تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : إقبال كبير على جناح "مشيرب " في كان



سيف قطر
14-03-2012, 06:40 AM
إقبال كبير على جناح "مشيرب " في كان

أول جناح قطري في تاريخ المعرض يستقطب آلاف الزوّار
المهندي: التنمية العمرانية المستدامة أهم تحدّيات الحاضر والمستقبل
الحر: ضروة وضع تشريعات تنظيمية فاعلة لإدماج معايير البيئة ضمن التصميم العمراني

الدوحة- الراية :

حققت شركة "مشيرب العقارية" نجاحاً باهراً بمشاركتها في فعاليات دورة العام 2012من معرض "مييبم"، أكبر معرض عقاري في العالم والذي يُقام سنوياً في مدينة "كان" الفرنسية، وذلك بحسب ما أكّده المنظمون والعارضون وزوّار المعرض.

شهد معرض "مييبم"، للمرة الأولى في تاريخه، تنظيم جناح وطني قطري استعرض أبرز مشاريع التطوير العقاري بدولة قطر واستضاف على مدى يومين فعاليات "منتدى قطر للتنمية العمرانية". والجدير بالذكر أن الجناح القطري يُعدّ واحداً من أوائل الأجنحة الوطنية التي استضافتها فعاليات المعرض حيث اقتصرت القلة من الأجنحة الوطنية على لندن وباريس وألمانيا.
واستعرض الجناح القطري الدولة الرائدة في مجال التخطيط العمراني الذي يجمع المناهج العمرانية التقليدية بالتقنية الحديثة بغرض الحفاظ على الهويتين البيئية والثقافية.

وقد استقطب مشروع "مشيرب قلب الدوحة" الذي يهدف إلى إعادة إحياء وتطوير الوسط التجاري للعاصمة القطرية بتكلفة تبلغ حوالي 5.5 مليار دولار، اهتماماً واسعاً من زوّار الجناح القطري الذين بلغ عددهم أكثر من خمسة آلاف زائر خلال أيام المعرض، الذي استمرّت فعاليته لمدة لأربعة أيام.

في هذا الصدد، قال المهندس عيسى بن محمد المهندي، الرئيس التنفيذي لشركة "مشيرب العقارية": تميّزت مشاركة "مشيرب العقارية" بمعرض "مييبم" هذا العام بزخم كبير عزّزته جودة أفكارنا المبتكرة وحجم مشاريعنا. ونحن فخورون بالتعاون مع شركات التطوير العقاري القطرية الرائدة لتمثيل دولة قطر على الساحة الدولية حيث لاقت الأفكار المبدعة والتناغم بيننا، بالإضافة إلى الرؤى المعمقة التي طرحها خبراء القطاع الذين شاركت بفعاليات "منتدى قطر للتنمية العمرانية"، صدى إيجابياً واسعاً لدى زوّار دورة العام 2012 من المعرض. تعي شركتنا تماماً أهمية التنمية العمرانية المستدامة، التي تُشكّل تحدّياً رئيسياً يُواجه أجيال الحاضر والمستقبل، ونحن نعكس ذلك من خلال مشاركتنا في المبادرات الرائدة التي تلعب دوراً رائداً في مجابهة هذه التحدّيات، مثل الجناح القطري والمنتدى.

وأقيم "منتدى قطر للتنمية العمرانية" تحت عنوان "العمارة المستدامة والتطوير الحضري"، وتمّ خلاله بحث القضايا الجوهرية للتطوير العمراني التقدّمي التي تتضمّن تحقيق الاستدامة والأجندة الخضراء والحفاظ على الهوية الثقافية والتراثية والوطنية في ضوء تسارع العولمة والحداثة.

شكّل هذا الحدث رفيع المستوى منصّة تمّ من خلالها تقديم عرضين توضيحيين رئيسيين وعقد أربع جلسات نقاشية مع نخبة من أشهر مهندسي العمارة والمصممين والمبتكرين العمرانيين.

وقد افتتح اللورد ريتشارد روجرز، الحائز جائزة "بريتزكر" للهندسة المعمارية لعام 2007، الذي يشتهر عمله من خلال مركز "بومبيدو" بباريس ومبنى بنك "لويدز" بلندن، فعاليات اليوم الأول للمنتدى بعرض ألقاه تحت عنوان "الاستدامة والطاقة والتنمية الخضراء"، تحدّث فيه عن المواضيع الرئيسية لتصاميمه التي حصدت الجوائز العالمية.
وقد أشاد اللورد روجرز، الحائز الميدالية الذهبية للمعهد الملكي لمهندي العمارة البريطانيين لعام 2005، بالتقدّم الذي حققته دولة قطر لتصبح اليوم الرائدة على مستوى العالم في مجال التنمية العمرانية المستدامة.

وقال اللورد روجرز: أهم شيء في حياتي هو إدراك أهمية البيئة، كما أكّد وجوب إعادة العامل الإنساني إلى فن العمارة، معتبراً أن أهم طريقة لتحقيق ذلك تكمن في اعتماد المقاربات المستدامة في التصميم العمراني.

بعد ذلك، قامت مجموعة من نخبة مهندسي العمارة والمصمّمين، ضمّت البروفيسور ماسيميليانو فوكساس وإيميليو إيمباز وإيمانويل بلامونت وباتريك بيليو بالبحث في معنى الاستدامة وبإمكانية وضع خارطة طريق لإدماج رؤية الاستدامة في التخطيط العمراني.

ودعا البروفيسور فوكساس، مهندس العمارة الإيطالي والأستاذ المحاضر في كلية الهندسة المعمارية الخاصة بباريس وجامعة كولومبيا بنيويورك، إلى إعادة النظر بصورة شاملة في أنماط السلوك المعتمدة تجاه البيئة العمرانية، فقال: علينا تغيير النظام المعتمد لكي نتمكّن من تحسين ظروف الحياة البشرية. يعيش 60% من سكان العالم في المدن ونحن بحاجة إلى مفهوم جديد في تخطيط المدن بحيث نضمن استغلال المساحة بأفضل صورة ممكنة والحد من هدر الطاقة والمياه، فالعالم اليوم لا يحتاج مهندسي العمارة بقدر حاجته إلى اتباع مبادئ الإنسانية.

ركّزت جلسة النقاش الثانية في اليوم الأول على الابتكار التقني كمتطلب أساسي لإدارة التأثير البيئي لتوسّع المدن، وقد شهدت هذه الجلسة مشاركة كل من كين ينغ، مبتكر ناطحة السحاب "بايو-كلايمت"، وبيل دنستر، خبير الاستراتيجيات البيئية ومؤسس "زيدفاكتوري"، ويوسف الحر، رئيس المنظمة الخليجية للأبحاث والتطوير، إحدى أبرز المؤسسات الوطنية في دولة قطر.

وتعقيباً على نجاح المنظومة القطرية لتقييم الاستدامة (qsas)، أول منظومة شاملة في الشرق الأوسط تعتمد معايير الأداء الموضوعي لتقييم استدامة المباني، أكّد الدكتور يوسف الحر الحاجة إلى وضع تشريعات تنظيمية فاعلة لإدماج معايير مراعاة والحفاظ على البيئة ضمن ممارسات التصميم العمراني، وقال: منذ بدأنا بتنفيذ المنظومة القطرية لتقييم الاستدامة توسع اعتماد المشاريع لمبادئ الاستدامة.

بدوره أكّد كين ينغ أهمية التعليم، فقال: أنا أعتقد بأن عشر سنوات من تعليم التصميم المستدام ستجعل من الاستدامة معتقداً راسخاً عند الطلاب.

افتتحت فعاليات اليوم الثاني بعرض توضيحي قدمته أنجيلا بريدي، رئيس المعهد الملكي للمهندسين المعماريين البريطانيين ومدير "باردي مالاليو أركيتكتشر" بلندن، حول الدور المهم للتاريخ والثقافة والتراث والبيئة المحلية في تشكيل المشهد العمراني.

قالت بريدي: إن المكوّن الأساسي في التجربة المدنية هو غنى المدن وتميّزها بطابع ثقافي يعكس خلفيات سكانها. ويلعب التعرف إلى تأثير البيئة التاريخية في مستوى الحياة المعاشة دوراً محورياً في ضمان الحفاظ على جاذبية المدن كأمكنة لعيش الإنسان.

من ناحية أخرى، طرح كل من ويل أسلوب وبياتريس غاليلي ومايك جينكس وإيمانويل بلامونت مجموعة من وجهات النظر حول العلاقة بين التخطيط العمراني والهوية الثقافية ضمن جلسة نقاشية أقيمت تحت عنوان "استرجاع الهوية: تأثير العولمة والطابع الإقليمي على فن صناعة المكان في المدن". وفي هذا السياق، أشار المعماري البريطاني ويل أسلوب إلى أن المدن المعاصرة تُعاني من "أزمة هوية" ودعا واضعي المخططات العمرانية إلى استلهام التراث والثقافة حيث إن "التقدم يتطلب دراسة الماضي".

أمّا جلسة النقاش الرابعة والأخيرة ضمن إطار الدورة الافتتاحية لـ"المنتدى القطري للتنمية العمرانية"، فقد شهدت البحث في المشاعر العاطفية التي يحسها البشر تجاه المدن، ضمن حوار حمل عنوان "مدينة أحبها: الملكية والشخصية وتطور المدن".

وقد شارك في هذه الجلسة النقاشية كل من جورج كونهيريو، أستاذ هندسة العمارة بجامعة كوكوشيكان في طوكيو، وأتيليو بتروتشيولي، مدير هندسة المناظر، رئيس قسم الهندسة المدنية وهندسة العمارة بجامعة التقنيات المتعددة في باري، وجون ليذرلاند، مطور أطر التصميم لمشروع ترميم الأحياء الشرقية بلندن، وتيم مكاور، المهندس البريطاني المسؤول عن تصميم حي الديوان الأميري بالدوحة.

وتعقيباً على النجاح الذي حققه المنتدى، قال المهندس عيسى المهندي: منح "المنتدى القطري للتنمية المعمارية" أولوية متساوية للقضايا المتعلقة بالحلول والمفاهيم، وتمكّن بذلك من التأثير بشكل عملي في ممارسات الكثيرين من خبراء القطاع. وقد لاقت الدورة الافتتاحية من المنتدى صدى إيجابياً واسعاً لدى المشاركين والضيوف على حدٍّ سواء، وهو يُعتبر منصة وهيكلية نموذجية لإقامة المزيد من المنتديات في قطر وضمن إطار الفعاليات الدولية المتخصّصة الأخرى.

تأسّست "مشيرب العقارية"، الذراع العقارية لـ"مؤسسة قطر"، كشركة تجارية ترمي إلى دعم أهداف "مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع" وإلى تحقيق أهداف رؤية "قطر 2030" الاستراتيجية. وتسعى "مشيرب العقارية" لتحقيق تغيير نوعي في نظرة الشعب للحياة المدنية ومن الارتقاء بأسلوب حياتهم من خلال التركيز على الابتكار في تشجيع التفاعل الاجتماعي واحترام الثقافة والتراث وترسيخ العناية بالقضايا البيئية.

تسعى "مشيرب العقارية" إلى تطوير مشروع الرائد "مشيرب قلب الدوحة" ليصبح أكبر تجمع لمبانٍ حاصلة على شهادات نظام الريادة في الطاقة والتصميم البيئي "ليد leed"، وتعزيز إنجازاتها في مجال الاستدامة.

وتسعى "مشيرب العقارية" كذلك لتحقيق تغيير نوعي في نظرة الشعب للحياة المدنية ومن الارتقاء بأسلوب حياتهم من خلال التركيز على الابتكار في تشجيع التفاعل الاجتماعي واحترام الثقافة والتراث وترسيخ العناية بالقضايا البيئية.
وكرّست "مشيرب العقارية" ثلاث سنوات للبحث في تاريخ العمارة القطرية ودراسة العديد من مذاهب التخطيط المدني المتبعة في مختلف أنحاء العالم، وذلك بالتعاون مع أبرز أعلام التصميم وخبراء القطاع بغية التوصل إلى لغة معمارية أصيلة راسخة في صروح الماضي تنقلها بأمانة إلى أجيال المستقبل وتحفظها لهم.

ويعني اسم الشركة "مشيرب" "المكان المخصّص لشرب المياه" وهو الاسم التاريخي الذي يُعرف به وسط مدينة الدوحة، وتمّ تصميم العلامة التجارية للشركة على شكل القسم الحجري البارز من بئر الماء، الذي يعد من أبرز خصائص المجتمعات الخليجية، مع تأثير حبري يعيد إلى الأذهان الخط العربي الكلاسيكي.

وحصلت "مشيرب العقارية مؤخّراً على شهادة "آيزو" من المعهد البريطاني للمعايير وذلك لاتباعها لأعلى معايير الجودة "iso 9001:2008" والأداء البيئي "iso 14001:2004" ومعايير الصحة والسلامة الوظيفية "bs ohsas 18001:2007".

حظيت "مشيرب العقارية" بتقدير واعتراف واسعين في أوساط القطاع العقاري وحصدت العديد من الجوائز التقديرية، بما يتضمن جائزة مجلة "أركتكتشرال ريفيو" لمشاريع المستقبل في "معرض السوق الدولية لتجارة العقارات" الذي أُقيم في مدينة "كان" في فرنسا.

وأطلقت "مشيرب العقارية" في مايو 2011 مشروعاً بحثيّاً ديناميكيّاً بالتعاون مع كلية التصميم التابعة لجامعة هارفرد، وذلك بهدف استكشاف إمكانات التطوير المدني المستدام في منطقة الخليج، ووضع مصدر موحّد للمعلومات المعمارية: موسوعة الخليج للعمران المستدام وتشجيع بلدان المنطقة على اعتماد أفضل الممارسات في هذا المجال. ويُمهّد هذا المشروع، الذي تموّله "مشيرب العقارية"، الطريق أمام افتتاح مركز أبحاث دائم في قطر للجمع بين الباحثين من كل أنحاء الخليج والشرق الأوسط.