المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : على قدر حسن ظنك بربك له يكون توكلك عليه



امـ حمد
29-02-2012, 04:56 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


قال ابن القيم رحمه الله ,لا ريب أن حسن الظن بالله إنما يكون مع الإحسان، فإن المحسن حسن الظن بربه، أنه يجازيه على




إحسانه، ولا يخلف وعده، ويقبل توبته، وأما المسيء المصر على الكبائر والظلم والمخالفات فإن وحشة المعاصي والظلم





والحرام تمنعه من حسن الظن بربه,وحسن الظن بالله عبادة قلبية جليلة لا يتم إيمان العبد إلا به لأنه من صميم التوحيد




وواجباته ،وهو ظنّ ما يليق بالله تعالى واعتقاد ما يحق بجلاله وما تقتضيه أسماؤه الحسنى وصفاته العليا مما يؤثر في حياة




المؤمن على الوجه الذي يرضي الله تعالى,لماذا نحسن الظن بالله, لأن فيه امتثالاّ واستجابة لله تعالى ولرسوله صلى الله



عليه وسلم,والتوكل على الله تعالى والثقة به ، قال بن القيم رحمه الله,حسن الظـن بالله عز وجل فعلى قدر حسن ظنك بربك



ورجائك له يكون توكلك عليه,والاستعانة بالله والاعتصام به واللجوء إليه سبحانه ، قال بعض الصالحين, استعمل في كل




بلية تطرقك حسن الظن بالله عز وجل في كشفها,فإن ذلك أقرب إلى الفرج,والخوف منه سبحانه وتعالى ، يقول أبو سليمان




الداراني رحمه الله,من حسُن ظنه بالله عز وجل ثم لا يخاف الله فهو مخدوع,لأن العبد يرجوا رحمة الله ورجائه ويخاف غضبه



وعقابه ،قال النبي صلى الله عليه وسلم(لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل,أنا عند ظن عبدي بي,من أحب لقاء



الله أحب الله لقاءه)لأن من أحسن الظن بربه عز وجل فأيقن صدق وعده وتمام أمره، اجتهد في العمل لهذا الدين العظيم




والدعوة إلى الله,وأثره الإيجابي على نفس المؤمن في حياته وبعد مماته ، فمن أحسن الظن بربه وتوكل عليه حق توكله




جعل الله له في كل أمره يسراً ومن كل كرب فرجاً ومخرجاً ، فاطمأن قلبه وانشرحت ونفسه وغمرته السعادة والرضى بقضاء




الله وقدره وخضوعه لربه جلا وعلا,والمبادرة إلى طلب عفو الله ورحمته ورجائه ومغفرته ليطرق بعد ذلك العبد باب ربه منطرحاً




بين يديه راجياً مغفرته تائبا من معصيته(إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء




الليل حتى تطلع الشمس من مغربها ) رواه مسلم,فيه النجاة والفوز بالجنان ورضى الرحمن (لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن




الظن بالله عز وجل ) روى أبو بكر بن أبي الدنيا عن إبراهيم قال,كانوا يستحبون أن يلقنوا العبد محاسن عمله عند موته لكي




يحسن ظنه بربه عز وجل,ويعينه على التدبر والتفكر في أسماء الله وصفاته وما تقتضيه من معاني العبودية والإخلاص,ومن




أحوال السلف في حسن ظنهم بالله,كان سعيد بن جبير يدعوا ربه فيقول ,اللهم إني أسألك صدق التوكل عليك وحسن الظن




بك,وسفيان الثوري رحمه الله كان يقول ,ما أحب أن حسابي جعل إلى والدي, فربي خير لي من والدي,قال أحمد ابن الحواري





سمعت أبا سليمان الداراني ووقفت عليه وهو لا يراني فسمعته يقول مناجياً ربه,لأن طالبتني بذنوبي لأطالبنك بعفوك، ولأن




طالبتني بتوبتي لأطالبنك بسخائك ،ولأن أدخلتني النار لأخبرن أهل النار أني أحبك,بعض القصص الواردة في حسن الظن




بالله,قال الإمام الذهبي رحمة الله في ترجمة أبي مسلم الخولاني,رحمة الله,رأى رجل في الحرم المدني رجلاّ يصلي




صلاة، ولما انتهى رفع يديه إلى السماء ثم دعا ربه أن يغيث الناس، وأقسم على الله ثلاثاّ أن ينزل الغيث,يقول الشاهد فوالله



ماخرجنا إلا والغيوم تتجمع بالسماء ثم نزل المطر بغزارة,يقول فتبعت الرجل حتى عرفت بيته، وفي الغد رأيته يبيع أحذية عند




المسجد الحرام,فكلمته وقلت,جزاك الله خيرا على دعوتك بالأمس ، فقال وهل رأيتني,قلت,نعم,يقول فطأطأ راسه وذهب فلم أره في




الغد ولا بعده,فذهبت لداره لأسأل عنه ، فقال جيرانه منذ ثلاثة أيام حمل أغرضه وترك البيت,قيل لأبي حاتم وقد أراد أن يتبع




جنازة رجلٍ مدمن خمر فقال له بعض من لايفقه,أتتبع جنازة هذا ، قال,والله إني لأستحي من الله أن أظن أن رحمته عجزت عن





ذنب هذا,إني عبد مؤمن,والله جل وعلا يقول هو عن نفسه( كتب على نفسه الرحمة)هبت عاصفة شديدة على سفينة فى عرض



البحر فأغرقتها,ونجا بعض الركاب,منهم رجل أخذت الأمواج تتلاعب به حتى ألقت به على شاطئ جزيرة مجهولة و





مهجورة,ما كاد الرجل يفيق من إغمائه و يلتقط أنفاسه، حتى سقط على ركبتيه وطلب من لله المعونة والمساعدة وسأله أن





ينقذه من هذا الوضع الأليم,مرت عدة أيام كان الرجل يقتات خلالها من ثمار الشجر و ما يصطاده من أرانب، و يشرب من




جدول مياه قريب و ينام فى كوخ صغير بناه من أعواد الشجر ليحتمى فيه من برد الليل و حر النهار,وذات يوم، أخذ الرجل





يتجول حول كوخه قليلا ريثما ينضج طعامه الموضوع على بعض أعواد الخشب المتقدة,ولكنه عندما عاد، فوجئ بأن النار





التهمت كل ماحولها,فأخذ يصرخ,لماذا يا رب,حتى الكوخ احترق، لم يعد يتبقى لى شئ فى هذه الدنيا وأنا غريب فى هذا




المكان، والآن أيضاً يحترق الكوخ الذى أنام فيه,لماذا يا رب كل هذه المصائب تأتى علىّ,ونام الرجل من الحزن و هو جوعان،





ولكن فى الصباح كانت هناك مفاجأة فى انتظاره,إذ وجد سفينة تقترب من الجزيرة وتنزل منها قارباً صغيراً لإنقاذه,





أما الرجل فعندما صعد على سطح السفينة أخذ يسألهم كيف
وجدوا مكانه,فأجابوه,لقد رأينا دخاناً، فعرفنا إن شخصاً ما




يطلب الإنقاذ,فسبحان من علم بحاله ورآ مكانه,إذا ساءت ظروفك فلا تخف,ثق بأن الله له حكمة في كل شيء يحدث



لك,وأحسن الظن به,إليك,يامن استودت الدنيا بعينيك,يامن
تمنيت الموت من كثرة همومك,يامن أحاطت بك الحاجة,وفقدت




غالياّ,وتمنيت الولد,أين أنت من حسـن الظن بالله,وردد دوماّ في داخلك,إن الله معي لن يخذلني,الله يختار لي الخير أينما كنت,لن





يتركني وأنا متعلق به,جدد إيمانك ونيتك وعزيمتك,وأبشر بالخير والتوفيق والسداد من ربك وخالقك,وأيقن بالسعادة




والقناعة والرضى والتفاؤل,ثم الأجر والثواب من الباري عز وجل.

رحال الدوحه
01-03-2012, 12:50 PM
مــا شــاء الله
إختي ( أم حمد ) بارك الله فيج وسبحانه يجعلها في ميزان حسناتج وكل الاعضاء
" اللــهم نسألك صدق التوكل عليك وحسن الظن بك يا أرحــم الراحمــين "
آمــــين

امـ حمد
01-03-2012, 02:30 PM
مــا شــاء الله
إختي ( أم حمد ) بارك الله فيج وسبحانه يجعلها في ميزان حسناتج وكل الاعضاء
" اللــهم نسألك صدق التوكل عليك وحسن الظن بك يا أرحــم الراحمــين "
آمــــين




بارك الله في عمرك اخوي

وجزاك ربي جنة الفردوس

بن هجرس
09-03-2012, 01:08 AM
بارك الله فيك

امـ حمد
09-03-2012, 03:09 PM
بارك الله فيك


بارك الله فيك اخوي


وجزاك ربي جنة الفردوس

ضيفتكم
18-03-2012, 08:59 PM
الله يرزقنا حسن الظن ويثبته بقلوبنا