المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : متى نستعد للموت



امـ حمد
20-02-2012, 04:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

متى نستعد للموت

إنها حقيقة الموت وما بعد الموت، الموت الذي سيذوقه كل واحد منا فقيراّ كان أو غنياّ، صحيحاّ كان أو سقيمًا، كبيراّ



كان أو صغيراّ، رئيساّ أو مرؤوساّ، ولن ينجو من الموت أحد، ولو فر إلى مكان بعيد، أو برج عال، أو واد سحيق، قال




تعالى( أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة و
قال تعالى(كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون





أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور)الموت على وضوح


شأنه، وظهور آثاره، سر من الأسرار التي حيرت الألباب، وأذهلت العقول، فهو يتعلق بالروح، قال تعالى(ويسئلونك





عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاّ)ترى الشاب الممتلئ صحة وعافية، والشجاع الذي



يصرع الأبطال في لحظة يسيرة قد استحال جثة هامدة وصار جسماّ لا حراك به، فذهب ذلك الشباب، وتلاشت تلك




القوة، وتعطلت حواسه، تعطل سمعه وبصره، وخرس لسانه، وقد يكون طبيباّ ماهراّ، أو مخترعاّ بارعاّ، ولكن هيهات أن



يمنع ذلك قبض الأرواح إذا انقضت الأعمار، قال تعالى(إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون)بينما





يتمتع الإنسان بصحته، وينعم بعافية، ويرتع ويلعب ويتيه عجباّ، ويشمخ أنفاّ، ويأمر وينهى، إذا بمرض الموت قد هجم



عليه هجوم الأسد على فريسته، فيضعف جسده، ويخفت صوته، وترتخي مفاصله، وتضمحل قواه، وتطوى صحف





أعماله بعد أن يرحل عن دنياه، فما أقرب الموت، كل يوم يدنو منا ونحن ندنو منه، وليس بيننا وبينه إلى أن يبلغ الكتاب



أجله، فإذا نحن في عداد الموتى, فما الأعمار في الحقيقة إلا أزهار تتفتح ثم تذبل، أو مصباح ينير ثم ينطفئ، أو شهاب






يضيء ثم يصير رماداّ،اليبحث أصحاب المطامع وطلاب الدنيا ليعلموا أن طريق الشهوات والملذات المحرمة، وإن



كانت مخضرة مزدانة بالأزهار، فإنها تؤدي في نهايتها إلى هذا المصير الذي صار إليه المقبورون، وما نراه في المقابر





أعظم وأكبر معتبر، فحامل الجنازة اليوم محمول غدًا، ومن



يرجع من المقبرة إلى بيته سيُرجع عنه غدًا، ويُترك وحيدًا فريدًا مرتهناّ بعمله، فإن خيراّ فخير وإن شراّ فشر,وفي زمننا نرى بعض المشيعين يضحكون ويلهون، أو يكون قد





حضر رياء وسمعة بسبب الغفلة التي بها قست القلوب حتى نُسِي اليوم الآخر، وأهوال البرزخ والمعاد، فنسأل الله اليقظة




من هذه الغفلة,جدير بمن الموت صارعه، والتراب مضجعه، والقبر مقره، وبطن الأرض مستقره، والقيامة موعده،





والجنة أو النار مورده، أن يتذكر الموت، ويستعد له ويتدبر فيه، حقيق بأن يعد نفسه من الموتى، ويراها من أهل القبور،



فإن كل ما هو آت قريب, إن ملك الموت إذا جاء لم يمنعه منك مالك ,أين الذين بلغوا المنى، فما لهم





في المنى منازع، جمعوا فما أكلوا الذي جمعوه، بنوا مساكنهم فما سكنوا، ولكننا ننسى الموت، ونسبح في بحر الحياة, وكأننا



مخلدون في هذه الدار، وأويس القرني يقول(توسدوا الموت إذا نمتم، واجعلوه نصب أعينكم إذا قمتم)إن من تذكر





الموت هانت عنده الدنيا ومصائبها، فهو عالي الهمة، قوي العزيمة، بعيد عن الرياء والسمعة، يتطلع إلى النعيم المقيم في




جنات الخلود, إن تذكر الموت ليس لتنغيص عيش الإنسان عليه فيقبع في منزله تاركًا أسباب الحياة، خائفًا منقطعًا عن





العمل والإنتاج، بل ليدعو تذكّره إلى العمل الذي يردع عن المعاصي ويلين القلب القاسي,نتذكر الموت لنحسن الاستعداد





لما بعد الموت بالعمل والطاعة، والاجتهاد في العبادة، من صيام وقيام وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر ومساعدة





المحتاجين،وترك المعاصي، ورد المظالم والحقوق إلى أهلها, الاستعداد للموت بإزالة الشحناء والبغضاء والعداوة من




القلوب،وبر الوالدين وصلة الرحم،وقيل,من أكثر ذكر الموت أكرم بثلاثة, تعجيل التوبة، وقناعة القلب، ونشاط العبادة،





ومن نسي الموت عوجل بثلاثة, تسويف التوبة، وترك الرضا بالكفاف، والتكاسل بالعبادة,متى يستعد للموت من لا يبالي




بأمر الله في حلال أو حرام, ومن هجر القرآن، ولا يعرف صلاة الفجر مع الجماعة، من أكل أموال الناس بالباطل،





وأكل الربا وارتكب الزنا, كيف يكون مستعداّ للموت من لوث لسانه بالغيبة والنميمة، وامتلأ قلبه بالحقد والحسد، وضيع




أوقات عمره في تتبع عورات المسلمين والوقوع في أعراضهم,لا شك أن كل رسول يفضل النعيم المقيم، وقد حدث هذا





لرسولنا صلى الله عليه وسلم خيِّر فاختار، ففي صحيح البخاري ومسلم أن عائشة رضي الله عنها قالت, كان رسول




الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو صحيح(لم يقبض نبي قط حتى يرى مقعده من الجنة ثم يخيَّر) فلما نزل به ورأسه على





فخذي، غشي عليه ساعة ثم أفاق، فأشخص بصره إلى السقف ثم قال(اللهم الرفيق الأعلى)قلت إذا لا يختارنا، وعلمت أنه




الحديث الذي كان يحدثنا وهو صحيح، قالت,فكانت تلك آخر كلمة تكلم بها(اللهم الرفيق الأعلى)عند الموت وشدته،





والقبر وظلمته، وفي القيامة وأهوالها يكون الناس فريقين, فريقًا يثبت عند المصائب، ويؤمَّن من المخاوف، ويبشر




بالجنة، وفريقًا يكابد غاية الخزي والإذلال(إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا





تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون) تتنزل الملائكة على المؤمنين أهل الاستقامة عند موتهم، وفي قبورهم




وبعثهم، مطمئنة لأنفسهم، مؤمِّنة لهم من مخاوف الآخرة وفزعها، يقولون لهم,لا تخافوا مما تقدمون إليه، ولا تحزنوا





على ما خلفكم في الدنيا من الأهل والولد والمال، نحن أولياؤكم في الآخرة، نؤنسكم من الوحشة في القبور، وعند




النفخة في الصور، نؤمنكم يوم البعث والنشور,أما الكفار فإذا نزل بهم الموت، وصاروا في غمراته وشدائده، كابدوا غاية




الإهانة والإذلال( ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب



الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن اياته تستكبرون) تزداد حسرتهم ويتمنون العودة إلى الدنيا(حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحاّ فيما تركت)

ن.سهيل
20-02-2012, 09:27 PM
جزاك الله خير

امـ حمد
20-02-2012, 11:13 PM
جزاك الله خير

وجزاك الله خير اخوي