تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لا إيمان لمن لا أمانة له



امـ حمد
21-02-2012, 05:05 PM
بسم الله الرحمن الرحيم



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




إن الله عز وجل كرم الإنسان بأن جعله خليفة له في الأرض,ولتحقيق هذه الخلافة أمره بعمارتها حقّ العمارة ( هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا إليه إن ربي قريب مجيب )والعمارة الصحيحة تكون بأداء الأمانة، والتكفل





بالقيام بها, مسؤولية وعهدًا أخذهما الإنسان على نفسه، بعد أن عرضها الله عز وجل عليه( إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفق منها وخملها الإنسان إنه كان ظلومًا جًهولاً )إن قام بها أحسن قيام كان




محسناّ، وإن ضيعها خان العهد، ونقض الميثاق، وكان ظلوماّ جهولاّ,الأمانة أم الفضائل ومنبع الطمأنينة، وهي من أبرز علامات الإيمان ودلائل التقوى، بل إنّ الإيمان نفسه أمانة في عنق العبد، فلا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد





له,الأمانة صدق في القول وإخلاص في العمل، وحسن في المعاشرة ,ورفق في المعاملة. وهي الحفاظ على ما عهد به,بالأمانة يسود الأمن، وتعطى الحقوق، وتؤدى الواجبات, لقد أمر الله تبارك وتعالى المؤمنين بالمحافظة على الأمانة،






وأدائها إلى أهلها(إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها)وقال الرسول صلى الله عليه وسلم(أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك)رواه الترمزي وصححه الألباني،إن الإسلام حين يأمر المسلمين بالتحلي بصفة الأمانة، يدرك أن الأمين هو الذّي يلتزم طاعة ربه،






والخائن هو الذي ينحرف ويعصي الله,قد وعد الله تبارك وتعالى الملتزمين بالأمانة، جنات عدن(الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق,جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذريا تهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام






عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار)فالله تبارك وتعالى,عدد صفات المؤمن الموفي بالعهد، المحافظ على الميثاق، بعد أن ذكر الأمانة والعهد,أن الفرد لن يكون مؤمناّ حق الإيمان، ولن ينال الأجر الكبير، ولن يدخل حنات عدن،حتى يكون أميناّ، ملتزماّ





بشرع الله التزاماّ شاملاّ، من دون نقصان,وعد النبي صلى الله عليه وسلم,الخيانة علامة من علامات النفاق، فقال (آية المنافق ثلاث، إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف،وإذا ائتمن خان)الراوي ابو هريره المصدر صحيح البخاري وعن ابي هريره قال ،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة)حديث صحيح، وإسناده جيد ، رواه الإمام أحمد والبيهقي،ولقد كان






الرسول صلى الله عليه وسلم منذ صباه وقبل البعثة مثلاً للأمانة والصدق والوفاء، وكان قومه يلقبونه بالصادق الأمين,حتى إنه كان مستودع الأمانات,وقد كان الحكم في وضع الحجر الأسود في مكانه,ومن خلال هذه الآثار تتضح لنا عظم الأمانة






وأهميتها في حياة الناس، وتبرز ضرورتها في بناء العلاقات بين أفراد المجتمع على أسس ثابتة، وقواعد راسخة,فقد ربط الله كل الفضائل والمكارم والأخلاق الفاضلة بالأمانة، ربط بينها وبين النصح، والصدق والقوة والمكانة الرفيعة,مما يبين




حقيقة الإسلام، وأنه أمانة,ما هي الدلالات التي نأخذها ونفهمها من مفهوم الأمانة،إن دلالات الأمانة تفهم من منطوق عن ابن عمر عن الرسول صلّى الله عليه وسلم(كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته،فالرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته,والمرأة




راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها,والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته)رواه البخاري إن الأمانة تتحقق أو تتجسد في علاقة العبد بربه, بأداء ما عليه نحوه, من طاعته,وشكر نعمه، والقيام بالواجبات الدينية، والكف عما نهى عنه,وطاعة





رسوله صلى الله عليه وسلم، والأخذ بما أتى، والانتهاء عما نهى عنه,وتظهر في علاقة الإنسان بنفسه، حين يخلص إليها، ويصدقها النصيحة والخير، ولا يعرضها للسّوء والضرر ولا يلقي بها إلى التهلكة,وقد بين الحديث الآتي هذه العلاقات، أو





هذه الأمانة (اتق الله حيثما كنت، واتبع الحسنة السيئة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن)صحيح البخاري فقيام الوالدين بواجباتهم الدينية والدّنيوية نحو أبنائهم أمانة,وبر الأبناء آباءهم أمانة, وأداء الأزواج الحقوق التي بينهم أمانة, تأدية حقوق الأقارب والجيران,





والرفقاء أمانة,وحفظ حقوق الجلساء والأصدقاء وعدم إفشاء أسرارهم أمانة,فكم من خيانات تحدث، وأمانات تخدع, فتنشأ العداوات، وتخرب البيوت، وتقطع الأرحام، وتنتهك الحرمات، وتتعطّل المصالح، بسبب ما يحصل في المجالس من عدم





الوفاء والالتزام، فتكثر الغيبة والنميمة و القذف و الكذب وإفشاء الأسرار, ومن دلالات الأمانة,منع المسلم جوارحه وحواسه من ارتكاب الحرام, لأنها نّعم أنعم الله بها عليه، وودائع استخلفه الله عليها، فاستعمالها في غير ما أمر المنعم خيانة له,





وحفظ الودائع التي يودعها الناس عند بعضهم، وردها عند طلبها,عن ابي هريره قال، قال الرسول صلّى الله عليه وسلم(من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عليه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله) رواه البخاري وقيام العامل بما يوكل إليه من أعمال، وإنجاز الموظف ما يكلف به






من مهمات، وتنفيذ المتعاقد ما عليه من التزامات,قيل,إنه لو أدى كل أحد وا لأخذ كل أحد حقه,والأمين موضع ثقة الناس واحترامهم، والخائن محط سخطهم وحقدهم قال تعالى(يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم






تعلمون)فاحذر من إحباط عملك بسوء فهمك للأمانة، وكيفية أدائها.

jajassim
22-02-2012, 03:46 PM
جزاك الله خير

امـ حمد
22-02-2012, 10:12 PM
جزاك الله خير

وجزاك ربي جنة الفردوس اخوي

majed 79
03-03-2012, 11:00 PM
جزاك الله خير

امـ حمد
04-03-2012, 05:19 AM
جزاك الله خير


وجزاك ربي جنة الفردوس اخوي

بن هجرس
09-03-2012, 01:13 AM
بارك الله فيك

امـ حمد
09-03-2012, 01:34 AM
بارك الله فيك





وبارك الله فيك اخوي