المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل مات عمر بن الخطاب ؟!



ارين
11-03-2012, 11:29 PM
هل مات عمر بن الخطاب ؟! .

كان شيء من خوف ممتزج بوجوم يكسو وجه زوجتي عندما فتحت لي الباب ظهر اليوم.

سألتها: ماذا هناك ؟

قالت بصوت مضطرب: الولد ..

أسرعت إلى غرفة أطفالي الثلاثة منزعجاً فوجدته فوق السرير منزوياً في انكسار وفي عينيه بقايا دموع.

احتضنته وكررت سؤالي .. ماذا حدث ؟!

لم تجبني .. وضعتُ يدي على جبهته .. لم يك هناك ما يوحي بأنه مريض .

سألتها ثانية : ماذا حدث ؟!

أصرت على الصمت .. فأدركت أنها لا تريد أن تتحدث أمام الطفل الصغير .. فأومأت إليها أن تذهب لغرفتنا وتبعتها إلى هناك بعد أن ربت فوق ظهر صغيري .

عندما بدأت تروي لي ما حدث منه وما حدث له أيضاً هذا الصباح بدأت أدرك .

فالقصة لها بداية لا تعرفها زوجتي .. هي شاهدت فقط نصفها الثاني .. فرحت أروي لها أنا شطر القصة الأول كي تفهم ما حدث ويحدث.

القصة باختصار أني أعشق النوم بين أطفالي الثلاثة أسماء وعائشة وهذا الصبي الصغير ، وكثيراً ما كنت أهرب من غرفة نومي لأحشر نفسي بقامتي الطويلة في سريرهم الصغير.. كانوا يسعدون بذلك وكنت في الحقيقة أكثر سعادة منهم بذاك .

بالطبع كان لابد من حكايات أسلي بها صغاري .. كانت أسماء بنت الثمانية أعوام تطالبني دائماً بأن أحكي لها قصة سيدنا يوسف ، وأما فاطمة فكانت تحب سماع قصة موسي وفرعون أو الرجل الطيب والرجل الشرير كما كانت تسميهما هي.

وأما صغيري فكان يستمع دون اعتراض لأي حكاية أحكيها سواء عن سيدنا يوسف أو عن سيدنا موسي .

ذات ليلة سألت سؤالي المعتاد سيدنا يوسف أم سيدنا موسي.. صاحت كل واحدة منها تطالب بالحكاية التي تحبها .. فوجئت به هو يصيح مقاطعاً الجميع : " عمر بن الخطاب ".

تعجبت من هذا الطلب الغريب.. فأنا لم أقص عليه من قبل أي قصة لسيدنا عمر.. بل ربما لم أذكر أمامه قط اسم عمر بن الخطاب.. فكيف عرف به.. وكيف يطالب بقصته .

لم أشأ أن أغضبه فحكيت له حكاية عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه .. ارتجلت له هذه الحكاية بسرعة : حدثته عن خروجه بالليل يتحسس أحوال رعيته وسماعه بكاء الصِبية الذين كانت أمهم تضع على النار قدراً به ماء وحصى وتوهمهم أن به طعاماً سينضج بعد قليل ليسدوا به جوعهم.

حدثته كيف بكى عمر وخرج مسرعاً .. ثم عاد وقد حمل جوال دقيق على ظهره وصنع بنفسه طعاماً للصبية .. فما تركهم حتى شبعوا وناموا .

نام صغيري ليلتها سعيداً بهذه الحكاية .. في الليلة التالية فوجئت بصغيري يعلن أنه سيحكي لنا قصة عمر بن الخطاب

قلت له مستهزئاً : أتعرف ؟

أجاب في تحد : نعم

لا أستطيع أن أصف دهشتي وأنا أسمعه يحكيها كما لو كان جهاز تسجيل يعيد ما قلته.

في ليلة أخرى أحب أن يسمع حكايات ثانية لعمر بن الخطاب..

حكيت له حكاية ابن القبطي الذي ضربه ابن عمرو بن العاص .. وكيف أن عمر بن الخطاب وضع السوط في يد ابن القبطي وجعله يضرب ابن العاص .

في الليلة التالية أعاد على مسامعي حكايتي .. كان قد حفظها هي الأخرى.

وهكذا أمضينا قرابة شهر .. في ليلة أحكي له قصة عن عدل عمر .. أو عن تقواه .. أو عن قوته في الحق.. فيعيدها على مسامعي في الليلة التالية..

في إحدى الليالي فاجأني بسؤال غريب فقال : هل مات عمر بن الخطاب؟

كدت أن أقول له – نعم مات !! ..

لكني صمت في اللحظة الأخيرة فقد أدركت أنه صار متعلقاً بشخص عمر بن الخطاب..

وأنه ربما يصدم صدمة شديدة لو علم أنه قد مات .. تهربت من الإجابة.

في الليلة التالية سألني ذات السؤال تهربت أيضاً من الإجابة.

بعدها بدأت أتهرب من النوم مع أطفالي كي لا يحاصرني صغيري بهذا السؤال ..

صباح اليوم خرج مع والدته..

في الطريق لقي امرأة وعلى كتفها صبي يبكي كانت تسأل الناس شيئاً تطعم به صغيرها، فوجئ الجميع بصغيري يصيح بها : لا تحزني سيأتي عمر بن الخطاب بطعام لك ولصغيرك

جذبته أمه بعد أن دست في يد المرأة بعض النقود.

بعد خطوات قليلة وجد شاباً مفتول العضلات يعتدي على رجل ضعيف بالضرب بطريقة وحشية ..

صاح صغيري في الناس كي يحضروا عمر بن الخطاب ليمنع هذا الظلم.

فوجئت أمه بكل من في الطريق يلتفت نحوها ونحو صغيري ..

قررت أن تعود إلى المنزل بسرعة..

لكن قبل أن تصل إلى المنزل اعترض طريقها شحاذ رث الهيئة وطلب منها مساعدة .

دست في يده هو الآخر بعض النقود وأسرعت نحو باب المنزل لكنها لم تكد تصعد درجتين من السلم

حتى استوقفها زوجة البواب لتخبرها أن زوجها مريض في المستشفي وأنها تريد مساعدة.

هنا صاح صغيري بها مكررا سؤاله : هل مات عمر بن الخطاب؟!

عندما دخلت الشقة كان صوت التلفاز عالياً كان مذيع النشرة يحكي ما فعله اليهود بالقدس ومحاصرتهم للمسجد الأقصى.

أسرع صغيري نحو التلفاز وراح يحملق في صورة الجنود المدججين بالسلاح وهم يضربون المصلين بقسوة بالهراوات والرصاص المطاطي

التفت نحو أمه وهو يقول : مات إذن عمر بن الخطاب !!

راح يبكي ويكرر : مات عمر بن الخطاب .. مات عمر بن الخطاب .. مات عمر بن الخطاب

دفع صغيري باب الغرفة .. صمتت أمه ولم تكمل الحكاية.. لم أك محتاجاً لأن تكملها فقد انتهت.

توجه صغيري نحوي بخطوات بطيئة وفي عينية نظرة عتاب : مات عمر بن الخطاب؟

رفعته بيدي حتى إذا صار وجهه قبالة وجهي رسمت على شفتي ابتسامه وقلت له : أمك حامل .. ستلد بعد شهرين .. ستلد عمر ..

صاح في فرح : عمر بن الخطاب؟

قلت له : نعم.. نعم ستلد عمر

ضحك بصوت عالٍ وألقي نفسه في حضني وهو يكرر : عمر بن الخطاب .. عمر بن الخطاب

حبست دموعي وأنا أترحم على عمر بن الخطاب.

* * * * * * * *

عمر بن الخطاب رضي الله عنه

· هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن قرظ بن رزاح بن كعب بن لؤي . من قريش
· ولد بعد الفيل بثلاث عشرة سنة .

· كان إسلامه بعد إسلام حمزة بأيام وذلك بعد خروج المسلمين إلى الحبشة في هجرتهم الأولى في السنة الخامسة من البعثة

· صحب النبي صلى الله عليه وسلم حتى وفاته ، وشهد المشاهد كلها ، ولقبه النبي صلى الله عليه وسلم بالفاروق وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة.

· عهد له أبو بكر رضي الله عنه بالخلافة بعده ، فتولاه بعد وفاته ، وسمي أمير المؤمنين .
وفي عهده تمّت الفتوح الكبرى .

· كان من دعائه : اللهم إني أسألك شهادة في سبيلك ، وموتاً في بلد رسولك واستجاب الله له ذلك .

· ضربه أبو لؤلؤة المجوسي في صلاة الصبح من يوم الأربعاء لأربع بقين من ذي الحجة من سنة ثلاث وعشرين . ومات بعد ثلاثة أيام . ودفن بالحجرة النبوية يوم الأحد مستهل المحرم من سنة أربع وعشرين رضي الله عنه .

· قال صلى الله عليه وسلم :
( إنه قد كان فيما مضى قبلكم من الأمم محدثون ، وإنه كان في أمتي هذه منهم ، فإنه عمر بن الخطاب )


كتب عمر إلى ابنه عبد الله – رضي الله عنهما – في غيبة غابها :
أمّا بعد :

فإن من اتقى الله وقاه ، ومن اتكل عليه كفاه ، ومن شكر له زاده ، ومن أقرضه جزاه .
فاجعل التقوى عمارة قلبك ، وجلاء بصرك .
فإنه لا عمل لمن لا نية له .
ولا خير لمن لا خشية له .
ولا جديد لمن لا خلق له .

ومن حكم عمر وكلماته المأثورة ..

. إن كان الشغل محمدة فإن الفراغ مفسدة
. تعلموا العلم وتعلموا للعلم السكينة والحلم ولا تكونوا من جبابرة العلماء فلا يقوم علمكم بجهلكم
. أعقل الناس أعذرهم للناس
. أقدعوا هذه النفوس عن شهواتها فأنها طلاعة تنزع إلى شر غاية . إن هذا الحق ثقيل مريّ . وإن الباطل خفيف وبي ّ. وترك الخطيئة خير من معالجة التوبة . ورب نظرة زرعت شهوة . وشهوة ساعة أورثت حزنا طويلا
. ثلاث مهلكات : شح مطاع ، وهوى متبع ، وإعجاب المرء بنفسه
. الرجال ثلاثة : رجل ترد إليه الأمور فيسددها برأيه ، ورجل يشاور فيما أشكل عليه وينزل حيث يأمره أهل الرأي ، ورجل حائر بأمره لا يأتمر رشدا ولايطيع مرشدا
. والنساء ثلاثة : فامرأة عفيفة سلمة . هينة . لينة . ودود . ولود . تعين أهلها على الدهر ولا تعين على أهلها وقلما تجدها ، وأخرى وعاء للولد لا تزيد على ذلك شيئا ، وأخرى غل قمل يجعلها الله في عنق من يشاء
. لا شيء أسلب للنعمة من كفرانها وإن الشكر أمن للغير ونماء للنعمة واستيجاب للزيادة
. لا يقعد أحدكم عن طلب الرزق ويقول اللهم ارزقني وقد علم أن السماء لاتمطر ذهبا ولا فضة . وأن الله تعالى إنما يرزق الناس بعضهم من بعض وتلى قوله تعالى " فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون "
. إن الناس لم يزالوا مستقيمين ما استقامت أئمتهم وهداتهم
. أحب الناس إليّ من رفع إلي عيوبي

ومن أراد التعرف على سيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه
يمكنكم تحميل الكتاب للمؤلف عبدالرحمن الشرقاوي ~> الفاروق عمر بن الخطاب (http://www.al-mostafa.info/data/arabic/depot2/gap.php?file=019697.pdf)

امـ حمد
12-03-2012, 02:09 AM
بارك الله فيج حبيبتي

ويزاااج ربي جنة الفردوس ياعمري

كازانوفا
12-03-2012, 02:18 PM
ياااااااا الله تحشرني معهم ويااكم في جنة الفردوس الاعلى يارب العالمين
اشكرك على القصه وعلى السيره الرائعه والكلمات القويه لسيدنا عمر بن الخطااااااب

عاشق الشهادة
12-03-2012, 04:31 PM
مات عمر ولم يمت العمريون
مات ابو بكر ولم يمت البكريون
مات خير البشر ورسالته حية والتوحيد باق الى يوم الدين ,

جزاج الله كل خير اختي ارين على هذه القصة .

ارين
13-03-2012, 05:25 PM
بارك الله فيج حبيبتي

ويزاااج ربي جنة الفردوس ياعمري



وفيج الله بارك حبيبتي أم حمد وجزاك الله بالمثل غاليتي

ارين
15-03-2012, 12:38 AM
ياااااااا الله تحشرني معهم ويااكم في جنة الفردوس الاعلى يارب العالمين
اشكرك على القصه وعلى السيره الرائعه والكلمات القويه لسيدنا عمر بن الخطااااااب


آمين .. آمين
أهلا بك كازانوفا بل أنا التي أشكرك على مرورك الجميل ولكلماتك الرائعة .. شكري وتقديري





مات عمر ولم يمت العمريون
مات ابو بكر ولم يمت البكريون
مات خير البشر ورسالته حية والتوحيد باق الى يوم الدين ,

جزاج الله كل خير اختي ارين على هذه القصة .


ما أجمل كلماتك .. صدقت أخي عاشق الشهادة .. وما قلته هو عين الصواب
شكرا لك ولحضورك العطر ..
بارك الله ونفع بك وجزاك الفردوس الأعلى

ضيفتكم
18-03-2012, 09:10 PM
الله يجزاك خير

ارين
24-03-2012, 04:04 PM
الله يجزاك خير


ولك بمثل ما دعوتِ وزيادة ..

والموضوع موضوعج يا ضيفتنا .. نورتي المتصفح بطلتج ويا هلا فيج دووم http://www.qatarshares.com/vb/images/icons/icon7.gif

عاشق الشهادة
24-03-2012, 04:23 PM
قال عمر رضي الله عنه :
(( كنتم أذل الناس ، فأعزكم الله برسوله ، فمهما تطلبوا العز بغيره يذلكم الله ))

المقاول
24-03-2012, 06:37 PM
سيدنا عمر بن الخطاب ــ رضي الله عنه يقول : ( لو أن بغلة في العراق تعثَّرت لخفت أن أسأل عنها لِمَ لَمْ أسوِّ لها الطريق )
جزاك الله كل خير .. نعم عمر بن الخطاب.

دوحة العطاء
28-03-2012, 02:17 AM
جزاج الله خير

ارين
02-04-2012, 03:01 PM
قال عمر رضي الله عنه :
(( كنتم أذل الناس ، فأعزكم الله برسوله ، فمهما تطلبوا العز بغيره يذلكم الله ))


سيدنا عمر بن الخطاب ــ رضي الله عنه يقول : ( لو أن بغلة في العراق تعثَّرت لخفت أن أسأل عنها لِمَ لَمْ أسوِّ لها الطريق )
جزاك الله كل خير .. نعم عمر بن الخطاب.


جزاج الله خير



بارك الله فيكم أخواني الأفاضل وجزاكم الله خير الجزاء

khaldoon
04-04-2012, 05:49 AM
بارك الله فيكي اختي على هذه القصه الرائعه