الآن فقد أقررت .. فإما أن ترضيه وإلا اقتص منك ولطمك على وجهك ..!!
قال : يقتص مني وأنا ملك وهو سوقة ..!!
قال عمر : يا جبلة إن الإسلام قد ساوى بينك وبينه فما تفضله بشيء إلا بالتقوى .
قال جبلة : إذن أتنصّر ..!!
قال عمر : من بدل دينه فاقتلوه فإن تنصرت ضربت عنقك .
فقال : أخّرني إلى غدٍ يا أمير المؤمنين .
قال : لك ذلك .. فلما كان الليل خرج جبلةُ وأصحابُه من مكة وسار إلى القسطنطينية فتنصّر ..!!

فلما مضى عليه زمان هناك .. ذهبت اللذات ’ وبقيت الحسرات .. فتذّكر أيام إسلامه ولذة صلاته وصيامه ..
فندم على ترك الدين والشرك برب العالمين .


فجعل يبكي ويقول :ـ

تنصّرت الأشراف من عار لطمة .. وما كان فيها لو صبرت لها ضرر
تكنفني منها لجاج ونخوة .. وبعت لها العين الصحيحة بالعور
فياليت أمي لم تلدني .. وليتني رجعت إلى القول الذي قال لي عمر
وياليتني أرعى المخاض بقفرة .. وكنت أسير في ربيعة أو مضر
وياليت لي بالشام أدنى معيشة .. أجالس قومي ذاهب السمع والبصر

ثم ما زال على نصرانيته حتى مات ..
نعم .. مات على الكفر لأنه تكبر عن الذلة لشرع رب العالمين .

(الفيصل)
27-04-2012, 03:00 AM
أحبك في الله

رمادي
27-04-2012, 07:17 AM
لاتـــــقف كـــثيراً عـــند أخـــطاء مــاضــيك
لأنــها ســوف تُــحيل حــاضــرك جــحيمــاً
ومـــستقبلــك حــطامــاً
يـــكفــيك مــنها وقـــفة إعــتبار مـــع النــفس
تُعــطيك دفـــعة جــديدة إلــى الأمــام فــي طـــريق الـــحقّ والـــصواب

تــــقبلّ الله طــاعتــكم وصالــح عـــملكــم فــي هــذا الــيوم والأيام الــمُباركــة



وتقبل الله ايضا طاعتك ايها العمدة ..

انا مسرور لعدوتك ولرفع موضوعك القيم والمفيد ..

ففي خضم المواضيع الكثيرة نحتاج الى موضوع يذكرنا باخطاءنا وتقصيرنا ..

ومن القصص ناخذ العبر ونتوقف ونتذكر ونعالج عيوبنا .

متابع ومشارك باذن الله .

مـــــنــاف
28-04-2012, 01:34 AM
ذكاء إياس بن معاوية المزني


إنها قصص عن حياة أولئك التابعين الذين تتلمذوا على يد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والذين كانت لهم حياة تميزوا فيها بالورع والإيمان والزهد والتقوى ’ ولهم اتجاهات متعددة لكن جمع هؤلاء التابعين تيار الإسلام والإسلام مثل النهر والنهر عريض وقد تكون في طرفه الأيمن أو الأيسر.
وبعض الناس يريد أن يجعل الإسلام خطا واحدا ليس نهرا أي لا بد أن تكون ممن يحمل هذه الفكرة أو تقتدي بهذا النموذج أو تتبع هذه الآراء فقط دون غيرها.
والإسلام ليس كذلك وليس بهذه الصورة لأنه فيه رقّة أبي بكر وشدة عمر رضي الله عنهما وفيه العبّاد والعلماء والسياسيون والتجار وفيه كل النماذج وهناك خط عام يشملهم.

واليوم سأحدثكم عن نموذج آخر من نماذج التابعين إنه التابعي الجليل إياس بن معاوية المزني الذي يضرب به المثل في الذكاء فيقال فلان ذكاؤه كذكاء إياس ’ وكل الناس وأنا منهم ننشدّ إلى الأذكياء ونعجب بقصصهم وقدرتهم على استخراج الأمور بفطنة وبسرعة لا يلتفت إليه كثير من الناس ’ ولقد استدل أبو تمام الشاعر الشهير بذكاء إياس فقال مادحا رجلا:

إقدام عمرو في سماحة حاتم في حلم أحنف في ذكاء إياس .. وكل واحد منهم نموذج فعمرو بن معدي كرب يضرب به المثل في شجاعته وإقدامه وقدرته العسكرية العجيبة وحاتم الطائي يضرب به المثل في جوده وكرمه وحلم أحنف بن قيس الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم لقد ساد قومه بالحلم .

وإذا ذكر الذكاء فإنه يضرب المثل بإياس .. لكن من هو إياس بن معاوية ..؟؟

بات عمر بن عبد العزيز ليلة ولم يستطع أن يغمض عينيه والسبب في ذلك أن قاضي البصرة قد مات وهو يريد أن يختار قاضيا للبصرة ’ واختيار قاض للبصرة ليس بالأمر الهين لأن البصرة حينها كانت من أعظم البلدان الإسلامية آنذاك ومن أكبرها والمشاكل فيها كثيرة .

لهذا فإنها تحتاج إلى قاض حازم لكنه عادل ويحتاج إلى إنسان يقيم العدل ويحكم بما أنزل الله ولا تأخذه في الله لومة لائم ولا يلين أمام الضغوط الكثيرة التي ستأتي عليه ’ وكان عندهم وضوح في فصل السلطات فلديهم قاضي ولديهم والي والناس قد يقاضون الوالي عند القاضي واليوم أصبح في هذه المسألة لين ’ لهذا فإن القضاء يحتاج شخصا لا يلين حتى لو كان الوالي ممن سيحكم عليه .

فبقي يفكر عمر طوال الليل في من يكون أهلا لاستلام القضاء في البصرة وكلما ذكر إنسانا سأل نفسه هل هناك من هو أفضل منه وهكذا حتى وصل الأمر إلى اثنين وهما كفرسي رهان ’ فكلاهما لديهما علم بالفقه وعندهما صلابة في الحق وعندهما ذكاء شديد والقاضي يحتاج في بعض القضايا ذكاء حتى يفرق و يميز ’ وبدأ يذكر مزايا كلا الطرفين فاحتار في أمره .

وعندما أصبح الصباح استدعى والي العراق عدي بن أرطأ وكان في زيارة إلى دمشق عاصمة الأمويين وفيها عمر بن عبد العزيز الخليفة الراشد .. فقال لعدي يا عدي اجمع بين إياس بن معاوية المزني والقاسم بن ربيعة الحارثي وكلمهما في أمر قضاء البصرة وولِّ أحدهما عليه فقال عدي سمعا وطاعة يا أمير المؤمنين .

رجع عدي إلى العراق واستدعى إياس بن معاوية والقاسم وأخبرهما بما أمر به الخليفة ’
الناس اليوم تتنافس على مثل هذه المناصب لكنهم في السابق كانوا يختلفون عنا في هذه المسائل وكل واحد منهم كان يريد أن يدفع بالأمر عنه ’ وجعل كل واحد منهم يقول ولِّه أمر القضاء عني فهو أقدر على هذا الأمر مني وبدأ كل واحد منهم يمدح الآخر حتى لا يتولى القضاء .!!!

وقد تسألون لماذا كل هذا الهروب من استلام منصب القضاء ..؟

لقد كانوا يخافون من القضاء بالذات لأن القاضي إذا أخطأ في القضاء فإنه سيحاسب حسابا شديدا يوم القيامة ’ وبدأ التنافس بين الرجلين ليس على المنصب وإنما التنافس كان من أجل الهروب عن المنصب ’ فاحتار والي العراق وقال لهما لقد اختاركما أمير المؤمنين ولن تخرجوا من عندي حتى تتفقوا على من سيستلم المنصب منكما .

فقال له إياس لطالما أنك احترت في أمرنا فلدي اقتراح لك ’ فقال له عدي ماذا تقترح ..؟

قال لديك فقهاء كبار وعلماء أجلاء أمثال الحسن البصري ومحمد بن سيرين فاسألهما عني وعن القاسم ودعهما يختارون واحدا منا ’ وبالفعل فهذا اقتراح جميل أن يسلم الاختيار لعلماء المسلمين ’ وهذا ذكاء من إياس لأن القاسم كان يزور الحسن البصري وابن سيرين كثيرا وبينهم علاقة وطيدة بينما علاقة إياس بهم كانت علاقة ضعيفة ليست قوية وعلم إياس أنه إذا استشار العلماء فسيرشحون القاسم بن ربيعة .

فانتبه القاسم إلى نباهة إياس وأن إياس يريد أن يورطه بالقضاء وأن الأمير إذا استشار العلماء فسيشيرون عليه فأراد أن يخرج نفسه من هذه الورطة .. لقد كانوا يعدّون المناصب ورطة ومصيبة لمن يتسلمها .. فقال القاسم يا أمير لا تسأل أحدا من العلماء فوالله إن إياس أفقه مني في دين الله تعالى وأعلم مني بالقضاء ثم قال يا أمير أنا أقسمت فإن كنت كاذبا في قسمي هذا فلا يحل لك أن توليني القضاء وأنا أقترف الكذب ’ وإن كنت صادقا في قسمي هذا فلا يجوز أن توليني وهو أفضل منّي ..!!

فشعر إياس بالورطة فالتفت إلى الأمير وقال أيها الأمير لقد جئت برجل ودعوته إلى القضاء وهو يعتبر القضاء على حافة جهنم فنجى نفسه منها بيمين يستغفر الله عنها بعد ذلك ويكفر عنها فيما بعد وينجو بنفسه من القضاء ولهذا أقسم ’ فقال والي العراق والله يا إياس إن من يفهم هذا الفهم مثلك لجدير بالقضاء فأنت القاضي يا إياس .

وهكذا تولى إياس القضاء لكن من إياس الذي اختاره الخليفة لتولي القضاء ومن إياس الذي ضرب بذكائه وبديهته وفطنته الأمثال كم ضربت الأمثال بجود حاتم وحلم الأحنف وإقدام عمرو بن معدي كرب بطل الجاهلية ..؟؟

لقد ولد إياس سنة ست وأربعين للهجرة بمنطقة اليمامة والتقى مع بعض الصحابة فهو من التابعين وانتقل من نجد إلى البصرة ونشأ فيها وتعلم ’ وأثناء شبابه كان يتردد على دمشق ويحرص على الالتقاء بمن بقي من صحابة النبي رضي الله عنهم أجمعين وكذلك التقى بكبار التابعين ’ ولقد ظهرت علامات الذكاء عليه منذ نعومة أظفاره حتى صار الناس يتناقلون أخباره ونوادره وهو مازال صبيا صغيرا.

ومما يروى عن ذكائه وهو صغير أن أهله أرسلوه إلى رجل ذمي يهودي يّعلم الناس الحساب وكان من أشطر الناس ’ وفي يوم من الأيام اجتمع أصحاب اليهودي يتكلمون معه في أمور الدين وإياس ينصت وهم لم ينتبهوا له لأنه صغير .. وهنا قال الأستاذ اليهودي ألا تعجبون من المسلمين فذات يوم سمعت أحدهم يذكر الجنة ويقول إن الجنة فيها أكل وشرب وأهل الجنة لا يتغوّطون وضحك من هذه الكلمة ..!!

فاستأذن إياس بالكلام وقال يا معلمي هل تأذن لي بالكلام فقال اليهودي بعد أن التفت إليه تفضل فقال له إياس هل كل ما يؤكل يتغوط منه ..؟؟
فقال المعلم : لا .. فقال الفتى أين يذهب الذي نأكله ولا يخرج فقال اليهودي يذهب إلى الجسم لتنتفع منه الأعضاء ’ فقال إذن .. إذا كان ما نأكله في الدنيا يذهب بعضه غذاء فلا مانع أن يكون في الجنة مما يذهب كله غذاء للجسم .. فقال له اليهودي قاتلك الله من غلام .

هذه من قصص ذكائه وهو صغير وبدأ الغلام يكبر وتتقدمه أخبار ذكائه حيثما ذهب ’
وفي يوم من الأيام دخل دمشق واشترى شيئا من شيوخ دمشق فاختلف هو والشيخ وأراد إياس أن يقنعه فلم يستطع فاشتد الأمر بينهما وذهبا إلى القاضي الموجود داخل السوق لوجوده في السوق ولأن المشاكل كثيرا ما تحدث في السوق ’ بخلاف واقعنا الذي تبقى المسائل في المحاكم لسنين حتى يخرج الحكم فيها .ولما صار إياس بين يدي القاضي بدأ كل واحد منهما يدلي بما لديه حتى ارتفع صوت إياس على خصمه فقال له القاضي اخفض صوتك يا غلام إن خصمك شيخ كبير السن والقدر .. فقال إياس لكن الحق أكبر منه فقال له القاضي اسكت فقال إياس ومن ينطق بحجتي إذا سكتّ ..؟؟ فازداد القاضي غضبا وقال له ما رأيتك تتكلم منذ أن دخلت إلا باطلا .. فقال إياس : لا إله إلا الله أحق هذا أم باطل ..؟؟
فهدأ القاضي وقال ورب الكعبة إنه حق وسمع من إياس وظهر أن الحق معه ’ وهنا تعلم إياس من هذا الموقف كيف يجب أن تكون المعاملة مع الناس في القضاء وكيف أنه في حدته استوعبه القاضي ولم يخرجه من المجلس .. ثم انكب هذا الفتى على العلم وأخذ ينهل منه عن كبار الصحابة والعلماء حتى صارت له مكانة كبيرة في العلم وهو صغير ’ حتى إن الشيوخ والعلماء جعلوا يستفتونه ويتعلمون منه وبعض الشيوخ تتلمذ على يديه مع صغر سنه .

بصمة قطرية
28-04-2012, 03:38 AM
سبحــان الله ..
بعض المواضيــع تبعث بالإنشــراح على القلب ..
و الراحــة للنفس ..
أجد هذا الشعــور هنا ..
أستمتــع بكل ما يكتب من قبلك أخي الفاضل منــاف ..
و من قبل الأخوة والأخوات ..
بــارك الله فيكم جميعـاً ..
و أثقل الله به ميزان حسناتكم ..
متابعــة بإذن الله ~

مـــــنــاف
28-04-2012, 10:25 PM
في صباح يوم ربيعي والشمس الدافئة تنساب إلي مكتب رجل الأعمال العجوز والرئيس التنفيذي للشركة التي يملكها اتخذ قرارا بالتنحي عن منصبه وإعطاء الفرصة للدماء الشابة الجديدة بإدارة شركته لم يرد أن يوكل بهذه المهمة لأحد أبنائه أو أحفاده وقرر اتخاذ قرار مختلف
استدعى كل المسئولين التنفيذيين الشباب إلى غرفة الاجتماع والقي بالتصريح القنبلة
لقد حان الوقت بالنسبة لي للتنحي واختيار الرئيس التنفيذي القادم من بينكم

تسمر الجميع في ذهول

واستمر قائلا :
ستخضعون لاختبار عملي وتعودون بنتيجتها في نفس هذا اليوم من العام القادم وفي نفس هذه القاعة
والاختبار سيكون التالي:
سيتم توزيع البذور النباتية التالية التي أتيت بها خصيصا من حديقتي الخاصة
وسيستلم كل واحد منكم بذرة واحدة فقط
يجب عليكم أن تزرعوها وتعتنوا بها عناية كاملة طوال العام
ومن يأتيني بنبته صحية تفوق ما لدى الآخرين سيكون هو الشخص المستحق لهذا المنصب الهام
كان بين الحضور شاب يدعي محمد وشأنه شأن الآخرين استلم بذرته وعاد إلى منزله واخبر زوجته بالقصة
أسرعت الزوجة بتحضير الوعاء والتربة الملائمة والسماد وتم زرع البذرة
وكانا كل يوم لا ينفكان عن متابعة البذرة والاعتناء بها جيدا
بعد مرور ثلاثة أسابيع بدأ الجميع في الحديث عن بذرته التي نمت وترعرعت
ما عدا محمد الذي لم تنمو بذرته رغم كل الجهود التي بذلها
مرت أربعة أسابيع ، ومرت خمسة أسابيع ولا شيء بالنسبة لمحمد
مرت ستة أشهر – والجميع يتحدث عن المدى التي وصلت إليه بذرته من النمو
ومحمد صامت لا يتحدث

وأخيرا أزف الموعد

قال محمد لزوجته بأنه لن يذهب الاجتماع بوعاء فارغ
ولكنها قالت علينا أن نكون صادقين بشان ما حدث
وكان يعلم في قراره نفسه بأنها على حق
ولكنه كان يخشى من أكثر اللحظات الحرجة التي سيواجهها في حياته
وأخيرا اتخذ قراره بالذهاب بوعائه الفارغ رغم كل شيء
وعند وصوله انبهر من أشكال وأحجام النباتات التي كانت على طاولة الاجتماع في القاعة
كانت في غاية الجمال والروعة
تسلل في هدوء ووضع وعائه الفارغ على الأرض وبقى واقفا منتظرا مجيء الرئيس مع جميع الحاضرين
كتم زملائه ضحكاتهم والبعض أبدى أسفه من الموقف المحرج لزميلهم
وأخيرا اطل الرئيس ودخل الغرفة مبتسما

عاين الزهور التي نمت وترعت وأخذت أشكال رائعة ولم تفارق البسمة شفتيه
وفي الوقت الذي بدأ الرئيس في الكلام مشيدا بما رآه مهنئا الجميع على هذا النجاح الباهر الذي حققوه
توارى محمد في آخر القاعة وراء زملائه المبتهجين الفرحين
قال الرئيس يا لها من زهور ونباتات جميلة ورائعة
اليوم سيتم تكريم أحدكم وسيصبح الرئيس التنفيذي القادم
وفي هذه اللحظة لاحظ الرئيس محمد ووعائه الفارغ
فأمر المدير المالي أن يستدعي محمد إلى المقدمة
هنا شعر محمد بالرعب وقال في نفسه بالتأكيد سيتم طردي اليوم لاني الفاشل الوحيد في القاعة
عند وصول محمد سأله الرئيس ماذا حدث للبذرة التي أعطيتك إياها
قص له ما حدث له بكل صراحة وكيف فشل رغم كل المحاولات الحثيثة
كان الجميع في هذه اللحظة قائما ينظر ما الذي سيحصل فطلب منهم الرئيس الجلوس ما عدا محمد
ووجه حديثه إليهم قائلا
رحبوا بالرئيس التنفيذي المقبل محمد
جرت همسات وهمهمات واحتجاجات في القاعة كيف يمكن أن يكون هذا
وتابع الرئيس قائلا
في العام الماضي كنا هنا معا وأعطيتكم بذورا لزراعتها وإعادتها إلى هنا اليوم
ولكن ما كنتم تجهلونه هو أن البذور التي أعطيتكم إياها كانت بذور فاسدة ولم تكن بالإمكان لها أن تنمو إطلاقا
جميعكم أتيتم بنباتات رائعة وجميلة جميعكم استبدل البذرة التي أعطيتها له اليس كذلك ؟
محمد كان الوحيد الصادق والأمين والذي أعاد نفس البذرة التي أعطيته إياها قبل عام مضى
وبناء عليه تم اختياره كرئيس تنفيذي لشركتي

إذا زرعت الأمانة فستحصد الثقة
إذا زرعت الطيبة فستحصد الأصدقاء
إذا زرعت التواضع فستحصد الاحترام
إذا زرعت المثابرة فستحصد الرضا
إذا زرعت التقدير فستحصد الاعتبار
إذا زرعت الاجتهاد فستحصد النجاح
إذا زرعت الإيمان فستحصد الطمأنينة
لذا كن حذرا اليوم مما تزرع لتحصد غدا
وعلى قدر عطائك في الحياة تأتيك ثمارها



يالــها مــن قصةّ رائعة ومُثرية ’ تحملّ في طياتّها الكثير من الدروس والعبر التي ينبغي لكل إنسانّ منّا التفكرّ في معانيها السامية .

والحـــقيقــة .. أكثرما لفت أنتباهي يا أخونا الكريم (أبا أسامة) .. إختيارالمدير لأحد العاملين بالشركة دون أبنائة أو أقربائة ’ وهذة من الأُمور النادرة التي تجري في مجتمعاتنا .. فالأولى ثم الأولى للأقربون .. مــهما كــانت كفائــتهم أو مداركـــهم .!!

الأمـــر الآخر .. الصدق مــنجاة .. وتلك الكلمتان يجهلها الكثير من الناس ’ فالكذب والنفاق والمجاملات أصبحت طاغية في مؤسسّاتنا بصورة واضحة ومكشوفة ’ وللأسف هـــؤلاء هــم من يعــرفون كيف تُــؤكل الكـــتف .. والله المستعان .

شرفـــنّا حضورك الميمون ’ وهمسة في أذنيك وأمانة مطلوب إيصالها ممّن يُــحبكّ حيث يقــول (يتشرّف بحضورة في مجلسك العامر ’ ولكن معدته لا تســتوعب ســوا (لحــم الحــوار) أما باجــة الكراعــين والمــصاريـــن .. فقدمــّها إلــى السلاطــين ..!!

رمادي
29-04-2012, 07:43 AM
يالــها مــن قصةّ رائعة ومُثرية ’ تحملّ في طياتّها الكثير من الدروس والعبر التي ينبغي لكل إنسانّ منّا التفكرّ في معانيها السامية .

والحـــقيقــة .. أكثرما لفت أنتباهي يا أخونا الكريم (أبا أسامة) .. إختيارالمدير لأحد العاملين بالشركة دون أبنائة أو أقربائة ’ وهذة من الأُمور النادرة التي تجري في مجتمعاتنا .. فالأولى ثم الأولى للأقربون .. مــهما كــانت كفائــتهم أو مداركـــهم .!!

الأمـــر الآخر .. الصدق مــنجاة .. وتلك الكلمتان يجهلها الكثير من الناس ’ فالكذب والنفاق والمجاملات أصبحت طاغية في مؤسسّاتنا بصورة واضحة ومكشوفة ’ وللأسف هـــؤلاء هــم من يعــرفون كيف تُــؤكل الكـــتف .. والله المستعان .

شرفـــنّا حضورك الميمون ’ وهمسة في أذنيك وأمانة مطلوب إيصالها ممّن يُــحبكّ حيث يقــول (يتشرّف بحضورة في مجلسك العامر ’ ولكن معدته لا تســتوعب ســوا (لحــم الحــوار) أما باجــة الكراعــين والمــصاريـــن .. فقدمــّها إلــى السلاطــين ..!!





بلغني يا صاحب العصر والزمان .. ايها العمدة السعيد ..
ان بعض الناس لا ياكلوا اللحوم الحمراء ..
ولا الروبيان المطعم بالزعفران .. فاحترت ماذا اقدم لهم ..
فاخترت الباجه المخلوطه بالكرعان .. وسالغي فقرة المصارين :tease: ..

قل لابو راشد واصحابه ..
ساعمل لهم وليمه من احسن مطبخ شعبي موجود بالدوحه ..

ربما ساستعين بالاستاذ بذلك ليدلني , لانه خبير مطابخ .. وساقدم معه اكلات عراقية ..

اختاروا المكان والزمان .. وانا علي السمع والطاعة ...


اقدم لكم هذهالقصة :


المرأه والملك


يحكى أن ملك من الملوك أراد أن يبني مسجد في مدينته وأمر أن لا يشارك أحد في بناء هذا المسجد لا با المال ولا بغيره...حيث يريد أن يكون هذا المسجد هو من ماله فقط دون مساعدة من أحد وحذروأنذر من ان يساعد احد في ذلك
وفعلاً تم البدء في بناء المسجد ووضع أسمه عليه
وفي ليلة من الليالي
رأى الملك في المنام
كأن ملك من الملائكة نزل من السماء فمسح أسم الملك عن المسجد وكتب أسم أمراة
فلما أستيقظ الملك من النوم
أستيقظ مفزوع وأرسل جنوده ينظرون هل أسمه
مازال على المسجد


فذهبوا ورجعوا وقالوا
نعم
أسمك مازال موجود ومكتوب على المسجد
وقالوا له حاشيته هذه أظغاث أحلام
وفي الليلة الثانية
رأى الملك نفس
الرؤيا
رأى ملك من الملائكة ينزل من السماء فيمسح أسم الملك عن المسجد ويكتب أسم أمراة على المسجد
وفي الصباح أستيقظ الملك وأرسل جنودة
يتأكدون هل
مازال أسمه موجود
على المسجد
ذهبوا ورجعوا
وأخبروه
أن أسمه مازال هو الموجود على المسجد
تعجب الملك وغضب
فلما
كانت الليلة الثالثة
تكررت
الرؤيا
فلما قام الملك من النوم قام وقد حفظ أسم المرأة التي يكتب أسمها
على المسجد
أمر با أحضار هذه المرأة
فحضرت وكانت أمرأة
عجوز فقيرة ترتعش
فسألها
هل
ساعدت في بناء المسجد الذي يبنى
قالت
يا أيها الملك
أنا
أمرأة عجوز وفقيرة وكبيرة في السن
وقد سمعتك تنهى عن
أن يساعد أحد في بناءه
فلا يمكنني أن أعصيك
فقال لها
أسألك بالله
ماذا صنعت في بناء المسجد
قالت
والله
ما عملت شيء قط
في بناء هذا المسجد
إلا
قال الملك نعم
إلا ماذا
قالت إلا
أنني
مررت
ذات يوم
من جانب المسجد
فأذا
أحد الدواب التي تحمل الأخشاب وأدوات البناء
للمسجد
مربوط بحبل الى وتد في الأرض
وبالقرب منه
سطل به ماء
وهذا الحيوان يريد ان يقترب من الماء ليشرب
فلا يستطيع
بسبب الحبل
والعطش بلغ منه مبلغ شديد
فقمت
وقربت
سطل الماء منه
فشرب من الماء
هذا والله الذي صنعت
فقال الملك أييييه...عملتي هذا لوجه الله
فقبل الله منك
وأنا عملت عملي ليقال مسجد الملك
فلم يقبل الله مني
فأمر الملك أن
يكتب أسم المرأة العجوزعلى
هذا
المسجد

أنتهت القصة

مـــــنــاف
30-04-2012, 12:48 AM
بلغني يا صاحب العصر والزمان .. ايها العمدة السعيد ..
ان بعض الناس لا ياكلوا اللحوم الحمراء ..
ولا الروبيان المطعم بالزعفران .. فاحترت ماذا اقدم لهم ..
فاخترت الباجه المخلوطه بالكرعان .. وسالغي فقرة المصارين :tease: ..

قل لابو راشد واصحابه ..
ساعمل لهم وليمه من احسن مطبخ شعبي موجود بالدوحه ..

ربما ساستعين بالاستاذ بذلك ليدلني , لانه خبير مطابخ .. وساقدم معه اكلات عراقية ..

اختاروا المكان والزمان .. وانا علي السمع والطاعة ...





كـــــفو عـــليك يا أبا أســامــة تـــحري بــها فأنــت الكريـــم أبــن الــكرام ’ ولـــكن إن أردت مــعرفــة أفـــضل الــمطابــخ الــشعبــية فــعلــيك بـــسؤال الأخــوة الأعــزاءّ الــمهاجــر وأبــوعــلي ..!!

جرح الزمان
30-04-2012, 09:10 AM
اقدم لكم هذهالقصة :


المرأه والملك


يحكى أن ملك من الملوك أراد أن يبني مسجد في مدينته وأمر أن لا يشارك أحد في بناء هذا المسجد لا با المال ولا بغيره...حيث يريد أن يكون هذا المسجد هو من ماله فقط دون مساعدة من أحد وحذروأنذر من ان يساعد احد في ذلك
وفعلاً تم البدء في بناء المسجد ووضع أسمه عليه
وفي ليلة من الليالي
رأى الملك في المنام
كأن ملك من الملائكة نزل من السماء فمسح أسم الملك عن المسجد وكتب أسم أمراة
فلما أستيقظ الملك من النوم
أستيقظ مفزوع وأرسل جنوده ينظرون هل أسمه
مازال على المسجد


فذهبوا ورجعوا وقالوا
نعم
أسمك مازال موجود ومكتوب على المسجد
وقالوا له حاشيته هذه أظغاث أحلام
وفي الليلة الثانية
رأى الملك نفس
الرؤيا
رأى ملك من الملائكة ينزل من السماء فيمسح أسم الملك عن المسجد ويكتب أسم أمراة على المسجد
وفي الصباح أستيقظ الملك وأرسل جنودة
يتأكدون هل
مازال أسمه موجود
على المسجد
ذهبوا ورجعوا
وأخبروه
أن أسمه مازال هو الموجود على المسجد
تعجب الملك وغضب
فلما
كانت الليلة الثالثة
تكررت
الرؤيا
فلما قام الملك من النوم قام وقد حفظ أسم المرأة التي يكتب أسمها
على المسجد
أمر با أحضار هذه المرأة
فحضرت وكانت أمرأة
عجوز فقيرة ترتعش
فسألها
هل
ساعدت في بناء المسجد الذي يبنى
قالت
يا أيها الملك
أنا
أمرأة عجوز وفقيرة وكبيرة في السن
وقد سمعتك تنهى عن
أن يساعد أحد في بناءه
فلا يمكنني أن أعصيك
فقال لها
أسألك بالله
ماذا صنعت في بناء المسجد
قالت
والله
ما عملت شيء قط
في بناء هذا المسجد
إلا
قال الملك نعم
إلا ماذا
قالت إلا
أنني
مررت
ذات يوم
من جانب المسجد
فأذا
أحد الدواب التي تحمل الأخشاب وأدوات البناء
للمسجد
مربوط بحبل الى وتد في الأرض
وبالقرب منه
سطل به ماء
وهذا الحيوان يريد ان يقترب من الماء ليشرب
فلا يستطيع
بسبب الحبل
والعطش بلغ منه مبلغ شديد
فقمت
وقربت
سطل الماء منه
فشرب من الماء
هذا والله الذي صنعت
فقال الملك أييييه...عملتي هذا لوجه الله
فقبل الله منك وأنا عملت عملي ليقال مسجد الملك
فلم يقبل الله مني
فأمر الملك أن
يكتب أسم المرأة العجوزعلى
هذا
المسجد

أنتهت القصة

جزاك الله خير أخوي رمادي

النيه ..وما ادراك ما النيه

بعمل بسيط بنيه صادقه إستحقت أن يكتب المسجد باسمها

intesar
01-05-2012, 12:05 AM
منقول..



روي أن أحد الولاه
كان يتجول ذات يوم في السوق القديم
متنكرا في زي تاجر
وأثناء تجواله وقع بصره على دكان قديم
ليس فيه شيء مما يغري بالشراء
كانت البقالة شبه خالية
وكان فيها رجل طاعن في السن
يجلس بارتخاء على مقعد قديم متهالك

ولم يلفت نظر الوالي سوى بعض اللوحات
التي تراكم عليها الغبار
اقترب الوالي من الرجل المسن وحياه
ورد الرجل التحية بأحسن منها
وكان يغشاه هدوء غريب وثقة بالنفس عجيبة ..

وسأل الوالي الرجل :
دخلت السوق لاشتري فماذا عندك مما يباع !؟
أجاب الرجل بهدوء وثقة :
أهلا وسهلا .. عندنا أحسن وأثمن بضائع السوق !!
قال ذلك دون أن تبدر منه أية إشارة للمزح أو السخرية ..
فما كان من الوالي إلا ابتسم ثم قال :
هل أنت جاد فيما تقول !؟
أجاب الرجل :
نعم كل الجد فبضائعي لا تقدر بثمن
أما بضائع السوق فإن لها ثمن محدد لا تتعداه !!

دهش الوالي وهو يسمع ذلك ويرى هذه الثقة ..
وصمت برهة وأخذ يقلب بصره في الدكان ثم قال :
ولكني لا أرى في دكانك شيئا للبيع !!
قال الرجل :
أنا أبيع الحكمة .. وقد بعت منها الكثير
وانتفع بها الذين اشتروها .!
ولم يبق معي سوى لوحتين ..!

قال الوالي : وهل تكسب من هذه التجارة !!
قال الرجل وقد ارتسمت على وجهه طيف ابتسامة :
نعم يا سيدي .. فأنا أربح كثيرا
فلوحاتي غالية الثمن جدا ..!

تقدم الوالي إلى إحدى اللوحتين ومسح عنها الغبار
فإذا مكتوبا فيها :
( فكر قبل أن تعمل )
تأمل الوالي العبارة طويلا .. ثم التفت إلى الرجل وقال :
بكم تبيع هذه اللوحة ..!؟
قال الرجل بهدوء : عشرة آلاف دينار فقط !!

ضحك الوالي طويلا حتى اغرورقت عيناه
وبقي الشيخ ساكنا كأنه لم يقل شيئا
وظل ينظر إلى اللوحة باعتزاز ..
قال الوالي : عشرة آلاف دينار ..!!
هل أنت جاد ؟
قال الشيخ : ولا نقاش في الثمن !!

لم يجد الوالي في إصرار العجوز
إلا ما يدعو للضحك والعجب ..
وخمن في نفسه أن هذا العجوز مختل في عقله
فظل يسايره وأخذ يساومه على الثمن
فأوحى إليه أنه سيدفع في هذه اللوحة ألف دينار ..
والرجل يرفض
فزاد ألفا ثم ثالثة ورابعة
حتى وصل إلى التسعة آلاف دينار ..
والعجوز ما زال مصرا على كلمته التي قالها
ضحك الوالي وقرر الانصراف
وهو يتوقع أن العجوز سيناديه إذا انصرف
ولكنه لاحظ أن العجوز لم يكترث لانصرافه
وعاد إلى كرسيه المتهالك فجلس عليه بهدوء ..

وفيما كان الوالي يتجول في السوق فكر ..!!
لقد كان ينوي أن يفعل شيئا تأباه المروءة
فتذكر تلك الحكمة ( فكر قبل أن تعمل !! )
فتراجع عما كان ينوي القيام به !!
ووجد انشراحا لذلك ..!!
وأخذ يفكر وأدرك أنه انتفع بتلك الحكمة
ثم فكر فعلم أن هناك أشياء كثيرة
قد تفسد عليه حياته لو أنه قام بها دون أن يفكر ..!!

ومن هنا وجد نفسه يهرول
باحثا عن دكان العجوز في لهفة
ولما وقف عليه قال :
لقد قررت أن أشتري هذه اللوحة بالثمن الذي تحدده ..!!
لم يبتسم العجوز ونهض من على كرسيه بكل هدوء
وأمسك بخرقة ونفض بقية الغبار عن اللوحة
ثم ناولها الوالي واستلم المبلغ كاملا

وقبل أن ينصرف الوالي قال له الشيخ :
بعتك هذه اللوحة بشرط ..!!
قال الوالي : وما هو الشرط ؟
قال : أن تكتب هذه الحكمة على باب بيتك
وعلى أكثر الأماكن في البيت
وحتى على أدواتك التي تحتاجها عند الضرورة ..!!!!!
فكر الوالي قليلا ثم قال : موافق !


وذهب الوالي إلى قصره
وأمر بكتابة هذه الحكمة
في أماكن كثيرة في القصر
حتى على بعض ملابسه وملابس نسائه
وكثير من أداواته !!!
وتوالت الأيام وتبعتها شهور

وحدث ذات يوم أن قرر قائد الجند
أن يقتل الوالي لينفرد بالولاية
واتفق مع حلاق الوالي الخاص
أغراه بألوان من الإغراء
حتى وافق أن يكون في صفه
وفي دقائق سيتم ذبح الوالي !!!!!

ولما توجه الحلاق إلى قصر الوالي
أدركه الارتباك
إذ كيف سيقتل الوالي
إنها مهمة صعبة وخطيرة
وقد يفشل ويطير رأسه ..!!
ولما وصل إلى باب القصر
رأى مكتوبا على البوابة :
( فكر قبل أن تعمل !! )
وازداد ارتباكا وانتفض جسده
وداخله الخوف ولكنه جمع نفسه ودخل
وفي الممر الطويل
رأى العبارة ذاتها تتكرر عدة مرات هنا وهناك :

( فكر قبل أن تعمل ! )
( فكر قبل أن تعمل !! )
( فكر قبل أن تعمل !! ) .. !! وحتى حين قرر أن يطأطئ رأسه
فلا ينظر إلا إلى الأرض
رأى على البساط نفس العبارة تخرق عينيه ..!!
وزاد اضطرابا وقلقا وخوفا
فأسرع يمد خطواته ليدخل إلى الحجرة الكبيرة
وهناك رأى نفس العبارة تقابله وجها لوجه !!
( فكر قبل أن تعمل !!) !!
فانتفض جسد ه من جديد
وشعر أن العبارة ترن في أذنيه بقوة لها صدى شديد !

وعندما دخل الوالي هاله أن يرى أن الثوب
الذي يلبسه الوالي مكتوبا عليه :
( فكر قبل أن تعمل !! ) ..
شعر أنه هو المقصود بهذه العبارة
بل داخله شعور بأن الوالي ربما يعرف ما خطط له !!
وحين أتى الخادم بصندوق الحلاقة الخاص بالوالي
أفزعه أن يقرأ على الصندوق نفس العبارة :
( فكر قبل أن تعمل ).. !!

واضطربت يده وهو يعالج فتح الصندوق
وأخذ جبينه يتصبب عرقا
وبطرف عينه نظر إلى الوالي الجالس
فرآه مبتسما هادئا
مما زاد في اضطرابه وقلقه ..!

فلما هم بوضع رغوة الصابون
لاحظ الوالي ارتعاشة يده
فأخذ يراقبه بحذر شديد وتوجس
وأراد الحلاق أن يتفادى نظرات الوالي إليه
فصرف نظره إلى الحائط
فرأى اللوحة منتصبة أمامه
( فكر قبل أن تعمل ! ) ..!!
فوجد نفسه يسقط منهارا بين يدي الوالي
وهو يبكي منتحبا
وشرح للوالي تفاصيل المؤامرة !!

وذكر له أثر هذه الحكمة
التي كان يراها في كل مكان
مما جعله يعترف بما كان سيقوم به !!
ونهض الوالي
وأمر بالقبض على قائد الحرس وأعوانه
وعفا عن الحلاق ..

وقف الوالي أمام تلك اللوحة
يمسح عنها ما سقط عليها من غبار
وينظر إليها بزهو وفرح وانشراح
فاشتاق لمكافأة ذلك العجوز
وشراء حكمة أخرى منه !!
لكنه حين ذهب إلى السوق وجد الدكان مغلقا
وأخبره الناس أن العجوز قد مات !!
= =

انتهت القصة .. ولكنها عندي ما لم تنته ..
بل بدأت بشكل جديد وفي صورة أخرى .!
سألت نفسي :

لو أن أحدنا كتب هذه العبارة مثلا :
الله شاهدي .. الله ناظري .. الله معي
( الله يراك..الله ينظر إليك..الله قريب منك..
الله معك .. يسمعك ويحصي عليك ..)

كتبها في عدة أماكن من البيت
على شاشة جهاز الكمبويتر مثلا
وعلى طاولة المكتب
وعلى الحائط الذي يواجهه
اذا رفع رأسه من على شاشة الحاسوب
وفوق التلفاز مباشرة يراها
وهو يتابع ما في الشاشة !!
وعلى لوحة صغيرة يعلقها في واجهة سيارته
وفي أماكن متعددة من البيت وفي مقر عمله !!
الله شاهدي .. الله ناظري .. الله معي بل لو أن هذه العبارة لكثرة ما فكر فيها
وأعاد النظر فيها
استقرت في عقله الباطن
وانتصبت في بؤبؤ عينيه
واحتلت الصدارة في بؤرة شعوره
وتردد صداها في عقله وقلبه
حيثما حملته قدماه
رآها تواجهه ..ونحو هذا ..
الله شاهدي .. الله ناظري .. الله معي
أحسب أن شيئا مثل هذا لو نجح أحدنا فيه
سيجد له اثرا بالغا في حياته
واستقامة سلوكه وانضباطا في جوارحه
وسيغدو مباركا حيثما كان ..!!

دمتم بحفظ الرحمن..

رمادي
05-05-2012, 07:04 AM
ربي يحفظك أخي الفاضل ..

ولكن لماذا الوداع ؟ اسمح لي أخي على اللقافة
فأنت لا تعرفني ولكني أعرفك من خلال كتاباتك الرائعة التي عكست لنا سمو فكرك وطيب معدنك ورقي قلمك ..
ولا نريد أن نخسرك .. فنحن من المتابعين لك .. ولكتاباتك الممتعة المفيدة
أتمنى أن تكون استراحة قصيرة وأن لا يطول فيها غيابك .. ومن ثم تعود بعدها للمنتدى ولنشاطك المميز الذي تعودناه منك

والله يوفقك لما يحب ويرضى





اشارك الاخت اللقافة .. لماذا الوداع !! ؟؟

بانتظارك بعد انتهاء استراحتك .

يقول القائل :

... كنت شاباً أظن أن الحياة .. مال وفير .. وفراش وثير .. وسياره فارهه ..

... وكان يوم جمعة .. جلست مع مجموعة من رفقاء الدرب على الشاطئ ..

وهم كالعادة مجموعة من القلوب الغافلة ..

سمعت النداء حي على الصلاة .. حي على الفلاح ..

أقسم أني سمعت الأذان طوال حياتي .. ولكني لم أفهم يوماً معنى كلمة فلاح ..

طبع الشيطان على قلبي .. حتى صارت كلمات الأذان كأنها تقال بلغة لا أفهمها ..

كان الناس حولنا يفرشون سجاداتهم .. ويجتمعون للصلاة ..

ونحن كنا نجهز عدة الغوص وأنابيب الهواء ..

استعداداً لرحلة تحت الماء..

لبسنا عدة الغوص .. ودخلنا البحر .. بعدنا عن الشاطئ ..

حتى صرنا في بطن البحر ..

كان كل شيء على ما يرام .. الرحلة جميلة ..

وفي غمرة المتعة .. فجأة تمزقت القطعة المطاطية التي يطبق عليها الغواص بأسنانه وشفتيه لتحول دون دخول الماء

إلى الفم .. ولتمده بالهواء من الأنبوب .. وتمزقت أثناء دخول الهواء إلى رئتي .. وفجأة أغلقت قطرات الماء:))))) المالح

المجرى التنفسي... وبدأت أموت ..

بدأت رئتي تستغيث وتنتفض .. تريد هواء .. أي هواء ..

أخذت اضطرب .. البحر مظلم .. رفاقي بعيدون عني ..

بدأت أدرك خطورة الموقف .. إنني أموت ..

بدأت أشهق .. وأشرق بالماء المالح..

بدأ شريط حياتي بالمرور أمام عيني ..

مع أول شهقة .. عرفت كم أنا ضعيف ..

بضع قطرات مالحة سلطها الله علي ليريني أنه هو القوي الجبار ..

آمنت أنه لا ملجأ من الله إلا إليه... حاولت التحرك بسرعة للخروج من الماء .. إلا أني كنت على عمق كبير ..

ليست المشكلة أن أموت .. المشكلة كيف سألقى الله ؟!

إذا سألني عن عملي .. ماذا سأقول ؟

أما ما أحاسب عنه .. الصلاة .. وقد ضيعتها ..

تذكرت الشهادتين .. فأردت أن يختم لي بهما ..

فقلت أشهـ .. فغصَّ حلقي .. وكأن يداً خفية تطبق على رقبتي لتمنعني من نطقها ..

حاولت جاهداً .. أشهـ .. أشهـ .. بدأ قلبي يصرخ : ربي ارجعون .. ربي ارجعون .. ساعة .. دقيقة .. لحظة .. ولكن

هيهات..

بدأت أفقد الشعور بكل شيء .. أحاطت بي ظلمة غريبة ..

هذا آخر ما أتذكر ..

لكن رحمة ربي كانت أوسع ..

فجأة بدأ الهواء يتسرب إلى صدري مرة أخرى ..

انقشعت الظلمة .. فتحت عيني .. فإذا أحد الأصحاب ..

يثبت خرطوم الهواء في فمي ..

ويحاول إنعاشي .. ونحن مازلنا في بطن البحر ..

رأيت ابتسامة على محياه .. فهمت منها أنني بخير ..

عندها صاح قلبي .. ولساني .. وكل خلية في جسدي ..

أشهد أن لا إله إلا الله .. وأشهد أن محمد رسول الله .. الحمد لله ..

خرجت من الماء .. وأنا شخص أخر ..

تغيرت نظرتي للحياة ..

أصبحت الأيام تزيدني من الله قرباً .. أدركت سرَّ وجودي في الحياة .. تذكرت قول الله ( إلا ليعبدون ) ..

صحيح .. ما خلقنا عبثاً ..

مرت أيام .. فتذكرت تلك الحادثة ..

فذهبت إلى البحر .. ولبست لباس الغوص ..

ثم أقبلت إلى الماء .. وحدي وتوجهت إلى المكان نفسه في بطن البحر ..

وسجدت لله تعالى سجدة ما أذكر اني سجدت مثلها في حياتي ..

في مكان لا أظن أن إنساناً قبلي قد سجد فيه لله تعالى ..

عسى أن يشهد علي هذا المكان يوم القيامة فيرحمني الله بسجدتي في بطن البحر ويدخلني جنته


اللهم أمين